عرض مشاركة واحدة
قديم 29-01-12, 06:16 PM   #2

raghad165

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم وقاصة وكاتبة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية raghad165

? العضوٌ??? » 80695
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 5,014
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » raghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   al-rabie
¬» قناتك NGA
?? ??? ~
جُل ما عظّمه في عينيَّ • صِـغر الدنيا في عيـنيــــه =))
?? ??? ~
My Mms ~
20

المقدمة



تتـبّعتْ على جانب الرصيف خطاً صغيراً نما .. كان خطّا أخضر اللوْن ، خمّنتْ أنها الفيوناريا ... بدت لها عادية القوام ، بيْـد أنها كانت تتعجبُ سراً من سحر هذه الخضراء الصغيرة ، فهذه الخضراءُ لا تبدي سر جمالها للعابر .. فقط يعرف سرّها من يُـقحم عينيْه متطفلاً إلى عالمِها الترابيّ .، ليَستيْــقِن مدى الصبر الذي تبذله تلك الصغيرة لكي تبصرَ وريْقاتُها النورَ ناميةً على السطحِ بعدَ ليلةٍ ممطرة ،.. كانت الأرض لا تزال مبتلة ،. والسماء كذلك ظلت تتوشحُ بالغيوم ... أشعرها كل ذلك بالبردِ فأحكمتْ قبضتها حول كأس الشاي الورقي .. مستمدة منه بعض الدفء .

جلس على إحدى المقاعدِ الخشبية .. التي انتظمتْ فوق الرصيفِ بإيقاعٍ رتيب ، انشغل قليلاً بمكالمةٍ هاتفية أجراها مع صديقه، والذي أخبره فيها بأن مقابلته القادمة ستكون مع أستاذٍ جامعي ، كان هذا الأخير بدوره قد أنجز انجازاً علمياً يستحق التقدير .. على أية حال لا يشعر آدم أبداً بأن أحداً سيقرأ مقالاً ينشر له بالصفحة قبل الأخيرة في صحيفة يومية.. ما زادَ الوضعَ سوءاً أنّ فحوى المقال سيكون عن إنجاز علمي .. بحق الله ومن يهتم ! .. بالطبع هو ليس يحمّل أحداً وِزر عدم اكتراثه بمقالاته... فهو لو كان القارئ لما كان سيطالع مقالاتٍ من هذا النوع بغض النظر عن غناها الأدبيّ ،. ربما صفحة السودوكو تبدو له أكثر إغراءً كما بالنسبة للكثيرين ... كان هذا جزءًا يسيراً مما يشغل باله ... الجزء الآخر منه ما كان ليفوّت على نفسه متعة التحديق بهيئة المارّة ،. كلٌ منشغلٌ بما هو فيه !

لمح من بعيد طيف فتاة يطل من أقصى الدرب .. لم تكن تمشي على الرصيف بل أبعد بقليل عن حافته و أبعد كذلك عن مقعده بمسافةٍ قدرها بـالخمسين متراً.. متأكدٌ أنها تنظر لشيء ما .. ليستْ تُخفض بصرها خجلاً ،... هيئتُها لا توحي بذلك .. ربما تنظر لشيءٍ ما على حافة الرصيف .. من يعرف! كانت ترتدي حِجاباً مزركَشًا عُقِد على رأسِها بطريقة بريئة .. إنما أخاذة .، وفستانـًا ثقيلاً اكتسى لوناً راقياً يميل إلى البني .. بأكمامٍ منتفِخة ،. مِشيَتُها العملية تدل على أنها لا ترتدي كعباً عالياً ...... أخبرته هيئتُها كذلك بأنها ليست من النوْع الذي يحتفظ في مخبئه بقليل من النقود ،. خمّن أنها تحمل في حقيبتها الكبيرة - على الأقل - ضِعف ما يكتنِز في جيبه ، أخيراً استقر نظره على كأس الشاي الورقي الذي ظلت تحملق فيه وهي تشرب منه مرتشفةً آخر رمق فيه بينما شارفت خطواتها على الاقتراب من مقعده ... غير عابئة بالشيء القادم نحوها مسرعاً كالحتف ! كانت حافلة تقل مجموعة من الطلاب ، تقترب مسرعة وهي لا تزال تنظر داخل الكوب ، ذرع المسافة بينهما بلمح البصر ، وسمحَ ليده أنْ تمتد لتلامِسَ كتفها .. هدر عالياً : ابتعدي!! ، أحس إجفالَها .. فازدادت قبضة يده حول كتفها قوة .. فكان ذلك كفيلاً بإبعادها وبإيقاعها أرضاً ،. مدّ إليها يداً أخرى ليساعدها على النهوض بعد أن مرت الحافلة بسلام . فرفضَتْ أن تمدّ إليه يدها بدوْرِها، قطبتْ حاجبيها .. وتلاشى سريعاً ذاك السؤال الذي قفز إلى ذهنه عندما لاحظ احمرار وجهها الشديد ..، لوى فَمَه بابتسامةٍ جانبية ثم قال بهدوء : انتبهي في المراتِ القادمة ... قامتْ وقبلَ أنْ تدير ظهرها له منحته ابتسامة عذبة تعبيراً عن امتنانها .. ولم تنبس بكلمةٍ واحدة !
ابتسمتْ عينيه راضياً بنظرة امتنانٍ حظيَ بِها ، أو بالأحرى لم تكن عينيه لتقوى سوى على الابتسام بعد أن رأت لتوّها جرعة فائضة من الجمال .... ابتعدت وأخذ طيفُها يتقـزّم أمام ناظريـْه ، بقي متسمراً في مكانه ، ورفع يده ليحوّطها الهواءُ من كل جانب ... ، ثم كما لو أنه أمسك شيئاً يتأرجح كالزئبق بين يديه حرك أصابعه إلى الداخل مطبقاً راحتَهُ عليهِ جيداً بسرعة ، أسبل جفنيه ببـطءٍ ثم همس بخفة : وجدتها !


raghad165 غير متواجد حالياً  
التوقيع
إذا مررتم من هنا، فادعو لي ولوالديّ بالخير والتوفيق والصلاح.


ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا
ربّنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلِنا
ربّنا ولا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به واعفُ عنّا واغفرْ لنا وارحمنا
أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين
رد مع اقتباس