عرض مشاركة واحدة
قديم 03-09-13, 07:34 PM   #250

هند صابر

نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية هند صابر

? العضوٌ??? » 301727
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 9,806
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » هند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond repute
Icon26 مشاعر شتوية....... الفصل العاشر

مشاعر شتوية

الفصل العاشر..............

قالت لويزا بتفحص: "غريب ان يشكرك و يمنحك مكافأة.......... بصراحة توقعت ان يقيم الدنيا و يقعدها علينا كما فعل بشأن الغرفة"
بعد الفطور ارتدت رداء اسود و خرجت الى الحديقة و تأملتها بحزن انها تشعر الانسان بالكآبة بأوراقها الصفراء الخريفية الجافة و ارضها الطينية الموحلة ...... ليته يرضى ان يدخل مانويل و يحيي هذه الارض الميتة....
سمعت طرقا على الباب و اسرعت لفتحه لترى جوزيف مقبل و سيارته البيضاء الكبيرة عند الباب......... قال لها بشفافية: "مرحبا آنستي الجميلة......... اتيت من اجل السيدة ربيكا و........ اريد ان احدثك انت بالخصوص"............ صعدت معه السلم و تبادلا نظرات لطيفة و شعرت باهتمامه البالغ بها بخلاف تشارلس الذي يعاملها بمنتهى التجاهل و البرود ويهتم لأمرها فقط بلحظات كأنها احلام عابرة تود كثيرا ان تعاودها و يبقى ذلك مجرد امل و امنية صعبة التحقيق...... جلس جوزيف مع ربيكا و قام بمعاينتها و اطرى على ما وصلت اليه من تحسن و هدوء قائلا: "و كأن السيدة مرتاحة بوجودك..... انت مثل النسمة الطيبة يا آنسة الكل هنا استنشق عفويتك و طيبتك و دماثة خلقك"
اومأت مبتسمة ابتسامة مشرقة انه اطراء جميل من شخص لطيف و محترم............ قال بعد ان خرجا معا من غرفة ربيكا: "انا آسف يا آنسة عما نقضته معك.......... وخزني ضميري لأني خيبت ظنك و اشعر انك سوف لن تقولي لي سرا مجددا و هذا مؤسف جدا........ اردت ان نكون صديقين...... و الاصدقاء تكمن بينهما الاسرار ........... لكن اود ان اخبرك بصدق و امانة انني ندمت و سوف لن اكرر ذلك....... فاجئني تشارلس بعلمه انني استضفتك بالعيادة و ابلغني انه يعلم كل شيء منك لذلك اوقعني بالكلام و اخبرته انك بحاجة الى عمل اخر لأنك لست راغبة بالعودة الى جلاسكو............ و طلبت منه ان يراجع قراره لأنك متمسكة بالعمل على رعاية اخته"
اومأت موافقة و قالت: "استوعب الامر لا بأس....... يمكن ان نكون اصدقاء بالتأكيد و سوف اخبرك يوما بسرا ما و ان نكثت الوعد سوف اعلن عدم ثقتي بك كصديق"
ضحك قائلا: "اذن احتفاء بذلك علينا ان نسهر معا الليلة....... انني ادعوك للعشاء معي الليلة"
تغيرت ملامحها و قالت بضيق: "لا هذا لا يرضي السيد........ نبهني ان لا اخرج و اترك السيدة ابدا و اخشى ان يزعجه الامر"
هو و بإلحاح: "اتركي الامر لي انا سأقنعه بطريقتي و سيتفهم الامر هو رجل و يدرك ما اعنيه"
رفعت حاجبها البني قائلة: "و ما تعنيه؟"
هو و بلطف: "سأخبره انني اود التقرب منك اكثر لأني حقيقة معجب بك جدا و اود الدخول بعلاقة جدية معك"
اتسعت عينيها الغامقتي الخضرة و قالت ببهوت: "مهلا انت صريح جدا......... انت قررت ان تدخل معي بعلاقة جدية دون ان تفكر ان كنت انا راغبة بتلك العلاقة ام لا؟"
بهتت ملامحه و قال بارتباك: "اعني....... هذه مجرد حجة امام تشارلس حتى يدعك تخرجين معي ليس إلا.... انا لم اجبرك على شيء انت غير راغبة به"............. و بدا و كأن صدمة اصابته و كأنه اعتقد انها تبادله الاعجاب و خاب ظنه!!!
عرضت عليه ان يتناول شيئا في المطبخ و اعتذر كونه مستعجلا لكنها ادركت انه تضايق منها و من ردة فعلها....... هي مخطئة عليها ان تكون اكثر لياقة و لطف معه الرجل لم يسيء اليها كل ما في الامر انه واضح و صريح"
عندما عادت الى المطبخ بعد ان رافقته الى الباب الخارجي غمزت لويزا قائلة: "كأن الدكتور معجب؟"............... بقيت صامتة و تحرك بالطبق على المنضدة بدون هدف حتى سمعت مناداة بائع الورد و اسرعت راكضة و اوقفته و كان رجل دمث و محبوب...... ضحك قائلا: "توقعت انك راغبة بشراء الورد لذلك تعمدت ان اسير في هذا الشارع"
انتقت مجموعة مختلفة من ازهار الاقحوان و الفل و الزنبق و الياسمين و كانت رائحة الزهور تفوح و تشعرها بالارتياح و اوصت الرجل ان يأتي اليها على الدوام.
شهقت لويزا قائلة بابتسامة عريضة: "رباه ما اجمل هذه الباقة و ما اشد حبك للورود لكني لا الومك فهي اجمل شيء بالطبيعة"
قالت بتنهيد و هي تشمها: "انت لا تدركين كم للورد تأثير على الحالة النفسية للإنسان انه يقتل الكآبة...... احب الزهور لأنها رقيقة و حساسة و تعطي احساس بالجمال للآخرين و سرعان ما تذبل بعد ان تقدم اجمل ما عندها...... ترضي العيون و تريح النفوس...... و هي حلقة وصل بين الاحبة و العشاق و رمز للسلام و كل شيء شفاف...... لو قدمتها لشخص مخاصمك سوف يرق قلبه و لو قدمتها لحبيبك سوف يزداد شوقا و تأملا".... و كأنها سرحت و نسيت نفسها و هي تتكلم..... ادارت وجهها لتجد تشارلس واقفا و كأنه كان يستمع الى حديثها عن مميزات الورود...... اعتدلت و ابعدت بصرها و كانت ملامحه هادئة جدا و مركز معها ثم قال و هو يفتح باب المطبخ جيدا: "تعال جورج"
دخل صبي و كان يحمل اكياس كثيرة اقترب و القى التحية....... وضع الاكياس على المنضدة ثم خرج و كأنه يريد جلب المزيد............. قال تشارلس موجه حديثه الى لويزا: "جلبت احتياجات المنزل طيلة فترة غيابي......... استذكري ما يمكن ان تحتاجوا اليه قبل ان يذهب جورج"
ايقنت ساندرا من كلامه انه يريد ان يغيب عن البيت و ذلك الاحساس احدث كآبة بنفسها و شعرت بالتوتر و الخذلان...... توجه الى الباب الداخلي قائلا: " و انت ساندرا تعالي معي نتحدث قليلا"
وضعت الزهور في الاناء بدون حيوية و تبعته الى غرفته حيث كان بابه مفتوحا....... وقفت عند الباب و احاطت جسدها و هي تراقبه ثم قطبت جبينها عندما رأته يضع حقيبة السفر على سريره و فتح الخزانة ليضع بعض ملابسه بالحقيبة واحتياجاته اللازمة....... قالت ببهوت: "ستغيب كثيرا؟"............ رفع بصره اليها و بدت لها عينيه جميلتين للغاية ثم ابتسم بفتور قائلا: "بضعة ايام.......... يجب ان ارشدك لبعض التعليمات و الملاحظات قبل ذهابي......... اجلسي" و اشار الى الاريكة قرب سريره......... اقتربت خطوات بطيئة و جلست واضعة ساق فوق اخرى و شبكت يديها على ركبتيها قائلة: "المكان الذي تقصده بعيدا؟"
اجاب بلا مبالاة و هو يرتب اغراضه و يضع زجاجة العطر السوداء في الحقيبة: "ليس تماما....... في مدينة مجاورة انا معتاد على السفر يومين او ثلاثة شهريا"
ثم وضع فرشاة اسنان جديدة ومعجون حلاقة و نظر اليها نظرة خاطفة و اغلق حقيبته قائلا: "بشأن ادوية ربيكا سوف تصلك الليلة كمية من العلاج بيد ممرضة و سترشدك على استخدامها......... اهتمي بربيكا بدقة و حرص و لا تتركيها لأي سبب كان............ انا اعتمد عليك و اود ان اكون مطمئنا هناك.............. ان حدث أي طارئ او امر لا يحتمل التأجيل فاستخدمي السيارة التي تركتها لك خارجا...... خذي هذه المفاتيح"
ناولها اياها و بدا هادئا و طبيعيا و لم يتطرق الى ما حصل بينهما ابدا و كأن لا شيء مهم حصل و لا اقتراب حدث و لا عناق و لا تقبيل!
كيف له ان ينسى الامر و يتجاهلها هكذا؟.......... قصده انه ندم و لا يريد ان يتذكر شيئا؟
بدت محبطة من قراره بالسفر...... هو كل شيء في هذا البيت و بغيابه سوف يكون كل شيء بلا طعم قالت بصورة لا ارادية: "سفرك ضروري؟"
التفت اليها ببطء و تأمل عينيها الغير مستقرتين و اجاب بإمعان: "نعم ....... لدي عمل هام......لكن لماذا؟..... الديك ملاحظة او اعتراض على غيابي؟".... هزت رأسها نفيا ثم نهضت قائلة: "بالتوفيق يا سيد تشارلس سوف......... نفتقدك".......... لاحت على شفتيه ابتسامة شفافة و قال بنبرة تشوبها السخرية: "لو وجدتك قد غيرت بعض الامور بالبيت سوف لن اتوقف عن شكرك و ستكون المكافأة اكبر بكثير من سابقتها"
امتقعت وتضرج وجهها و اتسعت ابتسامته ثم قال بهدوء تام: "من فضلك اريد ان استحم الان"
اومأت بحرج و خرجت من غرفته و اغلقت الباب ثم توقفت و تخيلت كيف سيكون الوضع بغيابه ثم تنهدت و هي تفكر بكلامه الاخير لقد حدد تحركاتها و نشاطها في هذا البيت بذلك التحذير ياله من ذكي و حاذق لاستخدامه هذا الاسلوب بالتهديد...... لو قامت بأي خطوة سيعتقد انها راغبة بالشكر و المكافأة التي يلمح اليها.
شبكت يديها و هي تدخل المطبخ ثم نظرت الى الباقة الرائعة امامها و اقتربت و انتقت زهرتين حمراء و بيضاء تعبقان بالعبير و اسرعت و هي تدرك مدى نتيجة ما تفعله إلا انها رغبت بذلك و ابت ان تقاوم رغبتها....... انتهزت فترة دخوله الحمام و دخلت الى غرفته و فتحت الحقيبة و وضعت الزهرتين و اغلقتها على عجل و خرجت بهمس.......... هي تريد ان تفصح له عن مدى اعجابها به و رغبتها بقربه...... الكلام معه يخونها و التصرفات لا تجيء حسب ما تشتهي لذلك هذه الحركات ربما ستكون كفيلة بلفت انتباهه و اهتمامه بها....... ليته يفهم انها محاولة عفوية و بريئة منها و لم تخطط بذلك لاصطياده............. بقيت جالسة بالمطبخ و تداعب شرشف المنضدة الزهري بحركة رتيبة و لويزا ترتب الاغراض بالثلاجة و الخزانة و تنظر اليها بين اللحظة و الاخرى لتجدها سارحة و مشغولة.
هي و بدون حيوية: "ألا يتناول الغداء معنا؟"
اجابت لويزا بتفكير: "لا اعتقد ذلك يبدو مستعجلا"
قالت بضيق: "هل المدينة التي سيذهب اليها بعيدة؟"
لويزا و بهدوء: "ساعتين بالطائرة فقط....... شهريا يذهب هناك بعمل..... يقضي يومين او ثلاثة بالاكثر"
ساد صمت و ابعدت بصرها و لا تدري لماذا اصيبت بخيبة الامل هكذا؟..... أ سفره و غيابه غير مزاجها لهذه الدرجة؟
بعد قليل اقبل و بهتت ملامحها عندما لاحظت اناقته و هو يرتدي بذلة رصاصية و رائحة عطره تفوح منه....... مر من جانبها و شعرت بلويزا تلاحظ عليها اهتمامها به...... جلس على الاريكة و تناول من لويزا فرشاة و لمع بها حذائه الاسود الانيق و قال دون ان ينظر الى احداهن: "بعد ساعة سيأتي عاملا لتصليح العطل في الهاتف......... حتى اتمكن من الاتصال بكم و الاطمئنان على ربيكا" ثم رفع بصره و نظر اليها نظرة قاتمة و هو يقول: "قابلت جوزيف قبل ان آتي و طلب مني ان تسهرا الليلة معا........... كأنه اخذ الموافقة منك بداية...... ألا تظني ان ذلك غير مناسب؟"
احرجت امام لويزا و قبل ان تقول شيئا قال: "جوزيف شاب مهذب و خلوق..... لذلك لا اود ان اخسره بسببك........ اود ان افهمك سبب وجودك هنا....... ذلك للعمل فقط....... تهمني سمعة بيتي يا.....آنسة".......... ابعدت لويزا بصرها و قال مواصلا: "طوال الفترة التي ستبقين بها هنا لا اسمح لك بإقامة علاقة عاطفية مع شاب ابدا...... لأني لم افتح بيتي لتسهيل عمليات الزواج و الارتباط للشباب"
قاطعته قائلة بنبرة متضايقة: "لا داعي لذلك الكلام الان يا سيد تشارلز.......... فأنا لن آتي هنا بحثا عن ما تلمح اليه كما انني بنفس الوقت لدي اخلاق و لن تسمح لي اخلاقي ان اضرب رجلا على فمه كلما تحدث معي او...... اقترب"
ونظرت اليه نظرة ذات مغزى و كأنها تذكره بنفسه......... ابعد بصره و نهض..... تطلع بساعة يده و طلب من لويزا ان تجلب له حقيبته....... بقيت هي تبادله النظرات الصامتة ثم ذهب الى ربيكا.
ناولته لويزا حقيبته و اخرج من محفظته مبلغ من المال و وضعه على المنضدة قائلا: "هذا اذا لزمكما امرا...... حسنا الان الى اللقاء"
شبكت يديها و قالت: "الى اللقاء"........... راقبته و هو يخرج من باب المطبخ ثم لوحت له بيدها و اومأ مبتسما و كانت ابتسامته جذابة جدا.
تناولتا الغداء معا بعد ان اطعمت ربيكا التي كانت بمزاج سيئا اليوم اذ ركضت بالغرفة مرارا و هشمت المرآة الصغيرة و جرحت يدها و خافت من الدم بشدة حتى جاءتها نوبة التشنج و نامت على اثر حقنة المهدأ...................... عند حلول المساء شعرت ساندرا ان البيت فرغ عليهم بغياب صاحبه.......... افتقدته هذا المساء و انشغلت بالتفكير به و نظرت الى الهاتف الذي قد اصلح و هي منتظرة مكالمة منه ليطمئنهم على وصوله...................... جلست قرب المدفأة في المطبخ على السجادة و انشغلت بقراءة الكتاب الذي استعارته من دارين بشأن امراض الاكتئاب و لويزا حضرت لها الشوكولاته وقدمتها لها مع زبدة الفستق و شكرتها قائلة: "رائحتها زكية جدا و مشهية...... شكرا..... تعالي و اجلسي قربي لنتحدث"
ابتسمت لويزا و كأنها مدركة لما تريد الخوض فيه من حديث و جلست و بيدها كوبها قائلة: "كأنك تتساءلين عن طبيعة عمل السيد في سفرته هذه؟"
ضحكت ساندرا قائلة: "يا الهي لك حدس حاذق"
قالت لويزا بابتسامة: "لا اعلم بالضبط كل ما اعرفه ان لديه عمل"............. رن الهاتف و ركضت هي بدون شعور و اومأت لويزا مبتسمة و هي تحتسي شرابها............ ردت هي بتلهف و جاءها صوت تشارلس البعيد: "مساء الخير..... وصلت منذ فترة لكن انشغلت قليلا....... كيف الامور عندكم؟"....... هي و بلهفة كبيرة: "اطمئن كل شيء على ما يرام.............. لا ينقصنا شيء ....... سوى..... اتصالك هذا الذي كنا بانتظاره".... ساد صمت و ظنت انت الخط انقطع بينهما إلا انه قال: "تصبحين على خير"
و اغلق الخط يالبرود مشاعره اتجاهها..... اغلقت السماعة و نظرت الى لويزا التي اومأت قائلة: "و كأننا ارتحنا الان"
ابعدت بصرها و دهشتا عندما سمعتا الباب الخارجي يطرق و الجرس يرن.............. ارتدت لويزا الرداء و خرجت و اغلقت ساندرا الباب خلفها بسبب التيار القارص وتساءلت من يكون الزائر بهكذا وقت لقد بلغت الحادية عشر قبل منتصف الليل؟
وبعد لحظات دخل شاب طويل القامة و ملامحه ماكرة و وقحة كان يعطي من الشبه لتشارلز إلا انه اقل جاذبية منه........ نظرت اليه بتفحص و قال هو وبتحديق قوي: "نيكولاس فولرس"
نظرت الى لويزا مستفسرة إلا انه قال و هو يتجول بالمطبخ و يدفأ يديه على المدفأة و بصوت واثق: "اين ابن عمي؟....... اين هو؟"
اجابته لويزا و بدت غير راغبة بوجوده: "السيد مسافر"
ابتسم و نظر الى ساندرا بالتدريج قائلا: "علمت ان تشارلس اتى بفتاة حسناء الى بيته لتكون راعية لربيكا........ لكن لم اتوقع انك بالغة الجمال هكذا ايها الشقراء"
تبادلت النظرات القلقة مع لويزا و ساد صمت.......... خلع معطفه و قال بنبرة مزعجة: "جهزي لي القهوة لويزا....... اريد رؤية ربيكا"
ساندرا و بسرعة: "السيدة نائمة الان"..... ابتسم قائلا و هو يكاد يلتهمها التهاما: "اذن..... مضطر لزيارتها غدا"..... ابعدت بصرها و احاطت جسدها و هي مدركة انه غير مهذب و وقح النظرات.
اعدت لويزا له القهوة و بقي طوال الجلسة مركزا بساندرا و يجول بصره بشعرها و جسدها اذ كانت مرتدية بيجامة صفراء ضيقة تظهر جمال قوامها و تناسقه......... قال قاطعا الصمت بصوته الأجش: "ان احتجت لأي شيء انا بالخدمة ياآنسة........... سأزوركم طيلة فترة غياب ابن عمي العزيز"
ساندرا و ببرود: "اشكرك لسنا بحاجة الى شيء اننا بخير و السيد وفر لنا كل ما نحتاج اليه و يتصل بنا ويستفسر عن حالنا...... اهتم لحالك ارجوك"
تطلع بالمطبخ و في لويزا وقال بهدوء مزعج: "اوه منذ اعوام و انا لم ادخل هذا البيت......... اشتقت اليك يا لويزا حقا"
ساندرا و بتأمل: "اذن ما الذي ذكرك بهذا البيت يا سيد نيكولاس الان؟....... و لماذا لم تفكر بزيارة السيدة ربيكا طيلة الاعوام التي مضت و جئت اليوم لتراها؟"
بقي صامتا لحظات ثم تناول معطفه و قال و هو يخرج من جيبه مبلغ من المال و يضعه قربها: "الى اللقاء"
هي و باستنكار: "ما هذا يا سيد كأنك نسيت نقودك هنا؟"
هو و بتأمل: "هذه مكرمة لك......... خذي المال و لا تخجلين....... اتيت من بعيد من اجل حاجتك للمال....... انا اريد مساعدتك"
تناولت المبلغ و قدمته له قائلة بحدة: "كأنك فهمت الامور بطريقة خاطئة و غير صحيحة؟"
هو و بتركيز: "هذا المبلغ هدية مني"
هي و بمقاطعة و توتر: "لكن بأي مناسبة؟..... لست معتادة على اخذ هدايا من رجال لا اعر فهم و لا يمتون الي بصلة بتاتا....... خذ مالك يا سيد"
اخذ المبلغ من يدها ببطء و ابتسم قائلا: "حسنا لا بأس......... غدا سأراك و ربما اجدك اكثر ليونة و ترحابا"
و خرج و بدأت الامطار تهطل بغزارة..... وقفت هي امام النافذة و راقبت حبات المطر المتساقطة في الظلام و اعصابها متوترة جدا.... كيف له ان يعاملها بهذه الطريقة السخيفة؟.... كأنه اعتقد انها من صنف العاملات اللواتي يفرحن بالهدايا و المال و يستدرجن الى امور اخرى............... عادت لويزا بعد ان اقفلت الباب و قالت باستياء: "اه هذا الشاب من اكثر الرجال فسادا و عبثا و يصطاد بالماء العكر.............. سنوات و لم نرى وجهه و بسرعة عندما سمع بوجود شابة هرع الينا.......... حذار منه و اياك و السماح له بالتدخل بك فنواياه غير حسنة........... انا واثقة ان السيد لو علم بالأمر سوف يغضب بشدة و ربما سيدخل معه بمشادة........... ان ذلك الشاب جبان و يخشى من السيد تشارلس دائما"................... هي و بسرعة: "اتمنى ان لا يعاود الزيارة............. من الافضل ان لا نخبر السيد تشارلس بقدومه حتى لا تحدث مشاكل"
لويزا و بضيق: "لكنه سيفعل....... سيعاود الزيارة اكيد............ لقد رأيت بعينيه اعجاب شديد بك"

قبل ان تذهب الى غرفتها تجولت بأروقة البيت و رتبت بعض الامور و دخلت الى غرفة المكتبة و تصفحت بعض الكتب و المجلات لمدة ساعة ثم اتجهت الى غرفة تشارلس و تطلعت بصورته الكبيرة فوق المرآة و ابتسمت ببهوت و هي تتأمل ملامحه التي احبتها جدا وكان عمره في هذه الصورة في اواسط العشرينات و يجلس بمكان عام كأنه كافتريا او كازينو......... مضى بعض الوقت و هي تتأمل الصورة ثم مررت يدها على وسادته ببطء............ يا الهي لماذا كل هذه الرغبة بداخلها به!.............. تريد تفسيرا لهذا الانشداد المتزايد المتسارع بمرور الساعات و الليالي؟........ أ هو اعجاب شديد حد الهوس ام.................... هو الحب؟
انه خشن الاسلوب و الطبع معها إلا انه يجذبها اكثر كلما مرت الايام......... لماذا؟........... لماذا لا تستاء من توبيخه لماذا يجرحها باستمرار و سرعان ما تضع له الف عذر و مبرر و يلتئم الجرح بسرعة غريبة؟...... نعم انه الحب...... انها عشقت تشارلز و اغرمت به دون ان تشعر بذلك................ تساؤلات و افكار دارت برأسها و استذكار لمواقف خاصة معه حتى نامت بسريره دون ان تنتبه لنفسها حتى الصباح.
عند التاسعة صباحا استيقظت و قطبت جبهتها لأنها نامت بسرير تشارلس........ اعتدلت و نهضت بسرعة و فتحت النوافذ و رتبت السرير و ابتسمت للصورة قائلة: "صباح الخير ايها الرجل الغامض........ لو تعلم انني امضيت الليلة هنا لما نفذت من سخريتك"
اتجهت بنشاط الى المطبخ و هي تدعك بيديها لتدفئهما و قبل ان تدخل سمعت لويزا تقول بصوت خافت: "لم أشأ ان اخبرها بالسبب وراء سفره الشهري هذا......... لأنها متعلقة به واشك انها مغرمة به اخشى ان اخيب ظنها"
فيكي و بصوت هامس ايضا: "حسنا فعلت لا تخبريها لئلا يجرح قلبها فوجود امرأة بحياته سوف يجعلها تتألم" انزلت هي بصرها و شعرت بانقباض شديد.............امرأة؟.. عضت على شفتها و مررت يدها على جبهتها و شعرت بأن قلبها شيئا ما يعتصره و استندت على الجدار و اغمضت عينيها الدامعتين لقد تبدد كل شيء فجأة و انهارت كل احلامها و فرحتها بحبها له...........



التعديل الأخير تم بواسطة هبة ; 03-09-13 الساعة 08:16 PM
هند صابر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس