عرض مشاركة واحدة
قديم 26-09-11, 11:12 AM   #10

ام مزن

نجم روايتي ولؤلؤة فريق الكتابة للروايات الرومانسية وأميرة حزب روايتى للفكر الحر

alkap ~
 
الصورة الرمزية ام مزن

? العضوٌ??? » 121790
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,641
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Sudan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك abudhabi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثانى

لم تصدق جينا أذنيها :
- ماذا قلت ؟
أخذ يهز قدمه :
- هل تحبين الطعام اليونانى ؟ سمعت اخبارا طيبة عن مطعم يونانى افتتح حديثا فى شارع نايتون استريت . اليس هذا قريبا من منزل تيريل ؟
قالت وقد اهتز صوتها من الغضب :
- ان لك اعصاب باردة ,انك ستحطم شخصا اكن له بالغ الحب , ومع ذلك تدخل الى هنا وتتحدث ببرودة الثلج , وتطلب منى تناول العشاء معك
- اذا كنت تحبين السير جورج حقا .....
فقاطعته :
- اذا كنت تريد ان تصل الى السير جورج عن طريقى , عليك ان تنسى هذا , انه لا يسألنى النصحية بالنسبة لشؤون العمل , ليس لدى نفوذ عليه
فقال ببطء :
- انه يدعك فى الظلام , اليس كذلك ؟
القت عليه نظرة باردة :
- اننى لن اتحدث معك عن السير جورج او اعماله
يبدو ان برودتها لم تخفه , اخذ ينظر اليها متاملا , ثم سألها :
- منذ متى مات زوجك ؟
فزاذ ذلك فى غضبها :
- كما اننى لن اتحدث معك عن حياتى الخاصة
فسالها بلهجة هادئة :
- هل هناك رجل فى حياتك
فالتهبت عيناها :
- اخرج من مكتبى
التمعت عيناه بالتسلية وهو يقول :
- كنت اعلم ان ليس لديك صديق
اوشكت لشدة غضبها ان تضرخ به وهى تقول :
- انا لم اقل ذلك
ولم تعلم كم كان انكارها الغاضب بعيدا عن الحكمة الا بعد ان ابتسم ساخرا :
- هذا واضح دون ان تقوليه
خفضت بصرها عابسة مالذى يعنيه بقوله هذا ؟ لماذ عدم وجود رجل فى حياتها واضح عليها ؟ القت نظرة على مرآة على الجدار المقابل متمنية لو كانت وحدها لترى ان كانت هناك أثار لما قد يكون كاسبيان رآه على وجهها بينما كان هو يقول :
- كما سبق وقلت ان كنت حقا تهتمين لما يحدث للسبر جورج عليك ان تتناولى العشاء معى وبذلك يمكننا التحدث عن هذا الوضع
كان يبدو وهو يقول ذلك بأتم راحة واسترخاء , ما اثار غيظها لانها لم تستطع هى نفسها الاسترخاء , كانت من التوتر بحيث اشتبهت نفسها بقطعة مطاط مشدودة , ان وجودها معه فى غرفة واحدة يكفى لجعل اعصابها تتوتر
قالت له باختصار :
- انا مشغولة
سالها :
- هل لديك موعد آخر مع رجل ؟
ترددت لحظة لاتريد ان تكذب , ثم أومات ايجابا حدق اليها بعينين عنيقتين ضيقتين , وبعد لحظة كان واقفا على قدميه ليدور بعد ذلك حول المكتب ثم يجلس على حافة مكتبها بجانبها , تراجعت فى كرسيها الى الخلف وهى تطرف بعينيها , وبان عليها الحذر وهو ينحنى فوقها هتفت به :
- ما ......... ماذا تظن نفسك فاعلا ؟
مد يديه ممسكا بذراعى كرسيها , ثم اداره نحوها لتواجهه , وعيناه الساخرتان لا تبعدان عن عينيها اكثر من انش واحد
كانت ترتدى ثوبا بلون الكهرمان عالى العنق طويل الكمين ذا تنورة واسعة تصل الى منتصف الساقين مبرزة تقاطيعها الانثوية , اخذ كاسبيان يجول بنظراته بين تقاسيم جسمها من شعرها حتى القدر الذى تمكن من رؤيته من ساقيها الرشيقتين , كان تحديقه هذا شخصيا جدا , مما جعل وجهها يتوهج احمرارا .
- لا اصدق ان لديك موعدا آخر
- لا يهمنى ماتظنه
- لماذا تكذبين على اذن ؟
رفعت وجهها تنظر اليه متحدية :
- لاباس ليس لدى موعد اخر , ولكننى اريد تناول العشاء معك
فقال ببرود :
- هذا احسن فانا احب الصراحة , حتى ولو كانت اهانة
اخذ ينظر الى اهدابها المرتعشة , فاحست بنظراته رغم خفضها بصرها , وبعد لحظة قال :
- السير جورج يتصرف بحماقة ولكن ليس عليك ان تقلديه فى ذلك مهما كانت درجة محبتك له , عليك ان تتحدثى اذا كنت عاقلة , تنازلى عن عليائك واقبلى تناول العشاء معى
التمعت عيناها الخضروان :
- لا ادرى ان كان كلامك هذا تهديدا ام ابتزازا , ولكنه مهما كان لافائدة منه , فانا افضل القفز من النافذة تلك على تناول العشاء معك .
فانفجر ضاحكا :
- اعزرينى اذا انا اعتير القفز من نافذة فى الطابق الثانى عشر هو تعبير زائد عن اللزوم عن رفض دعوة للعشاء .
شعرت مرة آخرى بانها حمقاء , وادركت انه ارادها ان تشعر بذلك , فقد اخذت تتدرك اسلوبه , كانت عيناه تسخران منها بصمت , مماجعلها لاتشعر نحوه بالنفور فقط بل بالكراهية ايضا , دوما كانت جينا تعتبر نفسها هادئة , فهى ليست من النوع الذى يطلق تهديدات عنيفة او يرغب فى ضرب رجل بشئ ثقيل ولكن يبدو ان لنيكولاس كاسبيان تأثير غريب على اعصابها اذ لم يسبق لها قط التفكير بهذا الشكل المتفجر, مازاد فى انزعاجاها منذ بلغت الثامنة عشر من عمرها وتزوجت جايمس , حرضت على تذكير نفسها بانها اصبحت كبيرة راشدة , وان عليها ان لاتنسى ابدا انها اصبحت فردا فى اسرة تيريل , مما يجعلها محط انظار الناس اينما ذهبت , ولم يكن هذا سهلا فى البداية ولكنها عودت نفسها على الهدوء والسبطرة على نفسها , حتى بعد مقتل جايمس والحزن البالغ الذى تملكها ........... وهى لن تفقد تلك السيطرة على نفسها الان مهما اغاظها نيكولاس كاسبيان .
تنفست بعمقا محاولة التظاهر بالهدوء مع الحزم :
- اسمع , هل يتوجب على ان اتصل بالحرس الامنى ليخرجوك من مكتبى ؟
لكن التهديد لم يحركه , بل العكس جعله اكثر تهكما وهو يسالها :
- هل المفروض ان يخيفنى هذا ؟
وعندما لم تجب عاد يسالها :
- هل عرفت رجلا قط عدا زوجك ؟
فقالت بصوت كالفحيح وهى تقبض يديها :
- اخرج من هنا
نظر الى قبضتيها رافعا حاجبيه بشكل هزلى يثير الغيظ :
- لماذا يساورنى شعور بانك تريدين ان تضربينى ؟
فانفجرت تقول قبل ان تتمكن من منع نفسها :
- لاننى اريد ذلك فعلا ......
فضحك قائلا :
- انك مليئة بالمتناقضات, ظاهرا تبدين حلوة رزينة تماما , ولكن هناك بركان يغلى وراء هذا , اليس كذلك ؟
اجفلت جينا لقوله هذا , ماجعلها تخرس عن الكلام , فجعله هذا يعود للضحك ثم يقول :
- حسنا . رغم استمتاعى بحديثنا القصير هذا , أرانى مرغما على الذهاب الان اذ عندى موعد للغداء .......
ردت بحدة :
- هذا حسن ...
القى عليها نظرة جافة :
- على السير جورج ان يتعقل , اظنه متعلق بك بقدر تعلقك به , وهكذا رغم ادعائك بانه لايطلب منك النصيحة , انا واثق من انه سيضغى اليك , عليك ان تجعليه يفهم بان ليس له خيار آخر , وسواء تحدث الى ام لا , فانا ساستلم الصحيفة سنتنال
- انه سيجد مخرجا لمشاكله
قالت ذلك بعناد , مماجعل كاسبيان يتأملها وعلى وجهه تعبير غريب , كما بدا فى عينيه هدوء اقرب الى الرقة :
- اكاد اتمنى , لاجلك فقط لو ان كلامك صحيح
شعرت بقشعريرة فى ظهرها , لقد شعرت فى تلك اللحظة بخوف حقيقى على الرجل العجوز , كان فى كلام نيكولاس كاسبيان من التأكد مما بقول , مماجعلها تشعر بالخزف , كان يبدو عليه انه رجل يعلم انه سينجح , وان من غير الممكن ان يتوقف , ولكنها مع ذلك رفعت وجهها تحدق اليه قائلة :
- انا اعرفه اكثر منك
- لكننى اعرف اكثر منك نوع الورطة التى هو فيها الان ..... انه فخ تقليدى يقع فيه رجال الاعمال ....... مؤسسة قديمة تقرر القيام بتغييرات جزرية من توسيع وبناء فروع جديدة واقتراض مبالغ باهظة لتقع آخيرا فى الديون
كان هذا وصفا دقيقا للوضع الذى رسمه لها السير جورج مؤخرا فى السيارة , وتملكها الذعر وهى تدرك مقدار علم كاسبيان بهذا .
قالت بغضب :
- قلت لك اننى لااريد التحدث معك عن هذا الامر .
وحاولت ان تنهض عن كرسيها ولكنه امسك بذراعيها وقد ازداد انحناء عليها اجفلت وقالت بحذر
- اتركنى
- ليس قبل ان تبداى بالاستماع الى جيدا ....... لا اظنك تعلمين الكثير عن دنيا الاعمال , ليس لدى السير جورج أمل بعد الان فى اكتساب مزيد من المال الا اذا باع اما المجمع الجديد الذى يبنيه ....
فقاطعته بقولها :
- انه سيبيع هذا المبنى القديم وليس باربرى وارف
فنظر اليها ساخرا :
- انه معروض للبيع منذ اكثر من سنتين فلم يشتره احد
عضت شفتيها , انه يعلم الكثير , كيف امكن للبنك ان يخون ثقة عميله العجوز بهذا الشكل ؟ ام ان مارك هاكسلى وحده هو المتآمر مع كاسبيان ؟ وهل الشركاء الاخرون فى البنك يعلمون بما يجرى ؟
- بل تقدمت اليه عروض شراء
قالت ذلك محتجة رغم علمها بان جميع تلك العروض لم تكن مقبولة , البعض اراد شراء المبنى بثمن رخيص . لكن السير جورج لم يكن بمثل تلك الحالة الماسة بعد , وتابعت تقول :
- والان من الممكن بيعه فى اى وقت , وبذلك يسددون قسما كبيرا من القرض
- وكيف يمكنهم فى الوقت نفسه دفع الاقساط الشهرية من القرض بينما يجدون صعوبة فى دفع الاجور شهريا , كما تعلمين ؟
اتسعت عيناها ذاهلة لم يكن السير جورج اخبرها بشئ عن ذلك , لم يكن لها شأن طبعا بقسم المحاسبة فى الشركة كما انه ابعدها تماما عن اجتماعات مجلس الادارة والتمويل , ولكن لابد انها سمعت بعض الشائعات , فهذا المكان مصدر غنى للاقاويل التى تتناول كل شئ من آخر علاقة حب بين اثنين من الموظفين الى آخر مرحلة من المفاوضات بشأن الاجور , والمنعقدة بين هيئة الادارة والاتحاد الوطنى للصحفيين , فلو كانت المشاكل خطيرة الى هذا الحد . لكانت سمعت همسات من قسم المحاسبة .
اخذ كاسبيان يراقبها لاويا شفتيه :
- هذا صحيح مع الاسف , ياسيدة تيريل انهم يعيشون من اسبوع الى لاسبوع لا يكادون يستطيعون سداد القوائم المتوجب دفعها , السيولة النقدية لديهم اصيبت بضربة سيئة جدا , ومقدرتهم على الاستمرار فى دفع كمبيالاتهم متوقفة على ان يكون لديهم دخل اكبر الى حسابهم فى البنك وهذا غير حاصل لديهم .
فسالته بغضب :
- من أين علمت كل هذا عن شؤون شركتنا الخاصة ؟
فقال بهدوء :
- ان لدى وسائلى الخاصة , صدقينى فانا اعلم مااقول , ان الدخل يتبدد على الدوام , وليس لديهم من المال مايكفى , ليس بامكانهم الخروج من هذا المحنة الا بحقنة جديدة فى راس المال
حدقت اليه بوجه شاحب بينما استطرد يقول :
- وهذا هو السبب فى ان البنك تحدث الى ومايدفعنى الى التحدث الى السير جورج , ان بامكانى توظيف اموالى فى الصحيفة بشروط معينة
- ليس للبنك الحق فى التحدث اليك
- بل لديهم كل الحق فى حماية استثمارتهم , ان لديهم حاملى اسهم كما تعلمين , يتوقعون الحصول على الفائدة منها من خلال البنك , وطبعا يريدون استعادة اموالهم , وانا واحد ممن لديهم اسهم فى البنك , ولهذا تكلموا معى .
- ما كان لهم ان يخبروك عن اعمال زبون آخر
- كنت اعلم بالامر قبل ان يخبرونى به
فقالت له ساخرة :
- هذا ما ينبقى عليك ان تقوله , اليس كذلك ؟ ان البنك يريد منك ان تحتفظ بهذه المؤامرة الضغيرة سرا
اشتدت يداه على ذراعيها وكأنه يريد ان يهزها :
- ليس هناك مؤامرة , اتظنين حقا انه يمكن لاى مؤسسة ان تغرق الى هذا الحد دون ان يعلم بها احد ؟ لقد سمعت تقولات عن مشاكل السير جورج فى جميع انحاء اوروبا , اخبرونى عن هذا ذلك برلين , سمعت همسا فى باريس , ان اوروبا عالم ضغير ولايمكنك هذه الايام ان تخفى اى شئ مدة طويلة .
عضت شفتها وهى تصدقه مرغمة , لقد لاحظة شيئا هى ايضا , ومنذ وقت طويل وهى تعلم ان هناك مشاكل رغم انها لم تكن تدرك مبلغ خطورتها .
قالت بصوت مبحوح :
- حسنا على كل حال لم يكن من حسن الخلق ان يتآمر البنك معك
فاصر على قوله :
- انهم لم يفعلوا ذلك , لقد ذهبت اليهم أسالهم عن مبلغ صحة ما اخبرونى به , كنت ابحث عن اصحاب صحيفة فى انكلترا لادخل معهم مستثمرا , مفكرا فى انه اذا كان صحيحا ما سمعته عن مشاكل فى صحيفة سنتنال , يمكننى اذن التعاقد مع صاحبها
- ومع هذا ليس عندهم الحق فى التحدث اليك من وراء ظهر السير جورج
فعاد يصر قائلا :
- انهم لم يفعلوا ذلك , لقد حاولوا التحدث اليه بالنيابة عنى , طالبين اليه ان يقابلنى لكى نتحدث فى احتمال التعاقد ....... ولكنه رفض هذه الفكرة
- هل يدهشك هذا ؟ انك تريد ان تأخذ منه صحيفته
تخلل شعره الاسود الكثيف باصابعه عابسا :
- فى عمره هذا كان عليه ان يتقاعد على كل حال , انه اكبر بكثير من ان يستطيع مواجهة كل الضغط والقلق الذى تسببه مؤسسة ضخمة كهذه , خصوصا اثناء الازمات , انظرى الى كيفية مواجهته المشكلات الحالية , انه يتصرف كالنعامة , مدعيا ان ليس ثمة خطرا , بينما هذا يزداد اقترابا كل يوم , ان ماتحتاج اليه المؤسسة واضح ..... زيادة فى راس المال , مبلغ استثمارى جيد من مكان ما , ومع ذلك عندما اقدم له ذلك يرفض التحدث الى , الا ترين هذا جنونا واضحا
- لا اعلم عن الامر مايكفى لكى احكم
قالت هذا ببطء , ولكنها كانت متأثرة بما سمعت منه , المؤسسة بحاجة الى مبلغ استثمارى جديد كما يبدو .... ولكن لابد ان هناك سبب جيد يجعل السير جورج يرفض التحدث مع نيكولاس كاسبيان , كان يخاف منه , يخاف من تحركاته واهدافه السرية .
اجابها قائلا :
- آه , بل تعلمين
وازاداد اقترابا منها فابتعدت الى الخلف ضاغطة بجسمها على مسند الكرسى , شاعرة بالانزعاج , فقد جعلها قربه البالغ هذا منها , جعلها ترى العروق تحت جلده , تألق عينيه السوداوين , خشونة عظام وجنتيه , كانت حدثت نفسها بانه غير وسيم , ولكن الرجولة التى تفيض منه خطفت انفاسها , لم تستطع ان تحول عينيها عنه
- اذا افلست المؤسسة فستصبح مرتعا لكل من يريد منها شيئا
كان يقول ذلك بينما عيناها على حركات فمه شاعرة وكأنها منومة مغنطيسيا , همست تقول :
- لن يسمح السير جورج لمثل هذا ان يحدث
فقال بحدة :
- وكيف يمكنه ان يمنع ذلك ؟ وماذا عن كل هولاء المهددة وظائفهم ؟ وماذا عن اولئك الذين يمولون المؤسسة ؟ وعن الدائنين الذين سيخسرون اموالهم ؟عندما تفلس مؤسسة ما فان من الصعب جدا ان تعود للوقوف على قدميها .
ووجدت نفسها تصدقه ومقتنعة بما يقوله
قالت ببطء
- ان باربرى وارف وحده يساوى ملايين .....
- نعم مازالت المؤسسة تملك اشياء بالغة القيمة , ولكن عندما تتلاشى الثقة بمؤسسة ما يبدا المساهمون ببيع اسهمهم, فتهبط اثمانها كالاحجار , وهى تهبط الان ليس بسرعة بعد , ولكن بشكل قاسى لا يرحم
نظرت جينا اليه بحدة :
- اظن هذا فى صالحك اذ يمكنك شراء اللاسهم بسعر زهيد
فابتسم ساخرا :
- هذا صحيح طبعا , لكن الاسهم المعروضة غير مهمة , لان كميات الاسهم الكبرى هى ملك اشخاص لا يريدون بيعها ولايستطعون ذلك مثل سليد الشاب الذى لم يحصل بعد على ضيعته التى ورثها عن ابيه , اننى بحاجة الى كمية كافية من الاسهم تسمح لى بمقعد فى مجلس الادارة , حيث يمكننى التاثير على طريقة ادارة المؤسسة
كان كلامه معقولا تماما , فلماذا يقف السير جورج ضده الى هذا الحد ؟
قالت :
- من المؤسف انك قمت بزيارة مجمع باربرى وارف دون حصول مسبق على اذن منه بذلك , لم يعجبه هذا , اذ جعله يشك فى امرك .
قال عابسا :
- هذا ما ادركته لو كنت اعلم قد يكون هناك لما ذهبت , ولكننى كنت رأيت المجمع عن بعد فاردت رؤيته عن قرب لاتخذ قرارا نهائيا بالدخول الى المؤسسة , انه قطعة هندسية خلابة تجعلنى استمتع بالنظر اليه لو لم اكن افكر فى الانضمام الى المؤسسة , كما ان بييت يتلهف شوقا الى الطواف فى انحائه هو ايضا عندما كان هنا فى لندن لعدة ايام
تالقت عيناها :
- لقد اعجبه كثيرا , اليس كذلك ؟
فقال بابتسامة ساخرة :
- وقد اعجبته انت ايضا
سكتت جينا مجفلة وقد احمر وجهها , فقال ببطء :
- لماذا تدهشين ؟ ظننت ذلك كان واضحا عليه , وان واثق من انك تعلمين ان تأثيرك عليه كان كبيرا , انه لم يستطع تحويل عينيه عنك , ولكن الافضل ان احذرك ....... ان بييت رجل ظريف , ولكن ليس ثمة امرأة حازت على اعجابه وذلك منذ زمن طويل , ولهذا الافضل عدم التورط معه
- ليس فى نيتى التورط , كما تقول مع اى منكما
قالت ذلك وقد خرجت عن اتزانها وازداد احمرار وجهها .
فقال :
- ولكنك ستتناولين العشاء معى هذه الليلة , فانا لا اراك تعرفين مايجرى , واذا كنت تريدين مساعدة السير جورج , فمن الافضل فى رأيى ان تعلمى كل شئ
كان هذا معقولا , اذا كانت تريد مساعدة الرجل العجوز, عليها ان تحيط علما بكل مشاكله , وببطء اومات تقول :
- ولكن عليك ان تفهم اننى بجانب السير جورج , واننى لن افعل ماقد يؤلمه
قال :
- انك اوضحت ذلك تماما , اذن فسأتى لاخذك عند ....
فقاطعته بقولها :
- كلا , يجب ان لايعلم اننى ساراك , والا سيغضب جدا
وكان هذا منها تخفيفا لمشاعر السير جورج , وهو الذى فى سنه هذا اصبح يرى التآمر عليه فى كل مكان , ولم تكن تريد ان يشك فى ولائها واخلاصها له
- ساقبلك فى المطعم , اننى اعرفه وان لم اذهب اليه قط , مطعم كنوسوز هو عند زواية الشارع عند منزلنا , بامكانى الوصل الى هناك فى دقيقتين مشيا
- لاباس الساعة الثامنة اذن
- ساكون هناك
لم تكد تقول ذلك حتى كان يسير نحو الباب يفتحه وذلك بخفة البرق , نظرت الى الباب وهى تطرف بعينيها , لقد اخافها حقا
قال لها بلطف :
- الى اللقاء
ثم انغلق الباب وساد المكتب السكون , لكن جينا لم تستطيع الحركة بقيت خلف مكتبها تحدق الى لا شئ متذكرة الالفة الغريبة التى كانت تسود حديثهما , وابتسامته الساخرة , روح السيطرة التى تنبثق من شخصيته وجود التهديد الذى يمكنه ان يثيره انها لم تعرف رجلا مثله قط .
تصاعد طرق على الباب فاجابت :
- ادخل
دخلت هيزل وقد استدارت عيناها وبدا فيهما الفضول :
- من هو ذلك الرجل ؟ لقد مضى وقت طويلا هنا , هل كان لاباس فى سماحى له بالدخول دون تنبيهك ؟
فقالت جينا عابسة :
- ياليتك لم تفعلى , اريدك فى المرة القادمة ان تنبهينى الى قدومه قبل اربع دقائق , ان حضوره المفاجئ يمكن ان يحدث صدمة
قالت هيزل ضاحكة :
- هذا مايبدو ان آسفة عندما قلت له اننى ساتصل بك الى مكتبك واخبرك بوجوده لم يسمح لى بذلك , قال انه يريد ان يفاجئك
- وقد فاجانى حضوره حقا
- حسنا , اخبرينى بكل شئ عنه , من هو ؟ ومنذ متى تعرفينه ؟ ولماذا لم تخبرينى عنه ؟
- ان فكرتك خاطئة . فهو ليس .....
ثم سكتت فجاة وقد تذكرت ان هى اخبرت هيزل عنه سيكون عليها ان تجعلها تقسم على حفظ الامر سرا والا فستخبر السير بذلك , وهذا لن يكون مناسبا بالنسبة الى هيزل ووضعها . ومن الافضل ان لا تذكر لها شيئا .
لكن صمتها الطويل زاد من فضول هيزل , لسوء الحظ , فقالت ضاحكة :
- هو ليس ماذا ؟ ليس جادا ؟ الاترين انه الشخص المطلوب من زمن طويل ؟ انه جذاب للغاية وهذا لايدهشنى , لابد ان لديه امراة فى كل مكان , ولكن من يقول ان الحب ان يكون جادا او يدوم وقتا طويلا ؟ ( اغتنم اذن دقائق السعادة قبل ان تذهب ) هذا هو شعارى , لو كنت مكانك لتمسكت به اثناء اهتمامه بى
احمر وجه جينا وبدا عليها الغضب وهى تقول :
- اننى لست متلهفة الى رجل الى هذا الحد
فاسرعت هيزل تقول :
- أعلم ذلك وليس هذا ماكنت اعنيه ...... ولكن اذا اعجبك فلا تترددى يا جينا , انك وحيدة منذ زمن طويل
قالت جينا عابسة :
- فى الحياة ما هواهم من وجود رجل بجانبك .
غمزت هيزل بعينها تقول :
- انهم يجعلون الحياة اكثر سعادة , هيا اعترفى بذلك , انهم اكثر اثارة بكثير من فنجان كاكاو تشربينه وحدك او ساندويتش تاكلينه امام التلفزيون .
لم تستطيع جينا ان تمنع نفسها من الضحك , بينما قالت هيزل ضاحكة :
- اذن تعلمين اننى على صواب , اننى اعرف كم كانت مصيبتك فى زوجك عظيمة , ولكن عليك ان تبداى الحياة مرة آخرى تعلمين ان الزمن لايتوقف .
شعرت جينا بالارتياح عندما رن جرس الهاتف فتناولت السماعة بسرعة :
- الو , هى هنا سارسلها اليك
فتحت هيزل فمها تسالها دون صوت :
- السير جورج
وعندما أومات جينا اسرعت هيزل الى الباب وهى تقول لها من فوق كتفها :
- اخبرينى فيما بعد كل شئ عن ذلك الرجل الرائع
بينما كانت جينا تقول فى الهاتف :
- انها فى طريقها اليك
قال السير جورج باستياء :
- انتن الفتيات تمضين وقتا طويلا فى الثرثرة , كلما اردت هيزل اجدها فى مكتبك
فقالت جينا برقة :
- انا آسفة
لم يكن ماقاله صحيحا , فقد كانت هيزل فتاة نشيطة للغاية وسكرتيرة غاية فى الكفاة لاتكاد تغادر مكتبها , ولكن الرجل العجوز كان متوتر الاعصاب ومتضايقا , ولهذا لم تجادله وتظهر له عدم عدله فى الحكم عليها
فقال بحدة :
- واريدك انت ايضا هنا حالا
عندما دخلت الى مكتبه وجدته مزدحما بالناس كانت الكراسى مصطفة نصف دائرة حول المكتب كل شخص حول نظره اليها ومعظم الوجوه مالوف لديها ابتسمت لهم بينما غمزت لها هيزل بحذر .
قال السير جورج مشيرا الى كرسى بجانبه :
- تعالى واجلسى بجانبى ياعزيزتى
جلست جينا آملة ان تبدوا اكثر هدوءا مما تشعر , متوترة الاعصاب لجلوسها بهذا الشكل المميز, كان هولاء الرجال ذوى مهابة ونفوذ وسلطة بينما كانت تعلم انها اكتسبت مركزها من مجرد كونها كانت متزوجة من حفيد السير جورج ولهذا كانت اعلى وظيفة ممكنة لها هى سكرتيرة , اخذ السير جورج يتأمل وجوه الحاضرين ثم ربت على يدها وقال :
- كلكم تعرفون ارملة حفيدى , السيدة تيريل ولاشك انكم تساءلتم عن السبب الذى جعلنى احضرها الى المؤسسة وابقيها بقربى , حسنا انها ليست هنا لاننى اريدها بقربى , انها كل مابقى لى فى العالم , اسرتى الوحيدة , واريدها ان تتعلم ادارة الاعمال بسرعة وذلك لكى تصبح مستعدة لاخذ مكانى عندما ارحل .
تصاعدت شهقات خافتة من كل شخص فى الغرفة بينما شحب وجه جينا واتسعت عيناها وهى تقابل عينى هيزل المجفلتين
تاخذ مكانه لايمكن ان يكون جادا , ماذا يعنى ؟ انه سيترك لها اسهمه فى الصحيفة ؟ جعلت هذه الفكرة دمها يجرى باردا فى عروقها , كانت بقيت معه بعد موت زوجها لعدة اسباب ....... لانه بحاجة اليها , ثم لانها كانت وحيدة تعسة , وعلى الاخص لانهما احبا هما الاثنين جايمس , الى اقصى حد ماجعلهما عند موته يبقيان مع بعضهما ابتغاء العزاء والسلوان , لقد اصبح السير جورج هو اسرتها وكل شئ لها فى الحياة , ولكن مهما كان تعلقهما ببعضهما البعض الا انه لم يخطر فى بالها قط انهسيترك لها اسهمه فى المؤسسة , كانت ورثة بعض المال من جايمس على كل حال , لقد استثمرتها بعناية ولم تمسها على الاطلاق لانها لم تكن تحتاج الى كثير من النقود , فقد كانت تعيش مرفهة فى منزل السير جورج , ولم تكن تنفق النقود الا على ثيابها وشؤونها الخاصة دافعة ثمنها من راتبها , كان يتملكها شعور غامض بان السير جورج سيترك ثروته لقريب له , وكان له عدة أقرباء لايرى منهم احدا ابدا .
كان له اقرباء فى استراليا تلقى منهم رسائل تعزية عند موت جايمس , ولكنهم لم يأتوا الى الجنازة , ربما عدم مبالاتهم هذه جعل السير جورج غير راغب فى جعلهم ورثته .
كانت هذه هى المرة الاولى التى يشير فيها الى انه سيجعلها وريثته , وقد افزعها هذا , لم تكن تريد منه ان يفعل ذلك , اذ ليس بامكانها قط مواجهة هذه المسؤولية , رفعت بصرها ومازالت عابسة بالغة الشحوب لتجد انها عادت منسية مرة أخرى , لقد كان السير جورج يتحدث عن مسابقة جديدة قد تنشرها سنتنال , وهى محاولة اخرى لزيادة التوزيع واجتذاب المعلنين .
كان يقول لمدير التسويق بيل واطسن :
- لست واثقا من قراءنا يهتمون بلعبة البليارد
- اننى نتلقى دوما رسائل تطلب منا نشر المزيد من نتائج هذه اللعبة , اذا شئت ان تلقى نظرة شاملة على النتائج .....
ثم انخرط فى سلسلة من الاحصائيات وسرعان مابدا الدوار على السير جورج فقاطعه قائلا :
- حسنا , هل نسأل رأى الاخرين ؟ من منكم يوافق بيل فليرفع يده
كان بيل قد اقنع اكثرهم فارتفعت الايدى ونظر السير جورج حوله بضيق :
- حسنا جدا , تابع المشروع اذن يابيل , والان كيف يسير باب الاعلانات
اجاب محرر الاعلانات بسرعة :
- اننا نتدبر امر ابتكار افكار جديدة , والاعلانات تتوافد علينا بشكل جيد جدا
فقال مدير الاعلانات بجفاء :
- ليس بالسرعة الكافية , أرى ان تبحث عن افكار فى مناطق ابعد , ان الشرق الاقصى هو منطقة اعلانات واعدة
فاوما المحرر موافقا :
- اننى اوافقك وقد صدف اننى .......
نظرة جينا من النافذة الى السماء الغائمة , متى يأتى الربيع ؟ يبدو وكأن سنينا مضت على آخر مرة رأت فيها الشمس .
بعد ذلك بنصف ساعة ذهب السير جورج الى ناديه بينما ذهبت جينا للقاء روز , التى جذبت الانظار ببنطلون التزلج الاسود الذى ترتديه وكنزتها البيضاء ومعطفها الاحمر الخشن النسيج , بدات اشبه بغلام بجسمها البالغ النحافة وشعرها الفاحم السواد والمقصوص قصيرا جدا وبشكل أشعث , قالت لجينا :
- انك تاخرت
- آسفة فقد كان فى اجتماع داخلى , لكننى استطعت حجز مائدة فى المطعم على الاقل
عندما وصلتا الى الباب الرئيسى المؤدى الى الشارع مر بهما شخص نحيف طويل كاد ان يصطدم بروز , تمتم من فوق كتفه دون ان ينظر اليها قائلا بالفرنسية :
- آسف
فصاحت فيه :
- هذا حسن , ابطحنى فى الشارع
فالتفت اليها وعندما رآها منحها ابتسامة عريضة متألقة :
- كان لمحرر الاخبار الاجنبية رجل روز المفضل دانيال برونى , لسان كحد السيف , واذا زاد الضغط عليه يصبح عقربا , وكان كثيرون فى الصحيفة يعتبرونه محررا لامعا , ولكنه كان مخيفا بالنسبة لموظفية , ناداها يقول وعيناه تسخران منها :
- - ماهى مشكلتك , براعتمى ؟
ثم اختفى فى المطعم , بينما احمر وجهها غضبا وهى تقول :
- اذا دعانى برعم مرة أخرى
فقالت جينا تنصحها :
- لا تهتمى به
- من السهل ان تقولى ذلك لانه ليس عليك ان تعملى معه
اجتازتا الشارع ثم انعطفتا تدخلان الزقاق حيث المطعم , كان شارع فليت استريت مزدحما تماما , ولكن قبل ان تبدا المؤسسات الصحفية الانتقال الى مناطق أخرى من لندن , كان الشارع اكثر ازدحاما , لقد اختفى اثنان مهمان من معالمها حتى الان , سوق كوفن غاردن , وشارع فليت استريت
قالت روز بصوت اهدأ :
- معطفك جميل جدا
اخذت جينا تسوى من القلاب مسرورة :
- لقد اشتريته من السويد عندما ذهبت مع السير جورج الشتاء الماضى , انه مريح جدا
نظرت روز الى فرو الاستراغان على اطرافه وقالت :
- يبدو روسيا
- هذا صحيح
كان مطعم شيشاير شيز مزدحما , كالعادة ولكن النادل قادهما الى مائدتهما على الفور , حيث اخذتا تراجعان قائمة الطعام , قالت لها جينا :
- احب هذا الاستيك الانكليزى والكبد , وفطائر محار البحر
مطتت روز وجهها :
- هذا دسم جدا كلا , ساتناول سمكا مشويا , ودون ذبدة هذا مع السلطة
طلبت جينا سمكا هى ايضا , ولكن مع خضار مسلوق , وطلبت الاثنتان شماما , وشربتا مياها معدنية فقط , عندما ذهب النادل , نظرت جينا الى روز متأملة وقد لاحظت هالة قاتمة حول عينيها وتوترا فى فمها غير عادى
- كلامك كان غريبا على الهاتف , هل حدث شئ ياروز ؟
- لاشئ لااستطيع مواجهته , وعلى كل حال انا اكره الحديث عن حياتى الخاصة
فضحكة جينا :
- آه فهمت , هل هو رجل ؟ انك دوما سيئة المزاج عندما تقعين فى الغرام اليس كذلك ؟
أحمر وجه روز :
- هراء ان لديك افكار حمقاء .... ثم لاتبداى فى تحليل نفسيتى الم تسمعى مايقال ..... ( لقد مات فرويد ) ؟
سالتها جينا بحذر :
- من هو ياروز ؟ هل اعرفه انا ؟
- من ؟ فرويد ؟ كان عجوزا نمساويا مهووسا بالنساء , حتى انت لابد سمعت عنه
ضحكت جينا ورغم انها كانت تعلم ان روز ترواغ لاضاعة الموضوع الا انها أصرت قائلة :
- انك تعلمين من أعنيه , رجلك الجديد
فقالت روز باختصار :
- انه ليس كذلك , ليس جديدا وليس رجلى
قطبت جينا جبينها بحيرة :
- ليس جديدا ؟ هل يعنى هذا انك تعرفينه منذ زمن طويل ؟ هل اعرفه انا ايضا ؟ ولكن .... من هو ؟
واخذت تستعرض فى عقلها كل الرجال الذين تعرفهم فى الصحيفة , لابد انه شخص فى القسم الاجنبى ثم اذا بها تفتح فمها شاهقة :
- لااظنك تعنين دانيال برونى
كانت روز قد توهج وجهها الان بالاحمرارا , وتالقت عيناها الزرقاوان غضبا :
- هل انت مجنونة ؟ دانيال برونى ؟ اننى اكره حتى رؤية ذلك الرجل , ودوما كنت اكرهه حتى عندما كان أبى يقول انه نابغة
سألتها جينا باهتمام :
- هل قال ذلك عنه حقا ؟
ربما كان هذا هو السبب فى كراهية روز له الى هذا الحد , لان والدها الذى يشغفها حبا معجب به
- حسنا , ان دانيال رجل جيد
فقالت روز غاضبة :
- ربما ولكن اذا لم يكف عن مضايقتى فساقتله يوما


ام مزن غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس