عرض مشاركة واحدة
قديم 15-11-11, 09:49 PM   #8

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


وإستقرت نظراته عليها الآن تتفحصها بموضوعية محاولة تقييمها ، وشملتها عيناه الرماديتان الفاترتان بنظراتهما من تحت حاجبيه الداكنين الثخينين ، ولاحظت سارة صرامة قوس الصدغين والفك وإنسياب شعره الداكن ، مدركة بأن شدّته وصرامته تحول دون نعته بالرجل الوسيم ،وإنتهت سارة الى ان خلاصة ما يمكن وصفه به هو أنه رجل متين البنيان ومثير للإهتمام ، وإبتسمت له بآلية لأن عينيه إستقرتا عليها اخيرا.
وضاقت حدقتاه ، وتغيّر التعبير الذي كان يكسو وجهه ، وإرتفع حاجباه الثقيلان قليلا ، ثم إختلج فمه الصارم بإبتسامة جعلت الدم يتدفق في خدي سارة ، إذ انها كانت إبتسامة متعالية هازئة قليلا ، باعثة على الإضطراب.
وسار حتى وقف بجانبها مهيمنا بقامته المديدة ، وسالها بحدة:
" هل انت سارة دينتون ، سكرتيرتي الجديدة؟".
وعندما هزّت سارة رأسها بالإيجاب مرتبكة مضطربة اضاف بكياسة:
" إسمي هيو فريزر ، وانا من لوخ غويل".
وسارعت سارة للوقوف على قدميها إذ انها شعرت بفقدان التكافؤ وهو يطل عليها من فوق ، وقالت وهي تحاول أن تلملم كل ما إستطاعته من وقار:
" لقد غادرت القارب منذ لحظات فقط".
" إذن دعينا نذهب".
ومن دون ان يعيرها مزيدا من الإهتمام حمل حقائبها بخفة ووضعها في مؤخرة السيارة ، وبحركة عابرة من يده اشار اليها بأن تجلس في مقعد السيارة المجاور له.
وفكرت سارة مجفلة : ( لا فائدة من ان اتوقع منه ان يفتح لي باب السيارة ، على كل هو رئيسي وانا مرؤسته )، ولمحت سارة في عينيه بريق إستمتاع بالموقف وهو واقف بإنتظارها ويضع يديه في جيبه ، وفجأة أدركت أنه يستطيع قراءة افكارها مما بعث الغيظ في نفسها ، وإنتقل تفكيرها الى السيارة ووجدت انها تعرف ان اللاندروفر هي افضل سيارة من نوعها للأنتقال في مناطق الهايلاند ولكن الم يكن بالأمكان ترتيبها قليلا ؟ وأمعنت النظر بإمتعاض في مجموعة الأشياء المبعثرة في ارض السيارة ، كل ما يخطر على البال : من المعاول حتى المواسير ، أما حقائبها فقد تربعت بكبرياء فوق حزمة من القش ، وخلعت سارة متعبة معطف المطر الذي كانت ترتديه وجلست بحذر شديد على حافة المقعد.
" كما ترين ، إنها ليست سيارة وثيرة".
وإهتز المقعد عندما إستقر في السيارة بجانبها قائلا:
" إرمي هذه الأوراق القديمة وراءك وإحترسي من صفيحة البنزين تلك ، هل إستمتعت برحلتك؟".
" نعم.....".
ورات سارة ان سؤاله المتأخر ما كان إلا سؤالا أملته اللياقة ، إذ ان صوته لم يعبر عن اي شعور بالإهتمام.
وحاد بالسيارة بإحتراس عن الرصيف سائقا بسلاسة ومهارة معتادة ، مخلفا وراء وراءه كرينغنبور ، سالكا الطريق بإتجاه سالن في الشمال.
وثارت الدهشة في نفس سارة ووجدت نفسها تقول قبل أن تستطيع إيقاف كلماتها:
" ولكنك قدمت من ناحية الجنوب".
" هذا صحيح " ، اجاب بتكاسل وبإيماءة طفيفة من حاجبيه الداكنين .
" لقد ذهبت لاقابل شخصا لشراء كلب".
وإحمر وجه سارة وندمت على كلماتها ، فالأمر ، كما اوحى جوابه لا يخصها.
وقال مبتسما وهو يرمق وجهها المكتئب بنظرة سريعة لاح فيها وميض من التسلية :
" إنني ابحث عن فصيلة خاصة ، واحد من الصعب العثور عليها ، هذا الطريق سيقودنا الى مشارف سالن ومن هناك سنحيد الى اليسار ونسلك الطريق بإتجاه لوخ غويل ، وسالن هي قرية صغيرة تقع على الساحل ولا تبعد إلا عدة أميال من هنا ، وقد أسّسها رجل كان يتقلّد منصب حاكم جنوب ويلز الجديدة ، ويحمل إسم لاخان إبن كويري".
وأجابت سارة:
" انا أرى.........".
ولم تكن متأكدة انها فعلا ترى ، وعلقت:
" لا شك أن لاخان إبن كويري كان رجلا ذا شأن".
" هل سبق لك ا كنت هنا؟".
سألها بصوت تخالجه الحدة.
" لا".
وشعرت سارة بأن ذهنها قادر فقط على صياغة الإجابات الوحيدة المقاطع.
" لو حاولت الجلوس جيدا في مقعدك لأستطعت الإسترخاء وخفّ توتر أعصابك".
وخفف من سرعة السيارة بصبر لكي يتيح لبعض الخراف عبور الطريق الجديد ، ولاح البحر على عدّة ياردات فقط ، لا يفصله عن البر سوى شاطىء ضيق تكسوه الحصى وتتكسّر عليه الأمواج برقة ، وإستجابت سارة مرة ثانية لتعليماته ، وأحست ، لدهشتها بتحسن ، وتناهت اليها كلماته:
" إننا نتعلم كيف نأخذ الأمور ببساطة في هذه المنطقة من العالم ، إلا انني يجب ان اعترف بان إتقان هذا يستغرق بعض الوقت".
وعاد لمتابعة الطريق بعد أن مرت الخراف ، بينما راحت سارة تراقب القطيع يبتعد ، وبلّلت شفتيها قبل ان تتمتم برصانة:
" إنه لمن الواضح ان السيد لاخان غبن كويري لم يتبع هذه النصيحة ".
فحدّجها بنظرة طويلة ، وقال وفي عينيه بريق:
" إنك تخلطين الأمور يا ىنسة وينتون فالإسترخاء لا علاقة له البتة بالكسل".
فأدارت سارة رأسها المتالق بإتجاهه ، وراحت تتفحص وجهه عابسة متحيّرة ، وقد داخلها الشعور بأنه أذكى من أن تكون ندّا له.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس