عرض مشاركة واحدة
قديم 25-03-13, 08:01 PM   #26

أميرة الحب

مشرفة وكاتبة في قلوب أحلام وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضوة في فريق الترجمة

alkap ~
 
الصورة الرمزية أميرة الحب

? العضوٌ??? » 53637
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 14,442
?  مُ?إني » فرنسا ايطاليا
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك fox
?? ??? ~
https://www.facebook.com/الكاتبة-أميرة-الحب-princesse-de-lamour-305138130092638/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

***
" اهدئي"
ارتعدت الابتسامة فوق شفاه بيلا التي جلست في المقعد قرب مارك أنطونيو الذي أخد مكانه وراء عجلة القيادة للسيارة التي استأجرها في مطار لندن الدولي، التقط يدها في يده مشجعا و شعر بها تسترخي قليلا.
عادت به الذكرى الى الماضي، فترة و فصل مختلفين، مع امرأة مختلفة... والدة طفليه اللذين ينامان في المقعدين الخلفيين لسيارة الجيب.
كان الفصل شتاءا و الثلوج البيضاء تغمر لندن الباردة، و تخفي بطبقاتها الثقيل طبيعة المزرعة الخلابة، كان يرافقها الى المزرعة و الى عائلته المتحفظة لعلاقتهما في عيد الميلاد، و يشعر بتوثرها و عصبيتها، مد يده يبحث عن يدها المنقبضة فوق ركبتها، وشعر بملمس بشرتها الرقيقة و الهشة تحت أصابعه. كان قد عصر يدها بأصابعه بلطف قبل أن يرفعها الى شفتيه كما لم يجرؤ مع بيلا:
" اهدئي..."
" انا هادئة " كانت لينيتا قد اجابته وهو يدرك بأنها بعيدة عن قول الحقيقة، كانت متوثرة و مرتعبة تماما مثل بيلا في هذه اللحظة، مايزال يتذكر تفاصيل ايامهما معا، الوان ملابسها و نوع الاحاذيث التي تبادلاها، كانت فرحة حياته و هو ضيعها من يديه بغبائه.
" اي حظ أمتلك لتكوني معي...؟؟" كان قد شد على وجهها وقربه منه ليشبع روحه بجمالها و نظراتها الرمادية الشبيهة بطفل ضائع.
" اللون الأبيض من حولنا يجعلك أكثر اثارة..." كانت قد تناست توثرها و قبلته بحرارة " اتمنى ان نتقاسم الغرفة نفسها"
فجأة أقطب مارك بينما يعود الى الواقع... يجب أن يتقاسم الغرفة نفسها مع خطيبته الصغيرة التي تبدو اصابعها الرقيقة متجمدة من البرد رغم الجو المشمس والحار، لم يفكر بهذا ولم تنبهه اليه سوى ذكرياته الماضية مع توأم روحه الذي اخدها الموت منه باكرا جدا.
لكنه مصر على عدم التسبب للاحراج لبيلا و سيشرح لها الموضوع ما ان يصلا الى المزرعة بعيدين عن آذان التوأمين الفضولية، ليس متأكدا بأنهما نائمان، ربما يتظاهران بالنوم فحسب.
القى نظرة سريعة على الفتاة بجانبه و عاد يجذبه جمالها النقي و البريئ، رغم الفستان الصيفي الوردي و المقلم الذي ترتديه و يجعل منها امرأة راقية تتبع الموضة بحذاريفها بدت هشه وسريعة العطب، جذائلها الملتوية حول وجهها، ورموشها تخفي مقلتين فيروزيتين مثقلتين بالحزن
هل تفكر باليكس... تفكر بلقاء محتمل مع الرجل الذي دفعها لبلع ثلاثة و تسعين حبة مهدأ؟؟ رجل دفعها الى التفكير جديا بالانتحار؟؟ يتمنى حقا ان تكون شجاعة في مواجهة نظرات هذا الأخير، يتمنى ان ترد الاعتبار لنفسها المجروحة و تظهر له بأنها امرأة مرغوبة و غبي هو من يرفضها... اما فيما يخصه... فسيضع حدا لآمال 'سالي فيليبو' و 'آنا داماتا'، وفي عطلة الصيف القريبة بعد نهاية المدرسة سيأخد التوأمين الى 'ريو دي جينيرو'، و سيرى قبر 'لينيتا 'الذي لم يجرؤ على العوده اليه منذ دفنها... سوف يعيش حداده أخيرا و يضع خطا عن الماضي.
" أنت جميلة جدا عزيزتي..." قال مارك بلطف للطفلة قربه التي احمر وجهها الجميل بشكل بهي.
" تظـــن ذلك 'دون مارك أنطونيو؟؟' "
" ناديني مارك... حاولي مرة و مرتين الى أن تتعودي قبل ان نصل الى المزرعة، سيستغرب الجميع اذا ناديتي سيدي بينما نحن مخطوبين..."
صوت مختنق صدر من الخلف مما دفع مارك لهز عينيه الى المرآه و النظر الى الوراء، التوامين مغلقين العينين، ابتسم مردفا
" بدل التظاهر بالنوم شجعاها للنطق بإسمي دون رسميات..."
احتاج كلامه لنصف ثانية كي يُنفد حرفيا، انفجرت 'بيلا' في الضحك بينما انقض عليها الاثنان بالكلام و التوسلات و عم جو عائلي و سعيد السيارة ادخل السكينة والسرور الى قلب مارك، ولديه يعشقان بيلا، وهو يحبها أيضا، ربما ما يشعره اتجاهها لا يشبه الشغف و الجنون اللذان شعرهما اتجاه لينيتا، لكنه يدرك بأن وجود أنثوي ضروري في حياة طفليه و حياته، كم تمنى لو لم يكن قلبها ملك أليكس... كم يتمنى لو كانت له حقا، أن ينسى لينيتا و يبدأ حياته الى جانبها.
***
قفزت ديامانتي من سريرها بنفس السرعة التي انفتح فيها باب غرفتها على مصرعيه، كانت قد سمعت صوت المحركات تتباطئ منذ ساعه و أدركت بأنهم ليسوا بعيدون عن وجهتهم، كانت مرهقة ووجهها متورم من السهر، لم تنام خشية ان يقتحم دراكو مقصورتها و يأخد حقه منها بالقوة، لدهشتها و سعادتها لم يفعل، لم تراه بعد اعتدائه المتوحش ليلة أمس لها سوى في هذه اللحظة، يتبثها و كأنها ألد أعدائه:
"سوف نرسي بعد ساعة و نصف تقريبا في مرفأ كاتانيا..." ثم قذف بمجموعة من الصناديق فوق السرير متابعا " هذه ملابس تليق بأميرة 'كاستيلو دي فالكوني' و سيده... اريدك كاملة الاناقة و منشرحة الأسارير قبل مغادرتنا اليخث... سيكون بعض الناس بإستقبالنا..." القت نظرة سريعة الى الماركات العالمية الموقعة هنا و هناك على الصناديق قبل أن تعود بها الى 'دراكو' الذي دنى منها و التقط يدها و ادلف شيئا قاسيا و باردا بعنف في اصبعها الأيسر، شحب وجهها بينما تتعرف على الخاتم الموروث لعائلة فالكوني والذي باعته بثمن ساقط قبل هروبها، وكأنه قرأ في أفكارها رمقها بسخرية " اسمي يرعب الكل على مايبدو... ما ان تعرف عليه الجوهري حتى استعجل بإعادته... انه يناسبك 'كارا'.. جميل جدا من الخارج، بارد و قاسي من الداخل..."
ترك يدها التي لمتها على عجل و شعرت بثقل الخاتم مهددا في أصبعها، لم تعلق بشيء فقط عيناها متعلقتان على الرجل الذي مسح جسدها بعينيه قبل أن يعود الى وجهها:
" يوم الجمعة سنعيد تجديد عهودنا وستكونين المرأة المطيعة جدا و المحبة، سوف ترافقيني في كل أسفاري و سنضهر بشكل مكثف للصحفين و نرضي فضولهم... هل أنا واضح؟؟"
" لا أفهم..." تلعثمت دون الهروب بنظراتها " لماذا تصر على تجديد عهودنا بينما... بينما تكرهني بشدة ولا تنوي الاحتفاض بي؟؟"
" فلنقل انني استعيد حقي منك..." اختفت التسلية من وجهه، فجأة تذكرت شيئا مهما، يوم السبت زفاف نيوس، والجمعة يرغب دراكو تجديد عهودهما دينيا... رباه... انه يتعمد الأمر.
" لما لا تطلقني فحسب... أقسم أن أختفي كليا من حياتك...." سألته بصوت مبحوح.
" لكنني سأطلقك ديامانتي الجميلة... الأوراق بشروطي لا تنتظر سوى توقيعك الجميل، لكن الوقت مبكر جدا للتكلم بهذا الأمر، سوف نراجعه فيما بعد... عندما ينسى الناس ما فعلته بي و استرد حقي..."
عاد يمسح جسدها بعينيه مما دفع الدم سريعا في شرايينها، كلا... ليس هذا، تفضل الموت على ان تترك رجلا آخر يلمسها، هز 'دراكو' حاجبيه وكأنه قرأ في أفكارها.
" ما الأمر عزيزتي؟؟ هل أنت خائفة؟؟..."
" لن تحصل علي برغبتي دراكو..."
" أنت تمزقين قلبي المسكين..." قال متهكما قبل أن يلتقط ذراعيها و يلويهما وراء ظهرها منتزعا منها تأويهة ألم، قرب شفاهه من أدنيها " أنا لا ألتقط قمامة الآخرين 'كارا'.. أنت آخر إمرآة توقض غرائزي... حتى أنني أتسأل عما دفعني حقا لوضع خاتمي في أصبعك... أنت... تثيرين... اشمئزازي" ثم تركها مترنحة والقى نظرة مظلمة نحوها واختفى من غرفتها تاركا اياها تدعك معصمها المتألم بأصابع يدها المرتجفة.
***
أول ما انتبه اليه ادواردو عندما اقتحمت فلور عتبة مكتبه كان شكل جسدها الذي فقد خصره نحوله، نجح بنزع نفسه سريعا من حالة الصدمة قبل أن تتسع ابتسامته أكثر و يأخدها بين ذراعيه.
" كيف حالك صغيرتي؟؟"
" كما ترى... حامل" ردت متهكمة وهي تجلس على الكنبة حيث أخد عمها سريعا مكانه قربها، دون أن يترك يدها ابتسم لها مشجعا
" لا بد أن تتزوجي ويانيس بسرعة..."
راقبها تهز عينيها الخضراوين الى السماء و تردد بمرارة
" لما يربط الكل حملي بذلك السافل يانيس؟؟ لا... هو ليس والد طفلي و لهذا الغرض أريد مكالمتك لأنه... لأنه يبدو بأنني أوقعت نفسي في مشكلة من العيار الثقيل"
رباه... مالذي ينتظر عائلته أيضا؟؟ فكر ادواردو ببعض الارهاق و هو يخشى من الملامح الجادة التي تشكل عليها وجهها الجميل، بدت المعاناة عميقة لدرجة نبأته بالخطر، متى اخدت ابنة شقيقه رايه القانوني في يوم ما؟؟ أبدا... كانت جريئة كفاية لتخرج نفسها من مأزقها الكثيرة.
اكتفى حقا من مشاكل أفراد عائلته، ممزق بين قضاياه و سره الفضيع بشأن لينيتا دا ماتا التي كان عندها مجددا أمس، لحسن حظه أنها لم تصاب بأزمة هذه المرة، بدت أكثر هدوئا و تفاؤلا، حتى انها انهت معه كلامها دون مشاكل ولا توعكات... يحتاج لبضع أسابيع فقط كي يخبر عائلته عنها... اسابيع فقط كي يعرف ابنه الحقيقه.
" والد طفلي... رجل متزوج" سمع قنبلة فلور و استوعبها فورا.
" هل فقدت عقلك؟؟"
" أعرف... أعرف... لكنني كنت اجهل الموضوع قبل أن يحذث ما حذث" شهقت فلور و احمر وجهها من الخجل و العار، ثم استرسلت فجأة في قصة مريبة، هز ادواردو حاجبيه بعدم تصديق بينما تخبره فلور بشأن تهديدات غير قانونية و امور بالكاد يتقبلها عقله، الغضب الأسود أعماه بينما يراقبها ترتجف من الخوف و تلقي نظرة حولها بلا وعي وكأنها مرتعبة من ظهور أمير كوابيسها في الغرفة.
" اطمئني..." وضع يده على يدها و حملها الى شفاهه يقبلها برقة " هل هو من وراء السيارة السوداء في الجهة المقابلة للمدخل الرئيسي للمزرعة؟؟"
هزت رأسها بالموافقة، تبدو على شفير البكاء مما دفع بغضبه للتفاقم، كيف يجرؤ هذا السافل على التسبب بكل هذا الرعب لصغيرته المفضلة؟؟ ابنة أندريس أو روبيرتو ستبقى فلورانس ريتشي و هو يحبها من قلبه.
" سوف أعلم درسا لذلك السافل..."
اشرق وجه فلور بالأمل و لمعت عيناها الدامعتين:
" هل هناك قانون يمنعه من أخد طفلي"
" كل القوانين معك 'بليسما' فلا تدمعي هاتين العينين الجميلتين... اسمعيني جيدا، قانون انكلترا يمنح الأم عامة الحقوق على طفلها و يأتي الأب دوما في المرتبة الثانية، فمابالك اذا كان هذا الأب... متزوجا بآخرى؟؟؟"
" شكرا يا الهي... كدت أموت بالرعب... كان جادا في تهديداته لدرجة أنني... لدرجة انني كنت متأكدة بحصوله على الحضانة فور ولادتي..."
" لم تخبريني من أي بلد..."
حان موعد الحقيقة، الحقيقة المرة... بلعت ريقها بصعوبة وتمتمت وهي تهرب بعينيها
" دراكو فالكوني... زوج... زوج 'ديامانتي سانتو بينيديتو'... قريبة مارك انطونيو"
هذه المرة رغم كل صلابة عمها رأت بصدق الدم ينسحب من وجهه، شعرت بالعار أكثر لنظراته المشككة و المتهمة، اندفعت بسرعة للدفاع عن نفسها:
" أقسم بأنني لم أكن أعرف بشأنهما... لقد اغراني فقط لينتقم من مارك انطونيو لأنه تجرأ على مد يد العون لزوجته الهاربة، لقد سقطت بسهولة في شرك حاكه بسبب معرفتي الجديدة بشأن قرابتي للكونت اندريس، لم اكن بكامل عقلي... عمي أتوسل اليك... أريد هذا الرجل خارج حياتي و حياة طفلي... انه خطر... خطر و عدواني"
" اهدئي يا صغيرتي... كل شيء سيكون على ما يرام، فقط دعيني اهتم بالموضوع... لا يوجد قانون لا افهم قواعده، سوف ترين... دراكو فالكوني لم يعترض طريقك منذ اليوم..."
***
" مابك صغيري؟؟ هل أنت بخير؟؟"
دعك اليكس ركبتيه المتألمتين قبل ان يرمق والدته بنظرة سوداء:
" حبا بالله توقفي عن مناداتي بصغيري..."
" انت صغيري شئت أم أبيت... بالرغم من جلبك لتلك الايطالية الباردة النظرات الى المزرعة و اختبائك وراء قناع الدون جوان الذي لا يقهر اعرف نظراتك و احفظها عن ظهر قلب... مالذي يحذث معك اليكس؟ لا تبدو سعيدا..."
" منذ متى كنت سعيدا؟" استطرد بتعب وهو يغادر مقعده بإتجاه عصاه، 'كارلا جيوفاني' حبيبته الحالية بعد 'ايزابيلا' تعرض نفسها وسط بيكيني مثير بلا خجل في بركة السباحة، لا يعرف ماذا دهاه ليجلبها معه الى هنا... هل ليثبت لنفسه بأنه قادر على العيش بطبيعية و ان خروج بيلا من حياته لم يحطم فؤاده ولم يحرق روحه؟ لكنه يستسلم... لم يعد بمقدوره التحمل.
" مالذي ينقصك للسعادة اليكس؟..تملك كل ما يحلم به الشباب في عمرك ..."
" الا المرأة التي أحببتها ..." المقاطعة اتت عفوية، لاذت كاثي بالصمت، لم يكن من عادة اليكس التكلم عن خصوصياته و مشاعره، ربما تنجح في كل مرة بإستفزازه و تدفعه لبضع اعترافات لكن رؤيته تعيسا منذ وصله امس يمزق قلبها، بالتاكيد هي لا تحب كارلا و لا تستلطفلها و تعرف بأنها مجرد اسم في لائحة ابنها الطويلة، لكن التكلم عن المرأة التي احبها في الماضي تتعسها:
" بالتاكيد 'اليسيا' تريدك سعيدا..."
" لا أتكلم عن 'اليسيا'..."
كان يقف عند الحائط الزجاجي المطل على الحديقة و بركة السباحة، يراقب صديقته السمراء تعرض جسمها الرائع و تقرأ مجلة، اقطبت كاثي، هل يعقل أن طفلها سقط في غرام هذه الفتاة الفارغة العقل؟؟.. اليكس اذكى من التأثر بقشرة لامعة.
وقفت ورائه للحظات دون أن تستلم لرغبة ملحة بإنتزاع الاعتراف منه، ولا يبدو مستعجلا لروي ضمأ فضولها، سمعته يتنهد قليلا ثم يستدير نحوها، وجهه مثقل بشتى انفعلات متضاربة:
" سوف اجري عملية الرأس قريبا..."
شلتها الصدمة لثوان، ثم رمشت عدة مرات قبل ان تقول بخوف:
" عملية رأس؟؟ لكن لماذا؟؟..."
" كنت ارغب اخبارك في الوقت المناسب بسبب حمايتك المرضية لي ،لكن الفرصة تعرض نفسها، أصبت بالصرع بعد اشهر قليلة من مغادرتي المستشفى قبل سنوات، كنت أتجاهل الأمر لأنني ارفض الاعتراف بضعفي، لكنني... لكنني كدت قتل بيلا..."
" بيلا... من هي بيلا؟؟" اقطبت كاثي.
" ايزابيلا... حفيدة السائس في قصر الدوقية توسكية، حبيبتي..."
تراجعت كاثي الى الوراء بعدم تصديق، كانت تتلقى الصدمات مثل الصفعات الواحدة تلوى الأخرى، عملية راس... الصرع... ايزابيلا محبوبة طفلها الذي تمنت رؤيته متأبط ذراع أشد النساء بروزا في المجتمع اللندني.؟؟ هل جن العالم..؟؟
" أنا مغرم بها..."
" أنت تهدي..." قالت من بين اسنانها وهي تشير اليه بعصبية " انها طفلة معاقه و مثيرة للشفقة، هذا بالضبط ما تشعره نحوها، اذا كنت تنوي قتلي فأعد هذا الكلام على مسامعي..."
" سوف أجري العملية من أجلها و سأبحث عنها بعد ذلك... اذا كان وجودها معي لا يُحتمل بالنسبة اليك فسأعمل على الا نلتقي..."
صرخت به غاضبة وهي تجدبه من ذراعه وتنظر الى عينيه
" تلك الفتاة لا تليق بك، ستحطم اعمالك و احلامك بسبب شفقتك التي تخلطها بالحب..."
" أحبها... لا أشفق عليها..." رد عليها ردا قطعيا و انتهت المحاذثة هنا.
لأن فلور و ادواردو التحقا بهما في الصالون كما فعل روبيرتو الذي نزل السلالم في هذه اللحظة، هاتفه النقال في أدنه غارق في كلام بالايطالية.
كانت تغلي من الغضب و شيء آخر يتآكلها... شيء أكثر ضراوة من الغضب.
لم تعد تطيق البقاء لحظة واحدة معه في نفس المكان، فتحت الشرفة لتخرج الى الحديقة و قلبها يهتز بعنف في صدرها، انه مصاب بالصرع، مستعد لفتح رأسه من أجل ارضاء امرأة، اما فيما يخصها فلم يخبرها بمرضه كل هذه السنوات... تكتم على معاناته رغم كل التضحيات التي قامت و تقوم بها من أجله.
شعرت بالدموع تعمي بصيرتها ... الصدمات المتتالية منذ ثلاث دقائق فقط نجحت بهزهزتها، كل شيء تتحمله سوى مشاكل اليكس... نقطة ضعفها اليكس... اليكس الذي يصر على رد الجميل لها بالجفاء و القسوة.
" كاثرين؟؟"
مسحت دموعها بسرعة قبل أن تستدير نحو ادواردو الذي أقطب فور مشاهدة الحزن في نظراتها:" مالأمر حبيبتي؟؟"
" اليكس مصاب بالصرع..." تمتمت بعد أن وجدت بأنه من السخيف اخفاء الأمر " سيخضع لعملية جراحية في الرأس قريبا..."
مد يده الى وجهها و استكانت لدفئ راحة يده على خدها، كم تعشق هذا الرجل، انه دوما هنا عندما تحتاجه بشدة، لا تعرف عما كانت عليه حياتها لو افترقت طريقيهما في الماضي.
" هو من أخبرك؟؟"
هزت رأسها بالموافقة، ومسحت دموعها بظهر يدها هامسة:
" منذ سنوات يعاني و لم يجد من المهم اخبارنا... أكره أنانيته و تكتمه الذي ورثه منك بالتأكيد..."
" هذا أكيد..." رد بسرعة مما دفعها للابتسام من خلال دموعها، ادارت وجهها وقبلت يده الدافئة قبل أن تلتقطها بين اصابعها و تضغط عليها.
" ورث وسامتك الشديدة ايضا..."
" وعنادك..." رد ادواردو برقة
" غطرستك..."
" قلبك الكبير..." همس لها " رغم كل مساوئه الا انه رجل حساس... لا تغضبي بسبب تكثمه حبيبتي... فقط اغفري و اتركيه يعيد حساباته..."
محرك سيارة قوي مزق سكون المكان، أحاط كتفيها وقبل رأسها قبل أن يقتربا من المرآب المكشوف الذي توقفت فيه سيارة جيب رمادية و قفز التوأمين منها، صراخهما مدوي بحماسة.
" رباه لقد وصلو..." ثم تسللت من ذراع زوجها و ركضت نحو الصغيرين، تحتضنهما بشدة في وقت واحد ، تغرق وجهيهما بالكثير من القبل.
تركتهما اخيرا ليحضيا بنفس الاهتمام من الأخرين، وعندما استقامت في وقفتها، وجدت نفسها وجها لوجه مع عينان فيروزيتان شاسعتين وسط وجه جميل القسمات متجمل بكل عناية.
" بيلا؟؟"
" سعيدة برؤيتك 'دونا ريتشي' "
ابقت فاهها فاغرا بينما تتفحص الفتاة التي تبدو و كأنها خرجت من مجلة مشاهير ايطالية، دخل مجالها البصري مارك انطونيو، كالمخدرة راقبته يحيط كتفي الفتاة بذراعه، ابتسامة واسعة تغمر وجهه الوسيم:
" مرحبا كاثي... لا بد انك تتذكرين ايزابيلا... "
" حفيدة السائس؟؟" سألت بعد تردد بصوت جاف، شعرت بالأخرين يقتربون منهما، بمن فيهم اليكس، القت نظرة قلقة نحوه بينما تسمع رد ابن زوجها جازما:
" انها خطيبتي الأن... قريبا ستصبح 'دونا ايزابيلا ريتشي' "
أطبق الصمت المكان لدرجة مرعبة، بحتث عن ادواردو ووجدته يحملق الى ابنه و كأنه يواجه مجنونا، لم تجرؤ حتى بإلقاء نظرة نحو 'اليكس' و رؤية ملامحه، اليكس الذي اعلن حبه الكبير لهذه الفتاة و الذي يبدو مستعدا لفتح رأسه و المغامرة في سبيل ارضائها.
" انها... " تدخلت فلور بعد أن أصبح الصمت طويلا و مهددا ولا يطاق " انها مفاجئة حقا... تهانينا مارك، تهانينا بيلا... سعيدة أن يجد قريبي الحب أخيرا"
" انها الحب بعينه..." رد مارك برقة و هو يتطلع اليها بعاطفة جعلتها تبحث مرغمة عن نظرات اليكس الذي وجدته مسمرا مكانه، يتطلع الى المشهد بفم فاغر.." شكرا فلور..."
ثم دنى من قريبته و أخدها بين ذراعيه قبل أن ينظر الى والده مباشرة في عينيه
" الن تهنئنا أبي؟؟"
" أريدك فورا في مكتبي... " ثم القى نظرة على بيلا قبل أن يبتعد بخطوات سريعة عائدا الى الداخل.
اندفع روبيرتو و فلور لتهدئة الوضع و استقبلا بيلا بحفاوة في العائلة بينما انسحب اليكس الى غرفته مع رفيقته التي خرجت بعد نصف ساعة بحقيبة سفرها متورمة العينين، تبعتها كاثي حتى سيارة الاجرة التي تنتظرها منذ خمسة دقائق:
" كارلا مالذي حذث؟؟"
" ابنك مجرد مخبول مدلل... "
دون أن تقول المزيد تركت حقيبتها للسائق الذي اهتم بوضعها في الصندوق و دخلت الى السيارة التي انطلقت بعد لحظات.



أميرة الحب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس