عرض مشاركة واحدة
قديم 13-11-11, 03:43 PM   #4

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

1-لقاء غير مريح


بعد أن إجتاز المركب صخرة ليدي مارا على بعد قليل من أسوار قلعة ديوارت القى مراسيه قرب رصيف مرفأ كريغتيور.
وتنهدت سارة بإرتياح بعد أن وصلت اخيرا وراحت عيناها تبحثان في تشوّق متفحصتين الحشد الصغير من الناس فوق الرصيف ، لقد ذكر لها جيمس بأن هيو فريزر سيكون هنا في إنتظارها ، ولكنها لم تتبيّن أي شخص يناسب الوصف الذي اعطاه لها قائلا بأنه رجل في حالي الثلاثين من عمره ، طويل واسود الشعر ،وداخل سارة الأمل بالا يكون هيو فريزر الذي قرّر إستخدامها بعجلة بدون أن يراها قد نسي فجأة كل ما يتعلق بها.
وإستدارت نحو أمتعتها لتجمعها ، وتقطيبة خفيفة تعلوجبهتها الملساء ثم سارت بتثاقل فوق المعبر الخشبي الذي يصل المركب بالرصيف ، وإسترجعت في ذهنها أستمتاعها برحلتها في المركب ، وإضطراب الأمواج ، ألا أنها أحست بان زمنا طويلا قد إنقضى منذ ان غادرت لندن من محطة يوستن البارحة ، وعندما ودعتها صديقتها جين ، السيدة التي كانت تقيم سارة في منزلها في لندن ، على رصيف المحطة قالت لها بمرح:
" ستكون رحلتك ممتعة بدون شك يا عزيزتي".
وذلك بعد ان ساعدتها في العثور على مقصورة فارغة في القطار ، واغرقتها بسيل من المجلات.
وسافرت سارة ليلا الى غلاسكو في اسكوتلندا ، ثم غادرت قطارها الى القطار المتوجه الى أوبان ومن هناك إستقلت المركب ، وقد تمتعت برحلة جيدة مع أنها كانت مرهقة قليلا ، وبينما راحت تتساءل بصبر نافذ عن طول المدة التي عليها أن تنتظرها ، إعتراها شعور بأن غاية ما تصبو اليه الان الوصول الى نهاية مطافها.
إبتعدت سارة عن المركب بضع خطوات ثم القت بحقائبها كيفما كان بجانبها ، وراحت تحدّق بفضول عبر المرفأ الى كزيغنيور التي بدت لها بلدة صغيرة لا تحتوي إلا على بعض البيوت المتناثرة وعدّة فنادق متراصة على حافة المياه حول الخليج ، وفي الخلفية لاحت لها سلسلة من الجبال الوعرة ، ولاحظت بأن بعض السيارات التي كانت على ظهر المركب قد غادرته شارعة في رحلتها عبر الطريق الضيق المتجه الىتوبرمري ، اما فيما عدا ذلك فلم يكن هنالك من مظاهر الحياة إلا القليل : صبي صغير وجهه منير يكسوه النمش ، يحاول اصطياد السمك ومجموعة من طيور النورس تحلّق بأمل قربه.
وراحت سارة ترقب المنظر بإهتمام مستغرق لم تقطعه إلا هبة ريح عصفت فجاة بإحدى حقائبها الصغيرة وأخذت تلعب بها ، وقفزت سارة فزعة الى الأمام ن ولكن قبل ان تستطيع الوصول الى حقيبتها سارع شخص وسبقها اليها مسترجعا إياها ، وعرفته سارة على الفور ، وتبينت فيه الشخص الذي لاحظته على المركب لأنه كان يصفر لحنا معروفا من أوبرا ريغوليتو ، وكان شابا نحيلا ذا لحية ن يرتدي بنطلونا ضيقا من المخمل الأسد وبلوزة سوداء ، وطاف بذهنها ان ملابسه تليق بصالة قهوة في حي تشلسي الراقي في لندن لا بجزيرة سكوتلندية ، وإبتسم الشاب بمرح وهو يعيد لها حقيبتها.
وردّت سارة إبتسامته بسرعة وقالت له بحرارة:
" لقد سارعت في اللحظة المناسبة ، ولو أنك تأخرت لحظة واحدة لإنتهت حقيبتي في البحر".
" وأنا لا اعرف السباحة".
قالها بلهجة مازحة وهو يزيح جانبا بضحكته كلماتها اللاهثة الشاكرة ، وضاقت حدقتاه وهما تستقران على وجهها المضرج.
" هل تحبين ان أوصلك بسيارتي الى أي مكان؟ أو لم تقرري بعد اين تريدين ان تذهبي؟".
وشعرت سارة بالإضطراب وهي تزيح بصرها جانبا محاولة ان تتغلب على شعور باهت بعدم الإرتياح ، وتمتمت:
" قد لا يكون إتجاهنا واحدا".
وتمنت لو أنها إرتدت للسفر ثيابا اكثر وقارا من بنطلونها الجيمز القديم ، فلقد بدا واضحا ان هذا الرجل ظنّها فتاة تهيم هنا وهناك بحثا عن الصحبة ، وسارعت الى القول غير عابئة بنظراته الجريئة:
" في الحقيقة أنني في طريقي الى لوخ غويل من أجل العمل عند هيو فريزر ، وقد اتفقنا على أن أنتظره هنا ، ولهذا فانا لست بحاجة الى عرضك ، ومع ذلك شكرا".
" هيو فريزر".
وللوهلة بدا لها وكأنه جفل عند ذكر ذلك الإسم ، ولكن هذا الإنطباع سرعان ما تلاشى حتى أنها شكّت في حقيقته ، وقال هازا كتفيه بعدم مبالاة:
" حسنا من المحتمل ان التقي بك يوما ما".
ورفع يدة بحركة عابرة ثم دار على عقبيه ، وقفز بخفة الى مقعد سيارة قديمة مهملة وساقها مبتعدا ، وسارة ترقب المشهد بصمت.
وإستدارت وهي تتنهد ، ثم جلست على صندوق مقلوب لتخزين السمك ، وإستعدت للإنتظار ، وعبّت الهواء الذي كان يفوح برائحة السمك والملح وأعشاب البحر بعمق ، واحست بحدته المنعشة ، إنها لم تقابل هيو فريزر بعد ، ولم تكن تعرف أي شيء عن منظره إلا بضع كلمات تفوّه بها جيمس ، وبدا لها من الصعب التصديق أن تكون جالسة هنا بعيدا عن بيتها تستعد لأبتداء وظيفة جديدة على جزيرة تكاد لا تعرف عنها شيئا ، ففي السابق لم تكن هذه الجزيرة إلا إسما على الخريطة ، ولو لم يقع حادث الطائرة الذي تسبّب في مقتل والديها لكان من المحتمل ألا تبقى الا مجرد إسم.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس