4- الشريك الجديد واظب ريك في الـ3 ايام التاليه على المجيء الى المكتب. وما ان حلمساء الجمعة حتى كانت ماري على وشك الانهيار. فقد ارهقها ذاك الرجل باصراره على دعوتها للخروج معه ولو جرا وكان لاصراره ذاك دوره في دفعها للقبول بدعوة هامش في وقت ما كانت تريد الخروج معه .
دعاها ريك لسهرة السبت وكالعاده رفضت, دخل هامش بعد دقائق يدعوها فقبلت دعوته بسرعه بعد ان تذكرت تصميم ريك . وعندما كرر ريك دعوته قالت له بصدق انها مشغوله بموعد اخر .
- وهل هو هامش ؟
- اجل .
هز رأسه :
- انه لا يعني لك شيئا ...
امتقع لونها ثم قالت ساخره :
- كيف لك ان تعرف؟ لا تقل انك تعرفني ؟ فانت لا تعرف شيئا سيد ستيل! ولن تعرف ابدا !
- لن اعرفك ؟
- بالطبع لا !
- لولا معرفتي انك تبغضينني حقا لما ....
- اوتعرف انني ابغضك ؟
- آه اجل اعرف .ايتها القطه, ولكن ذلك لن يترك اثرا ابدا .
- اثر على ماذا ؟
- على خطط زواجي منك .
- اوه بالله عليك ...
وقفت من الغضب .
- قال السيد ديكسون انك يجب ان تدخل اليه مباشره بعد العوده من الغداء ويأكون شاكره ان فعلت .
وقف ببطء , رغم حذائها العالي كان اطول بـ15 سم .
- سأفعل أي شيء يسعدك ايتها القطه .
- أي شيء ؟
تحدى توقعها :
- طبعا ضمن المعقول .
- ابتعد عني اذن .
- هذا المستحيل على ما اعتقد فلن ابتعد عنط حاضرا او مستقبلا .
- لماذا ؟
فرد ساخرا :
- هل تردين حقا جوابا على هذا السؤال ؟
-لا .
فقال راضيا عن نفسه :
- جيد انني اتعبك شيئا فشيئا . اليس كذلك ؟
تركها لينظم الى دون .
لم تصدق ماري ان جورج قادر على تدمير حياتها للمره الثانيه لا بل الثالثه.. فالاولى كانت يوم انتحر والدها . والثانيه: يوم تخلى عنها جيدون . والثالثه يوم قرر ابن جورج ملاحقتها... اعتقدت في البدء انه سيمل منها بعد رفضها المتكرر له, لكن العكس هو ماحدث لأن رفضها زاده اصرارا على كسب ودها واليوم ضاعف جهده يذكر نية الزواج منها .
ويبدو وكأنه قرر كل شيء وان لاشيء يعيقه سوى وقاحتها .
كان يحضر الى المكتب كل يوم . وهاهو اليوم يحضر ايضا اجتماع المولفين الاسبوعي جالس قرب دون ديكسون مسترخيا مبتسما . في هذا اليوم وفي هذا الاجتماع وقف دون بعد ان طلب من الجميع الصمت ثم قال :
- انتم دون شك لاحظتم وجود ريك المتواصل في الشركه خلال الاسبوع الفائت... وانا الان اعلن ان وجوده ابتداءا من الاثنين سيصبح دائم فكما تعرفون جمبعا انني كنت افكر في التقاعد منذ مده وبما ان ريك رضي بان يحل محلي , وانا واثق من انكم جميعا ستوافقوني الرأي.
تساءلت ماريفي نفسها.... ريك ستيل سيعمل في المؤسسه وسيحل مكان ديكسون في ادارة الشركه! ياترى اين سيصبح موقعها وهي سكرتيره المدير؟ لن تكون سكرتيرة ريك !
عند نهاية الاجتماع خرجت مع الجميع مصدومه حتى الصميم لماذا لم تستنتج ان ديكسون يدرس امر تعين هذا الرجل مكانه ؟
سار هامش قربها :
- هذا انقلاب تام في النظام .
- صحيح ...
كان صوتها مرتجفا فيه ريبه, وهو لا يشبه ابدا صوتها الواثق المعتاد .
- كان لدي فكره عن هذا بالطبع ...
- ماذا ؟؟
- اجل فمن دواعي فخر ديكسون الحصول على شريك مثل ريك المحامي البارع .
جلست الى طاولتها :
- كنت اظن انه حين يحين الوقت سينتقي موظفا من موظفي الشركه .
هز هامش رأسه:
- لم يكن هذا طاهرا. واستطيع القول ان ديكسون كان يفكر فيه منذ مده. وانا اعتقد انه لن يجد خيرا منه رجلا يحل مكانه فريك هو الرجل الذي تحتاجه المؤسسه .
ما ان اصبحت في مكتبها حتى طبعت استقالتها دون ان تهتم بما يقوله العاملون في الشركه فعليها الرحيل في اسرع وقت ممكن... فان استقالت اليوم فهذا يعني انها قادره على ترك العمل بعد 4 اسابيع... كيف ستصبر عليها وهي ترى ان هذا الاسبوع قد طال كثيرا لكن متى سيتسلم ريك هذا المنصب ؟
دخل ريك فقالت بجفاء:
- اهلا بك سيدي في مكان السيد ديكسون.
فاخرجت استقالتها من الاله الكاتبه ثم وضعتها في مغلف.
التوى فمه وبرقت السخريه في عينيه :
- ليتك قلت هذه الكلمات بصدق. لكن المرء لا يفوز بكل شيء دفعه واحده .
احمر وجهها وهي تطبع اسم السيد ديكسون على المغلف.
- ماهذا ؟
التقط الرساله ثم قرأها فقالت متصلبه :
- هذه رساله خاصه .
- كانت خاصه ويجب ان تعرفي ان كل الرسائل التي سترد من الان وصاعدا الى هذا المكتب يجب ان تمر بي او.... ما معنى هذا ؟
جلس على حافة الطاوله وقد انحسر عن وجهه كل اثر من المزاح وحل مكانه التجهم . التوى فمه بسخريه :
قالت له :
- الرساله واضحه .
- اوه اجل واضحه . لذا اريد تفسيرا .
فاشاحت بوجهها عنه :
- ظننت ان التفسير واضح ايضا .
مد يده بخشونه الى ذقنها ليدير وجهها اليه بقوه :
- ربما. اتستقيلين بسببي ؟
نظرت اليه بثبات وقد احست بعدم الراحه من جراء اصابعه التي تمسك وجهها .
- اجل .
فجأه زال كل مرحه ومزاحه واصبح رجلا قاسيا لن يوقفه شيء عن الوصول الى مآربه... في تلك اللحظه بدا كأبيه تماما . نزعت ماري رأسها من يده فسببت لها تلك الحركه الما .
- ستتركين الشركه. تتركين وظيفه تحبينها لأنك بكل بساطه لا ترغبين في العمل معي ؟
ردت دون عجله او تردد :
- نعم .
- اتكرهينني الى هذه الدرجه ؟
- نعم .
اخذ نفسا عميقا وقال :
- واذا طلبت منك العدول ؟
لم يكن الذي يكلمها ريك الذي التقته في حفله زفاف جنجر منذ اسبوع....بل محام قد علمت من نظرته المصوبه اليها انه قد يكون اكثر خطرا وفتكا من ابيه يوم كان في اوج مجده المهني .
فردت عليه :
- لا فرق. عملت في الشركه سكرتيرة للسيد ديكسون لذا افضل ترك العمل بعد تقاعده.
- لا اظن ان مسأله توظيفك كانت مدار بحث بيني وبينه, وكنت اعتقد ان لديكسون ثقه بولائك للشركه. لكن اذا كنت تفضلين العمل مع ابنه بيتر فسأجد حلا .
- لكن جنجر هي سكرتيرته
- وهذا سبب وجيه يدفعني الى التبديل فليس من المستحسن ان يعمل الرجل و زوجته معا
احست بالغضب :
- انت لا تظن ؟
- لعلك لم تفهمي الوضع يا ماري ... بل لعلك لم تصغي ... فلقد اصبحت الشريك الاكبر .. وفي المستقبل ستعرف المؤسسة ((بستيل وديكسون))
- لكن بيتر ...
- يعرف كل شيئ . وهو موافق منذ زمن ومع ذلك فلست افهم سبب دناعك عنه الا اذا كان بيتر بالنسبة لك اكثر من صديق
فشهقت ماري غضبا :
- كيف تجرؤ على هذا الكلام ؟ كيف تجرؤ على قوله لي ؟
- اؤكد انني استطيع قوله بكل سهوله .. لكن ردة فعلك تؤكد انني مخطئ هذه المرة
- هذا مؤكدا
- اجل .. لقد عرفت هذا . لكن الا يمكنك التراجع عن استقالتك بضعة اشهر فقط ؟
- انا ..
ريك يا فتاي العزيز
دخل دون ديسكون الغرفة :
- وماري ... عزيزتي . ارجو ان تسانحيني على اعلاني المفاجئ اليوم . لكننب واثق من انك ستوافقين عل ان ريك هو كسب لاي شركة يعمل فيها
- ربم لا تشاركك ماري رأيك يا دون
فبدأت تقول :
- انت محام بارع و ..
فقاطعها دون مؤكدا :
- انه بارع فعلا . لا اعلم كيف استطعت اقناعة باستلام ادارة مؤسستنا
لعقت شفتيها متوترة :
- لكنني فوجئت ... فقد ظننتك ستتقاعد في السنة القادمة
بدا دون غامضا .ابتسامته انطفأت فجأة
- عاد ريك قبل الاوان .. حسنا يا ماري ... لقد كانت ايزابيلا تطالبني باجازة لسنوات الان . وهكذا قررت ان اسافر معها الاسبوع القادم
- ... القادم ؟ ... لكن
توقفت عن الكلام عندما رأت نظرة ريك المحذرة . ظهر سخطها بوضوح على وجهها . فهز رأسة ثانيه . وبرز لمعان الغضب في عينيه . فما كان منها الا ان عضت شفتيها لثوان معدودة . ثم نظرت بعدها الى مخدومها العجوز
رأت التعب حول عينيه . ولا حظت ان وزنة قد نقص ... يبدو انها لم تنتبه لحال مخدومها لانشغالها بمشاكلها وسألته باهتمام مرح :
- الى اين ستسافر ؟
- فكرنا في ان رحلة الى الانتيل ستكون رائعة . والان . لدي بعض التفاصيل الصغيرة في مكتبي قبل ان اذهب يا ريك
رد على العجوز :
- سأكون معك بعد تحفات . فما زلت احاول اقناع ماري بأن سحري لا يقاوم
فضحك دون :
- حظا موفقا يا بني . فالحظ هو ما تحتاجه حقا
- شكرا لك
مرح ريك ستيل نلاشى ما ان عادا وحيدين . جلست ماري شاحبه :
- الا عطلة ؟
- لا ... ليس قبل مدة طويلة
- دون ليس بصحة جيدة ... اليس كذلك ؟
- اجل ... قلبه مريض ...
- لكنه مريض منذ سنوات
رد عليها ببطئ وقد ضاقت عيناه :
اكنت على علم به ؟
فهزت رأسها بنفاذ صبر :
- انا من كنت اذكره دائما بمواعيد الدواء ... وكنت على علم بالفحوصات التي يقوم بها دوريا والتى كان اخرها منذ اسبوعين ... فماذا حصل له ؟
- اكتشف الاطباء في الفحوصات الاخيرة ان حالته ساءت وهو بحاجه الى عمليه جراحيه
- اذن فهو الاسبوع القادم ..
فهز رأسة بأسى :
- سيدخل المستشفى
يا الهى ... لكن جنجر ... وبيتر ...
- ليس لديهما فكرة عن ذلك فلو عرفا لالغيا الزفاف . هذا نا لم يرده دون لكن العمليه خطيرة ... لذا ...
- ارسل بطلبك .
- اجل ... أرسل بطلبي ... ولا تهمني سخريتك ... فليس سهلا على المرء الاستفتاء عن حياة كامله في مهلة وجيزة كهذه
- انا اسفه ... فقد عرفت الان ان عودتك لم تكن سهلة بالنسبه لك
- اشك في هذا ... لكن تفهمك لا يهمني ... بل دون هو من يهمني ...فأنا هنا لانه يريدني . فهو وبيتر كانا اقرب الناس الي
ولا استطيع ان اخذلهما
حدقت ماري الى الفضاء . بعد ان ادركت الموقف وقالت وكأنها تكلم نفسها :
- وانا ايضا لن اخذلهما فواجبي يحتم على البقاء في المؤسسة ؟
كان كلامهما امرا واقعا ... لا استفسارا
هز رأسه وقد بدا لها اكبر سنا في تهجمه :
- هذا ما اظنه . لكن القرار اخيرا يعود اليك . فاذا تركت العمل فيالوقت الحالي فقد ينزعج . لكن احدا لن يفرض عليك البقاء لاحقا
انها لا تستطيع الرحيل ولا تستطيع ايضا البقاء ! فهل ستقدر على العمل مع ابن قاتل ابيها ؟ فجورج ستيل هو الذي سحب الكرسي من تحت قدميه المرتجفتين
لا شك في ان شيئا مما تفكر فيه ظهر على وجهها ... فقال ريك :
- حالما يعود بيتر من شهر العسل . أعدك ان تنتقلي الى العمل معه فقد تناسبني جنجر أكثر
قيلت الجملة الاخيرة بقصد لاهانة . وهذا ما استنتجته من خلال بريق عينيه .لكنها لم تلتقط الطعم . بل هزت رأسها قائلة :
- احسبيه خير حل
- حسنا يا ماري اذا كان هذا ما تريدينه دعيني اؤكد لك ان علاقتنا من الان وصاعدا ستكون عمليه
فرمقته ببرود :
- لكنها لم تكن يوما غير ذلك
فتمتم متجهما :
- لو كان لدي الوقت ..
فقالت متحديه :
- نعم ؟
- لو كان لدي الوقت لاذبت هذا الجليد حتى اصل الى عظامك . لكنني حتى ذلك الوقت . سأتأكد من بقائك سكرتيرة كفوءة
- لكن السيد ديكسون ما اشتكى يوما
- انا لست مثل دون ... ولي طريقتي الخاصة في العمل
- اؤكد لك . ان كرهي لن يؤثر على قدرني العمليه
فتمتم
- ليتني واثق من رعيتي فيك .. لكن لزفاف وحده سيكشف عن هذا .. سيمر الوقت اثناء العمل من هذا الرجل بطيئا
غادر ريك مكتب دون بعد نصف ساعة . وتوقف طاولتها :
- سأراك صباح الاثنين . في التاسعة تماما
- سأكون هنا
فقال ساخرا :
- انا واثق من هذا . ايتها الانسه دالمونت !
بعد لحظات من خروجه . استدعاها دون . فدخلت وقد رسمت على وجهها ابتسامة . تحمل دفترا وقلما استعدادا لكتابه ما قد يمليه عليها
- لا داعي الى التظاهر يا عزيزتي . فقد اخبرني ريك انك على علم بوضعي
تلاشت بسمتها فورا وكادت تنهار :
- اوه سيد ديكسون ...
وتقبل ما ظهر من اسى وحزن عليها
- اعلم ... اعلم ... لكنني سأخرج من المستشفى قبل ان تعرفي
وعندما سأسافر وايزابيلا في رحلة الى جزر الانتيل وعندما سأعود سأتولى منصب المستشار في المؤسسه
- انا واثقة من قدرتك
حاولت اخفاء الدموع امام الوجه الشجاع الذي بدا متأثرا اكثر مما يظهر
- والان ... ما اريد حقا ان اقوله انني سعيد لانك قررت البقاء سكرتيرة لريك . انه رجل رائع ونحن محظوظون به
- انا واثقه من كلامك
- في الواقع ما كان يجب ان ينضم الينا حتى العام القادم مع العلم ان عملنا ليس من ضمن اختصاصه لكنه سيكون اداريا ناجحا لقد ترك مستقبله في الكلترا وعاد الى هنا من اجلي .لذا لا ادري كيف سأكافيه صنيعه
- لماذا لا يستلم مكتب والده ؟
فهز كتفيه :
- لا اعرف القصة الكاملة . وما اعرفه انه ورائد ه ليسا على وفاق على جورج متقاعد الان
ان لم يكن على وفاق مع والده فهذا قد يعني انه غير سيئ كما تعتقد لكن حتى هذا الامر لن يتغير الواقع فهو يحمل دم ابيه
في اليوم التالي بعد ان خرجت صديقتها ساندرا احست بالسعاده وهي تستلقي على مقعدها رافعة قدميها وامامها فنجان القهوة وصحيفة الاحد
عانت الامرين خلال الاسبوع الماضي . وهذا يعني انها بعد انتهاء الاسابيع الاربعة القادمة ستكون على شفير الهاويه ولعل ما كان يهدئها بعض الشئ
ان ريك لم يكن اقل منها توترا وان يكن لتوتره اسباب اخرى . لكنها تمتعت خلال الاسبوع الماضي وهي ترى رغبته فيها تكاد تحرقه من الداخل
هي لا تنكر احساسها بالسعاده وهي تصده . لكنها ايضا ودث لو لم يلتقيا يوما لان تلك المرارة عادت اليها من جديد حتى كادت تقض مضجعها عندما وصلت لي هذه الفكرة استرعى اهتمامها مقال في الصحيفة المها وعصر فؤادها ومزقه اربا اربا .
كان يعلو ذاك المقال صورة لجيدون وعروسه السعيدة ! وهي صورة تروي قصتها بنفسها ...
ومع ذلك فقد قرأت المقال القصير تحت الصورة . وفيه تفصيل عن حفل الزفاف في اليوم السابق اما العروس فقد كنت ابنة اللورد دكينهام
احست ماري بالاختناق ففي يوم امس كانت الذكرى السنويه لموعد زفافها الذي كان مقررا منذ خمس سنوات . |