عرض مشاركة واحدة
قديم 18-12-13, 09:31 PM   #2868

Fatma nour

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وفراشة متالقة في عالم الازياء والاناقةوسفيرة النوايا الحسنة

alkap ~
 
الصورة الرمزية Fatma nour

? العضوٌ??? » 260406
?  التسِجيلٌ » Aug 2012
? مشَارَ?اتْي » 4,394
?  مُ?إني » بيتنا ..يعني هعيش فين ؟!
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » Fatma nour has a reputation beyond reputeFatma nour has a reputation beyond reputeFatma nour has a reputation beyond reputeFatma nour has a reputation beyond reputeFatma nour has a reputation beyond reputeFatma nour has a reputation beyond reputeFatma nour has a reputation beyond reputeFatma nour has a reputation beyond reputeFatma nour has a reputation beyond reputeFatma nour has a reputation beyond reputeFatma nour has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك carton
?? ??? ~
ثُورىِ! . أحبكِ أن تثُورى ثُورىِ على شرق السبايا . و التكايا ..و البخُورثُورى على التاريخ ،و انتصري على الوهم الكبير لا ترهبي أحداً .فإن الشمس مقبرةُ النسورثُورىِ على شرقٍ يراكِ وليمةٌ فوق السرير
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


إستيقظت مِن نومها بشعور غير مألوف أنها مُرَاقبه فتحت عينيها على إتساعهما لتُشاهد صغيرها ينظر إليها بإبتسامة لطيفة وهو نائماً على جنبه مُسنداً وجهه بكف يده ...
إبتسمت له هى الأخرى متناسيه الأمس بما حمله مِن كوارث و مصائب ..

- صباح الخير ... إنتَ ايه اللي مصحيك بدري كدة ..

- إحنا مش بدري ... إنتِ اللي إتأخرتي فى النوم ...

عندها جلست على السرير بسرعة لتنظر فى ساعة الحائط يا إلهيِ لقد تجاوزت العاشرة ... تباً لقد تأخرت على العمل ... لكن لم يكن لديها أي رغبة فى الذهاب لذلك المكان فبمجرد التفكير به شعرت بالقرف ... تناولت الهاتف تحت أنظار صغيرها المتفحصة لها بشكلٍ غريب ...! هاتفت الشركة لتطلب إجازة لتعلم أن أي منهما لَم يحضرا اليوم للعمل أيضاً ... ماهر غرق بإحدى إختفاءاته التى أصبحت متكررة فى الفترة الأخيرة على نحو مريب و يحيى كعادته لَم يُكلف نفسه عناء الإعتزار حتى عن عدم الحضور ...

أغلقت الهاتف وقد أكسبتها تلك المحادثة البسيطة لمكان عملها كمية هائلة مِن الشحنات السلبية التى لَم تغادرها قط ...

كل هذا و معاذ محتفظ بذلك الصمت المريب .. نظرت له بإبتسامة كلفتها الكثير مِن المشقة لرسمها ...

- مالك يا لمض ..ساكت كدة ليه ..؟ أوعى تكون عملت حاجة ..

نظر إليها بدقة شديدة أجفلتها حقاً ... فتلك اللحظة لم يبدو قط شبيهاً بها كما كانت تعتقد دوماً ... بل أصبح كنسخة مُصغرة عن يحيى ... تـبـاً ...!
لماذا لا ينفك يطاردها حتى فى وجه صغيرها ... !
لاتريد ... لا تريد الذهاب لهذا المكان ...

- مفيش أصل المدير بتاعك جه و كان عاوز يشوفك الصبح ... ولما قولتله إنك نايمة ..قالي أسيبك نايمة ... و إنه هيستناكي لغاية أما تصحي ...
شدت الملاءه حول جسدها بسرعة وهى تنظر للباب المفتوح خلف صغيرها .. لتتذكر أنها لا ترتدى سوى رداء نومها القصير ...

- هو فين دلوقتي بره فى الصالة ...
طالعها بنفس النظرات المدققة ليقول بترفع شديد ... !!

- على الباب بره ... أنا كلمته مِن ورا الباب زي ما إنتِ قولتي .. مفتحش لحد الباب أبداً و إنتِ مش معايا ... أنا مش عيل صغير يا نونا ..

نظر بعيداً عنها كأنه شعر بجرح فى كرامته لتشكيكها بصواب تفكيره ... عندها لم تتمكن مِن كبح إبتسامتها ... فنكزته فى ذراعه ..

- يووووه ...خلاص بقى ...المهم إنتَ حاسس بايه دلوقتي ...

- الحمد لله بقيت أحسن ...


حسناً آن وقت النهوض لترى ما الذي يريده منها ذلك الوغد
نهضت مِن السرير وإرتدت روبها المنزلى المحتشم لتغادر حجرة صغيرها ...إلا أن نداءه أوقفها مذهولة ...

- ايه ده ... إنتِ رايحه فين ..؟ هتكلميه كدة ..!! روحي على اوضتك وغيري هدومك الأول وبعدين اتكلمي معاه ... ميصحش تقابلي راجل غريب كدة ..!

حقاً لقد فُتح فمها دون إرادتها .... حاولت غلقه لمرات عدة إلا أنه أبى الإنصياع لأمرها ... فهذا الصغير ... لا يُعقل ... أيبدى سيطرة ذكوريه قبل أن يبلغ السابعة ...!

نظرت له شزراً قبل أن تغادر فى إتجاه غرفتها شاعره بفخر أمومي لا يقاوم بأن صغيرها أصبح رجلاً ويغار عليها ...


ما أن أغلقت باب حجرتها فى طاعة لأوامره حتى سمعته يهتف مِن خلف الباب المغلق ...

- ايوة كدة ..!

حينها لم تستطع كتم البسمة التى إرتسمت بسعادة على وجهها ....
لتضمحل سريعاً فور تذكرها السبب الحقيقي لدخول غرفتها ..
لتهتف بمرح مُصطنع ...

- يلا على اوضتك إنتَ كمان وغير هدومك علشان هنخرج ...

كانت هذه الكذبه هى أول ما توصل إليه ذهنها المرهق لتبعده عن أنظار يحيى أثناء وجوده هنا .... فأخر ما ترغب به هو حدوث إتصال بينهما بأي شكلٍ كان ...

إرتدت أول ما وصلت إليه يديها بنطال أسود مريح ... تعلوه بلوزه خضراء داكنة تصل لأعلى ركبتيها بقليل ... ابتعدت عن تلك البذلات المقززة التى ترتديها أثناء العمل فهو يعرف الحقيقة لذلك لا داعي للتمثيل كما أنها لا تريد التأثير عليه بأي شكلٍ كان ... لكن عميقً بداخلها حيث ترفض الإنصات أدركت أنها تفعل ذلك ربما لإخباره أنها ليست بهذا الرخص ... نظرت لمرآتها كأنها تؤكد لنفسها أنها ليست رخيصة و لَم تكن يوماً ... إلا أن صوتاً ساخراً هتف بداخلها ... أحقاً !!



نفضت تلك الأفكار مِن رأسها فلا جدوى منها و ربطت شعرها القصير لأعلى بإهمال ... و لَم تنظر لمرآتها مِن جديد ...



أخذت نفساً عميقاً قبل أن تتجه للباب حيث ينتظرها هناك وتفتحه ببطئ كمَن يخشى دخول العاصفة ... إلا أن عاصفتها كانت تقف بسكون غريب على بابها حتى أنه أجفل عندما شعر بوجودها كأنه نسي أنه مَن ينتظر على بابها و ليس العكس...!

لم تعِر إجفالته و لا ملابسه المجعدة التى ما زال يرتديها منذ الأمس إهتماماً .. تنحت من أمامه ببرود شديد لتسمح له بالدخول فلن ترغب أن يستمع أحد لحديثهما ... خاصةً جيرانها التى لطالما حافظت على أسرار حياتها مِن أحداقهم التي تشع فضولاً على الدوام ... لوجود إمرأة تعيش وحيدة برفقة صبي صغير هذا وحده كفيل بخلق جو مِن الغموض حولها ... لذلك لَم ترغب بزيادة التكهنات بالسماح للرجال بالتردد على بيتها ... يكفيها إحتمال أن يكون أحد السكان لاحظ إنتظاره هنا ...!!


لم ينظر لها مباشرة كعادته ...! بل أخذ ينظر بكل مكان بالشقة عاداها ... ثم قال بصوتٍ بدى لسمعه مهزوز ....

- أمال مُـ ... الولد فين ..؟

نظرت له بقسوة وغريزة الأمومة لديها تصل لأعلى درجات الإستنفار لحماية وليدها بأي شكلٍ كان ... قبل أن تردف بصوت منخفض وهي تشير عليه ليتبعها فى مكان حيث لا يمكن لصغيرها أن يسمع حديثهما منه ...

- في اوضته إنتَ عاوز منه ايه أنا قولتلك ألف مرة إنتَ ملكش أي علاقة بيه من أي نوع .. أي حاجة إلا ابني ...فاهم ..؟!

على الرغم مِن هجومها الضاري عليه إلا أنه شعر بالسعادة تغمره فغضبها أفضل مِن ذلك الصمت الذي ظل يعذبه طوال الليلة الماضية فلَم يستطع المغادرة و جحيم أفكاره و تخيلاته تأخذه لأماكن شديدة الوعوره ... فمعها لا يعرف أين يطأ بقدمه.. فبكل مكان كثبان مِن الرمال المتحركة التى تهدد بإغراقه إن أخطأ و لطالما كان مخطئً عندما يتعلق الأمر بها .. إلا أنها لن تقبل منه أي شيء لا مساعدة لا شفقة ... ولا حــ .... ولا أي شيء ...!! حتى بعقله لن يتجرأ على نطقها لذلك ... فالهجوم خير وسيلة للدفاع ... لذلك نظر لعينيها بقوة مُضيفاً بنبرة خطيرة ..

- اسمعيني وحطي كلامي ده حلقه في ودنك .... أنا طول الليل بفكر ... اللي جوا ده يبقى ابني زي ما هو ابنك بالظبط وأنا مش ناوي أسيبه أبداً ... وركزي مع أبداً دى و افهميها زي ما تحبي ... لو مش عاجبك الباب مفتوح و يفوت جمل اتفضلي مستغنين عن خدماتك يا مدام ...


ضغط على كلمة " مدام " بقسوة مقصودة .
حقاً تـبـاً لها فلم يفقد أعصابه بهذا الشكل منذ زمن ...!
شحوبها أنبأه أن كلماته هذه أصابتها بالصميم ...
تباً..! لعن بصمت مِن جديد ... فهو لَم يفكر بهذا سوى الآن لكنها لا تحتاج أن تعرف هذا فى الوقت الحالي ... حاول أن يتحدث ليكسر حاجز الصمت الذي إرتفع بينهما ... ليقول أول شيء تبادر لذهنه ...
" و يا ليته ظل صامتاً "

- أنا أسف ...

نظرت له بطريقة إرتعشت لها أطرافه ... ليتدارك نفسه سريعاً وقد فهم مغزى نظراتها ..

- أسف على إني ضربتك امبارح مكنش مِن حقى إني أعمل كدة ..

ليعود غضبه مِن جديد عند تذكر ما حدث الليلة الماضية ..

- بالرغم مِن اللي عملتيه و اللي قولتيه إلا إنه مكنش مِن حقي إني أمد ايدي عليكي مهما كان السبب .. حتى لو استحقيتي الألم بشكل أو أخر ..


خفت حدة نظراتها قليلاً لتطلع له بذهول إعتزار !! هذا بالتأكيد ما لَم تتوقعه على الرغم مِن اسلوبه إلا أنه يظل إعتزاراً كما أنها تستحق أكثر مِن القلم بالتأكيد ليس لأنها أخطأت بحقه أو حق نفسها ..لا فكلاهما يستحقان ...!! لكن كأم لا يمكن أن تلصق مثل هذه الإتهامات بنفسها لا تعرف أين كان عقلها ... أين حكمتها ... لماذا بجانبه يجتاحها هذا الضعف ... هذا التردد ... لماذا تشعر بحضوره أن الزمن لَم يمر ... لماذا قُدِر عليها أن تعيش أسيرة لهذا الضعف الذي لا ينبغي لها الشعور به ... لكنها تجاوزت صدمتها وهذه الأفكار التى لن تكسبها سوى مزيدً مِن البؤس هى فى غنىً عنه ... لتسأله علّ أعصابها المجهدة ترتاح ولو بالقدر اليسير .. وكما يقولون وقعوع البلاء خير مِن إنتظاره ...

- ممكن أعرف حضرتك جاي هنا ليه و الأهم مِن كدة عاوز مني ايه ..؟؟

قالتها بنبرة عكست يأسها دون إرادتها أحداث الأمس الطويل ... فوضى المشاعر التي يثيرها وجوده كل هذا أكثر مِن قدراتها على التحمل ... على الرغم منه تأثر بذلك اليأس لدرجة أراد معها الرحيل للأبد وتركها وشأنها إن كان فى البعد راحة لها ... لكن الرحيل لا يجدي و حالتهما بل حالتهم ...! – صحح لنفسه مسرعاً – خير دليل على ذلك ... لهذا أردف بأقسى نبرة إستطاع إستحضارها مِن داخله المشتت ... ربما بدرجة أكبر منها ...

- أولاً أنا عاوز أعرف كل حاجة ... ايه اللي حصل و مين اللي عمل فيكي كدة و الأهم ايه اللي وصلك للدرجة دي مِن الإنحطاط ....

قبل تفوهه بتلك الكلمة حاول تغيرها لكنه لم يجد لها بديل فرغم قسوتها إلا أنه لم يجد لوضعها وصفٍ آخر ...

إهتزت أعماقها لحديثه ... فأن تعرف حقيقتك شيء ... وأن يخبرك بها الأخرين هو شيء مختلف تماماً ...!
لم يمهلها الوقت بل تابع إستجوابه شاعرً بالغضب والقهر مِن أفعالها ومن نفسه بشكلٍ أكبر ....

- و ممكن تقوليلي علاقتك بماهر وصلت لفين بالضبط ..

نظرات عينيه لَم تدع مجال للشك بغرض سؤاله ... لهذا شعرت بالغضب ، الحقد .. و الآلم ... أجل الآلم الذي طغى على كل شيء قد يظن البعض أنه سؤال متوقع فى ظل هذه الظروف ... و بالفعل توقعت سؤالً كهذا ... لكنها بالتأكيد لم تتنبأ بمقدار الآلم الذى حل بقلبها ما أن تفوه بكلماته .. أبعد أن ألقى بها بعيداً كخرقة باليه إنتهى مِن إستعمالها ... لا بل لَم يُكلف نفسه حتى عناء إلقائها بنفسه حتى !! – كما صححت لنفسها ساخرة – بل أرسل مَن يقوم بهذا بدلاً عنه ... كأنها لا تستحق ... لا تستحق حتى الوداع ... كان بإمكانها إخباره أن لا شأن له ... ولا حق له في إستجوابها ... فبأي حق يحاسبها .... بأي عدل ..!

لكنها فقط طالعته بنظرات فارغة لتردف ...

- هتفرق ...؟؟

على الرغم مِن فراغ نظراتها إلا أنه شعر بالرهبة الشديدة لسؤالها الذي لَم يكن موجهاً له تحديداً فأي شيء حدث جعلها لا تبالي بشرفها بهذه الطريقة المهينة ... أراد أن يصفعها مِن جديد و بشكل أقوى هذه المرة ... ألهذه الدرجة مِن الإنحطاط وصلت ...؟! صوت صغير خبيث همس بداخله " أنتَ المسئول الوحيد عن حالتها هذه وعما وصلت إليه فلو لَم تتركها لما أصابها شيء " ... ليعود للدوران بتلك الحلقه المفرغة مِن جديد ...


حاول سؤالها بصيغةٍ أخرى علّه يفهم فقط القليل مما فاته خلال سنوات غفلته الطوال ...

- إنتِ عارفه إننا لسه متجوزين على الورق ...؟

نظراتها التي حاولت التهرب مِن عينيه أخبرته أنها مدركة جيداً لهذه الحقيقة و لَم تكن غافلة عنها كحاله هو ... لكنها ستحتفظ بالسبب أيضاً لنفسها ... لكن لماذا ؟!

حسناً لا حل آخر أمامه .... لم يكن راغباً بإستخدام هذه الطريقه معها لكنها مَن أجبرته عليها ...

- بصي ماهو أنا لو معرفتش مش هبقى مطمئن على وجود " ابني " معاكي ... " ليخفض نبراته حتى أصبحت شديدة الخطورة بنعومتها الكاذبة " إنتِ عارفه إن أي محكمة ومِن أول جلسه هتحكملي بحضانة كاملة .... ومش بس كدة دا كمان ممكن أمنعك نهائي إنك تشوفيه حتى ... ولو نظرة مِن بعيد ... وده حقي ... كأب خايف على ابنه ..!!


لَم يحتاج لإنهاء حديثه لأنها جلست على الكرسي المقابل له لتقول بخضوع لَم يروقه منها ...


- عاوز تعرف ايه ...

- كل حاجة بس أولاً ايه علاقتك بماهر ...وحدودها ..

قالها بأكبر قدر مِن اللامبالاه على الرغم مِن أعماقه المحترقة توجساً مِن حديثها و داخله يهتف بعنف ... خوفً مِن الإجابة ... نظرت للبعيد شاعرة بسكين وضعه على رقبتها إسمه مُعاذ فإن أخطأت معه لن يتوانى للحظة واحدة عن سلبها إياه ... فسردت له تاريخهما الحافل كخطوط عريضة على الرغم مِن تأكدها أنه يعرف كل هذا ... إذن لماذا يجبرها على فتح الجراح مِن جديد أهي رغبة سادية لديه أن يؤلمها دوماً ... ألَم يكفيه ما نالته طوال حياتها على يديه ..!

بهت يحيى مكانه فقد توقع أن تنكر و كان لديه أملٌ أخر أحمق أن تنفي ما توصل إليه ياسين مِن قبل ... لكن أن تخبره بوضوح هذه الحقائق البشعة و الأسوء أنها لَم تنكر إستخدام جسدها كسلعة للإيقاع بماهر ... لكن كيف تُسلم نفسها له بعد كل هذا الكره الذي تكنه له و الأذى الذي لحقها بسببه ...

- محصلش حاجة ..

قالتها بكلمة قاطعة ترد بها على تساؤله الذى نطقته عيناه قبل لسانه ... لكن كلمتها لم تروي عطشه لمعرفه كل شيء عنها ..

- إياكي و الكدب إزاي مفيش حاجة و اللي حصل بينكوا فى المكتب من فترة ... ولا فاكراني مش عارف اللي بيحصل مِن ورايا ..؟!

دُهشت لمعرفته بخزيها الأكبر ...لكن كيف ..؟؟ فلا أحد غيرها و ماهر الذى لن يخبره بالتأكيد ... إذن مَن ...؟ نعم ... بالتأكيد إنها تلك السكرتيرة الصغيرة ... التي تم تعينها مؤخراً فهي وحدها مَن شهد ذُلها ... شعرت بالخجل يتسرب إليها دون إرادتها لكونه يعلم بما حدث ... لكنها قاومت ذلك الشعور فلن تسمح له أن يعلم بمقدار تأثرها به فليس مِن حقه إنتقادها ... أجل إستقر فكرها عند هذه الخاطرة ليس له أي حق ..

- مش بس كدة أنا كمان شوفتكوا بعنيا ....

نظرت له دون أن يرف لها جفن لتقول بإستحقار لم تستطع إخفاؤه ...

- شوفت ايه ... هه ..؟؟ ... قولي شوفت ايه ..؟

حاول النطق لكنها لم تدع له الفرصة ...

- شوفت اللي إنتَ عاوز تشوفه و بس ... اللي هيريح بالك مش الحقيقة ..

بماذا يرد عليها ... ألم يتأكد مِن برائتها مِن قبل ... لكنه غير قادر على منع نفسه مِن الشك ... خاصةً أنها لا توفر جهداً لتأكيد شكوكه ... توقف عن المتابعة و قد أدرك أن كل ما يفعله هو إعادة فتح الجراح التي لَم تلتئم بعد وبالتأكيد لن يصُب هذا بمصلحة أحد ...

أراد إخبارها هو الآخر بحقيقة موقفه أراد تبرئة ساحته أمام عينيها لكن الأعذار التي كانت قوية للغاية فى وقتها أصبحت واهية ... لدرجة أنه شعر بالخجل فقط لمجرد التفكير بها الآن ...
لحظات الصمت المؤلمة امتدت بينهما طويلاً إلى أن قطعها صوت مُعاذ السعيد ...

- نونا أنا جاهز يلا بينا ننزل ...

نظر لمعاذ للحظة قبل أن يحيد ببصره عنه سريعاً خائفً مِن التطلع إليه أكثر ...

أما نور فكل ما رغبت به هو أن تحتضن صغيرها بقوة عله يعود لرحمها مرة أخرى كي لا يتعرض لأي مكروه قد يصيبه فى ذلك العالم الموحش الذى جلبته إليه ...


- ايه ده ... إنتوا خارجين ...

قالها يحيى بنبرة مراوغة لَم تفهم مغزاها ... لترد بذهنٍ شارد ...

- آيوه هنخرج شوية ...

- كويس أنا كمان معنديش حاجة ... تسمحلي يا معاذ إني أجي معاكم ...

ارفض ... ارفض ... بالله عليك ارفض ... فإن وافقت لن اتمكن من الإعتراض ..

لكن صغيرها الخائن فرح بتولي زمام الأمور ليهتف بمرح سعيدً بالخروج مِن المنزل لأي مكان و برفقة أيٍ كان ...

- طبعاً معنديش مانع لو نونا توافق ...


عندها سمعت صوت يحيى الساخر يضيف ...

- أنا متأكد إن نونا معندهاش أي مانع مش كدة ...

بالطبع لم تقدر على التفوه بحرف فهي تحت رحمته تماماً وكلاهما مدركان لذلك جيداً ...لهذا تنهدت بتعب و إتجهت نحو الباب بإشارة واضحة للمغادرة ...

ما أن وصلوا لموقف السيارات الخاص بالبناية حتى قادهم يحيى لسيارته نظرته المحذرة أوقفت إعتراضها قبل أن يغادر شفتيها ... ما أن فتح السيارة حتى أدخلت معاذ فى الكنبه الخلفية لتربط له حزام الأمان بنفسها وتتأكد منه أكثر مِن مرة قبل أن تبتسم له بحب شديد جعل قلب يحيى يُعتصَر بمكانه ..
بعدها إتخذت مكانها فى المقعد المجاور له .. مُحافظة على ذلك الصمت بينهما ...
حقاً لا يستطيع التنبؤ بتصرفاتها .... فكان يتوقع أنها ستُجلِس صغيرها بالأمام نكاية به .... لكن متى سيدرك أن مُعاذ هو مَن يتصدر قائمة أولوياتها ....

************************************************** ************


Fatma nour غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس