[lossil]

وقفت مترددة تراقبه يلعب مع إبنه وضحكاتهما تملأ المكان، لقد مرت ثلاثة أيام على زيارته لها وعلى حديثه الغامض معها مما جعلها تقررلقاءه كي تعرف منه ما قصده،
نظرت لخاتمه الذي أعاد وضعه في أصبعها كأنها تستمد منه الشجاعة،ليقطع عليها أفكارها قائلا بهدوء :_ ألزلت حائرة ؟؟
(نظرت إليه بخجل لتقول بهدوء :_ جئت كما طلبت مني لنتحدث.
(أمسك بيدها ثم قادها إلى حيث كان برفقة إبنه الذي إختفى فجأة لتسمعه يقول بجدية :_ عرفت نورا طوال حياتي لأنها تكون إبنة عمي، مات والديها عندما كانت في الخامسة من عمرها فجاءت لتعيش معنا ،كانت أختي وصديقتي قبل أن تكون زوجتي،تربينا معا وكبرنا معا وقبل موت والدي جعلني أعده بالزواج منها وهذا ما فعلته ،
كلانا وافقنا بعد أن قررنا أن معرفتنا الطويلة ببعضنا البعض وتفاهمنا حتما سينجحان زواجنا ولم نفكر قط بالحب وبالفعل كنا سعيدين وحملت نورا بعد الزواج مباشرة لكنها ماتت بعد الولادة بلاحظات قليلة ،عشنا معا سنة واحدة ياإيمان سنة واحدة ثم تركتني ،(سكت قليلا لينظربعيدا كأنه يسترجع تلك اللحظات ثم إسترد بهدوء :_ لقد أحببتها حقا ولن أنساها أبدا لكن حبي لها ليس ذاك الحب الذي يجمع بين إثنين عاشقين وإنما حبا أخويا بريئا كما أنها منحت لي أجمل هد..
(قاطعته إيمان بصوت مرتجف وهي تقول :_ أرجوك لا تكمل ،لقد كنت غبية ،حمقاء،معتوهة وأنا أسفة جدا لأني كنت ..كنت ..(سكتت غير قادرة على إكمال جملتها مما جعله يجذبها إليه ليقول بمرح:_ كنت غيورة بطريقة رائعة.
(دفنت وجهها بين يديها وهي تشعربحرج شديد لكنه سرعان ماحرروجهها ليرفعه نحوها ليقول برقة:_نورا ستبقى دائما بقلبي وحسام سيذكرني بها أيضا لكن إيمان تسكن قلبي وعقلي وجسدي بل إنها الهواء الذي أتنفسه وهذا ماقلته لحسام يومها عندما إستمعت إلينا وللأسف لم تستمعي للأخر.
(نظرت إليه بخجل وهي تشعربقلبها على وشك أن يقفز من صدرها لتقول هامسة:_ أنا أسفة لكنني لم أقصد الإستماع لحديثكما.
(قال بنعومة :_ لكنني سعيد لأنك إستمعت إلينا فلو لم تفعلي لما أخبرتني يوما بحبك الذي خبأته لسنوات .
(نظرت إليه إيمان بحب لتقول بصدق :_ كنت سأخرك عندما نتزوج.
(قربها إليه حتى أحست بأنفاسه على خدها لتسمعه يقول بتوسل :_ أخبريني الأن.
(إقتربت منه إيمان بجرأة حتى إلتصق جسدها بجسده مما جعله يلف ذراعيه حول خصرها ليشدها إليه ثم رفعت عينيها إليه لتقول برقة :_ أنا أحبك حازم لا بل أنا مجنونة بك ومنذ أن رأيتك لأول مرة وأنت لم تفارقني كنت أحلم بنفسي دائما هكذا بين ذراعيك تضمني و...
(سكتت تنظرإلى شفتيه بخجل ثم أخفضت بصرها مما جعله يأخذ نفسا طويلا ثم رفع وجهها إليه ليقول بنعومة :_ أحبك ياإيمان وقعت في حبك منذ أن رأيتك في النادي تتحدثين لحسام وعينيك تفيضان بحنان يسع الكون بأسره ،كنت صغيرة جدا لكن جميلة بطريقة أيقظت كل مشاعري وكنت من الغباء بحيث طلبت منك الزواج قبل أن أعترف بحبي لك .
(إبتسمت له إيمان بسعادة مما جعله يظيف بلهفة :_ متى نستطيع الزواج.
(أجابته بخجل :_ متى أردت ذالك.
_غدا إذا.
(قهقهت إيمان بساعدة لتقول بإغراء :_ليس بهذه السرعة يا سيد حازم فالعرس يحتاج لتجهيزات عديدة.
(عبست ملامحه الحبيبة لقلبها ثم قال بحزن مسطنع :_ وأنا من كنت أعتقدك متلهفة لتكوني معي.
(قالت إيمان بمرح :_ لن أغيررأيي حبيبي لازواج في الغد.
(قال بصرامة وعيناه تبرقان :_ لديك أسبوعان ولن أصبرغيرهما.
(هزت إيمان رأسها موافقة وهي تحمد الله الذي جعل أخرصبرها فرجا، مما جعل حازم يرفعها ليدور بها في الهواء ضاحكا.


دخل أحمد لمكتب خالد سعيد الذي ماإن رآه حتى قال بسخرية :_ أهلا بزوج إبنتي العزيزأي ريح طيبة حملتك إلينا ؟
(جلس أحمد بثقة ثم قال ببرود :_ إعتقدت أنك قد ترغب بتهديدي أنا الأخر فوفرت عليك عناء الإتصال بي وجئت بنفسي إليك.
_إذا فملك قد أخبرتك .
(نظرإليه أحمد بإحتقارثم قال بحيرة :_ أنا لا أفهم كيف تجردت هكاذا من مشاعرالأبوة ؟،
_هذا ليس من شأنك والأفضل لك أن تسلمني تلك الأوراق وأن...
(قاطعه أحمد بصوت حازم :_ لقد فات الأوان ياسيد خالد،الأوراق أريتها لكريم المرابط وقد قررالتخلي عن مشاركتك لصالحي بعد أن إقتنع بمصداقيتي التي لا تتمتع أنت بها ،وأنا لن أسلمك تلك الأوراق كما لن أستغلها ضدك شريطة أن تبتعد عن ملك وعائلتها نهائيا.
(هدرغاضبا :_ أنت لن تجرؤ على فعل ذالك بي؟؟
(أجابه أحمد بثقة :_ لقد إنتهت أحلامك القذرة ياخالد سعيد أو أياكان إسمك وسأخبرك لأخرمرة ملك خط أحمرلو تجرأت وإقتربت منه ستواجهني أنا وأنصحك أن لا تفعل لأنني سأدمرك .(وقف أحمد ليغادرلكن قبل أن يخرج أظاف بصوت جليدي لا يقبل المناقشة :_لا تنسى ورقك معي وأستطيع أن أخفيك وراء الشمس به.

(بعد مغادرته تهاوى خالد سعيد على كرسيه وهو يشعربالإختناق ،لقد لعب بكل أوراقه ولم يعد أمامه سوى الرضوخ لذالك الشيطان المدعوأحمد فاروق...لكن لا لن يدعه يهنأ بحياته ،ولن يكون هونفسه إذا تركه يهنأ مع ملاكه الغالية ولو ليوم واحد.