عرض مشاركة واحدة
قديم 25-08-13, 07:23 AM   #49

هند صابر

نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية هند صابر

? العضوٌ??? » 301727
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 9,806
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » هند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond repute
Rewitysmile10 مشاعر شتوية...... الفصل الثالث

مشاعر شتوية

الفصل الثالث


صعدت معها لويزا و فتحت لها باب الغرفة...... كانت غرفة لطيفة جدا مؤثثة بأثاث قليل برونزي اللون و مفروشة بالسجاد البيج و فيها سرير يكفي لشخص واحد مغطى بالأغطية السميكة و هناك مدفأة نفطية وأخرى كهربائية و خزانة صغيرة للملابس و مرآة مستديرة مع منضدتها الذهبية و كرسيها يبدو طقما كاملا............. كأن هذه الغرفة شغلت اكثر من مرة من قبل سابقاتها..... هناك مجلات حديثة و ادوات زينة و عطور و كأنها تعود لنساء قبلها..... ابتسمت و هي تمرر يدها على الستارة البرونز.... كل الغرفة باللون الذهبي حتى الجدران بيضاء منقوشة بألوان مذهبة اعجبها ذلك جدا و تنفست بارتياح عندما رأت حمام داخلي صغير و ايضا ذهبيا دخلت و احاطت جسدها و هي تتطلع فيه بإعجاب....... هذه الغرفة فيها كل و سائل الراحة و كأنها مخصصة لإرضاء من تعمل هنا.... هناك حوض استحمام و مغسلة صغيرة و مرآة تحيطها المصابيح الدقيقة و مرحاض و ادوات كثيرة..... بقيت تفتح بالعلب و تتعرف على مساحيق الغسيل و انواع شامبو الشعر و انواع الصابون و ضحكت ان ذلك مسليا و مدهشا و كأنها غرفة فندق راقية جدا.... ثم سرعان ما تلاشت ابتسامتها عندما تذكرت ربيكا و حالتها و............ تشارلس..... ثم قطبت جبهتا.... ان ذلك الرجل محق كلامه كان صحيحا لماذا عليها ان تستاء.... و كذلك شعرت اتجاهه بالتفهم............ صعب على رجلا مثله ان يكون له اخت مجنونة ترى كيف يخطط لمستقبله و حياته و هو ملزم بالبقاء مرتبطا بشقيقته و مرضها الخطير!....... يبدو انه مثقل بالهموم.
رتبت ملابسها بالخزانة و تذكرت غرفتها هناك في بيت خالتها..... اه انها الان حرة بدون غاري و بدون مضايقتهم لها كل يوم............ ازاحت جزء من الستارة و نظرت الى الاجواء المخيفة بالخارج..... امطار على الجبال و اصوات رعد مستمر من خلال ومضات البرق ترى الحديقة الكئيبة و تطلعت الى سيارة واقفة يبدو انها لتشارلس................. ابعدت الاغطية و تدفأت بالسرير قليلا و هي مرتدية بيجامة قطنية خفيفة زهرية اللون ثم اغمضت عينيها الغامقتي الخضرة و مررت يدها على عنقها و تذكرت القلادة ثم تذكرت ريبكا و تصرفاتها و اعتدلت....... ان الهدوء يعم في اركان المكان لابد ان ربيكا نامت هذه فرصتها لتذهب و تبحث عن اجزاء قلادتها الغالية على قلبها........ خرجت من غرفتها و ارتعشت في الساحة القاصمة البرودة و عادت بسرعة و ارتدت روبها الزهري الغامق.................... فتحت باب غرفة ريبكا ببطء و همس و هزت رأسها اسفا لأن المسكينة كانت نائمة على الارض دون غطاء و الجو باردا رغم المدفأة الكهربائية.... اقتربت وجلست على الارض قربها و تطلعت الى شعرها الاشعث و لباسها و يديها ثم بحثت عن كرات القلادة بصمت مطبق و وجدت بعضها و استاءت على الاجزاء المفقودة ثم تطلعت بيد ربيكا التي تمسك الكرات و ابتسمت لابد ان ربيكا امضت الوقت تبحث عن الكرات حتى و جدت الكثير........ اقتربت جدا و حاولت ان تمسك يدها إلا انها اعدلت خشية ان تستيقظ و تصرخ..... بقيت جالسة قربها و حزينة كيف تتركها تنام هكذا عليها ان تفعل شيئا لكن خافت منها كثيرا و نهضت مبتعدة و اتجهت نحو الباب إلا انها عادت اليها و اتت بالوسادة و الغطاء...... وضعت عليها الغطاء برفق شديد ثم حملت رأسها برقة و ادخلت الوسادة و صرخت بفزع عندما اطبقت على يدها و نظرت اليها بعيون شديدة الاتساع...... قالت ساندرا بهمس: "لا بأس نامي الان...... نامي يا عزيزتي" و تألمت من يدها القوية و ارتعد جسدها خوفا من ان تضربها من حيث لا تعلم............
ربيكا و هي ترفع كفها بوجهها: "الكرات"..... اومأت مبتسمة و قالت: "حقا؟...... شكرا لك......... اعطني اياها الان"..... رمتها بعيدا و ضحكت بصوت مرتفع و تأملت ساندرا الكرات المتناثرة امامها بخيبة امل و ضحكت معها قائلة: "لعبة جميلة هذه يا ربيكا..... الان نامي...... هيا..... هيا"......... وضعت رأسها على الوسادة و ارخت قبضتها على يد ساندرا و اغمضت عينيها..... مسحت على شعرها بحزن و بعد قليل و جدتها غطت بالنوم............ نهضت و تأملت سريرها و الادوية المحكمة الاغلاق و الحقن و اشياء تثير الضجر.... جمعتها كلها و اخذتها معها...... وضعت الادوية في غرفتها في الجرار و فكرت بكيفية اعطائها الدواء و الحقن لابد ان الامر يتطلب مجهودا و اقناعا طويلا........... تذكرت بعض الاسئلة التي تود معرفة اجاباتها من لويزا و نزلت بهمس كان كل شيء مظلم عدا المطبخ دخلت و كان فارغا............. صنعت لنفسها قهوة وأخذت الفنجان و اتجهت الى الصالة اذ ارادت ان ترى الاسد مجددا فهو جميل جدا.
اضاءت النور و تسمرت نظراتها على الاريكة اذ كان تشارلز نائما و فوق صدره كتاب مفتوح........... اقتربت و نظرت اليه بإمعان كيف له ان ينام هكذا بدون غطاء........... استاءت و سحبت الكتاب برفق و تصفحته بسرعة ثم نظرت اليه و تراجعت خطوة عندما فتح عينيه فجأة و كأنه لم يكن نائما اذ ان النعاس غير باديا على ملامحه.......... قالت بارتباك: "عفوا"...... بقي صامتا ويتطلع بها............ قالت باضطراب: "الا يجدر بك ان تنام بغرفتك؟"
اعتدل و قال بجفاء: "لا اعتقد انك اتيت للاعتناء بي ايضا"..... اضطربت اهدابها و قالت متصنعة اللامبالاة: "صحيح....... لكنك اثرت شفقتي لكونك نائما بالبرد"
نهض و رفعت رأسها لتتطلع بوجهه.... اخذ الكتاب من يدها و قال بهدوء: "عن اذنك"........ سار مبتعدا و بقيت تتأمل بجسده و شعره و ظهره و عندما ادار وجهه ابعدت بصرها و تظاهرت باحتساء القهوة و بعد اختفائه سمعت صوت اغلاق باب................ غبية ما دخلها به لينام اين ما يشاء.
استلقت في السرير و ابتسمت عدة مرات و هي تتقلب و لا تدري ما سر هذا الابتسام........... انها مرتاحة رغم كل شيء.
راودتها احلام في هذه الليلة الاولى التي تقضيها في بيت فولرس لكنها احلام غريبة.... القلادة مقطوعة ثم فجأة تجدها قد اصلحت و ترتديها و خيالات عن تشارلس كثيرة حتى فتحت عينيها على اثر ارتدائها القلادة من قبل تشارلس....... ضحكت و تطلعت الى النافذة لتجد الصباح قد طلع.... يالها من احلام سخيفة و مضحكة لم يبقى الى هذا الرجل ليساعدها بارتداء القلادة.......... نهضت بنشاط و فتحت النافذة ورأت السيارة مازالت موجودة و الحديقة الصفراء عكرت صفو مزاجها......... دخلت الحمام و اغتسلت بالماء الساخن........ ارتدت فستان اخضر متوسط الطول و ناعم القماش و صففت شعرها باهتمام وانتعلت حذاء طويل اسود و خرجت من الغرفة وعلى محياها ابتسامة مشرقة.... دخلت الى غرفة ربيكا قائلة بمرح: "صباح الخير يا حلوتي...... اين الكرات؟"
نظرت اليها ريبكا بحقد و دخلت هي بخطوات بطيئة قائلة: "اين الكرات يا ريبكا؟...... جمعتها لي؟"
ساد صمت و اقتربت اكثر و ربيكا صامته و تحرك جسدها ببطء و شعرها اشعث بكثرة و عينيها شديدتي الاتساع....... اقتربت هي اكثر و جلست على السرير و قالت بلطف: "كيف حالك اليوم؟"... لم ترد عليها... مدت ساندرا يدها لتلمس شعرها و امسكت ريبكا يدها فجأة و بعنف..... تظاهرت هي بعدم الخوف و قالت بابتسامة عريضة: "انظري الى شعري...... انه جميل"
تطلعت ربيكا بشعرها و ضحكت بصوت مرتفع ثم تناولت خصلاتها وجذبتها بقوة..... تألمت ساندرا قائلة: "اين فرشاة الشعر؟....... سأعطيك الفرشاة لتصففين شعري"..... اومأت ربيكا و ركضت الى المرآة و احضرت الفرشاة و قربت ساندرا رأسها قائلة: "هيا...... صففي شعري"
زمت شفتيها و اغمضت عينيها و هي تحتمل قسوة ريبكا بالتصفيف ثم قالت بهدوء: "لم اكتفي بعد واصلي هيا ارجوك"
شدت ريبكا شعرها قائلة: "انت..... لماذا اتيت...... لماذا سرقت الدواء....... اريد دوائي"
ابعدت شعرها من يدها بصعوبة و تناولت الفرشاة منها قائلة: "حسنا...... سأجلب لك الدواء لكن...... علي ان اصفف شعرك اولا"
مررت ريبكا يديها على شعرها المنكوش و هزت رأسها نفيا........ اقتربت هي و حاولت تصفيف شعرها الا انها صرخت بقوة شديدة و امتعضت ساندرا قائلة: "لا بأس كفى..... لا اريد تصفيف شعرك كفى"
بقيت تصرخ برعب و اقبل تشارلس مسرعا و دخل قائلا بحدة: "ماذا تفعلين معها؟"
اجابت باستياء و حزن: "لم افعل شيئا..... انها...."
قال مقاطعا و بغضب: "انت لا تعرفين شيئا.... انت فاشلة جدا بهكذا مهمة"..... قالت ريبكا بصراخ: "انها سيئة...... تريد قتلي..... انا صففت شعرها و هي تريد ايذائي"
هزت رأسها بأسف و نظر اليها بجمود و قال: "اين الدواء؟"
اجابت بسرعة: "انه في غرفتي"....... هو و بعصبية: "و ماذا يفعل بغرفتك بحق السماء؟"
هي و بتحديق: "لا يجب ان ترى الدواء امامها هكذا.... يجب ان"........ قال مقاطعا و بتوتر: "من تظنين نفسك؟.... علمي نفسك الاول كيف تعاملينها"
شعرت بالاستياء و خرجت من الغرفة و وقفت عند الباب و احاطت جسدها و بقيت ريبكا تصرخ بهياج و خرج هو و عندما رآها قال بنبرة امرة و غليظة: "اذهبي و اجلبي الدواء.... ام علي ان اوجهك دائما.... ماذا فعلنا اذن بوجودك؟"
هي و بتوتر: "ارجوك لا تتدخل بعلاقتي بها.............. انا اعرف كيف اتصرف"
وضع يديه بجيوب بنطاله و بقي محملقا بها باستياء........ ذهبت الى غرفتها و جلبت بعض الدواء قائلة: "لا تتدخل بيننا من فضلك..... انا سوف لن اعطيها الدواء هذا الصباح"
تسمرت نظراته و بقي صامتا..... دخلت الى غرفتها لتجدها متشبثة بالسرير و تقضم بالشرشف...... وجهت اليها قنينة الدواء قائلة: "تريدين الدواء..... اليس كذلك؟"
دخل و وقف عند الباب محدقا بهما..... اومأت ربيكا موافقة........ قالت بهدوء: "انا سأعطيك...... لكن ليس قبل ان تصففين شعرك"
هزت ريبكا رأسها نفيا و بعناد وابتسم هو باستخفاف.... نظرت اليه و بقي محيطا جسده و واقفا...... تناولت هي الفرشاة قائلة: "كما صففت شعري دعيني اصفف شعرك هيا يا جميلتي"
قال هو بسخرية: "و كأني جلبت مجنونة اخرى"
التفتت اليه بسرعة و بقي مركزا بها..... قالت بتوتر: "اختك مريضة و ليست مجنونة يا سيد"..... اومأ متظاهرا بالتفهم متعمدا.... خطفت ربيكا الدواء من يدها قائلة: "اخذته....... غبية"
نهضت هي بيأس و تطلعت اليه و هو واقفا و شامتا بها....... ربيكا و هي تعطيها القنينة: "خذيه انه لك"
هي متظاهرة بالسعادة: "اه شكرا لك انه جميل جدا"
اومأت ربيكا مبتسمة و كأنها انجزت امرا هاما ثم رمت الفرشاة عليها قائلة: "خذي هذا لك ايضا".... تناولته ساندرا قائلة: "شكرا..... ساصفف شعرك" و ابتسمت ساندرا بأنتصار عندما بدأت تصفف شعرها و ربيكا هادئة و نظرت اليه لتجده قد ذهب...... صفقت ربيكا بمرح قائلة: "جميلة..... سأصبح جميلة"
دخلت المطبخ و تناول هو سترته و اتجه الى الباب..... جلست قائلة: "اريد مقابلة طبيب السيدة لو سمحت"
اومأ موافقا دون ان يلتفت اليها و خرج....... تطلعت فيها لويزا و قالت: "لا اصدق انك صففت شعرها...... هذا بحد ذاته انجازا كبيرا"
ابتسمت قائلة: "بدأت خطوة لفهم هذه المرأة........ انها تعاني من الاوامر و الغصب على الامور...... لا تود الرضوخ بسهولة"
اومأت لويزا و قدمت لها الشاي قائلة: "لا تفرحين كثيرا يا آنسة..... انها متقلبة المزاج جدا"
تنهدت قائلة: "لدي بعض البرامج اود متابعتها مع السيدة..... لكن بداية اود المساعدة منك و من السيد تشارلز....... لا يجب ان ينتقد ما افعله..... انا جئت من اجلها.... سأكرس جهودي لراحتها و اسعادها...... ارجوكما...... لا تقللا من قيمتي كمرافقة لها...... السن ليس مهما........ المهم طريقة التفكير...... السيد اعتقدني فاشلة لأنها لم ترضى على ما افعله..... اذن هذا حاله مع كل امرأة جاءت قبلي....... يعتبرهن فاشلات و هذا ما يصعب الامر على الجميع........... اريد المساعدة و معرفة كل شيء عن حالة السيدة و لماذا اصيبت بتلك الحالة لابد ان هناك امرا قاهرا جعلها هكذا؟."
ساد صمت و اومأت لويزا قائلة: "نعم هناك اسباب و مشاكل في حياتها ادت الى هذه النتيجة........... الرجل الوحيد الذي عشقته خدعها و هجرها تاركا لها و هي حاملا بطفله............. وبعد ان عانت طويلا شاء القدر ان يغرق ابنها البالغ من العمر ستة اعوام امام عينيها.... ابنها الوحيد المدلل مات امامها و لم تحتمل الصدمة فقدت صوابها...... و منذ ذلك الحين و هي على هذا الحال.
قطبت ساندرا جبينها و ابعدت الفطور عنها قائلة: "اوه...... هذا كثير على قلبها....... مسكينة السيدة ربيكا"
قضت فترة الظهيرة مرة مع ربيكا و مرة تقرأ كتاب عن الامراض النفسية و الصدمات حتى مر الوقت و تناولت الغداء مع لويزا وفي بالها سؤال عن تشارلس و اين يمضي يومه و اين يتناول الغداء لكنها لا تجرؤ على طرحه على لويزا و بقيت مكتفية بالانتظار.

كانت فترة ما بعد الظهر كئيبة جدا في بيت فولرس اذ كانت ربيكا نائمة و لويزا منهمكة بأعمال المطبخ اما هي فسارت في البيت غرفة غرفة متعرفة على كل شيء فيه إلا غرفة تشارلس اعرضت عن دخولها....... كل شيء بدا لها واضحا في هذا البيت ......... جلست بالصالة و تذكرت تشارلس عندما كان نائما على الاريكة كم هو بالغ الوسامة..... هناك شيئا بداخلها يخبرها ان تشارلس هذا مسكين و لديه معاناة خاصة.... يراودها سؤال منذ رأته لماذا لم يرتبط و يتزوج لحد الان و يبدو انه تخطى الثلاثين!............ الا يفكر بزوجة و اولاد؟.......... ام ان مرض اخته يشغل كل اهتمامه و جعله ينسى نفسه؟............. ترى كيف ستكون المرأة التي يمكن ان يفكر بها تشارلس كزوجة؟
سعلت فجأة و عدة مرات و ايقنت ان برودة الطقس قد اثرت بها و اصيبت بنزلة برد حيث انتابها الصداع و بدأت تسخن.
عند حلول المساء اقبل تشارلس و معه الطبيب.... صافحته ساندرا بلطف و اهتمام و كان رجلا لطيفا حسن الوجه و مهذب........... جلست معه في الصالة على انفراد و سألته عن حالة ربيكا بالضبط......... قال بأمعان: "السيدة ربيكا ليست مريضة عقليا ان عقلها سليم.............. لكن مرضها نفسيا...... وهو يجعل المريض يشعر بالسعادة بالغياب عن ارض الواقع و الخوض بالأخلاط حتى يصبح المريض يشرع لنفسه فعل اشياء شاذة و يصدق انه مجنونا تماما........... انه هروب يا آنسة ساندرا من واقعها المرير الذي ترفض ان تعيشه............... هي بحاجة الى الامان لشخص تثق به و يقترب منها ليس جسديا فقط بل روحيا و معنويا و يصل الى مستوى افكارها بأي وسيلة يجدها منتجة............ لكن حاذري من عدائيتها.... انها يمكن ان تردي احدا قتيلا....... انها خطرة المهم الان ان تحبك و إلا سوف لن يكون أي شيء تفعلينه مجديا"....... اومأت موافقة و ابدى لها اعجابه بشخصيتها و افكارها و اختيارها لهذا العمل بالذات و فرحت بذلك الاطراء.
اخبرها كل شيء عن دوائها و عن بعض الحالات التي ستمر بها و افهمها كثيرا من الامور التي بحاجة ان تعرفها و بدأ الامل يتسرب الى نفسها بأنها ستقدر على مسايرة ربيكا و رعايتها.
ساعدت لويزا بإعداد العشاء وقامت بإعداد السلطات و اهتمت بترتيب المائدة و صنعت عصير الفواكه الطبيعي بينما تشارلز و الطبيب جالسين في الصالة.... قالت و هي تقلي شرائح البطاطس: "لدي امل كبير بنجاح مهمتي هنا يا لويزا"
لويزا و هي تضع قطع الدجاج المحمص في الأطباق: "لا تظنين ان النساء قبلك لن يبذلن جهودا...... حاولن فعل شيء لكن دون جدوى..... كانت السيدة لا تطيق أي واحدة و تضربهن بعنف"
اومأت بقلق و قررت ان لا يحبطها أي كلام عن عزيمتها و اصرارها بمعالجة ربيكا.
عندما اقبل تشارلس و صديقه الى المائدة جلسا و نظر تشارلس الى المائدة ثم رمقها بنظرة و ابتسمت بحيوية و ابعد بصره عنها.......... قال جوزيف: "احيانا اتناول غداء او عشاء هنا لكن هذه المرة الوضع مختلف........... لا تستائين يا لويزا هذا لا يعني ان طعامك سابقا كان غير شهي لكن هذه المرة هناك اضافات و لمسات من فتاة ماهرة"
تناول تشارلس الشوكة و نظر اليها نظرة عابرة........... و هي تتناول الطعام ذهب بصرها اليه عدة مرات دون سابق تفكير لكنه يفرض وجوده و جاذبيته بإصرار , كان الطبيب يتحدث طوال الجلسة عن امور مختلفة و تشارلس مكتفي بالصمت و تعليقات عابرة.
عندما خرج تشارلس لإيصال الطبيب الى الباب الخارجي ركضت هي الى الاعلى بسرعة عندما سمعت ربيكا تصرخ بطريقة مخيفة.
دخلت الى غرفتها و لم تجدها تطلعت يمينا و شمالا ثم نظرت في الحمام و استدارت لتجد ربيكا خلفها مباشرة و بيدها الشرشف و قد جعلت منه اشبه بالحبل و لفته على عنق ساندرا و شدت عليه قائلة بعيون محتقنة: "ستموتين الان ايها الرخيصة"



التعديل الأخير تم بواسطة هبة ; 25-08-13 الساعة 11:07 PM
هند صابر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس