الموضوع
:
بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة*
عرض مشاركة واحدة
25-09-13, 05:58 PM
#
875
lossil
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقاصة في قصر الكتابة الخيالية
?
العضوٌ???
»
82178
?
التسِجيلٌ
»
Mar 2009
?
مشَارَ?اتْي
»
2,367
?
مُ?إني
»
ajaccio_france
?
الًجنِس
»
?
دولتي
»
?
مزاجي
»
?
نُقآطِيْ
»
¬»
¬»
?? ???
~
لا تفكرفي المفقود كي لا تفقد الموجود.لماذا عندما تغيب الحاء ويبدأ الألف يتحول الحلم لألم؟
?? ???
~
جالت في أرجاء غرفتها بعيون تكسوهما الصدمة والذهول ...كان كل شيئ نظيفا ومرتبا...السرير...الخزانة...ط� �ولة الزينة التي لم تكن هناك فيما مضى...كرسيين مريحين من الجلد البني يحيطان بطاولة زجاجية صغيرة ومستديرة والتي قد تَزَيَّنَ وسطها بمزهرية جميلة تتدلى منها زهورالياسمين البيضاء...
إقتربت منها تلمس وريقاتها الرقيقة بنعومة ...كان شذاها الفواح خفيفا ليس بتلك القوة التي شمتها عندما دخلت للغرفة مما جعلها تنقل نظراتها تبحث عن المصدرالأخر للرائحة التي قادتها صوب شرفتها المربعة الصغيرة التي كانت بالكاد تتسع مساحتها ربما لشخصين أو ثلاثة...وقفت تتأمل ما حولها بانبهارو لقد أحاطت بها من كل جهة شلالات من الورود المتنوعة التي غلبت عليها أزهارالياسمين هذا غيرالمنظرالساحرللجبال والأشجارمامها...لقد كانت قد نسيت معنى إسمها لكن وهي ترى تلك الأرض الشاسعة الخضراء الجميلة التي بدت أمامها بدون نهاية تذكرته وتذكرت شيئا أخركان قد دُفِنَ أليا في أعماقها...أغمضت عينيها للحظات لتسمع صوتا دافئا يسألها برقة بينما كانت يده تربط على رأسها بحنان :
_أتعرفين معنى إسمك؟؟
(هزت الطفلة الصغيرة التي كانتها يومها رأسها بالنفي والتي لم تكن قد تجاوزت ربما عامها السابع أو الثامن ليعاود الصوت كلامه وهو يشيرللخضرة قبالتهما :
_ذاك هو إسمك ...الأرض الخضراء الجميلة...(ركع أمامها ليمسح وجهها من دموعه بلطف...لقد كانت تبكي ...لكن لماذا؟...سمعته يهمس لها برقة ممزوجةٍ بحزم :
_لقد أسميتك هكاذا لتكوني مثلها ...إمتداد لجمال الطبيعة وقوتها لذا لا تبكي أبدا...أبدا...أبدا...
(إختفت الصورة كما إختفت الذكرى لكن صوت الرجل ودفئه الغريب لم يختفي...لاتزال تحسه قريبا...وقريبا جدا منها أيضا...يلف أعماقها كما الحضن...يمنحها إحساسا غريبا بالأمان...بالراحة...بالحب...
فتحت عينيها بسرعة على أخركلمة عصف بها خيالها...الحب...إنها لا تتذكرحب أحدٍ من رجال تلك الأسرة لها...لا والدها ولا جدها...دائما كانا جديين...حازمين معها...أو بالأحرى ذاك كل ما تذكره عنهما...فمن يكون ذالك الرجل الذي منحها إسمها...من يكون؟؟
أخفضت بصرها بحيرة وضياع لتحل الدهشة والإعجاب محل مشاعرها الأخرى عندما وقع نظرها على عش صغيركان مخبئا أسفل حائط شرفتها وكان يطل منه رأسين صغيرين وَ...شدها من تأملاتها صوت حوافر حصان قادمة بالتجاهها...رفعت وجهها صوبها لتقع عينيها على حصان أسود ضخم...بدا عربيا وأصيلا كما كان جميلا جدا...رفعت عينيها لتتعلقا غصبا عنها بفارسه الذي كان يمتطيه والذي كان ينظرناحيتها كأنه إنتبه بدوره لوجودها...
ظلا ينظران لبعضهما البعض للحظات رغم بعد المسافة بينهما قبل أن يشد الفارس لجام حصانه فجأة ليرتد عنها بسرعة... راقبته بشرود يسابق الهواء بالتجاه الفج البعيد بين الجبال التي تبدو عن بعد ملتصقة ببعضها البعض ليختفي شيئا فشيئا عن أنظارها لتقفل هي راجعة لغرفتها وهي تتنهد بحسد وضيق...
إستلقت على سريرها الجميل بتعب بينما راحت عينيها تعاودان تفحص ما حولها باهتمام لتفكرأنه شتان بين ما تراه في تلك اللحظة في غرفتها هي وبين ما سبق ورأته في غرفة والديها...والديها؟!...ياليته� �ا لم يرحلا...لم يفترقا...لم يشتتاها كما تشتتا هما من قبلها وربما...ربما ليتهما لم يلتقيا أبدا.
تعب السفر...وكل تلك المواجهات الحية منها والمتشابكة ...الغامضة وربما المتربصة بها هناك في لاواعيها وأيضا أفكارها وحيرتها..كل ذالك جعلها تغفو دون أن تحس ولأول مرة ومنذ سنوات لم تهاجمها كوابيس الماضي.
لاحقا عندما إستيقظت كان الظلام يلف الغرفة مما جعلها تنظرحولها للحظات قبل أن تقف بكسل وقد تذكرت أين هي وكيف أن الظلام يحل سريعا في ذالك المكان ...إبتسمت بحب وقد أدركت أنها حقا في مزرعتها ولم تكن تحلم لتقفز من فراشها بسرعة بتجاه الحمام...غسلت وجهها المحمر بمياه باردة لتخفي عنه أثارالنوم وأيضا لتنعشه قليلا ...تأملت ملابسها بعينين منتقدتين لتلاحظ تجعد بلوزتها بسبب نومها بها مما جعلها تقررإستبدالها بشيئ نظيف ومناسب أكثر...
إختارت فستانا قطنيا أزرق اللون...محتشم وبسيط لكن في نفس الوقت جميل ومناسب لها تماما ...سرحت شعرها كما وضعت زينة خفيفة لوجهها قبل أن تقررالنزول للبحث عن ما تأكله خاصة وقد بدأت معدتها بإصدارأصوات مزعجة ...كان الهدوء يلف المكان مما جعلها تقف مترددة للحظات لا تدري إن كان يجب عليها العودة إلى غرفتها والصبرعلى جوعها أو مسايرة ذالك الأخيروالبحث عن المطبخ ...
_إذن لقد قررت أخيرا الإستيقاظ والإنضمام إلى عالم الأحياء ...(أجفلها السؤال مما جعلها تنتفض بقوة ويبدو أنه أحس بها إذ سرعان ما أظاف بجفاف :
_أسف لم أقصد إجفالك ...(أشارإلى أحد الأبواب بعصاه كأنه يطلب منها أن تتبعه ليتحرك نحوه متثاقلا وهو يتابع بهدوء شارحا جملته السابقة :
_لقد جاءت زهرة مرتين لتفقدك لكنك وفي كلا المرتين لم تحسي بها.
(تجهم وجهها وقد أدركت أنها كانت متعبة جدا لدرجة أنها لم تحس بمجيئ زهرة كما قال...تبعته حيث أشارليدخلا لغرفة واسعة عبارة عن صالون تقليدي مقسم لقسمين جزء منه مخصص لجلسة عائلية هادئة ومريحة والجزء الأخركان يحتوي على طاولة ضخمة محاطة بعدة كراسي خشبية وحتما هناك يتناولون أطعمتهم ...هزت كتفيها بعدم إكتراث لتجيبه باقتضاب :
_نومي ليس ثقيلا عادة...لبد وأنني كنت متعبة أكثر مما كنت أظن.
(جلس على أحد الأرائك ليقول بهزة متسامحة من رأسه :
_لبأس ...الأن ستكونين حتما جائعة جدا إجلسي سينضم إلينا الجميع قريبا.
(الجميع!...
إنكمشت على نفسها وهي تحاول أن تتذكر جميع أفراد عائلتها...
حسنا كان هناك أرملة عمها الذي مات منذ زمنٍ لم تعد تتذكره وولديهما...فتاة في عمرها تقريبا وصبي أكبركان دائما يسخرمنها وكان هناك أيضا قريبة جدها إبنة أخته إن كانت ذاكرتها لم تخنها وكذالك عمتها العانس ذات الجدائل الطويلة الحمراء وَ...حسنا هم كل من تتذكرهم فهل نسيت أحدهم وهل يتذكرونها هم؟؟...كانت غارقة في تفكيرها عندما إندفعت فتاة جميلة للغرفة أصغر منها بسنتين أو ثلاثة والتي سرعان ما قبلت خدود جدها المجعدة لتقول بلهفة وقد بدت غافلةً عن وجودها في الغرفة :
_حبيبي جدي...هل عاد أمجد من المدينة ؟؟
(راقبته بدهشةٍ مصحوبةٍ بمرارة عميقة يربط بحنان أبوي على شعرالفتاة ليأنبها قائلا بنعومة :
_أخبرتك أكثرمن مئة مرة أن تتوقفي عن إندفاعك الأخرق عندما تدخلين إلى أي غرفة وأن تلقي التحية أولا قبل أي شيئ أخر.
(إعترضت الفتاة بدلال :
_لكن جدي...
(قاطعها بحزم بينما إحتفظت ملامحه بتعابيره الحنونة الغريبة جدا عنه :
_تعرفي أولا على ديالا وَألقي عليها التحية...رنيم.
(إلتفتت إليها الفتاة بسرعة مفرطة لتصرح بدهشة واضحة في إتساع عينيها وانفراج شفتيها المكتنزتين:
_إنها أجنبية جدا.
(تمتمت بسخرية وهي تنظر لجدها بمرارة :
_ألم أكن دائما هكاذا؟!!
(أشاح بنظراته بعيدا عنها بطريقة ألمتها لتسمع الصوت الساخرالذي سبق وتواجهت معه عدة مرات يقول ولأول مرة بجدية حازمة :
_رنيم لم تقصد ما تتوقعينه إنها...
(قاطعته الفتاة بلهفة وقد بدت عينيها تلمعان بفرح طفولي أثارإستغرابها :
_أمجد أنت هنا!...أين كنت؟...ومتى عدت و...
_رنيم!
(إلتفتت بحيرة صوب جدها الذي هدرباسم الفتاة بقسوة أخرستها لتنكمش تلك الأخيرة بطريقة مضحكة بعد أن أرسلت نظرات متضرعة...مستعطفة صوب المدعو أمجد...تنقلت بنظراتها بينهما بفضول وقد وجدت نفسها تتساءل عن هويتها وعلاقتها بجدها وبالكوبوي الوقح الذي بدا...ضيقت عينيها عليه وقد إسترعى إنتباهها فجأة شكله الخارجي الذي بدا مختلفا جدا عن راعي البقرالمتسخ...المبعثرالذي إستقبلها في المطار...
كان يلبس بنطلونا أسود مع قميص بنفس اللون مع بذلة فاخرة بدت وكأنها جزء ثانٍ من جسده لشدة إلتصاقها وضيقها على كتفيه العريضين...شعره الطويل بدا مسرحا ونظيفا ويغري أي كان بتمريرأصابعه في خصلاته الحريرية...المثيرة...لقد بدا أنيقا بل و حتى مألوفا...كما أنه كان جذابا بطريقة تخطف الأنفاس ولا عجب أن الفتاة كانت متلهفة عليه وَ...إستيقظت من أفكارها فجأة عندما إنتبهت أخيرا إلى أنها كانت تتفرس فيه كما لو أنها لم ترى رجلا قط في حياتها والأسوء أنه كان يبادلها نظراتها بعينين ماكرتين...عابثتين دفعتا بالإحمرارليغزو ملامحها مما جعلها ترمقه بغضبٍ أسود قبل أن تبعد نظراتها عنه وفي تلك اللحظة بدأ باقي أفراد العائلة بالإنضمام إليهما...
كان هناك كما توقعت زوجة عمها وولديها عثمان وهديل التي كانت تتأبط ذراع رجل وسيمٍ عَرَّفَت عنه باسم فريد وأنه معقود قرانهما وسيتزوجان قريبا...كما كان هناك سيدة في بدايات الخمسينيات عرفتها من شبهها الواضح بابنها قبل أن يقدمها جدها على أنها والدة أمجد ...إفتقدت وجود عمتها وقريبة جدها لكنها لم تجرؤ على السؤال عنهما بل جلست بين زوجة عمها وابنتها تتناول طعامها بهدوء وصمت وبين الحين والأخر كانت تسرق نظرات خاطفة لهم دون أن تغفل عن العيون الملتهبة التي كانت تجلس قبالتها والتي رغبت أكثر من مرة باقتلاعهما من محجرهما...
إنتهى طعام العشاء لينتقل الجميع للجلوس على الأرائك المقابلة لطاولة عشاءهم ما عاد هديل التي رافقت خطيبها للتنزه تحت ضوء القمرليتبعهما أمجد الذي ذكر شيئا ما عن عمل متأخرينتظره والذي ما إن غادر حتى تسللت رنيم تلحق به مما جعل والدته تعلق على رحيلها باستنكار:
_تلك الفتاة!...ألن تكبرأبدا؟
(أجابها عثمان بامتعاض :
_لا يبدو على إبنك الإعتراض؟
(هدر الجد بصوتٍ أمرٍ وهو يضرب بعصاه الأرضية الرخامية المزركشة :
_عثمان...هذب ألفاظك.
(تمتم إبن عمها بجفاف وهو ينظرللأرض :
_أسف جدي ...(سكت ليقف فجأة وقد بدا متضايقا ليظيف ببرود :
_بالإذن منكم سأذهب لأنام لقد كان يومي طويلا كما تعلمون.
(إلتفت الجد نحوها ليقول بصرامة ولقد بدت نظراته إليها مبهمة :
_عثمان يعمل طبيبا عاما في مستوصف المزرعة وَ أنتِ ...
(قاطعه عثمان مفسرا بتبرم :
_لقد تخصصت في الطب النفسي لاحقا لكنه لا ينفعني كثيرا هنا.
(تابع جدهما كلامه كأنه لم يقاطعه من الأساس :
_...تعملين ممرضة أليس كذالك؟؟
(نظرت لجدها تتفحص ملامحه علها تتبين سبب ذالك الإهتمام المفاجئ الذي غلف صوته...لكن محاولتها باءت بالفشل مما جعلها تتنقل بنظراتها لعثمان الذي بدا كأن كلام جده الأخير قد أثار إهتمامه إذ سرعان ما عاد للجلوس ليتساءل باستغراب ونظراته عليها :
_تبدين صغيرة جدا...فهل تعملين حقا ممرضة؟؟
(أجابته بهدوء وهي تهز رأسها علامة الموافقة :
_أنا في الخامسة والعشرين من عمري وَ أنا ممرضة طوارئ لما يقارب الأربع سنوات ونيف.
_وَأين كنتِ كل هذه المدة...أعني إعذريني على فضولي لكن غيابك محير؟؟
(فاجئها سؤال والدة أمجد التي بدت جاهلة تماما بسر ماضيها وغيابها...إبتسمت لها إبتسامة صفراء لم تصل لعينيها لتقول بمرارة :
_كنت أعيش في لندن وسبب غيابي...(نظرت صوب جدها بإصرار لتظيف بصوتٍ جليدي :
_فهذا ما عدت من أجله ولن أرحل أبدا قبل أن أعرفه.
(ما إن أنهت كلامها حتى زمجر جدها بكلمات غيرمفهومة ليقف تاركا الغرفة وصوت دقات عصاه الغاضبة يعاقب الأرضية من تحته بقسوة ...إختفى بعد لاحظات ليصبح الصمت سيد المكان لكن ذالك لم يدم طويلا إذ سرعان ما هدر صوت غاضب...غريب من خلفها :
_أنتِ لا تشبهين أمك أبدا!
(شهقت زوجة عمها بينما إتسعت عيني والدة أمجد مما دفعها للإلتفات صوب الصوت بفضول واستغراب لتجد نفسها أمام إمرأة كبيرة متشحة بالسواد...شعرها الغجري الأسود تخللته خيوط فضية عديدة...كانت ملامحها مألوفة جدا...كانت تشبه فتاة أمجد وكانت أيضا تحمل ملامح...أخذتها من أفكارها مجددا حين قالت بعنف وعيناها تقدحان شررا :
_لا أنتِ لا تشبهينها...أستطيع رؤيته في عينيك...الإحساس بدمه يجري فيك ورغم أن شكلك مثل شكلها...ومصيرك يشبه مصيرها إلا أنك لستِ أبدا هي...لستِ هي...لستِ هي...
(إستدارت فجأة لتغادر كما ظهرت فجأة وهي تطلق ضحكة مجلجلة لكن شفتيها لم تتوقفا عن ترديد كلمتين...لستِ هي...لستِ هي...
التوقيع
احلى هدية من احلى سما في الدنيا
lossil
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى lossil
البحث عن كل مشاركات lossil