عرض مشاركة واحدة
قديم 25-03-13, 08:03 PM   #28

أميرة الحب

مشرفة وكاتبة في قلوب أحلام وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضوة في فريق الترجمة

alkap ~
 
الصورة الرمزية أميرة الحب

? العضوٌ??? » 53637
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 14,442
?  مُ?إني » فرنسا ايطاليا
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك fox
?? ??? ~
https://www.facebook.com/الكاتبة-أميرة-الحب-princesse-de-lamour-305138130092638/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

حل الليل ووجد القمر سريعا مكانه في السماء، لم تكن تعرف بيلا مالذي يحصل حولها، بدى الجميع و كأنهم يعيشون مآساة حقيقية.
قبل ساعات بينما تنتبه لإختفاء خطيبها المزعوم تلقت منه مكالمة، أخبرها بأنه آسف... آسف حقا، عمل عاجل يتطلب وجوده، وطلب منها الاهتمام بنفسها و صغيريه.
منذ اللقاء الوجيز مع أليكس لم تره مرة ثانية الا على طاولة العشاء، كان يرمقها بنظرات حاقدة سوداء اصابتها في الأعماق، ترددت طويلا قبل أن تجلس في طاولة الأسياد و تتصرف مثلهم... تمنت لو يكون مارك معها كي يدعمها، انها غاضبة بعض الشيء من اختفائه الخارج تماما عن خططهما معا لنهاية الاسبوع، لحسن الحظ ان الجميلة فلور دعمتها و كانت شديدة الرقة معها.
بعد العشاء رفضت شرب القهوة و اعتذرت كي تحمم التوأمين و تهيئهما للنوم، عمل قامت به بإستمرار... و طالما اسعدت به.
" لكن أين اختفى أبي؟؟" سأل 'جو' بحيرة بينما يدلف بين شراشف سريره و يترك بيلا تعدل عليه الأغطية.
" عمل عاجل عاجل و مفاجئ..." ردت بيلا بلطف وهي تطبع قبلة على جبينه " نم يا صغيري ولا تفكر سوى بالأحــــــلام السعيـــــــدة التي ستتخـــــلل ليلتـــــك الهانئــــــة"
" ابقي قليلا معنا في الغرفة بيلا..." طلب منها رالف الذي بدأ النعاس بمداهمته .
" سوف أبقى لا تخشى شيئا..." لامست جبينه الناعم بقبله وهمست بخفث " أحبك رالف..."
" أنا أحبك أيضا..." رد الصغير قبل أن يغرق في النوم قبل توأمه الذي بقي يحملق في السقف.
جلست بالقرب من سريره و أخدت بيده
" الا تستـــــطيع النــــــوم؟؟ هل تــــــريد أن أهيء لك شـــــرابا ساخـــــنا؟؟"
" اشعر بشعور غريب لا أفسره... أشعر بالقلق على أبي"
هزت رأسها بالنفي وابتسمت له بحنان:
" انه بخير حبيبي، اريدك فحسب أن تنسى انشغالاته لهذا اليوم و تنام بهدوء لأنه غدا سكون هنا معنا... نم يا صغيري"
لكن أمنيتها لم تتحقق سوى بمرور خمس و اربعين دقيقة اخرى، استسلم جو للنوم أخيرا واصبح بإمكانها أخيرا التسلل الى غرفتها التي يفترض تشاركها مع خطيبها الذي وجدت ملابسه مرتبة بشكل بهي في الخزانه بدون حضوره.
تنهدت بيأس و أخرجت بيجامتها الصيفية و استعملت الحمام لتزيح تعبها النفسي قبل الجسدي، كانت تشعر بعداوة 'دونا كاثرين من مسافة، صمتها المتعمد و برودها صدماها بعد لطفها ورقتها معها في زياراتها لقصر الدوقية.
الوضع مختلف الأن.. قالت لنفسها وهي ترتدي البيجاما-شورت فوق ملابسها الداخلية و تبدأ بإزالة المياه العالقة بخصلات شعرها بعصبية بفضل منشفة، انها الخادمة التي اختطفت الشاب الأكثر شهرة في أروبا... الأب الأعزب الوسيم الكثير المعجبات... فقط لو كانوا يدركون الحقيقه، فقط لو أدرك اليكس الذي قرات الاحتقار في عينيه بأنها تجاهد بعنف كي لا تركض اليه و تخبره كل الحقيقة.
رتبت الحمام ووضعت الاغراض المستعملة في مكانها المخصص قبل أن تعود مكتئبة الى الغرفة، لقد جلبت دوائها معها حبة مهدء و منوم سوف يساعدانها بالتخلص من توثرها و الاستمتاع بليلة هانئة خالية من الكوابيس.
" بهذا الشيء تنوين اغراء شقيقي؟؟ دعيني اخبرك بأن دوقه أشد رقيا..." انفلثت صرخة مفاجئة صغيرة من شفتيها كما انفلثت علبه المهدئات من أصابعها، اليكس اتى على تجاوز عتبة باب غرفتها و أغلقها بالمفتاح، هرب الدم من وجهها و بدأت ضربات قلبها تتسارع بهلع في صدرها " لن تصلي يوما الى مستواه ..."
" أخرج ..." تمتمت من بين اسنانها وهي تشير الى الباب الذي تركه ورائه بعدة خطوات " لا يفترض ان تكون هنا..."
لكنه جدبها نحوه و أخرسها بقبلة نارية شلتها تماما وتركتها خائرة القوى، ابتعد عنها أخيرا بينما وضعت اصابعها على شفاهها التي ماتزال تحمل آثار قبلته.
" اشم رائحة خديعة ايزابيلا..."
امتلأت عينيها بالدموع، كان من السهل جدا القرائة فيها، تسللت يده الى رقبتها وغرقت في نظراته الزرقاء المثقلة بالعذاب:
" لا تستطيعين الزواج بمارك لأنك مغرمة بي..."
" أنت دمرتني أليكس" تمتمت بقهر تقاوم رغبتها الملحة بمد يدها وتحسس وجهه الوسيم و الحبيب " حطمت قلبي و الأن... الأن تقول بأنني ما أزال مغرمة بك..."
" شششت..." أمسك وجهها بين يديه و أجبرها على رفع عينيها الدامعتين نحوه " انت لا تحبين مارك، وهو لا يمكن أن يحب غير أم أولاده التي بقي لأعوام وفيا لها... اقرأ نفسي في عينيك، أراني... أنت متيمة بي "
" ليس صحيحا... رباه... أخرج من هنا قد يراك أحد و تحصل كارثة" دفع بيديها خلف ظهرها و التقط شفاهها في قبلة حارة الى أن تبخرت مقاومتها و تجاوبت معه من قلبها.
" قولي بأنك تنتمين لي فقط... بأن قلبك يخفق لأجلي وحدي"
" اليكس..." اعترضت بوهن، ترفض قطعا خيانة نفسها وكبريائها، ما فعله بها لم يكن هينا... بحق الله لقد حاولت الانتحار بسبب العذاب الذي تسبب به لها.
" ايزابيلا..." ولامس خدها بظهر يده، جبينه يرتاح على جبينها، عيناه محمرتان وكأنه على وشك البكاء " منذ أن تركتني و أنا ضائع... أعيش الجحيم"
" أنت من تركني و أخرجني من حياته بقسوة..." همست له بضعف " رؤيتي مع مارك ما توقض هذا الاحساس بالتملك لكنني لست ملكك أبدا..."
أبعدت جبينها عنه جبينه و بللت شفتيها الجافتين قائلة بصوت مرتجف:
" ارحل أرجوك..."
" لا تريدينني ان أغادر هذا المكان... في الحقيقة تموتين رغبة بأن أبقى"
" أنت فقط من يصدق غروره اليكس" كانت سعيدة باستعادة عزمها، توجهت نحو الباب قبل أن تخونها مشاعرها وفتحته على مصراعيه قائلة:
" إرحل ولا تعد مجددا..."
لكن عيناه بقيتا متعلقتين بشيء ما واحتاج لبعض الوقت قبل أن يستطرد :
" أمي؟؟"
شحب وجه بيلا بينما ترى 'دونا كاثرين' أمام عتبة الباب، وجهها متجهم وعينيها محمرتان من الغضب، اقتحمت الغرفة بلا استئدان و راقبتها بيلا برعب توجه صفعة مؤلمة لوجه اليكس الذي احتفظ على رزانة ملامحه و حملق اليها ببرود:
" هذا لأنك تتجرأ على مغازلة خطيبة شقيقك... "
وضعت بيلا يدها على شفاهها المرتجفة و شعرت وكأنها تعيش كابوسا مرعبا، غادرت كاثرين الغرفة لكن اليكس لم يلحق بها سريعا، عاد يحملق اليها ببرود:
" اذا عقد مارك خطوبته معك فلأهذافه فحسب... لا تحلمي بمكانة راقية لأن المجتمع لا يمنح مقاعد فارغة لأمثالك من المتطفلين المنتمين الى الحضيض..."
بلعت اهانته و هزت رأسها بتحد، انه مجروح الكبرياء، بالكاد يصدق بأنها رفضته، لكنها مصرة على المضي قدما... يومين آخرين وسيعودان الى التوسكانا مكللين بالنجاح... زم اليكس شفتيه بحقد بينما تحتفظ بصلابة ملامحها و تساير نظراته المتحدية دون أن ترمش، فجأة غادر المكان كالعاصفة و اسرعت بغلق الباب ورائه بالمفتاح... أغمضت عينيها بقهر و تنهدت بحرقة هامسة:
" أين أنت 'دون مارك أنطونيو' أنا بحاجتك..."
***
بقي مارك مستيقضا كل الليل هائما على وجهه، ينتظر الصباح بفارغ الصبر، لايوجد مشفى في العالم يقبل بزيارات في الخطوط الأولى للفجر، كان انتظاره طويلا و سيئا.
وصل الى 'سانت غالن' عند منتصف الليل بعد ان استقل اول طائرة متوجهة الى سويسرا التي كانت لسوء حظه بعد ثلاث ساعات من الانتظار المضني، وبينما ينتبه لليل الحالك أدرك بأن زيارته سنتنتظر للصباح، رغم كل جهوذه للنوم قليلا قبل المواجهة الحتمية لم يستطع... كان يدور و يدور في متاهة لا بداية لها ولا نهاية، يخشى تصديق الحقيقة، يخشى أن يكون بصدد الحلم و يستيقظ على وهم مرير... تجعدت صورة الفتاة في يده من كثرة النظر اليها... فتاته هو... ربما... يأمل ذلك.
موجات من التساؤلا تداهمه، كيف ولماذا و متى ومن؟؟ من قرر قتله بحرمانه من لينيتا؟؟ لماذا قسى الفاعل عليه بهذا الشكل المريع.
عندما وصل الصباح أخيرا كان شبح نفسه، ترك الفندق بعد ان مل من حساب الدقائق و الثواني و أخد سيارة أجرة الى المصح المدون على الورقة بخط والده، كان عليه الانتظار ساعتين اخرتين قبل أن يُسمح له أخيرا بدخول المبنى و رؤية الطبيب الخاص.
فالجه احساس بالخوف و الرهبة بينما يؤكد له الرجل معلومات والده، واسترسل هذا الأخير بشرح حاله المرأة الدقيق الى أن شعر براسه يكاد ينفجر.
" أريد رؤيتها... حالا.." ربما الاصرار على وجه مارك ما جعل الرجل يوافق، و ربما السبب عينيه المحمرتين اللتين لم تدوقا النوم ولحيته الوليدة و شعره الذي يحتاج لترتيب مع ملابسه المجعدة، مضى يكرر و كأن مسا أصابه" اريد رؤيتها"
" سوف تراها ما ان اعطي الاوامر للممرضة كي تهيئها لإستقبالك... هل تريد شرب شيئ في انتظار ذلك؟؟ قهوة؟؟ ماء"
" لا شكرا... فقط اسرع بتنفيذ الأمر أرجوك"
الانتظار ثم الانتظار، يكاد يفقد رشده من الانتظار المُضني، شعر بمقاومته تضعف، وبقلبه يتسارع بشكل مقلق في صدره، انه يوم مقدس... يوم سينصب له تمثال تذكاري ... يوم سيدفع العالم للاحتفال به.
كان يذرع غرفة المكتب قدوما و ايابا كأسد هائج فاقد السيطرة عندما عاد الطبيب كان قد اصبح على شفير الانهيار العصبي.
" أين هي؟؟"
" انت من سيذهب اليها... سوف ترافقك الممرضة الى غرفتها لأنها أتت على تناول افطارها و تناول دوائها...."
تبع الممرضة في الرواقات الكثيرة، منتبه و متيقض لهذه المؤسسة الراقية وممتن في اعماقه لوالده، رغم حنقه عليه الا أنه السبب بعودة لينيتا الى حياته، وصلا أخيرا أمام باب فوقه الرقم 155 باللون الذهبي، دفعته الممرضة و طلبت منه الانتظار، بعد قليل طلبت منه الدخول... رفضت قدميه الإنصياع و شعر بشلل طفيف يخدره.
" هل أنت بخير؟؟"
" ظننتها ميتة لسبع سنوات..." تمتم وكأنه يهذي " أخشى أن أكون بصدد عيش حلم "
" اتفهم مشاعرك... ليندا انسانة رقيقة و تستحق ان نحبها..."
" اسمها لينيتا"
" ناديها ليندا تجنبا لزعزة ذكريات ترفضها حاليا... ادخل بهدوء و تفادى مفاجئتها..."
قيد الخوف مرة ثانية حركته قبل أن يحرره الشوق، اندفع الى الداخل بلهفة يبحث عنها بيعينه، التقطت نظراته قامة شابة هيفاء و رشيقة تنسق بالورود المختلفة الألوان في المزهرية، شعرها الحالك السواد يحيط كتفيها لكنه ليس بالطول الذي عهده، كانت تليه ظهرها، لكن قامتها مألوفة بشكل دفع قلبه للتسارع أكثر في شرايينه... لاحظ التوثر المفاجئ في عضلات كتفيها، راقبها تتوقف عن العمل فجأة و تستدير نحوه، تتطلع اليه بنظرات رمادية... بتعبير... لم يجده في امرأة أخرى غيرها... بحق الله... انها لينيتا.
مرت لحظات من الصمت يتبادلان خلالها النظرات، احتضن ملامح وجهها المرسومة بدقة، انفها المستقيم الذي طالما كان مميزا بأرنبته المدورة و مختلفا عن توأمها، بشرتها العسلية و خطوط شفتها السفلى الممتلئة... بدأت الصدمة بالتلاشي رويدا وادرك بأنه امام والدة طفليه... بشحمها و عظمها، كان يحرقه الشوق و العذاب، لا يدرك الخطوة الثالية التي عليه القيام بها، لكنه عندما اقترب نحوها مرددا اسمها ارتدت هذه الاخيرة الى الوراء كأرنب مذعور، شفتيها ترتعدان فجأة:
" مستحيل..." سمعها تهمس بعدم تصديق وهي تتراجع أكثر الى الوراء متسببة بسقوط سيقان الورود الشائكة التي تم عزلها، الصدمة التي ارتسمت على وجهها نبهته فورا لنهاية لقاء عكس متمنياته " أنت لست حقيقيا... أنت ميت "
" لين..." راقب سيول جارفة من الدموع تنزلق على وجهها الشاحب الجميل " أنت حية و أنا أيضا... حبيبتي...انه انا مارك انطونيو"
" انت لست حقيقيا... أنت ميت..." سمعها تكرر بهلع وتبتعد الى الوراء الى أن ارتطمت بالحائط، انتبهت الممرضة الى بداية أزمة مفاجئة فطلبت منه الخروج لكنه رفض بشدة، كيف تطلب منه هذه المرأة ترك حبيبته بعد أن وجدها...؟
" مالذي يصيبها؟؟..." زمجر بقلق " افعلي شيئا سوف تؤدي نفسها..."
" وجودك ما يؤديها... ارجوك اخرج من هنا"
" وجودي ما تحتاجه..."
ازداد وجهه شحوبا و ادركه الضياع و العجز بينما يرتفع صوت لينيتا و يملأ المكان، اكتضت الغرفة بالممرضين و رغم مقاومته تمكنوا من دفعه خارجا... تركوه مسمرا هناك، غارقا في حيرة و ممزق الفؤاد.


أميرة الحب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس