عرض مشاركة واحدة
قديم 24-02-12, 10:49 PM   #6

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

هذا هو روداري فورتوناتو الذي تحوّلت رواياته عن روما في السنوات الأخيرة الى سلسلة من الأفلام السينمائية الجميلة هلل لها الجمهور والنقاد بأنها ذات عمق وواقعية ، وحركت قصصه مشاعر القراء وضمائرهم.
كانت شهرته وجاذبيته تملآن الآفاق ومع ذلك إرتمى في أحضان جبال الألب بحثا عن السلوى والنسيان ، وهناك إلتقى بألفي وصادقها وكثيرا ما كان يصطحبها الى هنا وهناك ويعلمها التزلج ، وهناك وفي ضوء القمر المشع فوق قمم الجبال نسج العنكبوت خيطه حولهما وطلب روداري من ألفي ان تصبح زوجته ، إعتبرت ألفي ذلك ضربا من الجنون فضحكت وقالت وهي تنظر الى الجبال:
" لا يجب أن تتفوه بعبارات كهذه بهذه السهولة يا سنيور ، فقد تقع على فتاة مستوحشة وتاخذ عرضك هذا بجدية وتتوقع منك أن تتزوجها".
" هل أنت فتاة مستوحشة يا ألفي ؟ لكم تساءلت عما إذا كنت تشعرين بالوحشة كونك غريبة بين جماعة السياح الأثرياء تقومين بواجبك بكل إخلاص وجدية ، وأني لعلى يقين من أن بعض هؤلاء السياح يرهقونك وأنت تعالجينهم".
" إنني أجد لذة في مهنتي يا سنيور وإثارة في العمل خارج بلادي".
ضغط بيده على كتفها وأدار وجهها نحوه وقال:
" هل تحبين العيش في إيطاليا ؟..... معي؟".
" أرجوك .... لا تتكلم عن الزواج".
خشيت أن تخضع لإلحاحه تجاوبا مع لمساته التي من السهل الإنجذاب اليها في ضوء القمر وتصديق ما يقول ، وستجد نفسها أمام الحقيقة الواقعة عندما تستيقظ صباح اليوم التالي وكأنها افاقت من حلم ، ليست إلا مجرد ممرضة ذات وجه يغلب فيه مظهر الإطمئنان على مظهر الجمال ، ولذا عزمت على التغلب على ضعفها أمامه وتلهفها لقربه ، قالت وهي تلهث:
" لن تمضي بضعة ايام إلا وتضجر مني ، إن إندفاعك بعاطفتك الجياشة وقت الغداء تغلب على عقلك كما انه جرفني معك ، ولكنني لن اتركك تسخر مني ... أو تغريني !".
" أغريك؟ أنا أطلب منك ان تتزوجيني ! أنا لا أطلب منك أن تمضي ليلتك معي في كوخ في الجبل".
" لا يبدو عليك انك رجل زواج".
أخذ خوفها وياسها من الحب لدرجة أنها أخذت تتجنب لمسات يده ، ولكن كان ذلك كمن يهرب من المد وهو يجري فيه ، او كفراشة تضرب شجرة بجناحيها الرقيقين ، وروداري أطول من الفي بكثير وصاحب غطرسة جذابة ولكن مدمرة كما هي مدمرة قوة عزمه في الحصول على ما يريد.
وقالت بدون ترو:
" لم تذكر الحب في حديثك ! من المفروض ان يكون الحب والزواج صنوين متلازمين".
علّق على كلامها ساخرا:
" كالشاي والخبز المحمص؟".
" ها إنك تهزأ من ذلك .... وتتوقع مني أن آخذ عرضك بعين الإعتبار".
" لا يجب ان تكون بهذه الجدية يا إبنة الغابات الأنكليزية".
دس يده في شعرها المتطاير وأمسك بخصلة منه وشدها.... ربما ذكّره شعرها بشعر أكثر سوادا او بفتاة اقل تحفظا وأكثر تجاوبا مع تهوّر الطبع اللاتيني.
" الحب يا الفي ؟ هل تاملت ما هو الحب؟ إنه حالة عاطفية تجعل النبض يتسارع والعقل يضطرب ، إنه كالحمى وعلاجه يد باردة على الجبين وعناية حنونة.
" كلامك يعني ان الحب يحتاج الى ممرضة بدلا من زوجة يا روداري ".
وأخذ نبضها وهي تتكلم بتسارع وإضطراب عقلها ، أرادت أن تستسلم لعرضه لتجعله يشعر بحاجته اليها.... ولكن أين سيؤدب بها الأمر في نهاية المطاف الزواج القائم على حاجة الرجل الى السلام والهدوء بديل هزيل عن الزواج القائم على الحب ، كانت قد تعرفت عليه منذ اسبوعين فقط وعرفت أنه وجدها خلالهما رفيقة دمثة وأنه شعر بحنان نحوها وتعلق بها ، ولكن ماذا سيجري لها إذا مل من عروسه الهادئة التي سيجد انها لا تلائم رجل مجتمع عال مثله؟
" لنعد الى الفندق ، أرجوك ، ولننس أنك رغبت في لحظة جنون الزواج مني".
" هل تحاولين ان تجعليني أصدق بانك لا تهتمين بي ؟".
كان وهو يوجه اليها كلامه هذا ينظر اليها ويبتسم إبتسامة قاسية ، وخشيت ان يسبب لها الما وهو ممسك بها بشدة خوفا من أن تهرب منه ، كانا وهما واقفان فوق مرتفع من الثلج كأنهما صورة مرسومة في ضوء القمر أو طيفان في حلم يتوسطان سجادة عليها رسوم قمم مغطاة بالثلوج ، ورسوم أشجار الصنوبر وسقف كوخ سويسري مختف بين الأشجار.
إغتاظت من إلحاحه فقالت:
" في مهنتي يا سنيور ، ولن أتخلى عنها مقابل الزواج من رجل يريدني من أجل لمسة باردة مني وبراعتي في الإنسحاب عندما يصبح وجودي غير ضروري ".
" لا تنسي تقلبات المزاج وان أي إيطالي لا يقبل بإمرأة تنقصها الحيوية ، لا تخافي ، ستكون لك مهنة مكتملة النواحي ، وانا اعرض عليك الزواج هذا المساء لأنني سأكون غدا في روما ، وعليك أن تقرري الآن ، أما أن تقبلي بالزواج مني أو ان تودعيني في الصباح".
أحست كان قلبها هبط الى معدتها وبقشعريرة برد تسري في جسمها ، لا تريد ان تفترق عنه ولكنها لا تريد ان تجازف بإتخاذ الخيار الآخر أي الزواج من شخص لا يبادلها الحب ، وهذا معناه فتح الباب على مصراعيه لمستقبل بلا سعادة.
أخذ راسها بين يديه وإستولت على جسمها موجة من القشعريرة والإرتجاف وهي تنظر اليه وتقول:
" لن انساك يا روداري".
" لن أنساك أنا الآخر ، فقد جلبت الى حياتي معنى الرجمة وهي في مهنتك أسمى شيء للإنسان ، كنت آمل ان أحتفظ بك ، ولكن إذا اصررت على أن أدعك تذهبين.... هل أنت مصرة يا ألفي؟ هل أنت خائفة مني أو من أصدقائي او شركائي الذين يعتقدون بأن على الرجل ان يتّخذ زوجة تناسب حياته العامة لا حياته الخاصة؟".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس