عرض مشاركة واحدة
قديم 20-02-09, 12:45 AM   #4

gasmin
 
الصورة الرمزية gasmin

? العضوٌ??? » 33735
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,013
?  نُقآطِيْ » gasmin is on a distinguished road
افتراضي

حملت حقيبة زينتها واحدى الحقائب الصغيرة من مؤخرة السيارة ثم انطلقت باتجاه باب المنزل الآمامى .بسبب انهماكها فى البحث عن وعاء الزهور الذى قالت فيولا انها ستضع المفتاح فيه لم تنتبه لما تحت قدميها .اذ علق طرف حذائها بممسحة الآرجلامام الباب ،فتعثرت الى الأمامحيث طارت حقيبة الزينة من يدها ،فوقع منها كل ما فيها من أغراض على الأرض الصلبة.واستطاعت سارة استعادة توازنها لحظة واحدة قبل ان تلحق حقيبتها الى الارض،صاحت تؤنب نفسها:-لماذا لا تنتبيهن لموضع قدمك يا سارة؟بينما كانت تلملم أغراضها المبعثرة عن الارض لاح لها وميض شيء معدنى.التقطته فاذا به مفتاح ،وضعته فى قفل الباب فانفتح. تمتمت(يا لفيولا الغريبة)).تركت الباب مفتوحا لتعيد الاغراض الى الحقيبة ثم تمتمت مردفة:نسيت المكان الذى عليها ان تضع المفتاح فيه،فاختارت ابسط الأمكنة. ولجت الباب الى المنزل الذى زارته قبل الآن المؤلف من طابقين :الطابق الأرضى يحوى المكتبة وغرفة استقبال.وما تبقى يحتله المرآب.القسم الرئيسى من المنزل هو فى الطابق الأعلى الى يسارها .نظرت الى السلم ،فأعجبتهاالخزائن الطويلة المبنية فى الحائط ابتداء من فسحة السلم حتى السقف،والنقش الذى زين خشبها الأبيض المطعم بالأزرق اللماع من خلال زجاجها المقطع فى الأبواب الطويلة ،وبدت مزهريات جميلة من البورسلين الابيض والازرق تتوزع فيم بين الكتب .كان كل شيء حولها صامت لا يسمع فى ارجاء المنزل الا صدى نعلى حذائها على الارض الخشبية وقد أزعجها صوتهما ودت السير على اطراف اصابعها. غرفة الجلوس كانت عالما ازرق قائما بذاته ،فيها مقاعد زرقاء وبيضاء تلائم الوان الغرفة عليها وسائد زرقاء كأنها ذنب الطاووس وسجادة زرقاء كبيرة تقبع فى وسط الغرفة ،امام مدفأة ذات حجارة بيضاء.وفيها أيضا تماثيل وصور ذات الوان زرقاء ،يزيد من ابراز لونها النباتات الخضراء المعلقة والمنتشرة فى الغرفة.كانت غرفة الطعام والمطبخ امتدادا غرفة الجلوس التى لا جدران تفصل بينهما.فيها اثاث ابيض مطعم يغلب عليه اللون الاخضر بفعل النباتات الخضراءالتى فيها.وضعت حقيبتها من يدها ،ثم تقدمت من نوافذ كبيرة مواجهة للبحر.ذات ستائر زرقاء مفتوحة تكشف عن منظر البحر الرائع ورمال الشاطىء المغرية.لم تمكث كثيرا امام هذا المنظر لان لديها وقتا طويلا تستطيع خلاله تامل الخارج.اما الان فعليها توضيب ملابسها وتجهيزها.تفرعت غرف النوم من الردهة الى يسار غرفة الجلوس قد خصص للضيوف غرفتان هما اصغر من الغرفتين الاخريين الرئيستين،ومع ذلك واسعتان تبعثان الراحة الى القلب.اختارت احداهما وهى غرفة مطلة على البحر لها حمام مشترك مدخله من الردهة .بعد ساعة من وصولها ،اتمت ادخال كل حقائبها واشيائها ووضعتها فى خزانة فيها بعض ثياب فيولا الشتوية،ثم ركنت السيارة فى المراب.بعد ذلك اتجهت الى المطبخ،فحضرت صحنا من الجبن واللحم البارد والفاكهة.عشائها تناولته وحيدة على المائدة،فى مواجهة البحر.ما ان غسلت صحونها وبعض الصحون التى تركتها فيولا على ما يبدوانتقلت افكارها الى الرمال الممتدة امامها،الفاتحة لها ذراعيها عبر النوافذ.الشمس المائلة الى المغيب مزجت الرمال بلونها الذهبى الذائب اثناء عودتها الى المنزل حيث كانت اثار قدميها تخط خلفها خطا.بالانتعاش من جراء الهواء المالحالذى يهب عليها.حالما استحمت،تكورت فى الفراش،لتغرق فى نوم عميق.استيقضت خلال الليل هنيهة عرفتها الى المكان الذى هى فيه ثانية لتغط فى نوم لم تستفيق منه الا على صوت جرس المنبه فتاوهت:احمدالله لاننى ساقوم بهذه الرحلة مرة واحدة فقط!اعدت قهوتها بسرعة ثم حملت الفنجان متثائة باتجاه شرفة غرفة الطعام.كان النسيم الذى يهب من البحر منعشا خفيفا هو ما تحتاجه تماما لطرد النعاس عن راسها.انحنت فوق سياج الشرفة،تراقب المد المتقدم،مذهولة بحركات الأمواج المتسارعة الواحدة تلو الأخرى نحو الشاطىء.توقف الزمن عند هذا الجمال الذى غرقت فيه وهى تحتسي قهوتها.صوت سيارةكسر السحر الذى حولها،فاستدارت عابسة.وقد وجدت ان هواءالبحر جعلها عاجزة عن تحديد المكان الذى صدر منه الصوت،لكنها كانت على يقين من انه قريب جدا وقد يكون صاحبه صيادا انطلق باكرا الى صيده.ازرحام السير الصباحى على الطريق الرئيسية باتجاه لندن كان كثيفا كما توقعت مما حداها الى المكوث وقتا طويلا على الجسور فى مداخل لندن فكان ان تاخرت فى الوصول الى المكتب عشرين دقيقة جعلتها تمضى معظم فترة الصباح محاولة تعويضها.بعد عودتها من فرصة الغداء،توقفت عند عاملة الهاتف،التى دل التعبير المرتسم على وجهها ان اقاويل المكتب العادية هى اخر ما يجول فى فكرها:-كنت قد طلبت من السيد كينكايد،الذى اتصل مجددا،معاودة الاتصال عند الواحدة والنصف معتقدة ان السيد ارميتاج سيعود فى هذا الوقت،لكنه اتصل منذ قليل ليقول انه مرتبط بعمل فى الخارج،وسيغضب السيد كينكايد عندما يعلم بغيابه.اول ما ارادت قوله فى هذه اللحظة ((ماذا اذا غضب؟))ولكنها تذكرت لذع لسان السيد كينكايد الفولاذى وعلمت ان نانسى تخشى من اتصاله فقالت:دعينى اكلمه لاشرح له الوضع.لم تكد تجلس الى مكتبها،وتضع حقيبتها فى الدرج السفلى حتى رن جرس الهاتف.وقالت نانسى ان السيد كينكايد على الخط الثانى.صرت سارة على اسنانها،ثم شجعت نفسها قائلة:لا تفقدى سيطرتك على اعصابك،ابقى هادئة ولطيفة بغض النظر عما يقول واياك وزيادة الزيت الى نار ديرك.كانت النصيحة خيرا لها،ولكنها قبل ان تلتقطالمكالمة،مدت لسانها للهاتف المضيء.تعبيرا عما يجيش فى قلبها .كم شعرت بالسرور فى هذه اللحظة لانها ستبتعد عن كل هذا مدة اسبوعين:عندما تكلمت كان هناك ما يكفى من كسل فى صوتها:
-مكتب السيد ارميتاج.
-صلينى به فورا.
-اسفة هو غير موجود ولن يعود قبل وقت متاخر.هل لى بمساعدتك؟
رد بغضب بارد:
لقد قيل لى...
-اجا ...اعرف ما قيل لك سيد كينكايد.كنا نتوقع وصوله عند الواحدة والنصف لكنه عاد فأعلمنا باضطرارهالى التاخر بعض الوقت.جاء الرد الصارم:
-اذا انت تدعين انه غير موجود؟
-انا لا ادعى بل اقول لك الحقيقة.
لست ادرى ما يشغل ارميتاج لكننى اؤكد لك يا انسة...-انسة لانغلى.-يا انسة لانغلى،انه ليس مشغولا بقضيتى.يوم امس وعدنى بتقديم تقرير كامل وها انا انتظر انسة لانغلى.
كان صوته المنخفض شريرا مفعما بالغضب عندما اردف قائلا:-اعلميه حينما يعود بأننى اتوقع اتصاله بى.
لو ان ما يشغل ديرك امرا عاجلا اضطراريا كما قالت نانسى،فهذا يعنى انه سيعود فى مزاج عكر يحول بينه وبين الاتصال بهذا المتعجرف.تنشقت بعض الهواء ثم تابعت رسالة الرحمة،فهذااقل ما يمكن ان تفعله لديريك تعويضا له عن غيابها صباح السبت:
-سيد كينكايد انا اعرف تفاصيل قضيتك والظروف المحيطة بها وبناء على ذلك قد افيدك فى شرح بعض الامور.
-أنت؟
لم يكن توبيخه سخرية بقدر ما هو ازدراء واحتقار لكنها رفضت ان تلتقط الطعم،لذا ردت بكل لطف:-اجل سيد كينكايد...انا اعرف تماما ما يجرى فى مختلف القضايا التى يعالجها السيد ارميتاج،بما فيها قضيتك.
-وما يجرى فيها:لا شيء.
-لذلك سبب سيد كينكايد.
-حسن جدا...اخبرينى لماذا لم تعين جلسة القضية بعد؟
-لن تعين الجلسة قبل جلسة الاستماع الاولى وجلسة الاجتماع مع محامى الخصم.الذين الى الان لم يحضروا اوراقهم...ارايت سيد كينكايد،الامر يجرى فى حلقة مفرغة.
-هذا ليس بجديد على انسة لانغلى.لقد سمعتها مرارا من ارميتاج،الذى وعدنى بالسعى لحث المحامين الاخرين،لكنه كان يفشل دائما.
-عندما وعدك كان مؤمنا بان الامر سينتهى،لكن الذنب ليس ذنبه ذلك انه بالامس ادعى احد المحامين فقده بعض الاوراق،لكن دير...السيد ارميتاج اكتشفصباح اليوم ان الامر غير صحيح.اؤكد لك انه يأسف للتاخير أسفك انت له.-الا اوراق اساسية فى المحكمة؟
-لابد من هذا سيد كينكايد.
-لماذا لا يلجأون اليها للحصول على اوراقهم المزعومة.بدأتتحس باحمرار وجهها:-لست ادرى سيد كينكايد.
-اتعرفين من يلاحق هذا الامر من المكتب؟
-لا ...لا اعرف.
-هل قام ارميتاج بملاحقة الامر شخصيا.
-انا واثقة انه ينوى ...
-حقا انسة لانغلى .يبدو لى انه اذا تمكنت ارادة البشر واصرارهم من ايصالهم الى القمر ،فما الاولى ان يتمكن هؤلاء من ايجاد اوراق ضائعة...الا تظنين هذا؟-اجل بالطبع...
-اذن هل لى ان اقترح اقتراحا،فبما انك سكرتيرة ارميتاج فعليك استغلال وقتك فى التفتيش عما هو مفقود والابلاغ عنه!
انقطع الخط...هذا ما كان يجب ان يتم منذ بضعة ايام ولكن انشغال ديرك بالقضية التى خسرها مؤخرا جعل الفكرة تبتعد عن ذهنه. والتقطت سارة الهاتف،وبدأت اول خطوة لاصلاح الخطأ.

ـــــــــــــ
يتبع


gasmin غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس