عرض مشاركة واحدة
قديم 21-12-13, 07:20 PM   #1232

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

تنظر إلى نفسها بالمرآة بعيون مرتجفة تائهة ووجه شاحب رغم ما صبغته به من بعض من لون وردي أصرت خالتها عليها أن تضع منه القليل! مسكينة خالتها تظن أنّ بعض الدهان سيجمل اللوحة، ألا تدري أنه مهما كثرت الألوان أو قلت فانّ الخلفية هي ما يهم حقا؟! لا تدري لماذا تفكر فيها اليوم على أنها خالتها لا أمها، بل هي تجد نفسها اليوم بعد ليلة طويلة أرقة منفصلة تماما عن كل من حولها، تشعر أنها تقف على الشاطئ وحيدة والآخرون كلهم على شاطئ نفس البحر الهادر... لا بل المحيط... لكن على ضفته الأخرى!!
تظلمهم وهي موقنة من ذلك ولكن ما بيدها لتفعله غير السخط على وضعها الذي تجد نفسها به الآن؟! لم يجبرها أحد أن تلعب دورا بطولي في مسرحيتها الحالية ولكن بداخلها تعلم أنها لا تقدر الا أن تجعل من الأيام الأخيرة لوالدها أياما سعيدة!! نعم والدها... لم تشعر يوما أنها ليست بين أسرتها الحقيقية.. أب وأم وأخوة!! كانت منهم حقيقة حتى خذلتهم هي ببذرة أنانية زرعت داخلها بلا وعيها لترعاها بقلب واجف مرتعب مذنب بوعيها!!! كسرته وولده ... يا الله ما أعظم ذنبها والله لو ذبحت نفسها أمامهم قربانا لمغفرتهم لما أعطتهم حقهم!! لكن الأكبر سامحها بقلب أب... تفهمها... رحم ضعفها ومصابها ولكن بعد حين.. بعقل ناضج حكيم أدرك أنها كانت الخاسر الأكبر، أقسمت أن تبذل الغالي والرخيص لتحاول اصلاح ما كان ووضعها على مصقلة الاعدام بين مطرقة كرم وسندانه هو أبسط ما يكون... وها قد حققت له أمنيته ومهدت له طريق الانتقام فليهنأ به وللتتطهر روحها المغموسة بعار الأنانية والاثم العظيم!!
أخذت غزل نفسا عميقا واتجهت نحو الباب ولسانها يلهج بذكر الله بكل ما تحفظه من آيات وأوردة علّه ينزل على قلبها بعضا من الطمانينة والسكينة، وما ان فتحت الباب حتى وجدت نفسها بمواجهته... لوحدها... مرة أخرى!!
.................................................. ................................
خرج كرم من غرفة عمر وناظر نفسه بالمرآة وشعور بسيط من الراحة بتسرب لثناياه فهو جدا راض عما ابتدره مع أخيه منذ قليل كخطوة أولى فذلك الشاب لطالما كان مدللا جدا عند والده وكأنه كان يشعر أن سنين عمره لن تكفيه ليغدق على صغيره ما يكفيه من حنان ودلال فقرر اعطاءه مما قدمه لأشقاءه خلال سنوات عمرهم ولكن جرعة واحدة!! ولكن كرم بداخله رغم معارضته الدائمة للافراط في دلال عمر قد عاهد نفسه أن لا يقطع لأبيه عادة!!
سيبذل قصارى جهده ليريحهم كلهم ويذلل لهم صعاب حياتهم، أخرج من جيبه سيجارة بينما عيناه تحيدان لذلك الباب المغلق بوجهه فيتنهد بقوة ويشعل سيجاره وحال باله يتساءل.... هل سيأتي اليوم الذي يريح هو فيه نفسه أو حتى... يريحها!!
وكأن أفكاره بها عصا سحرية فما ان لاحت بها حتى فتح باب غرفتها لتظهر أمامه... فاتنة!! يالله كم يكره تلك الفتنة المتسربلة الآن بطقما متمازج بتناقض بين اللون الكحلي الطاغي والأبيض المتقهقر... وهل من مذنب في حياته سوى فتنتها؟ لاحظ تراجعها لنصف خطوة عند رؤيتها له وكأنها تخطط لعملية هروب حربي ثم شاهدها تلهج بشيء بلا صوت وتهرب بعيني الملاك بعيدا عنه وتخطو للأمام ليوقفها قائلا دون شعور: استني!!
تحنطت أمامه لتقول بهمس اذ من الواضح ان ذكرى الأمس القريب تحوم حولها: ايش بدك؟
تنحنح وحالة من شعور كريه تسيطر عليه... حالة من فقدان الهدف... اقترب منها أكثر ليمد كفه لها قائلا: شو نسيتي انا عرسان ومفروض نطلعلهم مع بعض؟ يعني عشان شكلنا قدامهم
نظرت غزل بفزع ليده غير قادرة أبدا على مجاملته ولو بدور تكميلي بعد ما حدث أمس بينهما... أمس تجرد من انسانيته امامها ليصبح بنظرها مجرد حيوان آخر!!
سحب كرم يده ليسالها متجاهلا رفضها لينتشلها من تلك الدائرة التي يثق جازما أنها تحوم داخلها: لساتك زعلانة عشان خالك مش جاي اليوم؟
نظرت له غزل باستغراب شديد فهذه هي المرة الأولى التي يفتح فيها معها موضوعا خارجا عن قاموس اهاناته ولائحة اوامره! لتجيبه بصوت حاولت جهدها جعله طبيعي: زعلانة لأنه مش راضي عن اللي بصير اليوم
عادت العفاريت تتنطط أمامه قائلا: مش من حقه يرضى أو يزعل... أنا لما رحتله رحت عشان أخبره برجوعنا لبعض احتراما لمكانته كخالك مش عشان استأذنه ويلقي علي محاضرة طويلة عريضة ينهيها انه رافض يعطيني اياكي!! ليش من ايمتى الحق بينعطا؟ الحق بيتاخد غصب عن راس الراضي والزعلان!!
بهتت غزل أمام انفجاره غير المبرر فما حدث حدث منذ ايام عديدة ولا داعي لكل هذا الانفعال... المكرر!! نظر لها كرم ليعطيها مرفقه هذه المرة قائلا بصوت مغتاظ: خلصيني امشي
.................................................. ................................
منذ نصف ساعة وأكثر ترفض دقات قلبها الهدوء، يالله كم هي شاكرة لزوجة خالها التي طلبت منها قطف بعض عروق النعناع من حديقة المنزل الصغيرة قاطعة عليها حالة البلاهة التي أحاقت بها بعد جملته الغامضة تلك لتجعلها خرساء فاغرة الفاه بغباء !!
الحقيقة أنها كانت ممتنة جدا جدا لها فهي كانت بحق على وشك أن تفضح نفسها بحركة خرقاء جديدة أمام عيني ذلك الجارح بلا ندم!! يا الهي كلما قالت أنها في المرة القادمة ستصلح من صورتها البهلوانية أمامه تزيد من حركاتها تلك دون قصد منها!! ما بالها مذ قررت مجاهرة هذا الحبيب عشقها الدامي تحولت من غبية الى أغبى... من حمقاء الى أحمق!! ليست نادمة أبدا على تلك السنوات التي قاطعته به أثناء سنوات زواجه الأربع فزياراته القصيرة جدا للأردن سهلت عليها مهمة التهرب منه، ففي أول سنة كانت تشعل نيران حقد عليه في قلبها الجريح ولكن بعد عام وما يحويه العقل فيه من نضج يزيد المكيال فيه أدركت أن ما حصل كان خطأها وحدها هي فقط... ما ذنبه ان أرضعتها امها عشقه مخلوطا بلبنها!! ما ذنبه ان اتخذت من لطفه الذي يغدقه على الجميع وحنانه الذي لا ينتهي مخدعا لأحلام مراهقتها الوردية وحبها الذي لا يموت!!
أدخلت سراب أنفاس من هواء الحديقة المنعش المحمل بعبق النعناع مخلوطا بالحبق الفواح وهي تفكر...نعم للأسف لا يموت.... آآآه كم تمنت أن تنساه لتفشل حتى بأن تتناساه.. دائما ما كان له زاوية مخبأة بأعمق أعماق القلب مقفول عليها بكلمة سر واحدة تتكون من أربعة حروف أولها أحمد وآخرها أحمد... آآآه منك أيها الأحمد.. أما آن لك ان ترحمني من رقتك وحنانك؟ أما آن لك أن تخاف من فهمي المغلوط لمسميات الأمور!! ألا تخاف أن أمزج بين الجد واللعب من جديد فألبس مزاحك ثوبا أبيض وأذهب للمزينة لتجعلني لك احلى عروس!!
.................................................. ................................



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 25-04-16 الساعة 11:25 AM
bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس