عرض مشاركة واحدة
قديم 09-02-12, 09:50 PM   #22

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


أحست ألانا بالخوف ، وإرتجف جسمها ، ولكنها قالت بلطف:
" كونون دعني اذهب ، أنا لا الومك على أي شيء فعلته مع زوجتك".
ولكنه بدل أن يتركها ، سأل بخشونة :
" لماذا تزوجت؟".
" لقد أخبرتك ، انني كنت مرغمة.... ولم ارغب في الزواج مطلقا ....".
" لكنك تزوجت ، تزوجت وتقريبا مباشرة.......".
قاطعته الانا قائلة :
" ليس مباشرة ، وعلى أية حال كان هناك سبب هام لزواجي.....".
" طبعا سبب هام ! لقد بعت نفسك للأكثر ثراء".
رشقها بنظرات حادة متفحصا وتابع:
" كيف عملت مع هذا الرجل ماكس نيولاند ، انا لا استطيع ان أفهم ، ايمكن أن يكون كل تخطيطك قد إنتهى الى العدم ، فلم يترك لك زوجك شيئا في وصيته؟".
" هذا من شأني وحدي".
كان قلبها يخفق أملا ، ولكنها حاولت أن تبدو هادئة باردة ، لعله يطلق سراحها ، ومن الغريب أن ألانا كانت تخلق له المعاذير لكل ما يفعل ويقول ، بينما تعلم منطقيا أن لا عذر له.
قال كونون وفي صوته شيء من السخرية :
" لم يترك لك شيئا ، وإلا لما كنت هنا الآن ".
كانت تريد ان تنتزع نفسها من يده وتسرع راكضة نحو المنزل ، ولكنها قاومت هذه الرغبة ، مخافة أن حركة مثل هذه قد تثير غضبه من جديد ، فتذرعت بالصبر وقالت بلطف:
" كونون ، إنني متعبة جدا ، أرجوك دعني اذهب".
بقي واقفا من غير حركة ، ينظر اليها نظرات شاملة ، ثم قال بلهجة الواثق مما يقول :
" ستكونين زوجتي ، ولا مفر من ذلك ، وسيتم هذا في غضون أسبوع".
قالت بحدة :
" إنك تتكلم قبل ان تفكر ، انت تعلم أنه لا يمكنك ان تجبرني على ذلك ، ومما لا ريب فيه انني لن أتزوج منك بإرادتي".
وقف أمامها مطبقا فمه بحزم كان كرجل يحمل سلاحا سريا ، سلاحا يوجهه الى أعزل ليس له حماية.
" سوف نرى ، يا ألانا الحلوة ، نعم ، سوف نرى".
كان صوته مليئا بالثقة ، وتعابير وجهه تدل على النصر الأكيد ، ولكنها كانت ترى غير رايه ، وتحسب أن كلماته كلمات رجل لا يعرف ما يقول ، اما أنه غير صحيح العقل فهذا ليس حقا ، ولو أنها نعتته بالجنون ، ولكن يبدو أن الحقيقة هي انك ونون لا يزال يريدها زوجة له ، هذا ما تراه واضحا ولذا فهي آسفة لأجله.
" أين ماكس ؟".
سألته اخيرا ، وتابعت:
" هل ذهب الى الفراش؟".
أحنى كونون راسه:
" نعم ، لقد ذهب حالما إنتهينا من عملنا".
كان كنون ينظر أمامه ، ونسمات من البحر تداعب شعره السود ، الأشجار تنشر طلالها في ضوء القمر ، وكلما لامست هذه الظلال وجه كونون ، كانت الانا ترتعد ، كانت ترى معالم شيء شرير ، شيء يحثّها على الهروب ، الهروب بسرعة وفي تلك اللحظة ، قبل أن يجرها الى الأسفل .
ولكنها قالت تتابع الحديث:
" لقد ذهب مبكرا ".
" قال انه متعب".
" هل اعطى سببا لتعبه؟".
تعجبت الانا من سماعها أنه متعب ،فهي تعرف ماكس ، وتعرف جيدا انه شديد القدرة على العمل والتحمل ، لا يكل ولا يمل ، كثير النشاط والمهارة ، خاصة عندما يكونان على سفر ، فهو لا يتوقف عن العمل مطلقا ، حتى يستطيعا العودة بأسرع ما يمكن ".
وبعد برهة من الصمت اضافت وهي مقطبة الجبين:
" مثله لا يتعب".
نظر اليها ومن غير تحذير رفع يده الى جبينها ليزيل التعبير الذي بدا عليه ، وقال :
" لا تفعلي ذلك ، فالجبين المقطب لا يناسبك".
إبتعدت عنه ، فلم يحاول ان يوقفها ، ولكنه بقي واقفا بينها وبين الممر الذي يجب أن تسلكه إذا عادت الى المنزل.
" أرجوك ، لا تلمسني ".
ولكنه مرة اخرى إقترب منها وحاول أن يعانقها عنوة وهي تجاهد للتخلص منه ، فقال :
" الأفضل ان تعوّدي نفسك على لمسات يدي ، لأنك ستشعرين بها حتى آخر يوم في حياتك".
" أنت إنسان قلبك مليء بالحقد والكراهية ! كم انا سعيدة لأنني كنت حكيمة بما يكفي ، حتى انني لم أتزوجك ، ما هذه التصرفات المشينة التي تصدر عنك ؟ هل تظن أن بإمكانك أن تجبرني على الزواج منك؟".
" أنا لا ألقي الكلام عبثا".
قال ذلك بسرعة ، ووقف أمامها باردا ، جامدا ، قاسيا ، كتمثال عظيم من الرخام ، وقف بعيدا عنها ولكن بقيت عيناه تنطقان بروح السيادة المطلقة.
شعرت حياله أنها صغيرة تافهة ، وإعتراها خوف شل تفكيرها ، ولكنها إستجمعت قواها ، وقالت:
" ولكنك فعلت هذه الليلة ، لقد قلت الكلام عبثا.".
قاطعها بلطف:
" لا يا عزيزتي ألانا ، سوف تعرفين قريبا جدا أنني اعني كل كلمة قلتها ".
تضاعف خوفها ، وكان سهما اصابها ، إلتفت اليها حيث إستطاعت ان ترى وجهه جيدا في ضوء القمر ، كان صارما قويا مليئا بالثقة ، حتى انها لم تعد تستطيع ان تقنع نفسها بالنجاة ، فاحست وكان الدماء تقف في عروقها وقاربت على الأغماء ، فامسكت بشيء قريب منها حتى تقي نفسها من السقوط ، وقالت :
" أريد أن أذهب".
كانت عيناها الجميلتان تتوسلان بالرغم من أنها كانت تعرف أن عليها أن تبدي شيئا من الكبرياء والغضب من الطريقة التي عوملت بها ... ولكنها تابعت :
" إنني متعبة".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس