عرض مشاركة واحدة
قديم 26-01-09, 02:51 PM   #8

mero_959

نجم روايتي وعضوة في فريق عمل الروايات الرومانسية

 
الصورة الرمزية mero_959

? العضوٌ??? » 62516
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,217
?  نُقآطِيْ » mero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to behold
افتراضي

فقد وجدت ابنة خالها في غاية الغضب وهي تبادرها قائلة حال دخولها : " أخبري هواته المعتوهات بأنني أريد أفضل جواربي الحريرية . "


كانت تتحدث بالإنكليزية ومع أن الخادمات لم يفهمن ما كانت تقوله إلا أنهن كن يميزن السخط في لهجتها . ورأتهن ثيولا خائفات . كانت واثقة من أنهن كن يبذلن غاية وسعهن في سبيل إرضائها . ولكن كاترين كانت ضيقة الصدر كالعادة وكانت تتوقع أن تعلم الخادمات ما تريده بشكل سريع دون أن تكلف نفسها عناء الإفصاح بوضوح عما تريده . وعثرت ثيولا على الجوربين بسرعة ، وأخبرت الخادمات بلغتهن كيف تريدهن سيدتهن الجديدة أن يخدمنها . وسرعان ما كن يبتسمن ويسرعن بالامتثال لإرشاداتها ، بينما تحسن مزاج كاترين وهي تنظر إلي صورتها في المرآة . قالت : " هذا الثوب يلائمني تماماً ولا أظن أنه سيماثله ثوب أية امرأة أخرى . أنا أنوي أن أحضر كل أثوابي في المستقبل من باريس . "
فقالت ثيولا : " إنها باهظة الثمن . "
فنظرت كاترين إليها بدهشة وسألتها : " ولماذا يزعجك ذلك؟ إن هذا الأمر لا يؤثر علي قطعاً . "
فأجابت ثيولا : " إن هذا يعني زيادة الضرائب على الشعب ، ويمكنك أن تتصوري كم كان عليهم أن يدفعوا في السابق . " . وكان في صوتها نبرة عدوانية .
وتمكنت ثيولا بجهد من أن تمتنع عن القول إن مثل هذا الإسراف البالغ هو شيء غريب جداً بالنسبة لكونهم لا يستطيعون بناء مستشفى . ولكنها كانت تعلم أن ليس ثمة فائدة من قول مثل هذه الأشياء لكاترين التي كان كل اهتمامها موجهاً إلى نفسها ومظهرها الخاص . وتذكرت ثيولا مظاهر الفقر المتجلية في غرفة ذلك المنزل الذي نقلت إليه الطفلة المصابة . لم يكن ثمة من الأثاث سوى كرسيين خشبيين ومنضدة وسرير في إحدى الزوايا كما بدا لها من مظهر الأم والطفلة معاً أنهما تعانيان من سوء التغذية . لقد أدركت جيداً ما الذي كان يعنيه الكابتن بيتلوس بقوله ذاك بأن الشعب هنا تسري بينه حالة من التململ وعدم الارتياح .
لقد كانت سألت إحدى السيدات : " هل أنتِ تعيشين هنا منذ زمن طويل؟ "
فأجابت السيدة : " لقد جئت الى كافونيا منذ عشر سنوات . ان الحاكم يريد أن يحيط به أهل بلده . "
فسألتها ثيولا : " ألم يهمك الابتعاد عن وطنك؟ "
فأجابت السيدة : " كنت أشعر أحياناً بالشوق إلى الوطن . ولكننا أصبحنا الآن مجموعة كبيرة هنا ، وعدد كبير منا جمعت بينهم أواصر القرابة والنسب المختلفة ذلك أن الجو في كافونيا رائع الجمال وأنا دوماً أقول لزوجي بأن ذلك يشكل ميزة عظيمة هنا . "
وأدركت أنهم رغم الاحترام الذي أبدوه لها لأنها ابنة أخت سبتيموس بورن وابنة عمة كاترين ، فان مظهرها لم يعجبهم وكذلك معاملة أقاربهم لها . وهكذا اقتنعت بأنها لن تلبث أن تفقد في نظرهم أي اعتبار لها أو أهمية . وما لبثت توقعاتها أن تحققت ذلك أن لوم كاترين الحاد لثيولا وتأنيب خالها لها الذي يقرب الإهانة وذلك أمام الآخرين ، سرعان ما لفت أنظار بين الطبقات من النمساويين . كان أهالي فيينا مشهورين بحبهم للرسميات والتي كانوا يبالغون فيها إلى حد لم يكونوا يرفعون كوباً إلى شفاههم دون الخوف من خرق نوع من قواعد المجاملات .


قالت كاترين لثيولا : " قيل لي أن من قواعد السلوك في فيينا بالنسبة للسيدات أن يتناولن الطعام مرتديات القفازات . "
فهتفت ثيولا : " يا للسخافة لا أستطيع تصور شيء أكثر صعوبة من هذا . لابد أن هذا العرف الاجتماعي ابتدعته ملكة ذات يدين قبيحتين . "
فقالت كاترين : " لقد أخبروني بأن الملكة اليزابيت ملكة النمسا قد أدلت بهذه الملاحظة . "
فقالت ثيولا : " حسناً ، أرجو أنك لن تقترحي مثل هذا الأمر هنا . "

فأجابت كاترين : " ربما أفكر في هذا الأمر . "
كانت كاترين كما لاحظت ثيولا تزداد تشبهاً بالتقاليد الرسمية يوماً بعد يوم وأدركت أنها تتعلم ذلك . عندما دخلت ثيولا إلى غرفتها وجدت الخادمات يبكين ففكرت في أن كاترين لابد ضربتهن كما كانت أمها تضرب ثيولا عندما كانت في القصر . وحيث أن كاترين كانت قليلة الصبر في تعليم خادماتها أي شيء فقد توقعت من ثيولا أن تكون في خدمتها في كل لحظة ممكنة . وإذا كانت ثيولا في منزل خالها قد استطاعت أن تجد شيئاً من الفراغ فأنها مع كاترين ابنة خالها أصبحت لا تكاد تجد لحظة منه . ولهذا كانت واثقة أنه من غير المحتمل أن تعيدها كاترين بعد الزفاف إلى انكلترا مع والدها إذ لم تكن تتصور أن باستطاعة كاترين الاستغناء عنها وكان في هذا راحة لها .
سألت الكابتن بيتلوس مرة : " ألا نذهب أبداً للتفرج في أنحاء مدينة زانتوس أو خارجها؟ "
فأجاب : " نادراً جداً وليس في مثل هذا الوقت من السنة . فالسيدات يعتبرن الجو فيه شديد الحرارة . "
فقالت : " كم أحب التنزه في النواحي الريفية . "
أجاب الكابتن : " قد تحصل لك فرصة لذلك بعد حفلة العرس ، ولكنك اذا اقترحت ذلك الآن فستلقين كثيراً من المعارضين لأنه ليس هناك من يذهب للنزهة . "
فتنهدت ثيولا ثم قالت : " قد أبدو مدللة إذ أقول إنني أجد نفسي كالمسجونة ."
فأجاب الكابتن بيتلوس : " غالباً ما ينتابني أنا نفسي مثل هذا الشعور . ولكن بإمكاني الذهاب عندما يشرع الفيلد مارشال في تفقد الجند في النواحي الأخرى من البلاد . "


فقالت باكتئاب : " ما أكثر الأشياء التي أتوق لرؤيتها . " كانت تفكر في الجبال والأزهار والوديان والغابات الكثيفة التي علمت أنه يعيش فيها أنواع الحيوانات المختلفة . وقال الكابتن يقترح عليها : " عليك أن تقنعي ابنة خالك ، عندما تصبح ملكة بالقيام بالنزهات وحتى رحلات الصيد . " ولكن ثيولا كانت واثقة من أنه كان يعلم أن كاترين لا تحب القيام بأي عمل من هذا النوع . والتلهي بأخبار المغامرات والشائعات والتسليات المحاكة التي تقام في القصر يوماً بعد يوم . وحدثت ثيولا نفسها بأن الخطأ بالنسبة إليها أن تتذمر أمام حسن حظها الذي جعلها تبتعد عن خالها وتأتي إلى هنا . ولم تكن قد رأت خالها إلا قليلاً ، بسبب كثرة الأشخاص الذين كانوا يحتفون به ولكنه أرسل يطلبها وذلك قبل يومين من الزفاف .

دخلت إلى غرفة الجلوس كاترين حيث كان بانتظارها وقد داخلها شعور مفاجئ بالتوجس خوفاً من أن يكون قد قرر أخذها معه إلى انكلترا .
قال حال دخولها الغرفة : " أريد أن أتحدث إليكِ يا ثيولا . "
فقالت وقد تملكها الخوف : " نعم يا خالي . "
فقال خالها : " سأغادر هذا البلد في اليوم التالي للزفاف وحيث أن كاترين تشغلك بشؤونها على الدوام ، فقد لا تحصل لي فرصة أخرى للتحدث إليكِ . "
قالت : " هذا صحيح يا خالي . "
لم يكن يبدو عليه وكأنه ينوي أخذها معه فانتظرت وقد خف توجسها قليلاً .
فقال : " ستبقين في كافونيا إلى أن تستطيع كاترين الاستغناء عنك ولكنني أريدك أن تفهمي جيداً ما سأقوله لك . "
قالت : " وما هو يا خالي؟ "
قال : " عليكِ أن تتبعي في تصرفاتك كل آداب الحشمة والسلوك . "
فحملقت ثيولا به وقالت : " لا أفهم ... شيئاً . "
فقال : " إذن ، فدعيني أكن واضحاً معك . سواء كنت تعيشين في انكلترا أم في كافونيا ، فانكِ ما زلت تحت وصايتي ولهذا لا يمكنك يا ثيولا أن تتزوجي دون رضائي وهذا ما لا أنوي منحك إياه . "
قالت : " حتى وأنا ... هنا يا خالي؟ "
فأجاب : " حيثما تكونين وكما كنت أخبرتك من قبل . "
قالت : " نعم .... يا خالي . "
فقال : " إذن ، فهذا كل ما أردت قوله لك . انك محظوظة جداً لأن كاترين بحاجة إلى خدمتك لها وإلا لما كنتِ هنا هذه اللحظة وما كنت لأغادر من دونك . "
وما أن قال خالها ذلك ، لم تستطع أن تصدق أنه كان يقصد ما يقوله حقاً وأن عليها ألا تتزوج أبداً .


mero_959 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس