الموضوع: نيران عشق
عرض مشاركة واحدة
قديم 30-09-13, 09:49 PM   #2

rajaaazmy

نجم روايتي وكاتبة وقاصة ومحررة لغوية في قلوب أحلام وأميرة حزب روايتي وشاعر متميز بالقسم الأدبي ومراسلة أخبار فنية

alkap ~
 
الصورة الرمزية rajaaazmy

? العضوٌ??? » 184271
?  التسِجيلٌ » Jun 2011
? مشَارَ?اتْي » 4,145
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rajaaazmy has a reputation beyond reputerajaaazmy has a reputation beyond reputerajaaazmy has a reputation beyond reputerajaaazmy has a reputation beyond reputerajaaazmy has a reputation beyond reputerajaaazmy has a reputation beyond reputerajaaazmy has a reputation beyond reputerajaaazmy has a reputation beyond reputerajaaazmy has a reputation beyond reputerajaaazmy has a reputation beyond reputerajaaazmy has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الأول

الفصل الأول

وقفت رهف خلف أحد الأعمدة المنتشرة بسخاء على أرضية المطار .. عينيها تتحركان بوجل تتمليان من ملامحه المقابلة لها لكن على مسافة بعيدة .. تكاد ترى تأثره الواضح من دموع أمه، صمت والده وهما يودعانه متمنين له رحلة موفقة ..
أسندت رأسها على العمود ويدها منبسطة على صدرها تتحسسان نبضها المجنون .. أما دموعها فقد تدفقت عارفة أنها لن تلاقي وجهه الحبيب إلا بعد سنوات
- رهف؟؟
التفتت برعب نحو مصدر الصوت .. لتجد شقيقته أمامها .. شقيقة حبيبها محمود تقف أمامها بطولها الفارع وجمالها الأشقر الأخاذ .. تمتمت:-ما الذي تفعلينه هنا؟
عيني رؤى انسابت على ملامحها المتألمة قبل أن تقول بتساؤل:-هل جئت لرؤية أخي قبل رحيله؟
أومأت رهف بصمت وهي تتمنى لو تنشق الأرض وتبلعها في اللحظة .. الآن قد تصل الأخبار لوالدتها وقد تعاقب على يدي زوج والدتها من جديد وهذه المرة قد يحرمها من الذهاب برحلة الثانوية الخاصة بطلاب السنة الأخيرة .. سمعت رؤى تضيف بابتسامة حانية:-أنا لم أرك .. اتفقنا؟
ابتسمت رهف بتوتر قبل أن تضيف الأخرى:-حاولى الرحيل قبل أن يلمحك أحد أفراد عائلتي
- حسنا
تمتمت رهف بصوت هامس قبل أن تعاود الالتفات نحو حبيبها رغبة بتوديعه من بعيد لكنها لم تجد أحدا .. سمعت صوت رؤى تقول:-لقد رحل منذ لحظات ويجب أن ترحلي أيضا .. بالمناسبة لم أكن أعلم أنك معجبة بأخي ..
نظرت إليها رهف للحظات تطالع عينيها البنيتين على خلاف عيني شقيقها الرماديتين لتقول بثقة:-أنا لست معجبة به .. أنا أحبه
رفعت رؤى حاجبيها عاليا قبل أن تومئ بتفهم:-حسنا .. سأذهب الآن .. وداعا

طريق العودة بدا طويلا لرهف وهي تجلس خلف مقود سيارتها الحمراء الصغيرة .. هدية عمها الثري لها والتي لم تسلم من انتقادات زوج والدها .. ابتسمت بتهكم حين وقفت أمام إشارة المرور لترفع رأسها نحو السماء الصافية .. تمتمت:-طريقا موفقا يا حبيب قلبي ..
محمود التازي .. ابن الجيران وحبيبها السري منذ انتقلت طفلة إلى الحي الذي تقطنه الآن رفقة أمها ماجدة وزوج والدتها إبراهيم .. حبيب لا يعلم أحد بتواجده حتى محمود نفسه .. فهي اختارته شريكا بأحلام طفولتها .. مراهقتها وحتى الآن فهي لا ترى سواه ..
لكنه لا يراها .. أبدا لا يراها .. على الأقل كما تشتهي هي .. فهو يعاملها كابنة الجيران فقط .. يحييها عندما تلتقي طرقهما وأحيانا لا ..
شهقت بنعومة وهي تتحرك وسط ازدحام السيارات وتتذكر فعلتها ليلة الأمس .. فقد تركت له رسالة لا تدري إن كان قد قرأها أم لا .. كتبت رسالة أودت له فيها كل مشاعرها وأحلامها وأمنياتها له ولهما معا .. كما طمأنته أنها ستظل دائما بانتظاره ووقعتها بأول حرفين من اسمها الكامل .. "ر.ح" تساءلت الآن كما فعلت بكل لحظة بالأمس وهي تتقلب على فراشها .. أتراه عرفني؟
صفت رهف سيارتها خلف سيارة إبراهيم القديمة ودخلت ببطء للمنزل العائم في هدوء تام .. وجدت زوج والدتها نائما على الأريكة بغرفة الجلوس أما والدتها فقد كانت تجلس بغرفة مكتب والدها سابقا خلف مكتبه ذي الخشب الثقيل والذي صنعه بنفسه تخط شيئا ما .. قدرت رهف أنها يومياتها ..
ابتسمت رهف هي تقترب من والدتها على مهل حتى لا تحس بتواجدها .. شهقت ماجدة حين طوقتها رهف بيديها من الخلف وأخذت تضربها برفق على ذراعها قائلة من بين ضحكاتها:-ألن تكبري يوما؟
ضحكت رهف ملتفة لتجلس على المكتب ثم قالت:-لا أبدا .. سأظل طفلتك المشاكسة إلى الأبد
مررت ماجدة يدها بين خصلات شعر ابنتها قائلة برقة:-كلما أنظر لعينيك أحس كأنني أنظر لعيني والدك رحمه الله
تنهدت رهف:-رحمه الله ..
ثم ابتسمت قائلة بمشاكسة مرحة قصد تبديد جو الحزن الذي خيم على والدتها:-ما الذي تفعلينه؟
كأنها نبهت والدتها .. إذ اعتدلت بجلستها مغلقة الكتاب الذي كانت تخط فيه ما تريد .. قالت:-أكتب
ابتسمت رهف:-ألن تطلعيني يوما على ما تكتبين؟
ضمت ماجدة الكتاب بين يديها قبل أن تتنهد قائلة:-سيكون لك يوما ما .. عديني فقط عندما تقرئينه ألا تحكمي علي جزافا .. تفهمي قلب امرأة عاشقة
رغم الحيرة التي ارتفعت لرأس رهف إلا أنها ابتسمت معدلة من خصلات شعرها التي تمردت من عقالها لتقول بثقة:-أعدك
وقفت حينها ماجدة قائلة:-لابد أنك جائعة سأحضر لك شيئا ما
تتبعت رهف والدتها وهي تدخل الكتاب بالخزنة السرية المتواجدة بغرفة ملحقة بالمكتب قبل أن تغلقها بالكود السري ثم تغادر الغرفة بخطوات متماهلة رزينة ..

استلقت رؤى على فراشها تطالع من مكانها النجمات المطلة على نافذتها بسخاء .. ابتسمت وهي تتذكر وعد ماجد:-أعدك أن أقطف لك النجوم نجمة نجمة وأنشرها على سماء ترينها حتى تعلمي مدى حبي لك
- المجنون
تمتمت ضاحكة لتلوح لها صورة تلك الفتاة رهف بوجهها المبتل دموعا وهي تقف مختبئة حتى لا يراها أحدهم .. مازال صوتها الواثق يرن بأذنيها:-أنا لست معجبة به .. أنا أحبه
تساءلت رؤى وهي تتقلب على فراشها هل ستستطيع أن تقول كلمة الحب بكل تلك الثقة عن ماجد .. أن تقولها له بكل ذلك العنفوان والقوة ..
لكنها تعترف أنها لا تحب ماجد .. هي تهتم لأمره .. يعجبها وتحس بالأمان معه .. لكن .. حب .. هي لا تدري ..
أصدر هاتفها أزيزا معلنا عن وصول رسالة .. رفعته بين أناملها لتفتح الرسالة القادمة منه:
- "لا أستطيع النوم .. كلما تقلبت على سريري أراك .. فأمد يدي حتى ألامسك عل دقات قلبي تتوقف عن جنونها فلا أجد غير السراب .. يا محبوبة ملكت الفؤاد بالله عليك أخبريني .. أتشعرين بقلبي الملتاع؟"
أعادت قراءة الكلمات دون أن تشعر بشيء .. سوى بفرحة أنثوية خافتة لأن هناك رجلا يحبها .. يرغبها ويريدها ..
كتبت تناغشه وتناغش نفسها:-"بهذه اللحظة لا أشعر بشيء غير ...... النعاس الشديد"
لحظات بعد إرسالها وارتفع رنين هاتفها .. رفعته بين أناملها مجيبة:-مساء الخير يا مزعج
أتاها صوته يتصنع الحنق:-إذا لا تشعرين بغير النعاس؟
- أجل
ضحك بخفوت:-حسنا أميرتي .. نامي بسلام واحلمي بي كثيرا فسأزورك لا محالة كما تفعلين بصحوي ومنامي
وفصل الخط وظلت هي على حالها تراقب تلك النجيمات وصوت والدتها العالي يصلها:
- جلال .. تعال إنه محمود يتصل من مطار انجلترا



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 01-10-13 الساعة 11:48 AM
rajaaazmy غير متواجد حالياً  
التوقيع
مذكرات قلم ... مدونتي بـفوضى الحواس هنا