عرض مشاركة واحدة
قديم 18-08-12, 08:03 PM   #1

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
Rewitysmile10 وذلك اضعف الايمان **متميزة**







ابتسامة الرضا علت وجهي وانعكست على وجه مصففة الشعر التي تقف خلفي وتطالع ردة فعلي المبتهجة في المرآة ... قلت لها " سلمت يداك ... تصفيفة شعر ولا اروع ..." ردت وقد لاح على وجهها الفخر " اهلا بك في اي وقت ..."
ارتديت حجابي على مهل حتى لا أفسد ما اجادت عمله المصففة وقضت فيه ما يقارب الساعتين!
خرجنا انا وجارتي نتضاحك وقد اعتلى وجهيّنا خلو البال .... كانت شمس الظهيرة في يومٍ صيفي كهذا ازعاج شديد بالنسبة لنا لا مفر من التذمر منه ونحن نقطع بضعة أمتار حتى نصل سيارة جارتي المركونة على جانب الشارع ...
كومة بشرية تتلحف بعباءة سوداء مغبرة جذبت نظري، بدى واضحا انها امرأة وقد جلست القرفصاء على ارضية الرصيف اللاهبة بينما بائع يقف على بعد خطوتين منها وقد اتخذ من باب محله المفتوح مسندا لكتفه وهو يدخن بتلذذ ويتطلع اليها بلا اهتمام ...
لم اتبين ما تفعله بالضبط حتى وصلت اليها يدفعني الفضول ... كنت على بعد متر واحد تقريبا عندما رفعت اناملي لأنفي في حركة اشمئزاز من الرائحة العفنة التي تصدر قريبا من المرأة او ربما منها هي شخصياً! ليتحول شعوري الى احساس مؤكد بالغثيان! ولم يكن شعوري هذا مصدره اقترابي من مصدر الرائحة فقط، ولكن لاني اكتشفت ان مصدر الرائحة هو كيسين متهالكين يحويان على ما يظهر منهما بقايا طعام ... والمرأة فتحت احداهما وتقلب فيه عسى ان تجد ضالة لم استوعبها!
لم اسمع صوت جارتي التي اخذت تناديني بتذمر بينما عيناي تجمدتا على يد المرأة التي تشير لعجز السنين التي تحمل كاهلها ... لم اشعر بنفسي الا وانا اقول بحدة لم أكن اعنيها هي شخصيا بها " ماذا تفعلين؟!! " اجفلت المرأة وهي تستدير لتتطلع نحو الاعلى لوجهي ... يدها التي كانت منذ قليل تفتش بين بقايا الطعام انسحبت سريعا لتضمها لصدرها بينما أطرقت برأسها للأسفل تتوارى خلف طرف عباءتها.. ولكن... ليس قبل ان التقط وجهها بتغضناته البائسة؛ ذلك الوجه الذي يوحي ان صاحبته قد تعدت السبعينات؛ حمل من القهر والانكسار والذل ما لم أره في حياتي كلها ... صوتها جاء محملا بالخزي وهي تهمس " احفادي جائعين " قلت بغضب لم افهم مصدره " انه طعام عفن، سيتسمم احفادك! " ردت بنفس الهمس " وقد يعيشون "
لا اعلم كيف سقطت تلك الدمعة مني وانا اقول بحدة متزايدة " ابتعدي عن هذه الاكياس، خذي هذا المال واشتري طعاما نظيفا لأحفادك " كنت ابحث عن محفظتي داخل حقيبتي وانا اقول هذه الكلمات وعندما وجدتها فتحتها وسحبت كل ما فيها من اوراق مالية وقدمتها للعجوز ... هالني ان اراها تنظر الي وعيناها دامعتان بانكسار أكبر!! بينما يدها ما زالت مضمومة لصدرها، اوشكت ان أجهش بالبكاء وانا اقول بتوسل " ارجوك.. خذيها يا خالة.. خذيها واشتري طعام لأحفادك "
يدها كانت ترتعش دون ان تفارق مكانها على صدرها فلم أجد بدا من الانحناء اليها لأضع المال في يدها واغلقت اناملها على الاوراق بإحكام وضغطت عليها بكلتيّ يديّ وانا اقول باختناق " ليتني أستطيع فعل المزيد " ردت بحشرجة وقد سكن عينيها حزن مرير " ربما تستطيعين.. عندما ترين بقايا طعاما على قارعة الطريق ضعيه في الظل حتى لا يفسد سريعا بتأثير حرارة الشمس، فربما تنفع انسانا جائعا يمر بها.. وذلك... أضعف الايمان "
ومرت الايام ... والمرأة لا تفارق خيالي ... بل وبعد مرور سنوات ما زلت اذكرها كلما تصدّقت بمال او طعام للفقراء، لن اقول أني لم اكن اتصدق قبل رؤيتي لها ولكنها جعلتني استشعر عن قرب شديد ذلك الاحساس المؤلم بالذل وامتهان الكرامة.
وكلما وجدت فضلات طعام في الشارع نحيتها الى الظل وانا اردد " وذلك أضعف الايمان "
تمت
18/8/2012


تحميل القصة القصيرة ككتاب الكتروني
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي




التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 02-07-22 الساعة 09:01 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس