عرض مشاركة واحدة
قديم 13-11-12, 02:05 AM   #6

مونـــــي
 
الصورة الرمزية مونـــــي

? العضوٌ??? » 173623
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 68
?  نُقآطِيْ » مونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond repute
افتراضي


5- مشهد يختصر الزمن

استرحى فيتو على المقعد الخلفي لسيارته , فيما انطلق سائقة بالسيارة مبتعداً حول المنعطف .
سرى الغضب الجليدي عبر جسده إذاً , رايتشل فايل . . . أو الأحرى رايتشل غراهام تعتقد أنها سوف تستخدمه كالعجينة , سوف تلويه لتحقيق أهدافها , تماماً كما فعلت والدتها اللعينة بوالده وصولاً حتى لحظة مماته .
الأذلال الذي لحق بوالدته كان تاماً وكاملاً . يومها حضي فيتو بالقجر الذي استطاع الحصول عليه من الرضى حين قام بطرد آرلين من شقة روما ثم من الفيلا. يومها أخذت آرلين الزمردات انتقاماً . حسناً ! هو سوف يستعيدها الآن , لكن هذا لسي السبب الذي يدفعه للزواج برايتشل فايل !
استعادة الزمردات هو مجرد ربح إضافي , أما الطبق الحقيقي هو وجبة مختلفة تماماً . وهو كالأنتقام , من الأفضل أن يؤكل بارداً , رايتشل فايل فتاة رائعة الجمال جذابه , ويمكنه أخذها للسرير .
عبرت فمه ابتسامه بطيئة قاسية , ما كان يجدر بها أن تحاول تحديه بهذا الشكل , فتقول لها إنها غير مهتمه بإقامة علاقة معه إذا ما تزوج بها . ليس وهو قادر على رؤية جسدها يرتعش توقاً إليه . ماجعل جسده يجيش بتوق مقابل . سوف يستمتع كثيراً حين يُظهر لها كم هي مخطئة بشأن العلاقة بينهما . لهذا السبب سوف يسمح لنفسه بالزواج منها لكي يتذوق ذلك العسل الموعود . بعدئذٍ سوف يدعها تهترئ في الجحيم .
*************
حدقت رايتشل من كوة الطائرة إلى الخارج , وتسائلت عما تشعر به في تلك اللحضات . قررت في النهاية أنها لاتشعر بأي شيء بأستثناء الذهول المخدر لأنها جالسه هنا بالفعل على متن طائرة خاصة تطير بها نحو الكاريبي كي تتزوج بفيتو فارنيستي . يجدر بها أن تشعر بأنتصار لأنها نجحت فعلاً في جعله يوافق على الزواج بها . لكن جل مااستطاعت أن تشعر به هو الخدر .
جلس فيتو في الجهة المقابلة متجاهلاً وجودها تماماً , بينما راح يعمل على مجموعة من الأوراق على الطاولة أمامه . بالكاد تكلم معها منذ أن نزلت على مدرح نورثولت في وقت سابق من هذا الصباح بعد أن أقلتها سيارة ارسلها لها , أما تعابير وجهه فبدت غير مقرؤة.
جذبتها الذكريات بقوة , ذكريات تتعلق بفيتو في روما , كأنها حصلت منذ عهود في ذاك الحلم الذي لم يتحقق فعلاً . يومها شعرت بالأرتياح برفقته الساحرة . راحا يضحكان ويتحدثان من دون أن ينفد من هما الحديث أبداً . بدا كما لو أنه يستمتع فعلاً برفقتها . . .
نظرت إلى الملف الموجود في حضنها , والذي ناولها إياه فيتو حالما استقرت في مقعدها قال لها بأختصار فيما بدت عيناه غامضتين :" أتفاق ماقبل الزواج . لن يتم الزواج قبل أن توقعي عليه ."
قرأته رايتشل بأكمله . لم يحتوِ على أي مفاجآت . زمردات فارنيستي سوف تصبح ملكية غير مشروطة لفيتو فارنيستي في اللحظة التي تتم فيها مراسم الزفاف . حالما ينتهي الزفاف لن تأخذ رايتشل معها شيئاً أبداً .
لايحق لها بالمطالبة بأي قرش من ثروة آل فارنيستي , ذلك يتضمن عدم أستخدامها لأسم فارنيستي , أو التحدث إلى الصحافة بخصوص زواجهما . سوف توقع على هذا الأتفاق من دون أن تفكر ثانية . مهما هو الزواج من فيتو لاشيء أكثر . أعلمها فيتو بإيجاز أنهما ذاهبان إلى أنتيليا , وهي جزيرة صغيرة في البحر الكاريبي .
الزواج في ذلك المكان له صفتان حسنتان , بإمكان طالبي الزواج أن يتزوجا على الفور من دون الأنتظار الذي تشترطه قوانين المملة المتحدة . وعلى العكس من المملة المتحدة , فإن اتفاقات ماقبل الزواج هي محكمة التنفيذ وملزمه بحسب قانون جزر الأنتيل .
أطبق على رايتشل الحذر مجدداً , رافقه الاحساس بالواقع الكئيب . مايحصل الآن غير حقيقي . . . غريب جداً . . . جداً . . . مؤلم جداً !!
طنّت الكلمات في ذهنها , فلم تقوَ على وقفها : في أحلامك . . .!
ترددت تلك العبارة في راسها , فأحست بقلبها ينقبض .
سوف تتزوج من الرجل الذي ظنت ذات مرة أنه يجسد كل أحلامها , فتبين لها أنه بات كاللعنة بالنسبة إليها . إنه الرجل الذي وهبته حبها لأول , لكنه خان ذلك الحب , هم هزأ منه ودمرة . أما الآن فهي تسافر برفقته لإتمام مراسم الزفاف الذي سيجعل منها أضحوكة .
لكنني لا أفعل ذالك من أجلي أنا , بل من أجل والدتي ! أنا مضطرة إلى القيام بذلك .أنا مضطرة ! مع أن الأمر غير منطقي , بل إنه مريع ومضحك , لكنه جل ما أستطيع ان افعله . لايمكنني أن أرفض القيام بذلك ! لم يتبقَ لآرلين سوى القليل من الوقت فقط . ما أحس به ليس بذي أهمية . والدتي فقط هي ما تهمني . . .
أحست بالحزن يطعنها فأطبق الوجوم على وجهها . تابعت رايتشل التحديق قارجاً نحو الغيوم . . .
شيء ما جعل فيتو يرفع نظره عن أوراقة .أغرق نفسه منذ لحظة صعودهما على متن الطائرة في دراسة بعض العروضات الشديدة التعقيد المتعلقة بأستثمار مشترك مع أحد الصناعيين الكبار في الشرق الأقصى .أراد الأتمام بأي شيء يبعد ذهنه عما يفعله . مازال عدم التصديق يغمره لآبد أنه مجنون لكي يفعل مايفعله !يجدر به بكل بساطة أن يطلب من القبطان ان يستدير بالطائرة ليعود إلأى لندن . ثم يرمي رايتشل فايل على الرصيف , ويسير مبتعداً إلى الأبد . تراقصت على فمه ابسامة ضارية . إن إدارة شركة فارنيستي الصناعية ليست بالأمر السهل . هو أمر صعب للغاية , يترتب عليه مسؤلية تجاه عماله الذين تعتمد معيشتهم عليه .
لاعجب أن والدي كان بحاجة إلى أوقات هروب مع امرأة جميلة حتى يبعد ذهنه عن الأعمال !
جائته تلك الفكرة بالرغم من إرادته . أما الأمر اللعين فهو أن والده لم يكن يلجأ إلى زوجته من أجل تلك المتعة .
لا ! لاتسلك ذاك الدرب . سار فيتو على ذلك الدرب من قبل , فداس على الأشواك لسنوات طوال . تحمًل عذاب والدته وانفطار قلبها بعد هجر والده لها .أما هو فلم يعد قادراً على القيام بأي شيء . . . أي شيء سوى توجيه الأتهامات والمقت . عانت والدته سصمت , ولم تظهر له كربها إلا من خلال تلك النوبات المضنية التي لطالما صادف حدوثها مع إقامة والده المؤقته في روما . عندما كان والده وآرلين يعودان إلى روما كانت والدته تنسحب من
مقر فارنيستي الضخم , فتذهب إلى الشاليه الخاص بالعائلة في جبال الألب الإيطالية , كانت والدته تتوق إلى زوجها الخائن بصمت وبؤس ووحده , ولم تكن ترغب حتى بأن يبقى ابنها معها ليسهر عليها ويواسيها . في حين كانت آرلين غراهام تعيش الحياة المترفه , وتنفق من ثروة والده . والآن هو على وشك أن يتزوج من أبنتها
رفع فيتو رأسه عن اوراقه , واستدار لينظر إلى رايتشل . كان وجه رايتشل مداراً إلى الجهه الأخرى , أما التعابير المرتسمة عليه فجمّدته تماماً . يجدر بها أن تشعّ بالأنتصار لكن وجه رايتشل بدا كأنه منحوتاً من الحجر . ظهرت ملامحه ذابلة , فيما بدا كأنها ترى شيئاً ما ليس في الواقع مرئياً .
أدار رأسه بعيداً بحدة , رايتشل فايل لاتمتلك أي قدرة أو سلطة عليه ! لاسلطة لها على مشاعرة . أتكأ إلى الوراء لكي يرخي أطرافه , ثم أغمض عينيه .
أستحضر فيتو صورتها في ذهنه , بالرغم من أنها تجلس على بعد بضع أقدام منه فقط . نضجت رايتشل خلال السنوات الماضيه منذ آخر مره وقعت فيها عيناه عليها . نضجت الدراقه اليانعه التي حان أوان قطفها الليله . . . آه نعم . . . الليله , وتحت ضوء القمر الكاريبي سوف تكتشف لماذا وافق على الزواج منها .
غرقت رايتشل في عالم الأحلام , فالساعات الطويلة في الطائرة هدأت روعها وساعدتها على النوم , وفي حلمها كان الجو دافئاً . . . دافئاً وجميلاً . هي ترتدي فستانا ً صيفياً أصفر قصيراً ذا ربائط رفيعه على ظهره أعارتها أياه زارا .
راحت تركض صعوداص على الدرج الأسباني , وهي تتجنب بخفة حركة السياح الذين يجلسون على الدرج فقط . . . توقف رجل أمامها وهو يحمل ورده وحيده للبيع , لكن رايتشل ابتسمت بكل بساطة وانطلقت مسرعة بعيداً عنه . . . استطاعت أن تسمع صوت فيتو يلحق بها ويصل إليها . . . ابتسم لها فيتو بعينيه الغامقتين الدافئتين . ظل يبتسم ويبتسم . . . أحست رايتشل أن قلبها ينعصر من فرط السعاده . . . فيتو . . . فيتو . . . !
تنفست وهي تنطق أسمه بصمت , كما لو أنه هتاف مبلسم للروح . . .
تغير المشهد . . . رأت رايتشل نفسها بين ذراعي فيتو , وهو يغازلها ويمازحها لدرجة جعلت الحراره تغمرها , فتأوهت من شدة التوق إليه . . . أحست رايتشل بنشوة من الفرح الغامر تلفها , ثم رحل فيتو . . .
راح أحدهم يهز كتفها برفق , لكن بثبات وإلحاح , فتحت عينها وهي ترمشها بأرتباك . سمعت صوتاً يقول لها بنبرة مهذبة :" أنا آسفه جداً لأنني أيقظتك سيدتي , لكننا بدأنا بالهبوط , ويجب عليك أن تحكمي إغلاق حزام الأمان "
رأت مضيفة الطيران أمامها تستقيم في جلوسها . أم وراءها فرأت فيتو مازال يعمل على أوراقه , كما لو أنه لم يفعل أي شيء آخر طيلة الرحله . أحست أن قلبها ينقبض , إذ إن ذهنها مايزال ممتلئاً بالحلم الذي استيقظت منه للتو . للحظة لم تفعل رايتشل شيئاً سوى التحديق , هي مازالت متيمة به تماماً كما كانت وهي في الثامنة عشرة من عمرها , إنها تعشق وسامته ولون بشرته الأسمر البارد , أرادت أن تمد يدها لتلمسه . . . لتمسك به , لكنها لم تقو على ذالك .
عبر ذهنها حزن مريع , لاتسمحي لعواطفع بالتعلب عليك ! فيتو ليس الرجل الذي ظننته مطلقاً . كل ما ظننت أنكما تتشاركان به كان مزيفاً . أنت لست في نظره سوى غبية . أراد أن يستغلك كل لحظة كنتما فيها معاً حتى تلك اللحظة الأخيرة عندما كشف نفسة على حقيقتها .
ذاك هو فيتو فارنيستي الحقيقي , ومايزال هكذا . أجبرت رايتشل نفسها على تذكر ماقالته لنفسها عندما قصدته في مكتبه في الشركة : هذه صفقة عملية . لاشيء أكثر . لاضرورة لتدخل المشاعر .
بدأت الطائرة تميل جانباً بأنحناء شديد , إذ أخذت تدنو من الدرج , وتتجه إلى مكان الوصول . استطاعت رايتشل أن ترى امتداداً واسعاً من البحر , ثم فجأة ظهرت الأرض المليئه باشجار النخير الخضراء .ظهرت الصورة مصغرة أولاً , وبسرعة بدأت تظهر بحجمها الطبيعي عندما انزلقت الطائرة نزولاً نحو الأرض.
غمرها الدفء عندما خرجت من الطائرة , وشقت طريقها نزولاً على الدرج الضيق , أحست بحرارة شبه استوائية تحمل مزيجاً من الروائح .
تمت إجراءات دائرة الهجره بسرعة في هذا المطار الصغير الذي يكاد يكون مهجوراً , وخلال دقائق أصبحا داخل سيارة مكيفة تقلهما , بينما وضعت أمتعتهما القليلة في صندوق السيارة , تسائلت رايتشل بتكاسل إلى أين تراهما يتوجهان , ثم أدركت ان الأمر لم يعد هاماً . أستندت إلى الوراء في زاوية مقعدها , محاولة البقاء بعيدة قدر استطاعتها عن فيتو .
لبعضهما . زمردات فارنيستي موجودة في حقيبة يدها , فهي تستقر بأمان في حقيبة مخملية داخل قسم مستقل مقفل بسحاب .
كانت رايتشل مشوشه الفكر ومحبطة تماماً فلم تلالاحظ سوى أشجار النخير بالأضافة إلى الطريق الكثيرة النتوءات المغطاة بالحجارة . لاحظت على الجانبين أيضاً وجود حقول افترضت أنها حقول قصب السكر . ومالبثت السيارة أن توقفت على حافة المرسى . رأت قارباً ذا محرك مربوط بأنتظارهما . عبست رايتشل , وسألت :" ماذا بحق السماء . . . ؟"
وفر لها فيتو تفسيراً سريعاً , إذ قال :" نحن ذاهبان إلى سان بيير . إنها جزيرة خارج البلد فيها أنا متخصصون بحفلات الزفاف "
لم تقل رايتشل أي شيء , فليس هالك مايقال . عوضاً عن ذلك خرجت من السيارة وصعدت على متن القارب . جلست رايتشل على المقعد فأغمضت عينيها عن عمد , بينما رفعت وجهها نحو الشمس . برّد نسيم البحر وجهها , وما لبثت أن أحسّت أن القارب يغوص قليلاً حين صعد فيتو والربّان خلفها . شعرت بالحركة التي تدور حولها فيما تم تحميل الأمتعه . بعدئذٍ تحول سائق السيارة إلى سائق للقارب , فأنطلق به نحو البحر .
لم تظل بهم الرحلة . وقدرت رايتشل أنها استغرقت حوالي الخمس عشرة دقيقة أو مايقاربها , ثم توقف القارب في مرسى آخر , هذه المره لاحظت أن مكان الوصول في سان بيير هو أكثر روعة وجمالاً , كذلك هي وسيلة النقل التي تنتظرهما . إنها عربه يجرها حصان صغير , ذات مقاعد وثيرة صفراء مشرقة جداً , أما سائق العربة فيرتدي قبعة وقميص مفتوحة عند العنق .
أعلن سائق العربة بأبتسامه مشعة وبلهدة كاريبية واضحة :" أهلاً بكما إلى سان بيير , جزيرة شهر العسل !"
سمحت رايتشل لربان المركب أن يساعدها للصعود إلى العربه ,
فيما شعرت أها غبيهومنافقة . حرصت على الجلوس في الجانب البعيد من مقعدها بقدر المستطاع .
هذه الرحلة استغرقت وقتاً أقصر , إذ بالكاد استمرت خمس دقائق , وجل مافعلته هو أنها نقلتهما حو البر الرئيسي نحو الخليج التالي . لكن بعد أن تخطوا أشجار النخيل التي كانت تحجب المنظر لم تقوَ رايتشل على منع نفسها من إكلاق هتاف استمتاع وإعجاب . بدا الخليج التالي ساحراً كما لو أنه صورة من كتيّب سياحي دعائي . في مكان بعيد من الشاطئ أقيم بناء منخفض أبيض على نمط المزارع , تطوقة أشجار النخيل وتنتشر حوله الأزهار القرمزية اللون .
استدار سائق العربة , فيما أعلن لهما :" دار شهر العسل !"
فكرت رايتشل أن المكان صغير نوعاً ما بالنسبة إلى الفنادق , لكن لعل المقصود به هو الحصول على شيء استثنائي مختلف عن ضخامة الفنادق الأخرى . لم يمر الحصان أمام الفندق بل توجه إلى فسحة مخصصة للعربات تؤدي نحو بابين مزدوجين واسعين يظللهما رواق مرفوع على أعمدة . أوقف سائق العربة الحصان هناك .
انفتح البابان معاً . فخرج رجل ومشى مستقيم الظهر كأنه يبحث عن شيء ما , وفكرت رايتشل أنه يبدو كرئيس الخدم من العصر الفيكتوري .اقترب الرجل من العربة , حتى يساعد الواصلين على النزول . قفز فيتو وحدة برشاقة , لكن رايتشل سرها أن تمسك بيد رئيس الخدم .
أعلن الرجل بصوت مهيب :" أهلاً بكما في دار شهر العسل , سيدي , سيدتي . أسمحا لي أن أرشدكما إلى غرفتيكما "
لم تعلم رايتشل ماذا عليها أن تتوقع , لكن من الواضح أن فيتو حجز غرفتين منفصلتين , بالرغم من أن ذلك يبدو مستغرباً .
حالما دخلا الفندق , نظرت رايتشل في ارجاء البهو الفسيح المغطى بخشب الماهوغاني الغامق اللون , بدا الجو أكثر بروده في الداخل , وأحست بنسيم يهبّ عبر الغرفة المضيئة الواسعة .
عبست قليلاً عندما لاحظت أن الفندق يتميز بمفروشات جميلة وبموضفين , من الواضح أنه مكان مكلف , لكن فيتو رجل ثري , وما من داع لأن ينزل في أماكن متواضعة حتى وهو يتزوج من امرأه مثلها .
لم يكن هنالك مكتب للأستقبالاول نزلاء آخرين أو حتى موظفين .
تبعت رايتشل رئيس الخدم , الذي أعلن بذلك الصوت نفسة أن أسمه هو أندريه . وأنه سوف يكون في خدمتهما بالكامل أثناء إقامتهما هنا . قادهما نزولاً على طول رواق عريض نحو الجهة اليمنى , إلأى أن توقف خارج الباب . رنّم الرجل قائلاً :" غرفة السيدة "
فتح الباب وقادها نحو الداخل . دخلت رايتشل إلى الغرفة بسرور . امتدت خزانة ملابس طويلة بيضاء على أحد الجدران , فيما تحركة مروحة كهربائية بتكاسل في وسط السقف المرتفع . توسط الغرفة سرير كبير جميل ذو أربعة أعمدة غلفة غطاء من القماش الناعم . تقدمها أندرية , ففتح مصراعي النافذة البيضاء على وسعهما .
بدا المنظر رائعاً من خلال النافذة , وفي الخارج امتدت شرفة مطلية باللون الأبيض على طول الغرفة . خلفها امتد درب يؤدي مباشرة نحو بركة السباحة التي تألقت مياهها الصافية تحت أشعة الشمس . أما في الناحية الأبعد فتألق البحر الفيروزي بلونه المذهل .
أحست رايتشل بأرتفاع في معنوياتها لسبب لم تستطع تفسيرة .
غمغم أندرية شيئاً ما /. ابتسمت رايتشل وهي شاردة الذهن , وخطت إلى الخارج نحو الشرفة حتى تظى برؤية أفضل للمنظر . بعد بضع لحظات عادت إلى الداخل , لتجد أنها صارت وحيدة في الغرفة . أشرعت رايتشل نحو الحقيبة وفتحتها . كانت قد وضعت ثوب السباحة بين امتعتها حالما علمت أن هذا الزفاف السخيف لن يتم في احد مكاتب تسجيل الزيجات في لندن بل على جزيرة ما في البحر الكاريبي .
بعد مضي خمس دقائق توجهت إلى الخارج نحو بركة السباحة .
سمحت لشعرها أن ينفلت داخل الماء . برّد الهواء وجهها الرطب بالرغم منحرارة الأجواء . إلا أن أي شخص آخر من نزلاء لم ينضم إليها ليشاركها السباحة في البركة . استرخت رايتشل , فاستلقت على ظهرها وطفت , ومالبثت أن أحست أن بعض التوتر قد استرخى وخرج من جسدها . بعد قليل أحست أن جسدها انجرف فأرتطم برفق بحافة البركة . استدارت بتكاسر فألقت مرفقيها على حافة البركة المغطاة بالآجر . رمشت رايتشل حتى تخرج الماء من عينيها , ثم رفعت رأسها قليلالاً لكي تحدق نحو الفندق من فوق المرج الأخضر .
هناك رات فيتو يسير على طول الدرب متوجهاً نحوها .
بسرعة انكمش الوقت وتبخر الزمان . . .
أحد عشر عاماً انقضت برمشة العين . أصبحت رايتشل في الرابعة عشر من عمرها مجدداً , فيما أكثر الرجال وسامة في العالم يسير متجهاً نحوها . سمعت أزيزاً في رأسها , وللحظة وجيزة استثنائية ظنت فعلاً أنها انسلت راجعة بالزمن إلى الوراء . أصبحت مجدداً تلك الفتاء المراهقة التي تحدق مصعوقة نحو الرجل الإيطالي الذي يدنو منها بأناقة ورشاقة . أما هو , فبدا تماماص كالسابق . . . إنه يضع نظارتين شمسيتين سوداوين , وكالسابق تماماً تبدو ملابسه ذات قصة رائعة , أما قميصه الفاتحة اللون فمفتوحة عند العنق . فقط الكنزة المدلاة حول كتفيه لم تكن موجودة .
توقف فيتو , فيما حدّقت رايتشل مصعوقة ومتجمدة الآن , وبدا هو كما لو أنه تجمّد في مكانه .
هل يتذكر ؟ وجدت رايتشل نفسها تفكر بجموح بالغ . هل يتذكر تلك اللحظة منذ أحد عشر عاماً ؟ أم هو ببساطة يشعر بالاشمئزاز لرؤيتها الآن .
لم تنتظر لتقرر . أرخت جسمها لتعود وتسقط في الماء . تابعت السباحة وبعناد وتصميم ذهاباً وإياباً في البركة , وعندما سمحت لنفسها أخيراً أن تتوقف , لم يكن هناك من أثر لفيتو .
كانت رايتشل قد استحمت للتو وغسلت شعرها عندما سمعت قرعاً على الباب وهي ماتزال داخل الحمام . فتحت الباب بحذر , بعد أن لفّت شعرها بالمنشفة , ثم لفّت منشفة حول جسدها لتغطية . كان فيتو واقفاً داخل الغرفة , وبدا من الواضح أنه ينتظرها حتى تخرج .
شعرت رايتشل بالتوتر على الفور .
كان فيتو قد خلع نظارتيه السوداوين , لكن عينيه بقيتا محجوبتين تماماً عندما استقرتا عليها , كما لو أنه مايزال لضعهما .
قالت رايتشل بتحجر :"نعم ؟"
تابع فيتو النظر إليها للحظة , فبدأت تشعر بعدم الأرتياح أكثر فأكثر .
اكتسحها على الفور إحساس بالهلع . ماذا بحق السماء تراها تفعله هنا , على بعد أبرعة أو خمسة الاف ميل عن لندن , وهي على وشك أن تتزوج من رجل يمقتها بقدر ماتمقته ؟ لايمكنها أن تسير في هذا الموضوع . . .لا يمكنها . . .
يمكنها أن تتزوج بأي شخص آخر , لكن ليس بفيتو فارنيستي . يا إلهي . . . لا ! ليس فيتو . . . سبب لي فيتو الكثير من الأذى . . . لايمكنني أن أتحمل الألم ! بكل بساطة لا أستطيع !
بدأ فمها يرتعش .
- سوف يقام حفل الزفاف بعد ساعة ونصف الساعة . احرصي على أن تكوني جاهزة .
أخترقت كلماته الضعف المفاجئ المهون الذي اكتسحه على حين غرة . عضت رايتشل على شفتها السفلى , وأجبرت نفسها على ، تتراجع إلى تلك الحالة من الهدوء غير الطبيعي الخالي من الأحاسيس .
من الضروري جداً أن تتمسك بالهدوء مادامت موجودة هنا , استنشقت نفساً عميقاً وحاداً , ثم أومأت بإجاز و وأتجهت نحو الباب تفحته كي يخرج فيتو منه , فهي لم ترغب بوجوده في غرفة نومها .إنها لاتريده في أي مكان قريب منها . فذلك يفوق قدرتها على التحمل , بل هو خطير جاً بالنسبة إليها . لكن فيتو لم يتوجه نحو الباب . عوضاً عن ذلك استدار على عقيبه , فمشى خارج الأبواب الفرنسية الطراز نحو الشرفة , ثم أختفى إلى الجهه اليمنى منها .
تملك ريتشل التوتر فجأة لفكرة أنه قادر على الدخول إلى غرفتها من خلال الأبواب الفرنسية الغير مقفلة . أسرعت إلى حيث وضعت حقيبة يدها على السرير . كانت الزمردات ماتزال هناك !
زمت فمها بتوتر . فيتو فارنيستي سوف يستعيدها . لكن ليس قبل أن يصبح أسمه على وثيقة زواجهما , ويصبح خاتمه في إصبعها . خلال ساعة ونصف الساعه من الوقت ....

موــــــــني ^___^


__________________________________________________ __


مونـــــي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس