عرض مشاركة واحدة
قديم 09-03-12, 11:26 PM   #1041

malksaif

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية malksaif

? العضوٌ??? » 120710
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,545
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » malksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي عاشق ليل لا ينتهى


الفصل السادس عشر

شبك يدة بذراعى وقال " لاتسمح لليأس أن يدب بداخلك أركان ..لقد قاست ليل كثيراً مثلك تماماً وتستحقان سوياً بعض السعادة ولو بعد حينٍ ..يجب أن تكون صريحاً معها وتعترف بحبك لها ..."..رفعت حاجبى بسخرية وقلت " تحلم وأنت مستيقظ صلاح هى لن تعطينى الفرصة "...رد بضيق " تكون قد كسبت شرف المحاولة يارجل ..." إبتسمت وأنا أسمع تبرمة الهامس من موقفى وهز رأسة عدة مرات وقال "والأن لنعود لما حدث بعد مكالمة والدنا ..أريد أن أعرف ماحدث .." نظرت لوجههة المتفائل ويتنازعنى شعورى الحب والحزن سوياً ..حزن لعبث الأقدار وفرحة حبيبة بعودة صغيرى , ربت على يدة وأكملت " مرت الأيام وإنتهزت أول فرصة خرج فيها رشاد من المقر وبصحبتة مجموعة كبيرة من الرجال متجهين نحو مخزن الأسلحة ودلفت لغرفتة بعد أن خلعت ملابسى برمتها , إرتديت ملابس إشتريتها من الشارع الخامس بعد المكالمة المزيفة خلعت ساعتى ومتعلقاتى الشخصية خوفاً من أن تكون مزودة بأجهزة تصنت ...حتى أننى سرت حافياً الى غرفة رشاد المحمدى التى حدثت فيها والدى وقررت أن أتصل بالسفارة وبلوسيان اذا تعقد الأمر .... عقر دارة , المكان الوحيد الذى من المستحيل أن يزودة بأجهزة تصنت وهاتفة مجهول الهوية كى تفشل كل محاولات تتبعة ..كلمت فى البداية السفارة المصرية وتبادلتنى أسماء عديدة حتى وصلت للسفير وقصصت علية ما سيحدث فلم يصدقنى وظن أننى شاب يعبث معة تابعت الإتصال إلا أنة فعل كالنعامة وأبى الإنصات الىّ فلم أجد إلا طريق لوسيان اليهودى فإتصلت بة وعبارة واحدة تدق برأسى ... تركنى فيما مضى لأصبح تابعاً لة , عميلاً ينقل الأحداث , كان بداخلى لجة ذعر عارمة من أن أعود لتلك السجون وتقمع روحى مرة أخرى ...وخشيت على طلاب تلك الجامعة من أن يلاقوا نفس مصير والد جورج بأن تقطع أوصالهم ويصبحوا وشم حزين بخلفية أهلهم طوال حياتهم , وأيضاً بصمة عار مزيفة ستلتصق بديننا سواء قبلنا أو رفضنا ....عندما هممت بطلبة تذكرت قانون السجون السرية ....مواقع أمريكا السوداء "فعالية البرنامج تعتمد على اقناع المعتقل في مراحل مبكرة من تطبيق هذه الطرق بان مصيره يتوقف على المحققين وانه لا يسيطر على وضعه"....حاولت تفعيل ذلك القانون علية بأن أحفز خوفة وقلقة من الجماعة وأسرب الية شعور عدم سيطرتة على الوضع حتى يظل بقبضة يدى ... كنت واثقاً أنة سيسعد بذلك الخبر ولكننى لم أحب غمرة بالإطمئنان , أردتة أن يصبح قلقاً وغير متزن ... جزء بداخلى كان من المستحيل أن يثق بة ...كلما عرض أمراً شككتة بنفسة وبصواب تفكيرة ... حتى خرجت منة بوعد فى تركى أعود للوطن فى مقابل تسليم الجماعة أثناء تنفيذهم للعملية شعرت بشىء غريب أنذاك وبأنة يريد قلب الطاولة برمتها على رأسى .... كاد يفتك بصمودى فسألتة "لماذا أثناء العملية وليس قبلها بهذا الوضع من الممكن أن تتأخرو أو يحدث أى شىء فتتفجر الجامعة على رؤوس طلابها "أجابنى بخبث ماكر إستنبطة من حروفة " كل ما يهمنى إمساكهم متلبسين ...." أوقعنى بفخ أخر كأنة يخطط للقبض عليهم بعد تنفيذ عمليتهم تلك ....قمة الخداع والمكر ..كان يجب أن أكون منتبهاً لأقل حركة تصدر منة ...أخشى الإلتفات كى لايطعننى بظهرى كعادتهم التى حفرها تاريخهم وعهودهم ...بعد محادثتة شعرت بالجذع يغرقنى وإمتدت يدى الى رقم إيشا فجائنى صوتها كقشة يتشبث بها غريق, قصصت عليها ما حدث فقالت " أركان حاول بكل الطرق أن تقابلنى قبل تنفيذ العملية بفترة .."..أغلقت الهاتف ومسحت أثارى , ألقيت نظرة خاطفة على خزينة ذلك الشيطان الماكر وتساءلت ..ما الذى يخفية بها ؟..حاولت فتحها فلم أستطع ...فأعدت كل شىء لمكانة وخرجت وكأننى لم أكن ..." لازالت عينا صغيرى متسعة من دهشتها فأكملت وأنا أعى جيداً أية صراعات أحدثتها إعترافاتى الموبوئة تلك ..ولكننى أردت التحدث والتحدث بلا إنقطاع ..أردت الوقوف بربوة عالية والصراخ بأعلى صوتى مدافعاً عن ذاتى وأننى لم يكن لى خيار أخر يخرجنى من ذلك الوكر سوى ما فعلتة ....
مر يومين كاملين إعتصرت فكرى لأخرج بأى منفذ من تلك النكبة ...لم أجد سوى وعد إيشا بمساعدتى ...تملصت من المراقبة وأسرعت لمقابلتها بعيداً عن مجال عملها ...التقيتها بحديقة سنترال بارك تخفينا أشجارها العتيقة عن العيون , وسط صيحات الأطفال والأباء والعشاق وطلبة الجامعات ...أخبرتنى أننى لم أفارق فكرها منذ حدثتها وأننا يجب أن نتزوج لأحصل على الجنسية فى معظم الأحيان تأخذ وقت وإستفسارات مشوبة بالحذر وخاصة فى ظروف البلد تلك ولكن قريبها فى مجلس الشيوخ سيساعدنا فهو مدين لها بخدمة ...تزوجنا فى نفس اليوم وشرعت فى تجهيز أوراقنا لأحصل على تلك الجنسية الباردة مخفياً جنسيتى المصرية السيناوية لأهرب من ظلم الأقدار ...عندما مضيت على أوراق زواجنا شعرت بثلج يسرى بعروقى يسحب شمس صحرائى ومياة نهر النيل من شرايينى ليبدلنى لأصبح مثلهم ...لكنة كان المفر الوحيد لمأزقى ...سألنى صغيرى " هل هى يهودية بالفعل ؟"...قلت " لا ياصغيرى ليست يهودية لقد توفت وهى معتنقة أفكار إسلامنا ...عرفتها علية وكانت بطريق توبتها ...نعم والدها مسيحى ووالدتها يهودية ولكن إيشا قصة أخرى صلاح ..قصة مختلفة عن سجنى ...قصة حريتى .." تنهدت وكررت " نعم قصة حريتى ...دعنى أخبرك بما حدث مع رشاد المحمدى أولاً ...تعددت لقائاتى المختلسة مع إيشا وجورج بعدما توهت مراقبى لوسيان ورشاد المحمدى وكل الفضل يعود لة فى تدريبى المتقن .....قابلنى ديفيد مالبورس عضو منتخب جديد بمجلس الشيوخ ...مسيحى ذو خلفية عسكرية قصصت لة ما حدث وأخبرنى أنة لولا إيشا لرميت بغياهب السجن لباقى عمرى على تلك المعلومات الخطيرة ...فقلت لة لم يعد يهمنى شىء سوى إبعاد رشاد المحمدى عن الجامعة فأنا بالكاد خسرت كل شىء .....
مرت الأيام بسرعة البرق وشعرت بتغيرات مريبة بداخل الجماعة وتم تأجيل موعد التنفيذ ..كسى وجة سيدهم كأبة قاتمة كروحة ونظرات شك مبتورة الهوية يحدج بها كل من حولة ...وصلتة معلومات عن فضح خطتة عند لوسيان , حتى ذات يوم لم نجد إياد العلاوى فيما بيننا ..وسرت شائعة بين أفراد الجماعة أن رشاد المحمدى قتلة وألقاة بصندوق نفايات فى إحدى سفرياتة لأنة وصلة معلومات عن وجود خائن بيننا وظن رشاد أنة هو.... كلبة المطيع كان أول من وخزتة براثنة الهوجاء ....حاولت إستدرار المعلومات من صفوفهم عن هوية هذا الرجل الأشبة بأخطبوط تصل الية كل المعلومات , يدة تجتاح كل مقر وقسم شرطة بتلك المدينة الباردة ...أخبرنى أحدهم بمعلومة هزيلة عن أنة أفغانى الأصل وأخر صرح بسرة الخطير أنة باكستانى الأب وروسى الأم تعرض لظلم شديد جعلة على ما هو علية اليوم ...تدرب على يد المخابرات الروسية وفر منهم بعد فترة ليكمل مسيرة الإسلام الذى هو برىء منهم لوحدة ..كان مزهو وهو يهمس بأذنى بذلك السر الخطير الذى لم يستطع إقناع عقلى بمصداقيتة ....مرت أيام مسرعة كالسحاب , يفترسنى القلق وعدم النوم والتفكير المستمر لأخرج من شركهم بأقل الخسائر .....إرتفعت الروح المعنوية ثانية عندما بشرهم سيدهم بقرب ميعاد تنفيذ مخططهم ....تتابعت التدريبات المهلكة وتزايدت وطأتها حتى نحلت الأجساد وأصبحوا مثل جيش صغير مدرب على أعلى مستويات يهم بالإنقضاض على عدوة اللدود ....كانت هذة نقطة تحركى ...بلغت إيشا بميعاد التنفيذ وميعاد وصول الذخائر فأخبرت وسيطها الذى بلغنى بضرورة إخبار لوسيان بما يحدث فأثار زوبعة من التوتر الهائج بداخلى طلبة ذلك ...وحاولت التملص منة ولكن الرجل أخبرنى أنة سيضرب عصفورين بحجر واحد ولمح أنة لم ينسى الشابين اليهودين اللذان كانا يتراقصان مع سقوط مبنى التجارة العالمية ويطلقون صيحات الفرح فهمت ما يعتمل بصدرة وتأكدت شكوكى بلوسيان أنة يريد تفجير الجامعة ...ثم القبض عليهم ليظهر بموقف البطل الهمام ...ويزيد من تسويد شكل الإسلام والعرب ...أخبرتة وظهر الفرح جلياً بصوتة المشابة لفحيح الأفعى ...ثم حدث كل شىء بسرعة البرق منذ وصلت الذخائر ...


هجمت كتائب من المخابرات والمباحث الفيدرالية على وكر الجماعة ...وتبادل الجميع إطلاق النيران تسلقت سطح المكان وحاولت البحث عن رشاد المحمدى والخوف يعتصر قلبى من أن يعرف أننى الواشى الحقيقى فيؤذى أحدكم أو رفيقى دربى كما هددنى من قبل ...لكننى فشلت فى العثور علية وتم القبض على الجميع بإستثناءة وإثنين من رفاقة تمكنوا من الهرب بعد قتل جنديين تحت ستار الظلام ....بقيت بمركز المخابرات حوالى الإسبوعين ..تحقيقات بلا هوادة على الرغم من معرفتهم بأننى المبلغ ولكنهم شكوا بى أيضاً ....خرجت أخيراً بقلب مثقل بالبؤس رغم حصولى على حريتى وتحويل لوسيان للمحاكمة العسكرية بسبب تقاعسة فى التحرك والإبلاغ الرسمى عن هجوم الجامعة ...تجرد من رتبتة وأحيل للمعاش المبكر بلا تشريفات ولا رتب ..الثقل الذى سحق قلبى هو هروب رشاد المحمدى وعدم تمكنهم فى العثور علية ...إستقبلتنى إيشا بعد أن تمكنت من إنهاء أوراق جنسيتى التى ساعدتنى كثيراً فى الخروج مبكراً من تحقيقاتهم ...نصحنى ديفيد مالبورس أننى يجب أن أعود لوطنى ...رغم سقوط كل التهم عنى وصفحتى البيضاء إلا أنة لا يضمن ما سيحدث بالمستقبل , خاصة بعدما علم أن رشاد المحمدى كان بالأصل تابع من توابع المخابرات الأمريكية وتمويلة الأساسى كان صادراً منهم لبعض الأعمال التى لا يستطيع الإفصاح عنها ولكنة إنقلب على صفوفهم بعد فترة تدريبة , هو لن يستطيع دخول الولايات المتحدة ولا الدول المعروفة لأن صور تنكره التى كانت تقبع بخزينتة الغامضة الى جوار مستندات وجوازات سفر مزيفة وخرائط لأماكن حيوية متناثرة على أنحاء أوربا قد أمسك بها ضباط المخابرات فمن المحتمل أن يكون قد فر لدولة من دول جنوب أفريقيا المجهولة أو الأسيوية التى لاتقع تحت أجنحة أوربا ولن يظهر بالصورة فى الوقت الحالى ..ورغم ذلك حذرنى من أنة سيعلم بجواسيسة أننى الواشى وسيثأر منى ..وقتذاك خشيت عليكم وطمئننى ديفيد أنة لن يجرؤ على الإقتراب من مصر بالفترة الحالية وهناك مراقبة متخفية على العائلة لفترة بمساعدة بعض قوات المخابرات المصرية , ثار القلق أكثر بدواخلى فرشاد المحمدى لن يردعة شىء ..كنت أعى ذلك جيداً....قررت العودة فشطرنى والدك بقرارة , حين جاءتنى مخابرة هاتفية منة إتهمنى بأننى واشِ وأن رشاد المحمدى أخبرة أن فلذة كبدة بلغ عن رفاقة ظلماً وعدواناَ وإتهمهم بأنهم إرهابيون وتم القبض عليهم وأستاذى برفقتهم ولكنة تمكن من الفراروصمم على فضحى أمام والدى , حاولت أن أشرح لة ...أن أخبرة أنهم بالفعل إرهابيون , لم يصدقنى وسحق وعيى بمعرفتة بزواجى من إيشا اليهودية كما يدعوها , أخبرنى أن معة صور لشهادة ميلادها وعقود زواجنا ....

أغلق الهاتف وباب العودة بوجهى ..أصبحت منفياً ليس بحكم محكمة إنما بحكم والدى.... حكم إعدام جائر سلط على رقبتى , مزقتنى عدم ثقتة بى ولكننى شعرت بالإمتنان , لم أواصل إستسماحة حتى لاأعود وأرى ليل وتعود مواجعى للظهور ..وجدتها فرصة عظيمة للهروب منها .....على الرغم من إفتقادى لك ولوالدتى ولبلال أيضا إلا أن حب تلك الصغيرة العنيدة كان قد تضخم مع زيادة مشاكلى وأصبحت كالمجنون بها تحتل وعيى وفكرى بكل لحظة كأنها هوائى الذى يجعلنى أستمر بالحياة ...تضارب غضبى وحبى لها بدواخلى وأثرت الفرار كما قال والدى ولكنة هو من فتح لى الباب لأهرب ولا أعود"...تأملنى صغيرى قليلاً وقال " لاتقسو علية أركان لقد كنت عرق ينبض بالألم بداخلة رغم جهلى لما كان يحدث إلا أننى كنت أرى وجعة يتزايد مع غيابك ويفور بداخلة عند سماع أحد ينطق بإسمك كأننا نذكرة بحروف ذنبة ...جميعنا تألم لفراقك حتى بلال الذى كان رافضاً لقرار والدى ولكن لم يرغب يوماً الخروج من تحت طوعة , ولا أحد قد وجد سبيل لمعرفة مكانك كنت مطموس الهوية حتى عبد الرحمن عندما كنت أسألة بالبداية كان يطمئننى بكلمات فاترة ويقول أنة لا يعرف مكانك وأنت من تتصل بة ..لما فعلت ذلك أركان لماذا ؟..كان من الممكن أن تتحدث معنا بغض النظر عن قرار والدك "..إبتسمت بسخرية فهذا الصغير الكبير وضع يدية على جرحى وأخذ يضغط علية بكل قوتة ...همست " هل تعنى من خلف ظهر أبو طلال .." هز رأسة بالإيجاب تنهدت وأنا أجيبة "..فكرت كثيراً بذلك صلاح ولكننى علمت أن علاقاتى بأى شخص من داخل العائلة سيجعل جرحى مفتوحاً لا يندمل ونارة لن تخمد إلا بالبعاد والتناسى كى لا يخذل أبو عبد الله فى كل أبناؤة يكفية أنا , هكذا فكرت لم أحب جعلكم تخوضون حربى لأنكم الأقرب وفى النهاية كنت بحاجة أنا أيضاً للملمة السنوات التى قضيتها بالسجن وإعادة ترتيب أوراقى .."...رد صغيرى قائلاً" لم تقنعنى مثقال ذرة أركان ..كنت خائفاً منا لأننا نذكرك بوالدنا وبها أيضاً ..أليس كذلك ؟" كيف أكون شفافاً لتلك الدرجة الموجعة أمامك أيها الصغير إيتسمت بوجل أخفى تعثرى وقلت " ربما , ربما صغيرى .."..عدل من جلستة لتصبح أكثر راحة وقال "أكمل ماحدث .."..ضحكت وقلت ألم تكتفى ؟..." تنهد بعنف وقال " لم أنتهى أريد معرفة ما حدث مع رشاد ولوسيان وإيشا هل حقاً تزوجتها بطريقة طبيعية ؟" رفعت حاجبى بسخرية خبيثة وقلت " ماذا تعنى بطبيعية ؟"...إرتبك وساد الخجل محياة فإنفجرت ضاحكاً وقلت " يا إلهى تخجل كالفتيات ياصغير .." تبرم بجلستة قليلاً ولم يجيب فقلت " حسناً حياتنا كانت طبيعية بأغلب الأوقات صلاح ولكن كان بيننا ميثاق خفى لإحترام من يقبع بقلب الأخر كما كانت ليل تسكننى كان زوجها الأول يسكن جوارحها , كانت صديقة وفية وزوجة مثالية رغم كبر سنها إلا أنها هى الوحيدة التى هونت غربتى "...تنهد صلاح وقال" ماذا حدث لها ؟.." شردت بعينى فى شجرة نخيل بعيدة تحركها الرياح شمالاً ويميناً وهى صامدة تلين مع عبث الرياح ولا تتحرك من مكانها , ذكرتنى بإيشا كانت هكذا تنحنى حتى تمر عاصفة الرياح ثم تعود لتقف وتعمل بغلق كل أبوابها حتى لا تنحنى لنوبة الرياح القادمة... صامدة للنهاية , لم أحب ذكر حادث موتها الأليم وقلت وعيناى ساهمتان " حادثة ....ماتت بحادثة صلاح , بعد خمس سنوات من خروجى من السجن .." لمس ذراعى وقال برجاء" قص على ما حدث معك بعد خروجك " ....قلت بتركيز والمشهد يتكرر بحذافيرة أمام حدقتى "شرعت ببناء حياتى على أنقاض ماضى ..حولت بكل جهدى تناسى بداياتى وأصبحت أشيد حاضرى بعزيمتى وإرادتى .......لم أكمل دراستى وبدأت بالعمل مع إيشا بمطعمها تركت لى كل شىء وحاولت إخراج جورج من كبوتة الحزينة فعمل ثلاثتنا بالمطعم حتى كبر وإقترحت تشييد فروع بجميع أنحاء الولاية حتى نضخم حجم الإيرادات وبالفعل سنوات من العمل المضنى والسهر ولكن النتيجة كانت تفوق الوصف ....وضعت كل جراحى بعملى هل تعلم عندما تضخ كل طاقاتك السلبية بشىء مفيد يصبح أفضل مما تحققة وأنت تضخ بة طاقات إيجابية ...لقد قست على الحياة كثيراً ولكننى لم أرضخ لها بل تجاوزتها وإنتصرت عليها .."
نظرت لصغيرى الذى أصبح تنفسة مضطرباً وتصلبت ملامحة الشاحبة فقلت " لاتقلق صلاح الدين لم أعد أركان القديم ولكننى إرتديت ثوب أقوى وإرادة أصلب ..تعلمت الكثير والكثير ..لست نادماً على شىء مما حدث ..حتى عندما قتلت لوسيان لم أشعر بذرة ندم ..." همس بذهول وألم فطر أعماقى بعينية التى إختفى لونهما وسط غيمة ضبابية من الدموع "قتلتة .."إبتسمت بتهكم ووكزتة بذقنة وقلت " هل تريد بعد كل ذلك أن أعود بدون ثأرى ؟...فى الحقيقة لم يكن ببالى قتلة هكذا ولكنة تسرع ليهرع لأحضان الموت حين حاول قتلى بليلة مظلمة بلا قمر ولا نجوم , كنت عائداً من المطعم ...سعى للإنتقام منى قبل أن أفيق من تأثيرة وأتقدم خطوة لأمحية ...شعرت بة منذ الوهلة الأولى فهو مجرد فاشل فى التصيد يرسل خدمة ليجروا ضحيتة جراً الى قدمية ولا يستطيع إحضارها وحدة , إستدرجتة لزقاق قديم مهجور ينتهى بحائط مسدود وتلفت لأجدة يسدد فوهة مسدسة الكاتم للصوت بوجهى وهو يسبنى بعربيتة المهشمة ...يلومنى لطردة من وظيفتة ولكن رفاقة الصهاينة لن يتركوة سيعمل مديرأمن بإحدى شركاتهم الكبرى لفترة ثم يعود الى مكانة بعد أن تهدأ الأمور ...زفرت وملامح الوغد تظلل بظلالها الكئيبة على ناظرى عينية الخبيثتين وبشرتة الباهتة اللون وصوتة المقتبس من خذى أمتة يصدح بذاكرتى نفضت عقلى علة ينزاح عن عاتقى وهمست " هل تعلم من تذكرتة فى تلك اللحظة صلاح الدين ؟ تذكرت شهيدنا , أخونا البكر وكيف لم يستطع حتى حمل سلاحة لمجابهة قاتلية ...لمحت طيفة يحوم حولى ويحثنى لقتلة ...لم أشعر بنفسى إلا وأنا ألوى ذراعة الممسكة بالمسدس بحرفية لم يتعلمها يوماً فى أكادميتة الشهيرة ثم وجهت مسدسة لوجهة وضغطت على شريان يدة بحركة دافعة فخرجت الرصاصة لتثقب رأسة ...ويرتمى على الأرض جثة هامدة ليلطخ الثلج الأبيض بدماء مدنسة قذرة ...ألقيتة بأقرب مقلب للنفايات الطريقة المثلى التى تعلمتها لدفن الموتى ...فغر صغيرى فاة دهشة , توقفت دموعة فجأة وقال بعفوية "أقسم أنك فعلت .."فإنفجرت ضاحكاً وقلت "أقسم أننى فعلت .."....فهجم علىّ محتضناً إياى بعنف ..بادلتة سلامة المشتاق وقال "إفتقدتك كثيراً...أركان ..كثيراً جداً"..ربت على كتفة وقلت "أعلم ياصغيرى ...أعلم .." أخذ يمسح عبراتة بكم قميصة كطفل صغير أعاد ذكريات طفولتة الى وجدانى وقال " أكاد أشعر أنك تقص قصة خيالية على واقعنا .."...لويت شفتى بعبث وقلت " ليتها كانت خيالية صلاح ...ليتها ولكنها واقعاً لم أكن أعرف يوماً بحياتى أننى سأخوضة ..حرب عصابات وسجن وجماعة إرهابية روعتنى وشكلت مبادئى من جديد , تناسيت كل ما علمنى إياة أبو طلال فهو لا يعمل بالحياة الواقعية ...حررنى من نكبتى الوساطة التى كان يرفضها والدنا دوماً....فعلت كل شىء يناقض أركان القديم ولا أعلم هل ستعود تلك المبادىء لتبرئنى يوماً أم سأظل مجهول القيم هكذا , أشكلها لتليق بى ..التفكير يقتلنى دوماً فيما إذا كانت هناك طريقة أخرى لأخرج من تلك المحنة بشرف ولكننى تقاعست عن التفكير فيها وفضلت طريق الوشاية والوساطة التى حققتها من أجلى إيشا "....زفر صغيرى وقال " عدت لتتوب أركان أكاد أشعرك هكذا .." إبتسمت وأنا أعبث بشعرة الأسود وتمتمت " هل تعتقد أيها الفضولى ؟..كبرت كثيراً صلاح ولكن فضولك لازال كما أتذكرة ..." شبكت يدى بحزم من حولة عندما إستكان الى جوارى فى ضمة قوية ....بادلنى إياها بعنف وشهقات مكتومة .... فشعرت بعودتى الحقيقية للوطن...رست مراكبى جزئياً بوطنى الحقيقى ... فالوطن ليس الأرض .....بالرغم كل شىء الوطن هو هم ...بكبرياؤهم العنيدة وألمهم المختبىء , مشاعرهم التى تطمسها الأوجاع ....وملامحهم التى حفرتها السنوات ....نمو عقولهم وتبدل أحوالهم ....الوطن هو مشاركتهم لحظات غضبهم , فرحهم , صمتهم حتى حزنهم وطن ...

وقفت بمطبخ المنزل أضع لمسات أخيرة على عهد صلحى أنا وشذى ...عقلى تدور بة توقعات موقفها لما فعلتة بها ...سلامة ذهب ليحضرها من المطار ...خرجت وقلبى يضخ دماؤة بقوة من شدة رعبة كمن ينتظر نتيجة الثانوية العامة هل سيخفق أم سينجح ...دلفت لغرفة النوم وتناولت لفافة الشاش الأبيض التى زودنى بها سلامة لأتقن دورى وبدأت بلفها حول ذراعى ..ورأسى وإتخذت مكانى وسط الأغطية كمن دهستة سيارة بالفعل , دق باب الشقة دقة واحدة ودخل سلامة بالمفتاح الذى أعطيتة إياة ..سمعت صوتها يشدو رقيقاً , دافئاً , متلهفاً ...نظرت من وسط غيمة الشاش التى لففت بها رأسى لأرى عينيها المحمرتين من أثر البكاء وجنتيها الملتهبتين من لسعات البرد ودفء المشاعر التى إجتاحتها عند رؤيتى ...ياالله ,,كم تمنينت الركض لأغرقها بأحضانى وقبلاتى لتسامحنى عن لحظة طيشى الغبية ولكن إذا فعلت ذلك ليس بعيداً أن تجعل إصابتى المزيفة حقيقية ....أشار سلامة من خلفها أنة مغادر فهززت رأسى بالموافقة ترك الحقائب ومضى بطريقة ...سمعت صوت باب الشقة يغلق خلفة وهى لازالت متصلبة مكانها ..حاولت إضفاء لمسة إرهاق على صوتى وقلت "إفتقدتك شذى أين عمار الصغير ؟..ظهر من خلفها ذلك الكيان الضئيل الذى يحتل نصف عالمى بأكملة وهجم على وقالت "إحترس عمار والدك متعب .." نظرت لها وهى تقترب بفستانها الصوف الأرجوانى الذى أشترتة يوم عيد ميلادى الذى لم أستطع حضورة لتأخرى بالعمل ...جلست بجوارى وقالت بعربيتها التى توهتنى " لما لم تكن حريصاً عند القيادة ..كلما تركتك تتسبب بمشكلة كطفل صغير ..ماذا أفعل بك ؟"..تصنعت الألم عندما مس صغيرى ذراعى الملفوفة بالشاش فأبعدتة عنى برفق ....قبلت يديها وقلت مجيباً سؤالها "تقبعين الى جوارى هكذا لتهتمى بصغيرك الثانى ...هل سامحتينى ؟"...قالت بوهن " تساندك الأقدار عمار بشكل مريب ..." نزل الصغير من بين أحضانى وإقتربت لتمس جبهتى بشفتيها الرقيقتين ثم تغمرنى برائحة السكيب العابقة بملابسها فيذوب كيانى بين أحضانها الدافئة وأشدد ذراعى فى إحتضانها ...فهمست " عمار ذراعك تلك ..أليست مصابة ؟..." فتلعثمت وأنا أردد ببله " بالطبع مصابة ..."نظرت لى بشك وقالت بمكر " أننى أتضور جوعاً ...هل أحضر طعام من الخارج لابد أنك جائع أيضاً"...رفعت الغطاء بتثاقل ونزلت وأنا أقول " إن سلامة أحضر لنا طعاماً فاخر إحتفالاً بعودتك " ..دلفنا الى المطبخ الواسع وعمار الصغير يقفز مغتبطاً بعودتة الى منزلة ...فوجئت بها تقول وأنا أراقب الصغير " هل تستطيع إمساك هذا الطبق حبيبى ؟" تلقفتة من يدها وأنا ذائب بإبتسامتها الشقية التى أعشقها ثمانى أشهر أيتها القاسية كيف إحتملتى وعينيكى تذوبان شوقاً لى ....صدمنى تبدل إبتسامتها الرقيقة الهادئة الى حانقة غاضبة ..تعتصر قبضة يديها كالمتأهبة لتدخل بعراك فوضوى وهى تنظر ليدى المصابة التى تمسك بالطبق الثقيل والذى لا تستطيع ذراعاً مصابة حملة هكذا بتلقائية ....تركت الطبق ليقع من يدى ويتحطم على الأرض فحدجتنى بنظرة ثائرة وقالت بهدوء محتقن الغضب لطفلها " عمار إذهب لغرفتك ياصغيرى لتشاهد التلفاز قليلاً فماما وبابا سيتحدثان "...ركض الصغير لغرفتة هارباً ....هذا الخائن الصغير يتركنى بمواجهة سبب شقائى ....أخرجتنى من شرودى بقولها " لست مصاب عمار أليس كذلك ؟" فهززت رأسى بالنفى وفككت الشاش الذى خنقنى وألقيتة بسلة المهملات ..ضربت الأرض بقدميها وألقت الأطباق الفارغة على الأرض لتتحطم وهى تصرخ " تكذب عمار ولا تعتذر ..يالرجولتك العظيمة ....تسحبنى بتلك الطريقة المفزعة من بلد آخر وأنا قلبى يعتصر ألماً عليك ..تهاجمنى كوابيس لعينة من شدة قلقى عليك ....لكنك أنانياً مجحفاً كل ما يهمك نفسك فقط ...."قلت وأنا أقترب منها "كان السبيل الوحيد لإعادتك شذى ..."دفعتنى على صدرى وإنقلبت لغتها الى الإنجليزية وقالت " مغرور , أحمق , إنتهازى ..لن تتغير أيها الهمجى " أمسكت كلتا يديها الهشتين بيدى وقلت " توقفى وإجعلينا نتفاهم شذى ...لامجال للبكاء على اللبن المسكوب الأن لقد عدتى وإعترفتى بشوقك لى وإنتهى الأمر .." سادت لحظات من الصراع المتلهف بين عينانا ونفضت يديها من لمستى وقالت " لاتلمسنى ولم ينتهى الأمر ..أستطيع العودة بأية لحظة الأن ولكنى لن أذهب ولى شرط للعودة اليك .."إنفرجت أساريرى وقلت " كل ما تطلبينة مجاب ..." دققت النظر بملامحى وقالت " نعود مخطوبين مرة أخرى بتقاليدكم .."ضاقت عيناى فى محاولة يائسة لمعرفة مغزى كلماتها ...وعندما فهمت أخيرا إحتقن وجهى من الغضب وقلت بهمس" مستحيل أن تعنى ما أفهمة .." هزت رأسها ولمحت نظرة الإنتصار بعينيها وهمست " نعم عمار ..سأعلمك معنى أن تثق بى ...مخطوبين لا لمس ولا حتى مصافحة .."صرخت بوجهها " بيننا طفل شذى لاتكونى حمقاء "...قالت بتحد وثقة " أنة شرطى إقبلة أو إرفضة وأعود بطفلى الأن ....." ضربت الكرسى بقدمى وقلت " لا تضعين أمامى خيار أخر إذن .." هزت رأسها بنعم فإقتربت منها وهمست " حسناً شذى ولكن أريدك أن تعرفى أن ذلك الشرط سيؤلمك مثلما سيؤلمنى تماماً .."

هم قاتم يجثم على أنفاسى نظرت للمرآة أراقب تلك الهالات السوداء نتاج ليلة ساهرة لم ترى مقلتى فيهما النوم ...الضيق من واقعى لازال يتناسل أكثر , غضب من تصرف غريب الدار رغم إقتناعى بوجهة نظرة إلا أننى أأبى الإنصياع لفكرة .....والهم الأكبر هو تلك المرأة القابعة بالمنزل ..لم أمضى لعملى إلا بعد أن تأكدت من ذهاب الأطفال لمدارسهم .....لم تكن قد إستيقظت بعد وحاولت الهرولة قبل أن تفيق وأراها ...كلماتها تدور برأسى كلما فكرت بوجودها ..ماذا أفعل بالرجال؟.... كلمات مقتضبة قالتها بلحظة يأس ...ومن تقصد ؟...أية حياة تلك التى جمعتها مع زوجى ..إذا كنت أنا تحملت لأولادى لما تحملت هى ؟..ولما وافقت من البداية على زيجة كتلك ؟....إخترق أفكارى صوت رحمة وهى تدلف للمحل وتقول بمرح " أقف على الباب منذ دقائق ولم تلاحظى وجودى فيما شردتى ياليلى ؟"...رحمة أصغر منى بعامين تحمل بشرة مخملية وعينان لوزيتان ...مميزة بحاجبها الأنيق وملابسها المحتشمة دوماً ..من تلك الشخصيات التى تفرض عليك إحترامها بجديتها وعمليتها المفرطة ....قمت من مكانى وضحكت أثناء أقتربى منها لأعانقها وقلت " كنت شاردة فى زوجة زوجى " تغضنت ملامحها وقالت وهى تقبلنى على وجنتى بخفة " ما الذى ذكركِ بها ؟..هل حدث شىء لاأعرفة ؟.." حركت أصبعى أمام شفتى وقلت " أسئلة ..أسئلة ياإلهى إعطينى فرصة يافتاة لأجلب لكِ شيئاً تشربية " ضحكت بشقاوة وقالت " لا أريد شىء قصى على الجديد ليلى أرى شيئاً بعينيكى إعترفى ..."جلست بجوارها على الأريكة وقصصت ما حدث بالأمس فرحمة هى أقرب صديقاتى والوحيدة التى تشاركنى خزينة أسرارى والوحيدة التى رفضت تماماً بقائى مع بلال بعد علمى بزواجة من أخرى حاولت مراراً دفعى لطلب الإنفصال إلا أننى رفضت بحزم حتى التوغل بالتفكير فى ذلك الأمر ...ساد الصمت برهة طويلة وهى تضع إصبعها على ذقنها المختوم بخاتم الحسن وبوادر تفكير عميق يلوح على محياها ..حركت يدى أمام عينيها وقلت " أين ضعتى رحمة ؟"...أجابت " فى كلمات زوجة زوجك عزيزتى ...رغم ضيقى من موقف أم طلال إلا أن تلك الفتاة تؤثر بى لاأعلم لماذا ؟..ربما غموضها وإصرارها العجيب على التقرب منكم والتوغل بعائلة من المفترض أنها ترفض وجودها .." قلت " لاأعلم رحمة ولا أريد أن أعرف شيئاً عنها "..إقتربت منى وقالت " ليلى أنتِ بتلك الطريقة تظلمين أبناؤك وتظلمين أخيهم الصغير ..لن أقول أكثر من ذلك فأنا أعى جيداً أية عقلية صلبة تقبع هنا " قالت جملتها وهى تشير لعقلى وتابعت " لن تقتنعى إلا بتفكير نفسك مثلما حدث ببداية علمك بزواج بلال "..وقفت متجهة نحو ثلاجتى الصغيرة , تناولت علبتين من العصير , قذفت بواحدة لها وفتحت الأخرى ..إرتشفت القليل وأنا أفكر تحت ملاحظتها الدقيقة وقلت " أتركى هذا الأمر الأن لازال المشوار طويلاً.."



التعديل الأخير تم بواسطة هبة ; 10-03-12 الساعة 05:35 PM
malksaif غير متواجد حالياً  
التوقيع









رد مع اقتباس