عرض مشاركة واحدة
قديم 04-12-08, 01:08 AM   #3

Shining Tears
 
الصورة الرمزية Shining Tears

? العضوٌ??? » 1639
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 218
?  نُقآطِيْ » Shining Tears is on a distinguished road
افتراضي

فسألها بحدة :" لماذا لا ؟"
" لأنني مشغولة ."
كان الصمت الذي تلا هذا مرة اخرى في الطرف الأخر من الخط ، كان اطول هذه المرة وتساءلت عما اذا كان صمته هذا نتيجة صدمة ، أو لهفة .
وإذا به يسألها وقد ساور صوته شك عنيف :" مشغولة مع رجل آخر ؟"
فتملكها الغضب ، ان كين طبعاً ، لن يحمل نفسه أي ذنب ، وتساءلت عما اذا كان لشكوكه هذه اصل في سلوكه هو ، اذ عندما يكون في رحلة عمل ، هل هناك امرأة اخرى يمضي معها اوقات فراغه ؟ وهل هذا هو السبب في انه لا يتصل بها هاتفياً على الاطلاق ، ما عدا عندما يبلغها بموعد حضوره من السفر ؟ ولم تكن ليزا واثقة على الاطلاق من انها الوحيدة في حياة كين.
قالت وكرامتها المجروحة تغذي شكوكها المدمرة هذه : " ربما ." وحدثت نفسها بأن هذه بداية النهاية ، سمعته يشتم بصوت خافت ، ثم ينفجر قائلا : " أية لعبة تقومين بها ، يا ليزا ؟ حذار من الدلال ، فليس لي صبر عليه ."
قالت بمرارة :" كلا ، فأنا واثقة من عدم صبرك ، يا كين ، ولكن حان الوقت الذي لن ينفع فيه منك أي مجاملات أو لطف ."
فقال غاضباً :" ليس لدي وقت لمثل هذا الهراء اللعين ، ومهما تكن اللعبة التي تفكرين فيها ، أريدك ان تصرفيها من ذهنك ، فإذا لم تكوني تريدين ان تكوني معي ، فقط قولي ذلك ، يا ليزا ."
هكذا اذن وانقبض قلبها ، لقد دنت اللحظة الفاصلة ، فمن ناحيته لم يكن هناك نقاش ، ولا اعتذار ولا ( امنحيني فرصة أخرى وسترينني شخصاً مختلفاً ، يا ليزا ) مثلاً فمثل هذه الكلمات لا يمكن ان تنطلق ابداً من شفتي كين ، ذلك ان ليس لديه سوى هذه المعادلة ( قولي لي هل تريدينني أم لا؟)
ماعدا انها كانت تريد من كين ماريوت أكثر كثيراً مما كان مستعداً ان يعطيه .
وفكرت بمرارة في ماقاله عن لعبة تقوم بها ، انه هو الذي يضع القوانين ، وهو المرجع في كل امر ، وهو الذي يطلق صفارة الابتداء ، ولم يكن هناك مراجعة لأي قرار يتخذه ، كيف استطاعت ان تحب شخصاً مثله ، وهو الذي لا يهتم بشعورها مقدار ذرة ؟
" انها ليست لعبة ، يا كين ، انني اسميها النهاية ، ان علاقتنا انتهت ."
لقد نطقت بهذه الكلمات ، أخيراً ولم تكن تنوي ان تقولها الآن ، وفي هذا المكان ، لقد تدفقت من بين شفتيها تحت ضغط المشاعر ، كانت نهاية ارتجالية بدت خطأً بالغاً للغاية ومع انها كانت قررت انهاء علاقتهما ، فقد كانت تنوي ان ترى كين مرة اخرى لكي تخبره بذلك وجهاً لوجه .
قال لها بلهجة خلت الآن من الخشونة ، وحل مكانها عدم الفهم :" ليزا ؟ لا اظنك جادة في كلامك ."
ما الفائدة من إلغاء ما لابد منه ؟ وشعرت بالمرض ، ان عليها ان تقوم بذلك ، وقالت ببلادة : " بل أنا جادة في كلامي ."
تلا ذلك شيء من التردد منه ، ثم لم يلبث ان قال بحدة :" لا يمكنك ان تعني ذلك حقاً ."
قالت بحزم :" أنا آسفة ، ولكنني اعنيه حقاً ."
كانت آسفة فعلاً آسفة من كل قلبها وهي تشعر بفراغ هائل يدخل حياتها ، وتساءلت عما تراها فعلت ، وأخذت تكرر وقد دخل الشك قرارها :" أنا آسفة ."
فقال بمرارة :" انت آسفة ! هذا رائع ، وتباً لها من روعة ، لقد احرق اعصابي يوماً بعد يوم بينما أنت ... تباً لك ، اذهبي الى الجحيم ..." شتمها بذلك وهو يقفل الهاتف في وجهها ، ورأت في الصوت المكتوم الذي صدر عن وضع السماعة مكانها ، مايمثل آخر خفقة لقلب يموت ، ان عقلها يقول انها قامت بالعمل الصواب ، ولكن ماتقوله مشاعرها يخالف ذلك تماماً ، وضعت سماعتها ثم اخذت تنظر الى يديها ، كانت اصابعها الطويلة الرشيقة ترتجف تبعاً لافكارها المضطربة .
كان تصرف كين حسب المتعارف عليه ، فهو قد شتمها غاضباً لقرارها المفاجئ غير المتوقع هذا ، ولكن الشعور بالخسارة والذي سرى في كيانها كان لا يحتمل .
كانت تحبه ، وتريده ولكن حبها ورغبتها فيه قد صدمهما معاملته تلك لها ، انها ليست العوبة بين يديه ، يتناولها متى شاء ، ويلقي بها جانباً حين يريد ، ولكنها انسانة والطريقة التي اخذ يعاملها بها كانت تنقص من احترامها لنفسها ان عليها ان تنهي كل هذا .
ولكن ليس بهذه الطريقة ، ليس بمثل هذا الشعور الرهيب بالاكتئاب ، لم تستطع حتى ان تبكي ، فقد عصى دمعها ...
ربما هي الصدمة ، وشعرت بالخدر يغزو جسمها ، وانعدام الحياة وكانما لم يبق هناك ما تتطلع اليه .
نظرت حولها الى مكتبها الفسيح البديع التأثيث ، كانت وظيفتها بالغة الاعتبار ، فهي سكرتيرة مدير الفرع الاوسترالي " الشركة الدولية المختلطة " وكان راتبها ممتازاً ، كما كانت تقابل اناساً ذو نفوذ وعلى غاية من الأهمية ، ولكن هذا كله لم يكن يهمها بشيء .


Shining Tears غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس