01-03-09, 02:08 AM
|
#24 |
? العضوٌ???
» 33735 | ? التسِجيلٌ
» Aug 2008 | ? مشَارَ?اتْي » 1,013 | ?
نُقآطِيْ
»  | | 9_المنزل لك كله ـــــــــــــــــــــــــ ــ ظاهريا نمط حياتهما لم يتغير فى الايام الثلاثة التالية،لكنها فعليا تبدلت جذريا.فمنبه وارن استمر فى الرنين صباحا واستمر هو فى النوم بعد ذالك الرنين.
تشاركا العصير والقهوة وتحدثا بود ممزوج بحدة ظاهرة.لكنهما عجزا عن ان يعيدا انس ودفء الاسبوع الماضى.
وكما فى الاسبوع الماضى كان وارن يعود متاخرا،بعد ان يكون قد اكل خارجا،ثم لا يلبث ما ان يصل حتى يغرق فى اوراقه اما المواجهات والثرثرات والتلامس فانقطعت لانهما كليهما تجنبا التواصل او المواجهة وان مصادفة.
بالنسبة لسارة،كانت تعد ايامها المنتهية كمن يعد لانطلاق صاروخ.خمس ليال ستعيشها هكذا قبل ان تعودابنة عمها فيولا...لا بل اربعة ومن ثم ثلاثة.واليوم هو الخميس ولم يبق لها من الاجازة الا يومان.
اوشك عذابها على الانتهاء،لكنها مع ذلك خائفة مما هو ات.وجدت انه يستحيل ان تصدق،ان رجلا،استطاع فى بحر اسبوع واحد،ان يقلب حياتها راسا على عقب.وبخت نفسها بغضب((ايتها الحمقاء الصغيرة!انه لم يسعى وراءك مطلقا لتقعى فى حبه...فهذه اذن غلطتك اللعينة وحدك!)).
نزلت من سيارتها،وسمعت فجاة صوتا مالوفا لديها:
-هل تكلمين نفسك يا سارة...انها اشارة سيئة.لم تدمدمين؟
كان ديرك يسير خلفها،فتمالكت نفسها اثر مفاجاته لها وهى تهز راسها:
-لا ادمدم بشيء خاص بل اعنى العالم بشكل عام.
-هل فقدت الايام فى مكان ما،ام ان اليوم هو الاثنين وانت فى طريقك الى المكتب؟
تطلع الى الامام نحو البناء الذى يحوى مكتبه.فاكدت له بمحاولة للابتسام:
-لم تضع الايام.
فضحك:
-لم تستطيعى الابتعاد عن عملك،هه؟
-شيء من هذا القبيل.
-دعك من المزاح...ماذا تفعلين هنا؟يجب ان تكونى الان تحت اشعة الشمس ما دامت الفرصة متاحة لك.
بدات عيناه اللوزيتان تتفحصانها عن كثب فراى الطريقة التى تتجنب فيها النظر اليه مباشرة.كما راى التوتر الشديد الذى يبدو وراء قناع من الارتياح فقالت:
-جئت الى شقتى هذا الصباح لاخذ البريد،ولاتاكد من ان كل شيء على ما يرام.وبما اننى فى الجوار.وموعد الغذاء قد حل،قررت ان احضر لاتناول الغداء مع جولى.
-اخشى ان يكون حظك عاثرا،لان جولى خرجت باكرا لزيارة طبيب الاسنان.وكنت لاتغدى معك لو لم اكن عائدا لتوى من الغداء.
نظر الى ساعته واكمل:
-ولو لم اكن على موعد مع زبون بعد عشرين دقيقة.
هزت سارة كتفيها ثم استدارت عائدة الى سيارتها:
-لا باس.انا استاهل ان اكل وحدى.كان يجب ان اتصل بجولى من شقتى قبل المجىء الى هنا.
لم ترغب فى اطالة الحديث مع ديرك،فسارعت الى القول:
-اراك يوم الاثنين،ان لم يكن قبل ذلك.
-لاتتاخرى.
لوح لها بيده مودعا ثم مضى...فقادت سيارتها على غير استعجال باتجاه منزل الشاطىء فكان ان استغرقت رحلة العودة وقتا اطول من المطلوب،اثناء مرورها باحد المنتجعات السياحية الفخمة،عنت لها فكرة استسلمت لها بسرعة،وما هى الا دقائق قليلة حتى كانت على طريق الفندق.
قالت لنفسها باصرار (هيا...تقدمى وبذرى مالك متفاخرة.يجب عليك ان تستفيدى من اجازتك الى اقصى حد،بدل ان تحطمى قلبك)).
اوقفت سيارتها فى الموقف،لتفكر ان كان اسرافها سيسمح لها بتناول بعض ((الكوكتيل))قبل الغداء.لكن فكرة جلوسها وحيدة على طاولة مخصصة لاثنين،بعثت الكابة الى نفسها،فتوجهت الى مدخل المطعم.واذ بها تسمع رجلا ينادى بلهجة مزجها الدهشة والاستفسار:
-سارة!...عيناى لم تخدعانى...اهذه انت؟
التفتت الى المنادى فاذا بها ترى رجلا اشقر وسيما يخرج من قاعة الجلوس فى الفندق...خالط دهشتها خيبة الامل لان هذا الرجل ما كان الا شقيق كاثرين،تيد ارثربورى.
-مرحبا سيد ارثربورى.
جاء ردها رسميا باردا فى طياته معان كثيرة رجت ان يفهمها ليختصر الرد على تحيتها.لكنه اعترض بشدة وهو يصحح لها برفق ((تيد))ثم امسك يديها رغما عنها،فاردف:
-انت تبدين فاتنة بهذا الثوب الفيروزى كما كنت تماما فى تلك البيجاما التى لها تقريبا هذا اللون نفسه.
ليس بحاجة لان يذكرها بالظروف التى تقابلا فيها،فهى تتذكرها تماما.تمكنت من افلات احدى يديها لكنه تمسك بالاخرى،ليغطيها بيديه كليتهما...ابتسمت له بادب مصطنع:
-شكرا لك.
لوى راسه الى جانب واحد،مبتسما ابتسامة لم تخف الخبث الكامن فى عينيه:
-ماذا تفعلين هنا؟لاتقولى انك ستقابلين وارن؟
حافظت على هدوئها بحذر لئلا ترمى ردا لئيما فى وجهه:
-لا...لن اقابله...لقد توقفت لاتناول الغداء.
-وحدك؟
-اجل...وحدى.
فاتسعت بسمته:
لن اسمح بذلك ابدا اذ ليس فى الكون اسوا من ان يتناول المرء الطعام وحده هيا بنا لتناول شرابا فى البدء.
-لا شكرا.
حاولت جاهدة ان تنتزع يدها منه:
-اذا كنت قلقة من غضب وارن فانا غير قلق،لانه لا يجوز ان يشغل شخصان طاولتان حين يمكنهما الجلوس الى طاولة واحدة.اذا احببت نتشارك وتدفعين انت ثمن غداءك.
ما هو الشيء الذى سيجعل هذا المغفل الاشقر يفهم انها غير مهتمة به؟ربما لم يقل له احد من قبل ((لا))فتحت فمها لتتكلم...
-لكننى...
قاطع كلامها صدى ضحكة وارن المرتفعة من مكان ما على يسارها،وهى ضحكة عميقة لا يمكن ان تشك فى صاحبها ابدا.استدارت تبحث عنه وسرعان ما وجدته يرتدى بذلة صيفية رمادية،باعثا اليها كالعادةضيقا فى انفاسها خاصة وانه قد بدا يملا مدخل المطعم بجسده.
شخص ما كان يتلقى دون شك تلك الضحكة المليئة بالحيوية والسحر.قاومت سحره.ثم حولت طرفها الى الشخص الواقف بقربه.
اتسعت عيناها عند رؤية الشقراء ذات العينين الخضراوين المتعلقة بذراعه.انها كاثرين ارثربورى.كل شيء فيها كان يدل على انها تمسك بشيء من ممتلكاتها الخاصة،ووارن لم يكن يحاول الانكار.
تمتم تيد:
-الم تعرفى انه سيكون هنا؟
بدات سارة ترتجف بعنف،فامسكت بيدى تيد دون وعى لتدعم نفسها.وهما اليدان ذاتهما اللتان ارادت التخلص منهما.قالت بصوت متحشرج:
-لا...لم اكن اعرف.
-ولم تعرفى ايضا انه سيكون بصحبة شقيقتى؟
تجاهلت تماما رنةالرضى فى صوته،لتصب كل اهتمامها الى الرباط الشديد القوى الذى بدا يلتف حول صدرها.الالم كان شديدا،حتى ظنت انها ستموت.توقعت فى اية لحظة ان ينفجر قفصها الصدرى من قوة الضغط.ومرة اخرى خرج صوتها بحشرجة صارخة:
-لا...
استمرت يداها بالتعلق به فهو الشيء الصلب الوحيد حولها.ومرر احدى يديه،ليلف ذراعه على كتفيها،ويديرها نحو مدخل المطعم.عندها احست بتاثير عينين زرقاوين تحملقان الى ظهرها،تعرف كل المعرفة من صاحبهما.
بسبب الالم الشديد،لم تذكر انها صعدت درجات اوصلتها الى زاوية معتمة من غرفة الجلوس فى المطعم.اما الشيء الوحيد الذى لاحظته،فكان مساعدة تيد لها بالجلوس على مقعد وثير.
وبسرعة،فرقع اصابعه لاستدعاء الساقية،فطلب شيئا،لم تع سارة المرتجفة ما هو لانها كانت اعجز من ان تسمع.جلس على المقعد العريض الى جانبها.امسك يديها المرتجفتين ليغطيهما بيديه فى الوقت الذى توقف شخص قرب الطاولة،ثم احست بتيد يضع حافة كاس على شفتيها.ويقول امرا:
-اشربى هذا.
رفع الكاس الى شفتيها اللتين احتستا بصورة الية شرابا جعلها تسعل ما ان لامس حنجرتها.اذن لقد عاودتها مشاعرها،لكنها لم تكن واثقة من انها ممتنة لهذا.
سالها تيد:
-الم يذكر لك وارن انه يقابل كاثى؟
زاد الالم وضغطه فى صدرها ما تضمنه سؤاله من تلميح الى انها لم تكن المرة الاولى ونظرت اليه مصدومة،ثم اخفضت راسها وهزته نافية.
-لا...لم يذكر شيئا.
سالها بلهجة اكدت شدة عماها:
-الم تتساءلى اين كان يتناول عشاءه كل ليلة!
-لا...فانا....
لم تشا ان توضح له طبيعة علاقتهما،فكان ان وضعت يديها المرتجفتين فوق عينيها ثم اردفت تقول:
-خلته ياكل طعامه فى مطعم.
-لكنه امضى الليالى الثلاث الاخيرة فى منزلنا مع كاثى.
-الان فهمت.
فهمت شدة حماقتها وغبائها لانها علقت املا بشان وارن.فضغطت اصابعه على يدها الاخرى تعاطفا،قبل ان يقف فى وجهههه النور طيف طويل،علمت سارة حتى قبل ان يتكلم انه لوارن الذى جاءها صوته منخفضا مشبعا بالتوتر:
-ماذا تفعلين هنا يا سارة؟
انزلت يدها عن وجهها ثم نظرت بعينين تلمعان الما الى وجهه ذى التعبير الهادىء ظاهرا الغاضب باطنا.لم تعرف من اين واتتها القوة لتتحداه.فليس من حقه ان يطلب تفسيرا عن سبب وجودها هنا.ردت بانفعال:
-ماذا يفعل الناس فى مكان كهذا؟انا اتناول بعض الشراب قبل الغداء.
تطوع تيد للرد،فلم تحاول سارة تكذيبه:
-اجل...لقد اشفقت على سارة لاننى وحدى ووافقت على الانضمام لى.
توترت عضلات فكه بشكل ظاهر.وهو ينظر اليها باتهام ظاهر فى هذه الاثناء ظهرت كاثرين الى جانبه،تنظر الى سارة بحدة قبل ان تبتسم لوارن بشكل ايجابى:
-حبيبى لقد حجزوا لنا طاولة.
نظر اليها وارن مذهولا قبل ان يرتد بصره الى سارة،سائلا:
-اتحبين الانضمام الينا؟
-لا...
اجابت ثم اخفضت عينيها المليئتين بالالم الى كوب الشراب امامها.
هز تيد كتفيه،وقال ببرود وجفاء:
-السيدة قالت لك ((لا))يا وارن.ولست ارى سببا يدفعك الى تغيير رايها.
كررت كاثرين:
-حبيبى...طاولتنا.
راقبت سارة من طرف عينيها انصراف وارن الذى بدا الغضب واضحا من خلال خطواته المتسارعة،عندئذ تلاشى الكثير من الغضب من نفس سارة،ليحل مكانه ارتياحا مزجه الالم.
سالها تيد بعد ابتعادهما:
-انت تحبينه؟
لم تستطع نفى حبها له.كانت شاحبة مضطربة وهى تهز راسها باعتراف صامت.
-يا فتاتى المسكينة...احسبت ان لك فرصة امام كاثى...فلو سالتنى لقلت لك ان من المحتم ان ينتهى وارن بين يديها.
مسحت دموعها المتحجرة فى عينيها وهى ترى ان تيد يبدو مسرورا مما يجرى لا مشفقا.
-حقا؟
شهقت عاليا لتستعيد من سيطرتها.عندما كان يردف:
-يؤازر مخطط كاثرين اشياء عدة منها رغبتها فى الحصول على وارن الذى ينتمى الى صنف الرجال الذى يعجبها.كانت لتمتلكه منذ سنتين لو لم تلق عليه الاوامر وتتصرف بطفولية عندما لا يجيبها على ما تريد.ومنذ ذلك الوقت كان ينفصلان ثم يعودان.وانت قد التقيتهما فى مرحلة انفصال.
-اجل...ربما.
-انا بصراحة اؤيد هذا الزواج لان وجود صهر كوارن يبعد عنى ابى،فانا لا احب العمل،ولا اريد ان يكون لى شان باعمال العائلة.
مرر ذراعه خلف كتفيها،هذه الحركة مبدئيا:
-انا لا احب حياة الاعمال،بينما وارن رجل اعمال.فى الواقع انا افضل تسلية الجميلات مثلك يا سارة.
اجفلتها كلماته لذا قالت بصرامة وهى تبعد ذراعه عنها:
-اذا كنت انت التعويض الذى سيصلنى لقاء خسارة وارن يا سيد ارثربورى،فانا لست مهتمة بك.هل تسمح لى بالخروج من هذا المقعد!
بدت عليه ملامح من لا يصدق انها ترفضه.
-والى اين ستذهبين؟
-انا ذاهبة،فليس لى مصلحة فى البقاء.
-انت لا تعنين هذا حقا.
-بلى اعنيه،واذا لم ترغب فى اثارة فضيحة،فابتعد عنى.
ابتسم ابتسامة بشعة:
-ستندمين على هذا يوما ما...فعندما تقول لى فتاة ((لا))تكون هذه اخر مرة اسالها فيها.
-لا...سيد ارثربورى...لا....لا.ولااريد ان اراك مطلقا.
وابيض وجهه من الغضب،وانزلق عن المقعد ليقف:
-ما انت الا سكرتيرة حمقاء وصغيرة،لا ادرى سبب اهتمامى بك.
مرت كلماته بها مرور الكرام،دون ان تترك اثرا.
عندما خرجت اذابت الشمس الدموع التى كانت متحجرة فانهارت على خديها.
فى السيارة تولت الغريزة القيادة لتوصلها بامان الى منزل الشاطىء.كانت قد اجتازت اخر ميلين وسط بحر من دموع اغشى بصرها حتى كادت لا تشاهد علامات الطريق...
عندما وصلت توقفت امام المنزل،وجرجرت نفسها الى الداخل ثم ارتقت السلم،لتغرق فى اقرب مقعد لها،دامعة العين اسى وشفقة على النفس.
فى الخرج،هدر محرك سيارة غاضب.واصدرت المكابح صوتا مزعجا تبعه صفق باب تعالى صداه فى ارجاء المنزل.الحاسة السادسة انباتها بانه وارن فسارعت الى مسح الدموع عن وجهها ونفخ انفها بينما هو يتابع المسير صافقا الابواب التى يجتازها مرتقيا السلم درجتين درجتين.
عندما دخل بدا غضبه وكانه فك من عقاله،يتطاير بحرية على كل خط من ملامح وجهه،لكنها هى كانت ابعد من ان يرهبها غضبه،فلقد جرحها عميقا بما فيه الكفاية لذلك واجهت عاصفته الزرقاء دون ان يرجف لها جفن.
-ما زال الوقت باكرا على العودة!
-انت تعرفين جيدا لماذا عدت!
كان صوته رعدا يكاد يهز الغرفة،وهو واقف مضموم اليدين مشدود الاعصاب حتى بدت عضلاته وكانها تقفز فوق كتفيه:
-اريد ان اعرف ماذا كنت تفعلين مع ارثربورى فى الفندق.
رفعت ذقنها بكبرياء،مع ان الالم كان يعتصر حنجرتها:
-لاشان لك فيما افعل.
لو كان فى نفسها اى تردد لقول هذا،فقد تلاشى عندما شاهدته مع كاثرين.وقفت لتبتعد عنه،لكن اصابعه اطبقت كالحديد على ذراعها لترجعها الى الوراء وهو يقول بوحشية :
-عندما اطرح سؤالا...اريد الاجابة عنه.ماذا كنت تفعلين فى الفندق؟
-انت تؤلم ذراعى.
كانت قوة اصابعه تقطع الدورة الدموية فى ذراعها التى بدا الورم يظهر عليها.
قال محذرا دون ان يخفف قبضة يده:
-ستتالمين اكثر ان لم تعطينى ردا صريحا.
تهربت من الجواب:
-انا بالتاكيد لم اذهب لاننى ظننتك هناك.
-لكنك كنت على موعد مع تيد فى ذاك المكان.اليس كذلك؟
-اجل...التقيته هناك...اهذا ما اردت سماعه؟
كان صياحها صياح التحدى.فترك يدها بسرعة وكانها اصبحت فجاة مدنسة.بينما النار فى عينيه اللتين نظرتا اليها الان بازدراء ما زالت تستعر حتى تكاد تحرقها وتقطعها قطعا قطعا.
-كنت اعلم انه لن يمر وقت طويل قبل ان يجعل منك تيد العوبته،لكننى خلتك اذكى من ان تقعى فى الفخ،لكن على ما يبدو ان ماله وجماله كانا اقوى من قدرة احتمالك؟كم مرة التقيتما قبل اليوم؟
كانت سارة تدلك بلطف ذراعها حيث كان يمسكها وهى على يقين من ان اثار اصابعه التى تحفر لحمها حفرا ستظهر غدا صباحا.
-هذا ليس من شانك.انا لم اسالك قط كم مرة التقيت بكاثرين.
-ليس لكاثرين علاقة بهذا،اتركيها خارج الموضوع.
-بكل سرور!
خرجت من غرفة الجلوس الى الشرفة.فالتفت اصابعها على قضيب السياج...تحفر باظافرها الطلاء عنه،فى وقت اجتاحت موجات الالم كل كيانها المرتجف المرتعد.
كان غضبها موجها الى نفسها اولا لانها سمحت له فى تمزيق عواطفها وكان غضبها هذا درعا واقيا ضده عندما لحق بها الى الشرفة وهو يامر.
-سارة اريدك ان تبقى بعيدة عن تيد ارثربورى.
بدا غضبه مكبوحا بلجام قوى،لكنه متحفز للانطلاق عند اول اشارة.فردت بصوت منخفض مرتجف،كان قويا جدا فى محاولة لاثبات استقلاليتها:
-سافعل ما اشاء،بالنسبة لتيد او اى شخص اخر.
تقطعت حبال غضبه الهشة،فامسك كتفيها بخشونة وراح يهزها وكانها لعبة من القماش،لكن لالالم الذى ساد جسدها جعلها بالفعل دمية.
-هل على ان اهزك لتعودى الى رشدك؟
صدرت عنها ضحكة انفعال هش،واحساساتها المرتجة فى اسوا حال:
-اظنك نجحت.
-اذن اصغى لما اقوله وابتعدى عنه.
بجهد فائق اندفعت سارة لتتخلص من قبضته وصاحت بغضب وحشى،وصوتها يردد صدى الالم الذى ينبض فى داخلها:
-لست مضطرة للاستماع اليك!كما انه لا يحق لك فى ان تامرنى بما افعل او لا افعل وبما اننى لا احدد لك من تصادق فانا ارفض ان تامرنى.
تحولت نظراته للحظة الى ابعد منها،وقال بصوت منخفض حار:
-لست مضطرة للصراخ يا سارة.
نظرت بسرعة الى الوراء من فوق كتفيها كردة فعل تلقائية على نظراته فاكتشفت ما جذب اهتمامه انها المراة التى تعتمر قبعة تقيها اشعة الشمس الواقفة عند الشاطىء قرب خط المد تجمع الاصداف والتى كانت تحدق باتجاه المنزل والسبب على الارجح ان الهواء نقل اليها صدى صوتيهما الغاضبين.
اخفضت سارة صوتها:
-ساصرخ اذا اردت الصراخ،واذا لم يعجبك بامكانك الذهاب من هنا!
-لقد ناقشنا هذا من قبل.
-اجل...لقد فعلنا...وسيسرك كثيرا ان تعلم انك ربحت الجدال...لاننى راحلة!
قطب وارن حاجبيه وضاقت عيناه دهشة،لكنها لم تنتظر رده بل اجتازته نحو المنزل دون ان تخفف من سرعتها حتى وصلت غرفة نومها.لقد اتخذت الان قرارا هو طريقها الى الخلاص.
كبحت دموعها وهى تخرج حقائبها من الخزانة لتضعها فوق السرير ثم شرعت تجمع ثيابها،وتضعها وتكومها داخل الحقائب،دون ترتيب او تفكير او نظام.
ترددت جزء من الثانية عندما ظهر وارن امامها،ثم عادت الى عملها بعجلة.كانت عضلة تتحرك باستمرار فى فكه اما فمه فكان مشدودا فى خط مستقيم متجهم.لكن الندم كان يظهر على الفولاذ الازرق فى عينيه...
قال متوترا:
-سارة ...انا...
قاطعته بخشونة،وهى تعى تماما جسده الطويل القوى الذى سد الباب:
-لم يبقى شيء ليقال.بقى لى ثلاثة ايام كاملة من اجازتى لن ادعك تدمرها لى .
انفجر بنفاذ صبر:
-اللعنة يا سارة...انا لا احاول تدمير اى شيءلك...انا
-من دون شك قمت بعمل رائع بالنسبة لشخص لا يحاول تدميرى.
رمت كومة ثياب الى الحقائب بقوة وعصبية حتى اخشوشن صوتها.
دمدم وارن:
-انت لا تفهمين.
قاطعته بتحد:
-الم يحن وقت عودتك الى المكتب بعد فرصة الغداء.
امسكت مجموعة من مستحضرات التجميل فوضعتها فى الحقيبة المخصصة لها.
-اجل...لقد حان الوقت،ولكن قبل هذا...
استدارت نحوه وهى تظهر برودة اعصاب:
-انا راحلة!والمنزل سيكون لك!اليس هذا ما تريده؟
قست تعابير وجهه بعد تردد:
-اجل...هذا ما اريده!
بعد لحظة كان الباب فارغا،والخطوات الغاضبة تسرع الى الاسفل.تابعت سارة توضيب الحقائب بسبب حاجتها الشديدة الى الحركة،لكنها اجفلت عندما سمعت الباب الخارجى يصفق.
بعد ساعتين،كانت تحمل اخر حقائبها الى داخل شقتها وتضعها على الارض.تهاوت على احد المقاعد لتدفن وجهها بين يديها.
لم تبك.اذ يبدو انه لم يبق فى عينيها دموع...بل كل ما تملكه الان فراغا كئيبا مؤلما ازال جزءا كبيرا من حيويتها التى لن تعود ابدا الى ما كانت عليه.
رن جرس الهاتف،فنظرت اليه ببلاهة وقد بدا لها انه مر عليها دهر منذ ان سمعت صوتا.مضت لحظات شرود قبل ان تقف لترد:
-الو؟
-سارة؟
انه وارن!احست بان صوته يلذع قلبها كالسوط او كحد الخنجر...ودون تردد،صفقت السماعة.
بعد دقيقة،عاد الرنين ثانية.ومع انها قررت عدم الرد الا ان يدها التقطت السماعة رغما عنها لترفعها دون وعى الى اذنها.
-سارة... لا تقفلى الخط ارجوك .انا فى مكتبى ،لذا ليس لدى وقت للجدال .سنجتمع الليلة كى نبحث الامر كله...ساكون جاهزا حوالى الثامنة والنصف...
اى بعد ان يتعشى مع كاثرين...فصاحت به غاضبة تقاطعه:
-اتركنى وشانى!اخرج من حياتى وابق بعيدا عنها!لا اريد رؤيتك او سماع صوتك ثانية...ابدا!
صفقت السماعة ثانية،لتقطع الاتصال ولانها تعرف عناده التقطت السماعة وطلبت رقما:
-جينى انا سارة،هل يمكن ان اكلم جولى؟
جاءها الرد:
-طبعا...كيف كانت اجازتك؟
-عظيمة...الو...جولى؟
-اهلا سارة...لقد قال لى ديرك انك اتيت ظهر اليوم لتناول الغداء معى،لو كنت اعلم...لكان لى العذر الكافى لالغى موعدى مع طبيب الاسنان.
-كان يجب ان اتصل بك صباحا.لكننى لم افكر بهذا.
-كيف حالك مع الشمس والرمال والبحر؟
-هذا ما اكلمك بشانه.انا لست الان فى منزل الشاطىء.لقد رحلت عنه.
-ياالله!ماذا حدث؟
-انها قصة طويلة...كنت اتساءل ما اذا كان بامكانى النوم فى منزلك بضعة ليال.
ردت بحيرة:
-بالطبع.لكننى ظننتك ستذهبين الى كاونترى لزيارة اهلك فى هذا الاسبوع بعد عودة فيولا.
-كنت...لكنى غيرت رايى.
فكرة شرح ما حدث لابويها امر شديد الوطاة على نفسها،وهى تعلم انها لن تستطيع اخفاء الامر عنهما،فهما عزيزان كثيرا على قلبها.اما البقاء فى شقتها فمستحيل لان وارن قد يتابع الاتصال بها بل قد ياتيها زائرا:
-ماذا حدث يا سارة؟
-ساخبرك الليلة،متى ستخرجين من العمل؟
-لن اجد صعوبة فى الخروج عند الخامسة،لكننى ساذهب الى المصرف ثم لشراء بعض الاغراض،لماذا لا تاتين الى المكتب لتاخذى المفتاح؟
-شكرا لك...
فضحكت صديقتها...
-اوه ...لدى دوافعى ...فلو بقيت حتى الليل لاعرف ما حدث ساجن من الفضول.وعندما تاتين الى هنا...يمكنك على الاقل اعطائى بعض الخطوط الرئيسية. |
| |