عرض مشاركة واحدة
قديم 05-03-12, 07:19 PM   #6

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" انا أتقاضى راتبي يا سيد ردفيرن".
قالت بجفاء غير مالوف لديها:
" واقر ببان راتبي محترم ، ولكنني أكدّ في عملي بضمير مرتاح ، ولذا اعتقد أنني أكسب عيشي بجدارة ".
رفع حاجبيه عجبا للهجتها وآثر لنفسه موقف كبرياء ، حوّلت بني بصرها عنه وتتبّعت الورّار الذي ما فتىء يمتص رحيق النبات ، لفتت نظرها البقعة النارية اللون في جبينه.
" يا آنسة دافدسون".
قال بحزم:
" أكون ممتنا لك إذا تذكرت أنك مستخدمة.... مستخدمة ليس إلا ، أظن أنني أوضحت ما فيه الكفاية".
لمعت عيناها وإحمرت وجنتاها غضبا ، ولكنها كبتت ردّها الجاف الذي كادت ترميه به ، لأن ماكس هو إبن رئيستها وليس لأنهما سيكونان اخا واختا في القريب العاجل ، إذ أن هذا التحول في القربى لم تعد له تلك الأهمية الان.
" كلا يا سيد ردفيرن ، إنك لم توضح ما فيه الكفاية كما قلت ، أنا أعمل لوالدتك وليس لك ، ولذا لا ارى نفسي ملزمة بتلقي اوامرك".
زمّ شفتيه بشدة وقال مترفعا:
" لا اعتقد انني اعطيتك اوامر يا آنسة ردفيرن".
" قلت : يجب ان أتذكر انني موظفة ، اليس هذا امرا؟".
"كان طلبا".
" إذن وضّح سبب هذا الطلب".
كان ردها لاذعا وسريعا ، بدت عيناه كأنهما من فولاذ ، اسند ظهره الى الكرسي وتوقف عن الأكل وقال:
" ساشرح لك إذا كان لا يضيرك واضح الكلام.
" كن صريحا".
واجابته بالنغمة اللاذعة إياها:
" منذ لحظة ذكرت والدتي بإسمها الأول دون أي لقب مما يدل على انكما على صلة حميمة ، وهذا غير مستحب بين رئيس ومرؤوس، ولسوء الحظ فإن لوالدتي قلبا لينا حنونا وهذا كان سببا في ان بعض موظفيها إستغلوها في السابق...".
قاطعته بني بحدة:
" لن استغل احدا وبكل تاكيد لن افكر في الإنتفاع من سيدة لطيفة كالسيدة ردفيرن".
لم يعد في إمكانها كبت جماح شعورها فإرتفع صوتها تاثرا ولمعت عيناها من الغضب وقالت وهي محتدة:
" كيف تجرؤ على إتهامي بشيء كهذا؟".
" هدئي من روعك".
قال بصوت هادىء:
" لم أوجه أي تهمة لك شخصيا ، أنا فقط ذكرت حقيقة ، كان لوالدتي امينات سر قبلك وكلهن كن ذوات دالة عليها وهذا شجعهن على الإستفادة من كرمها الطبيعي وكان ان صرفتهن بنفسي ، اعطيك مثالا عن امينة السر التي كانت قبلك ، نجحت في إقناع والدتي بإقراضها مبلغا كبيرا من المال ، ولولا عودتي من انكلترا في حينه وإيقافي لشيك لذهب المبلغ ادراج الرياح ".
كان عصفور الورّار يحوم حول يده الان ، ومعه وصل اليها نسيم من البحر حرّك أوراق شجر جوز الهند القريب من الشاطىء ، وجذب المنظر انظار بني الى أشجار النخيل الشامخة تحت قبة سماء الكريبي ، وإختلط صوت حفيفها بصوت دندنة حشرات الليل فاضفى جمالا سحريا خلب لبّها ، وتحسرت أسى بسبب موقف ماكس الذي تابع كلامه عن مناسبة اخرى كادت امه تقع ضحية عملية إحتيال لولا تدخله في حينه ، صدّقته بني ولكنها لم تصدق ان أمه بالبساطة والسذاجة التي يلصقها بها ، ولكن قصته التالية جعلتها تنتفض وتنتبه لكل كلمة تخرج من فمه ، قال ان عدة رجال تقدموا للزواج من امه ومرة اخرى انقذها تدخله من إستغلالات كانت ستقع لا محالة ، هنا تسارعت نبضات قلب بني وهي كلها آذان تستمع اليه وتلاحظ كيف كانت شفتاه تتلويان من الإشمئزاز والإزدراء عندما قال:
" كل أرملة ثرية هدف لكلاب البحر الذين جل همهم مالها وليس.....".
" لا أوافقك على هذا !". قالت بني متسرعة ونظر اليها ماكس متسائلا عما ستقوله:
" ليسوا كلهم سواء ، بعض الرجال يهتمون بها كإنسانة دون أي إعتبار لمالها".
"ممكن ، ولكن غير محتمل".
" أنت شكاك يا سيد ردفيرن ".
" انا شكاك في امور مثل هذه وكما سبق وقلت ان الأرملة الثرية هدف لكل كلب بحر ، لحسن الحظ ان والدتي تصغي لنصائحي ، وهذا وفّر عليها متاعب الوقوف في حبائل المحتالين".
" لكن.... لكن...".
كادت بني تعبر له عن مخاوفها ، هل ستتأثر السيدة ردفيرن برفض غبنها فلا تتزوج؟ تعلم ان نورا تهتم بوالدها كثيرا ولكن لماذا طلبت من بني ألا تفاتح إبنها بهذا الأمر ؟ وهذا يعني أنها قد تنصاع لتحذير ماكس ، إلا أنها قالت:
" لنفترض أن رجلا احبها لشخصها هي ، هل تمانع في زواجها؟".
تنبّه ماكس الى القلق في صوتها وأخذ يفكر ، وفي الحال خفضت بني عينيها لتخفي شعورها.
" شيء واحد يثبت أنه يحبها لنفسها إذا كان يملك ثروة هو الآخر ، وبعكس ذلك يكون حبه لمالها وليس لها".
" أظن السيدة ردفيرن حرة في تقرير مصيرها".
" والدتي ذات حساسية وتعرف نقائصها ، كما تعرف أن كل رجل يعرض عليها الزواج يريد ثروتها فقط ، ولهذا وعدت بالا تتزوج دون.... دون موافقتي".
كم هو مغرور بنفسه ! على الدم في عروقها ولكن ليس لديها حيلة ، فالزواج لن يعقد الان ، وماذا تقول عن والدها الذي ينتظر حتى نهاية الشهرين المتبقيين لتقاعده كي ياتي الى خطيبته ويعقد قرانه عليها؟
إستانف ماكس أكله وتناول الرسالة وأخذ يتفحصها ثانية ، وبعد برهة بقيت بني وحدها بعد ان إعتذر ماكس وأخذ طريقه الى بيت منخفض رمادي اللون يمكن ان يكون مكتبه ، ارادت هي الأخرى أن تذهب عندما اوقفها مشهد جميل لفتاة جميلة تمشي كالغزال متّجهة نحو مائدة الإفطار.
" أوه.... اين ماكس؟".
قدّت بني عمر الفتاة بسبعة عشر عاما.
" ذهب الى ذلك البناء".
لكن الفتاة لم تتحرك وظلت تنظر الى بني بينما تفحصتها هذه بسرعة وخفية ، كانت رشيقة القوام شقراء ولها عينان زرقاوان ووجه متكامل وشفتان مستديرتان تفتّران عن إبتسامة سحرية.
" أنت الآنسة دافدسون؟ قال لي ماكس انك ستمكثين هنا ، ما هو شكل والدته؟".
جلست على كرسي ماكس وقالت:
" أنني ارهب مقابلتها فتظاهرت بالمرض ولزمت الفراش ، وعندما أرسل ماكس تريزا لتتأكد من أنني نهضت ، تظاهرت بالنوم ، كيف هي؟".
" إنك تعرفين إسمي ، هل لي ان أعرف إسمك؟".
دهشت قليلا لهذا السؤال لكنها قالت:
" شيرلي ، ماكس وصي عليّ ، الا تعلمين ذلك؟".
"وصي عليك !".
ماكس هو آخر شخص تتصوره وصيا على فتاة صغيرة كهذه ، وتابعت بني كلامها:
" كلا ، لا أعلم بذلك ، لم تذكر لي السيدة ردفيرن بأن إبنها وصي على أي كان".
" يشرد فكرها احيانا كما علمت من شخص كان يتردد عليها ، ولكن اليس غريبا الا تكلمك عني؟ مضى عليّ ستة اشهر وانا في وصايته ، اهتم بي ماكس بعد موت والدي الذي كان قدّم له خدمة جلّى في إحدى المرات ".
تناولت شيرلي شريحة من الخبز ودهنتها بالزبد ، وقضمت منها قطعة صغيرة بأناقة متناهية وقالت لبني وهي تبتسم:
" سنتزوج ، ناوليني المربى من فضلك".
ناولتها بني ما طلبت وهي شاردة الذهن ، ماكس يتزوج؟ .... هذه البنية ؟ توقعت بني الزواج بين نورا ووالدها ، وان يصبح ماكس أخا لها نتيجة لهذا التقارب ، ولكنها لم تتصور قط ان يتزوج وان تفقده بهذه السرعة ، تنهدت باسى إذ كل شيء سار عكس ما تصورت.
" متى سيكون زفافكما؟".
تساءلت بني لماذا لم تذكر رئيستها هذا الزواج .
" اوه ، لم نعيّن تاريخه بعد ، لكن حذار ، لا تقولي شيئا لماكس ، لأنه لا يعرف بعد".
" لا يعرف بعد؟".
سالت بني مذهولة:
" الأمور تجري على ما يرام ولكنها تتطلب وقتا طويلا".
" طبعا ، طبعا".
صبّت شيرلي بعض القهوة ، كل حركة فيها كانت ناعمة وحلوة وصبيانية ، وكانت تعرف ان بني تراقب حركاتها.... وكانت مسرورة بذلك.
" ماكس صعب المراس أكثر مما تصورت ، كلهم هكذا".
" أفصحي عن كلامك لأنني لا أفهم ما تعنين".
" الأوصياء صارمون وجامدون ولا يقعون في الحب ، اليس كذلك ؟".
تساءلت بني عن مدى صبر ماكس للإستماع الى ثرثرة هذه الصبية والنكى من ذلك ، للوقوع في حبها.
" الأوصياء دائما يتزوجون من اللواتي في وصايتهن .... ولكن ليس في الحال لأنهم يصبرون طويلا ، ويمضي الوقت قبل أن يكتشفوا انهم وقعوا في حبهن ، اليس كذلك؟".
" آسفة ، لا ادري".
" لا تدرين؟".
وضعت قليلا من الشكر في القهوة وأخذت تحركها.
" إنهم لا يعرفون كم جميلات هنّ إلا بعد وقت طويل وعندئذ يتزوجونهن.
" هل تعتقدين ان ماكس سيقع في حبك؟".
سالتها بني وهي تجد صعوبة في كبت إبتسامة بسبب وجهة الحديث وسذاجة الفتاة .
" إنه يحبني غير أنه لا يعرف ذلك ولكنني اعرف ، المراة تحس بذلك ، ألا توافقينني ؟".
" آسفة ، لا أدري لأنه لم يكن لي وصي عليّ في حياتي".
" الم يكن لك شاب صديق؟".
" كلا ، ان لي معارف فقط".
" يا للعار ، كان لي العشرات منهم ، كنت في مدرسة في أنكلترا وكان الأولاد كثرا".
تنهدت الفتاة بحزن:
" والان ليسوا في متناول يدي... ولن يسمح لي ماكس لأنه يصر على ان يكون الأوحد ".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس