عرض مشاركة واحدة
قديم 28-03-12, 12:38 AM   #1290

malksaif

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية malksaif

? العضوٌ??? » 120710
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,545
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » malksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي عاشق ليل لا ينتهى

الفصل الواحد والعشرين

غصة حارقة تخترق نبضات قلبى وعقلى , ذبحة تجتاح أضلاعى تمزق شرايينى وتقطع أوصالى ما هذا الذى وصلنا الية أأصبحت ثورة المصريين دوامة تبتلع الشباب بعنفوانها وتقتل فلذات الأكباد هكذا ؟..عددا الشهداء فى تزايد مستمر ولا حياة لمن تنادى حتى وصلت بهم الوقاحة والجبروت فى فتح السجون ....كما أخبرنا إبراهيم وهو يركض نحونا بعرج فى قدمة المصابة ويبكى وهو يوصل الينا أخبار هروب البلطجية والمساجين من سجونهم وقتلوا من بأقسام الشرطة إبن خالتة شرطى بقسم الدقى وقد أصيب وذهب للمشفى ويقول أن هناك حالات وفاة وإحتراق كثيرة ....فعلمت بقرارة نفسى أنها حركة خبيثة من الحاشية لنشر الفوضى العارمة بين صفوف الشعب وعودة المتظاهرين لحماية منازلهم ....ساد الهرج والمرج لبعض الوقت وطلبت من صلاح العودة للمنزل فصرخ " لن أرحل إلا عندما يرحل هو " وأشار بيدة نحو صورة مقطعة للحاكم ..عيناة لمعت بالغضب والحزن والهم ...دموعة التى إنهمرت على وجهة أثارت وجعى فإحتضنتة بقوة وهمست بأذنة " الرجال لا يبكون ...يابدوى ....سننتصر ...." ووجدت نفسى لاإرادياً أهتف كما كانوا يفعلون " حرية ..حرية ....تحيا مصر ..تحيا مصر .." ترددت الهتافات من حولى وصنع بلحظات جدار بشرى يحمى المتظاهرين من الإختراق لداخل الميدان والقنابل التى تقذف علينا أصبحت ترد عليهم بقوة وحماسة ملتهبة .........الحمقى لا يعلمون أن الشعب إذا ثار لن توأدة جيوش العالم بأكملها .....غادر عبد الله صديق صلاح بإتجاة منزلة وأوصيتة بالمرور على منزلنا وإخبارنا بأخبارهم وإتجة ونحن نحمية من أحد الشوارع الفرعية خوفاً من بطش قوات الأمن المركزى التى تراجعت لبرهة تنظم صفوفها ........ خطة تهريب المساجين كانت حمقاء بكل مقاييسها ..أصبحوا مجنونين بالسلطة لدرجة قتل كل من يقف بطريقهم خوفهم من الشعب الذى أثار بداخلهم رهبة الخضوع , إنقلب السحر على الساحر أصبحوا هم من يخشون الشعب وليس العكس ..... مر بعض الوقت حتى توافد الينا أخبار عن مدرعات تسحق الشباب على حدود الميدان فهرعنا نحوهم لنجد جثة محمود ذلك الشاب الذى سألتة عن مكان صلاح عندما كان والدى برفقتى كان مسحوقاً جراء عربة من قوات الأمن ...لطم صلاح وجهة وصرخ " محمود إنة محمود ..أركان ....محمود .." ركض نحوة والشباب يحاولون حملة وهم مغمضى العيون لمنظرة الذى يدمى القلوب إرتفع صوت " الله أكبر ..لا إلة إلا الله .." فى حين جلس صلاح أرضاً يبكى وهو يمسك بساعة محطمة وقعت من يد الشهيد المجهولة المعالم ....وهو يردد " ليس محمود ...لقد أوصتنى والدتة علية ...ليس محمود " تسمر وجدانى ولم أستطع منع دموعى التى سقطت تحرق بشرتى ....تذوى كل المشاعر ..تذوى ...من شدة الظلم ...الظلم هو أبشع المشاعر على الإطلاق يزهق الأرواح ويوأد المشاعر الإنسانية .....تجمع الشباب حول صلاح فصرخ فيهم ثم ما لبث أن هب واقفاً وإندفع وسط جموع قوات الأمن بعصا غليظة جذبها من أحدهم وإنهال عليهم ضرباً معمى بالغضب والحزن والألم فهرعت لة وأمسكناة قبل أن تطولة أيدى قوات الأمن وركضنا ونحن نجذبة حتى تقطعت ملابسة وهو كالوحش الكاسر يحاول التخلص منا للعودة اليهم فصفعتة بقوة وقلت " ليسوا هم من توجة غضبك نحوهم ما ذنبهم ...إنهم أكثر غلباً منى ومنك ..إنظر اليهم .." توجهت نظراتة نحو الجندى الذى يتراوح عمرة بين العشرين والخمسة والعشرين.... دماؤة أغرقت رأسة وأصحابة يحاولون تضميدة وعيونهم تنظر نحونا بذعر مكتوم ...أخذت وجهة بين يدى وقلت " ليسوا هم ..إن لم ينفذوا الأوامر لن يجدوا لقمة العيش لأطفالهم ...إفهم هذا جيداً.." ربت عبد الله على كتفة وقال " جميعنا جئنا ونحن نحمل أرواحنا على كفوفنا ..نعلم أننا ربما لن نعود ..لنركز فى حق الشهداء نجاحنا هو هديتهم ...صلاح هم شهداء أفضل منى ومنك .." تفرق الشباب عائدين لأعمالهم وراقبت صغيرى وهو يقف ويلملم أجزاؤة فأعطيتة ملابسة النظيفة التى رفض أن يرتديها من قبل وإرتدى بلوفر ثقيل على قميصة المخضب بالدماء وقال " لن أخلعة حتى يرحل .." إستمر اليوم بهذا الحال الموجع وشعرت أنى بحياتى كلها لم أشعر بما تغلغل بداخلى اليوم وخاصة اليوم ...تابعنا نقل المصابين وفى المساء كان التعب قد أنهكنا فجلسنا على شكل حلقة جماعية أستمع الى مشاكل الشباب التى لا تنضب ...وقصص مزاحهم وسخرية من أحوالهم وخاصة تلك الإشاعات التى إنتشرت عن إنهم يرتشون بوجبات من كنتاكى قضم إبراهيم قطعة من ساندويتش الطعمية التى كان يحتفظ بة منذ الصباح وقال ساخراً" كنتاكى و لا كلمة .." ضحك الجميع بسخرية موجعة , فى حين ظل صلاح ممسكاً بساعة محمود صامتاً تلمع عيناة بالكراهية والتحدى ....تمام الواحدة ليلاً وتحت ستار الليل المظلم شرعت قوات الأمن بإعتقال كثير من الجماعة الإسلامية وردتنا المعلومات من أحدهم ووجدت صلاح ينضم اليهم ويهمس لنفسة " الوقت وقت الوحدة ..وقت الوحدة ..." فقلت " نعم صلاح وقت الوحدة مهما كانت الأقطاب فجميعنا مصريين .." ربع يدية أمام صدرة و قال " نعم أنت على حق .." تزايد الغضب و وصل لذروتة وأصبحت هذة الليلة سوداء بكل المقاييس ..لم ننل فيها لحظة من الراحة أو الوقوف بمكان واحد ...عاد عبد الله وطمأننا على العائلة فهدأ بالى نوعاً ما إلا أن قلبى كان غارق بالتوتر ...لإنتشار المساجين الهاربين بالمناطق السكنية وتزايد إنتشار الأخبار عن هجومهم على المنازل ونهبها ...رغم اللجان الشعبية التى بدأ الأهالى بعملها ...
تعلمنا أن الفرق بين الحياة و الموت لحظة ، و الفرق بين الصمود و السقوط لحظة ، و لا بد أن نحتمل ونثابر حتى لايخفق حلمنا ...مر يومين تاليين تفاقمت فيها الأمور وزاد عدد الشهداء بصورة شنيعة تسرب الخوف للنفوس ولكن حق أصحابهم كان يقذف بهم للتصدى والإستمرار ...تحدث الرئيس أخيراً فى وقت لم تعد تعوض فية كلماتة شيئاً ولم تعد وعودة تصلح لرأب صدع الهوة الذى إفتعلها هو وحاشيتة ....كان حديثة محفزاً للغضب وليس مهدئاً بغرورة وطريقتة المتعالية فى التهديد حتى وعودة بتغيير الأمور كان ضعيفاً وهشاً...فقد هويته , سلطته وكل شىء جيد كان قد فعلة بحق الوطن طمس مع تناثر أشلاء الشهداء والدماء التى أهدرت على قارعة الطريق ....حماسة الشباب وغضبهم محا كل جيداً لة وأصبح هدفهم الوحيد الرحيل ...فقط الرحيل ...تزايدت الأعداد بعد هذا الخطاب المستفز والمقلل من حجم الشعب وساد الهدوء لبعض الوقت وتحدثنا مع بعض الضباط من الجيش الذى كان يقف محايداً ينتظر ما ستؤول الية الأمور ...عادت خطوط الهاتف للعمل إلا خدمة الرسائل التى لازالت متوقفة ...حرقت مراكز الشرطة فى معظم المدن الحيوية وحرق المركز الأساسى للحزب الحاكم ..فى رد عنيف على خطاب الرئيس ....والإستقالة الواهية التى قدمها أحمد عز رئيس حزبة المدنس بالخيانة ...كون الشباب حاجز بشرى عند المتحف المصرى للأثار خوفاً من نهب كنوز البلد ....إنتشرت الأخبار عن محاولات لإقتحام وزارة الداخلية مما جعل رجال الجيش يساعدون رجال الشرطة فى حماية الوزارة وعندما علم صلاح أخذ يصرخ " الأغبياء سيفسدون كل شىء .." أحسست بمشاعرة فى فقدان السيطرة على مجريات الأمور مما سيزيد من عمليات القمع والتنكيل بالمتظاهرين ...وبهذا الوضع سينضم الجيش الى قوات السلطة لحماية الممتلكات العامة ...التوتر والرهبة كانا سيدا الموقف بجسارة مفزعة ...رفضوا تعيين عمر سليمان رئيس المخابرات كنائب لرئيس الدولة وأصبحت كل محاولات الحاكم المتأخرة سبباً إضافياً فى تصميمهم على رحيلة ...

الإنفعال الصامت ينسج شباكة فى منزل عمى أبو طلال...أصبحنا ملتجئين بالمنزل لاأحد يخرج ولا أحد يدخل إلا نادراً كحال المدينة بأسرها إفتقدت خالى علىّ كثيراً هذة الأيام كنت بحاجة شديدة له ...والآن تركنا صلاح وعم أركان ...مرت الأيام وكأنها دهراً الصمت يسود كل شىء ها هنا ...نتابع ما يحدث على شاشات التلفاز وكل ما يصلنا يوترنا أكثر عمى عبد الرحمن متوتر لدرجة إن كل من يقترب منة يصرخ بوجهة ...أشعر بثقل يجثم على صدرى إشتقت لصلاح ولمشاداتة العابثة .....ريان تلوذ بالفرار لغرفتى فى الآونة الأخيرة و والدتى أصبحت تنظر لنا على غير عادتها وكأنها إكتشفت أننى أقوى منها ولا أرغب فى حمايتها لى كما كانت تظن دوماً تجلت لها الحقيقة أن الجانب القوى هو أنا و ليست ريان التى تتغير مثل موج البحر تارة تكون مسالمة و مضحكة و تارة تنزوى بركنها الخاص وتعود لرعونتها السابقة ....فألتزم الهدوء حتى تنتهى النوبة وتعود أدراجها الىّ....إنتشرت أخبار السلب والنهب فى المنطقة وسمعنا دوى إطلاق نار بمنزل بالقرب منا مما جعلنا نرتعد خوفاً وحاولنا الإتصال بالشرطة عندما ذهب عمى عبد الرحمن ليبلغ فوجد المركز مهجوراً بلا جدوى وفى طريق عودتة وجد كبائن الهواتف مقتلعة من قاعدتها ومسروقة والشارع يعمه فوضى لم يراها من قبل حتى أن محل البقالة كسرت أبوابه الحديدية وسرق عن أخره... فعمم تحذيراته بمنعنا من الخروج من المنزل وعدم فتح الأبواب لأى شخص إلا بعد التأكد من هويتة ...

إغتيالهم للنضال أصبح هويتهم المقدسة ....زعزعة الثقة وفرض الرهبة هو حقيقتهم البشعة التى نفذت منالها عندما رحل كثير من الشباب خوفاً على أهاليهم من العصابات التى إنتشرت بهدف واحد هو إثارة الفزع وتحميل الثورة لوم الفوضى العارمة التى إجتاحت البلد ...قل عدد المتظاهرين وشعرنا بالخوف من أن تقتنصنا قوات الأمن أو تعتقلنا ولكن لم يتحينوا الفرصة لاأعلم لما أخوفاً منا أم مساندة لنا ؟....بعدها بعدة ساعات عاد الشباب الثائر ..ولم يرحلوا مرة أخرى ...بعد تلك الأيام أصبحت الثورة تستقطب كل أصحاب المصالح الخاصة ...جمعوا الشباب حولهم ودفعوهم دفعاً لمواصلة خلع الرئيس ..لم يكونوا يحتاجوا اليهم ولكنهم أقاموا واجهة إعلامية مبهرجة بالتصريحات للحركات التى ساعدت فى إستمرار الثورة ....عاد ظهور الرئيس بتشكيل حكومة جديدة ولكن هيهات ...بدأت الطائرات الحربية بالتحليق فوق سماء التحرير مما أثار الهواجس بداخلنا وقال صلاح " هل سيضربوننا بالمقاتلات الطائرة ؟.." فقلت " مستحيل لأنهم لو فعلوا سيهيج عليهم الرأى الدولى الذى يرقص على الحبلين منذ إندلاع الثورة ...." قررنا باليوم التالى إقامة صلاة الغائب على أرواح الشهداء وساندنا الإخوة الأقباط فى تلاحم وطنى لم نراه منذ أمد بعيد ....وفى الأيام التالية نادى الثوار بمظاهرة مليونية إستقطبت كل جموع الشعب لإجبار الحاكم على الرحيل ..وبالفعل كان الميدان يشتعل رغم ضحاياة الذين إزداد عددهم ...مما أثار عاطفة الشعب وأصبح الميدان منفذاً للتعبير عن رفضهم لما يحدث من فساد وقتل وظلم ....نظمنا حملات تفتيشية بحثاً عن أية مندسين يحملون أسلحة كالذين أطلقوا النيران بالأمس على ضابط شرطة مما جعل قوات الأمن تثور علينا ....إشتعلت كل أرجاء الوطن وحاولت القوات فرض أطواق أمنية لمنع المتظاهرين من الوصول لقلب العاصمة ولكنهم كانوا يتكبدون الإلتفاف من طرق طويلة حتى يتمكنوا من اللحاق بنا ....توقفت حركة المواصلات وأصبح الإطمئنان على ذوينا مستحيلاً فإستودعناهم الخالق ....فى ذلك الوقت قفزت الى الصورة مظاهرة مؤيدة لمبارك مما أثار حنق الشباب وبدأوا بالسباب ومحاولة ضرب المؤيدين للحكم الحالى ولكن العقلاء حاولوا تهدئة الأمور خوفاً من إندلاع حرب أهلية بين فئات الشعب المقهور ...فى اليوم التاسع وبعد خطاب الرئيس الأخير الذى أصدر قرارة بعدم ترشحه لولاية أخرى ولا نجله سيترشح للرئاسة وقوبل بالرفض التام من أجل حق الشهداء فلابد من القصاص حتى حكومة الفريق أحمد شفيق التى ألقاها مبارك لتهدئة الأوضاع فشلت ...فى تلك الأثناء فوجئنا بتوغل مجموعة من الخيول والجمال تحاول سحق الشباب لقتلهم مما أجج الغضب وزاد من تصميم الشباب على الإستمرار وخلع الحاكم من كرسية ..النيران تأججت بأنحاء الميدان طلباً للدفىء الذى عقب هطول الأمطار ...ولازالت المناوشات بين المؤيدين ومعنا مستمرة ....بالإضافة لهجوم من قلب الميدان حين إندس بلطجية مأجورين لقتلنا ومعهم عربات بمدافع رشاشة مرت من أمام الميدان تطلق النيران بطريقة عشوائية ..نعم قتلاً عمد لإثارة الفزع ..سقط العديد من الشهداء وفاقت الإصابات الوصف حتى أنها وصلت ل 1500 مصاب ....إمتلأت المشفى الميدانى وتناوبت عربات الإسعاف الشحيحة على نقل الإصابات الخطيرة للمستشفيات العامة ...لم يفهموا بعد أن أرواحنا قد سلمت وديعة لخالقنا لم نعد نكترث بها ....ما رأيناه بتلك الأيام السابقة حفر صميم كل فرد منا ....وسط استنكارات من نائب الرئيس لوقفتنا المستمرة والنصائح المسمومة بضرورة العودة للمنازل حتى يعم الهدوء ويستطيعون تلبية مطالبنا ...يتحدثون ويتحدثون حتى كفت العقول والقلوب عن الثقة بهم فقدنا كل إتصال بدروبهم ...لم يعد هناك مجال للعودة أو الثقة ...مر يومين وجاءت جمعة الرحيل حيث تجلت وحدتنا الوطنية ..حيث صلى المسلمين والإخوة الأقباط يحمون ظهورهم ...خوفاً من أية هجومات طارئة من البلطجية الذين لازالوا يتحينون الفرص بالميدان الذى إنقسمت آراؤه لدرجة مقلقة ...وظهر زعماء للثورة لا يمتون لها بصلة وقف صلاح ورفاقة بع إنتهاء الصلاة يفكرون بالخطوة القادمة شعرت بضياعهم وسط تلك التكتلات الى إكتظ بها الميدان حتى قال صلاح " المهم الأن أن نأخذ ما حضرنا لأجلة ويرحل مبارك ..وبعدها سنرى ما سيحدث .." أجبتة بهدوء عملى " عدم تنظيم صفوفكم من البداية كان خطأ صلاح فلا تحاولوا الإستمرار بة ..حاولوا توحيد الصفوف وإختيار قائد يقودكم .." تعالت الهمهمات المتوترة وتفرق الجمع والقلق يزرع بذورة بأرضاً خصبة ....ظهر بنفس الوقت جماعة الثورة المضادة التى تؤيد حكم مبارك وسلبت منازلهم وتعرضوا لبطش البلطجية فإستسلموا وأثروا الخضوع والإنحناء مقابل الأمن والأمان الذى أوهمهم بة حاكمهم ....بدأ الرئيس بالشروع فى تنفيذ خطتة الجديدة فقام بإعتقال بعض وزراؤة الفاسدين ...ولكن هذا لم يرضخ الثوار الذى كان هدفهم واحد وصريح ....

مر ثمانية عشر يوماً على ذهابهم للميدان نعيش على حافة الهاوية ...عمى وعبد الرحمن لا يغادران المنزل خوفاً علينا...ميساء وريان توقفوا عن الذهاب لمدارسهم لتوقف الدراسة بكل المنشأت التعليمية ...طلال يشعر بالعجز لقطع الإتصالات التى كانت تمكنة من تتبع الأخبار بطريقة مباشرة ...عمتى أم طلال لاتفارق سجادة صلاتها ...لم يكن عمى أبو طلال يوافق على ذهابى للشارع للتسوق أو فحص المحل ولكننى كنت أذهب وأعود للمنزل مباشرة السير بالشارع كان مخاطرة بحد ذاتة فالسرقة بالإكراة كان شيمة الوضع الحالى ...كثرت القرارات والتسميات وإنهالت الإشاعات التى عجزنا عن تصنيف الحقيقى منها من المخطىء تكررت الإجتماعات بين الثوار والحكومة الجديدة فى محاولات لفض المظاهرة وباءت جميعها بالفشل الذريع .....أركان وصلاح لم يحضرا للمنزل منذ أخر مرة , يطمئنا علية أصدقاؤهم ...وعبد الرحمن الذى يخطف الأوقات ليذهب اليهم فى أوقات مختلفة ويجدهم بعد بحث مرهق فيطمئن ويعود بأخبارهم ... اليوم هو الثانى من فبراير برودة الجو تشتد وتقسى مع نسماتة الصاخبة ...قبل خروجى سمعت المذيع السمج يتحدث عن سير الأمور بروية وبدء إلإستقرار على الرغم من وجود المعتصمين الذى وافق شفيق على وجودهم وإستمرار العمل بصورة طبيعية فى محاولة متحضرة لحسن نيتة وتوصيل الشعب رسالة أنة يكفل الديموقراطية ...عادت الشرطة من فترة لعملها وحاولوا تعميق علاقاتهم مع المواطنين ومد جسور الثقة التى أفسدها أصحاب المصالح الخاصة تغير شعارهم وأصبح الشرطة فى خدمة الشعب ...أصبحنا يومياً نعيش الرعب على من هناك , كلما طرق الباب هرعنا الية وقلوبنا تدعى ألا يكون أحد من العنيدين الثائرين محمولاً على الأكتاف ...إمام أزهرى مات منذ يومين مما أثار نوبة جارفة من الغضب مرة أخرى ...كثرت الدماء وأدت القلوب مناظر الأمهات اللاتى فقدن أبناؤهم .....حتى إنهم إنضموا لثوار التحرير.....كنت أزيد من مراقبتى لطلال حتى أننى لمحتة يحاول التسلل مرتين من أجل الذهاب للميدان ولأول مرة علا صوتى علية ...الأزمة لازالت مستمرة ولم أعد أملك الا الدعاء لهم .......حواجز بشرية تنشأ حول الميدان من أجل حماية من بداخلة من المعارضين بعضعم وقف أمام الموظفين العاملين بمجمع التحرير ومنعوهم دخول أماكنهم مما عطل سير الأمور ..معظم المدن لازالت تعانى إنفلاتاً أمنياً تحاول قوات الجيش فى السيطرة علية ...الموظفون بكل هيئة حكومية وخاصة شرعوا بعمل إعتصامات ومظاهرات لمحاولة الضغط فى إسترداد حقوقهم المنهوبة ففساد عهد مبارك تغلغل لأصغر مسئوولية كالوباء الذى تفشى بطبقات المجتمع ....ظروف علىّ بالعريش متأججة هى الأخرى لقد فجر أنبوبين من الغاز الطبيعى بالقرب منة ولم نعرف عنة شيئاً منذ إنقطاع الإتصالات مما أشعل قلبى بقلق عاصف علية ....ألقى الجيش ثلاث بيانات حتى الأن فى محاولة بائسة لتهدئة الأجواء ولكن لم يفلحوا حتى عندما وعدوا بإعادة وضع الدستور ومحاكمة الفاسدين وعدم التعرض للمتظاهرين بعد رحيلهم كانت بياناتهم قد فقدت تأثيرها والعزم لازال على حالة ...
...لا أعلم لما إنقبض قلبى هكذا ..دلفت للداخل وجلست بجوار عمى أمام شاشة التلفاز نتابع ما يحدث ...كانوا يناقشون أزمة الثقة التى يعانى منها شباب البلد ويحاولون التوصل لحل جذرى يتوافق وأهوائهم الرئيس المتعنت يرفض الرضوخ والإستسلام وفجأة تصدر إعلان لبيان هام سيلقى بعد قليل ...إجتمع الجميع حول التلفاز لرؤية جديدهم وفجأة ظهر نائب الرئيس عمر سليمان يعلن تنحى مبارك عن الحكم وتسليم السلطة للمجلس العسكرى لإدارة شئوون البلاد ...فصرخ الأولاد وكأنهم هم ثوار التحرير وهرع طلال للخارج ومن خلفة جميعنا الى الميدان ..كانت حركة الشارع مهيبة يوم فرح يغمر البلد بأكملها السيارات تطلق أبواقها والناس تهرع للميدان سعيدة بنصر جاء من فم الأسد ...يريدون بكل مشاعرهم حتى ولو كانت تسخر منهم من قبل فما حدث بالأيام الماضية غير خريطة مشاعرهم بالكامل إتصلت برقم أركان فجائنى صوتة المبحوح والذى لم أتعرف عليه وقال " إنتصرنا يا ليل ..إنتصرنا" فقلت " نحن بالطريق اليكم ..." أخذت أحث عبد الرحمن على السرعة حتى وصل بة الحال الى ركن سيارتة وهرعنا ركضاً أنا وهو وعمى وطلال وميساء وريان بإتجاة الميدان وصممت أم طلال على البقاء لإستقبال الأبطال بصحبة شمس بالمنزل حتى لاتترك شمس وحدها لرفضها الخروج بالزحام ....وصلنا لميدان الحرية وهالنى منظرة وتلك الشرارات النارية التى أغرقت السماء والأغانى الوطنية التى واكبت النصر ...والشباب يصرخون ويصرخون " حرية ..حرية ..." لبرهة حزنت على ما آل الية حالنا وكيف يكون هذا الرجل الذى حكمنا لثلاثين عاماً طويلة بحلوها ومرها يتشابة مع المستعمرين الأجانب ويعتبر الإنفصال عنة تحرراً من عبودية أزلية منذ وعينا على وجة الحياة وهو رئيسنا ولكن غرورة تعاظم مع لعنة الكرسى وعندما شعرت بالشفقة علية تذكرت وجوة الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل هذا النصر فتسمرت بمكانى أراقب الوجوة المهنئة والمبتسمة التى كممتها الإصابات المتفرقة فسقطت عبراتى شفقة بهم و أملاً فى مستقبل أفضل من أجلهم ومن أجل أطفالى ..
...إمتزج كل شىء ها هنا الأشياء المتفحمة على جانب الطريق بقايا زجاج محطم ...فى كل مكان ..بقع سوداء مكان بقع الدماء الطاهرة التى أهدرت وحاول الثوار طمسها ببنزين وأشعلوا فيها النيران فكونت بؤر شاهدة على وجودهم ....

فى تجولى بالنظر فقدت أفراد عائلتى وسط خضم الإزدحام وتنقلت ببصرى أبحث عنهم ففوجئت بتلك العينان الرماديتين التى وقفت عندى تحدق والإبتسامة الواسعة تزين شفتية لم أعرفة مع طول لحيتة وملابسة املطخة ..إقترب منى وهو يضع يدية بجيب سترتة وقال بصوتة المبحوح من شدة الصراخ والهتاف " مرحبا ...إفتقدتك كثيراً" قلت وأنا أحاول إمساك عبراتى " ماذا حدث لصوتك ..." فأجاب بسخرية " ضريبة لا تقارن بضريبة الشهداء ...." ترقرقت دموعى على وجنتى وقلت " حمداً لله على سلامتكم .." فإقترب برأسة منى وهمس " هل هذة الدموع من أجلى أم من أجل الوطن ..؟" فتزايد نحيبى حتى أثار فتاة بعمر ريان بجوارى فأعطتنى منديلاً وضمتنى بقوة وهى تبكى أيضاً وضاع كل شىء من حولى مسحت أنفى بيدى فى محاولة عابثة للصمود أمامة فإقترب وأمسك يدى بحزم وقال "أحبك كثيراً ليل ..." هل قال ذلك أم أنا أتخيل لابد أننى أتخيل فصوت الهتافات والصراخ العالى ربما شوش صوتة فقلت بوهن " عفواً..." فصرخ بأعلى صوتة الممزق " أحبك كثيراً وأريد الزواج منك ليس من أجل أطفالك ولا من أجل العائلة ..أحبك منذ رأيتك فى ذلك اليوم الخماسينى العاصف وتغلغل حبك بداخلى ...أحببتك قبل أن تولدى وقبل أن ترى عينيك الفاتنتين الحياة ..أجزم أننى أحببتك قبل أن أراكِ أيضاً...أحبك ولن أتنازل عنكِ حتى لو خذلتينى برفضك " صمت كل شىء ..كل شىء ...لم يعد هناك سوانا نظر لى بلهفة يحاول إستنباط مشاعرى فهبطت دموعى كشلال عاصف لم أستطع منع تدفقة فإقترب أكثر ومسح دموعى بخفة ثم قال " حسناً إذا كانت مشاعرى تجعلك تبكين فلن أبوح بها مجدداً..." تنهدت وسط دموعى وقلت بتعثر " أنا آسفة لم أقصد ..أنا ..أنا ..." إقترب أكثر وقال " فقط أخبرينى مشاعرك إتجاهى هل تكرهيننى ؟.." هززت رأسى بعنف رافضة كلماتة فإبتسم إبتسامة صغيرة وهمس " هل تحبيننى ؟..." فوجدت رأسى تهتز رغماً عنى وكأنها أصبحت بإرادة منفصلة تعبر عن حب دواخلى المشتاق إليه ...فصرخ بأعلى صوتة "إنها تحبنى وأخيراً ..تحبنى ..." ثم فوجئت به يضمنى بعنف ويستكين رأسى بصدرة العريض متجاهلة كل شىء ...و أى شىء ...لا يهمنى سوى هذا الرجل الذى فتح لى آفاق حياة لم أعتقد بوجودها يوماً إلا بالقصص الخيالية ......



التعديل الأخير تم بواسطة هبة ; 28-03-12 الساعة 08:33 PM
malksaif غير متواجد حالياً  
التوقيع









رد مع اقتباس