نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة ? العضوٌ???
» 77031 | ? التسِجيلٌ
» Feb 2009 | ? مشَارَ?اتْي » 7,187 | ?
نُقآطِيْ
» | | سكتت مترددة للحظة ثم أضافت: " أتصل غاي بالهاتف قبل قليل وقال أنه سيجلب معه صديقة, وفكرنا.......". توقفت وأخذت تحدق بوجه موروينا بترقب. عضت موروينا شفتها , أذن سيجلب غاي معه آخر حبيباته للغداء , وأمه تريد أن تعرف ماذا سيكون رد فعلها , هل ستقبل الأمر بدون أهتمام , أم سنغضب وتثور , أنتابها الغيظ , لكنها قالت متظاهرة باللامبالاة: " لطيف جدا .... لكن أذا كان وجودي يسبب أي أرباك فأنني سأتناول وجبة خفيفة في الخارج". أبتسمت الليدي كير سلاك برياء وهي تقول: " آوه يا عزيزتي , هذا أمر غير متوقع منك أبدا , كم أنت حمقاء أحيانا , بالطبع لا نريد أن نتدخل في شؤونك , فأنت أمرأة ناضجة الآن , وطبيعي جدا أن ترغبي في أن تكوني مستقلة , ولا نريد أن نجعلك تشعرين بأننا نكبح رغباتك بأي شكل من الأشكال". توقفت عن الكلام ثانية وفي صوتها شيء من أهتمام وقلق أمومي , وكأنها تريد أن تكسب ثقة موروينا , لكن موروينا قررت أن لا تنخدع بها ولا للحظة , وحتى ولو لم تكن قد سمعت ذلك النقاش القصير في غرفة الجلوس , فأنها أدركت أن نبرات باتريسيا ومواقفها كلها تكشف أنهم تحملوها ما فيه الكفاية , وينتظرون رحيلها بفارغ الصبر. فجأة أحست أن أعترافها بالعجز وموت آمالها في أن تكون فنانة هو أكثر مما تستطيع تحمله. قفزت الى ذهنها فكرة غريبة , وقبل أن تناقش مدى الحكمة فيما قررته , تكلمت قائلة: " لا تقلقي بشأني بعد الآن , يا أبنة العم باتريسيا , قررت أن أخبرك بعد الغداء أنني ذاهبة من هنا ". " الى أين؟". هتفت الليدي كير سلاك. " الحقيقة أنني أستلمت رسالة هذا الصباح فيها دعوة للبقاء مع أقرباء أمي في تريفينون حتى يحل موعد ذهابي الى كاركاسون في الربيع ,أنها فرصة جيدة لي , كورنوول مكان رائع للفنانين , سمعت أمي تكرر دائما أنها أنجزت أفضا رسومها هناك". أنهت كلامها بحنق وهي تفكر أن باتريسيا كانت متلهفة لسماع هذا الخبر , أستقرت نظرات الليدي كير سلاك على مجموعة الصور البادية خلف موروينا , ثم عادت لتحدّق في وجهها بأستغراب قائلة: " هل لأمك أقرباء في كورنوول ؟ لم أكن أعرف ذلك......". قاطعتها موروينا قائلة : " أقرباء بعيدون جدا .... الله وحده يعرف كم عددهم ". ثم بحثت في ذاكرتها عن أسماء لتسند روايتها: " أنه الخال دومنيك الذي بعث ارسالة". كان هذا هو الأسم الذي تكرره أمها دائما : دومنيك من علّم أبنة المدينة تسلّق الصخور حافية القدمين , تجذيف القارب , أصطياد السمك , وهو من قصّ عليها تلك الأساطير التي تذكرتها موروينا , كقصص ما قبل النوم , قصص عن الأشباح الصغيرة التي تقطن منجم القصدير , والتي تتنبأ ضربات معاولها بحدوث الكوارث , قصص عن السفينة التي غرقت في المضيق خلال العواصف التي لاحقت الأسطول الأسباني المنحوس , والذهب الذي غرق فيها. " أنها مفاجأة ......". قالت الليدي كيرسلاك , ثم أضافت بعد لحظة : " أظن أنك تعرفين ما تفعلينه , لكن هل سبق أن ألتقيت بأحد من هؤلاء الأقارب؟". " كلا , لكنني أحس بأنني أعرفهم جيدا , لقد حدثتني أمي كثيرا عنهم". دست موروينا يديها في جيوب سترتها وهي تشعر بأثم كبير لهذا الكذب , قالت الليدي كير سلاك بخشونة : " حسنا , أنه لعطف كبير منهم أن يعرضوا عليك بيتا , آمل ألا تستغلي كرمهم يا موروينا , أنت لا ترضين أن تكوني عالة على الآخرين طوال حياتك , لكن أذا كان الأمر مجرد أسابيع فأظن أنه لن يكون ثقيلا". توقفت للحظة ثم أضافت متسائلة: " والآن , ماذا بشأن الغداء؟". " أرجو ألا تقلقي بشأني , أظن أنني سأذهب لأحزم أمتعتي". " مثلما تشائين". قالت الليدي كير سلاك بدون أن تهتم بأخفاء غبطتها من جريان الأمور بهذا الشكل , أستدارت نحو الباب ثم ترددت وكأنها تذكرت شيئا ما, وقالت : " أذا كنت ترغبين في أخذ أي من هذه الرسوم , فلا تتردي في ذلك يا موروينا , لقد أتفقنا أنا وجيوفري الليلة الماضية أنه من الأنصاف أن تحتفظي ببعض التذكارات من والدتك , رغم أنه ليس هناك من نص قانوني يخوّلك ذلك". " شكرا لك.....". " لا أقترح بالطبع أن تأخذي أيا من الصور التي في الطابق الأسفل , أما التي في هذه الغرفة فخذي منها ما تشائين , لا أعتقد أن الغرض من الأحتفاظ بالرسوم هو جودتها بأي شكل من الأشكال , وأنما بالطبع قيمتها العاطفية بالنسبة اليك". كان وجه موروينا جامد التعابير , وكلمات الشكر التي قالتها كانت مؤدبة , ويبدو أن أمل الليدي كير سلاك في رؤية أية علامة أبتهاج على وجهها , قد خاب. |