عرض مشاركة واحدة
قديم 13-09-13, 08:46 PM   #497

هند صابر

نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية هند صابر

? العضوٌ??? » 301727
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 9,806
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » هند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond repute
Rewitysmile20 مشاعر شتوية...... الفصل السابع عشر

مشاعر شتوية

الفصل السابع عشر............

فتحت الباب...... تغيرت ملامحها عندما رأته واقفا....... تبادلا النظرات الصامتة لثواني حتى قالت بفتور: "ظننتك قد سافرت"
ابتعدت عن طريقه حتى يدخل غرفته..... لم يقول لها شيئا ودخل و خلع معطفه وهو يتأمل الازهار على السجادة و بقي ينظر باتجاه السجادة مطولا ثم نظر اليها و كانت عينيه اكثر الايام جاذبية و لم تجد لها سوى ان تذهب من امامه.
فركت يديها و هي تدخل المطبخ و نظرت الى المائدة التي فيها اثار وجبة لشخصين.... ترى ماذا دار برأسه؟.... لابد انه توقع انها استغلت غيابه لتجيء بالدكتور و تتناول معه العشاء...... ليظن ما يظنه فهو اولا و آخرا غير آبه بها.
نظفت الطاولة و مسحت الرفوف و لمعت الاثاث بشرود و انشغال..... لو كان مسافرا اليوم لبقيت هذه الليلة وحدها و لخافت كثيرا.....ترى لماذا اعدل عن السفر؟.... أ فكر بها و بوحدتها هنا؟....ام اعترضه طارئ جعله يؤجل السفر؟
نظرت الى الساعة الجدارية الاثرية و وجدتها تشير الى الثانية عشر تماما.... اقتربت من المدفأة جدا و جلست على السجادة و قربت يديها لتدفئهما.... شعرت بالنعاس و اغمضت عينيها عليها ان تصعد لتنام لماذا هي تنتظره هكذا؟.... بينما هي تفكر هكذا استلقت جانب المدفأة و لم تكن بنيتها ان تنام فقط تسترخي إلا انها نامت فور استلقائها..... ربما نامت ساعة او اكثر او اقل كل ما شعرت به الان انها اعتدلت بسرعة عندما فتحت عينيها لتراه جالس قربها.... نظرت اليه و غمرت يدها بشعرها لتبعد خصلاتها المتناثرة ببطء.... هو نظر اليها بهدوء و قال و هو مسند ظهره على الاريكة خلفه: "ما بك و كأنك رأيت شبحا؟"
بقيت مركزة به و ابعد بصره باتجاه توهجات اللهب و كان التيار مقطوع كالعادة في هكذا ساعة من الليل...... كتفت ذراعيها حول جسدها المرتجف.... قال بتأمل: "تعالي ان شئت..... تعالي هنا"
نظرت الى يده التي اشارت الى المكان الملتصق بقربه...... خطت على ركبتيها و اقتربت منه و جلست ملاصقة له ثم نظرت الى يده المستقرة على السجادة لتكون فاصلا بينهما.... ابعد يده و شعرت بذراعه تحيط جسدها.... التصقت بجسده و اسندت رأسها على كتفه و اغمضت عينيها..... ان ما تشعر به الان هو اجمل احساس احسته بحياتها اذ ان ذلك الوضع اكثر ما تريده طيلة الليالي الماضية في هذا البيت..... طردت كل الافكار من بالها الان و تذكرت شيء واحد فقط وهو انها برفقة حبيبها الاول و الاخير بالتأكيد هو ذلك الرجل الذي حلمت به قبل رؤيته و ستبقى تحلم به..... هو حلم فقط... وهي قريبة هكذا منه و رأسها على صدره و ذراعه على كتفيها و ذقنه على جبهتها إلا انه بعيد جدا و قلبه بعيد عن قلبها هي تشعر بذلك..... ذلك الحاجز متى يزول؟.... لماذا هذه الفجوة و كل هذا الغموض بحقيقة ما بينهما....... انفاسه الدافئة تلفح جبينها و حرارة كف يده على جانب وجهها و عنقها تؤرجح بمشاعرها ببطء..........
قال هو بصوت خافت شديد الهدوء: "ما قلتيه الليلة الماضية شد اهتمامي كثيرا....... هذا فسر لي امرا....... و اتمنى ان اكون مخطأ"
رفعت رأسها و انزل بصره على وجهها و قالت بتحديق: "فسر لك امرا؟....... اخبرني بماذا تفكر الان و ما الذي تريد معرفته"
هو و بتوتر: "تعرضت للاعتداء الجسدي؟"
اجابت بسرعة: "نعم............ لكن.............. مجرد محاولات"
قال و هو يتطلع بعينيها: "اريد ان اعرف كل شيء عنك اذا كان ذلك لا يضايقك"
هي و باضطراب شديد: "انا اريدك ان تعرف كل شيء ايضا...... ليس لغرض و انما هكذا لأستريح.......انا..... انا لم اخبر احدا بما اشعر به بحياتي كلها...... و اشعر انني مرتكبة خطأ ما...... لأني لم اعد احتمل ما افكر به...... لي ذكريات سيئة لا استطيع نسيانها............. كل شيء مازال يتردد على مسامعي و في مخيلتي مهما حاولت التغلب عليه"....... اخرج علية السجائر من جيبه..... قالت بضيق و بنبرة يشوبها حزن واضح: "بعد حادثة الحريق التي اودت بحياة عائلتي اودعت في ملجأ للأيتام لأن خالتي رفضت استقبالي عندها في بادئ الامر....... كنت طفلة صغيرة و مكثت في الملجأ حتى بلوغي مرحلة المراهقة و بعدها جاءت خالتي و اخذتني للعيش معهم...... كان عمري عشرة اعوام عندما رأيت....".... ابعدت شعرها و تأمل وجهها بإمعان منتظرا حديثها..... ابتلعت ريقها و قالت و هي تشعر انها عادت الى الوراء الى اعوام سابقة من عمرها: "ذهبت يومها الى دورة المياه...... و رأيت الحارس المسئول عن التنظيم و الحراسة في الدار......... كان رجلا كريها جدا ذا شعر مجعد و بشرة داكنة............. رأيت كل شيء بعيني....... كان يقوم بالاعتداء على طفلة معنا...... اعرفها جيدا...... كانت تبلغ ثمانية اعوام....... كانت مريضة و...."
مررت يدها على جبهتها و شعرت بالسخونة و هي تتذكر تلك الحادثة البشعة و واصلت بصعوبة بالغة: "كانت تقاومه و هو بلحظتها لم يشعر بوجودي و انا خشيت ان اهرب لئلا يراني لأني كنت قريبة جدا و أي حركة مني سوف تثير انتباهه و انا خفت كثيرا منه لأنه كان يغلق فمها بيده"
انهمرت دموعها قائلة بانفعال: "لقد خنقها..... حتى توقفت عن المقاومة تماما........ لم ادرك انها ماتت إلا فيما بعد........... رأيت كل ما حدث و رغبت بالصراخ...... و ركضت رغما عني...... لم افكر انني اخطأت ما كان علي ان اشعره بوجودي إلا انه رآني...... ركضت بكل قوتي لكني كنت ضعيفة الخطوات بسبب الرهبة و الصدمة فامسك بي".
شعرت هي بقبضته تقلصت اثناء حديثها و ذراعه على كتفها اشتدت و كأنه غضب كثيرا مما سمعه و قال بعصبية: "و ماذا حدث؟"
هي و باحتقان: "كم فزعت حينها و تصورت ان مصيري سيكون كمصيرها....... جذبني الى حيث الفتاة و شد شعري و هو يريني حالها و هددني........... طلب مني ان لا اخبر احدا و ان استجيب له بهدوء و بدون ضجة متى ما رغب بذلك و إلا سوف يقتلني...... و عندما سمع صوت الفتيات اقبلن اقفل الباب على الضحية المسكينة و انا ركضت هاربة.......... لم اخبر احدا بما رأيته فزعا من تهديداته....... بقي يلاحقني و انا تهرب مستخدمة بعض ذكائي للتملص منه لكن حياتي حينها كانت كلها قلق و رعب من وجوده و شعور بالذنب لسكوتي ....كان مصرا على الوصول الي و انا كنت متمسكة برفقة صديقاتي و لم اسير لوحدي ابدا حتى عندما انام..... انام بالمنتصف بين رفيقاتي و عندما اذهب الى الحمام اخذ معي كثيرا من الفتيات و هو يهددني بالنظرات....... راسلت خالتي مرارا و طلبت منها ان تأخذني من الدار بحجة المشاكل الكثيرة و لم تستجب لي بسرعة......... كان يراقبني ليل نهار حتى مره دخل الى غرفتنا و طرد الفتيات و توقعت ان تلك نهايتي و جدت نفسي اصرخ بقوة و اغلق فمي و كانت رائحته تعبق بالعرق كان مقرفا..... حاول الاعتداء علي لكني كنت قد اخبرت رفيقة لي عن قصته و هذه الفتاة ذهبت فورا الى الادارة...... تم انقاذي باللحظات الاخيرة و إلا لكان قتلني ايضا"
مسحت دموعها و قالت بشيء من الارتياح: "انا قلت كل شيء عما فعله و حوكم و العدالة اقتصت منه........... ظننت انني تخلصت الى الابد من ذلك الكابوس و لم تمضي اعوام حتى تعرضت لحالة مماثلة لكن من قبل زوج خالتي..... كان يهاجمني ليلا...... يكذبني و خالتي تصدقه لأنها كانت تحبه و تعصمه من العيوب و هو دنيء و سافل لقد دمر علي ايام حياتي عندهم....... انا اكرههم جميعا....... اجبروني ان ارضى بغاري خطيبا لي......... انا لا احبه...... انا قبلت بذلك العمل حتى ابتعد عنهم اكبر مدة ممكنة............. لا اريد العودة........... لا اريد............. و هذا هو السبب الذي دفعني للذهاب الى الدكتور جوزيف حين طلبت مني ان اعود الى جلاسكو....... ذهبت لأني كرهت العودة"
شعرت بشيء من الارتياح بعد ان تكلمت عما يضايقها................ مرر يده على شعرها الناعم ببطء و قال مركزا بعينيها اللتين فيهما اثار دموع و بنبرة واثقة: "لكن عليك ان تميزي يا ساندرا............ ان تفهمي انني............. لست الحارس و لا زوج خالتك و لا حتى غاري هذا.............. انا تشارلز............ الذي لم ينوي الحاق الضرر بك تحت أي ظرف"
اومأت قائلة: "اعلم ذلك............. لذلك انا قريبة جدا و اتكلم عما يدور بداخلي"
قال و هو يمسك ذقنها: "اتجدينني مختلف فعلا؟"
اومأت موافقة و هي متلهفة له و لما سيقوله لها اذ بدى رقيق الاحساس و متفهم.............. قال و هو يربت على ذقنها: "ليس لي شأن بك ابدا............ انا سوف الغي من رأسي انك فتاة ممكن ان افكر بها بأي نوع من الافكار"
بهتت ملامحها و استاءت ثم قالت بتوتر: "شكرا"
قال باهتمام وتأمل: "اراك متعبة كثيرا من تذكرك لماضيك..... عليك ان تنامي الان و ترتاحين"
قال و هو ينهض: "تصبحين على خير"........ ونظر الى يدها التي تمسك يده ثم نظر الى وجهها بسرعة........ قالت بتحديق: "لكنك لا تستطيع منعي من التفكير بك"
ابتسم بفتور و انتزع يده قائلا: "سوف اتجاهل ذلك"
شعرت بالألم لما وصلا اليه....... امسكت يده مجددا و قالت بتعب: "انا احبك"
انزل بصره الى عينيها و تأمل وجهها الجميل وتركت يده ببطء عندما انتزعها و نزلت يدها الى حجرها بالتدريج و راقبته و هو يبتعد............... ليتها لم تخبره شيئا حتى ينتزعها هكذا من نفسه............. ماذا فعلت يا الهي هو يتوقع الان انها تريد ذلك تريد ان لا يقترب منها و توقع ان ذلك سوف يساعدها لكن هذا غير صحيح....... هي تريد اقترابه الى..... الحد........... الذي تزول بينهما كل الحواجز........... كل الحواجز........ فركت يديها الباردتين و نهضت.
رغم كل شيء هي الان مرتاحة جدا و كأنها ازاحت هما ثقيلا عن قلبها اذ كانت لا تتكلم لأحد بهكذا موضوع يخص ماضيها حتى دارين عندما اخبرتها عن حياتها في بيت خالتها كتمت الكثير عنها و نوهت لها فقط ببعض الامور.......... سابقا في الملجأ طلبوا ان يكون هذا الاعتداء سريا من اجل سمعة الدار و المحاكمة كانت سرية ايضا و خالتها لم تفتح لها يوما قلبها حتى تتكلم معها عما يزعجها و يضايقها............. لكن تساءلت مع نفسها كيف استطاعت ان تتكلم هكذا بصراحة و جرأة امامه؟.............. دخلت بين الاغطية في سريرها و اغمضت عينيها و هي مغمورة برائحة عطره و ما زالت لمسات يديه تشعر بها بخيالها و تحلم به على الدوام.



التعديل الأخير تم بواسطة هبة ; 15-09-13 الساعة 04:11 PM
هند صابر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس