نظرت نحوه فراته يحدق بها وقد اختفت من وجهه وعينيه اثار الحرارة المرتفعة
سالها باستغراب : من انت ؟
ربما لا ازال فى غيبوبتى اهذى وارى اشياء غير موجودة
هل انت حقا امامى وفى غرفتى بالذات ؟
يالسعادتها انه حقا لم يعرفها او يتذكر ما حدث بينهما بما فى ذلك عنايتها به
حاولت تامله ببرود وهى تدرك انها لن تقدر ابدا على منافسه رجل كهذا فى اى مضمار فمهما حاولت ان تفعل او ان تفكر فسوف يسبقها دائما
لا ! عليها ان تسيطر على اعصابها وافكارها كيلا تقول شىء تندم عليه طوال حياتها
اغمضت عينيها فى وجه نظراته الثاقبة المنبعثة من عينيه الخضراوين الساحرتين فقال لها بصوت ضعيف :
اذا كنت شبحا او طيفا سوف افهم صمتك وامتناعك عن الكلام
فتحت عينيها ونظرت اليه بتحد قائلة :
كيف تعرف اننى لست هذا الشىء او ذاك يا سيد موراى ؟
اليس ممكنا انك لا زلت تحت وطاة الغيبوبة والهذيان وان عقلك وبصرك يخدعانك ؟
ادهشته كلماتها كثيرا فسالها بتردد وكانه يعرف ماذا حدث له :
هل اغمى على منذ وقت طويل ؟
لا اعرف فانا لم اصل الا امس
كنت مريضا جدا انذاك ولكنى لا ادرى متى بدات الغيبوبة لم يقل لى جايمى شيئا عنها
جايمى ؟ هل هو بخير ؟
اظن ذلك
اجيبينى بربك يا فتاة !
رفعت راسها بشموخ وقالت :لا يحق لك يا سيد موراى التحدث معى بهذه اللهجة
اه منكن يا معشر النساء !
لماذا يندر ان تعطى احداكن جوابا صريحا على سؤال واضح؟
بالنسبة لى فان ابنك موجود فى فراشه
استشاط الرجل غضبا وقال : لو كنت قادرا على مغادرة هذا السرير لامسكت بكتفيك وهززتك ايتها السيدة او ربما وضعتك على ركبتى وعاقبتك كالصغار واعتقد ان الاحتمال الثانى يناسب سنك اكثر من الاول
هل كان اللعين يعرف عمرها عندما قبلها عنوة اثناء الليل ؟
هل كان يتصور رد فعلها صدر عن طفلة ؟
لا لا يمكن احمرت وجنتاها فجاة بمجرد تذكرها بعض التفاصيل وقالت له :
انت لا تدرك
قاطعها بحدة وخشونة قائلا : ما ادركه يا صبية يكفى ويزيد
افقت من غيبوبتى فوجدت فى غرفتى شابة غريبة تماما عنى تنام قرب النار التى من المؤكد اننى لم اشعلها بنفسى كما اننى لم اجد اى اثر لابنى
الا تعتقدين انه يحق لى منطقيا الاستفسار والاستيضاح عما يجرى فى بيتى ؟
اذا اجبتنى نفيا فسوف اتاكد اننى فقدت عقلى ورشدى
لقد فقدت عقلك لبعض الوقت
احست بالندم قليلا لانها سمحت لنفسها بالتمتع الى حد ما بايلامه ولكن العبوس حل محل نظرات الانتصار والتفوق عندما راته يتحرك بفارغ الصبر فى السرير
لن تربح مع رجل مثله اى معركة حتى وهو طريح الفراش الا ان ذلك لم يمنعها من تكرار جملتها القاسية :
نعم لقد فقدت عقلك !
انك تجدين متعة فى ازعاجى وايلامى الا ان الامر قد يتحول خلال فترة اقصر مما تتصورين
لاداعى ابدا للسخرية او التهديد يا سيد موراى
دعنى اخبرك الان انه لولا وجودى هنا لكنت بحاجة الى ثلاثة اضعاف هذه الفترة كى تستعيد وعيك وعافيتك ومادح نفسه...
نظر اليها واضاف قائلا : حتى ملائكة الرحمة انفسهم يحبون الاطراء والمديح !
|