نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة ? العضوٌ???
» 77031 | ? التسِجيلٌ
» Feb 2009 | ? مشَارَ?اتْي » 7,187 | ?
نُقآطِيْ
» | | كانت حبات العنب لذيذة , ولكن أيفين شعرت بالخجل بسبب العينين السوداوين اللتين تتطلّعان إليها وقد تناولت ثلاث حبات أو أربع. سألها وقد وقف أمام الصورة وهو يتكىء بشدة على عصاه: " هل أطعمك أمريتو؟". لاحظت أيفين أن ساقة تؤلمه , وأن فمه الجميل يعلوه حزن يقربه منها . " زوجته قدمت لي أفطارا يا سيدي .... كان مصيري الموت لولا أمريتو". قال وهو يتأملها من خلال دخان سيكاره : " أهدأي , كان شيئا لا يصدق بالنسبة إليك , كان كابوسا وعليك نسيانه". " كان الناس يصرخون والسفينة تغرق!". " لعل كثيرين منهم قد نجوا مثلك". " كنت أسافر كمرافقة للسيدة ساندل , وأتساءل......". " أذا كانت هي أيضا قد نجت؟". " نعم يا سيدي". قالت أيفين ذلك وقد أتسعت عيناها من الأسى , صحيح أنها لم تشعر أبدا بمحبة كبيرة لسيدتها , ولكنها عرفت تجربة الغرق في المحيط المظلم والخوف يزحف إلى قلبها. " سأطلب الأستفسار عنها ". ثم نظر إليها وإستطرد : " أتودين العودة إليها أذا كانت قد نجت؟". " كلا!". أنطلقت الكلمة قبل أن تتمكن من كتمانها : " أظن أنه يتوجب عليّ ذلك ...... فلا شيء لديّ , لا ثياب ولا مال". " هل تفضلين البقاء هنا". لم تصدق أيفين أنها سمعت العبارة صحيحة , ولكنها في لمح البصر وكأنما هزّها إنفجار قنبلة أيقنت أنها سمعتها بوضوح تام , وتطلعت إليه بحيرة لتفهم دعوته , هو مركيز وهي مجرد مرافقة , أتراه يعرض عليها وظيفة خادمة في القلعة؟ فسألته بصوت خافت: " أتسمح لي بالعمل هنا يا سيدي؟". مرة أخرى إرتسمت الأبتسامة المقتضبة على شفتيه وقال: كلا يا آنسة , أنا أدعوك للبقاء هنا فترة , أن خدمي كلهم من الرجال بأستثناء مدبرة المنزل". " ولكن....". رفع حاجبيه وقال: " ولكن مناذا , كان واضحا أنك غير راغبة تماما في العودة إلى عملك السابق , ألا تفضلين البقاء هنا في القلعة؟". سألته وهي تشعر بشيء من العذاب: " بأية صفة؟". " بصفة ضيفتي يا آنسة بلغريم , أتظنين أنك أثرت عواطفي؟". أنتابها الحياء , وأحسّت بعينيه تتابعان سريان هذا الحياء من خديها إلى شعرها الذي جعده البحر , طمأنها بسخرية: " أؤكد لك أنني لا أمارس حق السيد على كل أنثى تطأ الجزيرة , أنت فتاة مشردة وستمكثين هنا , هذا ما أراه". أستقرت أيفين في الكرسي المخملي الطويل الظهر , وبين يديها صحن العنب الذهبي , ماذا عن عائلته؟ لن يسرها بالتأكيد أن تحل فتاة تعيسة مشرد ضيفة عليها؟ أتكأ على عصاه وأمهن النظر إليها كأنها شيء غريب في غير موضعه داخل هذه الغرفة الجميلة , إلا أن شيئا قد جذبه إليها , فسألها : " ما هو الأعتراض الآن؟". " ماذا تقول عائلتك؟". " ليس عندي عائلة". وفجأة أعتلت وجهه خشونة , وكأنما مسّت جرحا كان يخفيه , وأضاف: " لا زوجة ولا أولاد عندي , في القلعة بعض القطط وكلب صيد كما ترين". وضرب بعصاه قدمه اليسرى ثم قال: " وها أنذا أعرج كالشيطان". وسرت قشعريرة في كيان أيفين , أجل أنها أحست من اللحظة الأولى للقائه أن هناك شيئا شيطانيا في هذا الرجل! سألته منزعجة: " تعني أنك ستكون مسؤولا عني؟". " سيكون ذلك شيئا جديدا". وقرع جرسا فضيا لأستدعاء أحد حاشيته , وتابع: " أرى أن الأنكليزية لا تريد أن يطوقها أحد بجميله , ولكن الجزيرة بعيدة جدا عن الأرض الأم ( أسبانيا ) وعليك قبول ضيافتي , شئت أم أبيت". " هذا كرم منك يا سيدي". " كرم؟ أنا عملي وأسباني , بيتي بيتك!". نظرت الى ما حولها من سجلد غني بألوانه اللامعة والى المزهرية الذهبية , وشعرت كأنها شحاذة بين يدي أحد الكلوك!". " كل الأجراءات اللازمة سيجري تنظيمها مع البوليس الأسباني ". قال ذلك ثم نظر الى الباب وهو ينفتح وتدخل منه أمرأة , كانت متجهمة الوجه ترتدي ثوبا أسود , وقد تحدث اليها الماركيز بسرعة بالأسبانية , وشعرت أيفين بالنظرة الباردة التي مقتها بها المرأة . " أمرك يا دون خوان". ثم أنحنت وأنسحبت من الغرفة , فقال: " طلبت من مدبرة المنزل أعداد غرفة لك , اسمها آلما , وستجدينها معينة". نظرت اليه أيفين في حيرة , أنه يتولى رعايتها كأنها هرة صغيرة وجدها عند عتبة بابه , ولكن ليس في تصرفاته أي شعاع من حنان , فهمست شاكرة بأحساس العارفة بقلة حيلتها , لعله قد دعاها للبقاء لكي يدرس أنطباعها عن قلعته , تمنت لو أنه في مقدورها معارضته , قال: " سترين البحر من غرفة نومك , أنه بحر فاتن". جفلت من وصفه للبحر بالفتنة , أنها لم تنس بعد أن البحر جرفها في عتمته كحطام سفينة , ولم تكن لتنسى الخوف والوحدة. |