عرض مشاركة واحدة
قديم 05-08-11, 01:25 AM   #4

هناء12
 
الصورة الرمزية هناء12

? العضوٌ??? » 189400
?  التسِجيلٌ » Jul 2011
? مشَارَ?اتْي » 120
?  نُقآطِيْ » هناء12 has a reputation beyond reputeهناء12 has a reputation beyond reputeهناء12 has a reputation beyond reputeهناء12 has a reputation beyond reputeهناء12 has a reputation beyond reputeهناء12 has a reputation beyond reputeهناء12 has a reputation beyond reputeهناء12 has a reputation beyond reputeهناء12 has a reputation beyond reputeهناء12 has a reputation beyond reputeهناء12 has a reputation beyond repute
افتراضي لقاء نجمة قصة فنانة ملكت قلوب الملايين لكن قلبها هي مفقود بسبب فقدها لوحيدتها


الجزء4:

- لا...لا يا منال حبيبتي أنت يجب أن تغيري جو، ثم أمي أكيد غاضبة من الحالة التي عليها.
وتنطق بصوت حنون:
- أمي ! ...
وينطق طارق بصوت كله رقة وحنان:
- أنت وأمي كنتما لنا كل شيء، أمي رحلت، وبقيت لنا أنت فقط، أملنا الوحيد في هذه الدنيا...ابتسامتك وسعادتك هي سعادتنا... وحزنك تعاستنا.
منال تدرك دموع طارق فتمد يدها لتمسحها...في حين يتابع طارق كلامه:
- لكن أتساءل، هل قلبك الذي أحب أمي كل هذا الحب هو نفسه الذي يحبنا؟ أم هو قلب آخر؟
اندهشت من تساؤله وقالت:
- ماذا...تقول ؟ ...
ويرد عليها:
- لو كان هو نفسه ... يجب أن تبرهني لنا ذلك.
لم تنطق وراح نظرها إلى الرسالة، تمر فترة صمت، طارق يقوم ليتجه نحو الباب فأوقفته قائلة:
- خلاص ... سأسافر.
يبتسم من ردها وتبادله الابتسامة، ثم يقترب منها...ثم يحملها ويحضنها بكل حب وحنان فحين تنطق منال:
- هو أنا لدي كم من أخ اسمه طارق حتى أخيب ظنه في.
***
طارق ما إن أعلم أباه بموافقة منال على السفر حتى ذهب طيران إلى المستشفى حيث ليلى كانت بعملها وما إن علمت بالخبر حتى تركت ما بيدها وهي في كامل سعادتها.
***
يوم السفر … بعد أن ودعت منال أباها وطارق وليلى، وقبل أن تتجه إلى المنطقة الجمركية بصحبة الصحفي، تقدمت منها ليلى وقدمت لها هدية، كانت عبارة عن آلة تصوير وقالت لها:
- لا أريدك أن تفوتي ولو لحظة مع الفنانة، يجب تصوير كامل للأربعة والعشرين ساعة.
تصعد منال سلم الطائرة بصحبة الصحفي أحمد رضا.
***
وما هي إلا بعض الساعات ويعلن قائد الطائرة عن اقترابهم من مطار الإسكندرية واستعدادهم للنزول، في تلك اللحظات تشعر منال بإحساس غريب وبنوع من القلق وهي تبلع ريقها...ينظر إليها الصحفي وكأنه أدرك شعورها فراح يربت على يديها مبتسما، فبادلته الابتسامة في راحة.
***
في فيلا الفنانة … الفنانة أمال حسني بغرفتها تساعد زوجها على إعداد حقيبته، الزوج أمام الخزانة المفتوحة، نطق قائلا:
- على كل، كلها يومين وأنهي التصوير بالقاهرة وألتحق بعطلتك.
وهو يقدم لها ملابسه لتضعها بالحقيبة تابع قوله:
- بالمناسبة، ألم تغيري رأيك فيما يخص مهرجان الجزائر الذي سيبدأ الأسبوع القادم؟
ويكون ردها:
- طبعا لا، فيكفي حضورك أنت، ثم أنا لا أريد أن أقطع من عطلتي ولو يوما، ولقد وعدت الأولاد أن أقضيها معهم.
ثم راحت تنظر إلى الساعة ... فنطق الزوج قائلا:
- لقد تأخروا أليس كذلك؟
وردت الزوجة:
- قد تكون الطائرة تأخرت عن موعد وصولها.
ثم تركته وهي تقول:
- سأذهب لأستعجل الأولاد ...
***
دخلت إلى غرفة ابنتها نورا، وهي صبية في حوالي العاشرة من عمرها كانت بصحبة مربيتها التي تساعدها على ارتداء ملابسها، وما إن أبصرتها نورا حتى قالت:
- ألم تحضر المعجبة بعد؟
وترد الأم:
- لا، ليس بعد.
في تلك اللحظات يدخل ابنها كريم الذي لا يتجاوز سن الثامنة فأعلم أمه وهو كله سعادة:
- خلاص أنا مستعد.
أقبلت أمه نحوه لتصلح له وضعية ربطة العنق، في تلك اللحظات يسمع صوت سيارة تتوقف بالجنينة ... قالت نورا التي كانت قريبة من النافذة:
- لقد وصلت بصحبة صحفي مصور.
الأم تخرج ... أثناء مرورها بالرواق نظرت إلى نفسها إلى المرآة ثم نزلت إلى الطابق السفلي.
الفنانة في كامل أناقتها وهي تنزل السلم، ما إن وصلت إلى الطابق السفلي حيث قاعة الاستقبال ووجود منال والصحفي أحمد رضا، تقدم الصحفي منها بكل احترام فبعد التحية قدم منال قائلا:
- الآنسة سناء عبد الله.
في تلك اللحظات تمر لحظات كانت عبارة عن نظرات متبادلة بين الفنانة والمعجبة، منال كانت في حالة اندهاش وكأنها غير مصدقة أنها أمام الفنانة أمال حسني بلحمها ودمها، لكن الفنانة تزيل عنها ذلك القلق والرهبة لما قامت ترحب بها بحرارة وسلمت عليها ومسكتها من يدها لترحب بها بالجلوس.
في تلك اللحظات كان الخادم نازلا بالحقائب وقد ظهر خلفه الفنان بصحبة ولديه


... حيا الفنان الصحفي الذي يعرفه كما سلم عليه وعلى ولديه، الفنانة قامت بتقديم الضيفة سناء لزوجها الفنان وولديها، الفنان ما إن سمع منبه السيارة بالخارج يستعجله، استأذن بالانصراف بعد أن تمنى للمعجبة سناء إقامة سعيدة.
سلمت الفنانة على ولديها وقالت لهما:
- قولوا للجدة الحنون تحضر لنا عشاء حلوا ولذيذا.
بعد لحظات يحضر الخادم المشروبات، بعدها ببضع دقائق يستأذن الصحفي بالانصراف لكي يلتحق بمكتب المجلة فتصافحه الفنانة قائلة:
- إذن لقاءنا بعد ساعة...
بعد خروج الصحفي، وبابتسامة ورقة تمسك الفنانة بيد سناء وباليد الأخرى حملت حقيبتها قائلة:
- الآن من حقك أن ترتاحي من السفر...
***
الفنان يصل بصحبة سائقه إلى الفيلا الريفية القريبة من البحر، فينزل ليفتح الباب على ولديه للنزول ثم يسلم عليهما ويودعهما على أن يلقاهما بعد يومين.
***
منال ما إن غيرت ملابسها، وقبل أن تخرج من الغرفة نظرت إلى الصورة المعلقة على الحائط ومن الحجم الكبير، كانت صورة الفنانة والفنان ثم قالت تكلم نفسها «معقول هل أنا في حلم أم في علم»، بعدها خرجت وأثناء مرورها بالرواق شد انتباهها صورة لصبية في حوالي السن الرابعة من العمر، ثم ابتسمت وقالت بصمت «أكيد نورا لما كانت صغيرة»، الفنانة ما إن خرجت من غرفتها وأبصرت منال حتى ابتسمت وقالت:
- معقول، كيف ارتحت في خمسة دقائق.
تلتفت سناء نحو الفنانة وهي تبتسم قالت:
- صراحة لا أريد أن أضيع ولا دقيقة ... فالأربعة والعشرين ساعة محسوبة علي بالدقائق، ثم لعلمك أنني انتظرت أكثر من سنة لأفوز بالمسابقة.

ابتسمت الفنانة وهي تنظر لسناء، فشد انتباهها عيناها ثم رفعت رأسها نحو صورة الصبية وراحت تنظر إلى عيون سناء وعيون الصبية ثم نطقت باندهاش وبهدوء:
- سبحان الله.
سناء تستغرب من نظرات الفنانة، فتنطق قائلة:
- هل ثمة شيء؟
تدرك الفنانة نفسها فتبتسم وتقول:
- إذن ما دام أنت مستعدة، هيا بنا.
نزلا إلى الأسفل، بعدها طلبت الفنانة من الخادم حمل حقيبة الرياضة، ومن السائق أن يجهز السيارة، بالجنينة كانت السيارة بانتظارهما، السائق بكل احترام يفتح الباب لركوب الفنانة والمعجبة، ثم يأخذ مكانه أمام المقود، أثناء سيران السيارة كانت الفنانة تشير إلى أسماء الأحياء والشوارع التي يعبرها ... كانت سناء سعيدة بوجودها بصحبة الفنانة، يصلا إلى إحدى النوادي الراقية فتطلب بعدها من السائق أن يعود إلى الفيلا، ما إن خطت بخطوات إلى داخل جنينة النادي حتى اقترب منها صاحب النادي واحد عماله ليتشرف بقدومها مع المعجبة وبكل احترام وجههما نحو أحسن ركن بالنادي ثم تركهما ليحضر بنفسه طلبتهما.
***
النادي بديكوره الأخضر شد انتباه وإعجاب سناء فراحت تتجول بنظراتها، الفنانة تبتسم وتشكر صاحب النادي الذي كلف نفسه بإحضار المشروب بنفسه، وبعد أن غادرهما، الفنانة تدرك أن سناء مازالت معلقة عيناها نحو كل أركان النادي فراحت تنادي عليها:
- سناء... سناء ...
لكن سناء رغم وجودها جالسة بالكرسي الذي أمام الفنانة إلا أنها لم تدرك صوت الفنانة وهي تنادي باسمها إلا في المرة الرابعة فاستدارت نحوها قائلة:
- أنا آسفة ...
وترد الفنانة بابتسامة:
- لهذه الدرجة أبعدك إعجابك بديكور النادي عنا.
وترد سناء مقاطعة إياها وبسرعة:
- ...لا...لا بالعكس كل الحكاية أنني لم أتعود على اسم سناء.
فقالت الفنانة باستغراب:
- غريب أليس سناء هو اسمك؟
وترد سناء قائلة:
- بلى ... إنه فعلا اسمي، بل واسمي الحقيقي المدون في شهادة الميلاد، لكن منذ طفولتي تعودت على اسم منال.
الاسم لم يكن غريبا على الفنانة فرددته بصوت كله رقة وحنان:
- منال ... !
في تلك اللحظات يقاطع خلوتهما حضور الصحفي أحمد رضا، وبدأت رحلة وبرنامج منال من النادي، حيث غيرا ملابسهما بملابس رياضية فراح يلعبان التنس وكانت ترافقنهما آلة تصوير الصحفي، خرجا من النادي على سيارة تابعة للمجلة ... في تجاه إحدى الفنادق الفخمة فتناولا الغذاء بمطعمها، ومع بداية الغذاء تركاهما الصحفي بعد أن أخذ لهما صور مع بعض ... وغادرهما على أن يلتقيا بعد الغذاء، بعد الغذاء كانت هناك استراحة بإحدى غرف الفندق لمدة نصف ساعة.
***
على متن السيارة نفسها وبصحبة الصحفي بدأت الجولة السياحية المسائية بإحدى المتاحف، ثم نحو أماكن سياحية أثرية ... في تلك الرحلة لم تنس منال أن تأخذ صور للفنانة بآلة التصوير التي أهدتها إياها ليلى، وفي الأخير يركبا السيارة، فيوصلوهما الصحفي بصحبة السائق إلى الفيلا الريفية حيث إقامة جدة الفنانة، ما إن نزلت منال حتى جذبها منظر البحر فاتجهت صوبه، بينما بقيت الفنانة تتبادل الحديث مع الصحفي حيث اتفقا على مكان السهرة.
وما إن أقلعت السيارة، واستدارت الفنانة بحثا عن منال فاستغربت من منال التي دخلت البحر ببضعة أمتار وركعت على ركبتيها دون حتى نزع الحذاء أو رفع سروالها إلى الأعلى قليلا، فراحت تقترب منها بخطوات هادئة ووقفت عند الشاطئ فأدركت أن منال سرحانة تنظر إلى البحر الذي يمتد إلى ما لا نهاية.
كانت منال تكلم نفسها بصوت حزين وفي صمت «لم أنساك ولن أنساك أبدا».
الفنانة تترك حذاءها بالشاطئ وتمسك التنورة بيدها إلى الأعلى قليلا، وراحت تقترب من منال ثم مدت يدها لترفع لها رأسها وما إن اكتشفت وجهها الحزين ودموع متحجرة حتى نطقت باستغراب:
- منال! ... ماذا حدث؟ ... ما بك؟
تقوم منال وهي تحاول أن تبتسم:
- لا ... أبدا ... لا شيء.
لكن الفنانة أدركت مدى حزن منال فراحت تقول:
- لا ... لا يا منال عيونك تقول غير ذلك.
وأمام إلحاح الفنانة وحتى تطمئن منال الفنانة بأن سبب حزن عيونها ليس له علاقة بهذه الزيارة، فنطقت وهي تنظر إلى البحر:
- البحر!...
ونطقت الفنانة:
- البحر! ... ما به البحر؟
وترد منال بصوتها الحزين:
- البحر أخذ مني أرق قلب في الوجود ... أخذ مني الصدر الحنون أخذ مني، أمي.
تشعر لحظتها الفنانة بحزن عميق وكأنها نادمة على إصرارها لمعرفة سبب حزن تلك العيون، بينما تابعت منال قائلة:
- ذهبت لتعالج بفرنسا، نجحت العملية وحددت لنا موعد عودتها، يأتي الموعد لكنها لم تأت في الموعد.....يظهر أن الباخرة فضلت أن تبق في البحر للأبد.
ثم تستدير نحو الفنانة وتتابع قائلة بصوتها الحزين:
- مر على المعاد أكثر من ست شهور ورغم أن الكل متأكد بأنها رحلت للأبد وأن عودتها مستحيلة إلا أن إحساس بأعماقي يريدني أن أنتظرها لتعيدني إلى أحضانها.
تحتضن الفنانة منال لتهون من حزنها العميق، في تلك اللحظات وفي الجهة الثانية من الفيلا كانت نورا وأخوها يتبادلان كرة التنس، كريم أطلق الكرة بعيدا...وما إن ذهب لإحضارها، حتى لاحظ حضور والدته بصحبة منال، فراح يهتف بفرح قائلا:
- لقد جاءت التي ستنقذني منك.
واتجه نحو سناء وطلب منها أن تمسك بالمضرب.
فقالت الفنانة:
- هي بحاجة إلى الراحة ... اتركها على الأقل تغير ملابسها.
تبتسم منال وتقول:
- حاضر... سأذهب معك.
وراحت منال تتبادل كرات ساخنة مع نورا، كان كريم يهتف بحرارة لصالح منال كلما تقذف بكرات صاروخية، الفنانة بقيت تتابعهم لحظات ثم تركتهم، وفي نهاية اللعب وقد ظهر التعب على نورا، توقف اللعب تبادلت منال ونورا التحية في حين يجري كريم نحو منال ليحيها، بعدها قالت نورا:
- والآن ما رأيك في لعبة المقالب؟
وردت منال:
- معقول! ألست متعبة؟
وصاح كريم:
- تعيش لعبة المقالب.
ونطقت نورا:
- إذا كنت يا سناء تعبة فلا داعي.
وتنطق سناء في سعادة:
- بالعكس ... أنا أشعر وكأنني لم أله وألعب من سنين.
واتجهوا نحو شاطئ البحر وجلسوا على الرمل وأحضر كريم قطعة خشبية وغرسها في الرمل ... فكانت اللعبة هي إزاحة الرمل من حول قطعة الخشب بالتناوب والذي يسقط الخشبة أثناء دوره يعاقب، ومن سوء حظ كريم أن سقطت الخشبة في دوره فاختارت نورا نوعا من العقاب كان عبارة عن الذهاب جريا إلى داخل البحر، حاول كريم نزع حذاءه فصاحت نورا قائلة:
- لا وأنت بالحذاء ...
ونطقت سناء:
- كوني رحيمة عليه فاتركيه ينزع الحذاء.
وردت نورا قائلة:
- لا إنها أصول اللعبة وإلا غير لها الاسم.
وما كان على كريم إلا أن ينفذ العقاب وهو يقول:
- حاضر، لكن صبرك علي.
وراح يجري والماء يتطاير حوله، وضحكات منال ونورا تعلو ... وحتى الأم وجدتها من خلال النافذة كانتا تضحكان من لعبهم، ورجع كريم واستأنفوا اللعب، وما إن سقطت الخشبة عند دور نورا حتى صاح مهللا بالانتقام قائلا:
- أما أنت فسوف تتراجعي قليلا إلى الوراء ثم تستعدي للدخول جريا نحو البحر ثم...غطسا.
ولم يكن أمام نورا سوى تنفيذ لعبة المقالب حيث خرجت من البحر في حالة يرثى لها، وكان كريم يكاد يسقط من الضحك وحتى منال كانت تضحك من أعماق قلبها وراحت تجري ورمت بنفسها في البحر، وضحك الكل لحالهم.
في تلك اللحظات تحضر الأم وتطلب منهم تغيير ملابسهم استعدادا لجولة على الفرس.
***
ركبت منال على فرس أبيض وأمامها نورا...وركبت الفنانة فرسا بنيا وأمامها كريم وراحوا يتسابقون على الشاطئ، وكان يظهر على منال استعادتها لسعادتها التي فقدتها منذ شهور.
***
حان وقت العشاء، وكان على الطاولة ... الفنانة وولديها وجدتها والمعجبة منال، الفنانة أرادت أن تقدم وتقرب إحدى الأطباق إلى منال، فراحت تنادي عليها باسم سناء، وفجأة تذكر اسم منال فقالت:
- لعلمكم أن سناء متعودة على اسم منال.
الكل تنبه للاسم الذي ليس بالغريب عنهم، حيث نطقت الجدة:
- اسمك منال ! ... ...
ابتسمت منال وراحت تحكي لهم عن الفرق بين اسميها سناء ومنال بينما راح خيال الأم الفنانة إلى البعيد وكان يظهر عليها أنها تفكر بعمق، حيث قالت لنفسها «اسمك منال...أليس هذا غريب! بل والأغرب من ذلك عيونك التي تشبه عيون منال حبيبتي...»، وهي تسمع حوارهم، كان سؤال من نورا موجها لمنال:
- ما رأيك يا منال في أمي؟
توقفت منال لحظة تأمل وقد شعرت بإحراج شديد أمام نظرات الفنانة كما أنها تبحث عن الكلمات المناسبة لهذا السؤال غير المتوقع.
- كأم، أم، كفنانة.
وينطق كريم:
- بل الاثنين ...
وبصوت متلعثم قالت منال:
- كفنانة، مهما قلت فهي فنانة نادرة، كما أنني لا أستطيع أن أعبر عن عظمتها فالنقاد والصحافيون قالوا الكثير عنها ومازالوا، أما أنا فيكفيني ويشرفني أن أكون واحدة من المعجبات بفنها، أما كأم ...
وقبل أن تتمم تتوقف لحظة ثم تبادلت النظرات مع الفنانة وأكملت تقول بصوت كله رقة وحنان:
- بصراحة لم أكن أتوقع لقاء فنانة هي أرق أم في الدنيا وأحن إنسان في الوجود.
ونطقت الفنانة:
- شكرا على هذه المجاملة.
وترد منال:
- بل إنها الحقيقة.
ثم حولت نظرها نحو الجدة وتابعت تقول:
- البركة في السيدة جدتك أكيد ...
وتبتسم الجدة التي كانت بجوارها وقالت:
- إذا كان هذا هو رأيك فعلا... وإن كنت ارتحت إلى ضيافتنا، فلابد للزيارة أن تتكرر أو على الأقل نرد لك الضيافة...
وصاح الأولاد بلهفة:
- ونحن من رأي الجدة الحنون.
وتنطق منال وهي تكاد لا تصدق ما تسمع:
- معقول هذا !...تأتون لزيارتي...وبالبيت.
وردت الفنانة بابتسامة لتزيل ذلك الاستغراب من على وجه منال:
- ولما لا... !؟
وردت منال بصوت حنون هادئ:
- صدقيني إنه شرف عظيم بالنسبة لي.
وتنطق الجدة وهي تربت على يد منال:
- إن شاء الله سيحصل ذلك.
وتنطق نورة مبتسمة:
- أعملي حسابك سنأتي كلنا.
وترد منال مبتسمة:
- وبيتنا سيسعكم كلكم، وإن لم يسعكم فقلبي سيسعكم جميعا.
وتنظر الفنانة إليها بنظرات كلها حنان ثم تدرك نفسها فتنظر إلى الساعة وتقول:
- جدتي، إنه معاد الدواء.
وقامت الفنانة لتساعد جدتها للصعود إلى الطابق العلوي حيث توجد غرفتها...ثم راحت تمدها الدواء بيديها.
***
منال وكريم ونورا ذهبوا إلى صالون الجلوس.
قال كريم:
- لكن لم تقول لنا رأيك فينا نحن، أنا ونورا.
ابتسمت منال ... وقالت:
- أقول رأيي بصراحة ولا تغضبا مني.
ونطقت نورا:
- بل سنغضب لو قلت لنا غير الحقيقة والصراحة.
ونطقت منال:
- قبل مجيئي كانت لدي فكرة خاطئة عن أولاد المشاهير، وأكيد كل المعجبين ولست الوحيدة، وهي أنني كنت أتوقع لقائي بكم على أن لكم مناخير إلى الأعلى وتتكلمون لغات أجنبية ولا تحبون مجالسة المعجبين.
***
في الطابق العلوي لما خرجت الفنانة من غرفة جدتها وما إن خطت قدماها أول السلم حتى توقفت لما سمعت بداية الحوار الذي كان بين منال وولديها، حيث قالت نورا:
- ما رأيك يا منال لو تبقي معنا يوما آخر.
وقبل أن ترد منال نطق كريم:
- نعم يا منال فنحن بصراحة أسعدنا لقاءك.
ابتسمت منال في سعادة وردت:
- تمنيت لو أبقى معكم... لكن ...
فتقاطعها نورا قائلة:
- إذن أكيد اشتقت إلى والدتك ...
في تلك اللحظات تحاول الأم وهي في الأعلى أن تنطق لكن رد منال أوقفها عن النزول وعن الكلام:
- أنا فعلا اشتقت إليها جدا ... جدا، لكن للأسف لا أستطيع أن أروي شوقي لها لأنها مسافرة وسفرتها ستطول للأبد.
ثم أدارت رأسها نحو نورا وكريم وأكملت تقول بصوت حزين:
- لن ترجع أبدا.
وأدركت نورا قصد منال من خلال صوتها ووجهها الحزين فنطقت:
- منال !...هي والدتك ...
وتقاطعها منال قائلة:
- نعم، لقد رحلت من ستة أشهر مضت.
ونطقت نورا:
- أنا آسفة، لم نكن نقصد بسؤالنا أن نذكرك بها.
منال تبتسم وهي تحاول أن تزيح من على وجه نورا وكريم إحساسهما بالذنب فقالت:
- بالعكس فأنتما لم تذكراني بها، فأنا لم أنسها ولن أنساها أبدا.
***
الأم في تلك اللحظات يظهر عليها أنها تأثرت بكلام منال لدرجة أنها لم تستطع إيقاف دموعها، لكنها تمسح دموعها وحتى تبعد ذلك الجو الحزين راحت تنزل مبتسمة قائلة:
- يا للا يا أولاد إنه موعد النوم.
ولم يكن أمام نورا وكريم سوى أن تمنيا لها سهرة ممتعة، ثم ذهبا إلى غرفتهما.
نظرت الفنانة إلى منال بابتسامة حنونة وقالت:
- أكيد تسمعين عن فنادق مصر وما تقدمه من سهرات لغاية الصبح.
وترد منال:
- أي فندق، المهم ...
وتتوقف لحظة عن الكلام فنطقت الفنانة قائلة:
- المهم تكوني بصحبتي، أليس كذلك.
وتابعت منال تقول:
- والليل يطول، ولا يأتي الصباح موعد توديعي لك.
لحظتها تشعر الفنانة مدى سعادة منال فقالت بدون مقدمات:
- إذن ما رأيك لو تبقي معنا أسبوعا وبالمرة نسافر مع بعض مع الوفد المتوجه إلى الجزائرلحضور مهرجان الأفلام العربية.
وترد منال بكثير من الدهشة:
- إنه شرف عظيم لي، بل إنه حلم حياتي أن أبقى معك يوم، فما بالك بأسبوع...
قالت الفنانة وهي تمسك بكلتي يديها يدي منال:
- بل إنها الحقيقة، ولعلمك إنّ المهرجان هذا رغم أنني كنت جد فخورة لحضوره، إلا أني كنت سأعتذر لظروف خاصة … ولكن سامي طلب مني التريث في الاعتذار، ويظهر أنّه كان على حق، سأحضره بإذن الله، سأكلم الصحفي ليذهب بنفسه إلى والدك ويعلمهم عن تأجيل موعد عودتك.
***
يبدأ الأسبوع بأيامه الحلوة، فكانت منال جد سعيدة وهي تزور أماكن عدة بصحبة الفنانة وولديها، فكانت سعادتها لا توصف وهي تقلب صفحات مجلة شهرزاد التي نشرت لها حوارا أجراه معها الصحفي بمناسبة لقائها بالفنانة مصحوب بصور لها مع الفنانة، المجلة نفسها كانت بين يدي طارق وليلى فكانا سعيدان وهما يقدمان المجلة لأبي طارق الذي ما إن رأى صورها مع الفنانة حتى اغرورقت عيناه بالدموع.
***
وجاء صباح اليوم الذي ستسافر فيه منال بصحبة الفنانين، وكانت منال قد أعلمت عائلتها بموعد حضورها في اليوم الموالي لذلك التاريخ، وتصل الطائرة إلى الجزائر العاصمة، وأمام المطار كانت سيارات خاصة تابعة لإحدى الفنادق حضرت لحمل الوفد المصري، وركبت منال بصحبة الفنانين.
***
يصل الوفد إلى إحدى أفخم الفنادق، نزل الفنان وزوجته، وبقيت منال بالسيارة بعد أن اتفقت مع الفنانة على اللقاء في مساء ذلك اليوم ...
***
تصل السيارة إلى منزل منال، وينزل السائق ليسلم لها حقيبتها، وهي تخطو خطوات إلى داخل الجنينة وما إن أبصرها أبوها حتى توقف وتبادل معها نظرات وكأنه غير مصدق ما تراه عيناه، تترك منال الحقيبة أرضا وراحت تجري نحوه، وتعانقا في حب وشوق، بعدها سألت عن طارق وليلى فقال لها:
- طارق في الشركة، أما ليلى كما تعلمين يوم الاثنين يوم عطلتها.
***
على جناح السرعة وصلت إلى منزل ليلى، دقت الجرس، ليلى بالداخل تركت ما بيدها من صحون كانت ترتبها بالمطبخ وهي ذاهبة لفتح الباب كانت تقول:
- معقول هل أنهيتم الزيارة بهذه السرعة... ؟ (وكانت تقصد والديها).
فتحت الباب ورجعت في تجاه المطبخ حتى دون أن تلقي نظرة عن الطارق وكأنها متأكدة من أن الطارق تعرفه وليس بحاجة إلى الترحيب به إلى الداخل، لكن منال تبقى بمكانها مبتسمة وبنوع من المزاح قالت:
- معقول تفتحوا الباب على الضيوف وتتركونهم على الباب
ليلى تدرك أن الصوت ليس غريبا عنها بل وتكاد لا تصدق ما تسمعه أذنيها، فتستدير نحوها وباندهاش تنطق قائلة:
- منال ! ...
ويجريان نحو بعضهما ويتعانقان بحرارة، بعدها تسألها ليلى:
- لكن المفروض غدا هو موعد حضورك.
وردت منال:
- كان يجب أن أعملها مفاجأة لكم.
ثم راحت تسأل عن أم ليلى وأب ليلى فكان رد ليلى بأنهما ذهبا لزيارة خفيفة لخالتها ... ثم تابعت قولها:
- يا لله احكي لي عن لقائك بالنجمين.
وكان رد منال:
- سأحكي لك كل شيء بالتفصيل، المهم الآن أن تعملي حسابك على العشاء لأن الفنانين مدعوين عندنا الليلة.
وردت ليلى باندهاش:
- الفنانان مدعوان عندكم وأنا سأكون حاضرة وسأراهما.
وردت منال مبتسمة وممازحة:
- نعم ستكونين حاضرة لكن ليس كضيفة بل كرئيسة مطبخ (تضحكان).
***
تنزل منال بصحبة ليلى في تجاه الشركة، وما إن وصلا إلى باب الشركة حتى توقفت منال وكأنها تذكرت شيئا مهما فراحت عيناها إلى غرفة الهاتف التي بالرصيف المقابل، قالت ليلى:
- يا للا بنا نصعد.
وردت منال وهي تمسك بيد ليلى نحو غرفة الهاتف:
- يا لله اتبعني.
منال تدير أرقام الهاتف بعد أن وضعت قطعة نقدية، رفع طارق السماعة:
- ألو هنا شركة بيع وشراء المنازل الجاهزة.
فردت عليه منال وهي تحاول رفع صوتها:
- طارق أنا منال، هل تسمعني؟
يشعر طارق لحظتها بسعادة كبيرة وهو يرد عليها:
- نعم يا منال كيف حالك...
وردت منال:
- بخير والحمد لله، ليكن في علمك أنني وصلت الآن وأنني أنتظرك بالمطار.
لحظتها تضحك ليلى وتشعر بسعادة كبيرة كون منال رجعت إلى حالتها الطبيعية، أما طارق فيقوم من مكانه بسرعة وهو يقول لها:
- أنا آت على جناح السرعة، انتظريني.
ترك السماعة وهو كله سعادة وذهب إلى مدير الشركة ليستأذن بالخروج، طارق وهو نازل من السلم يلتقي بليلى صاعدة فيمسكها من يدها وهو يقول:
- هيا بنا، منال تنتظرنا بالمطار.
وبسرعة يصل إلى سيارته، يركب ويفتح على ليلى بالركوب وهو دائما في حالة قلق، وما إن أدار مفتاح السيارة ليقلع حتى سمع صوتا ليس بالغريب عنه:
- ممكن حضرتك توصلني في طريقك ...
وما إن رفع رأسه بهدوء حتى كانت منال، فنظر لها مندهشا ثم ابتسم ابتسامة تدل على انتصار منال عليه، ثم يخرج ليحضن منال في سعادة.
***
على طاولة العشاء، كانت الفنانة وزوجها... طارق وأبو طارق وليلى ومنال...يتناولون العشاء ويتبادلون أطراف الحديث، قالت الفنانة لأبي طارق:
- أرى أنك الوحيد الذي تتحدث اللهجة الفلسطينية خليطا باللبنانية.
وكان رد أبو طارق:
- كيف أنسى لهجة بلدي... ؟
وكان رد الفنانة:
- إذن أنتم من أصل فلسطيني أم لبناني؟
استرسل أبو طارق في الحديث بصوت حزين قائلا:
- هاجرنا فلسطين بعد أن شرد وقتل الإسرائيليون عائلتي كلها، فاستقريت أنا وزوجتي بلبنان لكن يشاء القدر أن يزداد لهيب الحرب الأهلية فاضطررت إلى الهجرة نحو الجزائر.
ولما أدرك طارق أن أباه اندمج في جو حزين وهو يحكي ويتذكر لبنان وفلسطين، فنطق قائلا:
- إن شاء الله سيأتي اليوم الذي نعود فيه إلى وطننا الحبيب.
في تلك اللحظات تنطق ليلى:
- يا خبر... لقد نسينا المفاجأة
ونطق طارق وهو ينظر إلى منال:
- صحيح لقد نسينا مفاجأة منال.
وقام طارق باحترام وأمر الكل بالوقوف والصعود إلى الطابق العلوي حيث غرفة منال، كانت الغرفة مزينة بالورود والمصابيح الخافتة ومن كل لون وعلى مكتبها وضعت قطعة حلوى كبيرة تزينها الشموع، ونطق طارق قائلا:
- صحيح هوعيد ميلادك مر عليه أربعة أيام لكن كنا نعرف أن وجودك مع الفنانة وسعادتك معها أنساك هذا اليوم، لذلك لم نريد الاتصال بك لنذكرك به.
وتابعت ليلى قائلة:
- ثم كيف نذكرك ووجودك مع أعظم فنانين.
ثم راحت ليلى تقدم علبة كهدية كانت عبارة عن ساعة، سلم بعدها طارق هدية كانت عبارة عن دب أبيض من الحجم المتوسط وطلبا من منال أن تضغط على الزر فنطق الدب «كل عام وأنت بخير»، الهدية أضحكت الجميع، الفنانة تتقدم من منال وقالت:
- رغم أنني فوجئت بعيد ميلادك ... لكن أرجو أن تتقبلي مني هذه الهدية المتواضعة.
وراحت تنزع خاتما ذهبيا من إصبعها... لكن منال أوقفتها قائلة:
- لا... أرجوك يجب أن تعرفي أن وجودك ووجود الأستاذ سامي هو في حد ذاته هدية لعيد ميلادي.
ونطق أبو طارق:
- فعلا ... فقضاؤها أسبوعا كاملا في ضيافتكم ثم حضوركم وقبولكم الدعوة لا بد أن يكون أجمل وأعظم هدية في عيد ميلادها.
ويتابع طارق قائلا:
ولعلمكم تعمدنا الاحتفال بعيد ميلادها في حضوركما حتى يكون بالفعل أجمل عيد ميلاد في حياتها.
وراح يأخذ لهم صور تذكارية، لكن الفنانة تصر في الأخير على أن تقبل منها منال الخاتم كهدية.
أما الفنان سامي فقال:
- أما أنا فأعدك بأن هديتي ستصلك غدا.
لكن منال تضحك ثم تقول:
- لكن أنا هديتي لن أنتظرها لغاية الغد.
وقصدت درج المكتب وأخرجت منه صورة له وقلما وطلبت منه أن يكتب لها إهداء بهذه المناسبة، وغنوا جميعا أغنية عيد ميلاد سعيد، وحاولت منال إطفاء الشموع لكن لم تفلح ... فقالت ليلى:
- أيعقل أنك عجزت عن إطفاء ثمانية عشر شمعة
انتبهت الفنانة جيدا لسن منال.
في منتصف الليل وقبل أن تغادر الفنانة وزوجها الفيلا قالت لأبي طارق:
- ممكن تسمح لمنال بزيارتي؟
وكان رد أبو طارق:
- أنت لا تطلبين بل تأمرين، لأنك لا تتصوري مدى سعادتي في كون منال رجعت لها ابتسامتها بفضلك ...
***
أوصل طارق الفنانين على متن سيارته إلى الفندق.
الفنانة لم تنام تلك الليلة، خرجت إلى الشرفة ... وجلست على ضوء القمر تائهة الأفكار تتذكر يوم قالت لها سناء بأن اسمها منال، تذكرت أبا طارق الذي قال لها أنه من أصل فلسطيني وعاش بلبنان ... وتذكرت سن منال، بعدها قالت تكلم نفسها في صمت «معقول ... يحدث هذا... كل هذا التشابه صدفة»...
***
حضرت الفنانة وزوجها مع الوفد إلى افتتاح المهرجان، وكان الفنان من أعضاء لجنة متابعة أحسن الأفلام، وكانت نهاية الافتتاح مصحوبة بتصفيقات حارة من طرف الجمهور الغفير المتعطش لمهرجان الفن السابع، الفنانة في غمرة تلك التصفيقات


الحارة... تخرج ... لكن وصولها إلى سيارة الفندق كان بصعوبة نظرا لتجمع المعجبين خارج القاعة ومتابعة الصحافة والمصورين لها، لكن بمساعدة الحراس ورجال الشرطة تركب السيارة في تجاه الفندق، وما إن وصلت حتى غيرت ملابس حفل المهرجان بملابس خفيفة وكذا غيرت تسريحة شعرها وكذا ارتدت نظارات سوداء ... وبصحبة سائق سيارة الفندق تصل إلى منزل منال.
وما إن وصل الفنان إلى الفندق حتى أعلمه بالرسالة الشفوية عامل الاستقبال بذهاب الفنانة عند الآنسة منال، الفنان وهو يتجه إلى غرفته ... قال لعامل الاستقبال:
- إذا سأل علي أي أحد فليكن ذلك بعد ساعة.
***
ركبت منال بصحبة الفنانة إلى خلف السيارة، قالت الفنانة وهي في كامل سعادتها:
- إلى أين تودين أن تكون جولتنا ؟
وترد منال:
- السؤال هذا أنا التي أوجهه لك، لأنك أنت هنا بضيافتنا ببلدنا.
قالت الفنانة مبتسمة:
- حاضر، من فضلك إلى أي مكان جميل ومريح.
وذهبتا معا، وكانت الجلسة بالنادي التي تعودت منال الذهاب إليه بصحبة طارق وليلى.
***
وتبدأ أيام المهرجان تتوالى، الفنانة في الأول كانت لا تغادر المهرجان إلى حين ينتهي، وبعده بأيام كانت تغادره قبل نهايته ... وكان الصحفيون والمصورون يتهافتون على محاورتها وأخذ أحدث صورة لها، فبعد أن كانت في الأول تعطيهم وقتا لذلك ... أصبحت تنزعج منهم كونهم يؤخرنها في الذهاب للقاء منال، لذلك اتفقت مع السائق وحارسها الخاص أن تكون السيارة بانتظارها بإحدى أبواب القاعة البعيدة عن أنظار الجميع، وكان دائما لقاؤها بمنال إما بالمنزل أو الفندق أو بأحد النوادي حيث تنتظرها، وكانت الفنانة تبدو في أوج سعادتها حين تلتقي بمنال، الفنان لم يتأكد من تعلق الفنانة بمنال إلا مع اقتراب نهاية المهرجان.
***
منال بعد أن تركت الفنانة، تعود كالعادة في كامل سعادتها إلى البيت وهي تحكي لأبيها وطارق عن ذلك اليوم الذي قضته مع الفنانة بكل تفاصيله، بعدها تغادرهما نحو غرفتها... ولما انفرد طارق بأبيه قال بصوت خافت:
- إذن لابد أن نصارح الفنان وزوجته بحقيقة منال.
ويرد أبو طارق:
- لا، ليس الآن.
قال طارق:
- هل نسيت، المهرجان بقي عليه ثلاثة أيام وينتهي ثم إنها فرصة...
ويقاطعه الأب:
- ولكنها ليست آخر فرصة، ألم تر كيف هي العلاقة ما بين منال والفنانة، خصوصا من طرف الفنانة، إنها متعلقة بمنال، إنها تذكرها بابنتها منال المفقودة.
ويرد طارق مقاطعا:
- بل إنه إحساس الأم بابنتها.
قال أبو طارق:
- يجب أن تعرف يا ولدي أنه رغم إحساسي الكبير لحد اليقين بأن منال هي ابنتها المفقودة إلا أنني لا أريد أن أجازف بسعادة منال، أريد أن أعرف كل شيء بالتفصيل عن ظروف فقدانها لابنتها، على حسب الأقاويل المختلفة التي نشرت بالجرائد والمجلات فكل واحدة تقول شيئا مغايرا عن اختفاء ابنتها.
قال الابن:
- إذن يجب أن نسألهما ونعرف الحقيقة منهما.
قال الأب:
- نحن فعلا يجب أن نعرف الحقيقة منهما، لكن أن نسألهما فهذا ما يبدو صعبا لأننا سنقلب عليهما آلام الماضي، لكن سنحاول أن نعرف ذلك من أحداهما دون أن نسأل نحن بطريقة مباشرة.
قال الابن:
- وما العمل الآن وهما على أهبة الرحيل ؟!
قال الأب:
- مثلما قلت لك لا نتعجل فالفرص ستكون أمامنا وعلينا الآن أن نحاول أن نتذكر كل الأسماء التي رددتها منال وهي صغيرة، والأهم من ذلك أن تتذكر المكان الذي أخفت فيه المرحومة ألبسة منال خوفا من ضياعها.
قال طارق متسائلا:
- أبي هل تشك في أنه من المحتمل أن لا تكون منال ابنتهما.
ويقاطعه الأب:
- لا، لا يا ولدي فأنا كما قلت لك لدي إحساس كبير لحد اليقين أنها ابنتهما، لكن كل المسألة أتمنى أن أسلمها لهما وأنا ضميري مرتاح، فأنا لا أريد أن أؤكد لنفسي أنها ابنتهما بقدر ما أريد أن أؤكد لهما أنها ابنتهما اعتمادا على كل ما نتذكره من طفولتها التي ستكون حجتنا الوحيدة في حالة ما إذا لم نعثر على ألبستها.
***
كانت منال والفنانة أمال معا دائما، وقد ربطتهما صداقة متينة، كانا في أوج سعادتهما وهما تتجولان مع بعض في عدة أماكن سياحية وترفيهية، وكانت الفنانة كثيرا ما تسرح وهي تنظر إلى منال بابتسامة لا تفارقها من يوم لقاءها بها ...
***
في يوم نهاية المهرجان، كانت الفنانة من بين المرشحات لنيل الجائزة الذهبية، أمال في غرفتها تحضر نفسها هي وزوجها ... بعدها الزوج يتجه نحو الدرج لإخراج التذاكر وهو يقول:
- سنتصل بوكالة الطيران لنؤكد موعد عودتنا مساءا.
قالت الفنانة:


هناء12 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس