عرض مشاركة واحدة
قديم 17-07-12, 11:29 PM   #6

ahmad_eng

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 254746
?  التسِجيلٌ » Jul 2012
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » ahmad_eng has a reputation beyond reputeahmad_eng has a reputation beyond reputeahmad_eng has a reputation beyond reputeahmad_eng has a reputation beyond reputeahmad_eng has a reputation beyond reputeahmad_eng has a reputation beyond reputeahmad_eng has a reputation beyond reputeahmad_eng has a reputation beyond reputeahmad_eng has a reputation beyond reputeahmad_eng has a reputation beyond reputeahmad_eng has a reputation beyond repute
افتراضي

حتى أنت يا لندن




كانت الفتاة التى تعزف على الجيتار الكهربائي في محطة ويست منستر ، حيث قرر بطلنا القيام بزيارة لمبنى البرلمان البريطاني وبرج ساعة بيج بن الشهيره على شاطئ نهر التايمز الملوث ، كانت حقاً جميلة ، وكانت تقف منتصبة القامة ، كغصن بان مازال مبتلاً من أمطار أواخر الشتاء التى داعبة حياءه على حين غفلة ، كانت العازفة تُجبر جميع الركاب على تحيتها لعبقرية العزف ، وجمال صوتها وهي تغني أغنية قوة الحب لسيلين ديون

Céline Dion - The Power Of Love - YouTube

ما زال مظهرها الجذاب وعزفها المتفرد يجوب طرقات خيال بطلنا وهو منهمك في مشاهداته للنهر ورواده والبواخر الصغيرة التى تقوم بين وقت وآخر برحلات نهريه بين ضفتي النهر ، تلك التى ذكرته بالأتوبيس النهري ، ورحلات القناطر الخيرية ، ورقص الثلاث فتيات يوم العيد وهو راجع مع مجدي من زيارة خالته ومجدي هو صديق المراهقة الأول وصاحب المغامرات الأليمة معه وهو ما زال غض العود لم تتفتح أزهاره بعد ، تلك الذكرى التى ترك مرورها بمخيلته إبتسامة وهو يتذكر ذلك الفتى ذو السبعة عشر ربيعاً من بعيد الذي كانه ، والتى تحولت لحسرة عندما غادرته الذكرى وحل موضعها واقعه امام عينيه

في طريق عودته من ذات المحطه قرر أن يقف للإستمتاع بعزف تلك الفتاة ، وكانت لا تزال تعزف ، ولسوء حظها لم يضع العابرون الكثير من العملات المعدنية في حقيبة الجيتار السوداء التى قد فتحتها على أمل ان يتكرم الماره عليها ببعض المال ، ولا تتعجب عزيزي القارئ فهذا الأمر مألوف في لندن في كل محطات المترو ، وكذلك على شاطئ النهر ، تجد من يتسول بعدة طرق مختلفه منها الطريف ومنها الممتع ومنها المؤلم ، فحتى لندن لم تعدم المتسولين ولا الباحثين عن الطعام في مخلفات الأكثر دخلاً ، حتى انت يا لندن ، هكذا رددها بطلنا بينه وبين نفسه

قرر بطلنا ان يقف للإستماع للعزف وأن يساعد هذا الفتاه ببعض العملات الزائدة عن حاجته والتى تشكل آله عزف رديئة في جيبه اثناء حركته ، هكذا وجدها فرصة للتخلص من تلك العملات التى اعطته اياها تلك الفتاه في المقهى القابع عند بوابات عين لندن الشهيرة ، بعد ان طلب قهوته ، وبعد انتهاء العزف تقدم من الفتاه واخرج كل ما كان في جيبه من عملات ملأت قبضة يده ووضعها في الحقيبة ، وعبرت الفتاة عن امتنانها بإبتسامه رقيقة لا تقل جمالا عن عزفها ولا روعة عن أناقتها ، وبدأت في جمع أغراضها للذهاب ، تقدم بطلنا وعرض عليها المساعدة في جمع الأسلاك ، وبالفعل قبلت منه الفتاه ذلك وهي ممتنه لجميل صنعه

وزاد بطلنا ان حمل معها الحقيبة وسارا معاً إلى خارج المحطة في اتجاه لمبس نورث ، عبرا معاً الكوبري للجهة الأخرى حيث عين لندن الشهيرة ، لاحظت الفتاه صمته فبدأته هي بالحديث وسألته عن ماذا يفعل في لندن ، وكم من الوقت سيقضي هنا وما الأماكن التي شاهدها ، وهكذا سارت الأمور وبدأ التواصل يصبح دافئاً بعض الشئ في هذا الطقس البارد الملئ بالأمطار

سألها بطلنا اين تريد ، فأجابته ، سوف أعود للبيت لأرتاح قليلاً قبل أن اعود مرة أخرى للعزف في نفس الموضع ، ولكن كانت قد قررت أن تغير الأغنيه بأخرى لأن ما جنته في الصباح لم يشجعها على غناء نفس االأغنية مرة أخرى ، وكانت قد قررت غناء أغنية ذات إيقاع سريع لجذب جمهور من الشباب والفتيات فلعل ذلك أن يزيد ما تجنيه من المال ، وجدها بطلنا فرصة ان يقدم لها شيئا قد يسعدها فدعاها لتناول الغذاء ، قبلت الفتاه الدعوة وهي سعيدة لدرجة أوحت اليه ان يقوم بدعوتها كل يوم ، فقط ليشاهد نفس الشعور على ملامح وجهها ، وبالفعل دخلاً إلى مطعم ماكدونالدز بالقرب من محطة مترو واترلو وطلبت الفتاه اجنحة دجاج وكولا وبطاطس ، وهو تناول برجر مزدوج بالجبن وعصير تفاح وبطاطس

في اثناء الطعام بدأ بطلنا بالحديث وسألها عن إسمها ، لمدة اكثر من ساعة وهو ينتظر هذه اللحظة ليعرف إسمها ، واجابته اسمي جيني ، وسألها عن قصتها ولماذا وهي على هذه الدرجة من الإحترافية لا تعمل بالعزف أو الغناء فتجد دخلاً يغنيها عن طلب الناس في محطات المترو ، رجعت جيني بظهرها إلى المقعد وكفت عن الأكل وتنهدت وهي تحاول استرجاع ما مرت به خلال الأعوام الماضية واغمضت عينيها للحظات

وعندما فتحت عينيها كانت آثار آلام لسنوات قد احتلت ملامح وجهها فجأة ، وكأنها قد تبدلت لشخص آخر ، فحلت روح اليأس محل المرح ، وحل الألم موضع السعادة ، وقالت بصوت حزين ، هل تعرف أني خريجة جامعة الملكة ماري في ميل اند ، وكنت انا زميلي هاري نخطط لمستقبل جميل ولتكوين أسرة وكنا نسكن في شقة صغيرة تطل على حديقة كنجستون وملاعب التنس هناك ، ولكن هكذا الدنيا لا تمل من التلاعب بنا ، فبعد موت هاري في حادث سيارة وانهيار كل احلامي كان الكحوليات هي ملاذي ، وتركت شقتي وكنت دائما اتسكع مخمورة في طرقات سوهو ، وصاحب المنزل بعد عدة اشهر استرد الشقة لعدم مقدرتي على الإحتفاظ بها ، ولم يعد لي ملجأ إلا الشارع ، قاطعها بطلنا ولكنك اخبرتني انك ذاهبة للمنزل ، فأجابته نعم فانا أسكن الآن حديقة بارني سباين جاردن على شاطئ النهر بعد المتحف القومي ونحن الآن متجهان للبيت ، سألها بطلنا ولكن كيف تبقين على قيد الحياه في الشتاء حين تنخفض درجة الحرارة لأقل من الصفر ، اجابته جيني ، في بعض الأيام ارتاد احد ملاجئ المشردين لأحصل على وجبه دافئة ، وقد سكنت مطار هيثرو لبعض الوقت ، فانا مظهري لا يبدو كالمشردين وقد ازيد من الأمر بارتداء ملابس راقية لأبدو احدى الركاب الذي ينتظر رحلته ، فأنا ... محترفة تسكع

أوصلها بطلنا حيث منزلها المتواضع ولم ينس وهو أمام مدخل الحديقة ان يضع في يدها مائة باوند مساعدة منه لفقراء لندن ، وقفل عائداً وهو يتمتم حتى أنت يا لندن



عين لندن الشهيرة حيث احتس بطلنا قهوته


ahmad_eng غير متواجد حالياً  
التوقيع
عندما تتشابك الطرق وتخبو الهمة وينطفئ العقل ... يضيع الهدف ، وتصبح الحقيقة سراباً ... فكم من سراب ما زلت أسبح فيه

مدونتي
حكايات عابر سبيل