عرض مشاركة واحدة
قديم 30-11-13, 06:16 PM   #818

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

مغتاظة... مغتاظة جدا من زوجة خالها أم أحمد وأكثر من أمها اللواتي يجلسن على أريكة ثلاثية يتوسطهن أحمد يقرّعنه بصوت هامس يصل لمسامعها بوضوح لقربها منهن... زفرت بضيق حقيقي... رجل و أراد تطليق زوجته ما دخلهن ليحشرن أنوفهن بأموره! لا بل حسب كلامه أن قرار الانفصال كان قرار مشترك من كلاهما... يخبرهن أن لا عيب في دلال ولكنهم لم يتفقوا جيدا فيلححن عليه بالأسباب ليقول أن النصيب انقطع فيتكرمن بلائحة طويلة يذكرن فيها مميزاتها فيخبرهن أنهم لم يتفقوا ليشجينه بمعلّقة عن جمالها ويذكرنه أن الطلاق أبغض الحلال فيلفتهن أنها إرادة الله!!! "اففف" ألا تعلم أمها أنها تنحرها بما تفعله؟ تشعر بحر شديد بسبب غليان دمها خائفة بشدة من إلحاحهن... تخشى أن يقتنع ويعيد دلال إلى ذمته من جديد.... فيقتلها من جديد!
سمعت أمها تقول: يعني يا أحمد ما بين معكم إنكم مش متفقين غير بعد أربع سنين؟
يبتسم بشجن: عمتي الطلاق عمرو ما كان أول الحلول.. يعني الواحد بصبر وبتصبر وبس يفلس من كل الوسائل بكون وصل لقناعة انو الطلاق هو نهاية هالطريق
أمه تتمتم: لو في بينكم ولاد كان ما تركتوا هيك ببساطة وكل ما أسألك ليش لسة مرتك ما حملت تقولي لسة بدري علينا.. قال بدري قال... شو بتفكر حالك صغير؟ صار عمرك تلاتين وبتحكيلي لسة بدري!!!
أحمد يقبل يدها ويقول: يمّة يعني ما في كتير متجوزين بنفصلوا وفي بيناتهم ولاد!
ليستدرك وقد رأى حبل الإنقاذ يلوح له أخيرا: بعدين هيّك قلتيها.. أنا فعلا كنت بدي ولاد ومن سنتين كمان بس هي بتأجل وبتأجل وبالأخير بتقولي ليش مستعجل!!
أحمد فرح عندما أسكتهن فموضوع الأطفال هو قضية غير قابلة للنقض بالنسبة لهن! لم يؤنبه ضميره على ما قال فهو فعليا لم يكن يكذب برغبته بالإنجاب وتمنعها هي ولكن ذلك لم يكن أبدا سببا للخلاف فهو صبورا بطبعه وكان على استعداد أن يصبر عليها أكثر حتى تقتنع.. لا عجب فقد صبر عليها فيما هو اكبر!!!
تنفست سراب بعمق عند انتهاء النقاش وشعرت براحة عميقة تتغلغل في روحها ودون شعور ابتسمت برقة وألقت على احمد نظراتها الحالمة وسقف آمالها يرتفع أكثر وأكثر... وهي في هذه الحالمية التقطتها عيني احمد ليركز عليها نظراته ويقرأ عبر روحها الشفافة سعادتها المطلة من عينيها لتكون هذه السعادة قطرات مطر خفيفة... خفيفة جدا تتساقط في روحه المجدبة لتنثر فيها تلك الرائحة المميزة التي تطلقها الأرض عند معانقتها لأولى القطرات!!

.................................................. .................................................. ..............................

كرم في المقابل كان سعيدا جدا بتخلص أحمد من التعذيب الأنثوي الذي كان يعاني منه وكان سعيدا أكثر بتلك النظرات المتلاقية فأخوه يستحق أن تزهر حياته بعد ذلك القحط العاطفي الذي كان يعاني منه مع دلال فمن خيرا له الآن من تلك السمراء الذائبة في هواه والمتدفقة العاطفة!! لم يخفى عليه في الماضي العشق الطفولي الذي كانت تكنه سراب لأحمد... دائما فهم نظراتها وحركاتها التي كانت تفتعلها وهي تحاول أن تلعب لعبة الكبار جاهلة تفاصيلها وقوانينها وكم أشفق على قلبها المكسور عندما تمت خطوبة احمد و دلال... في الحقيقة هو يستعجب كيف أنّ أحمد لم يلاحظ ذلك...
شعر كرم بذراع والده الجالس بجانبه حول كتفيه تشده إليه بقوة غريبة على نحول جسده المستحدث ولكنه يدرك أن تلك القوة نابعة من تدفق هائل من السعادة... تناول كرم كف والده وأخفض رأسه لها يتشمم عبقها الدافئ ويقبلها بعاطفة قوية وشعور ساحق بالندم يطبق على روحه... ندم على تلك الأعوام التي ضيعها بمنفاه الاختياري... زفر كرم بقوة واعدا والده سرا أن يذلّل له كل أسباب الطمأنينة والسعادة للباقي من أيامه.
سمع والده يقول بفرح طفولي: وهاي سدر الكنافة أخييرا وصل ( ليكمل بصوت متحشرج) والله ما ذقتها من يوم ما سافرت... كل ما كنت بدي أدخل لقمة بتمي أتذكر انك محروم منها وقديش انت بتحبها فأحسها كأنها سم راح تنزل ببطني!!
كرم ينظر لوالده بصدمة ويشعر بسكاكين حادة تتلاعب في جوفه... يعلم بمحبة والده له فهو أب وكل أب يحب أبناءه أليس كذلك؟! لكنه لم يعلم أن محبته له قد تكون بتلك القوة ... لا... بل بتلك القسوة!
ابتلع كرم ريقه بصعوبة شديدة وقال لوالده بصوت مخنوق: وهلأ أحلى صحن كنافة لأحن أبو كرم و والله ماحد بيطعميك إياه غيري!!!

.................................................. .................................................. ..............................

كانت غزل تجلس وتوتر مرتقب يلفها تنظر لخالها الجالس على الكرسي المقابل لها فهو قبل أن يغادر منزل ابوكريم طلب منها أن ينفرد فيها قليلا فقادته الى غرفة المعيشة الصغيرة تحت انظار كرم شديدة الحدة والتي لا تفوتها الفائتة! بدأ هو بموضوعه مباشرة دون مواربة كعادته: خالي اذا بتحبي تروحي معنا قومي هلأ ضبي أغراضك وأنا بستناك!
ارتبكت وقالت بتشويش: لأ خالو ليش يعني بدي أقوم أروح معك
نظر لها خالها نظرة عتب قائلا: يعني ما بتعرفي ليش؟ خالو أبو كرم على عيني و راسي بس أنا ما بدي اشي بالدنيا يزعلك او يدايقك طول ما أنا عايش... كرم اللي عمله فيك مش شوي ووجوده راح ينغص عليك دائما
رفضت غزل عرضه بينما بداخلها يبكي مستجديا اياها أن تقبل: خالو والله ما الو داعي قلقلك أصلا... اممم... أنا وكرم حكينا مع بعض شوي عالنت من فترة قريبة ووو... يعني فضفضنا ووو... يعني الجو راق شوي
أكملت تناظر خالها لاقناعه: بعدين أنا ما بقدر اترك خالتي بهالظروف ما أنت شايف عمي قديش تعبان وهي ما بتقدر ترتب امور البيت لحالها لأن أغلب وقتها مع عمو!!
نظر لها خالها نظرة تفيض حنانا: الله يرضى عليك يا غالية يا بنت الغالية... براحتك خالي بس ها من هسة بحكيكلك أي وقت بتحسي حالك في متدايقة أو مش مرتاحة رني علي وباجيكي بسرعة وما تهكلي هم لا عمك ولا خالتك... هم بحبوكي وان شاء الله بتفهموا الموضوع!!!

.................................................. .................................................. ..............................

أغلقت غزل ضوء المطبخ تودعها رائحته العطرة... تحسب خطواتها لتصل لغرفتها فقد كان يوما طويلا حافلا... تجر قدميها جرا وتشعر كأنها تمشي على دبابيس وظهرها متيبس وكأنه لوح من الخشب.. يا الهي وأخيرا انتهى هذا اليوم.... " غزل"... لا ليس بعد... هكذا قالت لنفسها وهي تسمع صوت والدها الجهوري ينادي عليها من غرفة المعيشة... أغمضت عينيها و زفرت باستسلام لتدخل لتلك الغرفة وتدرك أن الليل لا زال طويل عندما رأت والدها ووالدتها وأحمد وكرم مجتمعين باستنفار وينظرون اليها بترقب... اجتماع قمة!!!







bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس