عرض مشاركة واحدة
قديم 23-01-12, 08:51 PM   #1

إنجى خالد أحمد

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية إنجى خالد أحمد

? العضوٌ??? » 156140
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 6,041
?  مُ?إني » مصر ..
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » إنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الورود الدامية .. لإنجى خالد أحمد


فكرة تلك القصة القصيرة راودتنى منذ مدة و كتبتها فى نفس اليوم .. رغم ان كان عندى امتحانات .. اصدقونى القول من فضلكم ..
الورود الدامية
كان يتصفح فى الكتاب الذى امامه لا يهتم به على الاطلاق .. فقد كان يقعد على أهبة الاستعداد لالقائه فى أى مكان لولا أنه ليس ملكه ليفعل به ذلك .. كان الكتاب بعنوان الورود الدامية .. و كان غلافه بدائى للغاية و صفحاته مطبوعة على حاسب آلى عادى .. لم يكن كتابا فى الحقيقة بل كان على وشك أن يصبح إن أعفى عنه و أصدر قرارا بنشره ليطلق سراحه و يخرجه الى دنيا المكتبات و القراءة .. و لكنه لا يريد ذلك .. لقد أخذ قراره بحبسه أبد الدهر إلا إذا أتى من يطلقه غيره .. فهو ليس الكتاب الذى قد يرضى أهواء القراء أبدا .. و بدا أن عليه مواجهة كاتبته ليحبطها بالنتيجة التى توصل اليها كما يفعل مع كثيرين غيرها .. راح يسب الكُتّاب المعاصرين بلا استثناء الذين أحضروا اليه قصصهم التى اعتقدوا أنها خرافية سيتهافت الجميع على الحصول عليها .. فيضطر الى هدم كل آمالهم بكلماته .. يا إلهى .. لقد أنف هذا الأمر و يتمنى أن يقرأ رواية حلوة .. و لكن مهلا .. إنه حتى لم ينهى الرواية بل لم يقرأ سوى بضعة صفحات منها فقط .. و مع ذلك .. فقد اكتفى بالبداية و حكم عليها بالاعدام حرقا .. أو كاد لولا انتظاره صاحبتها لتشهد المحاكمة الجائرة .. تأمل ساعته الذهبية التى تحتضن معصمه لثوانى اكتشف أنها مابرح أمامها دقيقتان قبل أن يلعن كل من قذفوا بها الى تلك الحياة .. ها هو يجلس على طرف مكتبه و قد رمى فعلا الكتاب على الأريكة المنزوية فى ركن صغير كأنها تخشى الوقوف أمامه و مواجهته .. و من قد يواجهه ؟؟ هو مجد الدين أحمد .. بالطبع لا أحد .. و ما أدراكم من هو مجد الدين ؟؟ إنما هو ابن صاحب دار النشر هذه كلها .. و الذى كان والده يموت عشقا بالبقاء فيها ابد الوقت .. حتى وافته المنية و اضطر غير باغ الخروج من مخدعه الأدبى الذى لم يكن ليبرحه لو قلبت الدنيا رأسا على عقب .. و أورثها له .. هو الذى لا يفهم معنى للكتاب سوى .. كلمات تسطر بجانب بعضها البعض لتكون جملة ليس لها أى مفهوم أصلا .. و أجبر بالحضور الى هنا لادارة أعمال والده منذ سنتين .. سنتين و هو مسجون بين قضبان هذا السجن .. يكاد ينتفض غضبا و ثورة و هو يتذكر هذا الأمر .. بقى دقيقة واحدة .. انتصب واقفا نصب النافذة الوحيدة التى تصل المكتب الصغير بالحياة الخارجية و هى الأصيلة التى كافحت لإحضار بعض ضوضاء الشارع الى المكتب لتثبت له وجود حياة أخرى غير تلك التى يعيش فيها بين الكتب .. المشهور و المغمور منها .. أخذ ينقر باصابعه على النافذة يفكر فى كيفية إنهاء مقابلة تلك المؤلفة التى ستأتيه بعد ثوانى -المفروض- .. لا يفتىء يتذكر كلمات شريكه فى دار النشر الذى كان هو من قابلها .. أخبره أنها إنسانة محترمة للغاية .. تدعى .. لا يعرف مجد ماذا تدعى !! .. و تعجب لهذا الأمر .. فهرع الى الرواية يفتش فيها عن اسم صانعها .. و فى النهاية وجده .. مريم عبد الوهّاب .. و بعدما حفظ الاسم جيدا .. أعاد الرواية الى مستقرها ألا و هى الأريكة .. و عاد ليفكر فى الأمر .. و اعتزم الأمر فى النهاية على معاملتها كالجميع .. سيقول بمنتهى البرود ليقطع عليها أى سبيل للمناقشة .. : ( الرواية ذات اسلوب جيد .. لا بأس به .. و لكنها لا تبرح لا تلبى رغباتى .. و أعتذر .. لن أتكفل بها .. )
عندئذ سمع طرق على الباب بسيط .. فلمّا أمر بالدخول .. دلفت سكرتيرته الشابة نرجس تخبره بوصول مريم عبد الوهّاب .. فطالبها بادخالها سريعا لينتهى منها .. فأغلقت الباب و عمّ السكون للحظات قبل أن يقرع الباب مرة أخرى و تدلف الأخرى .. لم يكن يعيرها أى اهتمام و هو يوليها ظهره يتظاهر بأنه منشغل بأى شىء .. و بمجرد أن سمع الباب يوصد .. قال بصوت بارد : ( اجلسى آنسة .. همم .. مريم .. ) ثم استدار ليواجهها .. فألفها فتاة فى الحقيقة و ليست شابة حتى .. دهش من الأمر .. بدت فى الثامنة عشر و ليس أكثر .. محجبة ذات ملابس من ذوق رفيع .. رقيقة الملامح و إن شعر فيها بالتحدى .. و عيونها البنية مختفة وراء نظارة طبية .. جالسة على طرف الاريكة بجانب روايتها مما دفعه الى بلع ريقه بتوتر و قد نسى كل بروده و هو يشاهدها تنصب نظراتها على روايتها الملقاة بلا أى أهمية .. امتدت يدها الجميلة ذات الأظافر المقصوصة .. و تناولتها تفتحها و تلقى عليها نظرة قبل أن توجه كل نظراتها المتحدية اليها جرعة واحدة بلا هوادة .. لم تتسائل و لكنه ألف فى عيونها الاتهام .. فما كان منه بعد تسمر أن تنحنح و هو يقول : ( كم عمرك يا آنسة مريم ؟؟ ) فوجدها تقف للحظات ترمقه بنظرات مترفعة قبل أن تجيب بصوت لم يرى أرخم منه و أجمل منه : ( أنا فى الثامنة عشر .. !!! ) رفع حاجبيه و هو يتحاشى النظر الى عيونها التى لابد و ستقتنصه قريبا .. جدا .. لقد وضع نفسه فى موقف لا يحسد عليه على الاطلاق .. و يبدو أنه مكّنها من الامساك بزمام الأمور ببلاهته و حماقته .. فإذا بها تسأل بهدوء و هى تقرّ الرواية على المكتب : ( لقد أتيت فى الوقت الذى طلبته منى .. و أظن أن شهر كان وقتا كافيا لقراءة الرواية .. فهل فعلت ؟؟ ) لغتها ذات النحو المضبوط أدهشته .. الآن فهم لماذا أوصى صاحبه عليها جدا .. أخذ نفسا يلحق به قلبه الذى على وشك الفرار و تركه فى هذا الموقف وحيدا و هو يحس بكبريائه يتفتت .. هو ذو السادسة و العشرين من العمر .. يقف حيال فتاة فى الثامنة عشر ربيعا لا يقدر على قول كلمة واحدة .. و فى النهاية قال : ( أجل .. قرأت جزء كبيرا منها و فى الحقيقة لم تثر إعجابى .. أنا اعرف أن هذا قد يصدمك و لكن .. أعنى اسلوبك لا بأس منه و لكننى لن أتمكن من تكفل هذه الرواية .. ) ارتبك أكثر إزاء ثباتها و ثبات نظراتها على عيونه التى تكاد تفضح كذبه .. فتابع : ( اسلوبها البرىء لن يعجب القرّاء .. ) عندئذ عثر عليها ترتد الى الوراء فى تعجب شديد .. تحول بصرها بعيدا عنه و تعاود الجلوس على الأريكة .. تفكر أو تخطط للانتقام منه !! .. فما كان منه الا ان أكمل و هو يتفحصها : ( ربما من الممكن ان كبرتى قليلا يا صغيرة أن تتمكنى من الوصول الى مستوى من الكتابة ينال اعجاب الكبار .. ) رفعت رأسها اليه و هى تحدّ نظراتها ثم نطقت بعدما أوشك صمتها أن يقتله : ( أهى فعلا ذات اسلوب طفولى ؟؟ أم أنك لم تقرأها أصلا ؟؟ ) بما أنها لم تتعد الثامنة عشر .. إذن فلا فارق بين قرائتها للتحقق من برائتها أم لا .. سيجيب بنعم و ينتهى .. أومىء و قال : ( قرأتها و رومانسيتها رائعة و لكن .. ) و صمت .. ليس رغبة منه فى ذلك .. فإن كان الامر أمره .. لما كفّ عن التحدث حتى تتفضل تلك الصغيرة و تبرحه مع نفسه يلملم شتات كبرياءه الذى تبعثر فجأة و بلا سابق إنذار .. و لكن الأمر لم يكن له و الزمام لم تكن موثوقة حول يديه .. بل هى من أمسكت دفة المركب .. و الذى أوقفه عن سرد لجاجته الهاوية هو تحديقها المستمر فيه مع القليل من الاستهزاء و الانتصار .. لم يفهمها حتى تكرمت و قالت : ( رومانسيتها ؟؟ إنها ليست رومانسية بتاتا .. بل هى بوليسية .. و لا بطلة فيها أصلا .. !!) كاد أن ينفجر حقدا و غيظا من تلك الماكرة التى تتمكن كلما حمد ربه أنه أوقعها فى مأزق أن تتشبث بطوق نجاة يقذفها الى أحسن أماكن الأمان و الوقاية .. فعلا الرواية ليست رومانسية .. بل كانت بدايتها فى بيت طفل عائلته مشتتة وجدوه مقتولا .. يا ويله .. لم يدرى بماذا قد يستر تلك الفضيحة حتى التقطت أذنه صوتها الرخيم ذا اللهجة القوية و هى تستدرك الحوار : ( و لكنها بريئة ؟؟ ماذا تقصد بذلك ؟؟ أتعنى القبلات ؟؟ و الأحضان ؟؟ ) فجلس على كرسى مكتبه و هو يقول محاولا ابداء البرود على الرغم من الحمم البركانية التى كانت تتلاعب بين ثنايا عقله و قلبه : ( أنا لا أعنى رومانسية بين البطلين .. أنا أعنى .. أعنى .. أننى لاحظت من خلال ما قرأته .. خلو روايتك تماما من هذه اى قبلة أو حضن .. و هذا شىء سىء حتى و إن كانت بوليسية أم رعب .. هذه التحابيش مهمة .. لن تحصل روايتك هكذا على مبيعات .. ) حسب فى البداية و كأنه بكلماته قد لجّم لسانها الذى لا يزال يطمئن قلبه أنه صغير هائد مهاود .. و كاد أن يحس بريح النصر فى الحديث و يبتسم ابتسامته التى طالما نمت عن ثقة عمياء و غرور بنفسه لولا شروع الصغيرة فى مناقشة لم يظن أنه أبدا قد يوضع فى شباكها .. و الأدهى أنها سبقتها بضحكة واثقة .. منها بدأ يراجع نفسه فيما اعتقده من سنها و هو يشعر بصداها -صدى الضحكة- ترن فى أذنه ثم قالت : ( مبيعات ؟؟ و هل تظن أن بتلك المسخرة نحصل على مبيعات ؟؟ من الغافل الذى خبّرك بهذا يا سيد .. ؟؟ ) أوشك أن يجن و هو يدرك المصيبة التى وقعت على كاهله .. الفتاة لا تعرف اسمه .. فقال بحرارة و اندفاع : ( اسمى .. ) فإذا بها تقاطعه بلا مبالاة : ( أنا أعرف يا أستاذ مجد .. و لا تؤاخذنى إن نسيته فى الحوار .. لنعود الى حديثنا الأهم .. الآن .. أنا لا أريد لقصتى البريئة أن تنشر على يديك .. حسنا ؟؟ و لكننى فعلا أريد لسيادتك أن تَصْدُقنى هذا الحديث لو سمحت .. هل أعيد سؤالى على مسامعك ؟؟ لا تظن أننى لصغر سنى أننى لا افهم ما تقصد من كلماتك .. أولا أنا بدأت الكتابة بعد مشوار قد تعتقد أنه قصير و لكنه ليس كذلك .. شرعت فى القراءة منذ ست سنوات .. أأطلعك على تاريخى ؟؟ أجل سأفعل .. و ستسمع لأننى فعلا أبغى ذلك .. ) ما أدهشه حقا هو أن رباطة جأش هذه الفتاة اليافعة تسحره و تجعله يؤمىء بلا وعى أو إدارك .. و لا تسمح له بالخروج عن أوامرها .. ويله .. راح يسّب نفسه و هو يجرى كل المحاولات لتحرير نفسه من لعنتها و سحرها و لكن هيهات .. فأكمل انصاته لها .. فألفها تأخذ نفسها متأنيا و تقول : ( أول ما قرأت كانت روايات أجاثا كريستى .. قرأت معظمها .. من شجرة السرو الحزينة الى قطار الشرق السريع الى غيره .. و لن أكذبك .. اسلوبها الرقيق البرىء ألّف فى عقلى دنيا حلوة للروايات البريئة و أن كل القصص ستكون مثلها .. لا تعتريها ما قد يلفح المحيا بحمرة الاستحياء .. حتى دخلت فى قراءة روايات هارى بوتر .. و منها خرجت من هذا العالم رويدا رويدا .. حتى شرعت قراءة روايات أخرى و متنوعة .. أدركت فيهم أن كلمة الرواية البريئة قد لا تكون موجودة الا فى أحلام صغيرة مثلى .. معظم الروايات التى قراءتها لابد و أن تداخلها مشاهد سيئة أو كلمات .. لابد و أن تتواجد و لا تسألنى لماذا لأننى حقا لا أعرف .. انظر .. قد تخبرنى أن المجتمع يعانى من هذه الأشياء سأؤيدك .. و لكن .. نحن نقرأ الرواية لتنقلنا الى عالم مريح .. عالم هادىء و مثالى .. ستقول و لكن هذا لا يمكن لكل الروايات ..حسنا .. و لكن على الأقل معظمها .. ينبغى أن يكون معظمها و نعلم أن الروايات الغير بريئة ليست النمط الطبيعى للروايات .. قررتُ و اعتزمتُ الأمر على أننى لن تعترى روايتى أى شىء من تلك الأشياء .. لأننى حقا لا أريد .. و أؤمن أننى إن كسبت رزقى من تلك الوظيفة علىّ أن أنال رزقى من حلال هذا فى نظرى أن كتابة تلك القبلات و الأحضان حتى و إن كانت شرعية .. ليست حلال .. هذه وجهة نظرى .. فربنا فطرنا على البراءة و النقاء .. فلماذا نشوه فكرنا بتلك المواضيع الغير أخلاقية و التى لن تفيدنا معرفتها .. ؟؟ لماذا لا نريد الحفاظ على فكرنا و ثقافتنا طاهرة .. فلا نخجل من مطالعة أبنائنا عليها .. أنا لا أقول أن روايتى خالية من مشاعر الحب بين البطلين .. و لكننى أظن أن ما من عيب و لا حرج فى أى أجعل الحب فى القلوب و أصفه بلا جرأة .. فكل إنسان ينبغى أن يحب ليعيش .. الزوج و زوجته .. الأم و الأب لابنائها .. حتى الزميل من الممكن أن يحب زميلته و لكن فى نفسه حتى يتزوجا .. فما من حرج من وصف مشاعرهما فى قلوبهما ثم وصفها كلاميا بعد الزواج .. ماذا سيفيد من وصف المشاعر بالجراءة و الحقارة التى نراها .. ؟؟ لا شىء .. لماذا نعتبر أن القبلات و الأحضان هى التعبير للحب ؟؟ لأن و بصراحة نحن مهاويس الغرب .. و نحب محاكاتهم للغاية .. و لكن الحقيقة التى نغفل كلنا عنها .. أننا ما نحاكيهم إلا فى تلك الأشياء فقط أما الثقافة التى يتميزوا بها أو العلم الذى يناطحون به السماء .. فلا شىء .. لا شىء على الاطلاق .. ) و صمتت حينا أطرقت فيها أرضا و لم يُسمَع فى الغرفة أى صوت سوى تنفسها العميق و تنفسه المتقطع .. كان يرمقها بتعجب غريب و هو لا يزال جالسا على مكتبه يعتصر يديه الموضوعتين على حجره .. لم يرى واحدة كتلك أبدا .. و لأول مرة يعترف انه على خطأ و أن هناك غيره صحيح الرأى .. كلما جرب أن يلهج و يقول اى شىء .. يرده لسانه و نفسه خائب الرجاء .. حتى وجدها فى النهاية ترفع رأسها اليه فجأة حتى أنه انتفض من تلك المداهمة .. و كاد أن ينهرها و هو يراها تتأمله للحظات لولا أنها لم تكن لتستمع اليه .. بل انتصبت واقفة تسأل : ( هل يمكننى استخدام الانترنت فى حاسبك الآلى ؟؟ ) و بلا أى مقاومة أو أى نقاش أومىء و هو يشير الى الحاسب المرتكز على مكتبه فى أنفة و كبرياء و كأن الأمر لا يعنيه أبدا - الحاسب الآلى- .. جلست على كرسى المكتب و هى تمسك بالفارة مرتعشة اليدين تأمر مجد أن يأتى ليرى ما تريد .. فجاءها فعلا سريعا و هو يحس أن حضور تلك الفتاة كان أفضل ما حدث له .. كانت تتصفح الكثير من الصفحات الالكترونية حتى أقبلت على صفحة أرادتها .. و تركت المقعد تطالبه بالقعود عليه و القراءة .. ألقى عليها آخر نظرة قبل أن يبدلا الأماكن فيما هى كانت ناصبة العيون على شاشة الحاسب فقط غير عابئة بتلك النظرة الأخيرة .. بدأ بالقراءة .. كانت رواية باسم ( ليالى لا تنسى ) قرأ القليل حتى شرعت نظرات التقزز تعلو قسمات محياه .. إلا انها لم تعبىء و ظلت ثابتة مكانها تدعو فى داخلها بأن يحدث ما تبغاه و تتمناه .. و فى النهاية ألفته يلوى شفته و يغلق الصفحة تماما و هو يهب واقفا صامتا .. فما كان منها إلا أن سألته بقلب متوجس و أنفاس متلاحقة : ( ما رأيك ؟؟ اهذا ما تريده ؟؟ إن كان كذلك فيمكننى أن أحضر لك كل معلومات الكاتبة لتنشر الرواية مباشرة .. ) و جالت بعيونها فى المكتب للحظات حتى وقعت عيونها على سجادة صلاة مستقرة على الأريكة .. فقهقت و هى تمسكها و قالت : ( أنّى لك بعد كل ما تقوله و تقرأه تتمكن من مقابلة ربك الطاهر الرحيم ؟؟ طبعا لا تفكر إلا فى القبلات التى تقرأها و ترفضها لأنها أقل فى الإحساس .. ) ثم أضافت و هى تنتشل روايتها و حقيبتها و على وشك الخروج من المكتب : ( على العموم .. أنا أشكرك على تضييع وقتك معى .. فعلا .. و روايتى .. سأنشرها .. و ستروا جميعا .. ستكون فى شهرة ذهب مع الريح .. و دعاء الكروان و هاملت .. سترى .. ) و لكن صدر لها صوته سريعا : ( آنسة مريم .. انتظرى .. ) فامتثلت لأمره و أنزلت يدها المستقرة على مقبض الباب .. و التفتت لتواجه نظراته الهادئة و هو يقول بارتباك يتوارى خلف قناع من الثقة -التى شرعت مريم تحس بزيفها- : ( حسنا ..)
تنحنح قبلما يستأنف بنفس اللهجة العنيدة :
( أنا لم أفكر قط فى مقابلة شابة بمثل فكرك ، سأكون كاذبا إن قلت أنك لم تثرى دهشتى .. )
بدد نظراته بعيدا عنها و هو يكمل :
( اعطنى الرواية .. قد أرى فيها شىء لم أره فى المرة السابقة .. )
رغم النبرة المترفعة التى اكتست كلماته ، إلا أنها لم تكن لترفض مثل هذا التفهم الذى بدأ يعلنه فى طيات قرارة نفسه ،
فأرادت لأحد أن يقرصها فى ذراعها لتصدق ان ما تسمعه حقيقى ، و لكن لا أحد ليقرصها .. فتوسلت وسيلة أخرى و هى النظرات .. وجهت نظرات التعجب و الاستفهام حتى أومىء مرة أخرى بسرعة متملصا من عيونها الثاقبة و هو يقدم اليها و يتناول من يدها الرواية بين براكين الذهول و حممه ، لم تعتقد أن هذا ما سيحدث .. أقصى ما وصل اليها خيالها الواسع المخصب انه سيتقزز من تلك الرواية .. فقط .. يا له من سميع هذا الذى خلقها !! و يا له من قدير هذا الذى يرزقها !! و يا له من خلّاف الظنون هذا الذى قدّر لها بعد خمس سنوات بالضبط ان تكون روايتها تُقرأ فى كل بلاد العالم ، و تقرأها هى نفسها و هى بصحبته .. بصحبة هذا الذى ساعدها فى ذلك اليوم .. و هو مجد .. و معهما ابنهما الرضيع الذى احتوته بين ذراعيها يسيران بين حشد غفير من المعجبين الذين يتمنون منهما كلمة أو توقيعا .. مؤكد هو أعظم و أقدر إله فى الدنيا .. الحمدلله ..

تمت .. بحمد و بمشيئة الله .. الكاتبة الصغيرة .. إنجى خالد أحمد .. أتمنى لهذا الرواية ألا تكون موضع لكره لكم او غيظ .. فهى من أفضل ما كتبت .. لأنها أنا او ما أتمنى ان أكون عليه .. أعبر بها عن آرائى البريئة الصغيرة التى أتمنى للجميع أن يسير عليها لنرتقى بفكرنا الاسلامى الجميل الذى لم يأمرنا بكتابة الجراءة لفتح آفاق أمام الأطفال و الكبار لأشياء خالقنا لم يطلعها لنا حتى فى كتابه المقدس .. أرجو للرسالة ان تكون قد وصلت .. و أشكركم جميعا .. و بلا استثناء على فتحكم لى مساحة أعبر فيها و أتفاعل فيها بلغتى البسيطة التى لم تصل حتى للمتواضعة .. حقا .. أشكركم ..



التعديل الأخير تم بواسطة Maissae ; 21-07-12 الساعة 03:46 PM
إنجى خالد أحمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس