عرض مشاركة واحدة
قديم 26-01-09, 02:54 PM   #9

mero_959

نجم روايتي وعضوة في فريق عمل الروايات الرومانسية

 
الصورة الرمزية mero_959

? العضوٌ??? » 62516
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,217
?  نُقآطِيْ » mero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to behold
افتراضي

وبدا لها من غير الممكن أنه لم يكن يفهم أي رجل غير عادي ما كانه أبوها . ذلك أن كل شخص في جامعة اكسفورد كان يتحدث عن نبوغ رتشارد وارين . وقد كان وقع عليه الاختيار ليكون ( فتى الجامعة ) إذ لم يكن هناك في جامعته من لا يكن له الإعجاب والاحترام معاً لعلمه الجم ، والحب للآخرين . وعندما توفي ، تلقت ثيولا مئات من رسائل التعزية والثناء عليه وهذه لم تجرؤ قط على أن تريها لخالها إذ كانت واثقة من أنه سيرفض قراءتها ويحرمها دون شك من سرور الاحتفاظ بها . كل ما كانت تملكه في بيتها وما كانت تشعر بأنه لها قد بيع عند موت والديها أو القي به بعيداً . ذلك أن خالها لم يسمح لها بأن تحضر معها أي شيء حتى النقود التي كان قد خلفها لها والداها على قلتها قد صودرت منها . وعندما كانوا يستعدون للسفر إلى كافونيا قالت له : " هل لك أن تعطيني شيئاً من النقود يا خالي؟ إنني بحاجة إليها لاحتياجاتي الخاصة . "
فسألها بلهجة عدائية : " وما هي احتياجاتك تلك؟ "
قالت : " ربما ... ربما رغبت في شراء بعض الثياب لي من وقت لآخر أو في إعطاء إكرامية لخادم . "
فقال خالها : " حيث أنكِ لن تتميزي كثيراً عن الخدم ، فهم لن يتوقعوا ذلك منكِ أما بنسبة إلى الثياب فلا شك أن كاترين ستمدك بما تحتاجينه . "
فقالت : " ولكن ليس بإمكاني أن أسير وحقيبة يدي خالية . "
فأجاب بحدة : " إذن لا تحملي حقيبة يد . "
فرأت أن خالها يعرضها لموقف بالغ الإذلال ولكن التعزية الوحيدة التي كانت لديها هي في ثلاثة جنيهات ذهبية كانت تخبئها في علبة صغيرة .
كان والدها قد منحها إياها في أحد ذكرى مولدها لأن كل واحد منها كان يرمز إلى مناسبة هامة في حياتها .

الاول كان مؤرخاً في سنة 1855 وهو عام مولدها ، والثاني في سنة 1868 وهو نيلها أول شهادة مدرسية ، والثالث في العام الذي بلغت فيه الخامسة عشرة ، فأعطاها الثلاثة معاً .
حينذاك قالت لها أمها : " عندما يصبح لديك ما يكفي منها يا حبيبتي سنجعل منها سواراًً لك . "
فأجابت ثيولا : " كم سيكون ذلك جميلاً يا أماه . "
ولكن لم يكن هناك المزيد من الجنيهات وأصبحت هذه الثلاثة الآن هي كل ما تملك من نقود . وكانت قد نوت ألا تنفقها إلا في الأحوال الطارئة الضرورية . وهكذا في غمرة حزنها ، لما أصاب تلك الطفلة حين دخولهم المدينة ، تركت لها واحداً من تلك الجنيهات في ذلك المنزل الذي يطل الفقر من جوانبه .
ولم تندم على ذلك ، بينما في نفس الوقت كانت تتساءل عما سيحدث لو أنها أرغمت على أن تطلب من كاترين ثوباً جديداً في الوقت الذي كانت تعلم فيه أنها لا تقل بخلاً وشحاً عن والديها .
قالت كاترين وهما تصعدان إلى الطابق العلوي : " لم يعد أمامنا سوى يومين فقط ."
فسألتها ثيولا : " هل أنتِ تنتظرين يوم عرسك بشوق؟ "
ألقت ثيولا بهذا السؤال مترددة ، راجية ألا تظن كاترين بها السفاهة . وفي والواقع لم يكن هناك ما يمكنها قوله . ذلك أن كاترين لم يكن يهمها مشاعر أو بالأحرى آلام الشعب ، وبعد فهي نفسها لا تعرف الكثير عنهم . فالغرفة التي يتجلى فيها الفقر والتي رأتها في ضاحية العاصمة زانتوس ، وما كانت سمعته من تململ الفلاحين خارج المدينة جعلها تكون فكرة كاملة عن الوضع .


mero_959 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس