عرض مشاركة واحدة
قديم 13-02-12, 08:17 PM   #29

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

جاهدت كي تضبط نفسها كما كانت تفعل دائما ، ولكن الحكم بالموت أهون عليها الف مرة مما يطلبه ، وأخذت تفكر بالماضي ، تتذكر مشهدا تتخيله في ذهنها ولكنها لم تره ، مشهدا قيل لها عنه ، إن ماكس كان بطل الساعة في ذلك الحين ، خاطر بحياته ليخرجها من المكتب الذي إشتعلت فيه النيران ، كانت فاقدة الوعي ، وإستطاع ان يخرجها سالمة قبل ان يسقط سقف الغرفة وينطبق على الرض بثوان معدودة
خرجت ألانا من الحريق سالمة ، لا اثر للحروق على جسمها ، اما ماكس فسيبقى مدى الحياة يحمل علامات الحروق على كتفيه وظهره.
إنتبهت ألانا الى أنها شردت طويلا ، وعادت تقول:
" لقد كان واثقا من أنني سأكون زوجته ، والآن عرفت سبب هذه الثقة " .
" ثقة في غير حلها"
قال ماكس ذلك وهو يهز راسه ، كأنما يريد بذلك أن يضيف قوة الى كلامه ، وتابع:
" لن ارضى بنفسك من اجلي ، وأنا أعني ذلك".
صوته كان ثابتا ، ولكن ثمة شيئا مبهما فيه ، تجاهلته ، وافكارها عادت الى كونون الذي يبدو انه كان يتابع كل ما يجري معها ، فلماذا؟ لماذا يريد أن يتزوجها؟ ألا يمكن أن يكون الحب ، فلا شك أن هذا الشعور قد مات منذ زمن طويل ، أما الرغبة في تنفيذ كلامه فقط ، فهناك إحساس في داخلها بأن الحقيقة ليست كذلك ، فإذا لم يكن لديها الرغبة لتتحقق من ذلك حاليا ، وقالت :
" يعني أن زواجي من كونون يحميك من العقاب ومن الدمار...".
" ألانا......( قاطعها قبل ان تتمكن من إتمام كلامها) لن اسمح ل كان تضحي بنفسك ، دعينا ننسى كل شيء عن هذا ، إنسي الجميل الذي تذكرين دائما أنك مدينة به الي ، وكذلك الوعد الذي قطعت على نفسك ، فأنا أذعن للدمار ، والعقاب، والسجن".
إنقطع عن الكلام ، وألانا تنظر اليه ، ومع كل ما رأته من تعابير محزنة على وجهه ، فإنها قطبت حاجبيها بكثير من الشك ، لم يكن من الضروري ان يذكر الدين الذي له في ذمتها ، وان يذكرها بالوعد الذي وعدت ، فقالت:
" ماكس ، أنت أنقذت حياتي بمحض إرادتك ، وإذا جاء يوم أستطيع فيه أن أرد المعروف ، سوف افعل ، مهما كان الثمن".
صممت ألانا ان تفي بوعدها ، من غير أن يذكرها بذلك ، فسوف تنقذ ماكس ، طالما ذلك في قدرتها ، إنها مجبرة أخلاقيا ان تنقذه من اجل شرف الوعد الذي قطعته عن نفسها ، وصممت أن تفي به وقت الحاجة ، والآن جاء الوقت المناسب لتفعل.
وفي لحظة رعب وجدت نفسها تتردد ، عندما فكرت في حياتها وكيف ستقضيها مع كونون ، كما فكرت بمرارة القدر القاسي الذي يعبث بها للمرة الثانية ، الضمير ، الشرف ، المسؤولية ، كل هذه كانت تلح عليها ، وايقنت أن لا مهرب لها البتة.
مفزعة عي الحياة وتعسة مع كونون ، الرجل الذي ، وبدون رحمة ، إستغل معرفته بالخفايا كشبكة يجرها بها اليه ويضعها تحت سيطرته.
" ماكس.......".
وإضطرت ان تنتظر بضع لحظات قبل ان تستطيع ان تهيء الكلمات لتخبره ، إنها قررت ان تكون زوجة كونون.
" لكن، الانا.....".
قطعت كلامه بإيماءة من يدها.
" لقد قررت ، ولذا ، ارجوك دعنا من هذا الأمر نهائيا ".
هرب الدم من شفتيها بعد أن نطقت بكلماتها الأخيرة وإستدارت نحو النافذة ، وبكل المرارة التي تعتمل في نفسها ، أخذت بجو الهدوء والسلام الذي يلف الطبيعة خارجا ، ذاك الذي فقدته والى الأبد.
في المرة الأولى ضحت بنفسها، وكان القدر لطيفا بما يكفي فحررها سريعا ، ولكن الآن ليس لها أي أمل في الخلاص ، فعليها ان تعوّد نفسها على حياة العذاب مع رجل أحبها مرة ثم كرهها ، يلومها على زواج غير سعيد أكرهت عليه.
وإستطاعت أخيرا أن تقول :
" لماذا لم يقم بهذه المساومة من قبل؟".
" كيف يمكنه ن يتزوج منك ، ولديه زوجة ؟ ولكن عندما ماتت زوجته ، قام بهذه اللعبة الحقيرة".
توقف ماكس عن الكلام ، ولاحظت ألانا أنه لم يعد يبدي إعتراضا وهذا يعني انه إرتاح لإختيارها الذي يرفع التهديد الجاثم على صدره وتابع يلمح انه من الممكن ان يكون كونون هو الذي قتل زوجته ، فصاحت:
" ماذا تعني بالضبط؟".
هز كتفيه وقال:
" أنا لا أنزهه عن القتل ، ولكن لا يمكن ان يرتكب معك جريمة كهذه ، فلا تقلقي على سلامتك ، ألانا إنتظري الي بهذه الطريقة ! ".
إبتعدت ألانا لتخفي عنه التعاسة التي بدت في عينيها ، فهو إذن لا يبالي بما يحدث لها ، والآن عرفت أنه منذ البدء كان يتعمد أن يخلق وضعا تكون نهايته التضحية بها .
ذكرت الآن إحساسها منذ دقائق ، فقد كان ما يبديه من عاطفة مجرد وسيلة حتى يفلت بجلده ، فهو لم يعد يحاول ان يثنيها عن القرار الذي إتخذت.
كانت على حق ، ففي الصباح التالي غادر باكرا ،وترك ملاحظة سلمها الخادم لألانا فور نزولها من غرفتها.
اخذت تقرأ : (الوداع ، وأشكرك ، أرجو الا تكون الأمور سيئة جدا ، على أية حال فلديك جميع وسائل الراحة والرفاهية).
وكانت الورقة موقعة بإسم ماكس.
شحب لونها ، ورفعت نظرها نحو اليوناني الداكن الذي ظهر من غرفة الطعام ووقف الى جانبها ، يقرأ من فوق كتفها الورقة التي كانت بين يديها ، وردد:
" على أية حال فلديك جميع وسائل الراحة والرفاهية ، نعم يا جميلتي ألانا سوف يتوفر لك كل هذا ، لأن هذا كل ما يهمك ! فالمخلوق الذي فضلته علي لم يترك لك شيئا ، وذاك ما كنت تستحقينه".
كان النصر يشع من عينيه ، والسخرية تبدو على شفتيه حين تابع يقول :
" والآن بعد كل شيء ، اصبحت لي ، أنت التي إتخذت القرار وأنا قبلت به ، رئيسك لعب لعبة بمنتهى الأنانية عندما سرق ذلك الرجل المسن ، لقد كنت مخطئة في رأيك فيه ، أليس كذلك؟".
أحنت الانا رأسها وقالت:
" بدات أدرك أنه منذ البداية كان يريدني أن أقطع الوعد الذي يلزمني بالوفاء ".
" إنه رجل شرير حتى ولو أنه أنقذ حياتك".
" لا اريد أن أتحدث عن ماكس ، فأنا مدينة له بحياتي ... والآن أرهن هذه الحياة ، من أجل حمايته من شرورك".
" كوني حذرة من كل كلمة تقولينها".
لقد حذّرها وهو يقترب منها ، وبيد خشنة رفع رأسها ، وتبع يقول:
" أنا لست الشاب المريض بحبك الذي عرفته مرة ، لقد تغيرت والى الأسوأ ، وأعرف تماما كيف اعاقب الذين يغضبونني".
شدد الضغط على ذقنها ، واضاف:
" تعلمي كيف تنحنين امام إرادتي ! ستكونين زوجة يوناني خاضعة كلية لسلطته".
فر اللون من وجه ألانا ، وأخذ قلبها يضرب بشدة بين جنبيها ولكنها لم تتكلم.
" حسنا ، اليس عندك ما تقولينه ؟ شيء تسالينه؟".
" سؤال واحد فقط".
" ما هو ؟".
" لماذا تزوجتني؟".
" للإنتقام ! تزوجتك كي انتقم منك ، بسببك قضيت سنوات طويلة اعاني اقسى العذاب... والآن ، الانا ، عليك ان تدفعي الثمن ، سوف اعاقبك من أجل تلك السنين الضائعة ، السنين التي كانت ستختلف لو انك قبلت بي زوجا ، يوم طلبت منكذلك ، يوم كنت أحبك ، اقسم بالله ، لسوف أعذبك عذابا لا يمكنك إحتماله ، واجعلك تتمنين لو انك أنت االتي مت ، بدلا من ذاك الحيوان الذي كنت تفخرين به زوجا
ضبطت الانا أعصابها ، وقالت بهدوء:
" يبدو انك تعرف الكثير...".
" جعلت ذلك شغلي الشاغل لأعرف بإنتظام كل شيء عنك".
" ولكن يظهر انك لم تعرف الظروف التي قادتني الى ذاك الزواج".
تقدم كونون نحوها ، ولكنها لم تنسحب فقد فر الخوف من قلبها في تلك اللحظة وإمتلأ بالكراهية التي طغت على كل عاطفة سواها.
بعد لحظة صمت قال :
" في ذاك الحين صدقت انك لن تتزوجي ، وكان عندي امل في أن اغير رأيك ، ولكن مع الأسف سرعان ما تزوجت ، قبل ان أصل الى بلدك وألاحق أخبارك".
توقف عن الكلام لحظة ، واخذ نفسا عميقا ثم تابع:
" أنت على حق ، فانا لا أعرف الظروف التي قادت الى زواجك ، ولا اريد ان اعرف ، وكل ما يهمني أنك فضلت ذاك المخلوق علي ".
نظرت ألانا اليه تريد ان يعطيها فرصة تبرر زواجها ، ولكنه أصر على أنه لا يريد أن يسمع شيئا، فهزت كتفيها تحاول ان تمضي ، ولكنه أمسك بها فجأة بعنف يمنعها من الذهاب ، ويقول:
" لا تنظري اليّ بهذه الطريقة وإلا سأجعلك يندمين على ذلك ".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس