عرض مشاركة واحدة
قديم 30-11-13, 06:11 PM   #817

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

"افففف و أخيرا" هكذا كانت غزل تحدث نفسها حال أن أغلق الباب وراء حسناء وجمانة ابنة خالها اللواتي كن يساعدنها في إعادة ترتيب المطبخ بعد معمعة الغداء، فهن رغم وجود أم محمد التي تأتي مرة أو مرتين بالأسبوع لتقوم بأعمال المنزل أو لغسل المواعين في الولائم الكبيرة أصررن أن يبقين معها ويساعدنها والآن بعد أن انتهت أم محمد و سكبت غزل لها ولأيتامها الأربعة ما فيه النصيب من الطعام غادرت. أقنعتهن غزل أيضا بالخروج من المطبخ طالبة منهن أن يخرجن لشرب العصير بالصالة ريثما تنتهي هي من صنع الشاي بالنعناع وتريح رأسها من الحجاب وفعلا حال أن فكت حجابها وأرخت عقدة شعرها العسلي عبأت الغلاية الكهربائية بالماء وجهزت إبريق الشاي بميداليات الشاي وعروق النعناع وصفّت الكاسات الخاصة به بالصينية بطريقة مرتبة ثم جلست على كرسي ووضعت مرفقها على الطاولة ووسدت وجهها بكفها لتشرد عيناها وفكرها بما حدث قبل ساعة بغرفة المعيشة فتختفي تلك الابتسامة الخادعة التي تعبت لشدة ما رسمتها على وجهها اليوم وتتعكر بحيرة عينيها الفرزدقيه
*
*
*
حال أن رأى معتز الشرارات المتطايرة من عيني كرم رفع يديه سريعا عن غزل فرد كفيه أمام كتفيه دلالة الاستسلام!! تحرك بسرعة خارجا من الغرفة متمتما أنه عليه أن يغسل البقعة التي على قميصه حالا... "جبان" هكذا همست غزل بسرها لترى معتز الذي أصبح خلف كرم يشير بكفه على رقبته ويمررها عليها كما السكين! كتمت غزل الضحكة على حركة معتز مع أنفاسها اللاهثة و أنزلت رأسها لتدعي أنها تداعب الطفلة التي لازالت قابعة بين يديها! سمعت صوت باب الغرفة وهو يغلق لترفع عينيها الجزعة نحوه فتراه يشعل سيجارته بعصبية شديدة، ابتعدت عنه لا إراديا بخطوات متعثرة وتهمس: ليش سكرت الباب؟
أخذ كرم نفس عميق من سيجارته ونفثه بقوة تظهر شدة غضبه واقترب منها بخطوات غاضبة وامسك فكها بقوة قائلا بصوت منخض: بعدين معك انت؟ كل ما أغفل عنك شوي بدي ألاقيكي بتضحكي مع فلان وبتمزحي مع علّان... كم مرة ومرة نبهت عليك زمان لا تتباسطي مع الناس؟ ما تعلمت من اللي صار معك اشي انت؟! آآآه؟
انتفضت غزل لا إراديا وهو يرفع صوته عند كلمته الأخيرة وأخذت تهز رأسها يمينا ويسارا غير قادرة على التفوه بكلمة .. ليزيد هو جنونا ويهمس بطريقة جنونية غير قادر على إيقاف الصورة التي ترسم بعقله الآن: ولا يمكن اللي صار عجبك وحبيتيه فجاي عبالك تكرري التجربة؟!!!

مصدومة بشدة من كلامه غير قادرة على الدفاع عن نفسها و دموع القهر تنسكب مدرارا على وجنتيها من هول الاتهام فتشدد من احتضانها للطفلة لا إراديا وهو يكمل كمن أصابه مس من الجنون: أكيد عجبك اللي صار ... أكيد ... لو ما كان بدك كان ما دخلتيه البيت!!
فتحت غزل عينيها برعب من اتهاماته القاسية تحاول قول شيء لتنكرها فلا تفلح الا في فتح فمها واغلاقه دون فائدة بينما عيناه تفترسانها افتراسا.
نفض يده منها عندما رأى فشلها بفض التهمة عن نفسها .. استدار عنها وأكمل وهو بسحب نفسا طويلا من سيجارته بقول كمن يحدث نفسه: و لا ما كنت مفكرة راح يتطور الموضوع لهالدرجة!! ما بتعرفي انو انت اللي بشوفك مستحيل يفكر فيكي من دون ما يخطر على باله شو ممكن يحس لو كل هالفتنة والبراءة صارت بين ايديه!!
نظر لها يعيون حمراء متفجرة مرارة وحقد ينفث لهبا أسود وهو يكمل: الله ريتك بجهنم أنت واياه بس توصل فيك الحقارة انك تتهميني أنا عشان تغطي عليه .... أنااااااا!!!
ختم كرم كلمته الاخيرة بقهر شديد وهو يضرب قبضته بالجدار بقوة كفيلة أن تهشم أصابع يده لولا صلابة بنيته الشديدة، غزل محمرة الوجه بشدة تثير الخوف بنظرات مشتتة بين ذكريات الماضي وقسوة التهمة وعذاب الضمير تنظر إليه يعض قبضته بقهر شديد... يفرغ فيها غضبه ثم يفرك وجهه بقوة لينظر إليها بغلّ شديد وهي.. هي مصدومة بشدة من مسار أفكاره وتحليلاته... تتنفس بشدة... لا بل تشهق... ذكرى قوية تجتاحها بالصوت والصورة وال ... الألم... آآآه ليته يشعر بألمي ليدرك كم أعجبتني التجربة!!!

.................................................. .................................................. ......................

على سرير يوسف القابع في وسط الغرفة الذكورية بكل ما فيها... يتمدد ذلك الجسد مستغلا طول السرير كاملا... يتوسد ذراعا ويغطي بالأخرى وجهه فيتخيل للرائي من بعيد أنه غافيا حتى يقترب فيشاهد الغيوم الرمادية الصغيرة المتشكلة من دخان سيجارته القابعة بين إصبعيه المتورمين!! كان كرم يشعر بإرهاق شديد... إرهاق جسدي من السفر الطويل والسهر الكثير زاده وجبة الغداء الدسمة التي لم يرحم نفسه بها بعد أربع سنين من الحرمان ويزيد عليه إرهاق معنوي يشعر أنه يفتك به بقوة... رؤيتها أرهقته... والمواجهة قتلته! لطالما كانت مرهقة لأعصابه... قديما في مطلع شبابه والآن في عنفوان رجولته... كان يعتقد أنه عندما يراها ستتملكه مشاعر كراهية شديدة نحوها كما كرهها في أيام زواجهم الثلاث... كراهية واشمئزاز وقرف... ليفاجأ بان كراهيته لم تكن موجهة إلا لنفسه واشمئزازه هو من رجولته وقرفه هو من ضعفه!!!
نعم... نعم... فكيف استطاعت تلك الصغيرة أن تخدعه ببراءتها الكاذبة... كيف أنه وهو الذي لطالما اعتبر نفسه خبيرا بخفايا النساء لم يلاحظ نظراتها المغوية لكل ذكر يجلبه سوء حظه ليتواجد حولها... نعم هو غبي... ولكن كفى.. لن يسمح لتلك الصغيرة أن تتلاعب به أكثر فهو زوجها وعليها أن تحترم اسمه المرتبطة به شاءت أم أبت... عليه أن يضع لها حد... يا الهي لم يمضي نهارا كاملا في أراضي الأردن ليجدها تمارس سحرها على ذلك الغبي معتز...
لم يكن في نيته أن يواجهها اليوم، محاطة بكثير من الأشخاص المتأهبين لنجدتها... أراد أن يجهز لها محاكمة مدروسة يكون هو فيها القاضي والجلاد.. محاكمة تأجلت طويلا طويلا.. لطالما تخيلها في غربته المقهورة.. يتهمها ويدينها ويحاكمها وينزل عليها العقاب... وحبذا لو كان الحدّ!! نعم أراد أن يزهق روحها علّ المرار الذي في قلبه يخف... علّ عينيه تعرف النوم!!
"غبي" نعم يشعر انه غبي، ألم يستطع أن يزيد على الأربع سنوات يوما واحدا فقط! هل كان عليه أن ينهار هكذا؟ ها قد خسر عنصر المباغتة والآن المتهمة ستتحضر بلفيف من المحامين ليقدموا له أدلة مزورة تنفي عنها التهمة ويجهزوا له بيان طويل عريض عن عفتها وبراءتها... وها قد بدأت خالته ام أحمد بالاستئناف قبل حتى أن بصدر الحكم!! في الحقيقة لا بعرف ماذا كان سيحدث لو لم تأت خالته باحثة عن غزل فقد شبع الضيوف وبدؤوا برفع الطعام، خالته فهمت الوضع سريعا حال أن دخلت عليهم الغرفة ورأت حالهم لتجزره طالبة منه تأجيل أي حوار حتى يذهب الضيوف ويرقد والده فوضعه الصحي لا يسمح له بأي صدمات حاليا!!

.................................................. .................................................. ..............................

يجلس على مكتبه في زاوية غرفته يتهيـأ للرائي أنه يذاكر تحضيرا لامتحاناته التي على الأبواب فيما الواقع أن أفكاره كلها تحوم خارجا مع ذلك الأخ القادم من بعيد! لماذا عاد؟ ما الذي يريده الآن؟ أبعد أربع سنوات تذكر أنّ له عائلة تنتظره هنا؟ اغتاظ عمر كثيرا وهو يرى الترحيب الحار به وهو لا يستحق! ولكن ان كان والده أبا محروما مشتاقا تجرفه مشاعر الشوق لبكره الغالي خاصة وهو يعاني من مرضه اللعين ذاك شفاه الله منه فماذا بالنسبة لأمه الصغيرة الغبية تلك؟ّ! أنسيت غزل كيف تركها بعد زواجهم بأيام قليلة وتركها عرضة للأقاويل؟ لقد كرهتهم بسببه... تركتهم.... ابتعدت عنه هو بعد ان كان كل حياتها وطفلها المدلل فكيف تسامحه وتقرر ان تعود له بتلك البساطة... أين كرامتها؟!!

.................................................. .................................................. ..............................

سكبت غزل القليل من الشاي الساخن جدا على يدها حين تفاجأت بالباب يفتح فجأة فهي لازالت بلا حجابها بعد... حين شاهدت الشخص الذي دخل المطبخ لم تعرف هل تطمئن أم تجزع فمن دخل لم يكن إلا كرم، ألقى عليها نظرة متفحصة سريعة وتوجه نحو باب الثلاجة العلوي ليبحث عن مكعبات ثلج فألم يده شديد... رأته يفتح أبواب الخزائن بشكل عشوائي لتهمس بصوت مبحوح: على ايش بتدور؟
جلس على الكرسي ليجيبها بهدوء غريب عن ثورته القريبة: بدي اشي أحط التلج فيه وادخل ايدي
تركت غزل إبريق الشاي من يدها وأحضرت له وعاء وضعت فيه مكعبات الثلج وتركته أمامه، شاهدها بطرف عينه تلملم خصلات شعرها وتعقدهم بقوة وتضع حجابها فوق رأسها
قال لها حين شاهدها تحمل صينية الشاي بأيدي مرتجفة: اتركي الصينية هسة أنا بدخلها
همست بصوت لا روح فيه: لا مش مشكلة هلأ بنادي عمر ولا يوسف... بدك كاستك أخليها هون؟
هزّ رأسه رافضا: هسة بخلص وبشربه مع الناس
هزت رأسها هي الأخرى لتنادي بصوت عالي على عمر لتعطيه صينية التقديم، قبل أن تخرج من باب المطبخ سمعته ينادي عليها فالتفتت له باستفهام فقال: لما يكون في ناس عنا بالبيت لا تشلحي عن راسك أو بتسكري الباب على حالك بالمفتاح!
أرادت أن تخبره أن لا احد يدخل المطبخ من الضيوف دون استئذان ولكن فضلت أن تسكت فلا طاقة لها الآن على الوحش الكامن بداخله والجاهز عند اقل كلمة منها للخروج من مخبأه!




bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس