عرض مشاركة واحدة
قديم 08-04-12, 12:37 AM   #1396

malksaif

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية malksaif

? العضوٌ??? » 120710
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,545
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » malksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي عاشق ليل لا ينتهى

لحظات حتى استجمعت شجاعتى ولحقت بها أخذت أدق باب الغرفة لكى تفتح الباب ولكنها لم تفعل وصممت على الانفراد بحالها ...إهتز هاتفى عدة مرات فوجدت أركان يتصل فوجدت نفسى أغلق الهاتف وأعيدة لمكانة , أخذت أحدث ريان بهدوء من خلف الباب وعمتى بجوارى صامتة فلم تجيبنى بشىء فنظرت بجمود لعمتى وقلت " حدث ما كنت تريدينة لا تلومينى فيما سيحدث بالمستقبل " حدجتنى بنظرة منفعلة قبل أن أدلف لغرفتى بعدها بلحظات سمعت باب غرفتها يغلق ...غيرت ملابسى وأنا أشعر بريبة وتوتر لم أشعرهما من قبل أخذت أدور بالغرفة كوحش محبوس لاأدرى كيف سأتصرف مع ريان ؟..كيف سأعيد بناؤها وهى بتلك الهشاشة ؟..أشعر بتقصيرى معها يظهر ويظهر كلما إقتربنا من المشاكل تتسع الهوة بيننا ...خائفة منها ومن نفسى , لم أحتمل التفكير أكثر فتوجهت لغرفتها ودققت عدة مرات حتى فتحت , لازالت تبكى وقالت "كان متزوجاً من امرأة أخرى وكان دوماً يخبرنى أنة أبداً لن يفعلها من أجلى .." لم أتمالك نفسى ووجدتنى أغرسها بأحضانى وتاهت الكلمات من لسانى ليس بإرادتى وإنما عاجزة عن نطق أي شىء فإبنتى تشعر بما شعرت بة أنذاك بكل قبحة ووحشيتة ...وجدتها تنفضنى من أحضانها وتصرخ بوجهى بعدوانية "أنتِ السبب ..لا أحد سواكِ السبب جعلتية يهرب لأحضان إمرأة أخرى ويتركنا ...أنا أكرهك ولستِ بأمى بعد اليوم "وقفت مشلولة التفكير للحظات أحدق بملامحها الشبية بة وبغضت كل شىء يتعلق بوجودة حتى طفلتى قطعت نظراتى بقولها " لو كنتِ عرفتى كيف تحبين والدى لأرحتينا جميعاً ولكنك باردة المشاعر وأنا أكرهك وأكرهة وأكرهكم جميعاً " لم أشعر بنفسى سوى بملمس بشرتها تحت صفعتى فذهلت فى بادىء الأمر ثم إنهارت أرضاً وهى تنتحب بشكل فاق إحتمالى فجلست قربها , الدموع تتجمع بعينى وأرفض سقوطها قلت" تحملت العيش معة بسببكم لا تلومينى على شىء تجهلينة بعقلك الصغير العقيم ..كنتِ دوماً متجهة لة فقط ..هو فقط ..لم أشعركِ يوماً تأخذين حتى جانباً حيادياً ..ماذا فعل بكِ هذا الرجل ..هل دللك أم أفسدك لحد لم يعد ينفع فية ترميمك وإعادتك شخصية سوية ؟.."نظرت لى بضياع أوجعنى وقالت " كان فقط يحبنى وأنتِ لم تفعلى .." ساد الصمت بيننا ونحن على جلستنا الأرضية هل بالفعل لم أحبها بما يكفى لإنقاذها ؟...إختلست النظرات للكدمة التى خلفتها صفعتى على وجهها ثم وجدت نفسى أكتنفها وأضمها بقوة لأحضانى فإنفجرت ببكاء هادىء وهى تشد على حضنى تستمد منى شيئاً أصبحت أجهل ماهيتة وإن كان فعلاً بداخلى أم لا ....

أعادت لى الوطن كاملاً بإعترافها ...جعلتنى أعود للحياة ويتسرب ضوء النهار على ليلى بتلة بتلة , تغمرنى بمشاعر سكنت وجدانى منذ الأذل وظلت حبيسة أفكارى لعمر طويل...كان الأمس شهادة ميلادى الحقيقية ...ميلاد وطن ....ميلاد قلب ....ميلاد روح جديدة..ميلاد شمس تبدد ليلى السرمدى ...شىء بداخلى كان ينتفض وينتفض لم أستطع تمالك نفسى من ضمها الى كيانى , كنت أحسها ضعيفة وهشة وملكى وحدى , شعرت بدواخلها تتجلى بضوء غمرنى ...صوتها ...همساتها ...عينيها ...روحها الأبية ....عنادها المشتعل الذى يطرق على قلبى كطرقات مطرقة عنيفة ....ياالله ياليل كم تغلغلتى بشرايينى...لم تغفل عيناى منذ الأمس حتى عندما أغلقت الهاتف معها ظللت مستيقظاً من أن يكون هذا حلم وتفتح عيناى على الحقيقة الجامدة المروعة بأن كل شىء لازال على حالة ....أثناء أرتدائى ملابسى دققت عليها فأغلقت الهاتف مما أقلقنى .....لازلت أخشى ردة فعلها الظاهرية والتى تكون بعيدة عن إثارة المشاعر والجو المشحون بالإنفعالات الذى كنا بة أمس ..أخشى فقدانها ...يزحف شعور الخوف لوجدانى , أصبحت أهاب كل ما قد يفرقنى عنها ...أنهيت إرتداء ملابسى مع دخول صلاح الدين الذى كان صامتاً وغامضاً ..فقلت "صباح الحرية ياصغيرى " جلس على حافة السرير بإنهاك وقال " صباح لمن ناموا من الأساس .." قلت بهدوء " وما الذى أرق نومك ..؟"قال وهو يمسح وجهة بإرهاق " لاأستطيع النوم .." قلت بمؤازرة " صلاح أنت لم تنم الفترة الماضية بشكل جيد وهكذا ستنهار من التعب .." دلك صدرة بألم وقال " شىء يقف هنا أركان غصة حارقة تقبع على قلبى لا أستطيع زحزحتها .." أعلم ما يدور بداخل صغيرى لازالت أوجة الشهداء والمصابين يتناوبون حراسة عينية من النوم ..يجثم الذنب على خلجاتة خوفاً من أن يكون قد قصر معهم ولم يستطع مساعدتهم ..لقاء أم محمود بالأمس بالميدان لم يكن سهلاً ..جاءت قبل إعلان التنحى ببضع ساعات وبحثت عن صلاح وكان لقاؤهما مدوياً كصوت الهتافات والحرية ...كست ملامحها شجاعة فولاذية وقالت لة "أنت محمود الثانى صلاح كان الله بعونكم " إنهار صلاح بعد لقاؤها المخضب بالألم والحسرة ..ولم يتحدث منذ ذلك الوقت حتى عندما أعلنوا خطاب التنحى كان صامداً , سقطت عبراتة بصمت ...جلست بجوارة وأحطت كتفية بيدى وقلت " صلاح إنة شهيد وهذا قضاء وقدر ...إجعل ما حدث معك محطة بالحياة علمتك شيئاً تستفيد منة بالمستقبل صديقك بمكان أفضل منى ومنك ..يجب أن تتابع ما سعيت من أجلة ليس من أجلة فقط بل من أجل نفسك أيضاً" إتكأ بمرفقية على ركبتية وقال "أشعر أننى خذلتهم أركان .." ضربت ذراعة بخفة وقت " أين حديثك عن قضاء الله صلاح كنت أحسدك على ذلك ..ماذا حدث لك ؟.." نظر لى بعينية المحمرتين من الدموع وقال " وعدتها ولم أفى بوعدى ..خذلتها وخذلتة .." ساد الصمت للحظات وأنا لاأعرف بماذا أواسية ..فقلت " صلاح نتعرض بالحياة لمواقف كثيرة تكون كلمة القدر هى الفيصل هى التى توجهنا ولا تكون لإرادتنا شىء بالمرة فى تغييرها مثل موت صديقك الشهيد لا تستطيع المكوث هكذا تلوم نفسك لأنك لم تستطع إنقاذة مهما فعلت لم تكن لتستطيع فعل ذلك لأنة قضاء الله وقدرة وقد نفذ وإنتهى الأمر أعلم أن فراقة صعب ولكن ما ستفعلة بحياتك ومثابرة حلمة وحلمكم جميعاً هو خير مساعدة لة الأن .." ساد الصمت وهو يفكر بكلماتى وقال " هل أنت بطريقك للخارج ؟.." إبتسمت وترددت وأنا أخبرة " سأذهب لرؤية ليل .." إبتسم بمكرة الذى لا يذوى مهما كان وجعه وقال " الا تزال واقفاً تحت الشرفة ؟.." ضحكت وقلت " لا ياصغيرى تسلقتها وأصبحت بعقر دارها الأن ؟.." إحتضننى صغيرى بحركة مباغتة وهمس " أتمنى لك كل السعادة التى تستحقها أركان لا تضيع ما أصبح لك الأن ولا تستمر بالهرب .."فقلت وأنا أمشط شعرى أمام المرآة " لن أهرب مثلما تفعل أنت الأن ياصغير.." قال بتعجب " أنا لا أهرب الموقف فقط لازال يؤثر بى وسرعان ما سأعود " فنظرت لة بريبة وقلت " لم أقصد هذا الموقف أقصد ميساء أيها الولهان ...أظننت أننى لن أرى نظرة الغيرة التى كانت تنضح من عينيك عندما رأيت مدرسها بالميدان ظللت واقفاً بالقرب منك حتى لا تهجم علية وتأكلة حياً.." لم ينكر وتخضب وجهة حتى أذنية وقال " أهذا كان واضحاً لهذا الحد يا إلهى ؟.." ضحكت وأنا أفتح النافذة الطويلة وتلفح النسمات الباردة مشاعرى المشتعلة بليلى الذى لا ينتهى وقلت " صارحها صلاح ..تعلم أن موضوع مدرسها مجرد مشاعر مراهقة ..لا تهرب مثلما فعلت وتضيع أحلى سنوات عمرك فى الفرار من مشاعرك .." أجاب بسكينة متألمة " ليل لم يكن يشغلها أحد أركان وكان هروبك خطأ فادحاً أما ميساء فمشاعرها معلقة بشخص وأخشى بداخلى أن لا تكون مشاعر مراهقة مضطربة .."وضعت يدى بجيب بنطلونى وإقتربت منى وقلت وأنا أحدق بعينية " هل تظننى أحمقاً لهذة الدرجة صلاح , ميساء طفلة صغيرة وما تشعر بة نحو مدرسها لا يتعدى إعجاب بشخص يشبة والدها وتمنت وجودة ..فلا تكن أبلهاً وإخترق حصونها وأيقظها من غفوتها التى أغرقت نفسها بها وتحتاج مساعدتك .." هب واقفاً وقال " ربى يسهل الأمور أركان فقط أنتهى مما أنا فية وأفكر ملياً بهذا الأمر .."قلت بعملية " لاتمضى حياتك بالتفكير ياصغير فتستيقظ يوماً ولا تجدها بجوارك .."أغلق الباب خلفة وهو يبتسم فإرتديت سترتى وهبطت للذهاب لليل لقد فتك بى شوقى اليها أريد رؤيتها والتأكد أن ما حدث حقيقة واقعية ...قلبى يخفق بجنون مرتعب ..ملئت رئتاى بشهيق عنيف وتغلغلت النسمات الشتائية بصدرى وعبق حبيبتى يملؤها ...

الأمس كان صاعقاً وعاصفاً ..لم أرى بحياتى مثل هذا الجمع الغفير وكأن مصر برمتها فى الميدان الذى إزدحم بكل الأعمار والفئات ..كنت سعيدة للغاية لأن صلاح حقق حلمة وعمى أركان أيضاً ...كنت أعرف أن تلك الثورة هى الطريق الوحيد لصلاح الدين من النجاة من براثن من أوقعوة وجعلوة يتهم زوراً...كانت معبراً لحريتة وهروبة من مخالب الكبار ونفوذهم ..الظلم الذى تواصل على هذا الشعب وضعوا لة حد ونهاية بدماؤهم وجراحهم التى لم تصل أرواحهم ...عندما وصلنا للميدان بحثت عنة كى يطمئن عقلى وعندما رأيتة إنفرجت أساريرى التى سرعان ما تغضنت بسبب هيئتة المتألمة وصمتة المقهر حتى أننى ظننت لوهلة انة غاضب منى غير أن موقفة معى كان مثل موقفة مع والدة وريان وطلال الصغير ...بقينا لبرهة نراقب الأجواء ولم تصطدم عيناى بعينية سوى مرة واحدة وهرب منى كأنة شعر أننى برباط خفى بيننا سأدرك ما يقبع بعقلة الغامض ...بعد عودتنا للمنزل حاولت التحدث معة ولكننى وجدت حائط صامت حزين كلماتة المقتضبة روعتنى فقلت " ألم تنتصروا وتحققوا ما سعيتم من أجلة ..لماذا تبدو هكذا ؟.." نظر لى بطرف عينة وقال " الثمن كان باهظاً ..."حدقت لة وشعرت بشخص غيرصلاح هو من يواجهنى ..شعرت بكيانى ينصهر من حزنة ..نهرت نفسى لمشاعرى وعندما التفت للبحث عن ريان وطلال إصطدمت عيناى بعينين أعرفهم جيدا عيون مدرسى المبجل براء والذى كان سبب كأبتى بالأيام الماضية إبتسم عندما عرفتة وتقدم نحونا وقلبى يخفق بجنون وفكرت بتوتر أين أختبىء ؟..أين ؟...تقدم من جمعنا وتخضب وجهى بالدماء التى لاحظها صلاح فى نفس الوقت الذى ظهر الأستاذ براء ليعرف عن نفسة ويتعرف بعمى عبد الله وصلاح وعمى أركان ...مرت دقائق طويلة لم أعى ما يحدث بالضبط وسط نظرات ريان المتفحصة ونظرات صلاح المتهمة سمعتة يقول " ميساء وريان من أفضل طالبات الفصل ..وأنا فخور بهم " سألة عمى عبد الله عن إذا ما كان مشارك بالثورة من بديتها فقال " كنت هنا منذ اليوم الأول ولكن بصورة متقطعة " دار حديث مبهم المعالم بينهم بصوت مرتفع وسط صيحات التهليل والحماس المدوى وكنت أعبث بشريطة سترتى بعصبية واضحة فسحبت ريان يدى وأمسكتها بعنف وأخذت تحدثنى عن أشياء غريبة وتسحبنى لدوامة التغيير لتهدىء ردود أفعالى المنفلتة والتى كان صلاح يراقبها كصقر عنيد بطرف عينية ....بعد دقائق طويلة غادرنا مدرسى وأصبح صلاح جامداً كحجر الصوان لا ينظر لى حتى , مما أوجع قلبى وغرقت بدوامة من المشاعر الغريبة الهوية ...عدنا للمنزل وأخذت أثرثر كبلهاء لأخفى توترى وإنفعالى وكل فينة وأخرى يرمقنى صلاح بنظرة باردة ثم يهرب منى أو أهرب منة ....

تصلبت بمكانى أحتضن طفلتى وأذرف دموعاً أبدية فى حين صمتت هى بعد أن قصصت عليها كل شىء بداية من زواجى ببلال ..لم يعد هناك ما قد أخسرة وروحى تذبح كل لحظة بإتهامات لاتمت لى بصلة وإن كنت مخطأة بواحد بالمئة فيها فهو يتحمل التسعة وتسعون الأخرى , لم يعد لى طاقة لتحمل أخطاؤة وحمل هم كرهى أطفالة لى أيضاً.. ضمت طفلتى ركبتيها لصدرها وقالت " لاأستطيع مسامحتكم ...أشعر بنفسى ضائعة .." همست وأنا أتنهد " سأتركك بعض الوقت لتفكرى فيما قلتة لكِ وأتمنى أن تحكمى عقلك وتكونى حيادية هذة المرة فقط " وقفت وتركتها ومضيت لخارج المنزل أتنشق بعض الهواء فجو المنزل أشعر بة ينتزع مشاعرى ...التفكير فى صواب ما قمت بة مع ريان يؤرقنى ويوترنى أكثر علاقتى الجديدة بأركان , أشعر أن الحياة ستعاكسنى يروعنى ما سيحدث بالمستقبل...شعرت بيد على كتفى فإلتفت للخلف لأرى عينية الفضيتين تحدقان بأعماقى , تغمرهما لهفة مشتاقة لم تعد تختبىء وإبتسامة خفيفة منفعلة وهو يقول " لماذا لم تردى على الهاتف ؟.." قلت وأنا أبتعد بنظراتى عن مجال عينية " لاشىء كنت فى خضم مشكلة جديدة .." سار بجوارى وقال " لنتمشى قليلاً وأخبرينى بما حدث .." لفتت كوفيتى على عنقى وسرت وأنا أقص ما حدث مع طفلتى فتجهمت ملامحة وساد الصمت مع تساقط خفيف لزخات المطر فلم نركض وكأنها بوادٍ ونحن بوادٍ أخر , وضعت يدى بجيبى ومشيت بتمهل مصغية الى حفيف الأشجار بهذا الطريق المتعرج الذى يظللة تعانق الأشجار الضخمة ...قال بعد صمت طويل " هكذا أفضل ويجب أن يعرف طلال أيضاً ليل ..." موقفة غلب ظنونى فغضبت منة وقلت " لا ليس هذا أفضل أركان تصميم والدتك هو من جلب علينا كل هذا ..شمس تغتالنى بنظراتها المشفقة , ريان تائهة وطلال لو أخبرتة بذلك ستذبحة الوقائع وأنا أشعر أننى لست أنا ...أخبرنى أفضل لمن ؟.."وقف بغتة وقال " توقفى ليل ! فقط توقفى عن حمايتة , بلال أخطأ ولا يجب أن تتحملى عواقب خطؤة بهذة الصورة ألم تفكرى بطفلة الصغير ..ما ذنبة أن يعيش حياتة بدون أن يعرف أن لة إخوة من والدة؟ ..ما ذنبة أن والدة كان أنانياً ولم يفكر فى ملامح مستقبلة عندما أنجبة؟ " أوقفت إسترسال كلماتة وقلت " أفعل ما أفعلة من أجل أطفالى وعائلتى ..أنا لا أحمية أركان , لا أحمية , أنا أحمى أطفالى " فرد بعصبية " وماذا عن الطفل الصغير ومن ثم ريان قد عرفت ما يجرى وطلال سيعرف مادامت ريان قد علمت , لما لا تواجهى الواقع حبيبتى؟ .." حدجتة بنظرة منفعلة بشعرة الطويل المبتل وملامحة الصلبة العنيدة التى تعبر عن شخصية حديدية مسيطرة لاتتوانى عن تنفيذ ما تريدة , لذت بالصمت حانقة من تبسيطة للمشكلة ...أخرستنى حقيقة ما أقوم بة وكلمة حبيبتى تلك صعقت مشاعرى ...صعقتها بشدة ..تابع بهدوء " لنفكر قليلاً ليل ..ما رأيك بعكس الأدوار؟؟ " هاجمتة بشدة وقلت " لن أتزوج بحياتى رجلاً لدية زوجة وأطفال ..فلا تقارنى بها " إبتسم بخفة وقال " من المستحيل أن أقارنكِ بها فأنت إمرأة إستثنائية ياليلى " رفعت حاجبى بسخرية وقلت " ماذا تحاول أن تفعل أيها اللبق وأول مرة تدعونى ليلى" ضحك وقال " أحاول التقرب منكِ يا إمرأة تثير جنونى ..وناديتك ليلى لأنك أصبحتِ ليلى السرمدى الذى أعشقة .. " ضحكت وتابعت سيرى بجوارة صامتة فإقترب وهمس " كل شىء سيكون على ما يرام توقفى عن القلق مادمت بجوارك "..قلت بجمود " لم أتعود الإعتماد على أحد أركان ...وأخشى أن أفعل ذلك الأن.." قال بجدية " ألا تثقين بى ؟.." حدقت بوجهة الغارق بتأملى قليلاً وقلت " إن لم أكن أثق بك لما كنت أسير معك الأن ولما قضيت الليل برمتة على الهاتف أحدثك كمراهقة فقدت عقلها .."ضحك ملء شدقية وهمس " حسناً دلائل قوية على الثقة أليس كذلك ؟.." إبتسمت بمزاح وقلت " دلائل أكثر من قوية بعالمى ..هيا لنعود لقد سرنا كثيراً وإبتعدنا عن المنزل ..وأريد الإتصال بعلىّ عندما حدثنى بالأمس كان صوتة متغيراً وأقلقنى هو الأخر " وضع يدية بجيب معطفة وقال " هل تريدين زيارتة ؟..." حدقت فى ملامحة بتعجب فتابع "نعم نذهب لرؤيتة هناك بعض الأعمال المتعلقة بأوراق بلال الخاصة بالشركة أريد الإنتهاء منها قبل سفرى وفكرت ربما نذهب سوياً.."ضيقت عيناى بتعجب وقلت " قبل سفرك ..ماذا تعنى ؟.." فقال " هناك صفقة هامة كنت أؤجلها كثيراً حتى تستقر الأمور ها هنا ويجب أن أتممها حتى لا أخسر عملائى بالخارج وسأعود سريعاً " نار ملتهبة تأججت بأحشائى وشعرت بأطرافى ترتجف فقلت " كم ستبقى هناك ؟.." حدجنى بنظرتة الولهة وقال " لماذا أنتِ قلقة ليل ؟" قلت بمدافعة " لست قلقة ...مما سأقلق ولماذا ؟.." إنفجر ضاحكاً وهو يرى خجلى الذى لاح بالأفق وهمس "يا إلهى ..يا ليل إنتظرتك أربعة عشر عاماً كنت ميتاً وأعدتينى للحياة فقط بالأمس وتشكين بعودتى من أجلك ..ومن أجل عائلتى التى أذاقتنى مر الغربة مضاعفاً هل تظنين بعد كل هذا لن أعود لكنفكم ؟.." قلت مدافعة " لم أقل أننى قلقة أركان وأعلم بالطبع أنك ستعود .." هربت من نظراتة الماكرة وتابعت "كيف سنذهب سوياً لسيناء وماذا سنقول للعائلة والأطفال ؟..وكيف أسافر معك وحدى على أية حال ؟" همس " لنتزوج إذاً.." وقفت عن السير وفغرت فاهى دهشة وقلت "أنت بالفعل مجنون أحدثك عن مشاكل البيت وما فية وتقول لى نتزوج ..إذا فعلت شيئاً كهذا الأن لن يسامحنى أطفالى أبداً.."زفر بنفاذ صبر وقال بعملية " حسناً نسافر كأصدقاء ما رأيك ؟.." فقلت بسخرية " نعم أصدقاء .." قال بلهفة " هل هذة موافقة ؟.." فقلت بإصرار " لا بالطبع .." ضحك وقرب وجهة منى حتى رأيت إمتزاج اللون الفضى باللون الأسود ليكونا سحراً غجرياً يسحبنى لأعماق أعماقة وهمس " تخافين منى أم من نفسك ليل ؟" وخزتة بيدى على صدرة وأكملت سيرى بعصبية وقلت " لاأخاف شيئاً وسأذهب معك لسيناء .."صرخ بحماس وفرحة وأخذ يركض ليلحق بى وقال " هذة هى فتاتى ..سنسافر بعد الظهر حضرى أغراضك ليومين .." جحظت عيناى وقلت بذهول " يومين وأين سنقضيهم ؟.."فأجاب بمكر " سأفاجئك وأعدك أننا سنكون مثل الأشقاء " وغمز لى بسعادة فتغاضيت عن جملتة الأخيرة وقلت " إذا مرت الأمور بخير فى المنزل سنذهب معاً..إتركنى لأرى حال الأولاد أولاً.." جاوبنى بصمتة المتأمل الباسم الذى يزيد من توترى وفكرت "أشقاء أيظننى خرقاء لهذة الدرجة حسناً أركان سنرى "عدت للمنزل بصحبتة لأجد عمى يجلس مع صلاح أمام التلفاز يتابعون ما يحدث بالبلد والجيش يلقى بيانة الرابع بضرورة مساعدة المواطنين للشرطة والتأكيد على إلتزامة بكافة المعاهدات التى وقعتها مصر ...شرع المواطنين فى تجميل الميدان وتنظيفة من أثار الثورة وأخذ صلاح سترتة وإصطحب طلال معة للذهاب لمساعدة بعض رفاقة بالميدان فى حين جلس أركان مع والدة يشاهدان التلفازويسألة عن عبد الرحمن ويجيب والدة " أن السفارة أرسلت بإستدعائة ؟؟" ...دلفت لغرفة ريان فوجدتها تجلس مع ميساء يشاهدان التلفاز وقد توقفت عن البكاء فقلت " ماذا تفعلون بنات؟.." فأجابت ميساء بطريقتها العفوية " تعالى خالتى لتشاهدى هذا المسلسل معنا إنى رائع .."جلست بالقرب منهم على طرف السرير وأنا أتلصص بنظراتى لأرى ريان تحتضن عروستها المفضلة والتى أحضرها لها طلال بعيد ميلادها الماضى , أوقعتنى وأنا أراقب محياها فقالت بسكينة " لاتقلقى أمى أنا بخير ..." تجاهلت ميساء ما يحدث بيننا وأكملت ريان " أخبرت ميساء بكل شىء وأظن أنكِ يجب أن تخبرى طلال وأتوقع أن لا يصدم كثيراً .." فقلت بروية "ولماذا لن يصدم ريان إنة والدة ؟؟.." فأجابت بسخرية " تخيلى عندما أخبرت ميساء لم تذعر مثلما فعلت أنا وكأنها كانت تتوقع ما فعلة والدى على ما يبدو أننى كنت البلهاء الوحيدة ها هنا .." نظرت لميساء التى قالت بمواساة "ريان لا تقولى هذا الكلام الأخرق عندما تحبين شخصاً تعمى مشاعرك كل عيوبة خاصة لو كان أقرب الناس لكِ..إنظرى لحالى رغم أننى لاأعلم شيئاً عن والدى سوى بضعة صور وبضعة هدايا بسنواتى الأولى ولكننى أحبة رغم هجرانة لى ومتابعة حياتة بدونى ..حتى أنتِ أحسن حالاً على الأقل لم يتخلى عنكم ...فتوقفى عن الرثاء لحالك هكذا .."نظرت لها برفق وقلت " فى الحياة هناك أشياء لتتعلموها ويجب أن تتعودوا تلقى الصفعات بصبر وحكمة والدك ليس سيئاً ريان إنما الظروف هى من تحكمت بوضعنا ربما كان هدفة بالفعل مساعدة هذة الفتاة لأنة أذى والدها هذا لا يشفع لة عندى ولكن يجب أن يشفع لة عندكم إنة والدك ريان وقد كان يحبك كثيراً وهذا هو المهم الأن ..أما أنتِ ميساء فوالدك كان ظروف زواجة بوالدتك معقدة وعندما إنفصلا طلبنا منة عدم البحث عنا وسافر هو للخارج وقطعت أخبارة عنا ليس معنى ذلك أنة لا يتذكرك ولا يؤلمة فراقك بل يوجعة ذلك الأمر ولكنها الظروف هى من تتحكم بنا ويجب علينا المسامحة اليس كذلك ؟.." ساد الصمت برهة وقلت بلؤم "والأن من يريد الحضور معى لسيناء ؟.." نظرت لى الفتيات بدهشة ممتزجة بالتحفز وقالت ريان " سيناء ..سيناء البلد .." فجذبت شعرها بخفة وقلت " بالطبع سيناء البلد هل يوجد سيناء الملاهى ؟.." ضحكت ميساء وقالت " ولكن غريب فى تلك الظروف خالتى .." قلت بشوق " لاتقلقوا أركان سيكون معنا وفكرت أن نذهب جميعاً لزيارة خالكم علىّ فهو لن يتمكن من الحضور بالفترة القادمة لتوتر الأجواء وأركان لدية بعض الأمور العالقة هناك سينهيها ونعود سوياً.." قفزت ميساء بفرح وقالت " أريد الذهاب معكم بالطبع .." ظلت ريان ساكنة فقلت" وأنتِ ريان ؟.." صمتت قليلاً ثم إبتسمت ودموعها تنساب على وجنتيها " بالطبع سأحضر أتوق لرؤية بلدة والدى الأصلية .."..تركتهم ليجهزوا أغراضهم وخرجت لأرى أركان ووالدة ووالدتة يتحدثون وعندما شاهدونى توقفوا عن الحديث مما ضايقنى ووترنى خوفاً من أن يكون قد أخبرهم بشىء عنا ..إبتسامتة المطمئنة زرعت الأمن بداخلى وقلت " حسناً متى سنسافر ؟.." فأجاب بعملية " فى الثانية ظهراً ...يناسبك ؟؟.." إقتربت ميساء وقالت " بالطبع يناسبنا إننا جاهزون من الأن .." نظر بذعر الى الصغيرة المتحمسة ثم ضيق عينية وهو يحدجنى بنظراتة المعاتبة وقد فهم ما يحدث ولم ينطق ببنت شفة ...قال عمى " ستأخذين الفتيات معك ِ ليلى ؟.." فأجبت بهدوء " نعم عمى يتوقون لرؤية خالهم وسيناء .." فقال الرجل الكبير " ولكن أنا قلق عليكم من الطريق .." فقلت "إتركها على الله عمى سنكون بخير بإذن الله ..."خرجت ريان وشمس ووصل عبد الرحمن فصنعت قهوة وشاى وجلسنا نتحدث لمدة ساعة حتى هب أركان واقفاً وقال " سأذهب لتجهيز أغراضى أنا الأخر .." فأجاب والدة " الله معكم ياولدى .." ما لبث أن خرج حتى وجدت هاتفى يدق برقمة فإبتعدت وقلت " مرحباً.." فقال بهدوء بارد " هكذا ليل ألا تثقين بى ؟.." فإنفجرت ضاحكة ودلفت لغرفتى وقلت " لا عزيزى لاأثق بوجود رجل وإمرأة وثالثهما يكون ملاكاً بجناحين .." فضحك وقال بسخرية " حسناً أيتها الماكرة كونى جاهزة بالميعاد لا نريد التأخر بالطريق والا ذهبت بدونك " فقلت بمزاح "لن تستطيع الذهاب بدونى ...الوداع .." أغلقت الهاتف وهرعت لغرفة شمس , لاأعلم أردت رؤيتها ومشاركتها لحظاتى الخاصة حتى لو لم تعلم سرى الصغير , فتحت الباب بدون دقة فإرتبكت وأغلقت الكمبيوتر المحمول الخاص بها وقالت " يا إلهى ليلى أخفتينى ..هل هناك شىء ؟.." فقلت وأنا أرتمى على السرير بجوارها " لا لاشىء فقط أردت الجلوس مع شقيقتى قليلاً..." حدجتنى بنظرة عطف وقالت " قبل أن تتحدثى ليلى أقسم أننى لم أريد التدخل بأمر زوجة بلال هذة ولكن .." أمسكت يدها وقلت مقاطعه كلماتها " هذا الأمر ولى شمس الأهم الأن ألا أرى بعينيك نظرة الشفقة التى تحاصرينى بها ..تصرفت بعقلى فيما مضى وواثقة من صواب ما فعلتة وقد إنتهى الأمر .." فقالت بريبة " هل ستخبرين الأولاد بما يحدث ؟.." فقلت بهدوء " ريان علمت ولم يتبقى سوى طلال وسأخبرة عند عودتى من السفر الن تغيرى رأيك وتأتين معنا لرؤية علىّ.." توترت ملامحها وقالت بإصرار " لا لا أريد .."ساد الصمت قليلاً ثم قالت بحماسة " إنتظرى حتى أحضر لكِ صنف الحلوى الذى جهزتة اليوم انة جديد وأول مرة أطهوة " ركضت للمطبخ فنظرت لجهازها وتلمستة برفق ودار شىء بعقلى فجلست ووضعتة على ركبتى وفتحتة لأفاجىء بصورة لشمس على صهوة حصان وأمامها شاب عشرينى ملامحة ليست بغريبة على ذاكرتى الصورة قديمة بالألوان المعدلة وعينا شمس تلمع ببريق لم أراة بحياتى من قبل ..تثلجت أطرافى وشعرت بالألم يسرى بعروقى على دخولها وهى تحمل صينية الحلوى فقلت " من هذا شمس ..؟" كادت الصينية أن تقع من يدها من شدة إنفعالها فتلقفتها بسرعة البرق وأغلقت الباب فى حركة متوترة وقلت " يا إلهى شمس أكنت بعيدة بتلك الدرجة المقيتة عنك ؟؟" إقتربت لأجلس أمامها ودموعها تتساقط بوهن فأجابت " لم تكونى ستفهميننى ياليلى ..يكفيكِ كل المسئووليات التى القيتها على عاتقك منذ الصغر أنة شىء من الماضى وقد ذهب لحالة " أمسكت يديها برفق وصممت على أن تقص علىّ كل شىء يخص هذا الحبيب الغامض ومزق قلبى معرفة هويتة الحقيقية وأنة شقيق أركان الكبير ...خرجت من غرفتها وقلبى يحمل متناقضات تفوق كل وصف وعقلى عاجز عن تصنيف ما حدث , شطر قلبى حزن شقيقتى وهدمنى ما ألت الية حياتها فتوجهت صوب غرفتى بوعى أخر وتصميم عنيد على محاربة الأقدار التى ستفرقنى يوما عن أركان وقفز لذهنى فكرة مجنونة لم أضيع وقتى بالتفكير فى عواقبها وهرعت للهاتف أتصل بة فجاءنى صوتة الواثق وقال " لا...لا تخبرينى هل إشتقت الىّ ؟.." فقلت بجلد " أركان هل تتزوجنى الأن ؟؟؟؟..."


malksaif غير متواجد حالياً  
التوقيع









رد مع اقتباس