عرض مشاركة واحدة
قديم 13-11-12, 02:11 AM   #10

مونـــــي
 
الصورة الرمزية مونـــــي

? العضوٌ??? » 173623
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 68
?  نُقآطِيْ » مونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond reputeمونـــــي has a reputation beyond repute
افتراضي


9- اعترافات مؤلمة

فوجئ فيتو بهذا السؤال الذي جاء من لامكان . إنها فكرة لم تطرأعلى ذهنه حتى هذه اللحظة . لكن لحظة اومض هذا الاحتمال في رأسه . أنتابه أحساس مفزع بأنه أكتشف للتو بأن رايتشل فايل تمارس لعبة أكثر مهارة مما تصور على الإطلاق .
بالرغم من أن فيتو حمى نفسه في اتفاقية ماقبل الزواج كي لاتسلبه رايتشل امواله متذرعة بأية مطالب ماليه مستقبلية لكن مع هذا من الممكن أن تكون رايتشل قد تغلبت عليه بألاعيبها . ماذا لو أنها تزوجته وهي حامل أصلاً ؟ يا إلهي ! أهذا هو هدفها من هذه المهزلة ؟أن تربطه بطفل رجل آخر . . . بطفل رفض والده الطبيعي أن يتزوج منها ؟ حسناً ! يمكنه دوماً أن يصر على إحراء فحص جيني يثبت أبوته , وإن كانت النتيجه سلبية فهو يستطيع التخلص منها بسهوله .
غدا وجه رايتشل كالصفحة البيضاء . فيما أحس فيتو كأن ركلة وجهت إلى أحشائه . الأمر صحيح إذاً . . . إنها حامل بطفل رجل آخر .
أحس ان الجنون والهيجان يخترقانه كالسكين ز لكن السبب لم يكن غضبه من رايتشل , أدرك فيتو ذلك غير مصدق . إنما السخط والغضب الموجهان تجاه الرجل الذي جعلها تحمل , ثم رفض الزواج بها . أحس بالغضب الشديد تجاهها أيضاً لأنها سمحت لرجل آخر أن يلمسها . لن يلمس أي رجل رايتشل مجدداً . مامن رجل غيره سوف يشعر بجسدها الجميل بين ذراعيه . هو فقط سوف يحصل على رايتشل فايل و فقط هو , فيتو فارنيستي .
لكنه تأخر كثيراً . هناك رجل غيرة ترك أثره عليها .. . تملّكها . .. وجعلها تحمل , ثم تخاّى عنها .
راحت رايتشل تحدق بفيتو , فيما بدا وجهها أبيض كالطبشور . جاء صوتها أجش وهي تقول :"لا! لا , أنا لست حاملاً "
استنشقت رايتشل نفساً عميقاً مرتعداً بدا كأنه يهز جسدها النحيل بأكمله . انزلقت عيناها بعيداً عنه , إذ لم تقدر على ملاقاة عينيه , فاتهب اللون فجأة في وجنتيها قبل أن يتلاشى ليصبح باهتاً .
غمره إحساس بالارتياح , ثم تلاه إحساس آخر . إ لم تكن رايتشل حاملاً , إن لم يكن ذلك هو سبب ذهابها إلى تلك العياده اليوم , فما هو السبب ؟ لابد أنها ذهبت لكي تعرض وثيقة الزواج وتتباهى بها في وجه عشيقها ذاك .
- أكرر ثانية , لماذا ذهبتِ إلى عيادة ماكفارلاين بعد ظهر هذا اليوم ؟
أحست رايتشل بالهلع يتضاعف في صدرها . طلب فيتو من رجاله أن يلاحقوها , وهكذا علم أين كانت , كيف يجرؤ على ذلك ؟ لكن لماذا تراها تستغرب الأمر ؟ فعل ذلك من قبل , وفي المره الأخيرة التي زارها فيها هنا . طلب ملاحقتها من مكتبه وصولاً إلى هنا . لكن , لِمَ عساه طلب ملاحقتها الآن ؟ أنتهت مهزلة زواجهما , فهي من غادرت . يجدر به الا يهتم بالتواصل معها , أو برؤيتها مجدداً . ولا بالتسبب لها بالعذاب مجدداً . لماذا يصر على استجوابها ؟ يمكن أن يتولى محاميه أمر الطلاق .
ردت بصوت رصين جداً قائلة :" لست مضطره إلى الرد على سؤالك "
لم يظهر في صوتها أي أرتعاشه . لكنها لم تشعر بالارتياح تماماً .
قد يبدو صوتها غير مترنح , لكن الادرينالين الذي يجول في ارجاء جسدها جعها تشعر انها ضعيفة كالقصبه . ذاك السؤال حول كونها حاملاً كاد يقطع ركبتيها . أخترقها الخوف . لايمكن ان تكون حاملاً . . . بحق الله لايمكن أن تكون كذلك . آخر شيء قد يرغب به فيتو فارنيستي هو أن ينجب طفلاً من رايتشل فايل الابنة غير الشرعية لآرلين . اخترق الألم لحمها كالجليد البارد . إنه ألم شديد جداً لايحتمل . غنها بحاجة إلى تحصين دفاعاتها . حسناً ! الغضب سوف يفي بالغرض .
رمت رأسها إلى الوراء , وطالبته قائلة :" ما هذا بحق الجحيم لما تقتحم منزلي وتطرح اسئلة لاتعنيك البته ؟"
- ذهبتِ لتقابلي عشيقك , أليس كذلك ؟ أليس كذلك ؟ ذهبت إلى تلك العيادة لكي تعرضي عليه وثيقة زواجك الغالية وتتباهي بها !
انفتح فمها ثم عاد وانغلق تماماً .
- أجيبيني !
قالت :" لست مضطره لأن أجيبك فيتو "
تجاهلها فيتو مجددا , وطالبها قائلاً :" ماهو أسم عشيقك هذا ؟"
فدا فيتو مصراً و عديم الرحمة .
- لست مضطرة لأن أخبرك !
- أجيبيني !!
- لست مضطرة إلى ذلك !
ارتفع صوت رايتشل , أما عينا فيتو فاستقرتا عليها , قد أصبحتا سوداوين كسواد الليل .
- لا , لست مضطرة إلى ذلك . جل ماعليك فعله هو أن ترافقيني إلى العيادة , وبصفتي زوجك أنا واثيق من ان المستشفى سوف يسرّ بالسماح لي بمرافقتك في زيارتك .
- لا!
- بلى .
لم تفارقها عينا فيتو , فاستقرتا عليها بنظرات سوداء حاقدة جعلت الخوف يرتعد في عروقها , ثم قال :" في الواقع , بصفتي زوجك انا واثق أن المستشفى سوف يسمح لي بالزيارة ولو بمفردي "
اشتعل الخوف في عيني رايتشل :" لا! لايمكنك ! لايجدر بك !"
اجابها فيتو , وقد ثبتتها عيناه على الأرض , فقال :" لكني الستطيع ان أفعل ذلك و وسوف أفعل "
قامت رايتشل بحركة متشنجة مهتزة بقوة بيدها , فقالت :" لا . . . أرجوك ! ارجوك لاتفعل !"
إنه كابوس حقيقي . أن يظهر فيتو في المستشفى الان . . . وقد يصل إلى غرفة والدتها . . . يجدر بها أن تتصل بالمستشفى على الفور , فتخبرهم أنه لو جاء فيتو عليهم منعه من الدخول , وإبعاده من هناك . يجب ألاّ . . . يجب ألا يسمح له بالأقتراب من والدتها أبداً !
راقب فيتو الخوف يتلاعب على وجه رايتشل , فأحس بالسخط يقرع في داخله . أغضبه يأسها الشديد في محاولتها أن تمنعه من اكتشاف هوية عشيقها هذا , إنها الآن متزوجه . . . متزوجة منه . لاشأن لها . . . لشأن لعين لها بأن تذهب لزيارة رجل آخر . . . عشيق آخر . بدا كأن العضب الشديد يستنزفه . أمسك بالباب بقوة ففتحه .
- سوف نذهب الآن . . . الآن بالذات !
- لا ! أنا لن أذهب .
- إذا سوف أذهب بمفردي !
- سوف أتصل بالمستشفى , وأطلب منهم ألا يسمحو لك بالدخول !
تجمّدت على وجه فيتو ابتسامة متوحشه فقال :" لن تتصلي بأحد . سوف أطلب من رجل الأمن الخاص بي أن يبقى برفقتك فيما اقود سيارتي نحو هامبسيد "
انشذّت عينا رايتشل إلى الأمام , وظهر اليأس والهستيريا في صوتها حين قالت :" لا ! لا تستطيع . لايمكنك ان تذهب إلى المستشفى . لايمكنك أن تقابها . لن أسمح بذلك . . . لن أسمح بذلك !"
حدّق فيتو إلى رايشل . ممسكاً بالباب مفتوجاً . أنا تقول شيئاً ما . . . شيئاً غير منطقي .
- لن أسمح بك أن تراها أبداً . . . أبداً !
انعقد حاجبا فيتو سوياً . ما الذي تتحدث عنه ؟ عمن تراها تتحدث ؟ سيطرت الهستيريا على صوت رايتشل . إنه لس أصم كي لايسمع هذه النبره المرتجفة . طالبها بحدة قائلاً :" من ؟"
بدت عيناها مشرقتين , مشتعلتين , مححمومتين , يائستين :" والدتي !"
انطلقت الكلمات من فم رايتشل . هي لم تقصد أن تسمح لها بالخروج . لم تكن تقصد أبداً ان تسمح لفيتو فارنيستي أن يعلم من هو الشخص الذي تزوره في المستشفى . لكن لو فعل فيتو ماهدد بأن يفعله , فظهر في السمتشفى بك بساطة قائلاً لهم بأنه زوجها من دون أن تتمكن هي من تحذيرهم . فهم سيسمحون له بالدخول . هي تعلم أنهم سيفعلون . إنه رجل ثري , قوي , مقنع . . . وهو قادر على تخطي أي امرأه على مكتب الاستقبال في العالم .
راح فيتو يحدق برايتشل , ثم فجأة صفق الباب فأغلقة وأتجه نحوها . ظهر الأتهام في صوته وهو يقول لها :" والدتك ؟ أخبرتيني بأنها مسافره خارج البلاد ! إذا ً , ما الذي تفعله في المستشفى ؟ هل تقوم بعملية تجميل لشد الوجه ؟ أتحاول التخلص من كبر السن ؟"
تنفست رايشل فيما بدت في عيناها مضيئتين محمومتين . وقالت :" لا .إنها تعاني من مرض السرطان "
التهبت عيناها الموجهتان نحو فيتو . إنها تكرهه ! تكرهه كثيراً. إنها تكره العالم بأسره . . . الكون كله . راقبت رايتشل الدماء تفور في وجه فيت .
- السرطان ؟!
بدا كأن هناك خطباً ما بصوته . عيناه لم تفارقانها , لكنها أستطاعت ان تلحظ انه كان يدور في دوامه ذهنيه .
- منذ . . . منذ متى هي . . . مريضة ؟
لِمَ يسألها ؟ ما الذي يهمه في ذلك ؟
- منذ فترة طويله بما يكفي . لكن لاتقلق فيتو . . . لن يطول الأمر كثيراً بعد . يريدون إخراجها من المستشفى ليدخلوهاإلى دار للعناية بالمرضى أمثالها . حيث يمكنها . . .
اطبق حلق رايتشل , على الكلمات لكن كان عليها أن تقولها , فتابعت :" . . . حيث يمكنها أن تموت "
ظهر شعاع ما في عينيها . رمشت رايتشل لكن رؤيتها لم تنجلِ .
رفضت أن تنجلي . حاولت أن تتكلم مجدداً , لكن حلقها أطبق . أطبق كلياً . لاحظت من خلال عينيها المغشيتين أن فيتو مدّ إحدى يديه إلى الباب , فاستند إليه . كما لو أنه فجأة لم يعد يقوى على تثبيت نفسه .
- آرلين تحتظر ؟
انتظرت رايتشل الأزدراء . . . لكن فيتو لم يقل شيئاً . لاشيء باستثناء تلك النظره التي تدل على الصدمة الكاملة في وجهه وعينيه .
رمشت رايتشل مجدداص . استطاعت أن تشعر بالدموع المؤلمة الساخنه تملأ عينيها . حاولت أن تمسحها . لا ! لن تبكي على والدتها أمام فيتو الذي يمقتها , ولطالما مقتها منذ أن قربها والده منه وأصبحت منافسة لوالدته . أدارت وجهها بعيداً بحركة خرقاء متعثرة . أندفعت إلى الأمام محاولة إيقاف النشيج الذي يسد حلقها , أحست بركبتيها تضعفان , فتعلقت بحافة الطاولة , وغرقت في الكرسي الذي كانت تجلس عليه , فهي لم تعد تقوى على الوقوق .
جرحتها التنهدات الخشنة الممزقة . فأنحنى رأسها واهتت كتفاها . بدا حزنها شاملاً . راقب فيتو اهتزاز جسدها ورأسها المنحني , وسمع الصوت الممزق الذي تصدره . بحركة منتفضة خطا إلى الأمام نحوها . توقف , ثم ضعط بيده على كتفها .
- رايتشل .....!
لم يعلم فيتو مال الذي يجدر به أن يقوله أو أن يفعله . فالصدمه ماتزال تجوب في داخله تهزه , وتطلق موجات الصدمه في كيانه . آرلين غراهام تحتضر . إنها المرآه التي عذّبت حياة والدته إلى يوم ممات والده , أما أبنتها فتتحطم بسبب ذلك . أطبقت عليه الصدمة مجدداً .
هنالك شيء ما مدمر يشعر به لدى رؤية رايتشل فايل تنهار على هذا الشكل . بدا كما لو أنها أصبحت شخاً آخر امام عينيه . أصبحت شخاً مختلفاً تماماً , لا يعرف كيف يتفاعل معه .
كرر فيتو أسمها مجدداً , وأحس أنه عيدم الحيلة . . .
لم تتوقف رايتشل عن البكاء , بل ازداد نشيجها . وأخذ يعذب جسدها بقوة أكبر . احس فيتو بركبتيه تلتويان , فربض نزولاً إلى جانبها . كانت رايتشل تضع يديها في حضنها , فتلقبهما الواحده فوق الأخرى بحركة متتالية . مدّ فيتو يديه وأمسك بيديها . ثم ضعطعليهما وثبهما . تابعت رايتشل البكاء لفترة بدت طويلة جداً . أما فيتو فاستمر راكعاً إلى جانبها بينما غلف يديها بيديه .
بدأت التنهدات تتلاشىى تدريجياً . فلم يبقّ لدى رايتشل الكثير في داخلها . رفعت رايتشل ببطء رأسها المنحني . بدا وجهها ملطخاً بالدموع بينما أحيطت عيناها بهالتين حمراوين . في الواقع حفر الحزن خطوطه عير المتسامحه على ملامح وجهها كلها . تحرك رأسها نحو فيتو .
- لهذا السبب جعلتك تتزوج بي .
رنمت رايتشل الكلمات بصوت خافت خال من التعابير , بابعت قائلة :" لأجلها . . . لكي أسعدها . إنها تعتقد . . ."
غصّ صوتها , ثم تابعت :" هي تعتقد أنك تزوجتني فعلاً , وأن زواجنا ليس مجرد قطعة من الورق , بل زواج حقيقي , بعد كل هذه السنوات اقتنعن أن ابنتها أصبحت عروساً حقيقية لآل فارنيستي صدقت أنني عروس حظيت بنهاية سعيدة كما في القصص الخيالية "
تغيرت نبرة صوتها , ومع أنها بقيت خافته , لكنها حملت عنفاً هز كيان فيتو , عندما تابعت :" إن فعلت أي شيء يظهر لها أن هذا الزواج كذبة مزيفه , سف أقتلك . أقسم بالله إنني سوف أقتلك !"
تابعت فيما بقيت النظرة الفارغه في عينيها :" في البداية أردت فقط أن أزيف القصة بأسرها فأدعي أنك تزوجتني , لكنني فكرت بالصدمة التي ستصيبها لو لم استطع أن أبرز لها وثيقة الزواج , لو أكتشفت أنني أكذب عليها وألفق الأمر برمته . لهذا السبب اضطررت إلى جعل الأمر واقعياً . . . واقعياً بنظر القانون . لكي أستطيع أن أنظر إلى عينيها مباشرة , وأقسم لها إنني فعلاً أسبحت السنيورا فارنيستي . وأظهر لها الخاتم في إصبعي . فأريها الصور الفوترغرافية حيث أرتدي أن زمردات فارنيستي , لأنني عروس حقيقية لآل فارنيستي , تماماً كما حلمت على الدوام .
كان علي أن أحصل على زواج حقيقي , أم الأسلوب الوحيد فهو أن أعرض عليك أستعادة الزمردات "
توقفت رايتشل عن الكلام فاستنشقت النفس ببطء .
- هذا مافعته , ولست نادمة عليه مطلقاً .
أنزلقت عيناها بعيداً عنه , بأتجاه سطح الطاوله ثم نحو حضنها فرأت يديه المضموتين حول يديها , كما لو أنه يحاول أن يريحها . هزت رايتشل يديها بحركة مفاجئة , فأبعدتهما . ثم دفعت بنفسها ووقفت على قدميها . للحظة ترنحّت , ثم تجمدت في مكانها أحست أنها مستنزفة تماماً . فركت عينيها فأحست أنهما تحرقانها وأنهما متورمتان . أستدارت ومشت نحو المطبخ الملاصق للغرفة , فغسلت وجهها , ثم نشفته بمنشفة صغيرة . أحست أنها بحاجة إلى كوب من الشاي ليهدئها . مدّت يدها فتناولت الإبريق المعطوب , وأخذت تملؤه , لكنه سرعان ما أُخذ منها ووضع على لوح تجفيف الأطباق و أطبقت يد فيتو على مرفقها .
- رايتشل ....!
إنه فيتو ! رمشت رايتشل . يجدر بها ان تشعر بشئ ما حياله , حتماً . المقت ... التوق ...إنها الاحاسيس المعتاده التي تشعر بها تجاهه ، لكنها في هذه اللحظه بالذات لم تشعر بأي منها , تساءلت لما لا تشعر بأي شئ . تساءلت أيضاً لما قادها فيتو ببطء لكن بعناد باتجاه الأريكه المرتخيه التي تنفتح مساء لتصير سريراً . جلس فيتو الأريكه ، فجلست رايتشل بدورها ايضاً .
- نحن بحاجه لأن نتكلم .
ما زال فيتو يستطيع ان يشعر بالصدمات المتلاحقه تتوج عبر جسده ، الأن وضع جانباً ردّة فعله تجاه خبر احتضار آرلين غراهام .
سوف يعالج ذلك لاحقاً . الآن بالذات هو فقط يحاول ان يتعامل مع رايتشل . بمقدوره ان يلاحظ انها تخطت مرحلة الصدمه . إنها تجلس جامده تماماً ، وقد شدّت ركبتيها سوياً ، بينما ألقت ساعديها على فخذيها وقد أطبقت يديها سوياً ، فيما راحت تنظر امامها بنظرات فارغه .
عبس فيتو . لِم’تراها تعيش هنا في هذا المكان البالي ، على اي حال ؟ آرلين موجوده في مستشفى باهظ التكاليف ،إذاً هي تملك المال ، بالطبع ، مهما كان المبلغ الذي تمكنت من تكديسه خلال مرافقتها لوالده ، فلابد ان يكون ذا شأن . سمع نفسه ينطق السؤال بصوت مرتفع ، ثم تساءل لماذا تفعل ذلك .
أجابته رايشل من دون أن يظهر عليها أي إنفعال : " بعت شقتي لكي أؤمن العلاج لوالدتي ، اردت ان اكون واثقه تماماً من انه سيكون لدي المال الكافي حتى ... حتى أراها تجتاز الامر كله . لم يبقى لديها الكثير من مالها الخاص ، وعلمت انني لا استطيع ابداً ان ابيع الزمردات ، بالرغم من انها منحتني حق التصرف بكل شؤونها . كنت أنوي ان أعيدها لـ ... لوالدتك ، إنها تخصها " .
زفرتت رايتشل نفساً مرتعشاً : " لكن في النهايه ..." .
استنشقت نفساً آخر ، تبعه شهيق موجز ، وتابعت : " في النهايه اضطررت إلى إستخدامها . كانت ذخيرتي الوحيده ، تماماً كما قلت لي بوضوح عندما ذهبت لمقابلتك في مكتبك ".
وجهت رايتشل نظراتها الخاليه من التعابير نحوه : " أنا آسفه لأنني أجبرتك على الزواج بي لكي تستعيدها ، فيتو . فتلك كانت الطريقه الوحيده كي أحقق أمنية والتدتي المحتضره . اضطررت إلى القيام بذلك . لكنك إستعدت الزمردات الآن ، ويمكنك ان تعيدها إلى والدتك ، ثم تطلقني . اعتبر كأن الأمر لم يحصل على الاطلاق ".
راقبته رايشل وهو ينهض على قدميه . فأحست بشئ ما بدأ يجوب في داخلها . إحساس رقيق جداً ، دقيق جداً مدّ فيتو يده نزولا فقبض على مرفقها وجذبها لتقف ، ثم قال بهدوء : " أحضري أغراضك . نحن ذاهبان ".
نظرت رايتشل إليه من دون ان تفهم ، وقد التهب الخوف المفاجئ في داخلها .
- أنا لن اذهب إلى المستشفى ! لن تقابل والدتي ! لن اسمح بذلك ! أنا ....
قاطعها فيتو قائلاً : " سوف نذهب إلى شقتي " .
حدّقت رايتشل به من دون ان تفهم شيئاً .
- أريدك ان تخرجني من هذا المكان الحقير . مازلنا بحاجه لان نتكلم ، لكن ليس هنا .
موــــــــني ^___^
__________________________


مونـــــي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس