عرض مشاركة واحدة
قديم 11-06-11, 09:31 PM   #9

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


سكتت مترددة للحظة ثم أضافت:
" أتصل غاي بالهاتف قبل قليل وقال أنه سيجلب معه صديقة, وفكرنا.......".
توقفت وأخذت تحدق بوجه موروينا بترقب.
عضت موروينا شفتها , أذن سيجلب غاي معه آخر حبيباته للغداء , وأمه تريد أن تعرف ماذا سيكون رد فعلها , هل ستقبل الأمر بدون أهتمام , أم سنغضب وتثور , أنتابها الغيظ , لكنها قالت متظاهرة باللامبالاة:
" لطيف جدا .... لكن أذا كان وجودي يسبب أي أرباك فأنني سأتناول وجبة خفيفة في الخارج".
أبتسمت الليدي كير سلاك برياء وهي تقول:
" آوه يا عزيزتي , هذا أمر غير متوقع منك أبدا , كم أنت حمقاء أحيانا , بالطبع لا نريد أن نتدخل في شؤونك , فأنت أمرأة ناضجة الآن , وطبيعي جدا أن ترغبي في أن تكوني مستقلة , ولا نريد أن نجعلك تشعرين بأننا نكبح رغباتك بأي شكل من الأشكال".
توقفت عن الكلام ثانية وفي صوتها شيء من أهتمام وقلق أمومي , وكأنها تريد أن تكسب ثقة موروينا , لكن موروينا قررت أن لا تنخدع بها ولا للحظة , وحتى ولو لم تكن قد سمعت ذلك النقاش القصير في غرفة الجلوس , فأنها أدركت أن نبرات باتريسيا ومواقفها كلها تكشف أنهم تحملوها ما فيه الكفاية , وينتظرون رحيلها بفارغ الصبر.
فجأة أحست أن أعترافها بالعجز وموت آمالها في أن تكون فنانة هو أكثر مما تستطيع تحمله.
قفزت الى ذهنها فكرة غريبة , وقبل أن تناقش مدى الحكمة فيما قررته , تكلمت قائلة:
" لا تقلقي بشأني بعد الآن , يا أبنة العم باتريسيا , قررت أن أخبرك بعد الغداء أنني ذاهبة من هنا ".
" الى أين؟".
هتفت الليدي كير سلاك.
" الحقيقة أنني أستلمت رسالة هذا الصباح فيها دعوة للبقاء مع أقرباء أمي في تريفينون حتى يحل موعد ذهابي الى كاركاسون في الربيع ,أنها فرصة جيدة لي , كورنوول مكان رائع للفنانين , سمعت أمي تكرر دائما أنها أنجزت أفضا رسومها هناك".
أنهت كلامها بحنق وهي تفكر أن باتريسيا كانت متلهفة لسماع هذا الخبر , أستقرت نظرات الليدي كير سلاك على مجموعة الصور البادية خلف موروينا , ثم عادت لتحدّق في وجهها بأستغراب قائلة:
" هل لأمك أقرباء في كورنوول ؟ لم أكن أعرف ذلك......".
قاطعتها موروينا قائلة :
" أقرباء بعيدون جدا .... الله وحده يعرف كم عددهم ".
ثم بحثت في ذاكرتها عن أسماء لتسند روايتها:
" أنه الخال دومنيك الذي بعث ارسالة".
كان هذا هو الأسم الذي تكرره أمها دائما : دومنيك من علّم أبنة المدينة تسلّق الصخور حافية القدمين , تجذيف القارب , أصطياد السمك , وهو من قصّ عليها تلك الأساطير التي تذكرتها موروينا , كقصص ما قبل النوم , قصص عن الأشباح الصغيرة التي تقطن منجم القصدير , والتي تتنبأ ضربات معاولها بحدوث الكوارث , قصص عن السفينة التي غرقت في المضيق خلال العواصف التي لاحقت الأسطول الأسباني المنحوس , والذهب الذي غرق فيها.
" أنها مفاجأة ......".
قالت الليدي كيرسلاك , ثم أضافت بعد لحظة :
" أظن أنك تعرفين ما تفعلينه , لكن هل سبق أن ألتقيت بأحد من هؤلاء الأقارب؟".
" كلا , لكنني أحس بأنني أعرفهم جيدا , لقد حدثتني أمي كثيرا عنهم".
دست موروينا يديها في جيوب سترتها وهي تشعر بأثم كبير لهذا الكذب , قالت الليدي كير سلاك بخشونة :
" حسنا , أنه لعطف كبير منهم أن يعرضوا عليك بيتا , آمل ألا تستغلي كرمهم يا موروينا , أنت لا ترضين أن تكوني عالة على الآخرين طوال حياتك , لكن أذا كان الأمر مجرد أسابيع فأظن أنه لن يكون ثقيلا".
توقفت للحظة ثم أضافت متسائلة:
" والآن , ماذا بشأن الغداء؟".
" أرجو ألا تقلقي بشأني , أظن أنني سأذهب لأحزم أمتعتي".
" مثلما تشائين".
قالت الليدي كير سلاك بدون أن تهتم بأخفاء غبطتها من جريان الأمور بهذا الشكل , أستدارت نحو الباب ثم ترددت وكأنها تذكرت شيئا ما, وقالت :
" أذا كنت ترغبين في أخذ أي من هذه الرسوم , فلا تتردي في ذلك يا موروينا , لقد أتفقنا أنا وجيوفري الليلة الماضية أنه من الأنصاف أن تحتفظي ببعض التذكارات من والدتك , رغم أنه ليس هناك من نص قانوني يخوّلك ذلك".
" شكرا لك.....".
" لا أقترح بالطبع أن تأخذي أيا من الصور التي في الطابق الأسفل , أما التي في هذه الغرفة فخذي منها ما تشائين , لا أعتقد أن الغرض من الأحتفاظ بالرسوم هو جودتها بأي شكل من الأشكال , وأنما بالطبع قيمتها العاطفية بالنسبة اليك".
كان وجه موروينا جامد التعابير , وكلمات الشكر التي قالتها كانت مؤدبة , ويبدو أن أمل الليدي كير سلاك في رؤية أية علامة أبتهاج على وجهها , قد خاب.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس