الموضوع: اخفضوا أصواتكم
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-11-12, 01:33 AM   #1

مدامع عين

مشرفة المنتدى العام وعضوة متألقة في علم النفس

alkap ~
 
الصورة الرمزية مدامع عين

? العضوٌ??? » 152911
?  التسِجيلٌ » Jan 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,941
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » مدامع عين has a reputation beyond reputeمدامع عين has a reputation beyond reputeمدامع عين has a reputation beyond reputeمدامع عين has a reputation beyond reputeمدامع عين has a reputation beyond reputeمدامع عين has a reputation beyond reputeمدامع عين has a reputation beyond reputeمدامع عين has a reputation beyond reputeمدامع عين has a reputation beyond reputeمدامع عين has a reputation beyond reputeمدامع عين has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
?? ??? ~
اتـق الله حيث ما كـنت ..
?? ??? ~
My Mms ~
B10 اخفضوا أصواتكم




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..



اخفضوا أصواتكم






للعلم بالشيء أنا مُنزعجة ..و من الأفضل أن أبدأ مباشرة ..
العديد من المقولات الخاطئة .. تتردد كثيراً حتى تكاد أن نصدق بأنها شيء من المسلمات .. منها مقولة .. خذوهم بالصوت لا يغلبوكم .. أي ليكن صوتك أعلى حتى تكسب .. سواء كُنت صاحب الحق أم لا .. بت أرى هذه المقولة متجسدة في أي حوار أو خصومة بين طرفين أو اكثر .. كما هو حال أختاي ـ فارق العمر بينهما لا يتجاوز السنتين ــ عندما تتحدثان يصل حديثهما إلى خصومة مزعجة .. بسبب صوتهما العالي خصوصاً إن تملكتهما نزعة أنا الأفضل و الأحق .. حينها فقط أبحث عن أبعد مكان ممكن منهما .. لعلمي المسبق بالنتائج الكارثية المحتملة إن أقدمت على حل النزاع وسط الصراخ .. و كما هو الحال أيضاً ما إن أدير التلفاز على إحدى البرامج الحوارية بإختلاف مواضيعها المطروحة للنقاش و تضم عدد من المتحاورين .. لا ألبث إلا أن أسحب سلك التلفاز الموصل بالقابس الكهربائي .. و لا أكتفي بخفض الصوت أو الضغط على إيقاف التشغيل من جهاز التحكم .. من شدة إنزعاجي للصوت العالي للمتحاورين و تقاطع أصواتهم مع بعضها البعض .. بالإضافة أن كل طرف يُصِّر إصرار عجيب على رأيه و يريد من الجميع التسليم به .. و لا يهمه إعطاء الآخر فرصة للحديث و إنما أخْذ دور المتحدث الوحيد .. والنتيجة لا شيء يصل للمتابع .. سِوى كلمات متقاطعة .. و الأسوأ إن إتجه منحى البرنامج للشتم و السب و إلقاء الإتهامات بإتجاة من يُعارض .. تنتفي حينها كل الأهداف المرجوة من متابعة حوار راقي و عقلاني .. و تتكرر مشاهد الإنزعاج كمشهد ذاك أو تلك الذين لا يستمتعون بسماع شيء أثناء تنقلهم بسياراتهم أو داخل منازلهم دون أن يكون بصوت عالي .. عالي و صاخب لدرجة يتأذي من يكون بجوارهم .. وكم تكون حالة الشخص الباحث عن الهدوء بائسة عندما لا يجد المكان الذي يريح به سمعه و تخف فيه وطأة صداع رأسه .. فالصخب و الضوضاء أصبحت سِمة عصرنا الحالي و كأنها ضريبة التقدم الذي نعيشه .. تمتلئ الأسواق بأجهزة تعرضها الشركات المصنعة لها .. تخدمنا في منازلنا وخارجة و توفر الوقت و الجهد المُفترض بالعمل دونها .. كأجهزة الغسيل و التنظيف و التكييف إضافة لأجهزة التسجيل و المذياع و التلفاز .. و تقنيات الإتصال وموصلات السير و التنقل بكافة أنواعها .. كلها على قدر نفعها على قدر الإزعاج الذي يصدر عنها .. لها دوي متواصل لا يهدأ و كأننا تحولنا للعيش داخل خلية نحل .. هذا الحال دفعني للبحث عن المنفعة من خفض الصوت و المضرة الناتجة عن رفعه .. فوجدت الكثير من البحوث التي تستحق القرآءة .. و أفادتني في المقابل .. لأجزم الآن بأن المقولة السابقة خاطئة مئة بالمئة إعتماداً على ما حثّنا عليه ديننا الإسلامي الحنيف و ما ورد في القرآن الكريم و السُّنة المطهرة .. منها نصيحة لقمان ــ عليه السلام ــ لإبنه .. قال الله ــ سبحانه و تعالى ــ : { وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ } .. و مما جاء في الدُّر المنثور " أن الرسول -صلى الله عليه وسلم، كان يعجبه أن يكون الرجل خافض الصوت، ويكره أن يكون جهير الصوت، والمبالغة في الجهر تشوه الوجه، وتذهب بهاؤه، وتركه أوفر للمتكلم، وأبسط لنفس السامع وفهمه " .. وقال القرطبي: " في الآية دليل على تعريف قبح رفع الصوت في المخاطبة والملاحاة، بقبح أصوات الحمير، لأنها عالية " .. و مما وجدته أيضاً ما يلي " الآية تتحدث عن نوع رفيع من الطب الوقائي، فهي تحث على خفض الصوت ومنع الضوضاء، ويضرب الله لذلك مثلا بصوت الحمير، وهو مثال يضع الضوضاء في مقامها اللائق بها ؛ ولو أن البشرية التفتت إلى هذه الآية العظيمة وراعت هذا الأمر الرباني في أمور حياتها لما أصبحت الضوضاء إحدى السمات الأساسية في أغلب بلدان العالم، حتى كادت أعصاب البشر أن يصيبها التلف والدمار من جراء هذا الصراخ والصخب المتواصل، فمعلوم أن هناك حدودا لتحمل الإنسان للضوضاء، فلو ارتفعت عن 55 ديسي بل ـ وهو وحدة قياس الصوت ـ لحدث توتر للأعصاب وضيق وتقلص في الشرايين، ولو بلغت 80 ديسي بل لتسببت في أمراض خطيرة بالقلب ولأثرت على السمع، ولو بلغت 110 ديسي بل لأحدثت تلفا كبيرا في الجهاز العصبي للإنسان، ولو وصلت إلى أضعاف هذا لتوفي الإنسان من فوره وذلك لتدميرها لخلايا الجهاز العصبي ، ولهذا كان عذاب الله لقوم ثمود عندما كذبوا نبيهم صالح عليه الصلاة والسلام أن أرسل عليهم الصيحة فدمرتهم جميعا، إلا نبي الله والذين آمنوا معه، وفي هذا يقول تعالى: [ فلما جاء أمرنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه بـرحمة منا ومن خزي يومئذ، إن ربك هو القوي العزيز، وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين) وقد أثبت العلم الحديث أن الضوضاء بشكل عام تسبب إجهادا ذهنيا وعدم التركيز وعدم القدرة على الاستيعاب والتعلم وتؤثر على درجة الأداء الذهني، كما أن الضوضاء الشديدة ترفع من ضغط الدم وتؤثر على الأوعية الدموية الصغيرة في القلب، وتؤدي إلى انقباضها مما يؤدي إلى الشعور بالصداع الشديد .
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره من يرفع صوته في الحديث أو النداء، سواء كان ذلك في البيوت أو المجالس، وقد كان أحد الصحابة جهوري الصوت لما في أذنيه من ضعف، وكان يكلم الرسول صلى الله عليه وسلم رافعا صوته بشدة فيتـأذى من صوته، وكان بعض الصحابة يرفعون أصواتهم لينادوا على الرسول صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى: [ يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون، إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى، لهم مغفرة وأجر عظيم، إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلـون ] (الحـجرات 2 ـ 4). وهكذا أنزلت آيات القرآن كسيف قاطع يقضي على سلوك جاهلـي ويحذر من الاستمرار فيه، ليقام المجتمع الإسلامي الجديد على أسس جديدة من الحضارة والمدنية التي لم يعرف التاريخ لها مثيلا، وقد شاءت حكمة الخالق سبحانه وتعالى أن يجعل الصمت يوما عبادة للصالحين حين يتخلله التفكير فـي بديع صنعه في السماوات والأرض، فتغمر السعادة والسكينة روح الإنسان وكيانه، قال تعالى: [ فكلي واشربي وقري عينا فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا ]
(مريم 26) " انتهى ...

هل تعلمون الآن لما أنا مُنزعجة .. فقط اخفضوا أصواتكم ..


.........................

* مابين العلامة " .. " مُقتبس

* بقلم / مدامع عين



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 24-12-12 الساعة 06:37 AM
مدامع عين غير متواجد حالياً  
التوقيع




...




رد مع اقتباس