عرض مشاركة واحدة
قديم 18-03-13, 12:45 PM   #5

lolla sweety

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية lolla sweety

? العضوٌ??? » 53132
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,899
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » lolla sweety has a reputation beyond reputelolla sweety has a reputation beyond reputelolla sweety has a reputation beyond reputelolla sweety has a reputation beyond reputelolla sweety has a reputation beyond reputelolla sweety has a reputation beyond reputelolla sweety has a reputation beyond reputelolla sweety has a reputation beyond reputelolla sweety has a reputation beyond reputelolla sweety has a reputation beyond reputelolla sweety has a reputation beyond repute
افتراضي

دخلت غرفة مكتبها وهي تسمع مساعدتها تخبرها عن اجتماعات مجلس الإدارة اليوم والتي قررها السيد عبد الحكيم قبل قليل ، نظرت إلى ساعتها بانزعاج لقد تأخرت مجدداً ، واليوم لمدة عشرون دقيقة بالتمام والكمال ، يجب أن تتوقف عن هذه العادة السيئة ، فالسيد عبد الحكيم رجل قدري محترم وهي لا يجدر بها أن تستغل طيبته وتعامله الراقي معها ..
زفرت أنفاسها بنفاذ صبر ، فقط لو أن أبناءها يسهلون عليها المهمة ، تشعر بأن انهيارها بات وشيكاً فنتالي لا تساعدها أبداً بتمردها اللامعقول و الذي يزداد يوماً بعد يوم ، جلست بإحباط على كرسيها وهي تدفن وجهها المزيّن بعناية بين راحتي كفيها ، إنها تعترف أنها وصلت إلى طريق مسدود ، نعم إلى تلك المرحلة التي تشعر معها أن تكاد تقدم استقالتها لبرنامج حياتها وتقول أنا لم أعد قادرة على غدارة مسؤولياتي أرجوكم جدوا شخصاً أكثر كفاءة مني .. نعم هي بكل بساطة تعترف أنها تنهار ببطء و بصمت ، لأول مرة تشعر بحملها ثقيلاً يكبس على أنفاسها.. مأساتها تكمن في خيار خاطئ اتخذته وهي صغيرة وما زالت تدفع ثمنه حتى اللحظة .. تكاد لا تتصور حياتها دون سامي ونتالي ، إلا أن تربيتهما امتصت كيانها ..
شعرت بالدموع تتجمع مجدداً في مقلتيها .. يا الله ليس مجدداً فلقد أمضت الليلة الماضية بكاملها تبكي بسبب مشاجراتها العنيفة والمتتالية مع ابنتها التي تعتقد أنها ستأخذ حقها بيدها وبسلاطة لسانها من كل شيء في هذه الحياة ، مزيج قاتل من التمرد والجرأة المخيفة ، تجهل تماماً كيف توقفها عند حدها!
قبل أن تستسلم لدموعها التي توشك أن تتفلت من بين جفنيها صدح صوت هاتفها الداخلي ، سحبت نفساً عميقاً قبل أن ترفع السماعة وهي تهمس :
- صباح الخير !
وصلها الصوت الأجش الذي يرسل بشرارات الراحة عميقاً بين عقدها العصبية :
- يا صباح الورد يا سلمى .. قلقتيني عليك لما تأخرتِ إن شالله كل شي تمام !
ارتسمت ابتسامة مرتجفة على شفتيها وهي تجيبه برقة :
- شكراً لسؤالك سيد عبد الحكيم .. كله تمام بس تأخير ... بسبب .. الأولاد كالعادة !
- لساتك عم تقوليلي سيد يا سلمى .. معناته ما فكرتِ بلي حكيناه مبارح !
أخذت شهيقاً سريعاً ، هذا الرجل هو الإنسان الوحيد الذي يشعرها أنها ما زالت صغيرة تنبض بالحياة ، ما زال يرى فيها ما يستحق أن تعيش لأجله ، يمدها باهتمامه الراقي بشحنة خفية من الثقة والقوة التي تحتاجها يومياً ، تحشرج صوتها وهي تهمس بارتباك :
- بلى فكرت ، بس سامي ونتالي شغلوني كتير ، حاولت أفاتحهم بالموضوع .. بس .. أنا .. ونتالي .. كنا ..
توقف سيل كلماتها لأنها لم تجد ما تقوله ، لا تريد أن تسيء لصورة ابنتها فهي ما زالت صغيرة لم تتم التاسعة عشرة بعد ، ستتغير يوماً ما وستندم سلمى إن هي تحدثت عنها الآن .. وصلها الصوت الرخيم متفهماً :
- إنت أتركي الأولاد علي ، بينا تفاهم من نوع خاص ، بالذات سامي .. المهم إنت شوبدك ؟؟ وصلت لقرار ؟؟
كانت على وشك أن تبحث عما ترد عليه به عندما سمعت مديرة مكتبه تحدثه مخبرة إياه عن توافد المدراء للاجتماع فهمست له بعد أن أخبر السكرتيرة بقدومه :
- ثواني وبكون عندك إن شاء الله !
- بنحكي بعد الاجتماع !
وافقته بتردد قبل أن تغلق سماعة الهاتف وهي تقف ململمة ما تحتاجه أثناء الاجتماع ، تماسكت وهي ترمي بأحمال منزلها وحياتها الشخصية بعيداً كي ترتدي قناع القوة والحزم والصلابة كما يتطلب منها عملها ، فلطالما كانت متميزة جداً بإدارتها الموفقة لقسم شؤون الموظفين والشؤون الإدارية ولن تسمح لحياتها الشخصية أن تتدخل يوماً بأعمالها !




التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 18-03-13 الساعة 01:11 PM
lolla sweety غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس