عرض مشاركة واحدة
قديم 06-01-09, 07:51 PM   #12

Jamila Omar

نجم روايتي وكاتبة ومحررة لغوية في قلوب أحلام وعضوة في فريق الترجمة

 
الصورة الرمزية Jamila Omar

? العضوٌ??? » 4574
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,576
?  نُقآطِيْ » Jamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond repute
افتراضي

11- الاباء يأكلون الخصوم

اغلق جيدون الباب ثم دنا منها. لم يكن جيدون قد تغير ابدا فما زال يقصر شعره الاشقر قصيرا وما زال طويلا وحدها الخطوط المحيطه بعينيه تخبرها عن تقدمه في السن .
نظرت اليه نظره جديده, تتساءل كيف استطاعت يوما ان تحبه,ذلك الحب الذي جعلها تفكر في الانتقام من ريك حبيبها. اوه ...
انه وسيم ولكنه ضعيف. ياترى كيف استطاع ان يتحدى والده ويحاول الزواج منها.
تطلعت ماري اليه وهو يتقد منها فهزت رأسها محيية :
- جيدون .
رد بلهفة قاطعه :
- ماري ... اتعلمين سبب وجودي هنا ؟
التوى فمها , ورفضت ان تتركه يحس بالالم الذي يعتصرها :
- لا يصعب التكهن .
هذا صحيح فقد كان جيدون يحسب بأنها اذلته منذ 5 سنين نظر اليها ممعنا النظر الى جسدها النحيل .
- انت اجمل مما مضى .
كأنما هذه المعرفة اغضبته... اتسعت عيناها عندما شاهدت عاطفة تشع من عينيه ... الحب ... اجل لقد شاهدت الحب يبرق للحظات قصيرة في عينيه. ومع ذلك فها هو اليوم يدمر حياتها ثانية . وسألته :
- هل زرتني بالامس ؟
فهز رأسه :
- اجل كنت في الخارج مع ستيل . حسب قول زميلتك .
صمت لحظات ليكمل بخشونه وسخرية :
- ستيل ياما ري ؟ ظننتك ستختارين أي شخص الا هو ! فلقد اوضحت لي مشاعرك بشأن والده مرة .
حمرّ وجهها بقوة وقد تذكرت حديثهما ... لقد قالت له ولوالده يوما ان جورج ستيل كان مخطئا في حكمه على والدهه وانها تكرهه وستظل تكرهه الى الابد .
تابع جيدون ساخرا :
- ولكن يبدو انك تحبين الابن وهذا ما لا اصدقه انا وهو .
شحب وجه ماري بلاسرعه التي احمر بها وجهها .
- وماذا اخبرته ؟
رد عليها بخفه وهو يجس على طرف طاولتها :
- الحقيقة ليس الا. اخربته انك اقسمت على الانتقام من والده .
- وهل ... صدقك ؟
سمعت صوت همهمه ريك وهو يتحدث هاتفيا ... واكد لها جيدون بازدراء :
- بالطبع صدقني فهذه هي الحقيقة .
وردت عليه بصوت متألم :
- اجل ... اذن اختك بريدجيت عرفتني ؟
- حالما رأتك .. عندما عادت من شهر العسل اخبرتني .
فقالت له بفتور وهي تنصت الى ما يجري داخل مكتب ريك .
- زوجتك جميله جدا .
فقال بأختصار :
- اجل .. فوالدها هو اللورد كينهام .
فهزت رأسها دون وعي :
- هذا ما عرفته .
فكرت وهي واقفه هناك: لماذا لم يأت لمواجهتك ريك حتى الآن؟ وبم يفكر ياترى ؟ لماذا لم يعصف في وجهها طلبا للتفسير , فهذا هو اسلوبه لا لعبة الانتظار التي يقوم بها الآن .
اضاف جيدون متباهيا :
- انه مرشح للوزارة اتعرفين هذا ؟
لا .... انها لا تعرف ولكنها الآن باتت تفهم جيدون الذي ماكان ليتزوج الا امرأة تقدم له الكثير والكثير. فجيدون رجل طموح وبما ان حماه اللورد فهو سيسعى الى ان يتبوأ منصبا افضل من مهنته.
ولعله يخطط الى تبوء هذا المنصب. سخرت منه قائله :
- ما اروع هذا !
هز رأسه دون ان يلحظ سخريتها وتابع اعتزازه :
- اليست زوجه تناسبني .
ردت بتصلب :
- انا مسروره لك .
نظر اليها ببرود :
- صحيح ؟ لكنك فعلت المستحيل لدتمير حياتي منذ 5 سنوات .
- والآن تسعى لتمير حياتي .
وقف وهو يقول :
- اجل . الا تظنين ذلك عادلا ؟
ابتلعت ريقها :
- هل وجدت سعادتك الآن ؟
احنى رأسه قليلا لينظر الى وجهها مباشرة :
- اجل.. لكنك لن تعرفي كم كنت اتوق لتكون سعادتي معك لقد احببتك ياماري .. اكثر مما احببت اية امرأة بما فيهن آليس .. لكن بما انني متزوج الآن وانت متحررة من ستيل ..
طالبه بسخرية ان يكمل الا انها لا تصدق ما يسمع, ولا تصدق انها تتعرض الى هذه المهانه.
تابع جيدون بلطف :
-لا حائل يحول دون لقائنا .. وذلك في الوقت المناسب لنا بالطبع !.
اغمضت عينيها وموج احمر من الغضب يمتد امامها ... سألته بحنق :
- وان لم يناسبنا ..
- ولم لا ؟ فأنا مازلت ارغب فيك.
وقفت ماري وهي تهتز غضبا ثم قالت له ببرود :
- اخرج من هنا لست ادري كيف حسبت يوما انني احبك! انت مقرف وبغيض! اخرج من هنا, فلقد قمت بما تسعى اليه مسببا اذى كافيا ليوم واحد !
اتسعت عيناه كمن لا يصدق ما يسمع :
- انت حقا واقعه في حب ستيل ؟
- اجل !
ضحك ضحكة كريهة:
- يا الهي ! مسكينه يا ماري .
استمر يضحك الى ان وصل الى الباب . مسكينه يا ماري .. هذا صحيح..
لاحركة الى الان في مكتب ريك. مع ان الحديث التلفزيوني قد توقف... الصمت! غدا مؤذيا وماري تتوق الى قرع الباب لكنها عادت فعدلت عن ذلك خشية مما قد يترتب عنه .
اطلت جنجر من جانب الباب :
- ثمة ما يحول دون دخولي ؟
بدت جنجر بعد رحلة شهر العسل متألقه. دخلت الغرفة وعيناها تمزحان :
- لقد سمعت اشاعه تقول انه ليس من الامان الدخول الى غرفة تكونين فيها وريك وحدكما .
ابتسمت ماري لأنها لم ترد بكدير سعادة جنجر المشرقة.
- حقا؟ ومن قال هذه الاشاعه ؟
فضحكت جنجر :
- انه دون. عندما ذهبنا لنزوره في المستشفى البارحه اخبرنا عن علاقتكما. لقد بدا لي على ما يرام .
- اجل .
- لقد غضب بيتر لأنهم اخفوا امر مرض ولده عنه ولكن لا يسعني القول انهم احسنوا فيما فعلوا .. بيتر يحادث ريك الان هاتفيا .
جلست على الكرسي مقابل ماري التي كانت تعرف ان المكالمة انتهت منذ دقائق.. ومع ذلك لقد بقي ريك في المكتب ! ماذا يفعل ياترى ؟
سألتها جنجر ممازحة :
- كيف تجدين رئيسك الجديد ؟
- يعجبني .
- ولكن دون يعتقد انك اكثر من معجبة به .
فأبتسمت ماري وهزت رأسها :
- لا اعتقد هذا, في الواقع هو يفضل ان تكوني سكرتيرته .
اصابت الحيرة جنجر :
- هل يفضل هذا ؟
- اجل . فهل تمانعين ؟
- انا لا اعتراض عندي زلكن لا اعلم ما سيكون رأي بيتر .. فأنا ...
انفتح باب المكتب الداخلي, وظهر اخيرا ريك الذي بدا مختلفا كل الاختلاف عن ذلك الرجل الذي كانت تطوقها ذراعاه. بدا شاحب الوجه بارد العينين زائغ البصر . تحيطه هاله من التحفظ تجعل المرء غير قادر على الدنو منه.
رد التحية على جنجر المرحهبخشونه دفعتها للخروج في لحظات . احست ماري انها مضطره لتقول شيئا.. كي تتكلم على الاقل :
- ريك .. انا ...
تراجع ليفتح الباب مقاطعا :
- هل لك ان تأتي الى هنا ؟
- اوه ...ريك...
فقاطعها ثانية بقساوة :
- الا يمكنك الانتظار الى ان نصبح داخل المكتب .
مرت على مضض ثم جلست... بينما اخذ هو يذرع الغرفة تحس بنظراته مسلطه عليها وهي جالسة في مكانها تحملق في يديها المرتجفتين بشكل واضح .
اخترق صوته الصمت المزعج :
- قد اكون مفرطا في الامل لو املت ان ما سمعته غير صحيح ؟
ردت بصوت متحطم :
- صحيح ..
- لماذا لم تخبريني بحق الله ؟ لا دعيني اتكهن فلو عرفت من انت لما استطعت الشروع في الانتقام ؟
استمرت ماري تنظر الى حجرها :
- لا .
- اذن انت لاتنكرين انك قبلت الخروج معي بغية الانتقام ؟
- لا ... ولكن ....
تابع بوحشية :
- وليلة امس وافقت على الزواج. اكان ذلك من ضمن خطة الانتقام ؟
رفعت الان بصرها اليه وقد اسودت عيناها .
- لا .
جاء نفيها رجاء .
- لا ؟
اضحت عيناه باردتين كقطعتين من الجليد فقد هجرهما كل الدفء وحل مكانه القساوة .
- وكنت تسعين بزواجك مني الى غرز السكين عميقا في قلبي .
- لا.
- حسنا ...لقد احسست بهذا الالم يا ماري.. ليلة امس حسبتني احب المرأة التي بين راعي, المرأة التي ظننتها تحبني في المقابل. وبدلا من هذا اكتشف انك ماكنت تسعين الا الى المزيد من الايلام .
برز الاحتقار في عينيه وهو يسألها :
- اخبريني متى كنت ستكشفين عن هويتك, قبل الزواج ام بعده ؟
- بعده ... ولكن ..
قاطعها ساخرا من نفسه :
- طبعا فيما بعد . بعد ان تصبحي ابنة تشارز وايلز زوجتي !
وقفت ماري باضطراب انها تعرف ان من حقه الغضب . وان كل ما قال حتى الآن كان الحقيقه بأم عينها .
سألها بحده :
- ماذا كان يخبرك جيدون منذ قليل ؟ اوه ..اجل .. استطعت سماعكما .
شهقت من الدهشة طبعا يستطيع فإن تمكنت هي من سماعه وهو يتحدث هاتفيا فهذا يعني انه ايضا قادرا على سماع حديثها مع جيدون .
رفعت رأسها بشموخ وقالت له وكأنها تتحداه .
- لقد عرض علي اقامة علاقه معه .
ضاقت عيناه :
- وهل قبلت ؟
- بالطبع لا !
فسألها بقساوة :
- ولماذا لا ؟ انه سبب كل هذا ؟ لم يكن ابوك السبب ابدا .. بل جيدون !
تجنبت النظر الى عينيه :
- لا افهم ما تعني !
- عندما جاء اليّ ليخبرني انك ماريام وايلز وانك اقسمت امامه يوما على الانتقام من والدي كان اول ردة فعل لي الرغبة في الخروج اليك لأهزك حتى ازهق روحك . ولكنني عدت امهلت نفسي بعض الوقت للتفكير.. لقد تغيرت معاملتك لي فجأة في الاسبوع الذي تزوج فيه جيدون انا اعرف كل شي عن فسخ خطوبتك منذ 5 سنوات على الاقل اعرف ان ماريام فسخت الخطوبة اتعلمين لماذا رفضت حضور زفافه؟ ان ما فعله بمريام هو السبب .
- لست افهم ... لست افهم .
التوى فمه :
- لا ... ولن تفهمي . اما زلت لاتفهميني بعد الايام التي امضيناها سويا ؟ هل تظنني انني كنت راضيا عما فعله ابي بأبيك ؟
التوى فمه :
نظر اليها بشده :
- كرهت الطريقة التي استخدمها في قضية والدك , وكرهته للعذاب الذي سببه له ... ولقد تضاعف كرهي له عندما انتحر والدك من اليأس !
كان وجه ماري قد اصطبغ بحمرة الخجل عندما ذكرها بالايام التي امضياها معا لكنه عاد فشحب عندما كشف لها عن مشاعره حيال الطريقة التي استخدمها والده في قضية والدها, وكيف دفعه الى الانتحار.. لقد كانت تعلم بعض الشيء عن اسباب الكره الذي يحمله ريك تجاه والدله , عن سبب رحيله الى بلاد بعيده , امضى فيها سنوات طوالا . ولكن في سعيها الاعمى الى الانتقام تجاهلت الحقيقة.
تابع ريك بصوت فولاذي :
- لقد كرهت ما فعل بك . وبأمك , بل حاولت ان افتش عن امك بعد الحادثة والله وحده يلعلم ماكنت افكر في القيام به . وكم تقت الى ان اعتذر منها وان كنت اعلم ان لا جدوى منه فلا شيء كان سيفيدها في مثل ذلك الوقت .
سحب نفسا مضطربا ثم اكمل .
- ولم يكن لدي اية فكرة عن وقع التأثير النفسي عليك وعن الحد الذي قد تصلينه طلبا للانتقام .
توقف قليلا ثم سألها ببرود :

- اما زلت تحبين جيدون .. اهذا هو السبب ؟
فقالت له بصوت متقطع وهي ترتجف حتى اعماقها :
- انا احبك انت .
لم تكن تشك بكلمة مما قاله فهي تعرفه جيدا وتعرف ان هذا بالضبط ما حدث .
رد عليها بخشونه :
- دعك من هذا الكلام .
- لكنها الحقيقة !
فهز رأسه :
- لا استطيع القبول بها فالعلاقة لن تعود بيننا الى سابق عهدها لأننا كلما سنتجادل وكثيرا ما سنتجادل ستذكرين مافعله ابي وهذا ما لن اقدر على العيش معه .
بدت الدموع تنهمر من عينيها فقالت بصوت متهدج :
- لن اطلب سوى ان اكون معك ! ولك ان تأمرني بأن اتركك متى شئت .
اختفى من وجهه كل تعبير وتبددت عيناه واعتمتا دون ان تصفحا عن ردة فعله على رجائها .. قال بهدوء :
- وانا اطلب منك الرحيل الآن !
ابتعد عنها ....
- لقد اتفقت مع بيتر على ان تحل جنجر مكانك منذ صباح الغد وهذا ما سيخبرها به الآن .. اما انت فستحلين مكانها .
- اذا كنت تفضل ترك المؤسسة كلها فسأفعل .
قال ساخرا :
- لا ... دون مازال مريضا واذا عرف ان سكرتيرته المفضله قد تركت العمل فسيصاب بنكسه . واطلب منك البقاء الى ان يستعيد كامل صحته .
حدقت ماري بظهره المنحني :
- ثم اترك ؟
فهز رأسه ببرود :
- اجل.. ثم تتركين .
ارتدت على عقبيها وهي تنتحب وغادرت الغرفة.
كان الاسبوع التالي اسوء اسبوع شهدته في حياتها فقد بلغت فيه الى ادنى درجات الاسى . وان ظنت انها مهجورة عندما تركها جيدون فهي تعرف الان معنى الهجر الحقيقي .
فريك لم يكن اكثر من متعجرف فظ يسير امامها في المبنى وكأنه لا يراها . واذا كانت نهاراتها تمضيها وليس لها من امل في رؤيته من بعيد فإن لياليها كانت تمر بها أليمه. وكانت خلال ارقها تذرع غرفة الجلوس ذهابا وايابا لكن بحذر حتى لا توقظ ساندرا .
عندما تناولت الغداء مع جنجر اعلمتها انه شيء المزاج حاد الطبع لكن ماري تعلم انه عكس ما تقول جنجر. وان كان من كلامها من دلاله فهو انه مثلها تعاني ما يعاني من جراء ما صنعته يداها .
هو دون شك يحبها ولكن لا امل لحبهما هذا ابدا .
تغضن وجه عمتها حينما وصلت يوم الاحد تزورها:
- ماذا حل بك بحق الله ؟ مظهرك فظيع !
ردت ماري بخفه لا تملكها :
- ماجئتك الا لتجعليني اشعر بالسعاده .
- لا تهزئي بي ايتها الشابه فلست طاعنه في السن حتى تهزئي بي هكذا .. والآن اين ريك ؟
وقعت كلماتها في المرمى تماما.. اجابت ماري بصراحه مماثله :
- لم اعد اراه .
- لماذا ؟
فهزت كتفيها :
- لأنني لا اراه !
فقطبت العمه حاجبيها وقالت :
- ثمة افكار شيئة تدور في رأسي, هل عرف انك ماريام وايلز ابنة تشارلز وايلز ؟
- اكنت تعرفين هويته ؟
- طبعا عرفتها فأنا مازلت واعية عاقله ! لقد عرفته حالما لفظت اسمه .. معتقده انك تعقلت اخيرا بشأن آل ستيل ولكن يتملكني شعور الآن بأنك لم تفعلي .
تنهدت وهي تسير اليها بخشونه :
- لم افعل .
فهزت العمه اديت رأسها :
- انت فتاه غبيه الماضي هو الماضي . ويجب ان يبقى هكذا.. الا تحبينه ؟
- بلى .
- وهو يحبك ايضا .. فلماذا لا يمكنكما نسيان الماضي ؟
- انا نسيته اما هو فلم يستطع...اوه ...ليس لأنه يلومني على ما فعله والدي ..
فقاطعتها العمه بلطف :
- اتدركين انها المرة الاولى التي تعترفين فيها ان والدك قد يكون مذنبا ؟
فهزت رأسها :
- ولكنه لم يكن مذنبا .
قالت اديث بلطف وصوت خفيض :
- بل كان .
اتسعت عينا ماري من شده دهشتها ..هي بدون شك لم تسمع جيدا :
- عمتي اديث ... لقد ...
تنهدت العجوز :
- في الواقع لا يمكنني الاستمرار في خداعك بعد ياماريام. يجب ان تعرفي الحقيقه.قلت يوما لوالدتك ان عليها ان تخبرك لكنها لم تقبل .
احست ماري فجأة بجفاف في فمها :
- لم لم تقبل ؟
- لم تشأ ان تخبرك ان ابك كان مذنبا في كل التهم وانه انتحر لأن جورج ستيل كان سيحصل على دليل ادانته التي ستسود سمعته الى الابد في اليوم التالي.. وان عشيقة ابيك كانت ستشهد ضده .
ابتلعت ماري ريقها بصعوبه وقد غدت شحبة كالاموات :
- عـ ... عشيقة ؟
- كانت امرأة اقام معها والدك علاقه مدة سنتين.. وهو ما سرق المال الا ليعيلها مدى الحياة بعد ان يهجرك وامك .
هزت رأسها وهي لاتصدق ما تسمع .
- لكن الرسالة! لقد ادعى فيها انه برئ !
- لم يكن هناك من رساله ياميريام.. على الاقل لم تكن رساله كتبها ابوك ابدا .
- هل امي ...
فأكدت لها العمه :
- هي التي كتبتها .
وصاحت بحيره :
- ولكن لماذا؟ لماذا كذبتما علي ؟
- كنت في الـ12 من عمرك . فتاه صغيرة تألمت كثرا لذا لم تشأ امك زيادة البؤس على قلبك بمعرفتك الحقيقة.
تنهدت العمه بقلق ثم اكملت :
- لم يعجبني ما فعلته امك , ولكن ما حصل قد حصل .
- لكن امي ... انهارت بعد موت والدي .
- لقد ساندته وقت المحاكمه مؤمنه ببرائته.. لكنها عادت فاكتشفت امر عشيقته وخطته لهجرها. وهذا ما حطم روحها يا ماريام . وجعلها يائسة لا امل لها في الحياة.. بعد ان علمت الحقيقة قررت الا تعلميها لتبقى صورة والدك حسنه في ذكراك . وعندما تركك ذاك الارعن لم اندم لأنني علمت انه ليس الرجل الذي تستحقيه اما ريك فهو رجل طيب لذا لن اقف مكتوفة اليدين وانا اراك تفقدينه للسبب عينه .
تأوهت ماري :
- ولكن معرفتي الحقيقة لن تغير في الوضع.. الا ترين هذا ياعمتي ؟
- بل ارى انه قد ازف الأوان ليسامح ريك والده. اجل.. فأنا اعرف مابينه وبين والده. فهو نفسه اخبرني بأن العلاقه الاسرية مفقوده بينهما مع انه لم يذكر السبب او اسم والده. لكن عيشي في هذا المنزل لا يحول بيني وين ان اعرف ما يجري في العالم, كما لا يحول دون ان اقدم النصيحه لتصحيحوضع خاطئ...ووضع الابن ووالده خاطئ يا ماريام . بعد ان اخبرتك الحقيقة ارى انه عليك الذهاب لتعترفي بها امامه .
قالت ماري ببطئ وهي لا تزال مذهوله :
- عمتي اديث لو كان جورج ستيل يملك الدليل الذي يدين والدي.. ولو كان يعرف عن هذه... هذه المرأة .. والمال المسروق.. فلماذا لا يخبر ابنه فيبرر بذلك نفسه اما ولده ؟
- عليك ان تسأليه هذا السؤال بنفسك.
تسأل جورج ستيل ؟ لا ...لا تستطيع فعل هذا ... لا تستطيع مواجهة ذلك الرجل الساخر القاسي .
ومع ذلك فبعد ساعتين وجدت نفسها تقود سيارتها الى منزله , دون ان تفكر فيما تقوم به , كانت تقود السيارة فقط وملؤها الامل بأنها عندما تصل الى هناك ان يكون في الخارج ... لكنه لم يكن .
قالت لمدبرة المنزل :
- اعلميه ان ماريام وايلز تريد رؤيته .. الآنسه ماريام واليز .
ولم تكن قد فكرت فيما ستقوله لجورج عندما تراه . كل ما تعرفه انه يجب ان تبدأ دون خداع بينهما .
قد تدعي انها لم تتألم وترتبك بما كان عليه والدها بالفعل. بعد ان جعلته مثلها الاعلى لسنوات. ولكن وقع الامر كان صعبا على والدتها. وهي تعيش مع كذبة براءة زوجها, الذي كان يخدعها وكان ينوي هجرها .
- هل تسمحين بالدخول آنسة وايلز ؟
نظرت الى مديرة المنزل المبتسمة وهزت رأسها :
شكرا لك .
كان جورج ستيل يجلس في غرفة الجلوس ينظر من النافذه الى الخارج. عندما سمعها تقترب ادرا كرسيه وابتسامه ترحيب تعلو شفتيه .
حياها بحرارة :
- ماري .. اليس ريك معك ؟
فقطبت مجيبه :
- لا ... انا وحدي .. الست دهشا لرؤيتي ؟
فأرتفع حاجباه الاشيبان وقال مبتسما :
- انسة وايلز؟ لقد عرفتك منذ رأيتك. اذكرك وامك جيدا, عرفتك فورا فأنت لم تتغيري كثيرا خلال 12 سنة يا ماري الآن ماذا استطيع ان افعل لك ؟
ردت متأوهة :
- ان تساعدني !
جلست متألمه اذ كيف تطلب العون من الرجل الذي ظنت انها لن تكلمه مطلقا فما بالك بطلب العون منه .
- لماذا لم تقل لولدك الحقيقة عن والدي ؟
بدا عليه التردد لحظات لكنه عاد فتنهد :
- ألم يصيبكما بما فيه الكفاية من الضرر ؟ الرجل قد مات .
- لأنه كان مذنبا !
هز رأسه :
- صحيح .. ولكن لو كنت اقل قسوة ولم اصمم على ادانته ....
- كنت تعرف انه سيقتل نفسه !
-ربما ...لكنه تركك وامك للذئاب .
فشهقت :
- امن اجل هذا لم تنشر الحقيقة ؟
فهز رأسه :
- لم اجد مبررا لأن ازيد عذابك وعذاب امك فوالدك مات والشركة استردت مالها.. وبذلك انتهت القضية .
- بل لم تنته. فأنت خسرت ابنك وحبه لك .تلاشت ابتسامته :
تلاشت ابتسامته :
- كان هذا ثمنا يجب ان ادفعه !
وقفت بتصميم :
- ما من حاجه لتدفعه الآن .. قد اخسر ريك ولكنني سأكون حريصة حتى لا تخسره انت . سوف اخبره الحقيقة .
قاطعها ببرود :
- الخير في الا تفعلي .
فاتسعت عيناها .
- ولم لا ؟
لأن الوقت قد فات .. قد لا اكون مذنبا بكل ما آمن ريك بأنني مذنب به , ولكنني مذنب بالكثير منه لطالما كنت طموحا وقضية والدك بدت لي الخطوة الاولى على السلم الذي سيرفعني الى القمة.. فقضية رابحة ليس للمجرم منها مهرب. عرفت فيها كل سيء حتى عشيقة والدك . وهل اخبرت عنها ؟
فهزت رأسها :
- لقد اخبرتني عمتي بالحقيقة .
فلمس يدها بلطف وقال :
- انا آسف .
فردت بثبات :
- ولكنني لست آسفة .. حقا لست آسفة .
- حسنا لقد اقنعت العشيقة بأن تشهد ضد والدك على ان اسقط معظم التهم عنها .
- اذن لهذا خانته ّ
فهز رأسه :
- اشك في انها كانت ستقف الى جانبه فهي لم تكن مهتمه به بل بالمال . فلقد كانت ***** وضيعة بارده , تريد استقلاله , وعندما القي القبض عليه سرعان ما انقلبت ضده! لم اعلم ما كانت ستكون ردة فعله لو علم انها ستشهد ضده .
فقالت ماري :
- بالطبع لن تعرف .
نظرت اليه بعطف ثم اردفت :
- ان ريك مغفل لأنه لم يصل الى فهم الوضع .
هز رأسه بحزن :
- لقد فات الاوان حقا يا ماري .
سألته ببطء :
- زوجتك... هل عرفت الحقيقة ؟ وهل انقلبت ضدك ؟
فابتسم ولمع الحب فجأة في عينيه الرماديتين الشاحبتين :
- لقد احبتني حتى النهاية , كما احببتها تماما . مع ان ولدي يشك في هذا .
برقت عيناها بالعناد وهي تقول بخشونه :
- يجب ان يقتنع بالكثير .
فلمس جورج يدها :
- يبدو انني سأحبك جدا كزوجة لولدي يا ماري .
فأشاحت بوجهها عنه :
- ستحبني وانت تعرف من هو والدي ؟
فقال مطمئنا :
- لا علاقه لك بوالدك هذه الامور لا تنقل بالوراثة مهما قيل العكس وانا اسف اذا كنت وريك قد تسببا لك ازعاج الاسبوع الماضي .
ابتسم ثم اكمل :
- نحن نظهر اسوأ طباعنا عندما نجتمع معا. ولكن سيعجبني ان تتزوجيه.. هل تظنين ان امكانك ترتيب الامر ؟
فهزت رأسها بأسى :
- اخشى ان لا يستطيع .
فبدا الغضب عليه :
- هذا الولد عنيد مثل ..
فأبتسمت :
- مثلك .
- ربما.. هل ستزوريني ثانية ؟
سمعت في صوته صدق متوتر اقنعها بأنه يعني ما يقوله . فهزت رأسها :
- سأحاول .
وصلت في وقت متأخر الى منزلها وكان لقياده السيارة طوال اليوم تقريبا ولمعرفة الحقيقة المرة اكبر اثر عليها فقد احست بالتعب الشديد . ولكن التعب هذا لم يحل ريك . فهي ما كانت لتطيق صبرا حتى الغد وهناك في مقعد نقال رجل عجوز تدين له بالشرح .
عندما فتح ريك الباب لم يكن مرتديا سوى روب المنزل مشعث الشعر.. ومع ذلك فقد كانت الخطوط العميقة حول عينيه تبدو جديده وتشير الى انه لم يتم جيدا خلال الاسبوع الماضي .
قالت بسرعه وتصميم :
- اود محادثتك .
لم يتنحّ قيد انمله عن الباب .
- الوقت متأخر .
نظرت اليه دون خوف فوجدت البروده فقط في وجهه.
قالت له بهدوء وهي تراقب دهشته وصدمته :
- اكدت لوالدك لتوي ان الوقت لم يتأخر بعد .
ردد بحده :
- والدي ؟ وهل ذهبت لرؤية والدي ؟
- اجل .
فصاح غاضبا :
- ولماذا ؟
فسألته ببرود :
- هل لي بالدخول ؟ ام تفضل مناقشة الموضوع عند الباب ؟
آه ليتها تشعر بالهدوء والثقة بالنفس بدل هذا التوتر الذي تحسه في داخلها.
احس بالخجل لتوبيخها المقصود , وتراجع عندما مرت به , داعبت رائحة عطر الحلاقة, ورائحة جسده النظيف مشاعرها ...
- لماذا ذهبت الى والدي ؟
- لأنني كنت بحاجه لأعرف الحقيقة .
سخر منها :
اية حقيقة ؟
- حقيقة صمته بشأن قضية والدي. كنت اريد ان اعرف سبب اصراره على ان يضر بسمعته ؟ هل سألته مرة عن الحقيقة يا ريك ؟
فالتوى فمه :
- كنت اعرفها .
تابعت وكأنها لم تسمع ما قال :
- والدي كان مذنبا , واعرف هذا الآن. عمتي كانت تعرف الحقيقة طوال الوقت .
- لقد قلت لك ... لا يهمني ما اذا كان والدك مذنبا أم لا . لقد كان سبب انتحاره !
هزت ماري رأسها :
- انت مخطئ .
ابتلع ريقه بصعوبه :
- لا لست مخطئا . لست ادري ما قاله لك ابي, ولكن كان يجب ان احذرك من اسلوبه نهر كاذب كان يخدع امي لـ35 عاما !
امتدت يدها فضربته على وجهه دون ان يرف لها جفن او ترتعب عندما رأت الاحمرار أو الغضب الذي استعر في عينيه :
- التقط انفاسك ياريك.. وسيطر على اعصابك فستحتاج لها !
- ايتها الـ ...
فصرخت به بغضب :
- اجلس .. واصغي لما سأقوله .
- ماري ...
قبل ان يضيف كلمة اخرى سارعت الى الكلام فتلاشت احتجاجاته الغاضبه وهو يصغي الى باهتمام لما كانت تقوله . واذ به يجلس على الاريكة وهي لم تنه بعد نصف قولها ولكنها عندما فرغت جعبتها من الكلام بدت شاحبة اللون , منهكة مثله تماما . دنا ريك منها ليقدم لها بعض العصير ثم قال لها بصوت قلق :
- اجلسي .
ارتشفت بعضا منه فاحست بالارتجاف يزول من جسدها :
- شكر لك .
تنهدت مكمله :
- انت الآن ترى , ان والدك كان يحول بينك وبين معرفة الحقيقة رغم علمه بأنها وحدها تبرئه امامك, اليس كذلك ياريك ؟
نظرت اليه بفضول فجاءها صوته خشنا من التأثير :
- اجل .
قالت لصوت مرتجف :
- شكرا لله على هذا .
نظر اليها محدقا وقد ضاقت عيناه :
- لماذا اخبرتني ياماري ؟
- كي ابرئ والدك ...
- لا لسبب اخر ؟
فاحمر وجهها :
- لا .
كرر سؤاله باصرار :
- لا سبب اطلاقا ؟
وضعت ماري كوب العصير من يدها ثم هبت واقفة تريد الخروج :
- الافضل ان اذهب .
فقال بصوت اجش :
- الم تأملي بأنك عندما تخبرينني الحقيقة قد توضحين سوء التفاهم القائم بيننا كذلك ؟
اجفلها سؤاله :
- لا ...
قال مرتجفا :
- اذا لم تقولي نعم يا ماري , اقسم ان ادق عنقك !
نظرت اليه بارتباك :
- ريك ...!
فتأوه :
- احبك يا ماري .. وانت تحبينني . امخطئ انا ؟
انقطعت انفاسها وهي ترد :
- لا .
احتواها بين ذراعيه :
- انقلب السحر على الساحر ياحبيبتي .
ارتجف جسده وهو يحس بحرارة جسدها تلفحه وتابع :
- وقعت في حبي رغم كل شيء .
فأراحت رأسها على صدره :
- نعم .
داعب شعرها :
- ياطفلتي المسكينه ...
تعلقت به , وهي لا تكاد تصدق ان هذا الحلم الجميل قد غدا حقيقة .
ضحك بنعومة :
- لست مصطره لقول نعم طوال الوقت يا حبيبتي .
امسك وجهها بين يديه ليحدق بعمق في عينيها :
- أعدك الا اؤذي شعره من رأسك الجميل .
ابتلعت ريقها بصعوبة :
- احبك .
اطلق آهة انتصار وظمها اليه وكأنه يريد ابقائها بين ذراعيه الى الابد .
- سنمحو اثار مرارة الماضي بخبنا يا ماري .
- ووالدك ؟
كان عليها حتى وهي في غمرة سعادتها التفكير في جورج ستيل والتضحية التي تكبد مشاقها طوال هذه السنوات .
هز ريك رأسه :
- سأذهب لرؤيته .
حثته :
- غدا .
لكنه رفض قائلا :
- ليس غدا .. سأتصل به الغد , علي ان اذهب لرؤيته في يوم اخر . فلدي خطط اخرى للغد ..
فقطبت جبينها :
مثل ماذا ؟
- مثل اتمام اجراءات زواجنا .. ألن تتزوجيني يا ماري ؟
فتنهدت بسعاده :
- أوه... اجل !
قفزت الرغبة من عينيه وكأنها النار. فذابت بين ذراعيه تريد نسيان كل شيء الا إلاه .


تمت بحمد الله أتمنى أن تعجبكم إن شاء الله


Jamila Omar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس