عرض مشاركة واحدة
قديم 23-12-11, 12:21 AM   #9

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وسكتت ليندا لورنس برهة ثم أجابت بثبات:
" أدعى ليندا لورنس".
" إنه إسم جميل".
" ماذا تقصد؟".
" لا تتظاهري بالبراءة ، ما سبب نظرتك الي هكذا ؟".
" أعتقد أنها الرد المناسب على أسلوبك الواضح ".
فإزداد وجه الشاب إمتقاعا ، وبذلت ليندا جهدا كبيرا لتمنع نفسها عن الضحك ، لأنها تعلم انه هذه المرة لن يكون لطيفا معها.
فإستدركت الأمر قائلة بلطف:
" أتعلم ، إنك شاب وسيم وبغنى عن هكذا أساليب في تحدثك الى الفتيات ".
أصيب ريك بدهشة أنفرجت أسارير وجهه على اثرها وضحك طويلا ، فشعرت ليندا أنها تصرفت بغباوة.
وهمّت بالنهوض تجمع حاجياتها ، حين سألها:
" الى أين أنت ذاهبة؟".
" إنني عائدة الى الفندق".
" دعيني اوصلك ، لن تستغرق عملية تبديل ثيابي أكثر من دقيقتين ".
" لا شكرا ، لقد سررت بالتحدث اليك يا سيد برنيت ، أما الآن فعلي أن أذهب".
" مهلا ، هل تقبلين دعوتي الى العشاء الليلة؟".
لم تجد ليندا افضل من الكذب وسيلة للتخلص من دعوته.
" إنني مرتبطة بموعد هذه الليلة ".
" ما رأيك بمساء غد ؟".
" لا أعتقد أن ذلك ممكن".
" إسمعي ، أنا من الذين يحترمون مدعويهم".
" لا شك في ذلك ، لكن....".
" لكنني لا اثير إعجابك ".
وإزداد محياه عبوسا ، فردت ليندا بإحراج :
" كن أكيدا انك تعجبني ، أعني كيف أعلم ذلك ولم يمض على لقائنا أكثر من ساعة؟".
" وكيف ستعلمين إن لم نتقابل ثانية ؟ فإلى مساء غد إذن ، إتفقنا".
وبدا وكانه يرجوها ، فلم يكن بد من الموافقة.
عند عودتها الى الفندق ، راحت ليندا تؤنب نفسها على تماديها مع ذلك الشاب ، تهيات ليندا باكرا للموعد ، فإختارت أجمل ثوب لديها ، فستان أزرق تحتفظ به للمناسبات الخاصة ، زادها اناقة وفتنة ، فلم يسع ريك عند لقائهما أمام الفندق ، إلا أن يعلق قائلا:
" تبدين جذابة جدا".
لكنها لم تزل تحت تأثير فكرة كونها خياره الثاني ، فردت تشكره ببرودة وصورة تلك الحسناء على الشاطىء ما زالت ماثلة أمام عينيها.
وزادها ريبة نظرات بعض الفتيات الى ريك عند دخولهم الى المطعم .
قطع ريك حبل الصمت سائلا:
" ما الأمر يا ليندا؟".
" لا شيء ، شكرا على هذه الوجبة اللذيذة ، لقد إستمتعت بها كثيرا ".
" لكنك لا تتمتعين برفقتي ، أليس كذلك؟".
" ما الذي يجعلك تظن ذلك ؟ إنني أمضي وقتا رائعا".
" رائعا ! يا لك من فتاة مهذبة ".
" ويا لك من شاب وقح ! فانا أجهل كل شيء عنك ، ومع ذلك أحس نفسي مجبرة على مخاطبتك بتهذيب".
" أعتذر ، فجل ما أريده هو أن تمضي وقتا ممتعا برفقتي ، لكنني المس العكس تماما".
" بل أنا الآسفة ، وأظن أن اللواتي يخرجن معك يقدرن صحبتك أكثر مني".
سكت كلاهما ، ولاحظت ليندا سخطه البادي في إتساع حدقتيه ، وعلى فمه المشدود ، فتسارعت خفقات قلبها حتى كاد يمزق صدرها ، إعتذرت منه مجددا ولكن هذه المرة بإخلاص ومن غير تصنع قائلة:
" تفوهت بوقاحة لا تغتفر ".
ومضت دقائق قبل ان يعلق ريك على كلامها ، ثم إنفرجت اساريره ولمس بيده الدافئة يدها متسائلا بتعجب:
" لا تغتفر ، ما هذا الذي تقولين؟".
وأتبع عبارته بضحكة وهو يلاحظ تورد وجنتيها خجلا ، ثم خاطبها بجدية تعكس صدق مشاعره:
" لا اريدك أن تشبهي نفسك باللواتي اخرج معهن ، فأنت تختلفين عنهن كثيرا ، وأنا قصدت الشاطىء البارحة بمفردي للسباحة لا لشيء آخر ، ولكن صدف ان إلتقيت تلك الحسناء ، فإرتايت التعرف اليها لتكون دليلي في بلاد أجهلها ، وكما تعلمين لم يرق الأمر لصاحبنا العملاق ، وفشل مخططي ، لكن صدقيني ، أنا مسرور جدا لأنني عدت وإلتقيتك".
نظرت ليندا في عينيه تمتحن صدقه مبتسمة ثم سألته:
" ألم يخب املك للقائك فتاة غير فرنسية؟".
" أنا سعيد لأنني وجدتك انت بالذات ، وقد رأيتك على الشاطىء تضحكين على ما يجري ، وددت لو تتوطد صداقتنا".
كبتت ليندا مشاعرها متجاهلة نداء قلبها ، ولم تنبس ببنت شفة ، فهي لو ارادت ان تكون صادقة مع ذاتها ، لبادلته العاطفة نفسها.
ومضت الأيام لتزيد علاقة ليندا وريك وثوقا ، أمضيا معظم العطلة معا ، يسبحان حينا ، ويتنزهان حينا آخر ، أو يخرجان لتناول العشاء والرقص ، مع صديقتها جاين وصديقها الفرنسي تارة ولوحدهما تارة أخرى ، اخبرته كل شيء ، عن بلدها ، وعن منزلها الكائن في مدينة صناعية صغيرة وعن اخوتها ولم تنس ان تخبره عن والدها المحامي وعن امها التي تعتبرها من افضل ربات البيوت ، لم تترك شيئا إلا وأخبرت ريك عنه ، من غير أن تعرف الشيء الكثير عنه هو ، فقالت بلهجة السؤال:
" لم تخبرني شيئا عن عائلتك".
" توفي والداي وأنا طفل".
" يا لشقائك!".
فرد ريك بهدوء من غير أن يظهر عليه أي تأثر :
" لا تقلقي ، فقد كنت صغيرا حين فقدتهما ولم أشعر باليتم ابدا ، فقد ادخلني عمي الى مدرسة داخلية ، وعمل جاهدا على أن أكون موضع إهتمام بالغ ، وعندما كبرت ارسلني الى مدرسة أخرى جيدة ، كان يعاملني كوالد حقيقي ولم يترك لي المجال لأفتقد والديّ ، رحمهما الله".
وإنعكس إهتمام ليندا شغفا بمعرفة كل شيء فأكملت أسئلتها :
" ما هي مهنتك؟".
" أعمل مع عمي".
" بماذا؟".
" بمهنة تجعلني اطّلع على كل ما يختص بممتلكات الشركة".
" هل تعني محاسبة ومسك دفاتر ؟".
" تقريبا ".
" وهل تحب مهنتك ؟".
"نوعا ما ، فعمي يريدني أن أعمل معه".

" ايعني هذا انه يريدك ان تترأس الشركة من بعده؟"
" اصبت ، فلا وريث له سواي".
" لكن هذا إبتزاز عاطفي".
" لا ابدا ، لأنني لو إخترت مهنة أخرى ، فعمي لن يرفض طلبي ، بل سيقدم لي كل عون متمنيا لي التوفيق ، الآمر يتعلق بي ، أنا لا أرغب بعمل آخر ، ولذلك أفضل إبقاء الأمور على حالها فيكون الجميع سعداء".
" أنا خترت مهنتي منذ حداثتي".
" التعليم؟".
" أجل ، فقد إعتدت في صغري ان أصف الدمى وأمثل دور المعلمة ".
فإبتسم ريك بلطف موافقا.
" أرى ذلك بوضوح ، لاحظت عند لقائنا الأول أنك معلمة".
" كيف لاحظت ذلك؟".
" في عباراتك وتصرفاتك شيء من الحزم المشوب بالنعومة ، أي ما يكفي لبقاء التلاميذ الأشقياء في مقاعدهم".
ردت ليندا بحزم واضح:
" لا تتفوه بسخافات كهذه".
فضحك ريك ضحكة رنانة زادت من حيرتها وقال :
" ارايت ، لا عجب من عدم محاولتي عناقك حتى الان".
فاجأها بقوله ، فلم تتمالك نفسها ، وأدارت وجهها كي لا يلاحظ سرعة تورد وجنتيها خجلا ، فقد سبق وتساءلت مرات عديدة عن عدم محاولته ، وهي تعلم تمام العلم أنه يود ذلك ، فهو ليس من الشبان الذين يصبرون طويلا لنيل مبتغاهم .
تمنت ليندا لو أن بمقدورها إيقاف الزمن ، فالوقت يمضي سريعا ، والأيام تتآكل كالثواني ، والعطلة شارفت نهايتها فماذا سيحل بعلاقتهما؟
سبقته ليندا ترقص امامه ،وهي تدندن آخر ما سمعته من الحان في المطعم وكأن الدنيا ملك يديها ، حبيبها معها وهي مسكونة بأطياف الحب تراقصها في الشارع كطفلة صغيرة ، فجأة إرتطمت بعمود كهرباء ، وبكل وقار إنحنت أمامه معتذرة بالفرنسية:
" عفوك سيدي".
بدا المشهد مضحكا للغاية ، وعلا صوت ريك مقهقها وغمرها ، ومرا تحت إحدى النوافذ فتهادى الى مسامعهما لحن فالس ساحر ، فطوقت ليندا عامودا للكهرباء أمامها وراحت تراقصه ، فما كان من ريك إلا وقف مبتسما ثم ضمها بين ذراعيه قائلا:
" إن كنت تريدين الرقص ، فإرقصي معي وليس مع هذا العمود ".
أدناها من قلبه بذراعه ، وراح يفتلها بيده الأخرى ، وبدت اقدامهما طائرة لرشاقتها ، وتحول الشارع الى حلبة رقص.
جذبها نحوه وتبادلت عيونهما احلى نظرات الحب ، فبادرها ريك بلهفة وحنان:
" حبيبتي هل ساراك غدا؟".
تمتمت ليندا بغبطة عارمة كانها في عالم آخر :
" اجل ".
" ساكون هنا في الصباح الباكر ".
ثم رفع رأسها بأصابعه وتبادلا نظرة مفعمة بالشوق.
" الى اللقاء غدا صباحا".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس