عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-09, 02:12 AM   #25

gasmin
 
الصورة الرمزية gasmin

? العضوٌ??? » 33735
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,013
?  نُقآطِيْ » gasmin is on a distinguished road
افتراضي

10_لا ندم بعد اليوم
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
تقدم ديرك من طاولة سارة لياخذ فنجان قهوتها الفارغ.
-تبدين بحاجة الى فناجان اخر،هل اصبه لك؟
فتنهدت قبل ان تعود للانحناء فوق التها الطابعة لتمحو غلطة طباعية.
-اجل...ارجوك.
ملا ديرك فنجانها ثم وضعه على طاولتها.
-انت مجهدةمع ان الساعة لم تتجاوز العاشرة.ايكون ذلك لانه يومك الاول فى العمل بعد الاجازة؟
-ربما...
ازالت الاوراق عن الالة الطابعة واعطته اياها:
-هاك الرسائل التى طبعتها هذا الصباح.
-عظيم!
ارتشف ما بقى فى فنجانه ثم جمع كومة الاوراق لياخذها الى مكتبه،لكنه قبل ان يصل الى الباب المشترك بين غرفتيهما توقف ليقول لها:
-انت لا تدرين مدة سعادتى بعودتك يا سارة.
-شكرا لك.
كان فى ابتسامتها قلق وتوتر.
اقفل اباب وراءه،فاحنت كتفيها واستندت الى الطاولة واغمضت عينيها وكأن بقاءهما مرتفعين ثقيل عليها.ثم راحت باصابعها تفرك الالم ما بين حاجبيها،لكنها اجفلت عندما احست بدموع تطل من جديد من عينيها.
انفتح الباب الموصل الى باحة المكتب الرئيسية.فانتفضت لتستوى فى جلستها مبتسمة ابتسامة كاذبة ماتت حين شاهدت وارن يدخل المكتب.
بدا لها منهكا ومرهقا،ولكن فكه كان مشدودا وفى عينيه تصميم.لما استعادت جاشها من الصدمة المبدئية مدت يدها الى الهاتف لتتصل بمكتب ديرك:
-جاء وارن كينكايد لمقابلتك يا ديرك.
-ماذا؟
دلت لهجته على انه لم يكن يتوقعه،فاخذت نبضاتها تتسارع حذرة.
-سا...
مد وارن يده فوق المكتب ليضغط على ازرار الهاتف قاطعا الاتصال:
-ما جئت لارى ارميتاج بل اريد ان اراك انت يا سارة.
اعادت السماعة ببطء الى مكانها ثم راحت تلملم الاوراق والملفات من السلة.ووقفت بسرعة للسير نحو خزانة الملفات لتضع مسافة بينهما.
-هل عاد فريدة وفيولا من سفرهما؟
اصبح وارن خلفها مباشرة،فخفق قلبها صارخا طالبا الرحمة.رد عليها:
-فى الواقع لقد عادا.لكن لا علاقة لهما بوجودى هنا،وانت تعرفين ذلك.
انفتح الباب المشترك،الذى اطل منه ديرك عابسا،مرتبكا من رؤية وارن:
-اسف اهذا الارباك يا وارن،لكن على ما يبدو ان بديلة سارة نسيت ان تترك لى ملاحظة عن قدومك هذا الصباح.ماذا تريد منى؟
نظر وارن بنفاذ صبر اليه لمقاطعته.وردد ما قاله لسارة من قبل:
-انا لست هنا لاراك...اريد التحدث ببعض الكلمات مع سارة ان كنت لا تمانع.
كانت الجملة الاخيرة اشارة مهذبة.وسارة تعلم ان وارن سيبقى ااعطاه ديرك الاذن ام لا.فقالت له متصلبة:
-ليس لدينا ما نتحدث عنه.
تجاوزته بنزق لتعود الى طاولتها.فقال وارن:
-فى هذا انت مخطئة...لدينا الكثير الكثير لنتباحثه.
فتمتم ديرك وهو يتراجع الى خلف باب مكتبه:
-يبدو هذا امر خاص.
استدارت سارة لتناديه،فوجدت نفسها وجهالوجه امام وارن،فاضطربت مشاعرها لقربه منها.وارتجفت كرد فعل على وجوده القوى.قالت بخشونة:
-لماذا لا ترحل عنى وتتركنى وشانى...؟الا ترى اننى اعمل؟
-انت اخترت المكان والزمان لا انا.انت تعرفين جيدا اننى اريد التحدث اليك.ولقد حاولت طوال ايام ان اجدك.ولكنك كنت مختبئة فى مكان ما.
-لم اكن مختبئة!
رمت الاوراق الى السلة امامها.فارتفع حاجباه بسخرية:
-اوه؟وماذا تسمين ذلك اذن؟
-كنت اتمتع بما تبقى لى من اجازة.
عادت للوقوف والابتعاد عنه ثانية.وامسكت يده لحم ساعدها الناعم ليوقفها.وقال متنفسا بغضب:
-هلا وقفت جامدة؟
احرقتها لمسته التى بدت وكانها حديدة كى،وكانت ردة فعلها عنيفة بقدر الالم الذى احست به.وحاولت نزع ذراعها منه،لكنه زاد ضغطه عليها.
فقالت بصوت هامس كالفحيح:
-اتركنى!
امسكت اول شيء وصلت اليه يدها،لتستخدمه سلاحا فاذا هذا الشيء سلة الاوراق،ورفعتها لتضربه بها،لكنه امسكها قبل ان تلوح بها حتى.
-هذا ما انتظره منك دائما.لكنك فى المرة الماضية كنت تحاولين تحطيم راسى بقضيب النار!
-اكرهك...وارن كينكايد!انا اكرهك...انت اكثر الرجال فظاظة وعجرفة...
-قلت شيئا شبيها من قبل.
اخذ منها ما بيدها ووضعه على الطاولة:
-والان...ايمكننا التحادث كناضجين؟
ارجعت راسهاعندما اقترب منها واجابت بتوتر:
-اجل...
-اجلسى اذن.
يمكن القول انه دفعها تقريبا الى الكرسى ثم جر اخر له وجلس فى مواجهتها.
فقالت بعناد واصرار،وقد استعادت نبضاتها بعض الهدوء:
-ما زلت لا ارى سببا للكلام.
-اولا لم لم تقولى انك التقيت بتيد ارثربورى صدفة؟
-لم تكن فى مزاج يسمح لك بالاستماع الى،كما لم ار ضرورة للشرح لك.
بعد الرد الدفاعى،ترددت قليلا ثم سالته:
-وكيف عرفت؟
-عرفت من تيد بعد قليل من الضغط.وهذا من حسن حظه،فقد كان قلقا من ان اشوه له وجهه الوسيم،لذا لم يلزمنى سوى تهديد واحد او تهديدين لا اذكر،لاستخلص الحقيقة منه.
-لكن هذا لم يكن من شانك.
لم ترغب فى قراءة اى دليل على اهتمامه الخاص بشؤونها...سالها بهدوء:
-اليس من شانى؟
رن جرس الهاتف الداخلى،فتنفست الصعداء وتمسكت بهذه الفرصة،ورفعت السماعة،ولكن وارن مد يده لياخذها منها قائلا بلهجة امرة:
-اوقفى المخابرات واياك ان تمررى اية مخابرة الى هنا.
اقفل الخط.فصاحت سارة محتجة:
-لايمكنك فعل هذا.
رد ضاحكا:
-هذا عجيب...لكننى فعلته الان.
-انت تعرف ما اعنى.
-هل تعرفين انت ما اعنيه؟
وقع سحر كلامه على اذنيها كان اكثر مما تستطيع الاحتمال.فهبت عن الكرسى باضطراب،ويداها مضمومتان بقوة امامها.ثم قالت:
-لافائدة من كل هذا الحديث.
كان بلمح البصر خلفها حيث وضع يديه على كتفيها ليديرها اليه،دون ان تجد قوة لمقاومته...
-النقطة الرئيسية وراء كل هذا الحديث هو اننى اشتقت اليك.لقد مررت ببؤس شديد منذ تركتنى.فلم تعودى هناك فى الصباح لتوقظينى عندما يرن المنبه ولا قهوة ولا عصير برتقال.لم يكن يهمنى من قبل العودة الى منزل فارغ...لكننى اهتم الان بان تكونى موجودة لاستقبالى.اما فى الامسيات
فما عدت استطيع انهاء اى عمل دون ان تكونى جالسة بهدوء على مقعد قريب.
-تجعلنى ابدو وكاننى غدوت عادة لديك.
-لكنها عادة تبعث الى قلبى السعادة ولا اريد التخلى عنها.
مد يده الى خدها،ثم الى شعرها البنى الحريرى،فعادت الدموع الى عينيها:
-ماذا تقترح الان يا وارن؟ان نعود الى العيش معا بالقوانين السابقة نفسها.
-بطريقة ما،نعم.اريد الزواج منك يا سارة.اريدك ان تصبحى زوجتى...!
خرجت الكلمة الصغيرة مع زفرة دهشة وقد بدات تذوب قليلا:
-هل انت جاد؟وماذا عن كاثرين؟
مرت فوق جبينه تقطيبة قوية:
-كاثرين؟وما شانها بهذا؟
-لست ادرى...لكننى اعرف انك كنت تتعشى معها طوال الاسبوع الماضى...اليس كذلك؟
-فى منزل والديها ...اجل كانت تجلس الى الطاولة معنا.لكننى كنت اقابل والدها...من اخبرك عن الامر؟تيد اليس كذلك؟
-اجل.
تنهدت عندما اشتدت قبضة ذراعيه حولها.
-كان يجب ان اعرف انه سيسبب لى المشاكل بطريقة ما.دايفيد ارثربورى،والدها شريكى فى العمل وهذا هو السبب الوحيد لوجودى هناك.
وامتدت يدها قرب ياقة قميصه.وقالت هامسة:
-لم اكن اعرف هذا.لقد ظننت...فى الفندق...لقد بدوت سعيدا معها.لا كالمرة الماضية عندما كنت...
-فظا معها...هل هى الكلمة التى تبحثين عنها.ذلك اليوم فى بيت الشاطىء رحلت كاثرين دون ان ادعوها.ولم اجد سببا لاكون مهذبا مع المراة التى لا ارحب بها فى منزلى.وان اعتقدت اننى كنت مسرورا وقتذاك فاعلمى اننى كنت امثل دور الشاب اللطيف المهذب مع ابنة شريك اعمالى.
-لكن كاثرين جميلة.
-الجمال يا حبيبتى فى عينيك الناظرتين اليها.
ارجع راسها قليلا لينظر اليها.
-متى ستتوقفين عن الكلام لاستطيع تقبيلك؟
-ساتوقف على الفور.
لفت ذراعيها حول رقبته،ورفعت نفسها على اطراف اصابعها وقد حل الفرح فى حياتها لينير لها العالم.لكنه قال بصوت اجش:
-لكنك لم تذكرى بعد موافقتك على الزواج؟
-الم افعل بعد؟
ارجعت راسها الى الوراء لتمرر اصبعها على فكه:
-سافعل.
-هل لديك اى مانع فى زواج الخطيفة السريع.
هزت راسها بقوة.
-ابدا...لماذا تركتنى ارحل الخميس الماضى...لقد بدوت سعيدا بالتخلص منى.
امسك بيديها يقبل طرف كل اصبع منهما:
-هذا صحيح...لقد كان العذاب يتاكلنى وانا مستلق فى السرير ليلا بينما انت فى الغرفة المجاورة.لو بقيت فى المنزل اكثر لرميت باتفاقنا السخيف عرض الحائط.عندما قررت الرحيل،لم اتوقع ان تختفى تماما.ولكن انقلب الامر الى الاسوأ عندما لم اعد اعرف اين انت او مع من.
فاجابته سارة.
-لقد سكنت مع صديقة.
-بينما كنت افقد عقلى بالتدريج.
فهمست:
-اسفة.
-يجب ان تكونى اسفة.
انفتح الباب الداخلى الذى تقدم منه ديرك الى الغرفة ليقف جامدا امام منظر عناقهما،فقال معتذرا:
-اسف،بدا المكتب هادئا فظننتكما خرجتما.
حاول التراجع لكن وارن قال:
-لا لزوم لهابك يا ديرك لاننى وسارة خارجان.
-ماذا؟
عبس ديرك،فنظرت سارة بارتباك الى وارن الى اردف:
-سارسل لك من يحل مكانها بعد نصف ساعة.فامامها الكثير مما تقوم به فى اليومين القادمين،وبعد ان نتزوج،اذا ارادت ان تكون سكرتيرة لاحد فانا الاجدر بها!
حاولت الاعتراض،مع انها لم تعرف على ماذا فهى موافقة على خطته:
-ولكن...
فقاطعها:
-وفى هذه الاثناء هناك شيء اريد ان اريك اياه.
فقالت بفضول:
-ماذا؟
-احضرى حقيبتك وتعالى معى.
صاح ديرك وهما يسرعان من المكتب:
-مبروك.
سالته وهو يساعدها على ركوب السيارة.
-ماذا سترينى؟
-سترين بعد قليل.
-اعطنى ولو تلميحا على الاقل.
ولكن كل ما تلقته من رد كان ابتسامة خبيثة وهو يخرج السيارة من الموقف نحو الشارع.بعد بضع دقائق ادركت انهما متجهان الى منزل الشاطىء فى هايستغز،ولم تمض ساعة حتى تاكد لها انهما ذاهبان الى منزل ابنة عمها فيولا...فقطبت لتقول:
-لماذا جئت بى الى منزل الشاطىء؟
مد يده ليمسك يدها بحرارة((اصبرى))ثم اوقف السيارة خارج الباب واستدار اليها مبتسما.
-اتحب السيدة كينكايد المقبلة ان تشاهد منزلها الجديد؟
-ماذا؟
-عندما عاد فريد وفيولا من رحلتهما،اخبرنى فريدى عن عزمه على الانتقال الى اسكتلندا حيث سيسكن مع اهله،وقد اضاف ان انتقاله سيكون ما ان تتم الترتيبات هنا.
مديده الى جيبه ليعطيها المفتاح.
-اشتريت منه المنزل.فبعد كل ليالى الاحباط التى قضيتها معك هنا،قررت ان المكان مناسب ليكون منزلا لنا لنمضى فيه،ما اطال الله عمرنا،ليالى مرضية معا.
-اشتريته؟
-الم تحبى المكان؟
-لقد احببته،ولكنى لا اصدق انه اصبح ملكى...ملكنا.
-صدقى يا حبيبتى.
تصاعد من حنجرتها وهى ترتمى بذراعيها حول عنقه،صوت هو بين الصرخة والضحك.راحت السعادة والحب يفوران منها كما تفور مياه النبع فالكلمات عجزت عن التعبير،اما الفعل فكان افضل منها وامتع...
خرج وارن من مياه البحر،وكانه تمثال برونزى اغريقى لاحد الالهة القدامى،واخذالحب يقفز قفزا فوق كل ذرة من بشرة سارة وهى تراه مبتسما ابتسامة بيضاء تضىء لها من بعيد دروب سعادتها.
ما ان وصل اليها حتى ركع امامها على الرمال،والماء المالح يقطر منه.بقى دقيقة كاملة يتاملها ممددة فوق الرمال فى ثوب السباحة الازرق اللماع فتوترت على الفور.اطراف اصابعها كلها ارتجفت من حلاوة نظرته.
مد يده الى يدها ليجذبها الى الجلوس،وعندئذ طبع قبلة عفوية على خدها.ثم تمتم:
-هل انت سعيدة!
-كاننى فى جنة عدن.
-حتى ان كنت مضطرا لتشغيل المنبه كى استيقظ باكرا الى عملى؟
-وهل تخشى ان توقظ سكرتيرتك الجديدة؟
-لست ادرى،لكننى تمتعت بايقاظ زوجتى الجديدة هذين اليومين.
-صحيح؟
نظر اليها بعينيه الزرقاوين،ونار قد انبعثت فيهما،ثم استقام واقفا ليجرها معه...كان عناقه لها تحت اشعة الشمس يعد بالمزيد مما هو ات فى مكان اكثر خلوة من الشاطىء.
وعندما استدارا نحو المنزل،وذراعه تلتف حول خصرها كى يجذبها اكثر اليه.كانت امراة تسير فوق رمال الشاطىء عن يمينهما.وقبعة قديمة الطراز فوق راسها.سرعان ما عرفاها فتوقفا.
-مساء الخير سيدة كولبير.
رفعت المراة راسها وقد بدت عليها الدهشة:
-مساء الخير...ارى انكما تصالحتما بعد ذلك الشجار القصير.
رغم وجود لهجة ودودة فى صوتها الا ان شيئا من عدم الموافقة كان فى ابتسامتها...فقال وارن:
-اجل...ولقد عملت بنصيحتك كذلك.
رفع يد سارة اليسرى ليظهر الخاتم الذهبى الملتف حول اصبعها.
-لقد جعلت منها امراة محترمة.
انقلبت ابتسامة المراة فورا الى ضحكة مشرقة:
-يا لسعادتى بكما...انا على يقين من انكما لن تندما وفى قلبيكما هذا الحب كله لبعضكما بعضا.
فأجابها وارن موافقا:
-لا...لن نندم ابدا.
ثم اخفض راسه لينظر الى وجه سارة المرتفع اليه.

********
تمت بحمدلله


gasmin غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس