عرض مشاركة واحدة
قديم 20-02-12, 12:21 PM   #2

lolla sweety

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية lolla sweety

? العضوٌ??? » 53132
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,899
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » lolla sweety has a reputation beyond reputelolla sweety has a reputation beyond reputelolla sweety has a reputation beyond reputelolla sweety has a reputation beyond reputelolla sweety has a reputation beyond reputelolla sweety has a reputation beyond reputelolla sweety has a reputation beyond reputelolla sweety has a reputation beyond reputelolla sweety has a reputation beyond reputelolla sweety has a reputation beyond reputelolla sweety has a reputation beyond repute
افتراضي

في السيارة فاجأها بقوله :
- اليوم أريد أن نظهر بأننا لسنا على وفاق ، تأكيداً لملاحظات الجميع المستمرة طوال السنة الماضية ، فلقد بدا واضحاً أنهم يلاحظون أننا نعاني بصمت ، لذلك أتوقع أن خبر انفصالنا لن يفاجئهم ..
لم تستطع أن تمنع شهقة حادة خرجت منها ، ورددت بصمت " انفصــال " ؟؟؟ لم تكن تتوقع أنه مازال يفكر بما أخبرها به قبل شهور ، قاطع حبل أفكارها التفاته الحاد نحوها وهو يقول لها بحدة :
- ما بالك تشهقين متعجبة ؟ هل اعتقدتني حقاً سأستمر في لعبة الزواج الفارغة التي نمارسها أمام عائلتينا ؟ لقد مللت الفراغ واللاشيء الذي جعلتني أمر فيه .. كرهت كل لحظة من حياتي معك .. ولقد آن الأوان كي أعيش وكأنني كائن حي مازال على قيد الحياة .. آن لي أن أُنشِئ عائلة، وأن أشعر أنني رجل طبيعي مثل غيري من الرجال .. لقد تجاوزت الحادية والثلاثين وأنا مازلت في عداد العازبين .. رغم لقب متزوج الملتصق بي !
باغتها بانفجاره .. وغمد سكيناً قاتلة في صدرها بحديثه عن العائلة والزواج من جديد .. لم تكن تعلم أنها تتوق للحظة تفاهمها كما أدركت الآن .. ولم تكن تتخيل أنها تتمنى أن تقترب ولو بمقدار أنملة منه كي يجعلها زوجة حقيقية له ... ولم تكن تدرك أن صورته برفقة امرأة أخرى تنجب له الأطفال - التي كانت هي تحلم بصمت أن تنجبهم له ولو بعد حين – قد تذهب بعقلها وبقدرتها على التنفس ، شعرت بالدموع تتجمع بمآقي عينيها وهو يكمل :
- سأنتظر حتى نهاية الأسبوع كي أخبر عائلتي بأننا لم نتفاهم طوال السنة التي قضيناها سوية وأننا نرغب بالانفصال.. وسيكون عليك أن تقولي المثل لعائلتك !
رغبتها العارمة بالبكاء أصابتها بالخرس ، كانت تعرف أنها إن حركت شفتيها كي تقول شيئاً ستنفجر بالبكاء ، تسارع تنفسها رغماً عنها وأحست بالاختناق وهو يكمل بصوت لم تلاحظ كم خرج مخنوقاً بسبب ضبابية أفكارها :
- حان وقت الفراق يا هند ... وسأخلّصك من قيدي الذي جعلك تذوين أمام عيني طوال سنة كاملة وأنت تفقدين الرغبة بالحياة يوماً بعد يوم .. لم يبق أمامك سوى أسبوع .. وتحصلين على حريتك من زواج الإخوة الذي كان يقتلك !
كانت على وشك أن تصرخ بوجهه .. أيها الغبي كنت أذوي لأني أراك بعيداً عني وتزداد بعداً يوماً بعد يوماً ، وكنت أفقد الرغبة بالحياة لأنني أرى الآلام التي تعتصر فؤادك بسببي .. وزواج الأخوة قتلني لأنني أدركت أخيراً أنني أحبك .. وليس كما تحب المرأة أخاها .. و إنما كما تعشق إمرأة رجلاً وهي تتمنى أن تغرق في أحضانه ! التفت نحوها متأملاً لجانب وجهها الذي حافظت عليه جامداً وهي ترغم نفسها ألا تلتفت كي تقابل عينيه ونظراته وسمعته يسحب نفساً عميقاً قبل أن يقول :
- إن كنت تلوذين بالصمت والهدوء حفاظاً على مشاعري فاعلمي أنني أحب أن أراك سعيدة .. ولن يضيرني أن أرى فرحك بانفصالنا فهذا ما عوّدت نفسي عليه طوال شهور مضت !
كان في تلك اللحظة قد أوقف السيارة أمام منزل عائلته ولم تجد نفسها إلا وهي تفتح الباب ولم تنظر نحوه ولو بنظرة عابرة ومشت بسرعة تدق الجرس وما إن فتح الباب ودخلت وهي تحي الجالسين ، حتى وجدت أن عبراتها تخونها وهي تتساقط قبل أن تجلس بجوار والدتها دافنة وجهها في كتفها وسط عيون الموجودين المتسائلة والمصعوقة مما يحدث أمامها، عرفت أن زيد قد دخل إلى الغرفة عندما سمعت والده يسأله بغضب :
- ما الذي يزعج هند يا زيد ؟ ما الذي فعلته لها ؟
تصنع زيد الابتسام فيم كانت مشاعره في حاله هيجان كامل وهو يجيب بلا مبالاة :
- وهل هذه المرة الأولى التي ترون فيها زوجين على خصام ؟؟ مجرد سوء تفاهم كما يحدث بين الأزواج ؟؟
كفكفت هند دموعها وهي تستجمع قواها كي لاتثير جلبة أكثر مما فعلت ، ورفعت رأسها وهي تمسح دموعها وتقول :
- لقد اشتقت لوالدتي هذا كل ما في الأمر ..
وبحركة انعدام ثقة بحثت عيناها عن عينيه وهالها ما رأته فيهما من اشمئزاز من تصرفها ، كان ينظر إليها بغضب وترفع أرسلا رجفة عظيمة إلى ساقيها ، وشعرت بشفتيها تجفان فجأة لدرجة احتاجت أن ترطبهما بلسانها وهي تيعد نظراتها عن نظراته النارية وبابتسامة مصطنعة سألت عن باقي عائلتها وهي تبرر انفعالها باشتياقها الشديد لهم ..
حول مائدة الطعام جلست هند بجوار زوجها كما هو معتاد ، لكن قبل جلوس أحد آخر بجاورهما سمعته يقول لها باستهزاء :
- لم أكن أعلم أنك ممثلة ماهرة .. تستحقين جائزة أوسكار على مشهد التراجيديا الذي قمت به قبل قليل .. صحيح أنني أخبرتك أننا يجب أن نظهر غير متفقين لكنني لم أعتقد أنك ستحولين الأمر وكأن فاجعة أصابتك !!
التفتت نحوه ورمقته بنظرة ألم مستعرة ، تخيلته يجلس مع زوجة غيرها فيما هي مدعوّة مع عائلتها لتناول طعام الغداء في بيت عمها ، غامت عيناها للصورة وتآكل قلبها بنيران جعلتها تشهق باحثة عن الهواء كما لوكانت تغرق .. رأت الدهشة في عينيه .. لكنها أعادت نظراتها للجمع الذي بدأ يشاركهم الجلوس حول المائدة !
أثناء عودتهما إلى المنزل كانت هند مثقلة بالجراح ، لقد خسرت زيد فعلاً ، فلقد راقبته اليوم وهو يتحدث مع والدته وأختيه وبدا لها تماماً كما عرفته في السابق الرجل القوي ذو النظرة المتألقة والشخصية المميزة ، عينيه ترسل الطمأنينة للجميع .. إلا لها .. يالله ليتها فقط تستطيع أن تكون قريبة منه كما اعتادت أن تكون ، ذلك الجرح الذي سببته له مازال ينزف بقوة تحت الواجهة التي يقابل بها الناس ، إنها متأكدة من ذلك فلا يوجد خلف نظراته إلا الفراغ .. هذا الفراغ الذي تعرف تماماً سببه .. ماذا تفعل حتى تكسبه ؟؟ كيف تخبره أنها تحبه ولاتريد الابتعاد عنه ؟؟ كيف تعترف له أنها كانت أغبى فتاة عرفها التاريخ عندما رفضته ؟؟ تذكرت كلماته عندما أخبرها أنه لم يعرف إلا مررة الألم طوال زواجهما وأنه يريد أن يعرف معنى الحياة كرجل طبيعي .. اعتصرت راحتي يديها في حجرها وهي تتخيله يتزوج بغيرها وتصبح هي مجرد امرأة غريبة عنه لايجمع بينهما إلا صلة قرابة كونه ابن عمها !!
ما إن وصلا المنزل حتى دخلت إلى غرفتها بهدوء وهو لم يعرها أدني اهتمام . فلم يعتاد أن يلقي بالاً لأي شيء تفعله ، انهارت في بكاء صامت في اللحظة التي أغلقت فيها باب غرفتها .. هرولت باتجاه سريرها وهي ترتمي عليه تبكي بحرقة بالغة زوجاً خسرته بكامل إرادتها .. زوجاً قوياً محباً وحنوناً تحلم به أي فتاة في سن الزواج ! لماذا نطقت بتلك الكلمات .. لماذا لماذا ؟؟ كيف كانت تعتقد أنها لاتحبه .. كيف ظنت أنها لاتطيق أن يلسمها ؟ كيف وهي تتمنى الآن ان تلمسها يده ولو بتربيتة خفيفة على الكتف كما كان يفعل !!
لم تعرف كم مرّ من الوقت وهي ما تزال على الحال نفسه من الألم والبكاء والتفكير العميق ... لكنها خرجت بفكرة واحدة وأصرت أن تنفذها دون أن تفكر مرتين ، غسلت وجهها ورفعت شعرها على شكل ذيل الحصان .. وغادرت غرفتها وهي ترتدي ملابس نومها الساتان المكونة من قطعتين بنطال وقميص .. هوى قلبها بين ضلوعها وهي تقف أمام باب غرفة زيد .. وقبل أن تخونها إرادتها ورطت نفسها بطرقة متخاذلة على الباب ، طرقة واحدة ذهبت بجميع دقات قلبها وهي تحبس أنفاسها انتظاراً لما يمكن أن يحدث بعدها ، أتراه سمعها أم لا ؟ أوشكت أن تغادر الممر كي تعود إلى غرفتها لكن صوت الخطوات المكتومة التي سبقت انفتاح الباب بقوة سمّرتها في مكانها .. جاء صوته عميقاً أجشاً ومتسائلاً :
- هند !! .. هل هناك ما يوجعك ؟!
رفعت نحوه عينان مغرورقتان بالدموع لمجرد سماعها اسمها من بين شفتيه وهمست بعجز :
- أجل !
اقترب منها خطوة و أوشك أن يلمسها كي يستشعر حرارتها لكنه تراجع في اللحظة الأخيرة وسألها من جديد :
- هل تحتاجين أن آخذك إلى الطبيب ؟!!
حركت رأسها رافضة وهي تقول له بعد خيبة أملها من إعراضه عن ملامستها :
- أحتاج أن أتحدث معك !
اتسعت عيناه وهو يسألها بدهشة :
- الآن ؟؟! ألا تريدين مسكناً على الأقل ؟!!
مسحت دموعها وهي تقول له :
- حديثي معك هو المسكن !!
أوشك أن يخرج من غرفته لكنها سبقته ودخلت ، أرادت أن يتم الحديث في مكان لم تكن تجرؤ قبل اليوم أن تدخل إليه ، أرادت أن تشعره أنها تجتاز أحد حواجزه .. التفت نحوها مندهشاً وهو يراها تجلس على طرف السرير المشعث بعد محاولاته للنوم قبل قليل .. في المقابل كانت هند تشعر أنه سيغمى عليها في أي لحظة لأنها تقوم بخطوات جريئة لم تكن تحلم يوماً أنها تستطيع القيام بها ..
نظر إليها مطولاً فيما كانت تستجمع شجاعتها ثم همست بعدم ثقة :
- لا أريد الانفصال !
اتساع عينيه بدهشة غير مستسيغة لتلاعبها به جلب الدموع لعينيها قبل أن تقول وهي تجهش بالبكاء :
- نعم .. لا أريد الانفصال .. هل حدث وأن طلبت منك يوماً أن ننفصل ؟!!
سألها بذات النبرة وقد بان في صوته ألم شهور طويلة من الوحدة الموحشة :
- هل حدث وأن تكلمنا يوماً كزوجين؟؟
شهقت هند بالبكاء وهي تقول له :
- زيد أرجوك .. لم أعد أحتمل .. طال انتظاري وانتظارك ولم يقم أي منا بخطوة واحدة لحل معضلة هذا الزواج !
أجابها وهو يقترب منها بغضب :
- كنت أعتقد أن إطلاق سراحك هو الحل الوحيد لعقدة الاخوة التي أثارت جنونك ليلة زفافنا!
وقفت هند وهي تقول باندفاع وقد تآكل قلبها ألماً لتطرقه لموضوع الأخوة :
- كنت غبية!
ارتفع رأسه بشموخ وهو يعقب على كلامها بتعالي وتكبر :
- أنا متفق معك على ذلك !
اقتربت منه خطوة وقالت برجاء :
- زيد ... أنا ... لم أعد أراك أخاً !
ابتسم بمرارة وهو يقول لها :
- جئت متأخرة جداً فلقد تعلمت أنا أن أنظر إليك كأخت لشهور طويلة ..
لم تتصور أن للكلمة هذا الوقع المثير للقشعريرة في الجسم ، شعرت بالتحقير لشخصها ولأنوثتها ولكل شيء فيها فقط بوصفها أخت له !! راقب اختفاء الأمل عن وجهها ، وانطفاء بارقة الحب التي رآها تلمع في عينيها ، أراد أن ير لها الصاع صاعين فأكمل :
- وبصراحة أنا أنتظر أن أبدأ حياتي من جديد مع إمرأة تعرف مالها وما عليها من الزواج !
أومأت برأها وهي تجتر دموعها وآلامها وهمست له بضعف :
- لديك كل الحق في ذلك !
ورفعت وجها نحوه مكتمل الجمال والنعومة والأنوثة ، وجه سبب له السهاد ليال كثيرة .. كثيرة جداً وطويلةُ جداً .. تأمل وجنتيها الغارقتين بالدموع باحمرارهما الناعم الناتج عن بكائها وانفعالها .. شعر بدموعها وكأنها نيراناً تلهب فؤاده .. لأول مرة يراها بهذا الضعف .. فا جأته بقولها :
- مع ذلك أنا لا أريد الانفصال ..
التقى حاجباه في تقطيبة حيرة عميقة وهو يسألها وقد تشوش تفكيره :
- لم أفهم قصدك !
رفعت يديها تمسح دموعها مرة أخرى ، قبل أن تقول بصوت أقوى وهي تنظر مباشرة في عينيه ، وطوله الفارع يصنع العجائب في قلبها :
- أعني أنه يمكنك أن تنشئ حياة جديدة وتتزوج من تريد لكنني أريد أن أبقى زوجتك ، لا أريد أن أنفصل عنك !
المفاجأة التي ارتسمت في عينيه أربكتها وأشعرتها أنها تبدو رخيصة ومعدومة الكرامة في نظره ، امتدت يدها تقبض على ذقنها بقوة وهو يرفع وجهها نحوه ومقترباً بوجهه منها لدرجة ذهبت بكل تركيزها وهو يسألها بوحشية :
- ألهذه الدرجة تخافين لقب مطلقة ؟!
أجابت باندفاع كبير ودون تفكير :
- بالطبع لا ...
هدر بقوة وكأنه لم يعد يحتمل المزيد من ضغط زواجه المعقد :
- إذاً لماذا ؟؟!
أجابته بصدق وعيناها لاتحيد عن عينيه فيم ارتسم الضعف بكل براعة في نظراتها وملامحها وهي تجيبه بعجز :
- أريد أن أبقى قريبة منك !
تخبط تنفسه بصورة واضحة واحتاج أن يسحب نفساً عميقاً بصوت مسموع كي يهدئ من روع دقات قلبه الثائرة .. يا الله مازال يحبها كما كان .. وربما أكثر .. شعرت بيده تهبط عن ذقنها وتمر على عنقها ببطئ مدروس وعيناه تتأمل ردة فعلها ، في الوقت الذي فاضت فيه عينا هند حباً وحناناً وهي تشعر بمعنى أن يهتم بها زيد ، همس قرب شفتيها وهو يتنشق رائحة عطرها التي فتكت بجوارحه :
- لماذا هند ؟؟ لماذا تريدين أن تبقي قريبة مني ؟؟!!
هذه المرة تجرأت كي ترفع ذراعيها وتحيط عنقه بقوة شديدة وتهمس بعذاب في أذنه :
- لأنني أحبك بجنون زيد .. أحبك لدرجة لا أطيق معها أن لا أراك كل يوم !
تضاءلت كلماتها تحت تأثير حبه الجنوني لها فيم السرير الذي جلست عليه في بداية محادثتهما شهد ليلة حب مخملية ..
فاجأها وهو يرفع رأسه ويسألها :
- ما الذي كان يوجعك .. هل آلمتك باحتضاني؟؟
ابتسمت له بحب وهي تجيبه :
- احتضانك هو دوائي .. ويا له من دواءٍ لذيذ !
بادلها الابتسام وهو يميل نحوها كي ينهل من حبها ويروي عطش الشهور الماضية كلها !
همست له فجأة :
- زيد أتحبني ؟
رفع رأسه ينظر في عينيها وهو يهمس لها بذوبان كامل :
- قالت أتحبني قلت بهراً عدد الرمل والحصى والتراب !


تمت


lolla sweety غير متواجد حالياً  
التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC]
رد مع اقتباس