عرض مشاركة واحدة
قديم 14-06-13, 12:36 PM   #14

مغربيةوأفتخر
alkap ~
? العضوٌ??? » 296441
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 762
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » مغربيةوأفتخر is on a distinguished road
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع

اخذت تفكر في جوليان. انها توده كثيرا وتعترف بجاذبيته الشديدة ولكنها لم ترحب ابدا بمحاولاته...

نامت فيفيان تلك الليلة بعمق. وحينما استيقظت وجدت ان التورم زال تقريبا من حول كاحلها وقد عرفت هذا من ارتخاء الضمادات. كما زال الالم. كانت تستلقي بترف على الفراش المطاطي العائم حين جائتها كيم بشاي الصباح فأحست بمعنوياتها مرتفعة.
عبرت الفناء وهي تعرج قليلا وفوجئت بمرأى طوم سترانسوم واقفا أمام النوافير يدخن لفافة. قال حالما راها
-صباح الخير جئت لأسبح وبما اني سأعاين كاحلك ايضا فقد دعوت نفسي الى تناول الفطور. كيف أمضيت ليلتك؟
-براحة تامة شكرا. لم احتج الى حبة المنوم التي وصفتها لي.
-عظيم.
ازاح لها كرسيا وجلس قبالتها الى طاولة الفطور. كان يلبس قميصا ازرقا يعزز زرقة عينيه. لحظت سرواله القطني الأزرق وهو يرتدي عادة شورتا كاكيا وجوارب بيضاء طويلة فسألته
-أهذا يوم اجازتك؟
-كلا فأنا أذهب مرة في الأسبوع الى مأوى الاطفال في منطقة غاتا رود واتساءل ان كنت تودين مرافقتي فالرحلة ممتعة واعتقد انك ستودين المرأة التي تدير المأوى.
-يسرني ذلك انما اخشى ان اعرقل عملك؟
-ابدا يمكنك التحدث مع اَنا اثناء معاينتي للصغار. ان ضيوفها قليلون وهي سيدة اجتماعية بطبيعتها. سنغادر حالما اضمد جرحك كيف هو الان؟
-اشعر بوخز خفيف عندما اطوي ركبتي ولا شيء سوى ذلك. حدثني عن مأوى الأطفال.
-انه يضم عشرين طفلا. جاءت اَنا الى هنا منذ خمسة وثلاثين عاما كمبشرة ثم وجدتان لا جدوى من التبشير لكون الدين هنا مشابه لعقيدتها فقررت ان تنذر نفسها للعناية باليتامى والمشردين.
-تبدو لي امرأة رائعة.
-الاطفال مولعون بها ولو كانت تملك المال الكافي لما تركت مشردا واحدا في الطرقات.
عاين كاحلها بعد الافطار وقال انه سيشفى خلال يومين على الاكثر فيما سوف يستغرق الجلف فوق ركبتها اسبوعا ليندمل. قال وهو يعيد الادوات الى حقيبته
-اتعلمين ان الاهالي يطلقون عليك اسم السيدة الصغيرة ذات الشعر الابيض؟ معظمهم لم ير في حياته شعرا اشقر طبيعيا. يسرني انك لم تتبعي موضة الشعر القصير. لا افهم لماذا تصر النساء هذه الايام على التشبه بالرجال.
-تبدو لي انك من النوع الذي يفضل الواقعية على الانوثة.
-افضل مزيجا من الامرين لكن هذا نادر الوجود فالنساء القديرات عاديات الجمال على الاغلب والفتيات الفائقات الجمال قلما يتمتعن بذكاء ورجاحة عقل.
تسائلت في سرها ترى في اي خانة يضعها
غادرا البيت بعد التاسعة بقليل وفي طريقها مرا بمجموعة من النساء يملأن الماء من حنفية عامة وبدت الوان ثيابهنالوطنية كبتلات زاهية تزين الخضرة على جانب الطريق. لوحت لهن فيفيان وقالت لطوم
-يا لهم من شعب جميل الشكل. اتسائل لماذا تظن الشعوب البيضاء انها تفوقهم حسنا. اعتقد ان الجلد الاسمر اكثر جاذبية من جلدنا.
التفت اليها وقال
-انت نفسك بدأت تكسبين سمرة جذابة.
قالت وهي تنظر الى ساعديه الملوحين بسمرة داكنة
-لن تحرقني الشمس ابدا كما فعلت بك.
-اذا اكتسبتي سمرتي يوما فأغلب الظن ستصابين بتجاعيد وانتفاخ تحت عينيك فهذا الطقس قاس جدا على بشرات النساء الا اذا قضين نصف وقتهن في وضع المساحيق وما شابه.
-لن اخشى التجاعيد الا ان الانتفاخ تحت العينين يبدو مثيرا للقرف. متى تبدأ في الظهور؟
اجابها باسما
-اعتقد انك ستنجين منها سنة او اثنتين. هل تتناولين يوميا حبوب البالودرين المضادة للملاريا.
-نعم يا دكتور.
فقال مداعبا
-يا لك من طفلة عاصية.
كان مأوى الاطفال بيتا واسعا مكونا من طبقة واحدة ومشيدا على قوالب اسمنتية تمنع الرطوبة وتسلل الحشرات. سطحه من الحديد الصدئ وجدرانه في حاجة الى الطلاء. بدا المكان مهجورا الا من بستاني عجوز يقص العشب في زاوية الحديقة.
اوقف طوم السيارة قرب الدرجات العتيقة المؤدية الى الشرفة واخذ يضغط على البوق بوتيرة معينة وحالما توقف عن التزمير انفتح الباب المزود بشريط مانع للبعوض وهبط فريق من الاطفال ركضا ليلقي بنفسه على السيارة. كانوا من كل جنس ولون هنود هزيلو الاجسام سود الشعر ضاحكو العيون صينيون ذوو انوف فطساءفتاتان ملاويتان في العاشرة من العمر في لباس وطني. اخدوا يزعقون بأعلى اصواتهم ويقفزون على السيارة كقطيع من الجراء الملهوفة.
وحالما ترجل طوم من السيارة تعلق طفلان صغيران بساقيه فيما تمسك الاخرون بذراعيه مطالبين باهتمامه.
-اين الانسة اَنا؟
زعق عاليا ليسمعوه فأشاروا بأذرعهم الصغيرة واخبروه ان الانسة اَنا في المطبخ. فقال لفيفيان مبتسما
-لنحتمي بالداخل قبل ان يلقوا بنا ارضا. تعالوا ايها الصغار. خذوا هذا فلعله يسكتكم بضع دقائق.
ثم اخرج من جيبه كيسا من الحلوى وقذف به الى احدى البنتين الملاويتين قائلا
-هل لك ان توزعيها عليهم يا خديجة؟ انها تكفي للجميع.
وفيما تهافت الصغار حول خديجة لينال كل منهم نصيبه من الحلوى صعد طوم وفيفيان الدرج ودخلا البيت.
وناداه من الداخل صوت نسائي جهير
-أهذا انت يا طوم؟
فزعق مجيبا
-أجل لقد جئتك بضيف.
-خذه الى غرفتي وقدما لنفسيكما شرابا. سأوافيكما فورا.
فتح طوم بابا في اخر الردهة وقاد فيفيان الى غرفة صغيرة بدت مكتبا وعيادة معا. التقطت فيفيان دبا صغيرا استهلكه طول الاستعمال فصار بعين واحدة واذنان على وشك الانفصال فعلق طوم قائلا
-هذا الدب هدية عيد جائتهم قبل سنتين وقد عمر طويلا باعتبار ان عشرين طفلا اشتركوا في اللعب به.
ثم سمع خطوات ثقيلة في الممر وصرير حذاء فقال
-ها قد اتت اَنا.
اعادت فيفيان الدب الى مكانه واستعدت بعصبية للقاء مضيفتها العالية الصوت والثقيلة القديمين. انفتح الباب فتراجعت الى الوراء على رغم منها.
ان مرأى الانسة اَنا بكستون لأول مرة كفيل بترهيب مطلق شخص فهي اولا بدينة والى حد انها عبرت الباب حشرا وثانيا لأن شعرها الأحمر المصبوغ اشبه بشجيرة برية. حدقت الى فيفيان قم قهقهت بصخب وهتفت
-يا اهي انها فتاة ما اسمك يا عزيزتي؟ اين وجدك طوم؟
قال طوم بسرعة
-اسمها فيفيان كونيل وجون كاننغهام كان عرابها.
-هكذا اذن اهلا ومرحبا بأي شخص يمت اليه بصله. تشرفت يا عزيزتي.
صافحت فيفيان بقبضة ساحقة فقالت هذه الأخيرة
-كيف حالك. ارجو ألا يضايقك قدومي... دون دعوة مسبقة.
-بل تسرني رؤيتك. طوم لماذا لم تقدم للفتاة شرابا؟
-لم تشأ أن تتناول شيئا.
-هراء اسكب ثلاث كؤوس. اجسامنا تحتاج الشراب في المناخ الحار لافراز العرق.
امثتل طوم لطلبها ثم قال بعد ان جرعت اَنا كوبها بنهم
-من سأعاين هذا الصباح يا اَنا؟
-اثنان فقط يا عزيزي ين مصاب باسهال بدأ البارحة وحسين بحساسية في جلد عنقه. عدا ذلك جميعنا معافون والحمد لله. اتودين رؤية المكان يا انسة كونيل؟
-ارحب جدا بذلك.
فقالت الانسة بكستون وهي تنهض بجهد من على مقعدها
-حسن لندع طوم يقوم بمهمته. تفضلي من هنا عزيزتي.
كان كل شيء داخل المأوى نظيفا وزاهيا وحميما بعكس مظهره الخارجي.
وضعت الانسة بكستون على حضنها مجموعة من الجوارب وقالت وهي تشرع في رتقها
-ما رأيك في المأوى؟
اجابتها فيفيان بدفء
-انه رائع جميع الاطفال يبدون سعداء وكل شيء نظيف ومبهج. عندما اخبرني الدكتور سترا... طوم انه مأوى للايتام والمشردين تصورته مؤسسة صارمة الا انه يشبه اي منزل عائلي فيه عدد اكبر من الاولاد.
-لسوء الحظ انه لا يتسع لكل الاطفال المشردين. امنيتي ان افعل ذلك لكنه كما ترين مزدحم بما فيه الكفاية.
لاحظت فيفيان ان صوتها قد رق وهي تتحدث عن المأوى ورأت في وجهها لطفا ناقض عنفوانها السابق. سألتها بهدوء
-هل أساعدك؟ اني ماهرة في رتق الجوارب ولا احب الجلوس بلا عمل فيما يعمل الاخرون.
-ارحب بمساعدتك. هؤلاء الاطفال يبلون الجوارب بسرعة مذهلة. اليك بهذا الزوج انه يخص ونغ.
قذفته اليها ورمت على حضنها علبة ابر وخيطان صوفية وقالت
-اخبريني الان لماذا جئت لهذا البلد وما هي خططك؟
انعشها السؤال المباشر بعد استيائها من حشرية السيدة كارشلتون الملتوية فلم تتردد في شرح ظروف مجيئها. علقت اَنا في الاخير
-فهمت اذن انت تفكرين في بيع البيت والعودة الى انكلترا؟ هل لديك شاب ينتظر رجوعك؟
ابتسمت فيفيان وهزت رأسها نفيا فقالت اَنا
-مازلت صغيرة في السن وخير لك ان تختبري الحياة قليلا قبل ان تقدمي على الزواج.
الرجال مخلوقات غريبة يا عزيزتي. اخالك تتسائلين عما اعرفه عنهم اليس كذلك؟ لقد فقدت رونقي بطبيعة الحلب غير اني لم اكن بدينة وسليطة اللسان قبلا. استغلي شبابك لأنه سيطير في غفلة عنك.
-اتسائل لماذا بقي عرابي عازبا؟
اجابتها الانسة بكستون وعيناها تومضان
-نساء عديدات طرحن هذا السؤال اذ كان رجلا وسيما لكن معظمهن اردن الحصول على ثروته. كانوا يسمونه جون كاننغهام المجنون وهو يطوف شواطئ بورنيو وسوماطرا في يخته الفخم الذي ابتاعه من امريكي مفلس. بالطبع حصل كل ذلك قبل ولادتك. ثم جائت الحرب فوضعت حدا لحياته المائعة وعندما خرج من معسكر الاعتقال الياباني كان قد تقدم في السن فاستقر في موبينغ حتى وفاته. كان يزورني مرة في الاسبوع فنستعرض الذكريات الماضية. كان من خيرة الرجال.
-انتما وطوم كنتما صديقيه الوحيدين؟ اقصد بين الاوروبيين؟
-اجل لم يكن يضيع وقته في رفقة الاخرين وقد صارحهم بذلك. طوم يشبهه فعندما جاء الى الملايو لاحقته اغلب النساء الاوروبيات لكنه سرعان ما افهمهن من خلال تصرفاته انه لن يضيع وقته في معالجة امراض وهمية.
وضعت فيفيان خيطا جديدا في الابرة وقالت متظاهرة بالعفوية
-بأي حال فهو لا يبدو ميالا الى النساء.
رمقتها اَنا بنظرة ثاقبة وقالت
-اجل فهو اقترف غلطة في الماضي ويخشى الوقوع في اخرى. جميع الرجال يصدمون عندما يقعون في الحب فتدير لهم المرأة ظهرها وتزدري حبهم. ان ذلك كفيل بابعادهم عن فكرة الزواج الى الابد وهذه مشكلة طوم.
-لماذا؟ ما الذي حدث له؟
قم اردفت بسرعة
-اسفة. لم اقصد التحشر في امر لا يخصني بتاتا.
-اشك في ذلك فأنت قد تناسبين طوم لانك لست واحدة من اولئك الفتيات المبتذلات الساعيات للتسلية. منذ ست سنوات تقريبا خطب طوم فتاة في انكلترا وقد فهمت من كلامه ان جمالها كان يفوق رجاحة عقلها لكن الرجال الاذكياء كثيرا ما ينجرفون وراء وجه جميل. بأي حال لقد احب تلك الفتاة بجنون وبدت هي تبادله حبه بالمثل والى ان قرر الرحيل الى الشرق. كانت من جهتها تصبو الى ان تكون زوجة اختصاصي ناجح في هارلي ستريت لم ترق لها فكرة السكن في البراري هنا وهكذا جعلته يختار بينها وبين تنفيذ قراره وعندما رفض الخضوع لرغباتها فسخت الخطوبة وهربت مع شاب ثري وافق طموحاتها في البدخ والثراء. ومن حينها اخذ طوم يتحاشى النساء.
-ان تصرفه الجاف اذن هو نوع من الدفاع.
-صحيح وهو يزداد جفافا مع مرور الزمن. بعد اربعين سنة سيصبح عجوزا عازبا مشاكسا لأن فتاة فارغة الرأس لم تقدر قيمته. يجب ان تحاولي تليين عواطفه يا عزيزتي.
- يا الهي لن اجرؤ ابدا على ذلك فأنا بصراحة ارخب جانبه ان يجعلني اشعر باني تلميذة حمقاء مع انه عاملني بمنتهى اللطف منذ ان لويت كاحلي.
-اياك ان تحكمي على المظاهر يا عزيزتي فطوم يخفي انسانية كبيرة تحت مظهره الجليدي ويكفيه انه تقوقع على نفسه ست سنوات طويلة اعتقد انه نسي تلك الخطيبة تمام انما اصبحت عادة لديه ان يتظاهر بنفوره من النساء. سوف ينفضها عنه يوما واذ ذاك سوف يندلع الشرر.
وفجأة قال صوت خلفهما
-من سينفض ماذا؟
قفزت فيفيان مجفلة وقالت اَنا بهدوء
-لاتقلق كنا فقط نثرثر كعادتنا نحن النساء. الانسة كونيل ستبقى لتناول الغذاء وقد نجد لك بعض الفضلات ان كنت تود مشاركتنا.
قال باسما
-اشكرك على خطابك القصير المضياف. انكما مكبتان على العمل لو دريت انكما ستقيمان حفلة خياطة لكنت اتيت بجواربي لأضيف الى المجموعة.
بعد صمت قصير قالت فيفيان
-لابد ان في الشرق كثبر من الناس الخلوقين غير الانانيين بقدر ما فيه اناس شرهين وسطحيين.
فقالت اَنا بحزم
-بالطبع يوجد كرام. عرابك كان واحدا منهم وتلك المستوطنة التي اقامها لهي من افضل المشاريع التي جرى تنفيذها لغاية الان. لا تدعي طوم يقنعك بان الشرق بؤرة فساد.
-لا يمكنه اقناعي لان اعماله تثبت عكس ذلك. اعتقد انه يحاول استفزازي فقط.
قطع حديثهم صراخ طفل خارج البيت فانتزعت اَنا نفسها من كرسيها وهرولت لتستطلع الأمر. فسأل طوم حالما انصرفت
-ما سبب الندبة على رسغك؟
-وقعت مرة من شجرة على ارض شائكة. حدث ذلك منذ سنوات طويلة.
تناول يدها وقال متفحسا الندبة
-لاريب ان الجرح كان عميقا.
-اجل اعتقدت في البداية انهم سيضطرون الى بتر ذراعي لكن الجرح شفي بسرعة.
مر باصبعه على الندبة الممتدة حتى ساعدها فأثارت لمسته الخفيفة رجفة غريبة في اعصابها. احست بدهر يمر قبل ان يفلت رسغها ويسترخي ثانية على الكرسي. ثم اشعل لفافة.
بعد ذلك تحدثوا في امور عامة حتى حان موعد الغذاء حسث كان طاهي اَنا الهندي قد هيأ طبقا من الكاري الذي تشتهر به مدينة مادراس تناولت فيفيان اول لقمة فحرق البهار لسانها وما ان تناولت الطعام المكدس على صحنها حتى عبق وجهها وسالت الدموع من عينيها الامر الذي اضحك رفيقيها المعتادين على الماَكل الحارة. ثم اعلن طوم وجوب رحيلهما فقالت تسأل آنا
-كنت افكر بأن أقوم بعمل نافع اثناء اقامتي. هي تظنين ان الاولاد الكبار سيرحبون بتعلم السباحة؟ يمكنني الاتيان بالسيارة اعدك بان نعتني بهم جيدا.
-هذا اقتراح رائع. أيس كذلك طوم؟ انما هل انت متأكدة من استعدادك لتحملهم.
-بل سأسعد باستضافتهم. ما رأيك ان يأتوا في مطلع الاسبوع المقبل واذ ذاك تكون ساقي قد شفيت؟
لما وصلا البيت عائدين ورأت سيارة جوليان الفخمة متوقفة على الممر تذكرت انه وعد نفسه بوجبة غذاء فهتفت بخيبة
-يا الهي لقد نسيت كليا.
فسألها طوم وهو يوقف سيارته
-نسيت ماذا؟
-اني دعوت جوليان باركلي الى الغذاء. لا بد انه ينتظر منذ الواحدة. والساعة تجاوزت الان الثالثة يا له من اهمال رهيب.
ثم تناولت قبعتها وحقيبتها من المقعد الخلفي وسألته
-هل تتفضل لتناول قهوة يا طوم؟
-كلا شكلاا يجب ان اعود الى عملي؟
جوابه المقتضب المهذب اشعرها بتوتر مفاجئ بينهما فترجلت من السيارة قائلة
-اشكرك جدا لأنك عرفتني الى الانسة بكستون. لقد استمتعت بالزيارة.
-سآتي غذا لمعاينة كاحلك.
ثم حياها بايمائة مهذبة وانطلق بسيارته. وقفت تراقبه انه لم يستدر ويلوح بيده عند المنعطف فأدركت انه غاضب. ما السبب؟ ما الذي قالته او فعلته حتى تجلد وجهه هكذا.
دخلت البيت مقطبة محتارة فاستقبلها تشن في الردهة
-السيد باركلي ينتظرك في الحديقة.
بعدما سرحت شعرها خرجت الى الحديقة فوجدت جوليان مستلقيا على الاريكة الهزازة.
قال وهو يهب واقفا لاستقبالها
-ها قد عدت من تجوالك. تسائلت عما حصل لك. قال تشن انك خرجت مع سترانسوم.
-اسفة جدا جوليان. لا ادري كيف نسيت انك ستأتي للغذاء. اخذني طوم لزيارة مأوى الاطفال في غاتارود ولم اتذكر موعدنا الا حين رأيت سيارتك. اكرر اعتذاري.
اجاب مبتسما
-لابأس لكني لا أعتقد اني احبذ تسكعاتك مع سترانسوم. يبدو انك غزوت قلبه وارجو الا يكون الامر متبادلا.
-لاتكن سخيف. كان ذاهبا الى المأوى بأي حال وفكر بأني قد احب التعرف اليه.
-وجهك يتورد يا طفلتي لا ريب ان لدى سترانسوم سحرا خفيا.
ازداد وجهها توردا واحتجت قائلة
-اوه جوليان لا تشط في افكارك. كانت بادرة صداقة ليس الا.
-لا اؤمن بصداقة بريئة بين رجل وامرأة وخصوصا مع فتاة جذابة مثلك.
اضاف العبارة التالية وهو يجلسها معه على الاريكة ويقربها منه فانتزعت يديها وابتعدت عنه ثم فردت تنورتها لتجعل منها حاجزا وقالت بحزم
-اذا كنت عابثا محترفا فليس شرطا ان يكون كل الرجال مثلك.
-انا؟ عابث محترف؟ انت تصدمينني بهذا القول.
حاول التظاهر بانكسار الخاطر لكنه اردف وعيناه تتألقان
-اصدقيني القول الا تبتهجين في اعماقك اذا اخبرتك رأيي فيك وهو انك من اجمل الفتيات اللواتي رأيتهن في حياتي وانك تغرينني بمعانقتك.
اجابته برود
-بما انني واثقة تماما من انك قلت الكلام نفسه لثلاثين فتاة على اقل تقدير فاجيبك بصدق ان رأيك لا يفرحني.
جاءها تشن لحظتها بشرابها المثلج ولما انصرف سألها جوليان
-ما الذي يعطيم انطباعا باني من النوع العابث؟
-هل تريدني ان اصدقك بانك من النوع الخجول؟ فها انت تتحدث عن معانقتي ومعرفتنا لم تتعد الاسبوعين حتى الان.
-ولم لا؟ ان ذلك لا يجعل مني ذئبا فأي رجل يلتقي فتاة جذابة فمها كالوردة يشعر برغبة في معانقتها باسرع وقت ممكن.
انفجرت ضاحكة وقالت بمرح
-اوه جوليان لا امل في اصلاحك فم كالوردة هذا الاغراء الشاعري انقرض مع سفينة نوح. قد تقول بعد قليل ان بشرتي كالدراق وان عيني كالنجوم. الا تدري ان الفتاة لم تعد تنخدع بهذه التعابير العتيقة؟
لم يأبه لضحكها الساخر وقال هامسا
-بل ان بشرتك تذكرني بالعاج الناعم الملمس اما عيناك فاشبههما بذلك الحوض تحت النوافير اذ انهما صافيتان جدا وتتألقان بالظلال الخضراء المتماوجة فيهما.
تجاوبت على الرغم منها مع هذا الوصف الشاعري مع انها ادركت انه مجرد اطراء. اجل لم تنخدع بتقربات جوليان الناعمة لكنها في الوقت نفسه لم تحس بمناعة تامة تجاه تملقاته وخصوصا بعد الطريقة الجافة التي ودعها بها طوم.
كان جوليان خبيرا في تقييم ردود الفعل الانثوية تجاه تقرباته الغزلية ولذا بادر الى ازاحة تنورتها الوارفة واقترب منها قليلا وقال بصوت اجش
-الا تميلين الي قليلا بالرغم من اساليبي الماكرة؟
فاجأها تصرفه فاحتارت في امرها... قالت وهي تحاول بشجاعة ان تتصنع رباطة الجأش
-بالطبع انا اودك يا جوليان فانت كنت في منتهى اللطف وساعدتني كثيرا منذ التقينا لكني...
فقاطعها بقوله
-اعتقد انك خجولة اذ ترددت ثانية يا حبيبتي الصغيرة...
اقترب منها وعانقها الا انه فوجئ بالنتيجة فبدل ان تحدق اليه بنظرة تذوب هياما -كما تفعل الاخريات- دفعته عنها بعنف وقفزت واقفة تقول بحظم
-لاتكرر هذه الفعلة من فضلك.
ثم جلست على كرسي قريب واكملت الشراب. شعر جوليان بهزيمة واضحة في مهمته الرومنسية. فلو انها صفعته او انفجرت باكية لاستطاع مداراة الموقف اما ان تزيحه جانبا وتفهمه بحزم انها ترفض تقرباته فهذا تصرف خارج عن خبرته وغير معتاد عليه. هتف بحرص
-لاحاجة بك الى كل هذا التحفظ.
فحدقت في كأسها الفارغة بصمت واخد هو يرمق الحصى بغضب وفجأة استرد مرحه المعتاد وقال مستميحا
-اسف يا فيفيان. اننسى الموضوع. اعدك بعدم تكراره.
خيل اليه انها ستمضي في تجاهلها غير انها ابتسمت بدفء ودعته لرؤية مجموعة من الجاد النادرة التي اورثها اياها عرابها. مكث جوليان لتناول الشاي واضيا الوقت في حديث مرح وكأن تلك الحادثة لم تحصل ابدا وكأنمها اخ واخته.
بعد ذلك تجولا في الحديقة وقال جوليان معلقا
-يبدو ان كاحلك تحسن كثيرا.
-نعم والحمد لله. لقد زال معظم الورم واستطيع نزع الضماد غدا مع اني سألبس احذية منخفضة الكعب لبينما يبرأ كليا.
-ما رأيك لو اعرفك الليلة الى ملهى سلستيال؟ انه مرقص محلي مشهور ولديه فرقة جيدة. ان لم ترغبي في الرقص سوف تتسلين بمشاهدة الاخرين. ان بعض الراقصات بالاجرة محترفات ماهرات.
-ارحب بالذهاب. هل ارتدي ثوب سهرة؟
-كلا اللباس فيه عادي مع اني سأذهب الى بيتي لابدل ثيابي. هل يناسبك ان امر عليك حوالي الثامنة؟
بعد انصرافه صعدت الى غرفتها واستلقت على فراشها لتستريح استعدادا للسهرة. استرخت جسمانيا انما اخذت تفكر في جوليان... انها توده كثيرا وتعترف بجاذبيته الشديدة لكنها لم ترحب ابدا بمحاولاته. قد تكون تحفظت اكثر من اللازم لكن ثقتها بان العناق الذي لم يتم بقصد الاستمتاع العابر بات رخيصا ومبتذلا ككلمتي حبيبتي او حبيبي اللتين تجردتا من معناهما العميق لكثرة ما يرددهما الناس في احاديثهم.
بعد عشاء مبكر استحمت وزينت وجهها بعناية خاصة. قررت فجأة ان تغير تسريحة شعرها وبعد تجارب عدة عقصته في مؤخرة رأسها فبدت كثبية اغريقية ثم ارتدت فستانا حريريا بلون الكريم وزينت صدره بعقد الجاد الذي اهدته اياها العائلة الصينية. الضماد حول كاحلها كان الشيء الوحيد المشوه لمظهرها الجذاب فنزعته وهي تشعر ببعض الذنب واملت الا يلاحظ تشن او كيم انها فعلت ذلك. عندما وصل جوليان ليصطحبها وجدها تنتظره على الشرفة وقد دثرت كتفيها وذراعيها بالسترة البرتقالية المطرزة.
كان ملهى سلستيان في وسط البلدة وفوق مدخله لافتة ضخمة تءلق اسمه بالنيون فيمايقف البواب اماه وهو رجل سيخي ضخم الجثة يضطلع ايضا بمهمة الطرد اذا اخل احد الرواد بالامن داخل الملهى. شرح لها جوليان ذلك وهما يعبران الردهة الى قاعة رقص فسيحة مضاءة بانوار خافتة. كانت طاولات الخيزران والكراسي تحيط بالحلبة والى جوار الفرقة الموسيقية يوجد ركن خاص يعرف بصف التاكسي وحيث تنتظر راقصات الأجرة المحترفات قدوم الزبائن الذين يدفع الواحد منهم خمسين سنتا للرقصة الواحدة.
وصلا في وقت مبكر بالنسبة الى سهرات موبينغ الطويلة ولذا وجدا قاعة خالية فاختارا مكانهما تحت مروحة كهربائية سقفية وطلب جوليان شرابا. ثم قال موضحا
-بعد ساعة يعمر لمكان بالرواد ولا يعود هناك موطئ لقدم... اين رباط كاحلك؟
-نزعته عنه اذ ما عدت بحاجة فعلية اليه.
-ما رأيك في رقصة فالس هادئة قبل ان يبدأ الرواد في الهجوم؟
سرعان ما زال جمودها بفعل الموسيقى الحلوة ورقص جوليان البارع. لم تحضر في الماضي الا بضع حفلات راقصة لكن خفة قدميها وتجاوبها مع الايقاع عوضا عن قلة خبرتها. ثم انتقلت الفرقة الى معزوفة سريعة الايقاع فسحبها جوليان من الحلبة قائلا
-من الأفضل ألا تحملي قدمك ضغطا مرهقا في الوقت الحاضر.
بدأت الفرقة مقطوعة فوكستتروت بطيئة فرقصا ثانية ولدى عودتهما الى مكانهما نظر جوليان الى المدخل ثم قال
-لقد جائت كارا مع الشاب فوغسون. هل ندعوهما لمجالستنا؟
هذه الليلة بدت كارا ميتلاند اكثر روعة وفتنة. كانت ترتدي فستانا قطنيا برتقالي اللون ودثارا اصفر مع قرطين فضيين يتدليان من اذنيها وتنتعل حذاء اصفر. اما رفيقها وهو ملازم اول فكان شابا طويلا وخجولا بعض الشيء وبدا واضحا انه مبهور بجمالها الساحق.
اظهرت كارا ابتهاجها بدعوة جوليان وخيل الى فيفيان ان رفيقها تقبل الدعوة على مضض. عادوا جميعا الى الطاولة وطلب جوليان شرابا. ثم سألت كارا وهي تزيح الدثار عن كتفيها برشاقة
-سمعت انك تعرضت مؤخرا لحادثة يا انسة كونيل.
اجابتها الاخرى مبتسمة
-كانت بسيطة وشفيت منها تماما.
احتشد الملهى بالرواد وبينهم كهول ورجال أعمال صينيون اضافة الى مجموعات من المواطنين البريطانيين وعدد من جنود الجيش الذين جاؤوا لينفقوا رواتبهم على الرقص والاستمتاع باجازاتهم القصيرة بعيدا عن حياة المعسكر. ثم ظهرت مغنية في ثوب ضيق من الساتان الأسود وراحت تشدو اغنية حزينة حول علاقة حب كتبت لها نهاية مدمرة.
واذ التفتت فيفيان صوب الباب رأت فجأة طوم سترانسوم يدخل برفقة زوجين هنديين.
لاحظ مايكل انجفالها فقال بسرعة
-اتشعرين بتوعك؟ لقد شحب وجهك كليا.
-صحيح؟ لكنني على ما يراك. الجو خانق هنا أليس كذلك؟
-اجل انه يجعل المرء يحن الى برد انكلترا وصعيقها. فأنا أحلم احيانا بالثلج ثم استيقظ واجد غرفتي كالفرن. اعتقد ان البلدان الاستوائية لا تلاءم اجسامنا.
طرحت عليه سؤالا آخر وهي تراقب الطبيب ورفيقيه يجلسون الى طاولة في الجهة المقابلة لحلبة الرقص. ازاحت كرسيها قليلا بحيث اصبحت تواجه الحائط واملت الا يتعرف عليها بسبب تسريحتها المختلفة.
سألها جوليان
-هل وجود طوم سبب شحوب وجهك؟
-كلا بالطبع. لكنه قد يغضب اذا رأى الضماد منزوعا كذلك اوصاني بالراحة يوما او اثنين.
-ذلك هراء فأنت أدرى منه بحالة قدمك. كل الاطباء يحبون اصدار الأوامر للناس ويعاملونهم كاطفال. انظري هناك زبون يزعج احدى الفتيات.
وبينما كانت جالسة في زاويتها رأت احدى الراقصات تتهرب من زبون يحاول معانقتها. كان الرجل يضحك بصخب ويلف خصرها بذراعيه بقبضة قوية فيما هي تلوي وجهها بعيدا عن فمه.
فهتفت فيفيان بقلق
-لماذا لا يتدخل أحد؟ جوليان الا يمكنك ايقافه؟
قال بتكاسل
-لا ارغب في لكمة على وجهي. لا بد انها فتاة جديدة وسوف تتعلم قريبا كيف تواجه هذه التحرشات.
تقلص فمها بغضب وقبل ان ترد عليه بجواب لاسع انفصل احدهم عن حشد الراقصين فغمغم جوليان
-هاهو طبيبنا الشجاعيسارع الى نجدتها.
قلصت فيفيان يديها ورأت طوم سترانسوم ينقر بيده كتف الرجل الذي استدار متعثرا ليرى الشخص الذي قطع عليه محاولاته. وهنا بادرت الراقصة الى اغتنام الفرصة فانتزعت نفسها من قبضته التي استرخت مؤقتا. ولما شعر انها افلتت منه اطلق شتيمة حنق واستدار ليصب نقمته على الطبيب.
ندت عن فيفيان صرخة مكتومة حين رأته يمد ذراعه ليسدد الى طوم لكمة شرسة لكن هذا الاخير ازاح رأسه في اللحظة المناسبة ثم ادخل قدمه بين ساقي الرجل وقذفه من فوق كتفه حيث سقط ارضا محدثا صوتا عنيفا. وقبل ان يستفيق من الصدمة ويقف على قدميه وصل الحارس السيخي العريض المنكبين وساعده احد الجنود الشبان على رفع الرجل المشاكس وجره الى الخارج.
تجاهل طوم الجموع المحتشدة حوله فأصلح ياقة عنقه وازاح خصلة الشعر التي سقطت على جبهته ثم رأته فيفيان يعتذر الى المرأة الهندية التي كان يراقصها قبلا وبعد ذلك انفض المتفرجون وعادت السهرة الى طبيعتها.
وقال جوليان
-ضربة موفقة يبدو ان سترانسوم ماهر في الجودو.
-يسرني ان شخصا شهما قد تدخل.
-اوه كفي عن تهجمك. لا يمكننا جميعا ان نكون ابطالا.
-لنفترض اني كنت مكان تلك الفتاة.
-وذلك امر مختلف طبعا.
-لاارى سببا للاختلاف.
-يا طفلتي العزيزة لماذا لماذا تصبين غضبك علي؟ الفتاة لم تصب بأذى والرجل القي خارجا. ما الداعي الى تضخيم الامر؟
عضت شفتها وردت بهدوء
-اسفة لم تغضبني انت وحدك بل موقف الاخرين ايضا اذ اكتفوا بالتفرج والتسلي. كان خوف الفتاة واضحا ولو لم يتدخل الدكتور سترانسوم لبقيت تعارك ذلك الوحش لغاية الان.
بلغت الساعة الحادية عشرة وبدأت فيفيان تشعر بالتعب لم تشأ ان تطلب الى جوليان ان يعيدها الى البيت لان الاخرين لم يظهروا ميلا لانهاء السهرة.
ولكي تكفر عن تهجمها على جوليان قبلت ان تشاركه رقصة فالس اخرى وظنت ان طوم لم يراها لان الاضواء اصبحت اكثر خفوتا. ثم رقص جوليان مع كارا فاستأذنت مايكل في الذهاب الى غرفة التواليت.
وجدتها تغص بفتيات التاكسي وكن يتحدثن بحماسة عن بطولة الطبيب الذي انقذ زميلتهن الجديدة. كانت الفتاة نفسها تجلس في زاوية وحولها بضع زميلات يخطن كم فستانها الممزق وقد بدت شديدة الشحوب ومتورمة العينين. ابتسمت لها فيفيان مشجعة بعدما شعرت بموجة احتقار طازجة تجاه كل الرجال الذين تقاعسوا عن مساعدتها.
لدى خروجها التقت طوم وجها لوجه. وردت له التحية وهي تكبت رغبة في العودة الى غرفة التواليت. قال ببرود
-لم اتوقع ان اراك هنا. هل اقدم لك شرابا؟
-لقد جئت مع بعض الرفاق...
فاكمل عنها يشير برأسه الى طاولتهم
-لن يفتقدك فوغسون لانه قد اختفى على ما يبدو.
لم تره فعلا فتابع طوم وهو يقودها الى المقصف
-اظنه لم يتوقع عودتك قبل عشر دقائق فالنساء يقضين هذا الوقت عادة في اصلاح زينتهن.
جلسا على كرسيينعاليين وطلب طوم كوبيين من عصير الانناس دون ان يستشيرها. خطر لها ان تعاتبه على هذا التصرف ثم طغت روح عليها الدعابة فسكتت. الموقف مضحك فعلا فقبل خمس دقائق فرحت لانه لم يلاحظ وجودها لكنه رآها وانتظر خروجها من غرفة التواليت. قال وكأنه قرأ أفكارها
-لدي انطباع غريب بأنك كنت تتهربين مني.
وردت بصوت مختنق
-انها حقا فكرة غريبة
-لكنني لم اخطئ فيها.
قالت بدون ان تنظر في عينيه
-لاادري ماذا تقصد.
-انت لا تتقنين الكذب يا فيفيان. تخشين ان اؤنبك على الرقص بكاحل ملتو اليس كذلك؟
نظر الى قدمها قبل ان تجد وقتا لاخفائها وقال
-اذن ازلت الرباط. ما كان يجب ان تفعلي ذلك.
قالت بسرعة
-اعلم انك اوصيتني بالراحة لكن الالم زال ومنظر الرباط لا يسر النظر.
-سواء كان بشعا ام لم يكن فمازال ضروريا. لا احب ان يتغاضى مرضاي عن تعليماتي اكملي شرابك لاوصلك الى البيت.
-دكتور سترانسوم لا ادري باي حق ...
قاطعها بحزم
-لا تجادلي سأترك خبرا لرفاقك.
فأعلنت بحرارة
-لااريد العودة الى البيت. قد تكون طبيبا لكن ذلك لا يعطيك الحق باصدار اوامرك الي.
تأمل محياها العابق ثم قال
-اتذكرين حادثة رانغون؟
-انها تختلف تماما.
-ستذهبين الى البيت.
-لن اذهب.
وفجأة أحاط رسغها بأصابع فولاذية وقال بهدوء
-لا احسبك ستقاومينني وتثيرين فضول الحاضرين.


نهاية الفصل الرابع


مغربيةوأفتخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس