عرض مشاركة واحدة
قديم 24-12-13, 07:33 PM   #1

وليد الراوي
 
الصورة الرمزية وليد الراوي

? العضوٌ??? » 309584
?  التسِجيلٌ » Dec 2013
? مشَارَ?اتْي » 5
?  نُقآطِيْ » وليد الراوي is on a distinguished road
Rewitysmile27 الرمز الغامض - بقلمي


الرمز الغامض

الفصل الاول:الفتى سرمد

انا فتى اسمي سرمد, في 15من عمري, سأنتقل في هذه العطله الى منزل جدتي الواقع خارج المدينه,اين الاشجار المرتفعه
والحيوانات البريه المتوحشه, اعتدت ان اذهب كل عطله الى هناك, ها أنا احزم اليوم امتعتي وماأحتاجه, احاول تذكر شيئ كنت قد نسيته
في المره السابقه, فانا لا احب ان اندم,......انطلق صوت امه قادم من اسفل فغرفته في طابق الاعلى
-سرمد...قد وضعت ملابسك هنا لاتنسى ان تأخذهم معك, ضعهم في الحقيبة.
- حسنا ياأمي ...اجابها سرمد وهو مازال يفكر في اشياءه التي ياخذها.
لقد رن هاتفه رنتين انها رنه الرسائل .... اقترب من هاتفه الذي كان فوق فراشه حمله لينظر اليه, ورساله البطاريه تعارضه,
كان عليه ان يشحنه قبل ان يدخل الشاحن الى حقيبته, عزم على لا يبعثر كل شيء وانه لا يحتاج الى هاتفه حاليا, ربما يشحنه اذا وصل الى بيت
جدته.
فتح الرساله انها رساله من صديقه جمال صديق الطفوله, انه صديق التقاه في عزمى اين تسكن جدته, كان سرمد قد ارسل اليه رساله
انه قادم اليه منذ يومين, عجب ان يجد الاجابه في وقت متأخر, فتح النص ليجد ارقاما وثلاثه حروف تبدأها, فكر سرمد فهو لم يعرف انه
يكتب رسائل مشفرة, كما انه لم يكن يحب هذا النوع من الاشياء, ايضا هو لم يلتقه منذ مدة كان من غير الطبيعي ان يبعث رسالة كهذه,
ربما بعثت من غير ادراك منه كمن يجلس على الهاتف وهذا يحدث كثيرا.
-غبي .... قال سرمد وهو يحدق بالهاتف الذي فقد طاقته.
لقد سمع صوت باب المنزل الاسفل يفتح, لقد تذكر سرمد ابوه الذي كان ينتظره بالخارج, وهو يسد اذنيه الا ان ابوه سبق
-سرمد....اين انت؟ هل انتظرك اليوم كله؟....اين انت؟ اظن اني سأترك تنتقل في الباص. قالها في صوت يسمعه البعيد
-انا ات....اجابه بسرعة. -اظن اني سأنسى شيئا ...قالها لنفسه في غيظ.
حمل هاتفه واغلق حقيبته, وترك النوافذ لأمه, ثم الق بعينيه بنظرة ماسحة لغرفته, يريد ان يستوعب شيئا ربما قد فوته, وهي في نفس
الوقت توديعة قصيرة لمكان نومه, ومحط اشياءه, قد تكون الاخيره فهو لايعلم ولا احد يعلم اذا اغلق بابا انه قد يعيد فتحه ثانية.
لقد كان عدد درجات السلم الذي ينزل منه معروفا عنده, فهو يتخطاها ويجهز نفسه في نفس الوقت, هذه عادته فهو ينهض متأخرا الى المدرسة,
فهو يريد ان يجمع الوقت بكسله, لكنه سعيد بفعل هذا, لقد صادف ابوه اسفل الدرج, ينظر إليه متعجبا...
-ما أخرك؟ هل تحزم امتعتك لتنتقل من البيت؟ انها مجرد رحلة وتعود...ياالهي .قالها متبسما. ان ابوه طيب معه رغم مايقصره ابنه
في الدراسة والاجتهاد. ربما يذكره بنفسه, او لان ابوه أيضا كان يعامله هذه المعاملة. نظر الى امه الحزينه التي لا تحب فراق ابنها
وهل من ام تحب فراق فلده كبدها, وفي نفس الوقت احساس الام بالابن وخوفها عليه كان يسيطر عليها, وقد كانت صرحت له قبل ذلك, واشارت اليه بان
يترك الذهاب هذه المرة.
-لاتقلقي ماهي الا ايام, احبك يا امي.. الى اللقاء..قالها بحدة راجيا ان يكسر خوف امه وحزنها, الا انه ارتاح لما رأى انها قد
تبسمت, اغلق الباب وراءه مسرعا, فهو لا يريد ان يغضب والده مرتين, جعل حقيبته في المقعد الخلفي وجلس في المقعد الامامي في
خفة,قال له الاب:
-الان بدأت تعجبني
تبسم سرمد مظهرأ شيئا من البلاهة خشية ان يكون ابوه غير جاد في مدحه, وانطلقا سيرا الى الامام .
-متى تتعلم السياقه؟... التفت الاب اليه سائلا. ..ام تريد ان تنتظر السن القانوني وتحصل على الرخصة؟
لم يجبه سرمد فقد كان يتفقد حقيبته, لم يجبه لان الاب يعيد هذا السؤال يوميا,
-اااااااه لقد نسيت حذاء الرياضة ...قالها في يأس وغضب. كنت اعرف اني سأنسى شيئا.
وصلا الى الطريق الفرعية من جانب المدينة الا انه كان هناك ازدحام كبير..
- لم تكن هذه تزدحم في سابق الايام ولو علمت بذلك لما سلكتها, اظن ان شيئا ما يحدث هناك....يبدو عراكا او حادث سيارة . قالها
الاب رافعا راسه عاليا.
- سأذهب لاتفقد مايحدث ...يقول سرمد فاتحا الباب وهو يخرج بسرعة.
لقد كان بينه وبين الجمع الواقف هناك اربع سيارات, السيارة التي تلي الزحم كانت سيارة سوداء مغطاة زجاجها بمانع الرؤيا مما يعرف
عند خواص السيارات من الامن والسفارات, لقد كانت الباب مفتوحة, ولا احد بداخلها, لقد ظهر لسرمد ذلك جليا فهي تظهر للبعيد
فضلا على القريب, لقد خطر الى باله ان صاحبها هو سبب او مسبب الحادث, انفض الجمع فجأة, بعد رفع صوت صارخ
-انقشعوا....هيا ..كل يرى شغله. لقد كان صوت رجل كبير, تستطيع تمييزه بسهوله وخاصة انه ذا بحبحة ظاهرة.
لم يرى اي جثة على الارض, او سيارة مقلوبة, او اي شيء يدل على الاصطدام...بعد ذهاب الناس وقف الفتى يراقب
من بعيد مايحدث,بقي هناك رجلان احدهما المسن الصارخ, فقد تابع حديثه في صوت يرتفع وينخفض,والاخر رجل شاب ذا نظارة سوداء
عليهما لباسين غريبين قلنسوه سوداء اعلى رأسيهما,وعباءة سوداء, تحتها اللباس الرسمي المعروف بالكلاسيكي, لقد بدا الرجلان وكأنها
لا يتفقان على شيء, فهما لا يزالان يتآكلان بالكلام الى ان ركبوا السيارة.
- لقد توقف لغير سبب... سمع سرمد كلاما يأتي من خلفه...رجل يحدث صاحبه.
-لقد كان الرجل العجوز يقود السيارة
-وهل كنت هنا؟ قال له الثاني
-نعم كنت عند الخباز حين خرج هذا الرجل من ذلك البيت المقابل للمخبزة.
-اصبح الناس يركنون فالطريق.ياللعجب....قال الثاني.
-ليس هذا هو المهم,يقول سرمد في نفسه, ماذا يعني لغير سبب, ولماذا يتعاركان هنا امام منزل غريب متجاهلين الناس ومن حولهم,
من يكونان؟ ما هذه السيارة وهذا اللباس الذي لم اره سابقا؟ الفضول اغرق الفتى سرمد فهو لايحب الغموض, لقد لاحظ ان اصوات
اجرس السيارات ارتفعت عاليا, بعدها بدأت السيارة السوداء بالتحرك لقد انتبه سرمد بجانب السياره على الارض من جهة السائق شيئا وكانه كيس
اسود, التفت يمينا وشمالا فلم ير عينا عليه, لقد تقدم وكانه يريد قطع الطريق, ليصل الى جانبه الاخر طأطأ ليأخذه فيجد ان الكيس ليس
بالخفيف ولا بثقيل, واذا بجرس سيارة خلفه
- ماذا تفعل عندك ؟...هيا اصعد فقد اضعنا كثيرا من الوقت.
-حسنا.... اجابه سرمد وهو يحدق في والده بطريقة شاردة يحاول التفكير بالكيس مع عدم النظر اليه لئلا يلفت نظره الى ما يحمله .
انتقل مسرعا حاملا الكيس بيده اليمنى الجهه التي لا تقابل والده مخفيا اياها بكل حرص وواضعا اياها في حقيبته الممتلئة بطريقة سلسة,
وانطلقت السيارة مسرعة محاولة تعويض الوقت الذي ضاع في الزحام.
-ماذا كان هناك؟
-رجلان يتعركان.... في سرعة قالها سرمد وكانه كان يعرف السؤال مسبقا.
-لقد قل الصبر في ايامنا, وقل المعروف.
-نعم ...قال سرمد ذلك ليتفاجئ بالسيارة السوداء قادمه من الجهة المعاكسة, لقد فهم سرمد في تلك اللحظة كل شيء وكأن الامر عرض عليه في
صورة واحدة, لقد كانت مسرعة, عائدة الى نفس المكان الذي انطلقت منه...
-هل علما بأمري؟ سرمد يحدث نفسه, انعطفت سيارة أبيه الي اليمين لم تعد تلك الطريق تظهر, تنفس سرمد قائلا لنفسه
-يالي من جبان, وكيف قد يعلم بامري؟
قال الاب باستغراب
-ماذا قلت؟
-ابي ....من يلبسون القلنسوات السود و بعباءات سوداء في بلادنا ؟
قال الاب بعد تفكير قصير مائلا رأسه
-لا اعلم من يلبسون في هذا البلد بهذا اللباس.....لما تسأل؟
-لا... رأيت احدى الصور معلقة تحمل صورة رجل بمثل هذا اللباس
لقد احرق سرمد الفضول, لقد كاد ان يخرجها امام ابيه لولا تعظيمه لما في الكيس.
هل الكيس سبب الشجار,لقد سبح في مخيلته, واخذ يفكر الى ان نام.
بعد 3ساعات
-انهض فقد وصلنا ..قالها له الاب يقطع بها نومه الهادئ بين الاشجارالمرتفعة.
-لقد وصلنا؟ .. رفع رأسه, انه منزل جدته المنزل الذي يقضي فيه عطلته, خرج من السيارة حاملا حقيبته معه, وهو ينظر يمينا
وشمالا .
-مالذي ينقص بالمكان؟ فقد شعر بشيء ليس في مكانه هذه السنة, تقدم من الباب ليطرقه, بينما ركن الاب السيارة خلف المنزل في
المستودع الكبير.
وينتظر الباب يفتح وهو يستنشق ذلك الهواء الغابي العليل.


---------------- الفصل الثاني:منزل الجدة -----------------




صوت من الخطى المتسارعة تأتي من وراء الباب, ومن ثم يتلوه صوت تحرك المغلاق وفتحت الباب بسرعة, وسرمد مستغرب لانه لم يعلم ان جدته سريعة, فقد ألفها ثقيلة الحركة لكبر سنها, وتقدمها في العمر,
-مرحبا سرمد..... لقد صادفته ابنت عمه رنيم,

في ثلاثين من عمرها, هي غير متزوجة وتقضي وقتها في العمل حتى في ساعات
راحتها, تعمل في فرنسا ولكنها تنزل احيانا في العطلة الشتائية.
- مرحبا ...في ابتسامة مصطنعه يجيبها سرمد

, فهو قد شعر بشيء من الضيق لرؤيتها, قد يفسد حضورها شيئا من المتعة
والحرية, فهو يعرف صرامتها.


-......من هناك؟ ......هل وصلوا؟

في صوت يفهم من سياق اللحن النازل الذي يشير الى الاستفهام, انها جدته يعرف
سرمد صوتها فيعجل في الدخول, ويسلم عليها في فرح واشتياق فهي امه الثانية التي ربته, وعطفت عليه.
- كيف حالك جدتي ؟ الحمد لله وانت؟
-الحمد لله وانت يا بني ؟ كيف حال امك؟

ويدخلان في حديث اللقاء بعد طويل الفراق.

بعد ان جلسا في غرفة المعيشة الى تلي مدخل المنزل
هي تتوسطه وبه نافذة واسعة من يمينها ويدخل الضوء من خلالها, تُرسم على ستارها اوراق الشجر المتراقص.
وتمضي لحظات لتظهر رنيم حاملة فناجين القهوه والكعك المنزلي التي تصنعه الجدة بيدها.
- رنيم ستبقى معنا هنا لاسبوعين قبل عودتها لعملها في فرنسا. قالت الجدة وهي تنظر الى رنيم قادمة وهي تبتسم. لقد جهزت لك
الغرفة, هذه السنه غرفتك من اليسار في الطابق العلوي, الغرفة التي لطالما اردت النوم بها.


وانحت رنيم لتأخذ حقيبته قائلة- ساجعلها في غرفتك...
اراد سرمد ان يمنعها من ذلك,

ولكن الجدة كانت تحدثه ولم ير انه من الادب ان يقاطعها, لكنه كان يتبع حقيبته بعينيه وهي تصعد بها في الدرج.

وفي نفس الوقت يتمنى ان لا يسقط الكيس منه فلم يكن بعمق داخله, او انها قد تحاول ترتيب ملابسه....

-مارأيك؟ قالت الجدة
رافعة صوتها تريد ان تخرجه من ذهوله.
- نعم ... لطالما اردت ان انام بها هههه. اجابها بسرعة محاولا تذكر ما تقول ومشيراً انه يسمعها.
- لا.. انا اقصد هذا ..انا اتكلم عن فناء البيت ..لقد ازلنا الاشجار المحاذية.. مما جعله واسعا وفسيحا.
- لقد علمت ان هناك شيئا قد تغير, قال سرمد هو يطل من النافذة الواسعة. ....



- كيف حال امي ؟ دخل ابو سرمد وهو ينرع
معطفه.
- اهلا عامر.. كيف حالك, لم تأخرتم؟....
- لقد زرت صديقي حسان وانا قادم فاقسم علي الا اكلت طعامه, فجلست عنده
نظر اليه سرمد مستغربا وهو يسأله -وانا نائم , لم اشعر بذلك....
تبسم الاب وهو يلتفت لامه
- انا سأغاد الان فانا مستعجل.
- ماذا؟ لكن الوقت متأخر, تستطيع النوم هنا.
- لكن لدي اشغال غدا ويجب ان انطلق. قال الاب في وجه يظهر فيه الضيق والحزن.
- لن ادعك تذهب كما اني سأحتاجك في امر. وتمد يدها الى نظارتها, وهي عادتها عندما تصر على شيء ما.
- حسنا.....
في هذا الوقت تذكر سرمد الحقيبه وحاول ان يتسلل,

لكن ابوه اشار اليه بمفتاح السيارة -اذهب واحضر الحاجيات التي احضرتها من
السيارة...
- حاضر ......قالها في غضب وهو ينظر الى اعلى الدرج,



انتقل سرمد الى باب البيت وهي ينظر اليه ويتذكر السنوات الماضية
التي امضاها في البيت, اكثر من عشر سنوات, انطلق الى السيارة التي تقع في المستودع الكبير خلف المنزل,

ليرى سيارة ابيه قد ركنت الى جانب سيارة اخرى,

-لابد انها لرنيم .

قال سرمد في نفسه مستيقنا, فهو يرى انها تقضي وقتا طويلا في العمل فلا بد ان
تجني كثيرا من المال,

فتح السيارة وحمل الاشياء التي احضرها ابوه, لقد سحبها اليه وهو ينظر اليها, فلم ير ابوه يشتريها وهو في
طريقه الى هنا لانه كان نائما, كانت مجموعة من الفواكه اضافة الى صندوق حديدي مغلق.
يعود سرمد الى البيت,

وعند اقترابه من الباب اعاد النظر الى الفسحة الجديدة التي وجدت بذهاب الاشجار, وكانها تصلح لجعلها ملعبا
لكرة القدم, او مسبحا تحت الاشجار.


-كيف حال ابوك؟ سمع سرمد ابوه وهو يخاطب رنيم.

-يبدو انه لقيها.قال في نفسه.
قصد سرمد المطبخ ليضع الاشياء, لكن ابوه قاطعه واخد العلبة من يده,

-خذ الباقي الى المطبخ...

يقول له وهو ينظر الى المطبخ المجاور للمعيشة من اليسار,

دخل المطبخ واخذ كوبا من الماء. ثم توجه الى الدرج وهو يوسع في خطاه درجتين درجتين, ثم التفت
يمينا, ليتذكر ان غرفته الان في اليسار.


لقد كان هناك رواق بخمسة امتار من الدرج الى يمينه و كذا خمسة الى يساره, وفي اخر الرواق الى اليمين تقابل الماشي غرفة مغلقة,

لم ير سرمد مابداخلها على الرغم من ان غرفة التي كان ينام بها واقعة بيمينها وعن يسار الغرفة المغلقة نافذة صغيرة تقابل غرفة
التي كان ينام فيها سرمد,

لقد كان يخاف من الغرفة المغلقة لانه كان يستمع منها اصواتا, وهو سبب عدم رغبته بالنوم بها, لكن كل ما
كان يسمعه توهما,جدته قالت له ذلك, وان المرء اذا خاف من شيء توهم له مايخافه ليصير حقيقة.
توجه سرمد الى اليسار الذي هو نظير الجهه اليمنى في كل شيء الا الغرفة المغلقة فقد كان يناظرها حائط الذي يليه الجهة الخارجيه للبيت,

كان باب الغرفة مفتوحا دفعه ليدخلها, لقد كانت كالغرفه اليمنى, حتى ترتيب الغرفة كان كذلك, بها نافذة واسعة.
- لايمكن ... قال سرمد في ضجر, لقد كان ملابسه مرتبة على سريره وساعته وشاحنه فوق الطاولة

, مما يعني ان رنيم فتحت
الحقيبة, لقد كان ينظر يمينا وشمالا,

لكنه لم يجد الكيس قصد ادراج المكتب يفتحها واحدا واحدا, لكنه لم يجده.
- الحقيبة .... قالها في تذكر و ابتسامه خفيفة متعبة,

بدأ يتقدم من الحقيبة خطوة خطوة بلا اسراع,

وهو يتمنى في كل خطوة ان
يكون الكيس بداخلها.

-----------------الفصل الثالث: من فعلها؟--------------------


لقد جلس الى السرير في يأس وتفكير عميقين, متسائلا ما ان كانت اخذته رنيم, وماذا فعلت به؟ وهل فتحته ام هي تحتفظ به وهو مغلق, ثم

تذكر انه يحمل كيسا لايعلم ما بداخله, فتعود إليه صوره المسن صاحب القلنسوة السوداء, عندما كان عائدا بسرعة الى مكان فقدان

الكيس, لم تكن نظراته تحمل اي شيء سوى القلق والغضب والتيهان, فانه ان دل على شيء فانه يدل على ان الكيس به شيء مهم,

شيء قد لا يقدر اهميته الا صاحبه, ثم راح يخمن ما في الكيس -هل به نصيب من الاحجار الكريمة الثمينة؟ او به شيء كمفاتيح تعود

لخزانة اشياء مهمة ؟ ويقابل به ما ان فتحت رنيم ذلك الكيس وما يمكن ان يمكن ان تظنه به, ثم انطلق مسرعا الى باب الغرفة التي تركها

مفتوحة, لقد اسرع في الرواق من دون ان يأخذ نفسا, اخذ الادراج يقفزها يحاول ان يسرع بكل ما يستطيع عسى ان يصل بها قبل ان

تفتحه, ووجد ابوه وجدته يتمتمان في صوت خفي, لقد قطعا حديثهما ملتفتين اليه في نظرة يظهر عليها التفاجئ, لقد ظهر انه قد ازعجه

قدومه اليهما, وكانه قد قاطعهما بامر مهم.


-الم تقل انك ذاهب لترتاح؟ تقول الجدة في تثاقل وهي تحاول سريعا اغلاق الصندوق الحديدي,-....اين رنيم؟ قالها في لهاث.
-رنيم ..... لقد ذهبت لتشتري اغراضا من المدينة المجاورة بسيارة ابيك, لقد كانت تبحث عنك لتأخذك معها لكن اعلمتها انك ذاهب

للاستلقاء قليلا.

لقد زاد قلق سرمد, وظهر ذلك على وجهه
- ولما تبحث عنها؟ قال الاب وهو يلتفت اليه.
- لا شيء اردت ان اسألها عن امر ما.
- لن يطول غيابها سأعلمك عند حضورها. قالت الجدة وهي تمسح على الصندوق
- هل لديها رقم هاتف؟ اريد ان اسألها ان تشتري لي شيئا من المدينة.
مد الاب اليه هاتفه وقال -اتصل بهاتفي.

اراد ان يخلو سرمد بالهاتف, مستغلا ذريعة شغلهما, فكر في ان يسـتاذن من أبيه ان يصعد, لكنهما قاما بعد كلام تمتماه بينهما,

حملت الجدة الصندوق ثم توجها الى غرفها و اغلقت الباب وراءهما, لم يرتب سرمد كثير فهو مستعجل, اخذ يقلب ارقام الهاتف, ليجد

اسم رنيم بينها, لكن الاسماء كان كثيرة....-اراهن على ان اسم حارس الشركة بينهم....تمتم سرمد غاضبا.
لقد انتقل الى البحث ليكتبه, لكنه لم يظهر, لقد تذكر سرمد ان ابوه لا يكتب اسماء العائلة وانما يكتفي بالاشارة النسبية, فهو يعلم ان

رقمه عليه اسم ابني, كما ان اسم امه مكتوب زوجتي, فنقر سريعا اسم ابنت اخي, لقد ظهر الرقم, لم يتردد لحظة في ضغط الزر

الاخضر, انه يرن, لكن لم ترفع السماعة, لقد اعاد الاتصال وهو يفكر انه قد لا يكون رقمها,
- اهلا عمي .....لقد اجابت للاتصال مما جعل سرمد يربكه ماذا يقول .
- انا سرمد اردت اسألك ما اذا اردت احضار مذكرة من المكتبة وقلم .قال سرمد في تردد
- حسنا ....سامر بالمكتبة
- شكرا . بالمناسبة رنيم .... اين وضعت الكيس الذي كان في حقيبتي. تكلم سرمد مباشرة, كاسرا التردد الذي كان عليه
- ............. لم يكن هناك اجابة, مع ان الهاتف لم يقفل بعد,فقد ظهر في صوته صوت شاحنة عابرة مدوية.
- هل تسمعينني يارنيم.
- معذرة لم اسمعك, ماذا قلت؟
- كان لدي كيس في حقيبتي؟ في اعلاها, اين وضعته؟ فأنا لم اجده.
- لم هناك اي كيس.في الاعلى كانت ملابسك فقط. قالت رنيم في ثقة
- حسنا شكرا لك.


قفل سرمد السماعة, الشيء الذي فكر به وهو يقفل الهاتف ,-اين الكيس؟
استعاد سرمد لحظة امساكه للكيس على الرصيف الى اتصاله برنيم في بيت جدته, جلس على الاريكة وهو يفكر, مرت اربع ساعات على

ايجاده واخفاءه, لقد نام خلالها فهو كان لاوعي لمدة ثلاث ساعات, قد يكون ابوه هو من اخذه عندما نام بالسيارة, او عندما فارقه ابوه

الى بيت حسان, هو كان لايزال نائما بالسيارة, لربما تسلل اليه احدهم فأخذها. لم يرد تصديق رنيم على رغم من صوتها الواثق,

فربما اخذته وكذبت عليه, ماذا عن والده لو أخذه لكان قد سأله ماذا يفعل هذا الشيء عنده ايا كان هذا الشيء. لقد تردد في سؤال ابيه فهو

لا يريد اعلامه بامر الكيس الاسود.

اخذ سرمد يفكر طويلا الى ان فتحت الباب وخرج ابوه من غرفة امه, فانطلق والقلق يأكله قائلا
-ابي هل اغلقت السيارة عندما تركتني نائما بها؟
- نعم ....قال الاب مبتسما ..... مع علمي بأنه لا احد سيقترب منها.
التفتا لما سمعا صوت باب المنزل, انها رنيم حاملة الاشياء في يديها, لقد وضعت الاشياء في المطبخ, وتبعها سرمد, وهو ينظر اليها

لا يدري مايقول.التفتت اليه رنيم
- هل هل وجدت الكيس؟
- لا. قال سرمد وهو ينظر الى رنيم محاولا ان يستخرج صدقا او كذبا من وجهها. لقد تقدمت الى ابيه مخرجة المفاتيح من جيب

معطفها.
- شكر لك يا عمي.
- لابأس ... عليك ان تقتني سيارة تستعينين بها على تنقلك بعد ان تستقري هنا.
- اليس لديك سيارة؟ .. قال سرمد وهو متعجب. فقد رأى سيارة مركونة الى جانب سيارة ابيه
- لا .... قالت رنيم وهي تنزع معطفها....
- ولمن تلك السيارة الخضراء التي في الخارج؟ سرمد يسأل
- اي سيارة؟ لا توجد اي سيارة بالخارج ماعدا سيارة ابيك.

تعجب سرمد وانطلق مسرعا الى المستودع الخلفي, فيجد سيارة ابيه فقط قد ركنت الى مكان السيارة الخضراء.. لكن لا وجود للسيارة

الخضراء في الانحاء.
لم يكن هناك منازل قريبة من منزل الجدة,الا بعض المنازل البعيدة التي تظهر اسفل الوادي من بين الاشجار المرتفعة, فلا يمكن ان يكون

احد قد ركنها ونزل الى الديار التي تبعد البيت كيلومترا, هل يمكن ان يكون صحابها هو من تسلل و اخذ الكيس؟ ان كان اخذه فمتى؟

تساؤلات ازعجت سرمد, وشوشت تفكيره فهو لم يعلم بمكان الكيس الاسود. ومن اخذه فهل هي رنيم؟ ام ابوه عندما كان بسيارة نائما؟ ام

الشخص المجهول الذي ركن السيارة الخضراء هنا؟

دخل سرمد البيت حزينا, وهو ينظر الى ابيه ورنيم, ثم التفت الى الادراج يصعدها في تأن ويأس, سببه تفكيره العميق, لقد صادف

الجدة اعلى الدرج, قالت له في ابتسامة خفيفة -هل اعجبتك الغرفة الجديدة؟
-نعم.... في ابتسامة مرسومة موهومة. فهو لم يستطع اخفاء قلقه.
ثم تابع سرمد مشيه متوجها الى غرفته, تاركا الجدة خلف ظهره. ثم فتح باب غرفته,...
-حاول الاستفادة منه..فمكانه جيد ....قالت الجدة وهي تنزل الدرج الاول.
-حسنا...دفع سرمد الباب ثم اغلقها من خلفه, والقى بنفسه في سريره وهو ينظر الى السقف ويفكر, تذكر صديقه جمال,
-علي اناتصل به...قال سرمد في نفسه.

ثم نهض من السرير يريد هاتفه, لفت انتباه شيء على المكتب غير الشاحن والهاتف .
-......لايمكن... قال في حيرة واستغراب, لقد وجد الكيس الاسود فوق المكتب, مما زاده الامر حيرة, فهو متأكد ان

الكيس لم يكن فوقه عند خروجه اخر مرة من الغرفة.
سحب كرسي المكتب جالسا عليه, وجعل الكيس بين يديه, قد اغرقه فكرة ذهاب

الكيس وعودته, اكثر من فكرة مضمونه ومحتواه, لقد احس ان احدا يراه من حيث لا يراه.


روابط فصول الرواية ...

الفصل 1,2,3 ..فى نفس المشاركة

الفصل الرابع





التعديل الأخير تم بواسطة rola2065 ; 06-01-14 الساعة 07:29 PM
وليد الراوي غير متواجد حالياً