عرض مشاركة واحدة
قديم 19-02-09, 11:12 PM   #2

gasmin
 
الصورة الرمزية gasmin

? العضوٌ??? » 33735
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,013
?  نُقآطِيْ » gasmin is on a distinguished road
افتراضي

1_الرجل العاصفة
رنين الهاتف أوقف الخطوة التى كانت تهم بها سارة لا تغلى للابتعاد عن طاولتها .والضوء الأحمر راح يغمز على الخط الداخلى للمكتب. فنقلت كومة الملفات الى ذراعها اليسرى ،ثم مدت يدها لتجيب:
-سارة تتكلم
-لديك مكالمة من فيولا شردان على الخط الثالث ارتفع حاجبا سارة الأدكنان تعجبآ عند سماعها اسم ابنة عمها.
-شكرآ نانسى.
ضغطت على زر الخط الثالث ،متسائلة بسخرية خفيفة عن سبب اتصال فيولا بها.
-مرحبآ فيولا.
جاء الصزت الغنائى الجميل خاليا من اعتذار حقيقي.
-أسفة لأننى اتصلت بك فى عملك ياسارة ،فلست أنوى التسبب لك بمشاكل مع رئيسك.ولكننى لم أستطع الانتظار حتى المساء لأتكلم معك.-أنت لن تسببى لى المشاكل.فلا قانون يمنعنى من تلقى المخابرات الشخصية .ماذا تريدين بهذه الصورة الطارئة
-أردت أن تعرفى أننى وفريدى مسافران فى الغد الى اسكتلندا لمقابلة أهله، سنقوم بعد ذلك برحلة بحرية نحو المتوسط.
-هذا رائع!
ما من شيء قد يجبر سارة على اظهار ولو شيء من الحسد.
أردفت فيولا بسعادة :-أليس الأمرمثيرآ حقآ؟ لقد حدث كل شيء بسرعة .ذكرت عرضيآأمامه كم ستكون رحلة من هذا النوع رائعة ،وأنت تعرفينه ،لو أردت القمر لاشتراه لى .ياللرجل المسكين...ودت سارة لو أن يتعلم فريدى قول كلمة (لا)قبل أن تبذر فيولا ماله كله.ففيولا تحب فريدى حقأ،ولكنها لن تنضج لأنها على ما يبدو ستبقى طفلة.وتابعت فيولا:-جربت كالمجنونة منذ أن أبلغنى عن الرحلة لأننصف ثيابى الصيفية أصبح قديما وسيصيبنى الحرج اذا ارتديتها.اوه يا سارة أود لو ترين هذا الثوب الرائع الذى اشتريته!انه جرىءالى حد أن يمنعنى فريدى من ارتدائه اذا ما رآه.ثم هذه البيجاما الساتان ذات اللون الأزرق التى ...
-فيولا.أحب أن أسمع كل شيء عن ثيابك الجديدة لكننى مشغولة جدآ لذا من الأفضل أن تتصلى بى الليلة .
-لكننى اتصلت بك الآن لأننى وفريدى مدعوان الى حفلة عشاء الليلة.بدا من صوتها ريبة لأنها لم تفهم مقصد فيولا .ابتسمت بسخرية وهى تنظر الى السماعة :-حسنا ...سعيدة أنا لأنك أعلمتنى بخبر سفرك.ماذا باستطاعتها أن تقول غير هذا؟
-أوه...ولكن هذا ليس سبب اتصالى ...أظننى أخبرتك عن الأمر الآن.
تمكنت من تصور وجه فيولا وعينيها المتسعتين دهشة.
-لا يا فيولا...لم تخبرينى شيئا.لماذا اتصلت بى تحديدآ؟- لقد التقيت بآريل ماترز يوم أمس صدفة عندما كنت أهم بوضع حمل من المشتريات فى سيارتى.جلست سارة على حافة الحاولة حائرة فما علاقة اريل بهذه المكالمة ؟ستعرف بالتاكيد لكن عليها الصبر حتى تحصل على رد من فيولا وتابعت فيولا:
-توقفت لاقول لها ((مرحبا))فمن موضوع الى اخر وصلنا الى الحديث عنك.-حقا؟-ليس بالشراو اى شيء من هذا القبيل .لقد ذكرت اريل انك ستاخذين اجازة الاسبوع القادم مدة اسبوعين ،لكنها ليست واثقة من انك تخططين لامر ما. اليس هذا صحيحا؟ردت سارة بضجر فرحلاتها الصغيرة لا تقارن بالرحلة التى ستقوم بها فيولا:-اجل...
-الن تسافرى الى مكان ؟-لقد فكرت فى قضاء بعض الوقت مع العائلة ،اما الوقت الباقى فساخلد فيه الى الراحة والاسترخاء.
هذا عظيم! لم تكن سارة تظن ان الامر يستحق كل هذا الحماس ،لكن لا ريب فى ان فيولا لم تفكر كثيرا عندما قالت ذلك .والحقيقة المرة ان سارة لن تستطيع تحمل تكاليف السفر الى الخارج. فامامها مصاريف اولية مختلفة اولاها تصليح سيارتها التى انضبت حساب توفيرها الى درجة الجفاف تقريبا.لكن عزتها تابى عليها الاعتراف بذلك امام ابنة عمها لذا حاولت دفع فيولا الى النقطة المطلوبة:- لماذا تسالين -قلقت بشان منزلنا الملىء بالاشياء الثمينة الواقع فى عزلة على الشاطىء بعيدا عن الجيرانالذى قد يتعرض للسرقة خاصة وان السياح ستيوافدون الى البلد منذ الان.فقد يقتحم احد المنزل حينما يلاحظ ان المنزل فارغ .ولست ادرى ما افعل ،فانت تعرفين الاشياء الجميلة الثمينة التى نملكها يا سارة .-اجل.
-فيما كنت افكر بما سيصيب المنزل اثناء سفرنا تذكرت قول اريل عن اجازتك،عندها علمت اننى وصلت الى الحل المثالى ...ما رايك بالعناية بالمنزل اثناء غيابنا!ترددت سارة قليلا:-اعتقد ...اننى استطيع .
اثناء اجابتها تلك جالتالفكرة فى خلدها فاستنسبتها فليس اروع من قضاء الاجازة فى منزل ضخم يرتع عند اعتابه الشاطىء وهذا المنزل لن تقدر على مصاريفه لو اردت استئجاره .
صاحت فيولا:كنت اعلم انك ستساعديننى!ردت سارة بصدق وهى تتصور أيام الاسترخاء تحت اشعة الشمس :-سيكون هذا من دواعى سرورى .-ثمة امر اخر فنحن كما ذكرت منذ قليل مسافران غدا وهذا يعنى ان المنزل سيبقى فارغا وانا اخشى عليه فراغ ساعة فكيف بيومين او اكثر .فهل لك السكن فيه ابتداء من ليلة غد؟
اخذت سارة نفسا عميقا فليت ابنة عمها تعرف ان ما تطلبه يفرض عليها النهوض مع طلوع الشمس لتستطيع الذهاب الى لندن قبل ازدحام السير الخانق .لكنها فكرت بما ان الغد هو نهار الخميس وان السبت عطلة فلا باس بالقيام بهذه الرحلة .فوافقت بعد تفكير :-بالطبع ...سأوضب حقائبى وأسافر بالسيارة بعد انتهاء العمل غدا.
سأدين لك بالشكر طوال عمرى .فى المنزل أطعمة كثيرة وكل ما تحتاجينه من أدوات ،سأترك مفتاح الباب فى وعاء الزهور قرب الباب.
-حسنا.-وداعا.
سمعت سارة فورا صوت الخط الذى قطع قبل ان تجيب حتى ،وهذه هى عادة فيولا التى ما ان تحصل على ما تريد ،حتى تفقد اهتمامها بالحديث.لكن الشكر لها لانها جعلت اسبوعى الاجازة عطلة تتوق اليها بفارغ الصبر.عليها طبعا ان تكلم رب عملها ،ديرك ارميتاج ،عن صباح السبت.استوت واقفة عن الطاولة ثم تقدمت من خزانتين معدنيتين فوضعت عليها الملفات ثم فتحت درجا وشرعت فى وضعها مرتبة فيه .فى هذه الاثناء دخل ديرك ارميتاج احد شركاء مكتب المحاماة ملقيا التحية:-مرحبا سارة.تقدم من طاولتها ليراجع كومة رسائل .مررت سارة يدها على احد جانبى شعرها البنى ثم التفتت اليه تتامله.ديرك ارميتاج فى أواخر الثلاثينات من عمره،غزا الشيب شعره الاسود لكنه الى الان لم يتزوج فهو الاعزب الدائم كما يدعى.كانت سارة تعلم ،رغم خبرتها المحدودة ،انه سيصعب ايجاد رئيس مثله فهو مرح يسهل التعامل معه.كانا قد تواعدا عدة مرات فى الاشهر الاخيرة لكن لم يحاول اى منهما نشر الخبر امام الاخرين فى المكتب .قالت له سارة بنظرة عطف من عينيها البنيتين:-من خلال ما اراه على وجهك اعتقد ان لا داعى الى السؤال عن الاجتماع. اشتدت زوايتا فمه الى الاسفل :-ارجوك لا تسألى .لقد اصابنى الاحباط اثناء الشرح للرؤساء الكبار اسباب خسارتنا قضية الدكتور ايفاريز .ليت هؤلاء الرؤساء يخربون من مكاتبهم الى العمل لفهموا طبيعة ما نواجه. -اقتراح عليهم ذلك .ابتسمت له،فتنفس بحدة.-لا ...هذا ليس من صميم عملهم.وهم لا يودون سماع الاعذار بل يريدون الحلول،على البدء بدراسة القضية من جديد للنقض والاستئناف .اه من المشاكل!-بما اننا نتحدث عن المشاكل فهل لى ان اذكرك باجازتى المقبلة .-لا تذكرينى بهذا فأنا لا اريد ذكر الامر قبل صباح الاثنين.- اسفة .لكنى املت ان تمنحنى اجازة صباح السبت .
لمعت أسنانها البيضاء وهى تبتسم له،فقطب حاجبيه ثم ظهر الارتباك فى عينيه اللوزيتين:-لكنك كما ذكرت لى انك لن تقصدى مكانا معينا اثناء اجازتك.- تغيرت خطتى قليلا.ذلك ان ابنة عمى اتصلت بى طالبة منى السكن فى منزلها على شاطىء هايستنغز اثناء قيامها وزوجها برحلة بحرية غدا مما يقتضينى ذلك المكوث فى منزلهما ابتداء من ليلة غد حيث سأضطر الى السفر الجمعة ،ذهابا وايابا ولن أقدر على اجتياز هذه المسافة يوم السبت .فهل تعطينى الاذان؟
هز كتفيه:-ولماذا لا؟-شكرا لك.سأعمل حتى وقت متأخر يوم الجمعة لأعوض يوم السبت .- الافضل أن تخرجى من بيت المجانين هذا فى الخامسة مساء الجمعة قبل ان اغير رايى فأوجل لك اجازتك .عندها ستضطر ابنة عمك ان تجد لها من يحرس المنزل بدلآعنك.على فكرة من ستحل محلك هنا ؟-جيني.
لمعت عيناه عند سماع الاسم الذى تلفظت به سارة فقال بلهجة جافة :-الافضل ان تتركى عنوانك ورقم هاتف ابنة عمك مع نانسى .فى حال خلطت ((جينى البلهاء))الامور او اكتشفت انها اضاعت شيئا .اين قلت العنوان ؟شاطىء هايستنغز؟
-اجل...المنزل على شاطىء القناة الانكليزية تماما و...لم تكمل سارة ،اذ شهق ديرك وقال:-على الشاطىء؟قلت على الشاطىء؟اللعنة...قد آخذ اجازتى وانضم اليك.يبدو هذا وكأنهالجنة ...منتجعات هايستنغز مكان للعشاق كما تقول المنشورات السياحية ،ماذا لو أثبتنا صحة هذا الكلام؟- ان لم تشأالعمل نهار الاحد فاتبعنى؟-عظيم .رن جرس الهاتف الداخلى ،فتقدمت سارة لتجيب فطالعها صوت نانسى عاملة الهاتف:-الم اشاهد السيد ارميتاج يدخل منذ قليل يا سارة؟-أجل.-جيد،السيد كينكايد على الخط رقم واحد. لقد اتصل ست مرات اليوم.ولم تضف شيئا فالسيد كينكايد رجل غير صبور اطلاقا.-شكرا نانسى... التفتت الى ديرك:-السيد كينكايد على الخط رقم واحد.شد على أسنانه غيظا:-ألن أنتهى من الشرح والتفسير اليوم ؟استخدمى سحر صوتك الدافىء لتأجيل المكالمة فترة .جلست على كرسيها ثم رفعت السماعة لتضغط على الخط رقم واحد :-مكتب السيد ارميتاج،هل لى بمساعدتك؟
جاءها الصوت الأجش:- أجل ...اريد مكالمة السيد ارميتاج.كان امرا لا طلبا ما قاله،لكنها مع ذلك ردت باصرار:-اسفة جدا...انه مشغول على الخط الثانى ...هل أوصل له رسالة ؟ -حقا ؟انه على الخط الثانى؟ أحست برده الساخر،فقالت بثبات:-اجل ...هل اطلب منه الاتصال بك عندما ينتهى ؟-لا ...فأنا لا اشك فى انه يقف قربك الان ليتاكد من نجاحك فى ابعادى.أجفلتها قليلا هذه النبرة الجافة -اؤكد لك يا انسة انك لن تنجحى .
لم تدر ما اذا كانت لهجته المتعجرفة ام ردة فعلها الغاضبة على اتهامه هو الذى دفعها للتخلى عن لطفها لتلجأالى الاسلوب الساخر الذى كان البادىء فيه:-اؤكد لك سيد كينكايد ،ان السيد ارميتاج مشغول على الخط الاخر لكن بما انك تبدو على عجلة شديدة من امرك تجعلك فظا الى هذا الحد فسأرى ان كان بامكانى مقاطعته،أرجوك ابق على الخط. دون ان تعطيه فرصة الرد ضغطت على زر الانتظار .فقال ديرك فورا:انا اسف يا سارة ...سأكلمه من مكتبى.-ليتك تطلب منه القفز الى بحيرة قاحلة.-صدقينى ،قد افعل ذلك .لكننا نعمل فى وقته وماله وهذا ما خسرته بخسرانى تلك القضية .أعتقد ان له الحق فى معرفة ما جرى.-انما لا حق له فى ان يكون فظا الى هذا الحد انه...- احذرى ...فالسيدات لا يستخدمن الكلمة التى تفكرين فيها!تمتمت سارة وهى تنظر الى الضوء الذى يضىء طورا وينطفىء تارة اشارة منه الى الانتظار:لا اشعر الان اننى سيدة.
فكرى فى الاسبوعين اللذين ستقضيهما بعيدا عن كل هذا . تلاشى غضبها بالسرعة التى اشتعل فيها لتحل محلها ابتسامة مشرقة:-سأحس لحظة او لحظتين بالأسى عليك لما تقاسيه فى هذا المكتب بينما اتمرغ انا فوق الرمال.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــ
يتبع


gasmin غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس