عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-12, 11:34 PM   #2

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

1-أزهار إستوائية

كانت بني متكئة على الدرابزين تحدّق امامها عندما رأت معالم الجزيرة تبرز من خلال الضباب الكثيف وتوضح ، كلما اسرع القارب نحوها وهو ينساب على مياه بحر الكريبي الهادئة.
" ها هي جزيرة الجبال الشامخة والشلالات المنحدرة ، جزيرة النخيل والقحوان!".
إبتسمت بني لشاب أنيق إقترب منها ووقف بجانبها ، غراهام برايس كان احد المسافرين الثمانية على ظهر قارب الموز ومن بينهم بني ومديرتها ، وغراهام هذا استاذ الرياضيات في المدرسة الرسمية في جزيرة دومينكا ، وكان عائدا من انكلترا بعد تمضية عطلة الربيع بين اهله هناك.
" شيء مثير حقا !".
وتمتمت بني بصوت خافت:
" ولكن هذه الإثارة يعود سببها الهم الى لقائها بماكس ردفيرن وليس مكوثها بضعة اشهر في فردوس في هذه الجزيرة في الهند الغربية ، إذ ان والد بني ووالدة ماكس كانا قد أعلنا خطوبتهما مؤخرا ، وسيصبح ماكس وبني بهذا أخا واختا ، كانت بني دائما تتحسر لنها وحيدة والديها ، وتتوق الى أخ لتصبح جزءا من عائلة بعد أن عاشت طيلة إثنتي عشرة سنة مع والدها، وبعد ان توفيت والدتها وهي ما تزال طفلة في الثامنة.
تساءلت بني إذا كان ماكس متحمسا لتكون له أخت ، إذ كان هو الآخر وحيد والديه.
" انظري الى هذه الخطوط الصفراء ( قال غراهام) انها مزيج من الشمس والمطر".
كانت الخطوط أشعة واضحة تنحدر من الشمس عابرة فوق الجزيرة لتنعكس من ثم في البحر ، هذه هي جزيرة أقواس القزح كما يسمي بعهم دومنيكا ، حيث كثيرا ما يشاهد المرء الشمس والمطر في آن معا ، لم يدم هذا المشهد الرائع إذ أن الشمس قاربت على المغيب مع ان الوقت لم يكن إلا الخامسة مساء.
" إنها تجلب الضباب ( قالت بني ) هل الأمر دائما هكذا؟".
" كلا ، ولكن لا تنسي أنك عند خط الإستواء الان حيث تغطي الغيوم قمم الجبال بصورة مستمرة تقريبا".
إقترب منها ولمس ذراعها وقال:
" أرجوالا تخيب آمالك في شقيقك الجديد".
لم ترق بني هذه الملاحظة إذ انها تشتم منها أن غراهام لا يحب ماكس ، ولم تعلّق عليها ايضا ، أولا إحتراما لماكس وثانيا إعتقادا منها أنه لطيف، وكل ما قالته بني هو :
" ماكس ليس شقيقي بعد ، سيتزوج والدي من والدته عندما يحال على التقاعد بعد شهرين من الان".
وبدوره لم يعلّق غراهام على ذلك بل قال بشيء من الوجل:
" لن نقطع أي إتصال يننا بعد أن ننزل الى البر ، أليس كذلك؟ صحيح انني عرفتك منذ تسعة ايام فقط لكننا سنبقى صديقين يا بني ، صديقين حقيقيين".
" إطمئن ، سنبقى صديقين حقيقيين".
" سارافقك في تجوالك عند نهاية الأسبوع ، وسنخرج فيبعض الأمسيات حيث أن الليل يسدل ستاره في وقت مبكر جدا ، وقد نذهب الى حفلات راقصة وما شابه".
إبتسمت بني قليلا ، لقد عملت مع نورا ردفيرن مدة تزيد على السنة وإختبرت سخافة تخطيط المواعيد ، وتابع غراهام كلامه:
" وقد تسحرك جزيرة دومنيكا فتقررين البقاء الى الأبد".
" لا شك في ذلك".
وعادت تنظر الى الجزيرة ، كانت الغيوم تتسارع مارّة فوق مجموعة جزر وندوارد ، ولكن قمم الجبال إجتذبتها وأنزلتها سيولا من المطر ، هنا يكمن سر تكاثف الأدغال في الداخل ، وكثرة الأنهر التي تتقاطع في جميع انحاء الجزيرة ، قالت بني موضحة:
" انا هنا في عمل ، وحيث تذهب السيدة ردفيرن اذهب".
" ولكن بعد زواجها لن تستطيع متابعة مهنتها وتنقلاتها".
" التنقل من ضرورات عملها ، ولذا تنتظر حتى يتقاعد والدي وينضم الينا ".
" كلا يا غراهام ، بقائي هنا غير وارد".
" افهم ذلك".
وبعد برهة سالها تطفلا ، هل تحبين عملك هذا بالفعل؟ الا يزعجك التنقل؟".
" كنت عالمة تماما بمتطلبات العمل عندما قبلته".
ذكرتها عبارتها الخيرة باول مقابلة لها مع مديرتها ، عندما دخلت عليها رأت بني امامها ، نحيلة هزيلة ذات شعر أبيض كالثلج وعينين زرقاوين متوقدتين ، لم تنتبه نورا ردفيرن الى دخول بني لإنهماكها في فحص قطعة صخرية تحت عدسة مكبرة ، اخيرا رفعت رأسها وسالت بني والدهشة في عينيها:
" من أنت؟".
" الآنسة دافدسون ، لي موعد معك".
" آه ، صحيح ، ما أبلهني ، إنك تريدين العمل هنا إجابة لإعلاني في الجرائد ، منذ متى وانت واقفة هنا ؟ إستريحي ، يا عزيزتي ، لماذا لم تتنحنحي ، او تعطي إشارة ما؟".
" كنت مستغرقة في عملك".
" هذا ؟".
وأشارت الى الحجر.
" مهم جدا ، خاصة ما يحتويه من معدن ، هل عملت مع المؤلفين قبل ذلك؟".
" لا ، ولكنني متأكدة...".
" لم تعملي؟".
هنا قطبت السيدة دفيرن حاجبيها.
" وما هي مؤهلاتك الأخرى التي إشترطتها؟ لحظة من فضلك ، كل شيء في الجريدة هنا....كلا ، الجريدة ليست هنا ، آسفة ، إستعملتها في لف بعض الحجارة".
" أنت تريدين شخصا يهتم بعلم طبقات الرض ، تعلمته في المدرسة لأنه كان يثير إهتمامي ولا أزال متصلة به في مطالعاتي".
" آه...".
ترددت قليلا ثم اضافت:
" حسنا فيك كل المؤهلات المطلوبة.... آسفة لأنني لا أجد الإعلان ، لا بأس ، يبدو لي انك فتاة لامعة وستتعلمين بسرعة ، وفوق ذلك انت مليحة ، وهكذا توفرين علي الوقت الذي قد أخسره في النظر الى فتاة باهتة بدون أي وحي ".
ماذا تعني بالوحي؟ هل يلزم لكتابة اشياء واقعية ضمن إختصاصات السيدة دفرن؟


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس