الجزء التاسع
ركبت جمان السيارة بمساعدة بسمة وريم اللتين بدءتا بالدعاء لها بالتوفيق والسعادة وبمجرد ركوبها بداءت نبضات قلبها تتعالي وتتزايد فلأول مرة تجلس بالقرب من فيصل الذي لم يكلف نفسه بالاتفات اليها او تطييب خاطرها ولو بكلمة
وكان الصمت رفيقهما طوال الطريق ولكن كل منهما يوعد نفسه بشي
فقد كانت جمان تحدث نفسها وتقول : خلاص يا عادل انتهت فصول الثلاث سنوات التي كانت كل عمري الذي استمد منها ذكرياتي معك .. ربي قدرني اسعد زوجي ..اما فيصل فقد كان يتوعد جمان ان يُكرهها في معيشتها حتى تطلب الطلاق بنفسها
كان الوقت يمر عليهما ثقيلا الى ان وصلا
وكان قد سبقتهما ام فهد وابنتيها الى البيت ليستقبلونهما
نزلت جمان من السيارة وهي تتراجف ولا تعرف الى اين تتجه اما فيصل
ما كان منه الا ان قال : جمان - ولأول مرة ينطق بإسمها – تعالي.. من اهني الباب
جمان وهي تراه وقد دخل الي البيت وتركها تجر فستانها الطويل الثقيل بمفردها
حتى قالت : يا ربي هذا وين راح وتركني ..
كان الذي يقود السيارة اخوه فهد كان قد ذهب ليركن السيارة فلما عاد استغرب من تواجد جمان في ساحة الفيلا وحدها وما هي الا ثواني وتخرج ياسمين وفاطمة ووالدته اليها
دخلوا جميعا الى الداخل وجمان لا تكاد تصدق او تستوعب ما يحدث ..
تسمع ام فهد تتم بكلمات لم تفهمها ثم مسكت جمان من يدها وحولها ابنتيها ليوصولها الى شقتها
فتحت ام فهد الباب ونادت على فيصل الذي كان قد دخل الى غرفته القديمة الأثاث
خرج وقال : خير يما ليش اتناديني
ام فهد : انت فيك شي في احد في الدنيا يترك مرته بره بروحهايوم عرسهم .
فيصل : وهو يقصد الكلمة ( نسيت )
ام فهد لم تحب ان تطول مع ابنها وتركت جمان مع فيصل ودعت لهما بالبركة والتوفيق وخرجت ..اما ابناءه فقد طلبت ام فهد من فاطمة ان يبقوا عندها لمدة اسبوع .
بعد ان خرج الجميع واغلق الباب عليهما
فيصل : اسمعيني يا بنت الناس وافهمي كلامي زين .. يكون بعلمك اانك مفروضة علي ولو بيدي كان الحين طلقتك ..وااللي ابيه ما اشوف رقعت ويهك في المكان االلي اتواجد فيه.. غرفتي هذي ويؤشر عالكبيرة يا ويلك ان لقيتك معتبتها وهذيك غرفتك ..فهمتي
جمان :.................................. لم تنطق بكلمة واحدة
فيصل : والحين روحي لغرفتك ونفذي اللي قلتلك اياه وعشان اكون صريح معاك انا على وشك الزواج من اللي احبها .. عاجل ولا اجل كل واحد منا لا زم يروح لحال سبيله ..
ذهبت جمان لغرفتها وهي في قمة الدهشة والأستغراب وبدات تفهم اسباب رفضه رؤيتها بداية وعدم محادتثها على التليفون وزيارتها كبقية المخطوبين
جمان : (تقول في نفسها ) وتطلبين مني يا بسمة انسى عادل ..يا حسرتي على نفسي انا اعرف اني تعيسة حظ .. ما عليه يا فيصل ان كنت تحب ترى حتى انا احب وحتى انت مفروض علي ..
طلعنا متعادلين .عيل حلمي اني بتزوج عادل صحيح ..عادل عمري ما نسيتيك ولا راح انساك ..
بعد ان غيرت ملابسها ارادت ان تذهب الى الحمام لتأخذ دش ولكنها تخاف ان تصادف فيصل ..
جمان : يا حسرتي الحين شلون اعرف هذا في غرفته ولا لاء يعين شلون انحبس اهني
بطلع واللي يصير يصير ..
فكت الباب وطلت
وقالت : اشوا ما في احد وبسرعة - خذت دش وردت غرفتها-
انسدحت على السرير ..وهي تفكر في حياتها الجديدة الغريبة وقالت : لا يكون يظن اني ببجي ولا ازعل ..انا لو ما حسيت اني قاعدة اكبر وكل اللي اصغر مني تزوجوا ولوما الحاح اخواني وحريمهم جان ما فكرت اتزوج هالتعيس اما عياله بكسب فيهم ثواب ..
كانت جمان تكابر وتحاول ان تخفف على نفسها بما قالته لنفسها والحقيقة انها تبكي في قرارة نفسها حظها .
اليوم الثاني
بدلت جمان ثيابها..ولكنها محبطة بمعنى الكلمة ارتدت فستان ناعم التصميم ولكنه يصف جسدها جملة وتفصيلا
خرجت من غرفتها تريد النزول الى الصالة لعلها ترى خالتها ام فهد او احد من ابناء فيصل فلم تكن تدري انهم في بيت فاطمة
وقبل خروجها والا تسمع صوت فيصل الذي قال: جمان روحي غيري لبسك هذا
جمان : ................. ساكتة .. فتحت الباب ولم تنظر اليه ونزلت الى حيث
تأمل ان ترى خالتها ..
فيصل : اثراك منتي هينة .. هين ان ما ندمتي على تطنيشي
ذهبت الى الصالة حيث تجلس خالتها التي رحبت ها وهي تيبب فرحة بوجودها بينهم
ام فهد : عساك طيبة بشريني شلون فيصل معاك
جمان : ...تبتسم قهرا ولا تجيب
ام فهد : يا بنيتي المرة تقدر تغير الريال لو حبت
جمان : يما إلا وين اليهال
ام فهد: عند عمتهم
جمان : ليش
ام فهد: قلنا ننترككم على راحتكم
جمان : انا ما احب نومة اليهال في غير بيتهم يا ليت اشوفهم اليوم راجعين
ام فهد : خل عنك لاحقه على شوفتهم
نزل فيصل وهو ينظر الى جمان بحقد اما هي فلم تلتفت اليه ..
فيصل : جمان ابي اريوق ( يعين فطور )
ام فهد : الحين كلنا نتريق مع بعض كنت ناطرتكم بس خل تنزل ياسمين
فيصل : انا مستعيل جمان قومي بسرعة سويلي اريوق
ام فهد : فيصل انت نسيت انها عروس اشفيك وبعدين وين رايح والساعة قربت تدخل على الأحدعش وتوك معرس ..
فيصل : لا تنسين شوي وتصير صلاة الجمعة
نزلت ياسمين وهي ترحب بجمان سملت عليها وحبتها وحبت اخوها وباركت لهم
ام فهد : يما ياسمين شوفي زهبت الخادمة الريوق
راحت ياسمين تتاكد ..وشوي ونادتهم
قامت ام فهد وهي ماسكة بيد جمان ومن وراهم فيصل اللي كان ناوي لوما مسكت والدته ليدها انه يدزها ..قعدت جمان يم فيصل بأمر من خالتها
قامت ام فهد والحقتها ياسمين وبقومة جمان مسك ايدها فيصل وقالها : طنشيني مرة ثانية وشوفي شنو الي يحصلك
عاهدت نفسها انها ما ترد عليه مهما قال وتكلم هذا اللي نوته امس ............قامت ولا عبرته
.. راح فيصل صوبها وسحبها من ايدها بقوة وقالها:
اعتقد انه من الأدب لما احد يكلمك اتردين عليه الا ذا كنت خرسة هذا شي ثاني
فكت ايدها من ايده وراحت المطبخ عند ام فهد الي كانت رايحة تشرف على عزيمة العشا اللي بتواجد فيها كل حريم العائلتين فقط
ام فهد : يما روحي لزوجك انت عروس ما يصير تتركينه هذي احلى ايام حياتكم
جمان : يما ارجوك خليني معاك وانزلت دمعة من عيونها
ام فهد : جمان اشفيك
حمان : ولا شي ..
ياسمين : جمان لا انت فيك شي .فيصل زعلك بشي
ام فهد: ياسمين شالكلام معقولة يزعلها في اول يوم زواجهم
ياسمين : يما انت ادرى بولدك
ام فهد: جمان تعالي معاي غرفتي :
يا سمين : وانا
ام فهد : انتي خليك اهني شوفي شنواللي ناقص ولاتنسين اتأكدين على شركة التجهزيات الغذائية على طلبات البوفيه و اكدي على مثل ما اتفقنا معاهم ..
فيصل ما زال قاعد في الصالة شاف جمان وهي رايحة مع امه غرفتها وده يعرف ليش رايحة معاها
ادخلت جمان غرفة ام فهد اللي بدورها هدتها بكلامها الطيب
ام فهد : ابي اتقوليلي شنو سبب هالدموع وهالضيق اللي واضح عليك
جمان: يما اكيد انت اتعرفين ..انتوا اتعرفون انه فيصل ما يبيني وناوي يتزوج من وحده ثانية صح ولا انا غلطانة
ام فهد : ......
جمان: دام انكم اتعرفون ليش زوجتوه .
ام فهد : جمان مافي ام ما تبي سعادة عيالها وانا لو بطيع فيصل بضيع واذا كنت تبين فيصل يحبك سمعي كلامي وعلمين عن كل اللي يصير بينك وبينه ولدي وان اعرف شلون اروضه
الحين ابي منك تطلعين ولا كانه فيه شي وتضحكين وتدللي عليه وثيري غريزته انت بنت واكيد اتعرفين شلون تثيرنه
جمان: يما فيصل مهددني اني ما اقعد في مكان هو فيه
ام فهد : نفذي اللي قلتلك عليه وسوي نفسك مو قاصدة
جمان: استحي وبنفس الوقت اخاف من ردة فعله
ام فهد : عيل اذا تزوج عليك لا تلومين الا نفسك
الحين روحي سوي شي من اللي قلته عليه
جمان : ما اقدر
ام فهد : ما اقدر ..ما اصدق.. عيل اللي لا بسته هذا شنو معناه
اذن المؤذن لصلاة الجمعة وطلع فيصل للمسجد اما جمان راحت ترتاح في غرفتها
وتفكر في كلام ام فهد .
الوقت العصر ..
وجمان حاسة انها محبوسة في غرفتها تبي تطلع ولا تقدر خايفة من فيصل ما تبيه يغلط عليها
وخايفة انه يطلقها وما مر على زواجهم الا يوم ..عشان جذي هي محتارة تنفذ كلام ام فهد ولا تحذفه من مقررها ..
طلعت وقعدت في صالة شقتهم بعد ما بدلت والبست بنطلون جينز وتي شيرت كت بنفسجي
وفلت شعرها الكستنائي المتوسط الطول الكثيف وتعطرت انسدحت على القنفة ( الكنبة) مساكة الريموت تقلب في التلفزيون ادور شي تستفيد منه ويخفف من توترها
دخل فيصل : وطالعها : وقال : يظهر انك ما استوعبت الدرس امس
جمان تقلب بين القنوات مرتعلي صوت التلفزيون ومرة تقصر ولا معبرته
فيصل : انتي مو بس خرسة طلعت صمخة بعد شالبلشة اللي بلشوني فيها اهلي
يعني لو طلقتك معي الحق عروس مغشوشة لا تسمع ولا تتكلم
في هالأثناء رن نقاله : ابتسم فيصل ورد :
هلا اب هالصوت هلا بروحي وغلا
تحاول جمان انها ما تتسمع وهو يحاول يعلي صوته
قال : ندى ممكن اشوفك اليوم
جمان : اسمها ندى انعم واكرم لا يكون يظن اني اغار ولا بثور وازعل انا عادل الي كانت البنات تيمعون عنده ما هموني هذا بتهمني حبيبته .....
يا ترى كيف ستكون بقية ايام حياتهم
وندى لماذا اتصلت ولماذا يريد فيصل لقاءها