عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-09, 02:02 AM   #22

gasmin
 
الصورة الرمزية gasmin

? العضوٌ??? » 33735
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,013
?  نُقآطِيْ » gasmin is on a distinguished road
افتراضي

7_خفقات ليست لها
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
نطلق جرس المنبه عاليا داخل اذن سارة تقريبا ناضلت لتفتح عينيها وهى لا تفهم سبب هذا الرنين العالى الى هذا الحد احست بوزن ثقيل على خاصرتها يضغطها فوق الفراش ارادت ان
تبعد هذا الثقل وتمنت من وارن ان يسكت هذا الرنين المزعج ولو لمرة واحدة وما ان لمست اصابعها هذا الثقل حتى احست بشعر خشن اعلمها ان هذه ذراع وارن
طار النعاس فورا من جفونها وقد تذكرت ما حدث الليلة الماضية او على الاصح فى الصباح الباكر فهذا الجسد القاسى الطويل الى جانبها هو وارن وبحذر لئلا تقلقه
مدت يدها التى كادت لا تلامس زر المنبه فاسكتته وللمرة الاولى تسر باستمراره فى النوم اثناء رنين المنبه لان ذلك سيعطيها فرصة التسلل من السرير قبل ان يستيقط
لكنها اثناء محاولتها تلك امسكها باحكام رافقه تلعلع صوت اجش بفعل النعا
-لاتتحركى يا فتاة الكرز.
ظنت سارة انه غير واع الان وهذا يعنى انه سيغط فى النوم من جديد
-يدك تضايقنى.
تمتم بشىءمبهم ثم اضطجع الى الجانب الاخر فى حين بقيت سارة ساكنة مدة دقائق حتى اطمئنت الى انه عاد الى النوم ثم تسللت من السرير وسارت على اطراف اصابعها الى غرفتها
اغتسلت ثم غيرت ملابسها وصنعت القهوة فصبت منها فنجانا ثم صبت كوب عصير حملتهما وعادت الى غرفة وارن وهناك راحت تتامل النائم المستغرق فى نومه تنهدت حينما تذكرت كم تاخر فى النوم ليلة امس والليلة التى سبقتها عندما
نام على الاريكة لذا لم تجد القدرة على ايقاضه وحرمانه من الراحة التى يحتاجها.رجعت على عقبيها لتضع العصير فى البراد والقهوة على طاولة المطبخ.
كانت الشمس تصفع باشعتها وجه مياه البحر الصافية فتنعكس انوارها الى غرفة الجلوس.حملت فنجان القهوة لتخرج الى الشرفة،لكنها بعد تردد،نزلت السلم الممتد من المنزل الى الشاطىء المغرى.
حيث لا يقطع سكينة الصباح سوى صوت الامواج المتكسرة على الشاطىء وصيحات النورس الناثر جناحيه فى الافق الرحب.
لكن الشاطىء لم يكن فارغا لان امراة عجوز تعتمر قبعة واقية من الشمس وبنطلون جينز مطويا حتى ركبتيها كانت تتجول وحيدة،تهتم بالنفائس التى كشف عنها المد.
جلست سارة فوق الرمال،ثم طفقت تراقب المراة فترة قبل ان يرتد بصرها من جديد الى النورس الذى ازدادت حركاته البهلوانية...اما البحر فكان فى اوج صفائه.فوجهه صفا وسكن كمراة مشعة.
بدا شعورها بمضى الزمن يندثر رويدا رويدا،فها الساعة توشك على الاندحار وكانها ثوان تطايرت بسرعة.لكن الشمس اشتدت انوارها وارتفعت حرارتها،اما البحر والسماء،فقد بقيا كما هما،والمراة ما زالت تجوب الشلطىء بحثا عن الصدف والخشب المجروف.
-سارة؟
صوت وارن صرخ بها بنفاذ صبر،مهشما طوق السحر الذى حولها،معلعا فوق صيحة النورس.فاستدارت فوق الرمال لتنظر الى الخلف،فاذا به يقف على الشرفة،عاريا حتى الوسط.مشعت الشعر الذى حاول ترتيبه بتخليل اصابعه فيه.
لوحت له،وقلبها يخفق...فمن الصعب عليها ان لا تشعر بالجاذبية التى يملكها...صاح متهما:
-لماذا لم تقظينى...؟كان على ان اكون فى المكتب منذ ساعة.
-لقد ظننتك بحاجة الى النوم!
-فى المرة القادمة لا تظنى...بل ايقظينى!
رده بدا وكانه زئير .فما كان منها الا ان مدت له لسانها،مسرورة اكثر منها غاضبة من تصرفاته الغاضبة.وقفت،وتقدمت نحو الماء،ورفعت المراة التى تمشط الرمال بحثا عن الاصداف راسها نحوها;فابتسم وجهها الذى لوحته الشمس ولم تحمه القبعة وهى تقول:
-اليس الصبح بهيا؟
توقفت سارة عندها:
-بكل تاكيد...هل وجدت شيئا هذا الصباح؟
-لاشيء هام.
استقامت المراة من انحناءها،فضغطت بيدها على ظهرها.اما سارة فرمقت الكيس الذى تعلقه المراة على كتفها.
-هل تجمعين الاصداف؟
-اجل...فهوايتى الرئيسية هى صنع اشياء من هذه الاصداف ومن اشياء اخرى اجدها على الشاطىء.
لاحظت سارة عقدا من الاصداف الصغيرة حول عنق المراة فسالتها:
-كالحى مثلا؟
لمست المراة القلادة باصابعها.
-اجل...الحلى.خاصة القلائد والاقراط.فى الوقت الحاضر اصنع صورة بالاصداف.ولهذا اجمع كل هذه الاصداف البنفسجية.
مدت يدها الى كيسها فرفعت بعض ما فيه من اصداف صغيرة.ثم اردفت:
-ثمة اشياء كثيرة يمكن صنعها من هذه الاصداف:الاجراس المتحركة واشياء كثيرة.
-يبدو الامر ساحرا.
وبرز فى صوتها رنة حسد.فمواهبها الفنية المبدعة لم تتعد يوما ترتيب الزهور بين وقت واخر.ردت المراة:
-الامر ممتع جدا وبما اننى الان متقاعدة،فهذا يبقينى مشغولة.
-سارة!
عاد صوت وارن يناديها،فاستدارت لتجيب،كان يقف على الشرفة وقد ارتدى ملابسه،واكمل:
-انا ذاهب الان...وساراك الليلة.
لوحت سارة له،وبعد تحية قصيرة عاد للدخول الى المنزل.فابتسمت لنفسها،دهشة لما يفعله كوب قهوة وحمام لهذا النكد صباحا.فقالت المراى:
-ان زوجك لمهتم بك.كان زوجى جون يخبرنى متى يعود دائما.
قامت سارة بتصحيح ما قالته المراة على غير وعى منها:
-وارن ليس زوجى.
اجفلت المراة للحظات.
-اوه...اجل!
خرجت الصيحة بدهشة وصدمة تعبر عن عدم موافقتها على ما استنتجته فاحمر وجه سارة،وقد فهمت ان المراة تلمح الى انهما يعيشان معا دون زواج.لكن لو شاءت ان تصحح لها خطا تفكيرها لاقتضاها ذلك شرحا عن ملابسات سكنها وما الى ذلك،وهى الان لا تجد داعيا لتبرر الوضع لهذه المراة التى لن تصدقها وان نفت وجود علاقة بينهما وقالت سارة:
-لدى بعض التنظيفات فى المنزل...يوم سعيد.
راحت تشق طريق العودة وصوت المراة يتناهى اليها متمتما:
-شبان هذه الايام...لقد فقدوا كل احساس بالقيم الاخلاقية!
فى الواقع،لم يكن لدى سارة عمل فى المنزل،ولكنها تجولت لتفعل اشياء غريبة صغيرة،كرى النباتات وغسل اغراضها الصغيرة.وقد بقيت فى عملها هذا حتى الظهر حيث اعدت بعض السندويشات والقهوة غداء لها،ثم تمددت على كرسى نوم وشرعت بالقراءة.
كانت الشمس الدافئة تبعث الاسترخاء الى جسدها المتمدد الذى راح يغرق فى النوم بعد ليلتين مؤرقتين.
عندما فتحت عينيها ثانية ،وقعتا على حقيبة مالوفة لها.راحت تبحث فورا عن صاحبها فوجدته جالسا على الكرسى الاخر الى جانبها،وساقاه الطويلتان ممتدتان امامه،وكوب عصير برتقال،مع مكعبين من الثلج،فى يده.كان ينظر اليها وقد التوى فمه بابتسامة:
-لقد قررت اخيرا الاستيقاظ يا ناعسة.ظننتك ستنامين حتى صباح الغد.
منعت تثاؤبة بظاهر يدها،ثم دفعت نفسها لتستند الى مرفقها:
-كم الساعة الان؟
-الرابعة والنصف،تقريبا.
-لم اكن اعلم اننى تعبة لهذه الدرجة.منذ متى وانت هنا؟
-منذ الثانية تقريبا.
اى انه وصل بعد برهة من نومها...فرفرفت عينيها متعجبة:
-وهل جلست هنا هذه المدة كلها؟
-اراقبك وانت نائمة.
كان الخدر قد بدا يزول،واخذت تعى تماما ما حولها وسرعان ما لاحظت اشارات التعب عليه،فقالت وهى تجلس مستوية:
-كان عليك ان تنام بدل مراقبتى.
-ربما...لكننى اردت ان اكون صاحيا عندما تستيقظى.
بدا لها سببا غريبا:
-ولماذا؟
-لاننى اريد الاعتذار على ما بدا منى ليلة امس.
-اوه...
تصريحه جعلها فجاة قلقة،خاصة وان نظرته الزرقاء كانت تراقب كل حركاتها.وقفت تسير الى حاجز الشرفة،متمنية لو يتظاهر بان ليلة الامس لو تكن،بدل الاشارة اليها عند اول لقاء لهما.فى الصباح كانت قد هربت الى الشاطىء تجنبا لهذه المواجهة.
وقع الاقدام دلتها على دنوه منها فتوترت،وخفق قلبها بجنون وكانه جناحا طائر الطنان.وقف وارن خلفها تماما،فاحست بلمسات نظرته.
-الن تقبلى اعتذارى؟
هزت كتفيها بنزق:
-على ماذا؟لم يحدث شيء.
فقال ساخرا بلطف:
-ليس بسبب عدم وجود النية.
افقدها ارتباكها تماسكها حتى غدت تبدو كمراهقة خجول.ماذا حدث لنضوجها وثقتها بالنفس عندالحاجة الى معالجة مثل هذا الموقف؟ما هى هذه القوة التى يمتلكها وارن كى تتقلص امامه لتصبح كتلة اعصاب متوترة؟
وضع يديه بلطف على كتفيها ليديرها نحوه.فابقت نظرها على ياقة قميصه،حيث الزران العلويان المفتوحان،اظهرا لها فسحة من صدره وقد اثار هذا المشهد اعصابها وكانها تنظر الى عينيه الزرقاوين.
مد اصبعه الى ذقنها ليرفع وجهها اليه:
-كنت اعلم انك ستغرينى منذ اول ليلة اتفقنا فيها،لكننى ظننت ان بامكانى المقاومة...كنت تعبا ومتوترا ليلة امس.وكنا نتجادل بشان ارميتاج...
فقاطعته سارة بحزم:
-وارن ارجوك.لااريد ان اخوض فى تفاصيل الوقائع اوالاحاسيس التى قادت الى ما حدث ليلة امس.عرضها فى ضوء النهار لا يبدل شيئا.فلا تفعل هذا بى.فضحك دون مرح:
لا افعل هذا بك؟وماذا عما فعلته انت بى؟اتعلمين كيف شعرت عندما قدت سيارتك بتلك السرعة ليلة امس؟او عندما اكتشفت انك لست مع ارميتاج؟اتعلمين ما معنى انتظار عودتك ليلا؟اتعلمين ما هو الشعور الذى احس به كل ليلة فى الفراش وانا اتخيلك فى الغرفة المجاورة ببيجامتك القصيرة التى لاتخفى منك شيئا؟
انها على بعد خطوة من الاستسلام له...فقالت متحدية:
-اذن اذهب...اترك البيت.
-اتركك وابقى قلقا عليك،وانت وحيدة تحت رحمة المتطفلين واللصوص؟ساكون كالهارب من المقلاة الى النار،او كمن يعالج القرحة بالحمام البارد.
-بناء على هذا فانت تريد من الذهاب.
-هذا سيحل مشكلة ما.
-صحيح؟
فتنهد عميقا،وتركها ليستدير:
-لست ادرى.
هذا جيد...لاننى لن اذهب.
مع ان كل ذرة من منطق كانت تصيح بها ان عليها الذهاب قالت له وهى تتحرك باتجاه باب الشرفة:
-اعذرنى...سارى ما لدينا للعشاء الليلة.
استدار وارن وفى صوته وحشية:
-لا!سنتعشى خارجا.
ترددت جزءا من الثانية:
-بامكانك العشاء فى الخارج اذا احببت،اما انا فساحضر شيئا لنفسى.
رفضت دعوته لانها ستبدو موعدا غراميا خطرا عليها بقائها معه وحيدة.فتمتم:
-تبا لك يا سارة.اما شرحت منذ قليل اننى اخشى تركك وحيدة فى المنزل خلال الليل.الا يكفينى خطر بقائك وحيدة خلال النهار؟
-لن تتركنى!
اغضبها تصريحه المتعجرف.
لكنه كرر بقوة:
-هذا صحيح...لن اتركك.جادلينى ما شاء لك ذلك فى هذا الموضوع،لكن ليس امامك الا خياران اما الخروج معا او البقاء هنا معا.فان كنت تملكين ذرة من عقل فستوافقين على الخروج للعشاء لنختلط بالناس.
تلاقت عيونهما فى صدام وصراع.ثم اكمل بتحد:
-ماهو خيارك؟
-اعطنى بضع دقائق لاغير ملابسى.
-عظيم...سنذهب الى مكان نشرب فيه العصير قبل العشاء.
لم يخف توترها الا بعد مغادرتهما المقهى الذى احتسيا فيه عصيرا باردا متجهين الى مطعم،اجلستهما المضيفة الى طاولة تشرف على البحر تبدو امواجه البيضاء متكسرة انوار مصابيح المطعم الكاشفة.
رفع راسه عن لائحة الطعام:
-ماذا بدا لك من طعام جيد؟
-احاول التقرير بين السرطان مع التوابل والسرطان المسلوق.
-تناولى الطبقين معا.
-اتمزح؟ستمتلىء معدتى الى درجة لا اقوى معها على الحراك وعندها ستضطر الى حملى لتخرجنى من هنا.
فذكرها بسرعة وهدوء:
-لن تكون المرة الاولى...لقد حملتك فى مكان ما.
الطريقة التى نظر فيها اليها بعثت اليها الحرارة فكان ان اعادت نظرها الى لائحة الطعام،مدركة كل الادراك ضحكاته الخفية،ثم لم تلبث ان اغلقت لائحة الطعام:
-ساتناول السرطان المسلوق.
تقدم منهما الساقى بعد اشارة من وارن:
-سرطان مسلوق لنا.ولائحة المشروب ارجوك.
عندما ذهبالساقى،طغى عليهما صمت شديد دفع سارة الى العبث بالشوكة الموضوعة امامها،عاجزة عن الحديث باى موضوع قد يطرى اجواء بداية السهرة.ومد وارن يده ليغطى يدها،وقال معتذرا:
-كنت امازحك عندما ذكرت ما حدث ليلة امس.
-اعلم،لكن الامر لا مزاح فيه
وجاءهما صوت رجولى ساخر من خلف سارة:
-عجبا...عجبا...لقد قررتما اخيرا الخروج من عشكما!
حاولت سارة سحب يدها من يد وارن،الا ان اصابعه رفضت ان تتركها.وارتفع بصره الى صاحب الصوت:
-مرحبا تيد.
تقدم الرجل الاشقر امام سارة،وقد كان ذكر وارن اسمه قد انعش ذاكرتها فعلمت ان الصوت صوت شقيق كاثرين.
-مرحبا وارن.
احنى راسه له،ثم ابتسم بخبث لسارة:
-لقد التقينا ثانية سارة لانغلى.
-مرحبا سيد ارثربورى.
ردت عليه تحيته بجفاء متعمد،فهى لم تحب تصرفاته المتعجرفة قط.فقال مصححا ثم التفت الى وارن:
-بل تيد...شقيقتى كانت تطحن اسنانها عليك طوال الاسبوع،حقا يا وارن.واظن انه كان عليك التخلى عنها بلطف اكثر.
-لقد كنت لطيف معها سنتين متتاليتين...وقد ان لها ان تفهم.
-اظن انها فهمت الان انك السيد فى اى زواج.لقد كانت كاثى متحررة دائما،وهى الان على استعداد لمسامحتك على...لهوك مع صديقاتك.
اشار براسه الى سارة،التى كانت تجلس غارقة بين نارى الغضب والاحراج...التوى فم وارن باشمئزاز:
-اهذا ما قالته كاثرين؟
اعترف تيد بسهولة:
-طلبت منى ان اوصل لك رسالتها هذه عند لقائى بك.
رد وارن دون اكتراث ظاهر:
-وها قد اوصلتها.
فهز تيد كتفيه:
-وانت الان تريدنى ان اترككما وحدكما حالا؟حسن جدا...تمتعا بامسيتكما.
عندما ابتعد،قالت سارة غاضبة:
لماذا لم تصحح انطباعه؟انه ليس كاثرين.
فرفع حاجبيه ساخرا:
-كيف اصحح انطباعه؟اتنكرين نومنا معا؟
-انت تعلم تماما ان الامر بريئا تماما.
ترك يدها ليسند ظهره على الكرسى وهويتفرس فيها مفكرا:
-انت تتحرقين لنفى اى علاقة بيننا كلما كان تيد معنا،ايعجبك؟
-بالطبع لا!
-عائلة ارثربورى فاحشة الثراء،ومما لا شك فيه ان تيد صيد ثمين لاية امراة.
فقالت بسخرية تتجاوز سخريته بدرجات:
-قد اقول القول نفسه عن كاثرين؟
-ممكن،لكننا لا نتكلم عنها الان
-وانا لا اتكلم عن تيد،ولكن ربما عليك ان تاخذ بنصيحته وتقبل غفرانها لك.فتعودان الى سابق عهدكما.
بد الضيق على وجهه:
-انت تتمتعين باثارة الجدال يا سارة؟
-انا لا اثير شيئا...انت من يخلق الشجار دائما.
فلننه هذا الحديث بتجاهل الموضوع.
-بكل سرور.
وصول العشاء جعلهما ينهيان الشجار فورا للعودة الى الصمت مع الطعام اللذيذ والشراب تحول الصمت بعد قليل الى رفقة محببة.فسالته سارة:
-ما اخبار القضية؟
-جيدة جدا...الم يخبرك ارميتاج انه عوض عن الوقت الضائع؟
-لا انه لم يذكرها اطلاقا.
كان عليه ان يخبرك مسرورا بما انجز.
ديرك لا يتباهى بعمله الذى يعتبره واجبا وهو الى ذلك لا يتخذ المشاكل حجة للتلكؤ بل يسعى الى حلها.ولهذا السبب قلت لك ان ليس من الانصاف لومه على التاخير الذى حدث لقضيتك.
-ولكنه ذكر انكما تبحثان العمل معا،لذا افترضت ان يكون قد اشار الى قضيتى.عما كنتما تتحدثان،ام انا اخوض فى امور محرمة بسؤالى هذا؟
ترددت لحظة،لانها لا تجد خيرا فى الاجابة:
-كنا نتحدث عن الفتاة التى حلت مكانى خلال اجازتى،عمليا جينى سكرتيرة ممتازة،لكن شخصيتها تثير الاعصاب.
هز راسه،وكانه فهم وقال:
-لقد تحدثت اليها عدة مرات.
-اذن انت تفهم مامر به ديرك فى الاسبوع الماضى.
ارتسمت ابتسامة على شفتيها،فاجاب بصدق:
-واتعاطف معه،لكن هذا لا يفسر لى سبب حمله لك فوق السياج.
لم تحاول اخفاء ابتسامتها التى اتسعت:
-اوه...كنت امازحه فقلت له اننى افكر بالاستقالة واعطائه انذار بترك العمل واقترحت ان تحل جينى مكانى.عندها هددنى بالقتل ان فعلت.
-وهل تفكرين فعلا بترك العمل؟
هزت راسها:
-لا...فانا احب عملى.
-عندما تتزوجين هل ستستمرين فى العمل؟
بدا اهتمامه فى هذه اللحظة منصبا على الطعام.صعب عليها تقديم رد اعتباطى،فلو سالها رجل اخر هذا السؤال لضحكت منه.لكنها تشعر انها تقريبا قد وقعت فى حبه،والزواج موضوع يبعث الرجفة فى اوصالها.
-على الاغلب ساثابر على العمل بعد الزواج لاحافظ على مستوى معيشتى.
-هل يزعجك هذا؟
-لا...ابدا،،كما قلت لك انا احب عملى،ولا اظن ان الاوقات الكسولة تناسبنى فانا احب العمل البناء المتحدى.
كان ردا صادقا لا دجل فيه.رفع كوبه ونظر اليها من فوق حافته:
-وان لم يشا زوجك ان تعملى؟ماذا اذا اراد بقاءك فى البيت فقط؟
-عندها سيطول الجدال بيننا.هل انت من الرجال الرجعين الذين لا يوافقون على عمل الزوجات؟
فابتسم وارن:
-انا لا امانع ان تعمل زوجات الرجال الاخرين.لكننى لست واثقا من ردة فعلى عندما يتعلق الامر بزوجتى.لكنى لن ارضى بان تعمل فيما لو رزقنا اطفالا،على الاقل عندما يكونو صغارا.
فوافقت سارة دون نقاش:
-احب ان اكون مع اطفالى وهو صغار.
-هاقد وجدنا شيئا اخر مشتركا اتفقنا عليه عدا مشاركتنا المنزل نفسه.
بدت الدهشة الماكرة عليه،ولمع الخبث فى نظرته الزرقاء:
-هذا امر عظيم!
ضحكت سارة وقد نسيت الان كل شيء يتعلق بتيد وكاترين ارتربورى.ووجدا مواضيع وفيرة تجاذبا اطراف الحديث فيها دون ان يختلفا رايا.
بدا لها الوقت مبكرا جدا عندما ادخل وارن سيارته الى المراب،فى الواقع تباطئا كثيرا فى تناول الحلوى،
وفى شرب القهوة بعدها،الى ان اصبحت الساعة العاشرة.تنهدت سارة ندما على انتهاء السهرة.خرجت من السيارة،واخرجت مفتاح الباب من حقيبتها.ثم تقدما فى ان واحد الى
الامام ليفتحا الباب،فاصطدما ببعضهما بعضا فقال وارن ممازحا وهو ينحنى:
-اسمحى لى.
-بكل سرور.
فى المدخل السفلى،توقف قليلا ليوصد الباب وراءهما بالمزلاج،بينما بدات هى ترتقى السلالم ببطء منزعجة من انتهاء السهرة بهذه السرعة.فقالت:
-هل لى ان...
فقاطعها وهو على بعد خطوة منها:
-لنتفق...انت لا تعرضين على صنع القهوة او العصير،وانا لا اقترح عليك ان اريك رسوماتى.
فردت دون حماس:
-حسن جدا.
عرفت تماما لماذا قال هذا،فقد عادا الى المنزل ثانية حيث الخلوة والعزلة فيه توحى بجو حميم يحاول كلاهما تجنبه.امسك
ذراعها بلطف،ليقودها عبر غرفة الجلوس الى الردهة التى تصل الى غرفة النوم،وارادت ان تحتج بانها لا تميل الى النوم،لكنها علمت ان هذا لن يكون حكيما،فبقيت صامتة.
عندالباب المقفل،توقفا،فاستدارت سارة مترددة،وقد سادهما صمت مطبق.
قال وارن ممازحا:
-اتعلمين انها المرة الاولى التى ارافق فيها فتاة الى غرفة نومها مباشرة،لاقول تصبحين على خير؟
-وهى الاولى بالنسبة لى.
قلدت ما امكن لهجته المازحة،لكن صوتها خرج خشنا متوترا بسبب قربه منها.وغطت راحة يده خدها بلطف،ثم قال:
-الافضل ان تدخلى فراشك راسا.فبعد اليومين الماضيين،انت بحاجة لنوم طويل.
شيء ما فى طريقة كلامه جعلها تسال:
-وماذا عنك؟الن تذهب الى الفراش راسا؟
هز راسه.
-لا...لقد فكرت فى القيام وحدى بنزهة على الشاطىء قبل الخلود الى النوم.
ارادت ان تقترح مرافقته:
لكن اصبعه ضغط على شفتيها ليسكتها،ورفض بحزم:
-لا...فانا اعى ما افعل يا سارة.
تضاعفت طرقات قلبها شيئا فشيئا واضاءت عيناها البنيتان وهى تهز راسها موافقة،فتطاير الغضب من عينيه،مدمدما:
-لاتكونى خنوعة هكذا...فهذا لا يناسبك.
بدات تدافع عن تصرفها:
-انا...
فقاطعها:
-اصمتى فقط.
سمعته يبتلع ريقه،ثم احست بيده تهبط من وجنتيها الى ظهرها لتجذبها اليه برفق فى عناق حميم وناعم.دفء جسده،اضاف الى نارها المشتعلة لهيبا فوق لهيب.
جاذبيته الطاغية الملموسة جعلتها لا تقوى على رفضه او مقاومته،خاصة وهى تشعر به متوترا بين ذراعيها كرفاص مشدود فى محاولة منه لكبح جماح مشاعره،فى وقت فقدت هى كل سيطرة،فهى قد ادركت منذ وقت طويل،انها بين ذراعى وارن تتعطل كل كوابحها،وهذا ما يجعل للمسته خطرا مضاعفا.
فجاة تراجع،وقد تحركت عضلة صغيرة على فكه القوى،اخذ يحدق فيها باكتئاب...ثم تنفس بعمق،تركها مبتعدا وهو يقول امرا:
-تصبحين على خير يا سارة.
بقيت هنيئة غير قادرة على الكلام،ثم اجابت بصوت ضعيف:
-تصبح على خير.
لكنه كان قد وصل الى منتصف غرفة الجلوس،دون ان ينظر الى الخلف.لم تدخل غرفتها،الا بعد ان سمعت باب الشرفة المنزلق ينفتح،ثم ينغلق.
كانت مصدومة من المشاعر والاحاسيس التى ايقظها فيها،فكيف للنوم سبيل اليها.تقدمت من النافذة،تنظر الى نور القمر الشاحب وقد رمى بظلال قضية خفيفة فوق الرمال.
ثم برزوارن امام ناظريها،تحمله خطوات واسعة نحو الامواج.يداه فى جيبي بنطلونه،ونظره ثابت الى الارض.راقبته الى ان اختفى عن ناظريها،يسير فوق الشاطىء نحو الليل.
غيرت ملابسها،وارتدت البيجاما،ثم دخلت السرير،لم تحاول ان تغمض عينيها،وهى تصغى لتكتكات الساعة الصغيرة قرب السرير التى تشير الى انقضاء الثوانى.كانت يدا الساعة تتصافحان معلنتان منتصف الليل عندما سمعته يدخل المنزل.
خطواته تباطات كثيرا وهو يدخل الردهة .وقف خارج بابها،وعندما شاهدت الاكرة تستدير،اغمضت عينيها تدعى النوم.
فتح الباب،ولكنه لم يحاول دخول الغرفة،بل وقف يتاملها عدة لحظات صامتة قبل ان يغلق الباب ثانية،
فى طريقه الى غرفته.
عندما اصبحت دقات قلبها الما مبرحا.


gasmin غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس